التَّخاطب في القرآن: دراسة تحليليَّة لمصطلحي السَّرد والخطاب
Dialogue in the Qur’an: An Analytical Study of Narrative and Discourse Terms
د. محمد رزق شعير. أستاذ مساعد في كلية الإلهيات جامعة هيتيت تركيا،
MOHAMED RIZK ELSHAHHAT ABDELHAMID SHOEIR, Asst. Prof., Hitit University, Faculty of Theology, Department of Basic Islamic Studies, Department of Arabic Language and Rhetoric
د.بن يمينة زهرة ،جامعة عبد الحميد بن باديس، مستغانم، الجزائر
Benyamina Zohra, senior lecturer (A), University ABD ALHAMID IBN BADIS MOSTAGANEM, ALGERIA
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية العدد 80 الصفحة 41.
Abstract:
The terms narration and discourse are of great importance in understanding the exchanged dialogues in the Holy Qur’an, and discourse is the first stage that results in the narration in a logical and chronological manner, even if the narration is often linked to the story or the tale, and what it includes of personalities related to events that revolve in time and place.
Narration is the process carried out by the narrator and then results in the narrative text that includes the narrative (i.e. the verbal discourse) and the uttered narrative. A narrative that takes into account the chronological order and the presentation of the characters participating in these events.
Hence the importance of the research through the analysis of these two terms (narration and discourse); To understand the reasons for communication in the Noble Qur’an, to clarify its elements and methods, and how it differs from another situation according to the Qur’anic context.
Keywords: language, communication, narration, discourse, story.
ملخَّص:
إنَّ مصطلحي السَّرد والخطاب يمثِّلان أهميَّة كبرى في فهم التَّخاطب والحوارات المتبادلة في القرآن الكريم، والخطاب هو المرحلة الأولى الَّتي ينتج عنها السَّرد بطريقة منطقيَّة ومتسلسلة زمنيًّا، وإن كان السَّرد يرتبط- غالبًا- بالقصِّة أو الحكاية، وما تتضمنه من شخصيات مرتبطة بأحداث تدور في زمان ومكان؛ فالسَّرد هو “العمليَّة الَّتي يقوم بها السَّارد أو الحاكيُّ (أو الرَّاويُّ) وينتج عنها النَّصَّ القصصيَّ المشتمل على اللَّفظ (أي الخطاب) القصصي ّوالحكاية (أي الملفوظ) القصصيّ”، من خلال هذا التَّعريف يمكن أن نسمِّي إنتاج الخطاب سردًا، والإنسان بشكل عامٍّ يتحدَّث عن أخباره وإنجازاته اليوميَّة ورحلاته في شكل قصصيٍّ يراعي فيه التَّرتيب الزَّمنيَّ وعرض الشَّخصيَّات المشاركة في هذه الأحداث. من هنا تأتي أهميَّة البحث من خلال تحليل هذين المصطلحين (السَّرد والخطاب)؛ لفهم دواع التَّخاطب في القرآن الكريم، وبيان عناصره وطريقته وكيفيَّة تغايره من موقف آخر تبعًا للسياق القرآنيِّ.
منهج البحث:
هو المنهج التَّحليليُّ القائم على وصف الظَّاهرة اللُّغويَّة أوَّلًا، من خلال الاعتماد على تعريفها لغويًّا- عن طريق المعاجم العربيَّة- ثمَّ تعريفها اصطلاحيًّا وما اتَّفق عليه اللٌّغويون والمفسِّرون لبيان أهميَّة فهم المصطلحين في إدراك المعنى.
الكلمات المفتاحية: السَّرد، الخطاب، القصَّةـ الرَّاوي، الشخصية، الزمان، المكان
خطَّة البحث:
يتكوَّن البحث من: مقدِّمة تتناول تعريفًا بموضوع البحث، ومنهجه. ثمَّ المباحث الثَّلاثة (كلُّ مبحث يتضمَّن عدَّة مطالب متعلَّقة بالفكرة الرَّئيسة للمبحث). وخاتمة- فيها أهمُّ ما توصَّل إليه البحث من نتائج، وأخيرًا قائمة بالمصادر والمراجع الَّتي اعتمد البحث عليها.
وجاءت المباحث الثَّلاثة على النَّحو التَّالي: المبحث الأوَّل: (ماهيَّة السَّرد)؛ ويتناول أربعة مطالب (المطلب الأوَّل: السَّرد لغةً، المطلب الثَّاني: السَّرد اصطلاحًا، المطلب الثَّالث: السَّرد في القرآن الكريم). أمَّا المبحث الثَّاني فعن: (ماهيَّة الخطاب)؛ ويتناول ثلاثة مطالب (المطلب الأوَّل: الخطاب لغةً، المطلب الثَّاني: الخطاب اصطلاحًا، المطلب الثَّالث: عناصر الخطاب). أمَّا المبحث الثَّالث فعن: (الخطاب القرآنيُّ)؛ ويتناول ثلاثة مطالب (المطلب الأوَّل: طريقة الخطاب القرآنيِّ، المطلب الثَّاني: تنوّع الخطاب القرآنيِّ، المطلب الثَّالث: عموم الخطاب القرآنيِّ).
- المبحث الأوَّل: ماهيَّة السَّرد
المطلب الأوَّل: السَّرد لغةً
السَّرد في اللُّغة: تقدمة شيء إلى شيء حتَّى يتَّسق بعض إلى إثر بعض متتابعًا. ويقال: سرد فلان الحديث يسرده سردًا: إذا تابعه. وسرد فلان الصَّوم: إذا والاه.
وقال في التَّفسير: السَّرد: السَّمر، وهو غير خارج من اللُّغة؛ لأنَّ السَّمر تقديرك طرف الحلقة إلى طرفها الآخر.
قال: وقال سيبويه: رجل سرندي: مشتقٌّ من السَّرد، ومعناه: الَّذي يمضي قدمًا. قال: والسَّرد: الحلق، وهو الزّرد، ومنه قيل لصاحبها سراد وزراد.
وقال اللَّيث: السَّرد: اسم جامع للدروع وما أشبهها من عمل الحلق، وسمِّي سردًا لأنَّه يسرد فيثقب طرفا كلِّ حلقة بالمسمار، فذلك الحلق المسرد، والمسرد هو المثقب، وهو السّراد.[1]
وفلان يسردُ الحديث سردًا إذا كان جيِّد السّياق لهُ، وفي صفة كلامه (صلى الله عليه وسلم): لم يكن يسرُدُ الحديث سردًا؛ أي يتابعهُ ويستعجل فيهِ. وسَرَد الْقُرْآنَ: تَابِعٌ قراءَته في حَدْر منه. والسَّرد: المُتتابع. وَسَرَدَ فُلَانٌ الصَّوْمَ إِذا وَالَاهُ وَتَابَعَهُ، وَفِي الْحَدِيثِ: “أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِني أَسْرُد الصِّيَامَ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ: إِن شِئْتَ فصم وإِن شئت فأَفطر”.[2]
وهو كذلك “(تسرد) الشَّيءُ: تتابع، يقال: تسرَّد الدُّرّ، وتسرًّد الدمعُ، وتسرَّد الماشي: تابع خُطاه”[3]، ففي اللُّغة كل شيء مُتتابع من جنسهِ يسمَّى سردًا”.[4] و”سرد القراءة والحديث يسردُه سرداً أي يُتابع بعضه بعضًا”.[5]
المطلب الثَّاني: السَّرد اصطلاحًا
السَّرد هو المصطلح العامُّ الَّذي يشمل على قصِّ حدث أو أحداث أو خبر أو أخبار سواء كان ذلك من صميم الحقيقة أو من ابتكار الخيال.[6] السَّرد هو “العمليَّة الَّتي يقوم بها السَّارد أو الحاكيُّ (أو الرَّاويُّ) وينتج عنها النَّصَّ القصصيَّ المشتمل على اللَّفظ (أي الخطاب) القصصي ّوالحكاية (أي الملفوظ) القصصيّ”[7]، من خلال هذا التَّعريف يمكن أن نسمِّي إنتاج الخطاب سردًا، والإنسان بشكل عامٍّ يتحدَّث عن أخباره وإنجازاته اليوميَّة ورحلاته في شكل قصصيٍّ يراعي فيه التَّرتيب الزَّمنيَّ وعرض الشَّخصيَّات المشاركة في هذه الأحداث”،[8] فيتجسَّد السَّرد أنَّه “خطاب السَّارد أو حواره إلى من يسرد له داخل النَّصِّ، فالسَّرد هو الطَّريقة، هذا المعنى طرحه (تودروف) في مفهومه للسرد؛ حيث يقول: “إنَّ المهمَّ عند مستوى السَّرد ليس ما يروى من أحداث، بل المهمُّ هو طريقة الرَّاويِّ في اطِّلاعنا عليها.
وهناك تلازم بين القصصيَّة والسَّرد إذ لا سرد بلا قصَّة فكلاهما لا يوجدان إلَّا عبر الحكاية كما يرى (جيرار جينيت)، وتحليل الخطاب السَّرديِّ قائم على أساس دراسة العلاقات بين الحكاية والقصَّة”[9]، وإنَّ السَّرد كذلك هو منطقيٌّ ومتسلسل وخطيّ ودقيق يقف في لحظات ليصف ويؤكِّد ويعلِّق، وهذه الوقفات إمَّا أنَّها ثابتة (وصفيَّة) أو مسرودة (زمنيَّة وخطيَّة أو متقطِّعة)”[10].
ويمكن أن يعرف السَّرد على أنَّ من قضاياه “نقل الحادثة من صورتها الواقعة إلى صورة لغويَّة،[11] حيث إنَّ “السَّرد لا يمكن إدراكه بكلِّ ما يتنوَّع به لأنَّه يتعدَّد بأنواع ومزايا عديدة على اختلاف الأزمان والأمكنة واختلاف التَّنوع والتَّقدُّم البشري، فمن هذا نتوصَّل إلى أنَّ أنواع السَّرد في العالم لا حصر لها، وهي قبل كلّ شيء تنوّع كبير في الأجناس، وهي ذاتها تتوزَّع إلى مواد متباينة، كما لو أنَّ كلَّ مادَّة هي مادَّة صالحة لكي يضمنها الإنسان سروده، فالسَّرد يمكن أن تحتمله اللُّغة المنطوقة شفويَّة كانت أو مكتوبة، والصُّورة ثابتة كانت أو متحرِّكة.
والسَّرد حاضر في الأسطورة، وفي الحكاية الخُرافيَّة (Legende)، وفي الحكاية على لسان الحيوانات؛ فالسَّرد بأشكاله اللَّانهائيَّة تقريبًا، حاضر في كلِّ الأزمنة، وفي كلِّ الأمكنة، وفي كلِّ المجتمعات؛ فهو يبدأ مع تاريخ البشريَّة ذاته؛ ولا يوجد أي شعب بدون سرد، فلكلِّ الطَّبقات ولكلِّ الجماعات البشريَّة سرودها، وهذه السُّرود تكون في غالب الأحيان مستساغة بشكل جماعيٍّ من قبل أناس ذوي ثقافات مختلفة إن لم تكن متعارضة، فالسَّرد لا يعير اهتمامًا لا لجودة الأدب ولا رداءتهِ؛ إنَّه عالميٌّ، عبر تاريخيّ، عبر ثقافيّ؛ إنَّه موجود في كلِّ مكان تمامًا كالحياة”.[12]
ويكون السَّرد هو الطَّريقة والأسلوب الَّتي يتبعها السَّارد في الحكي سواء في رواية أو قصَّة أو في الشِّعر، ويدخل في ذلك مفاهيم واسعة للسرد في أنَّ السَّارد ربَّما يحكي روايته شفهيًّا أو صوريًّا أو عن طريق الإيماءات، أي أنَّ السَّرد أداةٌ للتعبير عن أفكار الرَّاويِّ.
أمَّا في العصر الحديث، فالسَّرد فنٌّ قصصيٌّ يتَّصل بالحدث أو الفعل حين يُخبرُ عنه أو يُروى، وقد يكون دينيًّا أو غير دينيٍّ”[13]، ومن مفاهيم السَّرد: “هو الكيفيَّة الَّتي تُروى بها القصَّة عن طريق هذه القناة نفسها، وما تخضع له من مؤثِّرات، بعضُها متعلِّق بالرَّاويِّ والمرويّ له، وبعضها الآخر متعلِّق بالقصَّة ذاتها”[14]، ومن أهمِّ مفاهيم السَّرد الإعلان؛ وهو أن يشير سابقًا إلى أن سيكون هناك حدث أو أمور أخرى ويبيِّن أنَّه سوف يتطرَّق إليها ثمَّ يعاد سردها فيما بعد،[15] “وللسرد شكلان يعتمد عليهما الرَّاويُّ: بشكل أساسيٍّ، فالشَّكل الأوَّل: التَّجرُّد الموضوعيُّ عن الشُّخوص والأحداث، وفيها يكون الرَّاويُّ شخصًا خارجًا عن نطاق الحدث. والشَّكل الآخر هو أن يكون الرَّاويُّ أحد شخوص العمل القصصيِّ، يقدِّم إلينا تفسيره وتأويله للأحداث من خلال وجهة نظره الشَّخصيَّة”.[16]
السَّرد يكون في كلِّ المجالات الَّتي تحتمل السَّرد لأنَّه كما ذكرنا يشغل مكانة كبيرة مهمَّة أي يكون حاضرًا في كلِّ الأزمنة، والأمكنة، وفي كلِّ المجتمعات، فهو يبدأ مع تاريخ البشريَّة ذاته فيختلف أسلوب السَّرد باختلاف الطَّبقات الاجتماعيَّة.[17]
المطلب الثَّالث: السَّرد في القرآن الكريم
أتت كلمة (السَّرد) مرَّة واحدة في القرآن الكريم في قوله تعالى:[18] ﴿أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾؛ قال ابن كثير (ت: 774ه): “قدر في السَّرد لا تدقّ المسمار فيقلق في الحلقة، ولا تغلظه فيقصمها واجعله بقدر، وقال الحكم بن عيينة: لا تغلظه فيقصم، ولا تدقَّه فيقلق، وهكذا روي عن قتادة وغير واحد، وقال عليٌّ بن أبي طلحة عن ابن عبَّاس: السَّرد حلق الحديد. وقال بعضهم: يقال درع مسرودة إذا كانت مسمورة الحلق”.[19]
وزاد الطَّنطاويُّ: “وقوله: وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ والتقدير هنا بمعنى الإحكام والإجادة وحسن التَّفكير في عمل الشَّيء. والسَّرد: نسج الدُّروع وتهيئتها لوظيفتها؛ أى: آتينا داود كل هذا الفضل الَّذي من جملته إلانة الحديد في يده، وقلنا له يا داود: اصنع دروعًا سابغات تامَّات، وأحكم نسج هذه الدُّروع، بحيث تكون في أكمل صورة، وأقوى هيئة”.[20] وأكَّدَّ هذا أبو بكر الجزائريُّ بقوله: “أي اجعل المسامير مقدَّرة على قدر الحلق لما يترتَّب على عدم المناسبة من فساد الدُّروع وعدم الانتفاع بها”.[21]
المطلب الرَّابع: البنية وعلاقتها بالسَّرد
تنوَّعت التَّعريفات حول مفهوم البنية لدى الدَّارسين والباحثين وذكر بعضهم أنَّها: “شبكة العلاقات الحاصلة بين المكوِّنات العديدة للكلِّ وبين كلِّ مكوّن على حده والكلِّ. فإذا عرَّفنا الحكي بوصفه يتألَّف من قصَّة وخطاب، فتكون بنيته هي شبكة العلاقات بين القصَّة والخطاب، والقصَّة والسَّرد، والخطاب والسَّرد”.[22]
إنَّ لفظة بنية شاعت كثيرًا على ألسنة الخاصَّة والعامَّة؛ أي تُستعمل في مجال الدِّراسة والعمل، وكثرة تداولها جعلها تواجه اختلافات كثيرة من تعريفات الباحثين، “فإذا كان مصطلح البنية يثير انطباعًا مرتبطًا بشيء ماديٍّ كأنَّه هيكل عظميٌّ أو التَّصميم الدَّاخليّ للأعمال الأدبيَّة بما يشمله من خطوط رئيسة منظورة فإنَّه ينبغي أن نأخذ في الاعتبار أنَّ البنية الأدبيَّة ليست شيئًا حسيًّا يمكن إدراكه في الظَّاهر، حتَّى ولو حدَّدنا خصائصها الَّتي تتمثَّل في عناصرها التَّركيبيَّة، وإنَّما هي تصوُّر تجريديٌّ يعتمد على الرُّموز وعمليَّات التَّوصيل الَّتي تتعلَّق بالواقع المباشر، وتعدُّ البنية ذاتها شيئًا وسيطًا يقوم فيما وراء الواقع”.[23]
- المبحث الثَّاني: ماهيَّة الخطاب
المطلب الأوَّل: الخطاب لغةً
الخطاب من الفعل الثُّلاثيّ خَطَبَ أي تكلَّم وتحدّث للملأ أي لمجموعةٍ من النّاس عن أمرٍ ما، أو ألقى كلامًا، الكلام بين اثنين.[24]
الخِطاب: مراجعة الكلام.[25] وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز:[26] ﴿فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾؛والرِّسالة وَفصل الْخطاب مَا ينْفَصل بِهِ الْأَمر من الْخطاب، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز:[27] ﴿وَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾؛ وَفصل الْخطاب أَيْضا الحكم بِالْبَيِّنَةِ أَو الْيَمين أَو الْفِقْه فِي الْقَضَاء أَو النُّطْق بأمَّا بعد أَو أَن يفصل بَين الْحقِّ وَالْبَاطِل أَو هُوَ خطاب لَا يكون فِيهِ اخْتِصَار مخلٌّ وَلَا إسهاب مُملِّ وتاء الْخطاب مثل التَّاء من أَنْت وكاف الْخطاب مثل الْكَاف من لَك وَالْخطاب المفتوح خطاب يُوَجَّه إِلَى بعض أولي الْأَمر عَلَانيَة.[28]
المطلب الثَّاني: الخِطاب اصطلاحًا
هناك الكثير من التَّعريفات المُتعارف عليها للدّلالة على الخطاب ومنها أنَّ الخطاب مَجموعةٌ مُتناسقة من الجمل، أو النُّصوص والأقوال، أو أنَّ الخطاب هو منهج في البحث في المواد المُشكّلة من عناصر متميّزة ومترابطة سواء أكانت لغة أم شيئًا شبيهًا باللُّغة، ومشتمل على أكثر من جملة أوليَّة، أو أيّ منطوق أو فعل كلاميّ يفترض وجود راوٍ ومستمع وفي نيَّة الرَّاويِّ التَّأثير على المتلقِّي، أو نصّ محكوم بوحدة كلِّيَّة واضحة يتألَّف من صيغ تعبيريَّة متوالية تصدر عن متحدِّث فرد يبلغ رسالة ما.[29]
يهدف الخطاب إلى وصف التَّعابير اللُّغويَّة بشكل صريح، بالإضافة إلى أنَّ الخطاب يفكِّك شفرة النَّصِّ الخطابيِّ عن طريق التَّعرُّف على ما يحتويه النَّصُّ من تضمينات وافتراضات فكريّة، وتحليل الخطاب هو معرفة الرَّسائل المُضمّنة في النَّصِّ الخطابيِّ ومعرفة مقاصده وأهدافه، ويتمُّ تحليل الخطاب عن طريق الاستنباط والتَّفكير بشكلٍ منطقيٍّ حسب الظُّروف الَّتي نشأ وكتب فيها النَّصّ الخطابيّ وهو ما يسمَّى بتحليل السِّياق الَّذي يعتمد عليه النَّصٌّ.[30]
المطلب الثَّالث: عناصر الخطاب
كي يكون الخطاب مؤثِّرًا ومفيدًا يجب أن يكون متكامل الأطراف، وهو يقوم على عدّة ركائز أو عناصر تُنظّم الخطاب وتُقيم ركائزه، وهذه العناصر هي:
- المُؤلِّف: أي من يقوم بتوجيه الخِطاب وتكون لديه القدرة على التَّكلّم والإبداع في ترتيب الكلام بشكلٍ منظّم ومترابط.
- المتلقّي: أي من سيوجّه له الخِطاب، ويتميَّز المتلقّي بامتلاك حاسة التَّوقُّع والانتظار أثناء تلقِّيه الخطاب.
- الرِّسالة: أي مادّة الخِطاب الَّتي تُصاغ بصورةٍ أدبيّةٍ إبداعيّةٍ.
- وسيلة الإيصال: أي قناة الوصل بين المؤلِّف والمُتلقّي عبر الكتاب، أو وسائل الإعلام المقروءة والمَسموعة والمكتوبة، أو من خلال الإنترنت والأجهزة الذَّكيّة.[31]
وتجدر الإشارة إلى بيان أهميَّة العقل في التَّخاطب؛ حيث إنَّ مفهوم العقل، هو عمليَّة وظيفيَّة يقوم بها الإنسان, وتتعاون في أدائها كلُّ الملكات المعرفيَّة في الإنسان الظَّاهر منها والباطن, ما علمناه منها وما لم نعلمه.
وهذا المعنى مال إليه سلف الأمَّة وقالوا به, فهم لا يرفضون العقل إذن كما حاول البعض أن يشنع عليهم بهذه الأكذوبة, ولكنَّهم يرفضون مذهب الفلاسفة في العقل.
وهم لا يرفضون أحكام العقل, ولا يقلِّلون من شأنه في تحصيل العلوم واكتساب المعارف؛ إذ كيف يرفضون العقل وأحكامه والإسلام في مبادئه وأصوله وشريعته مؤسّس على خطاب العقل. فالقرآن نزل ليخاطب العقلاء، وليتدبَّره العقلاء، وليستنبط أحكامه العقلاء, ومن فَقَدَ العقل فَقَدْ فَقَدَ أهليَّة الخطاب القرآنيِّ، وليس له في خطاب الشَّرع ما يذمُّ عليه ولا ما يمدح من أجله, بل ليس للمرء من عباداته في الإسلام إلَّا ما عقل منها. وشرائع الإسلام كلُّها لم يكلّف بها إلَّا العقلاء.[32]
وقد عني الخطاب القرآنيُّ والنَّبويُّ بسوق الأدلَّة العقليَّة النَّقليَّة على المسائل العقديَّة، قال تعالى:[33] ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى:[34] ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾، وقوله تعالى:[35] ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، قُلْ يُحْيِيهَا الَّذي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٍ﴾.[36]
- المبحث الثَّالث: الخطاب القرآنيُّ
المطلب الأوَّل: طريقة الخطاب القرآنيِّ
إنَّ الخطاب القرآنيَّ معجزة خالدة؛[37] حيث يتمثَّل إعجازه في نظمه الموسيقي، وتصويره الفنِّيّ، ومعالجته السُّيكولوجيَّة للإنسان ثمَّ قيمه ومبادئه السَّاميَّة.[38] والخطاب القرآنيَّ يخاطب (الإنسان) كوحدة متَّصلة فيها الرُّوح والجسد وفيها العقل والعاطفة، وفيها حبُّ الخير وكره الشَّرِّ؛ قال تعالى:[39] ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾.
هكذا هي الطَّريقة القرآنيَّة في عرضها للعقيدة؛ إنَّها “طريقة لا تخاطب الذِّهن المجرَّد ولكنَّها تخاطب (الإنسان) كلّه، وتخاطبه- أوَّل ما تخاطبه- عن طريق الوجدان ولا يمنع هذا أن تدعو عقله للمشاركة في الأمر، ولكنَّها لا تخاطبه منفردًا إنَّما تخاطبه دائمًا والوجدان مستجاش، فيأخذ دوره في التلقِّي منفعلًا بالقضيَّة، متحرِّكًا للإيمان بها، لا مجرَّد مساجل فيها بالمنطق والبرهان.
والقرآن حين يصنع ذلك فهو يستجيب للفطرة البشريَّة كما خلقها الله، فالله الَّذي خلق هذه الفطرة هو الَّذي أنزل هذا القرآن مفصَّلًا علىها، مستجيبًا لها، ومجيبًا لها، وباعثًا ومقوِّمًا في آن، وبلا شكٍّ العقل جزء من هذه الفطرة، وله دوره في قضية الإيمان.. ولكنَّ الله يعلم الشُّروط اللَّازمة لهذا العقل حين يتناول قضيَّة من قضايا (الحياة) أنَّه يمكن أن يعمل وحده حين يكون دوره هو التَّعرُّف على سنَّة من سنن الكون لا مجال فيها للوجدان، أمَّا في قضية الإيمان فإنَّه لا يستقلُّ بهذا الأمر وحده، بل تشاركه العاطفة والوجدان”.[40]
ونزول الخطاب القرآني بقوله تعالى:[41] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ﴾؛ يدلُّ على دخول مخاطب في المخاطبة باسم الإيمان ووصفه به، وتناوله النَّهيُّ بعمومه، وله خصوص السَّبب الدَّال على إرادته، مع أنَّ في الآية ما يشعر أنَّ فعل حاطب نوع موالاة وأنَّه أبلغ بالمودَّة، فإنَّ فاعل ذلك قد أضل سواء السَّبيل، لكن قوله- صلَّى الله عليه وسلَّم-: “صدقكم خلُّوا سبيله”، ظاهر في أنَّه لا يكفر بذلك إذا كان مؤمنًا بالله ورسوله غير شاكٍّ ولا مرتاب، وإنَّما فعل ذلك لغرض دنيويٍّ، ولو كفر لما قيل “خلُّوا سبيله”.[42]
وفي توجيه الخطاب القرآنيِّ إلى بني إسرائيل دلالة حاسمة على أنَّ اليهود الَّذين كانوا في المدينة وحولها إسرائيليون أصلًا وطارئون على الحجاز.
وفي القرآن دلالات كثيرة على ذلك أيضًا منها هذه الآية:[43] ﴿أَنْ تَقُولُوا إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِراسَتِهِمْ لَغافِلِين﴾، والآية تخاطب العرب وتذكر ما كانوا يقولونه حيث كانوا يقولون إنَّ الكتب السَّماوية الأولى هي بلغة غير لغتهم وأنَّ الَّذين يقرأونها إنَّما يقرأونها بلغتها الأصليَّة، وحيث ينطوي في هذا أنَّ اليهود كانوا لا يزالون يعرفون لغة آبائهم الأصليَّة ويقرأون كتبهم بها. ومنها ربط أخلاق يهود الحجاز هؤلاء بأخلاق آبائهم ومواقفهم القديمة ومخاطبتهم كسلسلة متَّصلة بعضها ببعض ممَّا احتوته الآيات الَّتي تلي هذه الآيات من السِّلسلة الطَّويلة. والأسماء المأثورة من أسمائهم عبرانيَّة.[44]
يتَّجه الخطاب القرآنيُّ فجأة إلى المؤمنين محذِّرًا إيَّاهم من تقليد بني إسرائيل في إلقاء أسئلتهم المحرجة، القائمة على روح الجدل والتَّعنُّت، فيقول الله تعالى:[45] ﴿أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ﴾. والتَّشبه هنا واقع بالأسئلة الَّتي وجَّهها إلى موسى بنو إسرائيل في شأن البقرة وذبحها، طبقًا لما حكته عنهم الآيات السَّالفة.[46]
المطلب الثَّاني: تنوّع الخطاب القرآنيِّ
ومن تنوّع أسلوب الخطاب القرآنيِّ وانتقاله من أسلوب إلى آخر أيضًا: قوله في قول الله تعالى:[47] ﴿فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ﴾، رجع من الخبر إلى الخطاب.
وقال في قول الله تعالى:[48] ﴿كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ﴾، على وجه التَّعجُّب ومعناه جحد؛ أي لا يكون لهم عهد.
ويقول في قول الله تعالى:[49] ﴿قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا﴾ ظاهر الآية أمر، ومعناه خبر وجزاء. ونحو ذلك.[50]
ممَّا تراه بوضوح في القرآن أنَّك تجد الخطاب القرآنيَّ مظهرًا للعزة الإلهيَّة، ومظهرًا للربوبيَّة الكاملة، فهو مثلًا عند ما يخاطب رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- يخاطبه خطابًا تظهر فيه عزَّة الرُّبوبيَّة، وعبوديَّة المربوب، وهو موضوع يحسُّه كلُّ عاقل يتأمَّل في هذا القرآن، وإنَّك لتجد المجموعة السَّابقة نموذجًا كاملًا على هذا الموضوع، وهذا وحده كافٍّ ليعرف المنصف أنَّ هذا القرآن من عند الله- عزَّ وجلَّ-، إنَّ ممَّا تراه بشكل واضح في هذا القرآن أنَّه خال من كلِّ مظهر من مظاهر الضَّعف البشريِّ الَّذي لا بدَّ أن يظهر في كلِّ أثر من آثار البشر، إنَّ في الأسلوب أو في التَّعبير، أو في المعاني، فعلم البشر ما دام غير محيط بالزَّمان والمكان، والكون، والإنسان، ومفردات اللُّغة وطرق تركيبها، وأساليب العرض الَّتي لا تتناهى، إنَّ الإنسان ما دام غير محيط بهذا كلِّه أو ببعضه، فإنَّ آثار ذلك لا بدَّ ظاهرة في كلِّ أثر يصدر عنه، فإن تجد النَّصَّ القرآنيَّ خاليًا من القصور فذلك وحده دليل على أنَّه من عند الله، فليتفطن قارئ القرآن لهذا، تأمَّل السُّور القرآنيَّة كيف أنَّ لكلِّ واحدة منها جرسًا وأسلوبًا وبداية ونهاية، وتجد في كلِّ واحدة منها من المعاني ما لا يمكن أن يصدر شيء منه من بشر.[51]
النَّبيّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يمرّ على حجرات زوجاته فيقول: السَّلام عليكم أهل البيت ورحمة الله. وفي هذا الحديث انسجام نبويٌّ مع الخطاب القرآنيِّ الَّذي يصف نساء النَّبيّ بأنَّهن أهل البيت ويمكن أن يقال والحالة هذه إذا صحَّت الأحاديث فيكون قصد النَّبيِّ توكيد اللَّحمة العصبيَّة الدُّنيويَّة بينه وبين أولاده وأحفاده ويكون في الحديث توفيق بين موقفي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم والله أعلم.[52]
المطلب الثَّالث: عموم الخطاب القرآنيِّ:
الخطاب القرآنيُّ عامٌّ لكلِّ المسلمين في بقاع الأرض؛ لذا فإنَّ ترجمة القرآن أمر مفيد جدًّا وواجب لازم في سبيل نشر الدَّعوة الإسلاميَّة القرآنيَّة العظمى، كما أنَّ عموم الرِّسالة النَّبويَّة، وعموم الخطاب القرآنيِّ لجميع النَّاس من الدَّلائل على هذا الوجوب، على أن يقوم بها الأكفاء في فهم القرآن ولغته ولغة ترجمته، وعلى أن يكون القصد منها النَّشر والدَّعوة والتَّبشير لا الصَّلاة بها، حيث نعتقد بصواب رأي أبي يوسف والحسن صاحبي أبي حنيفة في إنكار الصَّلاة بها وعدم جوازها إلَّا بالألفاظ القرآنيَّة العربيَّة الَّتي نزل القرآن بها؛ لأنَّ القرآن قد وصف فيه بأنَّه قرآن عربيٌّ ولا يمكن أن يعتبر قرآنًا تصحُّ به صلاة إلَّا بهذا الوصف.[53]
- خاتمة البحث:
- إنَّ مصطلحي السَّرد والخطاب يمثِّلان أهميَّة كبرى في فهم التَّخاطب والحوارات المتبادلة في القرآن الكريم، والخطاب هو المرحلة الأولى الَّتي ينتج عنها السَّرد بطريقة منطقيَّة ومتسلسلة زمنيًّا، وإن كان السَّرد يرتبط- غالبًا- بالقصِّة أو الحكاية، وما تتضمنه من شخصيات مرتبطة بأحداث تدور في زمان ومكان.
- السَّرد في اللُّغة: تقدمة شيء إلى شيء حتَّى يتَّسق بعض إلى إثر بعض متتابعًا. أمَّا في الاصطلاح فهو الَّذي يشمل على قصِّ حدث أو أحداث أو خبر أو أخبار سواء كان ذلك من صميم الحقيقة أو من ابتكار الخيال، ويتجسَّد السَّرد أنه “خطاب السَّارد أو حواره إلى من يسرد له داخل النَّصِّ، فالسَّرد هو الطَّريقة؛ حيث إنَّ المهمَّ عند مستوى السَّرد ليس ما يروى من أحداث، بل المهمُّ هو طريقة الرَّاويِّ في اطِّلاعنا عليها.
- هناك تلازم بين القصصيَّة والسَّرد إذ لا سرد بلا قصَّة فكلاهما لا يوجدان إلَّا عبر الحكاية، وتحليل الخطاب السَّرديِّ قائم على أساس دراسة العلاقات بين الحكاية والقصَّة، وإنَّ السَّرد كذلك هو منطقيٌّ ومتسلسل وخطيّ ودقيق يقف في لحظات ليصف ويؤكِّد ويعلِّق، وهذه الوقفات إمَّا أنَّها ثابتة (وصفيَّة) أو مسرودة (زمنيَّة وخطيَّة أو متقطِّعة).
- من قضايا السَّرد أنَّه ينقل الحادثة من صورتها الواقعة إلى صورة لغويَّة، حيث إنَّ السَّرد لا يمكن إدراكه بكلِّ ما يتنوَّع به لأنَّه يتعدَّد بأنواع ومزايا عديدة على اختلاف الأزمان والأمكنة واختلاف التَّنوع والتَّقدُّم البشري، فمن هذا نتوصَّل إلى أنَّ أنواع السَّرد في العالم لا حصر لها، وهي قبل كلّ شيء تنوّع كبير في الأجناس، وهي ذاتها تتوزَّع إلى مواد متباينة، كما لو أنَّ كلَّ مادَّة هي مادَّة صالحة لكي يضمنها الإنسان سروده، فالسَّرد يمكن أن تحتمله اللُّغة المنطوقة شفويَّة كانت أو مكتوبة، والصُّورة ثابتة كانت أو متحرِّكة.
- يكون السَّرد هو الطَّريقة والأسلوب الَّتي يتبعها السَّارد في الحكي سواء في رواية أو قصَّة أو في الشِّعر، ويدخل في ذلك مفاهيم واسعة للسرد في أنَّ السَّارد ربَّما يحكي روايته شفهيًّا أو صوريًّا أو عن طريق الإيماءات، أي أنَّ السَّرد أداةٌ للتعبير عن أفكار الرَّاويِّ.
- السَّرد في العصر الحديث فنٌّ قصصيٌّ يتَّصل بالحدث أو الفعل حين يُخبرُ عنه أو يُروى، وقد يكون دينيًّا أو غير دينيٍّ، ومن مفاهيم السَّرد: هو الكيفيَّة الَّتي تُروى بها القصَّة عن طريق هذه القناة نفسها، وما تخضع له من مؤثِّرات، بعضُها متعلِّق بالرَّاويِّ والمرويّ له، وبعضها الأخر متعلِّق بالقصَّة ذاتها، ومن أهمِّ مفاهيم السَّرد الإعلان؛ وهو أن يشير سابقًا إلى أن سيكون هناك حدث أو أمور أخرى ويبيِّن أنَّه سوف يتطرَّق إليها ثمَّ يعاد سردها فيما بعد.
- للسرد شكلان يعتمد عليهما الرَّاويُّ: بشكل أساسيٍّ، فالشَّكل الأوَّل: التَّجرُّد الموضوعيُّ عن الشُّخوص والأحداث، وفيها يكون الرَّاويُّ شخصًا خارجًا عن نطاق الحدث. والشَّكل الآخر هو أن يكون الرَّاويُّ أحد شخوص العمل القصصيِّ، يقدِّم إلينا تفسيره وتأويله للأحداث من خلال وجهة نظره الشَّخصيَّة.
- السَّرد يكون في كلِّ المجالات الَّتي تحتمل السَّرد لأنَّه يشغل مكانة كبيرة مهمَّة أي يكون حاضرًا في كلِّ الأزمنة، والأمكنة، وفي كلِّ المجتمعات، فهو يبدأ مع تاريخ البشريَّة ذاته فيختلف أسلوب السَّرد باختلاف الطَّبقات الاجتماعيَّة. وقد أتت كلمة (السَّرد) مرَّة واحدة في القرآن الكريم بمعنى: حلق الحديد؛ والمقصود: الإحكام والإجادة وحسن التَّفكير في عمل الشَّيء.
- الخطاب من الفعل الثُّلاثيّ خَطَبَ أي تكلَّم وتحدّث للملأ أي لمجموعةٍ من النّاس عن أمرٍ ما، أو ألقى كلامًا، الكلام بين اثنين. والخِطاب: مراجعة الكلام. وفي الاصطلاح: الخطاب مَجموعةٌ مُتناسقة من الجمل، أو النُّصوص والأقوال، أو أنَّ الخطاب هو منهج في البحث في المواد المُشكّلة من عناصر متميّزة ومترابطة سواء أكانت لغة أم شيئًا شبيهًا باللُّغة، ومشتمل على أكثر من جملة أوليَّة، أو أيّ منطوق أو فعل كلاميّ يفترض وجود راوٍ ومستمع وفي نيَّة الرَّاويِّ التَّأثير على المتلقِّي، أو نصّ محكوم بوحدة كلِّيَّة واضحة يتألَّف من صيغ تعبيريَّة متوالية تصدر عن متحدِّث فرد يبلغ رسالة ما.
- يهدف الخطاب إلى وصف التَّعابير اللُّغويَّة بشكل صريح، بالإضافة إلى أنَّ الخطاب يفكِّك شفرة النَّصِّ الخطابيِّ عن طريق التَّعرُّف على ما يحتويه النَّصُّ من تضمينات وافتراضات فكريّة، وتحليل الخطاب هو معرفة الرَّسائل المُضمّنة في النَّصِّ الخطابيِّ ومعرفة مقاصده وأهدافه، ويتمُّ تحليل الخطاب عن طريق الاستنباط والتَّفكير بشكلٍ منطقيٍّ حسب الظُّروف الَّتي نشأ وكتب فيها النَّصّ الخطابيّ وهو ما يسمَّى بتحليل السِّياق الَّذي يعتمد عليه النَّصٌّ.
- كي يكون الخطاب مؤثِّرًا ومفيدًا يجب أن يكون متكامل الأطراف، وهو يقوم على عدّة ركائز أو عناصر تُنظّم الخطاب وتُقيم ركائزه، وهذه العناصر هي: المُؤلِّف، والمتلقّي، والرِّسالة، ووسيلة الإيصال.
- هناك أهميَّة للعقل في التَّخاطب؛ حيث إنَّ مفهوم العقل، هو عمليَّة وظيفيَّة يقوم بها الإنسان, وتتعاون في أدائها كلُّ الملكات المعرفيَّة في الإنسان الظَّاهر منها والباطن, ما علمناه منها وما لم نعلمه. وهذا المعنى مال إليه سلف الأمَّة وقالوا به, فهم لا يرفضون العقل إذن كما حاول بعض النُّقَّاد أن يشنع عليهم بهذه الأكذوبة, ولكنَّهم يرفضون مذهب الفلاسفة في العقل. وقد عني الخطاب القرآنيُّ والنَّبويُّ بسوق الأدلَّة العقليَّة النَّقليَّة على المسائل العقديَّة.
- الخطاب القرآنيُّ معجزة خالدة، حيث يتمثَّل إعجازه في نظمه الموسيقي، وتصويره الفنِّيّ، ومعالجته السُّيكولوجيَّة للإنسان ثمَّ قيمه ومبادئه السَّاميَّة. والخطاب القرآنيُّ يخاطب (الإنسان) كوحدة متَّصلة فيها الرُّوح والجسد وفيها العقل والعاطفة، وفيها حبُّ الخير وكره الشَّرِّ.
- الطَّريقة القرآنيَّة في عرضها للعقيدة لا تخاطب الذِّهن المجرَّد ولكنَّها تخاطب (الإنسان) كلّه، وتخاطبه- أوَّل ما تخاطبه- عن طريق الوجدان ولا يمنع هذا أن تدعو عقله للمشاركة في الأمر، ولكنَّها لا تخاطبه منفردًا إنَّما تخاطبه دائمًا والوجدان مستجاش، فيأخذ دوره في التلقِّي منفعلًا بالقضيَّة، متحرِّكًا للإيمان بها، لا مجرَّد مساجل فيها بالمنطق والبرهان.
- يتنوّع أسلوب الخطاب القرآنيِّ وينتقل من أسلوب إلى آخر بحسب موقف المخاطبين واعتقاداتهم، كما أنَّ الخطاب القرآنيُّ عامٌّ لكلِّ المسلمين في بقاع الأرض؛ لذا فإنَّ ترجمة القرآن أمر مفيد جدًّا وواجب لازم في سبيل نشر الدَّعوة الإسلاميَّة القرآنيَّة العظمى، كما أنَّ عموم الرِّسالة النَّبويَّة، وعموم الخطاب القرآنيِّ لجميع النَّاس من الدَّلائل على هذا الوجوب، على أن يقوم بها الأكفاء في فهم القرآن ولغته ولغة ترجمته، وعلى أن يكون القصد منها النَّشر والدَّعوة والتَّبشير لا الصَّلاة بها.
- المصادر والمراجع:
أوَّلًا: الكتب المطبوعة (حسب التَّرتيب الأبجديُّ)
- القرآن الكريم.
- ابن فارس، أحمد بن زكرياء، مقاييس اللُّغة، تحقيق: عبد السَّلام محمَّد هارون، عدد الأجزاء (6)، (سورية: دار الفكر، دمشق، 1399هـ / 1979م).
- ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم، تحقيق: محمَّد حسين شمس الدِّين، (لبنان: دار الكتب العلميَّة، بيروت، 1419ه).
- ابن منظور، محمَّد بن مكرم بن عليٍّ، لسان العرب، عدد الأجزاء (15)، الطَّبعة الثَّالثة، (لبنان: دار صادر، بيروت، 1414ه).
- أبو بكر الجزائريُّ، أيسر التَّفاسير لكلام العليِّ الكبير، الطَّبعة الخامسة، عدد الأجزاء (5)، (السُّعوديَّة: مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنوَّرة، 1424هـ/2003م)،
- الأزهريُّ، محمَّد بن أحمد، تهذيب اللُّغة، تحقيق: محمَّد عوض مرعب، عدد الأجزاء (8)، (لبنان: دار إحياء التُّراث العربيِّ، بيروت، 2001م).
- إسماعيل، عزُّ الدِّين، الأدب وفنونه، الطَّبعة التَّاسعة، (مصر: دار الفكر العربيِّ، القاهرة، 2013م).
- أنيس، إبراهيم- وآخرون، المعجم الوسيط، (مصر، مجمع اللُّغة العربيَّة، دار الدَّعوة، القاهرة).
- بارت، رولان، طرائق تحليل السَّرد الأدبيِّ، تحقيق: حسن بحراوي، وآخرين، (المغرب: منشورات اتِّحاد كتاب المغرب، 1992م).
- برنس، جيرالد: قاموس السَّرديات، ترجمة: السَّيِّد إمام، (مصر: ميريت للنشر والمعلومات، القاهرة، 1424ه/ 2003م).
- البنا، جمال، نحو فقه جديد، (مصر، دار الفكر الإسلاميّ، 1319ه/ 1997م).
- الثَّعلبيُّ، أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم، الكشف والبيان عن تفسير القرآن، أشرف على إخراجه: صلاح باعثمان- حسن الغزاليُّ- زيد مهارش- أمين باشه، تحقيق: عدد من الباحثين، أصل الكتاب: رسائل جامعيَّة (غالبها ماجستير) لعدد من الباحثين، جدَّة، دار التَّفسير، 1436ه/ 2015 م).
- الجليند، محمَّد السَّيِّد، الوحيُّ والإنسان: قراءة معرفيَّة، (مصر: دار قباء للطباعة والنَّشر والتَّوزيع، الفاهرة، 2003م).
- حوَّى، سعيد، الأساس في التَّفسير، الطَّبعة السَّادسة، (مصر: دار السَّلام، القاهرة، 1424هـ).
- دروزة، محمَّد عزت، التَّفسير الحديث، (مصر: دار إحياء الكتب العربيَّة، القاهرة، 1383هـ).
- سحمان، سليمان، إرشاد الطَّالب إلى أهمِّ المطالب ومنهاج أهل الحقِّ والاتِّباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع، (مصر، مطبعة المنار، القاهرة، 1340هـ).
- طنطاوي، محمَّد سيِّد، التَّفسير الوسيط للقرآن الكريم، عدد الأجزاء (15)، (مصر: دار نهضة مصر للطباعة والنَّشر والتَّوزيع، القاهرة، 1998م).
- عبد الله، عدنان خالد، النَّقد التَّطبيقيُّ التَّحليليُّ، (العراق: دار الشُّؤون الثَّقافية العامَّة، بغداد، 1986م).
- عبد المعزِّ، هبة أحمد، تحليل الخطاب، (السّويد: مؤسَّسة النُّور للثقافة والإعلام، مالمو، 2017م).
- الفراهيديُّ، الخليل بن أحمد، العين، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، (لبنان: دار الكتب العلميَّة، بيروت، 2003م).
- فضل، صلاح، نظريَّة البنائيَّة في النَّقد الأدبيِّ، (مصر: دار الشُّروق، القاهرة، 1998م).
- القحطانيُّ، محمَّد بن سعيد بن سالم، الولاء والبراء في الإسلام من مفاهيم عقيدة السَّلف، تقديم: عبد الرَّزَّاق عفيفي، (السُّعوديَّة،دار طيبة، الرِّياض).
- قطب، محمَّد، دراسات قرآنيَّة، الطَّبعة السَّابعة، (مصر: دار الشُّروق، القاهرة، 1414ه/ 1993م).
- لحمداني، حميد: بنية النَّصِّ السَّرديِّ، (لبنان: المركز الثَّقافيُّ العربيُّ، بيروت، 1991م).
- الماتريديُّ، أبو منصور، تفسير الماتريديِّ (تأويلات أهل السُّنَّة)، تحقيق: مجدي باسلوم، (لبنان: دار الكتب العلميَّة، بيروت، 1426هـ/ 2005م).
- المرزوقيُّ، سمير- شاكر، جميل، مدخل إلى نظريَّة القصَّة، (العراق: دار الشُّؤون الثَّقافيَّة العامَّة، بغداد، 1911م).
- معتصم، محمَّد، بنية السَّرد العربيِّ من مساءلة الواقع إلى سؤال المصير، (لبنان: الدَّار العربيَّة للعلوم ناشرون، بيروت، 2010م).
- الموّاق، محمَّد بن يوسف، التَّاج والإكليل لمختصر خليل، (لبنان: دار الكتب العلميِّة، بيروت، 1416هـ/ 1994م).
- النَّاصريُّ، محمَّد المكِّيُّ ، التَّيسير في أحاديث التَّفسير، (لبنان: دار الغرب الإسلاميِّ، بيروت، 1405 هـ/ 1985م).
- هلال، عبد النَّاصر، آليَّات السَّرد في الشِّعر العربيِّ المعاصر، (مصر: مركز الحضارة العربيَّة، القاهرة، 2006م).
- وهبة، مجدي- المهندس، كامل، معجم المصطلحات العربيَّة في اللُّغة والأدب، الطَّبعة الثَّانية، (لبنان: كتب لبنان، ساحة رياض الصّلح، بيروت، 1984م).
- يسري، محمَّد، طريق الهداية: مبادئ ومقدِّمات علم التَّوحيد عند أهل السُّنَّة والجماعة، (مصر: دار اليسر، القاهرة، الطَّبعة الثَّالثة، 1428هـ/ 2008م).
ثانيًا: الدَّوريَّات والمجلَّات والأبحاث العلميَّة (حسب التَّرتيب الأبجديِّ)
- بارت، رولان، التَّحليل البنيويُّ للسرد، تحقيق: حسن بحراوي- بشير القمريُّ- عبد الحميد عقّار، (المغرب: مجلَّة آفاق، العدد 908 لسنة 1988م).
- سنجق، رانيا، تعريف الخطاب، مقال علي الشَّبكة الدَّوليَّة، على موقع: https://mawdoo3.com
- – عثامنة، فايز صلاح قاسم، السَّرد في رواية السِّيرة الذَّاتيَّة العربيَّة، (الأردن: رسالة دكتوراه، جامعة اليرموك- إربد، 2010م).
[1]– الأزهريُّ، محمَّد بن أحمد، تهذيب اللُّغة، تحقيق: محمَّد عوض مرعب، عدد الأجزاء (8)، (لبنان: دار إحياء التُّراث العربيِّ، بيروت، 2001م)، مادَّة (سرد). 6: 249.
[2]– ابن منظور، محمَّد بن مكرم بن عليٍّ، لسان العرب، عدد الأجزاء (15)، الطَّبعة الثَّالثة، (لبنان: دار صادر، بيروت، 1414ه)، مادَّة (سرد)، 3: 211.
[3][3]- أنيس، إبراهيم- وآخرون، المعجم الوسيط، (مصر، مجمع اللُّغة العربيَّة، دار الدَّعوة، القاهرة)، 426.
[4]– ابن منظور، لسان العرب، مادَّة (سرد)، 12: 121.
[5]– الفراهيديُّ، الخليل بن أحمد، العين، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، (لبنان: دار الكتب العلميَّة، بيروت، 2003م)، مادَّة (سرد)، 2: 235.
[6]– وهبة، مجدي- المهندس، كامل، معجم المصطلحات العربيَّة في اللُّغة والأدب، الطَّبعة الثَّانية، (لبنان: كتب لبنان، ساحة رياض الصّلح، بيروت، 1984م)، 112.
[7]– المرزوقيُّ، سمير- شاكر، جميل، مدخل إلى نظريَّة القصَّة، (العراق: دار الشُّؤون الثَّقافيَّة العامَّة، بغداد، 1911م)، 73- 74.
[8] – هلال، عبد النَّاصر، آليَّات السَّرد في الشِّعر العربيِّ المعاصر، (مصر: مركز الحضارة العربيَّة، القاهرة، 2006م)، 26.
[9] – المرجع السَّابق، 25 – 26.
[10]– معتصم، محمَّد: بنية السَّرد العربيِّ من مساءلة الواقع إلى سؤال المصير، (لبنان: الدَّار العربيَّة للعلوم ناشرون، بيروت)، 2010، ص31.
[11]– إسماعيل، عزُّ الدِّين، الأدب وفنونه، الطَّبعة التَّاسعة، (مصر: دار الفكر العربيِّ، القاهرة، 2013م)، 104- 105.
[12]– بارت، رولان، وآخرون: طرائق تحليل السَّرد الأدبيِّ، تحقيق: حسن بحراوي، وأخرين،(المغرب: منشورات اتِّحاد كتاب المغرب، 1992م)، 9.
– [13] عثامنة، فايز صلاح قاسم، السَّرد في رواية السِّيرة الذَّاتية العربيَّة، (الأردن: رسالة دكتوراه، جامعة اليرموك- إربد، 2010م)، 10.
[14]– لحمداني، حميد: بنية النَّصِّ السَّرديِّ، (لبنان: المركز الثَّقافيُّ العربيُّ، بيروت، 1991م)، 45.
[15]– برنس، جيرالد، قاموس السَّرديات، ترجمة: السَّيِّد إمام، (مصر: ميريت للنشر والمعلومات، القاهرة، 1424ه/ 2003م )، 13.
[16]– عبدالله، عدنان خالد، النَّقد التَّطبيقيُّ التَّحليليُّ، (العراق: دار الشُّؤون الثَّقافية العامَّة، بغداد، 1986م)، 85.
[17]– بارث، رولان، التَّحليل البنيويُّ للسرد، تحقيق: حسن بحراوي- بشير القمريُّ- عبد الحميد عقّار، (المغرب: مجلَّة آفاق، العدد 908 لسنة 1988م)،7.
[18] – سبأ: 11.
[19] – ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم، تحقيق: محمَّد حسين شمس الدِّين، عدد الأجزاء (9)، (لبنان: دار الكتب العلميَّة، بيروت، 1419هـ)، 6: 439.
[20] – طنطاوي، محمَّد سيِّد، التَّفسير الوسيط للقرآن الكريم، عدد الأجزاء (15)، (مصر: دار نهضة مصر للطباعة والنَّشر والتَّوزيع، القاهرة، 1998م)، 11: 272.
[21] – أبو بكر الجزائريُّ، أيسر التَّفاسير لكلام العليِّ الكبير، الطَّبعة الخامسة، عدد الأجزاء (5)، (السُّعوديَّة: مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنوَّرة، 1424هـ/2003م)، 4: 308.
[22]– برنس، جيرالد، قاموس السَّرديَّات، 191.
[23]– فضل، صلاح، نظريَّة البنائيَّة في النَّقد الأدبيِّ، (مصر: دار الشُّروق، القاهرة، 1998م)، 196-197.
[24] – ابن فارس، أحمد بن زكرياء، مقاييس اللُّغة، تحقيق: عبد السَّلام محمَّد هارون، عدد الأجزاء (6)، (سورية: دار الفكر، دمشق، 1399هـ / 1979م)، 2: 198.
[25] – الفراهيديُّ، العين، 4: 222.
[26] – ص: 23.
[27] – ص: 20.
[28] – المعجم الوسيط، 243.
[29] – عبد المعزِّ، هبة أحمد، تحليل الخطاب، (السّويد: مؤسَّسة النُّور للثقافة والإعلام، مالمو، 2017م)، بتصرّف.
[30] – المرجع السَّابق.
[31] – سنجق، رانيا، تعريف الخطاب، مقال علي الشَّبكة الدَّوليَّة، على موقع: https://mawdoo3.com
[32] – الجليند، محمَّد السَّيِّد، الوحيُّ والإنسان: قراءة معرفيَّة، (مصر: دار قباء للطباعة والنَّشر والتَّوزيع، القاهرة)، 66.
[33] – البقرة/ 111.
[34] – الطُّور/ 35.
[35] – يس/ 78- 79.
[36] – يسري، محمَّد، طريق الهداية: مبادئ ومقدِّمات علم التَّوحيد عند أهل السُّنَّة والجماعة، الطَّبعة الثَّالثة، (مصر: دار اليسر، القاهرة،
1428هـ/ 2008م)، 236.
[37] – البنا، جمال، نحو فقه جديد، مصر، دار الفكر الإسلاميّ، 1319ه/ 1997م، 1: 56.
[38]– الماتريديُّ، أبو منصور، تفسير الماتريديِّ (تأويلات أهل السُّنَّة)، تحقيق: مجدي باسلوم، (لبنان: دار الكتب العلميَّة، بيروت، 1426هـ/ 2005م)، 1: 286.
[39] – الشِّمس/ 7- 10.
[40] – القحطانيُّ، محمَّد بن سعيد بن سالم، الولاء والبراء في الإسلام من مفاهيم عقيدة السَّلف، تقديم: عبد الرَّزَّاق عفيفي، (السّعوديَّة: دار طيبة، الرِّياض)، 94- 95. يُنْظَرُ: قطب، محمَّد، دراسات قرآنيَّة، (مصر: دار الشُّروق، القاهرة)، 149.
[41] – الممتحنة/ 1.
[42] – القحطانيُّ، محمَّد بن سعيد بن سالم، الولاء والبراء في الإسلام من مفاهيم عقيدة السَّلف، تقديم: عبد الرَّزَّاق عفيفي، 303.
يُنْظَرُ: سحمان، سليمان، إرشاد الطَّالب إلى أهمِّ المطالب ومنهاج أهل الحقِّ والاتِّباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع، (مصر، مطبعة المنار، القاهرة، 1340هـ)، 15.
[43] – الأنعام/ 156.
[44] دروزة، محمَّد عزت، التَّفسير الحديث، 6: 165.
[45] – البقرة/ 108.
[46]– محمَّد المكِّيُّ النَّاصريُّ، التَّيسير في أحاديث التَّفسير، (لبنان: دار الغرب الإسلاميِّ، بيروت، 1405هـ/ 1985م)، 1: 74.
[47] – التَّوبة/ 2.
[48] – التَّوبة/ 7.
[49] – التَّوبة/ 53.
[50] أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم الثَّعلبيُّ، الكشف والبيان عن تفسير القرآن، أشرف على إخراجه: صلاح باعثمان- حسن الغزاليُّ- زيد مهارش- أمين باشه، تحقيق: عدد من الباحثين، أصل الكتاب: رسائل جامعيَّة (غالبها ماجستير) لعدد من الباحثين، جدَّة، دار التَّفسير، 1436 هـ – 2015 م، 1: 276.
[51]– حوَّى، سعيد ، الأساس في التَّفسير، الطَّبعة السَّادسة، (مصر: دار السَّلام، القاهرة، 1424هـ)، 11: 521- 522.
[52] المواق، محمَّد بن يوسف، التَّاج والإكليل لمختصر خليل، (لبنان: دار الكتب العلميِّة، بيروت، 1416هـ/ 1994م)، 4: 187.
[53] دروزة، محمَّد عزت، التَّفسير الحديث، (مصر: دار إحياء الكتب العربيَّة، القاهرة، 1383ه)ـ، 1: 268.