حذف نون مضارع كان ودلالاته في القرآن الكريم
Deletion of the present tense (Kana) and its significance in the Holly Quran
د. مرتضى فرح علي وداعة (أستاذ مساعد، جامعة ظفار، سلطنة عمان)
Dr. Murtada Farah Ali Widaa (Ass.Prof, Dhofar university, Sultanate of Oman)
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية العدد 80 الصفحة 55.
ملخص:
تتناول هذه الدراسة حذف النون من الفعل المضارع لكان، وتهدف إلى معرفة الأسباب التي تؤدي إلى حذف نون مضارع (كان)، وتحديد المواضع التي حذفت فيها، ودلالات هذا الحذف في القرآن الكريم، وقد اتبعت الدراسة المنهجين الوصفي التحليلي، والاستقرائي، وقد تم تناول الموضوع من خلال: حذف نون كان عند النحويين واللغويين من حيث شروط هذا الحذف، وأسبابه ودلالته، ثم تناول حذفها في القرآن الكريم ودلالة هذا الحذف في كل موضع.
توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج من أبرزها: أسباب حذف هذه النون: كثرة الاستعمال، والتخفيف، والتقاء الساكنين، وتشبهها بحروف العلة إذ إنها تحذف حال الجزم، والدلالة العامة لحذف النون هي التنبيه على الصغر والحقارة والإيجاز والاستغراق في النفي وتعميقه وتختلف دلالة حذفها باختلاف السياق القرآني، وقد ورد مضارع (كان) محذوف النون في كل صوره في القرآن الكريم؛ حيث ورد (تك) و(يك) سبع مرات، و(نك) مرتين، و(أك) مرة واحدة.
الكلمات المفتاحية: كان، نون المضارع، الحذف، الدلالة.
Abstract:
This study aims to find out the reasons of that lead to the deletion of the present (ن) Kana, and to identify the places where it was omitted, and the indications of this deletion in the Holy Quran. The study followed the descriptive analytical and inductive approaches. The topic was dealt through: The deletion of (ن) Kana according to the grammarians and linguists in terms of the conditions for this deletion, its causes and significance, then dealt with its deletion in the Holy Quran and the significance for this deletion in every place.
The study reached a number of results, most notably: Reasons for deleting this (ن): Frequent use and dilution, A consonants meeting with another one, and likened to vowels and the (ن) omitted in the case of assertiveness, the (ن) is to warm against smallness, meanness, brevity and immersion in negintive and deeping it, and the meaning of it’s omission varies according to the Quranic context, the present verb kana was omitted in all cases in the Holly Quran, where it was stated in (Taku) (Yaku) seven times, and (Naku) twice and (Aku) once..
Key wards: kana, present tense verb (ن), deletion, indication.
مقدمة: يرتبط بناء الكلمة عمومًا بدلالتها وموقعها من الجمل والسياق، ومما يؤثر في بناء الكلمة وما تترتب عليه من تغيرات في الدلالة الحذف، أي: حذف جزء من الكلمة، فقد تحذف فاء الكلمة كما في هبة ، وعدة، وقد تحذف عين الكلمة كما في قل وصم، وقد تحذف لام الكلمة كما في: يك، تك، نك، أك، وهذا الأخير هو موضوع هذه الدراسة.
ذلك أنَّ المضارع من (كان) إذا جزم يجوز حذف لامه وتركها حسب شروط محددة؛ إذ يجوز قولك: ألم أك، وألم أكن، ولم يك، ولم يكن، ولم تك ولم تكن، ولم نك ولم نكن، وفي إثبات النون دلالة وفي حذفها دلالة أخرى.
عليه، فمشكلة الدراسة تكمن في الأسئلة التالية:
- ما الأسباب التي تؤدي إلى حذف نون مضارع (كان) المجزوم؟
- – هل هناك مواضع محددة لهذا الحذف، وما هي؟
- – ما الدلالات التي تترتب على هذا الحذف؟
- ما مواضع ودلالات حذف نون مضارع (كان) في القرآن الكريم؟
حيث وردت هذه النون في القرآن الكريم مثبتة كثيرا، كما وردت محذوفة، ولا يمكن أنْ يكون حذفها في القرآن الكريم اعتباطا، أو نوعًا من التطريز اللفظي فحسب.
وتنبع أهمية الدراسة من أنها تفتح الباب للبحث في هذا الموضوع (حذف نون كان) إذ إنه لم يفرد له النحاة واللغويون بابا بذاته أو حتى مبحثا ملحقا بـكان؛ وإنما كانت هناك إشارات لبعض الشروط الي يجوز فيها حذف نون كان.
وتهدف الدراسة إلى ما يلي:
- معرفة الأسباب التي تؤدي إلى حذف نون مضارع كان.
- تحديد المواضع التي يمكن أن تحذف فيها.
- تحديد دلالات هذا الحذف.
- الوقوف على المواضع التي حذفت فيها في القرآن الكريم، وما دل عليه حذفها.
بناء على ما سبق فإنَّ الدراسة سوف تتبع المنهج الوصفي التحليلي من ناحية؛ لوصف وتحليل الشروط، والأسباب والمواضع، والدلالات المتعلقة بحذف نون مضارع كان، ومن ناحية أخرى تتبع المنهج الاستقرائي ؛ لاستقراء الآيات التي حذفت فيها نون مضارع كان، ثم معالجتها من خلال المنهج الوصفي التحليلي للوقوف على دلالات هذا الحذف، ومن ثم المقاربة بين ما قاله النحاة واللغويون، وما جاء في نصوص القرآن الكريم بغية الوصول إلى نتائج يمكن وصفها بالعلمية والدقة.
هذا، ولم نقف على دراسة سبقت هذه الدراسة تعالج الموضوع نفسه أو تقترب منه سوى بعض الشروط لحذف نون مضارع كان في مؤلفات النحاة، وبعض الإشارات لدلالات حذفها في كتب التفسير، ولاسيما الحديثة منها ومن أبرزها تفسير (نظم الدرر) للبقاعي، وتفسير (التحرير والتنوير) لابن عاشور مما يكسب الدراسة سمة الجدة البحثية.
من كل ما سبق عرضه فقد تحدد أن تتم معالجة الدراسة من خلال المحاور التالية:
- المقدمة التي تشمل مشكلة الدراسة، وأهميتها، وأهدافها، والمناهج المتبعة في الدراسة، ومحاورها.
- تمهيد: ويعالج شروط حذفها،
- المبحث الأول- أسباب حذف نون مضارع كان ودلالته:
- المبحث الثاني- حذف نون مضارع كان في القرآن الكريم ودلالاته.
- الخاتمة، وتشمل أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة.
تمهيد: شروط حذف نون مضارع كان: يجوز حذف نون مضارع كان، واشترط النحاة لهذا الحذف ما يلي:[1]
- أن تكون في صورة الفعل المضارع.
- أن تكون مجزومة.
- ألا يقع بعد نونها ساكن عند البعض وأجازه ذلك يونس وابن مالك.
- ألا يقع بعدها ضمير متصل.
مناقشة شروط حذ ف نون مضارع كان: كل الشروط تتفق مع الشواهد باستثناء الشرط الثالث، وهذا ما رفضه يونس بن حبيب وأيده في ذلك ابن مالك، والشواهد تؤيد مذهب يونس وابن مالك ومن تبعهما، ومنها قول الحسين بن عرفطة:[2] ( بحر الرمل)
لمْ يكُ الحقُّ سِوى أنْ هاجهُ**رسمُ دارٍ قدْ تعفّى بالسّرر
وقول الخنجر بن صخر الأسدي:[3] (بحر الطويل)
فإن تكُ المرآة أبدتْ وسامةً** فقدْ أبدتِ المرآةُ جبهةَ ضيغمِ
وقول القائل:[4] (بحر الطويل)
إذا لمْ تكُ الحاجاتِ من همّةِ الفتى** فليسَ بمغنٍ عنك عقدُ الرتائمِ
ففي الأبيات جاءت النون محذوفه، وما بعدها همزة الوصل ساكنة، وليس هناك ضروة شعرية لحذفها؛ إذ يجوز قول الشاعر: لم يكن، وفان تكن،[5] وإذا لم تكن.
ويبدو أنَّ هذا الجواز في الحذف تستوي فيه كان الناقصة والتامة؛ فمن الناقصة ما ورد في الشواهد التي ذكرت وغيرها، أما حذفها من التامة فمنه قراءة من قرأ:﴿ وَإِن تَكُ حَسَنَةٌ يُضَٰعِفْهَا ﴾[6] حيث جاءت (حسنة) مرفوعة على أنها فاعل (تك)، أي: توجد حسنة، وحذفت نون (تكون) وهي تامة، وفي قراءة النصب تكون ناقصة، أي: إن تكن فعلته حسنة.[7]
المبحث الأول-أسباب حذف نون مضارع كان ودلالته:
أولا- أسباب حذف نون مضارع كان
هناك أسباب أدت إلى حذف هذه النون غير أنّ النحاة واللغويين لم يفردوا لها مبحثا واضح المعالم سوى بعض الإشارات في ثنايا الحديث عن (كان)، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
كثرة الاستعمال: يفسر ابن عقيل هذا الحذف لكثرة الاستعمال؛ ويقول إن الجازم حذفَ الضمة، فالتقى الساكنان الواو والنون (يكونْ) لأن أصلها (يكونُ) بالضم، والقياس يقتضي ألّا يُحذف شيء لكن العرب حذفت النون لكثرة الاستعمال.[8] وهذا التعليل كثيرٌ عند النحاة؛ لأنَّ الكثرة من المقاييس التي يعتدّ بها في التقعيد؛ فابن جنّي يقول: ” وإن شذ الشيء في الاستعمال وقوي في القياس كان استعمال ما كثر استعماله أولى، وإن لم ينته قياسه إلى ما انتهى إليه”[9] وكذلك السيوطي إذ يقول: ” كثرة الاستعمال اعتمدت في كثير من أبواب العربية”[10]
عليه، فهناك اتفاق حول كثرة الاستعمال عموما من ناحية، ومن ناحية أخرى إذا تعارض القياس مع كثرة الاستعمال يؤخذ بكثرة الاستعمال وهذا ما ذكره ابن جنيّ، وطبقه ابن عقيل في حذف نون مضارع كان.
التخفيف: أشار إلى هذه العلة ابن مالك وقال إنّ حذفها أولى من ثبوتها[11]، ومن بعده الأشموني،[12] ولعل طلب الخفة عمل به كثير من النحاة، يقول ابن جني: ” إذا العرب حذفت من الكلمة حرفا إما ضرورةً أو إيثارًا، فإنها تصور تلك الكلمة تصويرا تقبله أمثلة كلامها”[13]، وهذا ما انطبق على حذف نون مضارع كان؛ حيث جاءت الشواهد مثل التصّور العقليّ. وما يؤيد هذا مجيء المثل: ” “إن لم يكن لحمٌ فنفشٌ”[14] وروي بحذفها (يك)[15] فتصور الإثبات تبعته رواية الإثبات، وتصور الحذف تبعته رواية الحذف.
التقاء الساكنين: يعلق ابن منظور على قول الحسن بن عرفطة السابق بقوله:” إِنما أَراد: لم يكن الحق، فحذف النون لالتقاء الساكنين”[16]والساكنان هنا النون التي تظهر عليها علامة الجزم والواو في (يكونْ) فحذفت الواو والنون الساكنين.
ويبدو أنَّ هذه الأسباب متشابكة فالتقاء الساكنين علة صرفية، والخفة علة نطقية، وكثرة الاستعمال مقياس تقعيدي يمت إلى أصول النحو بصلة واضحة.
الشبه بينها وبين حروف العلة التي تحذف في الجزم: ذهب بعض النحاة إلى أن علة حذف نون مضارع كان تكمن في الشبه بين النون وحرف العلة، وقد عقد المبرّد مقاربة بين النون وحروف العلة مفادها أنَّ النون تدغم فيهما (الواو والياء)، كما أنها تزاد حيث يزادان، وتكون للصرف والإعراب مثلمهما، وكما تبدل ألفا كما يبدلان، مثل: إضرابًا إذا أردت النون الخفيفة، وقولك: رأيتُ زيدًا، كما أنها تحل محل الواوفي قولك: بهراني وصنعاني، وتحذف النون الخفيفة كما تحذف الواو والياء.[17] ويذهب ابن جني المذهب نفسه؛ إذ يقول: ” ويدل على أن النون أشبهت حرف اللين…أنها إذا حركت لم تحذف؛ لأن الحركة قد أخرجتها من شبه حروف اللين، وذلك قولهم: لم يكن الرجل منطلقًا، ولا يجوز: لم يكُ الرجل منطقًا”[18] وما ذهب إليه المبرّد، ومن بعده ابن جنّي من باب قياس الشبه، وهو أحد أنواع القياس، وقد اعتمد عليه النحاة في غالب أبواب النحو.
ثانيا- دلالة حذف لام مضارع كان (النون):
لا شك أنّ لكل حرف أو صوت في الكلمة مدلولاً بتضامه مع الأخريات، وبالحذف والزيادة تتنوع الدلالات، وهذا ما أشار إليه ابن جني بقوله:” قد حذفت العرب الجملة والمفرد والحرف والحركة، وليس شيء من ذلك إلّا عن دليل عليه، وإلا كان فيه ضرب من تكليف علم الغيب في معرفته” [19] والسامرائي بقوله: ” ولاشكّ أنّه لو لم يختلف المعنى لم تختلف الصيغة؛ إذ كل عدول من صيغة إلى أخرى لا بد أن يصحبه عدول عن معنى إلى معنى آخر، إلّا إذا كان ذلك لغة”[20]
وفي هذا القول يدخل حذف نون (كان) فلا يمكن أنْ يكون هذا الحذف اعتباطا، ولكنه ينبني على الدلالة؛ لأنَّ العلة ليست هي الجزم فقد تم ثبوتها مع الجزم كما في قوله تعالى:﴿ لَم يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴾[21]فهم ثابتون على كفرهم حتى مجيء البينة، وهذا يستلزم ثبوت النون، كما جاءت محذوفة بعد جزمها كما يرد في ثنايا هذه الدراسة لدلالات متعددة.
هذا، والدلالة العامة لحذف النون التنبيه على الصغر أو الحقارة، يقول الزركشي: ” في حذف النون: ويلحق بهذا القسم حذف النون الذي هو لام الفعل، فيحذف تنبيها على صغر مبدأ الشيء وحقارته، وأن منه ينشأ ويزيد إلى ما لا يحيط بعلمه غير الله”[22]
المبحث الثاني- حذف نون مضارع كان ودلالته في القرآن الكريم:
ورد مضارع (كان) المحذوف النون في القرآن الكريم في كل صوره بنسب متفاوتة، وهي كما يلي حسب كثرة الورود وأولوية الوورد في ترتيب القرآن الكريم:
تك: وردت في سبعة مواضع، وهي: المضارع الذي يبدأ بالتاء ويكون للمخاطب نحو: أنت تكتب، والمخاطبة: أنت تكتبين، والغائبة، نحو: هي تكتب، وما نزل منزلتها، نحو: هذه أمة تقرأ، وزيادة التاء في بداية الفعل ليصبح مضارعا لها دلالتها الزمنية، وهي تحول الفعل للاستمرار بجانب دلالته على من أو ما يوضحه هذا الفعل، ثم أخيرًا يأتي دور السياق والتضام مع الكلمات الأخرى ليتضح هل المقصود هو المخاطب، أم المخاطبة، أم المفردة الأنثي؟
- قال تعالى:﴿ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾[23]
الحث هنا عن الحسنة، وهي في مقام المفردة المؤنثة؛ لذلك جاء الفعل مبدوءًا بالتاء، وقد حذفت النون من غير قياس تشبيها بحرف العلة، وتخفيفا لكثرة الاستعمال.[24] ويدل حذف النون هنا على تقريب المرام؛ لأن المتلقي كونه متشوّقًا إلى الحسنات ومضاعفتها فحذفت النون تخفيفا وتقريبا لما يريد ويسعى إليه ويرومه.[25] كما تدل صغر الحسنة وقلتها ولكننها تضاعف من عند الله وحده لا شريك له.[26]
هذا، وإن كانت (حسنة) مرفوعة فـ(كان) تامة أي: توجد حسنة، وإن كانت منصوبة كانت ناقصة، أي: إن تكن فعلته حسنة، وبهما قرئ؛ حيث قرأ المدنيان برفعها والباقون بنصبها.[27]
- وقال:﴿ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾[28]
- وقال:﴿ فَلَا تَكُ فِى مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَٰٓؤُلَآءِمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ ءَابَآؤُهُم مِّن قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ ﴾[29]
القصد من حذف النون الإيجاز والتخفيف في الكلام بما يتسق مع دلالته؛ لذلك كان النهي عن الشك في الآيتين الكريمتين؛ إذ جاء حذف النون فيهما لتقريب إزالة ما حملت نفسه (صلى الله عليه وسلم)، وفي الثانية للإسراع بالإيقاف على المراد، والإبلاغ في نفي الكون على أعلى المراتب والوجوه والاستغراق فيه، فقيل: فلا تك، بدلا من: لا تكن.[30] كما تظهر دلالة النهي عن الشيء بقوة وإلا يحصل منه أدنى شيء، حيث كان التثبيت للرسول (صلى الله عليه وسلم) ونهيه عن أدنى شك وريبة فحذفت النون تبعا لذلك.[31]وكان في الموضعين ناقصة، أي: فلا تك أنت في مرية.
- 4- وقال:﴿ وٱصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِى ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ﴾[32]
الخطاب هنا كذلك للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) فالحذف هنا للإيجاز في العبارة إشارة إلى الضيق الذي يمر به، ولا يحتمل أقل وأدنى إطالة.[33] كما يدل حذف النون على النهي عن الضيق ولا يحصل منه أدنى شيء.[34] وهنا (تك) مضارع مجزوم، وحذف النون تخفيفا، وهي كان الناقصة، واسمها تقديره أنت.[35] وقرئت: ولاتكن في ضيق بإثبات النون، أي: لا يضيقنّ صدرك من مكر هؤلاء الكفرة والأعداء.[36]
- 5- وقال:﴿ قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ﴾[37]
الخطاب في الآية الكريمة موجه لزكريا (عليه السلام) وحذفَ النون للإيجاز اتساقا مع الدلالة؛ لأنّ الله تعالى يريد أنْ يذكره بأنه كان في العدم، وينفي له أن يكون له وجود من ذاته، ولو على أقل الدرجات للكون.[38] فالدلالة هنا الاستغراق في نفي الكون. أي: لمَ تعجب يا زكريا من أن يأتيك غلام وأنت وزوجك بتلك الوضعية من كبر السن، فأنا الله الذي قد خلقتك من العدم، والذي يوجد ويخلق من العدم فهو قادر على أن يرزقك هذا الغلام، فكما إنني خلقتك من عدم سأرزقك غلام على الرغم من كبر سنك، وعقم زوجك، فعلام العجب![39] وكان هنا ناقصة، والتقدير: ولم تك أنت شيئا.
- وقال:﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِير ﴾[40]
المراد هنا أي مخلوق مهما صغر، وضرب مثالا (مثقال ذرة)؛ وهي في حكم المؤنث لذلك كان الفعل مبدوءا بالتاء، وقد حذف النون للإيجاز في الوصية بما يحقق الفوز، والدلالة على أقل الخلق، وأصغره (مثقال ذرة).[41]
وممّا يلاحظ أنَّّ الآية جاء فيها المضارع لكان (تك) بحذف النون مرة، و(تكن) بثبوت النون مرة أخرى، لأن الثانية تدل على الوجود في جهة ما (صخرة، السماوات، الأرض)،[42] أما الحذف في (تك) دلالة على الصغر، و(تك) هنا بمعنى تقع، ولا تقتضي خبرا، أي أنها تامة.[43]
- وقال:﴿ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴾[44]
بدأ مضارع كان المجزوم بالتاء إشارة إلى الرسل، وهو جمع تكسير، فيقال: يأتي الرسل، وتأتي الرسل، ولما قال تأتي، قال: لم تك من أجل المناسبة، ولما كان المقام فيه تخويف وخطورة كانت الحاجة للإيجاز فقال: أولم تك؟ مشيرا بفعل الكون واقتضاء الحال للإيجاز بحذف النون، أما فيما يتعلق بتجدد هذه الحالة وتكررها، أي توالي مجيء الرسل برسالاتهم البينات في كل فترة فقد جاء بالفعل بالمضارع (تأتيكم) دلالة على التكرار والتجدد.[45]
والاستفهام هنا للتوبيخ والتأنيب، ثم جزم المضارع يدل على وقوع الحدث، أي أن الرسل قد أتتهم بالبينات، وهذا ما يستوجب التذكير فقط؛ لذلك كان الإيجاز بحذف النون (تك)، وكان هنا ناقصة على تقدير: أولم تك تأتيكم، واسمها ضمير الشأن.
يك: عندما يبدأ الفعل المضارع بالياء فإنه يشير للغائب المذكر، وما كان في حكمه. وقد ورد الفعل (يك) في سبعة مواضع كسابقه، وهي:
- قال تعالى:﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ﴾[46]
أي لم يك الله مغيرا، فـ(كان) هنا ناقصة، والأصل (يكون) ثم قيل: لم يك مغيرًا، فكأنهم قصدوا التخفيف، فتوهموا دخول (لم) على (يكن) فحذفت النون للجزم، وهذا حسن لمشابهتها حروف العلة التي تحذف للجزم، وهذا مثل قولهم: لم أبالِ، بحذف حرف العلة، ثم قالوا: لم أبل، متوهمين دخول (لم) على (أبالِ).[47] وفي قوله: لم يك مغيرا، دلالة على تجدد النفي ومنفيّه؛ لأن نفي الكون بصيغة المضارع يقتضي ذلك.[48]وهذا التجدد يتماشى مع التغيير. وحذف النون-كذلك-اختصارًا وتقريبًا لبيان تعميم العلة، كما يدل حذف النون على الإرشاد أنّ هذه الموعظة جديرة بأن يوجز بها غاية الإيجاز فيتبادر إلى أن حسن تلقيها له عظيم المنفعة؛ لذلك كان الإيجاز في اللفظ بحذف النون (يك)، وفي المقابل في المخالفة الانتقام العاجل.[49] وكان هنا ناقصة، أي: لم يك هو مغيرًا.
- قال تعالى:﴿ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾[50]
وقع الفعل (يك) في جواب الشرط دون أن يقال: فإن يتوبوا فهو خير لهم؛ وذلك لتأكيد وقوع الخير عند التوبة، والإشارة إلى أنه لا يحصل الخير إلا عند التوبة؛ لأن فعل الكون يؤدي لذلك، وحذفت نون (يكن) تخفيفا؛ لأنها تهيأت للحذف للسكونها، وهذا حسن لوجود حركة بعدها، والحركة ثقيلة.[51] وهذا الحذف بجانب التخفيف جاء للاختصار؛ لأن الغرض يحتاج ذلك، والمقام جدير بأن يكون شوق السامع إلى معرفة حالهم فحذف نون (يكون) تنبيها على ذلك، فقال: (يك) أي أن ذلك خير لهم من الإصرار، وعدم التوبة[52].وكان هنا ناقصة، والتقدير: فإن يتوبوا يك الأمر خيرًا لهم، أو ما في المعنى ذاته.
- وقال:﴿ أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا ﴾[53]
فـ (يَكُ) مجزوم بالسكون المقدر على النون التي حذفت تخفيفًا، واسمها محذوف والجملة معطوفة (شَيْئاً) خبرها، فهي كان الناقصة. ودلالة الحذف تكمن في أن المقام مقام تحقير كونه كان عدمًا، فحذفت النون لمناسبة العبارة المعتبر، أي: لم يك شيئا أصلا، ونحن قادرون على إعادته فلا سبيل لنكران ذلك.[54] فهو فيه دلالة على القلة المتناهية، فشيء تدل على الإبهام، وهو لم يكن كذلك؛ والشيء هو الموجود، أي إنا خلقناه ولم يك موجودًا.[55] لذلك جاء الحذف متماشيا مع المراد، ثم مع الغرض من الكلام، وهو الاستفهام التعجبي؛ إذ يعجب الخالق ممن أنكر بعثه، وهو قد خلقه من عدم! وجاءت كان هنا ناقصة؛ إذ إن تقدير الكلام: ولم يك الإنسانُ شيئا.
- وقال:﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَٰنَهُۥ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّىَ ٱللَّهُ وَقَدْ جَآءَكُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَٰذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُۥ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ ٱلَّذِي يَعِدُكُمْ ﴾[56]
تكرر مضارع كان المجزوم في هذه الآية مرتين، وكلاهما قد حذفت منه النون، ولعل ذلك لتشابه الدلالة. و(يك) من كان الناقصة، وهو مجزوم وعلامة جزمه السكون المقدر على النون المحذوفة للتخفيف واسمه مستتر، وخبره (كاذِبًا). والحالة العامة هي الضيق ويحسن فيها الإيجاز؛ لذلك حذفت النون في الموضعين (إن يك كاذبًا) و(إن يك صادقا)[57]
وثمة دلالة خفية تتناسب مع الإيجاز؛ ذلك أنَّ هذا الرجل يخفي إيمانه، والخفاء يتناسب معه ما حذف (يك) فنقول: لم يك ظاهرا، ولكن في الشيء الظاهر نقول لك: لم يكن بيته بعيدًا. وهي (كان) هنا ناقصة، ولذلك على تقدير: وإن يك هو كاذبًا، وإن يك هو صادقًا.
- وقال:﴿ فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَٰنُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا سُنَّتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى قَدْ خَلَتْ فِى عِبَادِهِۦ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْكَٰفِرُونَ﴾[58]
الأصل في الكلام: لم ينفعهم، ولكنه عدل عن أن يقال: فلم ينفعهم، إلى قوله: فلم يك ينفعهم؛ وذلك لدلالة فعل الكون (يك) على أن خبره مقرر الثبوت لاسمه، فلما أريد نفي ثبوت النفع إياهم بعد فوات وقته جاء بنفي فعل الكون الذي خبره جملة (ينفعهم).[59] و(فَلَمْ يَكُ) الفاء استئنافية، و(يك) مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون المقدر على النون المحذوفة واسمه مستتر. ودلالة حذف النون التي هي لام الكلمة إشارة إلى أنهم أمعنوا في الترقق بتقرير الإيمان وتكراره، وتصريحه في إطلاقه وتسريحه، وقد واقترب وقت الحساب والجزاء،[60] فكان الحذف متسقًا مع هذ الإيجاز. و(لَمْ يَكُ) هنا تعني: لَمْ يَصِحَّ ولَمْ يَسْتَقِمْ[61].
- وقال:﴿ أ َلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ ﴾[62]
(أَلَمْ يَكُ) الهمزة للاستفهام التقريري، والفعل المضارع (يك) ناقص مجزوم بلم واسمه مستتر و(نُطْفَةً) خبره، وحذف النون هنا فيه دلالة على مهانة أصل الإنسان وحقاراته (نطفة) وهذا يكون التعبير عنه بأوجز لفظ؛ لأنه شيء يسير جدا.[63]
وحذف النون هنا لسببين، هما:[64]
- مراعاة جانب السرعة والعجلة الذي اتسمت به سورة القيامة، فحذف النون جاء للفراغ من الفعل سريعًا.
- الإنسان لا يكون من المني فقط، فهناك أطوار، فحذف النون من فعل الكون (يكن) إشارة إلى هذا الأمر.
هذا، وقد قرأ الجمهور:﴿ ألمْ يكُ ﴾ بالياء؛ وذلك بإرجاع الضمير للإنسان عموما، بينما قرأ الحسن﴿ لمْ تكُ ﴾بالتاء على الالتفات إليه وتوبيخا لَهُ[65].
نك: وردت مرتين في قوله تعالى:﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ*وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴾[66]
المضارع عندما يبدأ بالنون يدل على الجماعة، أو المفرد حال التعظيم كما في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾[67] وهنا وردت لتدل على الجمع في موضعين، هما: ﴿لَمْ نَكُ﴾ وحذفت النُّونَ لتدل عَلى ما هم فِيهِ مِنَ الضِّيقِ الذي يمنعه حتى من النُّطْقِ ولو بِحَرْفٍ يُمْكِنُ الاستغناء عَنْهُ، ودَلالَةً عَلى أنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهم أدنى نَوْع من العمل الحسن ليكونوا في زمرة الصّالِحِينَ، وكانَ ذَلِكَ مُشِيرًا إلى عَظِيمٍ ما هم فِيهِ مِنَ المصيبة الشّاغِلَةِ بِضِدِّ ما فِيهِ أهْلُ الجَنَّةِ مِنَ الفَراغِ الحامِلِ لَهم عَلى السُّؤالِ عَنْ أحْوالِ غَيْرِهِمْ، و ﴿لَمْ نَكُ ﴾بِحَذْفِ النُّونِ أيْضًا لِما هم فِيهِ مِنَ النَّكَدِ ونَفْيًا لِأدْنى شَيْءٍ مِنَ العمل الحسن و الطَّبْعِ الجَيِّدِ كإطعام المسكين لأجل حاله.[68]وكان في هذا الموضع ناقصة على تقدير: لم نك نحن من المصلين، ولم نك نحن نطعم المسكين.
أك: وقد وردت مرة واحدة في قوله تعالى:﴿ قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴾[69]
المضارع المبدوء بهمزة يكون للمتكلم مذكرا كان أم مؤنثًا، وفي الآية الكريمة جاء على لسان الأنثى(مريم) وهذا الموضع الوحيد الذي ورد فيه مضارع كان المبدوء بالهمزة ومحذوف النون مجزوما بلم. وقد ضاق المقام بمريم العذراء فأوجزت بحذف النون، ولما كان المعنى منفي الكون كان على أبلغ وجوهه في (لم أك).[70] ودلالة قَوْلُها:﴿ ولَمْ أكُ بَغِيًّا ﴾والمَقْصُودُ مِنهُ تَأْكِيدُ النَّفْيِ والاستغراق فيه. أي أنها فَهو نَفْيٌ ما كانت بَغِيًّا مِن قَبْلِ تِلْكَ السّاعَةِ، فَلا تَرْضى بِأنْ تُرْمى بِالبِغاءِ بَعْدَ ذَلِكَ. فالكَلامُ كِنايَةٌ عَنِ التَّنَزُّهِ عَنِ الوَصْمِ بِالبِغاءِ. والمَعْنى: ما كُنْتُ بَغِيًّا فِيما مَضى أفَأعِدُ بَغِيًّا فِيما يُسْتَقْبَلُ. [71] وكان هنا ناقصة على تقدير: ولم أك أنا بغيًا.
خاتمة:
في ختام هذه الدراسة يتم سرد أبرز النتائج التي توصلت إليها، وهي:
- اشتراط النحاة لحذف نون مضارع (كان) أنْ يليها ساكن مخالف للواقع اللغويّ، والشواهد تدل على ذلك.
- من الأسباب التي تؤدي إلى حذف هذه النون: كثرة الاستعمال، والتخفيف، والتقاء الساكنين، وتشبهها بحروف العلة؛ إذ إنها تحذف حال الجزم.
- ورد حذف نون مضارع (كان) الناقصة والتامة في القرآن الكريم.
- الدلالة العامة لحذف النون هي التنبيه على الصغر والحقارة والإيجاز، وتقريب المراد، والاستغراق في النفي.
- ورد مضارع (كان) محذوف النون في كل صوره؛ حيث ورد (تك) سبع مرات، للمفردة المؤنثة الغائبة مرتين، وللمخاطبة أربع مرات، وللمخاطبين مرة واحدة، وكانت دلالة حذف النون في هذه المواضع: تقريب المراد، والإيجاز، وصغر الشيء وحقارته.
- – وقد ورد (يك) سبع مرات كذلك، ودلالة حذف النون هي نفسها التي وردت مع (تك).
- – ورد (نك) مرتين، ودل حذف النون هنا على تعميم النفي، والإيجاز، وحقارة الشيء.
- – ورد (أك) مرة واحدة، وكانت دلالة حذف النون الاستغراق في النفي وتعميقه.
قائمة المصادر والمراجع
- الأشموني، أبو الحسن نور الدين علي بن محمد (838ـ-929هـ)، شرح الأشموني على ألفية ابن مالك (منهج السالك إلى ألفية ابن مالك)، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1375هـ-1955م.
- الألوسيّ، شهاب الدين محمد بن عبد الله (ت 1270هـ)، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، تحقيق: علي عبد الباري، عطية، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1415هـ.
- البغدادي، عبد القادر بن عمر البغدادي (1030-1093هـ)، خزانة الأدب ولب لباب العرب، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3، 1416هـ-1996م.
- البقاعي، إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط (ت885هـ)، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، د.ط، د.ت.
- البناء الدمياطي؛ أحمد بن محمد بن أحمد (ت1117هـ)، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر، دار الكتب العلمية، بيروت، ط3، 2006م-1427هـ.
- البيضاوي، أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد (ت685هـ)، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، تحقيق: محمد عبد الرحمن المرعشلي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1418هـ.
- ابن الجزري، محمد بن محمد الدمشقي (ت 833هـ)، النشر في القراءات العشر، تحقيق: محمد علي الضّباع، دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت، د.ن.
- ابن جني، أبو الفتح عثمان بن جني، الخصائص، تحقيق: محمد علي النجّار، دار اكتب المصرية، د.ط، 2006م.
- الدّعّاس، أحمد عبيد، وآخرون، إعراب القرآن الكريم، دار المنير ودار الفارابي، دمشق، ط1، 145هـ.
- الزمخشري، أبو القاسم محمود بن عمر (ت 538هـ)، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، دار الكتاب العربي، بيروت، ط3، 1407هـ.
- الزركشي، بدر الدين محمد بن عبد الله (ت 794هـ)، البرهان في علوم القرآن، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار التراث، د.ت، د.ط.
- السامرائي، فاضل صالح، لمسات بيانية من نصوص التنزيل، دار عمار، عمان، الأردن، ط3، 1423هـ-2003م.
- ________، معاني الأبنية في العربية، دار عمار، عمان، ط2، 1428هـ-2007م.
- ________، معاني النحو، دار الفكر، عمان، ط1، 1420هـ-2000م.
- السيوطي، جلال الدين عبد الرحم السيوطي (ت 911هـ)، الأشباه والنظائر في النحو، تحقيق: عبد العال سالم مكرم، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1406هـ-1985.
- الشوكاني، محمد بن علي بن محمد (ت 1250هـ)، فتح القدير، دار ابن كثير، دار الكلم الطيب، بيروت، دمشق، ط1، 1444هـ.
- ابن عطية الأندلسي، أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1422هـ..
- ابن عقيل، بهاء الدين عبد الله بن عقيل (698-769هـ)، شح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، دار التراث، القاهرة، ط20، 1400هـ-1980م.
- القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد (ت 671هـ)، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق: أحمد البردوني، وإبراهيم طفيش، دار الكتب المصرية، ط2، 1384ه-1964م.
- القنوجي، صديق بن حسن بن علي (1248-1307هـ)، فتح البيان في مقاصد القرآن، تحقيق: عبد الله إبراهيم الأنصاري، المكتبة العصرية، بيروت، 1412ه-1992م.
- المبرّد، محمد بن يزيد (ت 285هـ)، المقتضب، تحقيق: محمد عبد الخالق عضيمة، عالم الكتب، بيروت، ط1، 1415ه-1994م،
- ابن مالك، محمد بن عبد الله بن عبد الله الطائي (600-672هـ)، شرح التسهيل، تحقيق: عبد الرحمن السيد، ومحمد بدوي المختون، دار هجر، ط1، 1410ه-1990م
- ابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم (ت 711ه)، لسان العرب، دار صادر، بيروت، د.ط، د.ت.
- الميداني، أحمد بن محمد بن إبراهيم (ت518هـ)، مجمع الأمثال، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، دار المعرفة بيروت، د.ط، د.ت.
- ابن هشام، أبو محمد عبد الله بن يوسف (708-761هـ)، شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب، تحقيق: محمد أبو الفضل عاشور، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1422هـ-2001م.
[1] ابن هشام، شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب، ص 102.
[2] ابن مالك، شرح التسهيل،ج1، ص 367. والبغدادي، خزانة الأدب ولب لباب العرب الخانجي، ج9، ص 304.
[3] ابن مالك، شرح التسهيل، ج1، ص367، والبغدادي، خزانة الأدب، ج9، ص 304.
[4] ابن عقيل، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،1980م، حاشية المحقق، ج1، ص 300.
[5] ابن مالك، شرح التسهيل، ج1، ص 367.
[6] النساء، آية 40.
[7] ابن الجزري، النشر في القراءات العشر، ج2، ص 249، الرفع: نافع وابن كثير وأبوجعفر والباقون بالنصب انظر: البناء، اتحاف فضلاء البشر، ص241.
[8] ابن عقيل، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، ج1، ص299.
[9] ابن جني، الخصائص، ج1، ص124.
[10] السيوطي، الأشباه والناظائر في النحو، ج2، ص304.
[11] ابن مالك، شرح التسهيل، ج1، ص348.
[12] الأشموني، شرح الأشموني على ألفية ابن مالك (منهج السالك إلى ألفية ابن مالك)، ج1، ص120.
[13] ابن جني، الخصائص، ج3، 112.
[14] الميداني، مجمع الأمثال، ج1، ص47.
[15] ابن عقيل، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، ج1، ص299 حاشية المحقق.
[16] ابن منظور، لسان العرب، ج13، (كون) ص364.
[17] المبرّد، المقتضب، ج3، ص167.
[18] ابن جني، الخصائص، ج3، ص149.
[19] نفسه، ج2، ص362.
[20] السامرائي، فاضل صالح، معاني الأبنية في العربية، ص6.
[21] البينة، آية 1.
[22] الزركشي، البرهان في علوم القرآن، ج1، ص 407.
[23] النساء، آية 40.
[24] القنوجي، فتح البيان في مقاصد القرآن، ج3، ص120.
[25] البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، ج5، ص 282.
[26] الزركشي، البرهان، ج1، ص 408.
[27] ابن الجزري، النشر، ج2، ص249.
[28] هود، آية 27.
[29] هود، آية 109.
[30] البقاعي، نظم الدرر، ج9، ص253، 285.
[31] السامرائي، فاضل صالح، معاني النحو، ج1، ص232-233.
[32] النحل، آية 127.
[33] البقاعي، نظم الدرر، ج11، ص 385.
[34] السامرائي، معاني النحو، ج1، ص232.
[35] الدّعّاس، أحمد عبيد، وآخرون، إعراب القرآن الكريم، ج2، ص181.
[36] الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج1، ص545.
[37] مريم، آية 9.
[38] البقاعي، نظم الدرر، ج12، ص176.
[39] الألوسيّ، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ج8، ص338.
[40] لقمان، آية 16.
[41] البقاعي، نظم الدرر، ج15، ص 171.
[42] السامرائي، معاني النحو، ج1، ص 234.
[43] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج14، ص67.
[44] غافر، آية 50.
[45] البقاعي، نظم الدرر، ج7، ص85.
[46] الأنفال، آية 53.
[47] ابن عطية الأندلسي، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز،ج2، ص541.
[48] ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج10، ص45.
[49] البقاعي، نظم الدرر، ج8، ص305.
[50] التوبة، آية 74.
[51] ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج10، ص271.
[52] البقاعي، نظم الدرر، ج8، ص550.
[53] مريم، آية، 67
[54] البقاعي، نظم الدرر، ج12، ص234.
[55] ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج16، ص145.
[56] غافر، آية 28.
[57] البقاعي، نظم الدرر، ج17، ص54.
[58] غافر، آية 85.
[59] ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج24، ص222.
[60] البقاعي، نظم الدرر، ج17، ص138.
[61] البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ج5، ص65.
[62] القيامة، آية37.
[63] البقاعي، نظم الدرر، ج21، ص166.
[64] السامرائي، فاضل صالح، لمسات بيانية من نصوص التنزيل، ص235.
[65] الشوكاني، فتح القدير، ج5، ص112.
[66] المدثر، آية 42-44
[67] الشرح، آية 1.
[68] البقاعي، نظم الدرر، ج21، ص74، 80
[69] مريم، آية 20.
[70] البقاعي، نظم الدرر، ج12، ص185.
[71] ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج16، ص82.