الحجر الصحي ورهان الأمن الصحي في إدارة الازمة الصحية لما بعد الجائحة-قراءة في النموذج الجزائري-
د. عائشة بن النوي (جامعة باتنة 1، الجزائر)
Quarantine and the health security bet in managing the post-pandemic health crisis – a reading in the Algerian model –
Aicha BENNOUI (University of Batna 1, Algeria)
مقال منشور في مجلة جيل الأبحاث القانونية المعمقة العدد 54 الصفحة 33.
Abstract:
The Covid-19 epidemic swept the countries of the world starting in 2020, which was a bad situation, as the World Health Organization announced it as a global epidemic that requires controlled social protection that limits this deadly and rapidly spreading disease, and works to reduce and control it through health systems, and control measures in accordance with As stipulated by the International Health Regulations, and with the aim of limiting the spread of the Corona epidemic (Covid-19), the Algerian authorities have taken many preventive measures that fall within the control tasks to maintain public health as a manifestation of public order, and within the framework of their strategy in managing the health crisis For the Covid 19 virus, quarantine has been relied upon as one of the most important measures taken in exceptional circumstances, provided that health security is an effective model in managing the post-Corona health crisis, as the current study aims to know what the nature of this crisis is and how it spread rapidly in most countries The world up to Algeria, and how it affected the world in general and Algeria in particular, within its analytical descriptive approach, and therefore quarantine as an effective preventive measure in restricting some rights and freedoms is one of Prior to the measures aimed at achieving the public interest, and we mention in particular the restriction of freedom of movement, which is the basic freedom in the spread and spread of this epidemic, and it was necessary for them to formulate a comprehensive strategy for health security and modernize health systems in a way that enhances their capabilities in the face of protracted and permanent health crises. Quarantine and the health security bet in managing the post-pandemic health crisis are among the goals that established a preventive and curative health system based in terms of activities on the sequence and integration between prevention and treatment, and the readjustment of the various health structures and institutions, which are based on organization and walking on the principles of inclusiveness. Equality, solidarity, justice and continuity of public service.
Keywords: quarantine, pandemic, covid 19 virus, measures, crisis, repercussions, Algeria
الملخص:
اجتاح وباء كوفيد19 اقطار العالم بداية من عام 2020 والذي كان وضعا سيئا، حيث أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية على انه وباء عالمي يتطلب وقاية اجتماعية مضبطة تحد من هذا المرض القاتل السريع العدوى والانتشار، والعمل على الحد منه ومكافحته من خلال أنظمة صحية، وتدابير ضبطية وفقا ما تنص عليه اللوائح الصحية الدولية، وبغرض الحد من انتشار وباء كوفيد19 ( كورونا)، حيث اتخذت السلطات الجزائرية العديد من التدابير الوقائية التي تندرج ضمن مهام الضبط للحفاظ على الصحة العامة باعتبارها مظهراً من مظاهر النظام العام، وفي إطار استراتيجيتها في إدارة الازمة الصحية لفيروس كوفيد 19، فقد تم الاعتماد على الحجر الصحي باعتباره من اهم الإجراءات المتخذة في الظروف الاستثنائية على ان يكون الامن الصحي كنموذج فعال في إدارة الازمة الصحية لما بعد كوفيد19، حيث تهدف الدراسة الحالية إلى معرفة ماهي طبيعة هذه الازمة وكيف انتشرت بصورة سريعة في غالبية دول العالم وصولا إلى الجزائر، وكيف اثرت على العالم عامة والجزائر خاصة وذلك ضمن منهجها الوصفي التحليلي، وبالتالي فإن الحجر الصحي كإجراء وقائي فعال في تقييد بعض الحقوق والحريات تعد من قبيل الاجراءات الرامية لتحقيق المصلحة العامة، ونذكر منها خاصة تقييد حرية التنقل، التي تعد الحرية الأساسية في انتشار وتفشي هذا الوباء، وكان لازما عليها صياغة استراتيجية شاملة للأمن الصحي وعصرنة الأنظمة الصحية بما يعزز قدراتها في مواجهة الازمات الصحية الممتدة والمستديمة ، ولذلك فإن من النتائج المتوصل إليها ان الحجر الصحي ورهان الامن الصحي في إدارة الازمة الصحية لما بعد الجائحة هي من الأهداف التي أسست لمنظومة صحية وقائية وعلاجية ترتكز من حيث النشاطات على التسلسل والتكامل بين الوقاية والعلاج، وإعادة تكييف مختلف هياكل ومؤسسات الصحة، و التي ترتكز على التنظيم والسير على مبادئ الشمولية والمساواة والتضامن والعدل واستمرارية الخدمة العمومية.
الكلمات المفتاحية: الحجر الصحي، الجائحة، فيروس كوفيد19، التدابير، الازمة، التداعيات، الجزائر
مقدمة:
يضمن القانون الدولي لحقوق الانسان، بمجمل مواثيقه وإعلاناته حماية وتقرير كافة الحقوق والحريات التي تضمن العيش السليم للإنسان وتضمن كرامته بالدرجة الأولى، وفي مقدمة هذه الحقوق هو ضمان السلامة الجسدية والصحية، حيث يلزم القانون الدولي لحقوق الانسان، الدول باتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع تهديد الصحة العامة، وضرورة تقديم الرعاية الطبية لمن يحتاجها دون أي تمييز. وبالمقابل يعترف القانون الدولي لحقوق الانسان بأن القيود التي تفرض على بعض الحقوق والحريات، في سياق التهديدات الخطيرة للصحة العامة وحالات الظروف الاستثنائية، التي يمكن أن تطرأ على أي نظام قانوني في أي بلد كان، يمكن تبريرها عندما يكون لها أساس قانوني، وتكون ضرورية للغاية، بناء على أدلة علمية، على أن هذه القيود التي تحد من عمومية الحقوق والحريات الفردية والجماعية، التي فرضت تطبيقها الأوضاع الاستثنائية غير المستقرة، تحكمها عدة مبادئ وقواعد من بينها عدم جواز تطبيقها تطبيقا تعسفيا ولا تمييزيا، ووجوب تقييد تلك الحقوق والحريات لفترة زمنية محددة، ولابد من أن تطبيقها يكون بالموازاة مع احترام وضمانة كرامة الانسان، مثلا من خلال تقييد حقوقه وحرياته في النشاط التجاري وحرية التنقل، التي هي أساس قضاء حاجاته الضرورية، لكن مع صيانة كرامته من خلال توفير ضروريات مستلزماته الأساسية للعيش الكريم، كذلك يشترط في تقييد الحقوق والحريات أن تكون قابلة للمراجعة والنظر ومتناسبة، من أجل تحقيق الهدف المرجو منها، ومن المنطقي أن ما عاشه العالم ولا يزال يعيشه لحد الآن من جراء آثار فيروس كوفيد19 (كوفيد 19)بمدى اتساعه وخطورته المهددة للصحة العالمية، فإنه يرقى إلى مستوى تهديد الصحة العامة، وهو الأمر الذي يفتح مجال تقرير الحالة الاستثنائية، وتطبيق مشروعيتها من خلال تقييد حقوق الانسان تفاديا للتفشي الفيروس، وفرض الحجر الصحي الذي أساسه هو تقييد حرية التنقل، كما القت جائحة كوفيد19 بآثارها على جميع النواحي الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والنفسية متجاوزة بذلك حدود الدولة لتتحول إلى قضية ارتبط فيها امن الفرد بأمن الجماعة، وفرضت المزيد من التعاون الدولي، في إدارة الجائحة بفعالية وكفاءة، غير ان المتتبع لسياسات إدارة ازمة كوفيد19 يجد فيها تباينا من حيث مضمونها وغموضا حول مخرجاتها، وان خصوصية جائحة كوفيد19 الفريدة جعلت من تحقيق الامن الصحي رهانا تتسابق الدول إلى كسبه حيث عمدت إلى اتخاذ كافة الإجراءات في التقليل من حدتها إلى الحد الأدنى، غير ان ذلك يبقى مرهونا بعدة عوامل متشابك الابعاد يحتاج الى تدبير رشيد لإدارة الجائحة.
1.الاطار العام للدراسة:
1.1 إشكالية الدراسة: أدى الانتشار الخطير لفيروس كوفيد19، واكتساحه كافة أرجاء العالم وما انجر عنه من هلاك العديد من الأشخاص إلى تصنيفه على أنه جائحة عالمية تشكل تهديدا خطيرا على الصحة[1]، اتخذت الحكومات مجموعة من التدابير الاستثنائية الوقائية تطبيقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية للحد من الانتشار المرعب، والسريع لفيروس كوفيد19 المستجد المتسبب في مرض الكوفيد-19 وسبب أزمة صحية عالمية غير مسبوقة سنة 2020، حيث أصبح الحديث عن الحجر الصحي ضروريا خصوصا لما ارتفع عدد الإصابات بفيروس كورنا في كل دول العالم تقريبا، وأصبحت حركة المواطنين مقيدة والبقاء في المنازل الزامي للحد من انتشار الفيروس. لكن هذا البقاء في المنزل من المؤكد أنه سيغير من نمط العيش وينعكس على حياة الأفراد في المجتمع بدرجات متفاوتة[2]، بالحقوق والحريات المضمونة قانونا لاسيما الحق في حرية التنقل، والذي أدى إلى شلل الحركة في العالم مما سيؤثر كثيرا خاصة بتعليق الحركة داخل إقليم الدولة بفرض تدابير الحجر المنزلي سواء الكلي أو الجزئي الذي فرض حضر التجول[3]، لقد اتخذت الحكومة الجزائرية على غرار الدول الأخرى حزمة من التدابير الاستثنائية بصورة عاجلة، وتدريجية تحت توجيهات وتعليمات السيد رئيس الجمهورية إلى غاية 21 مارس 2020 تاريخ اصدار المرسوم التنفيذي رقم مرسوم تنفيذي رقم 20 – 69 المتعلق بتدابير الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا المستجد( كوفيد-19)، ومكافحته الذي شكل الإطار القانوني العام لتسيير الازمة الصحية الناجمة عن فيروس كوفيد19 المستجد بحيث تحدد تدابير التباعد الاجتماعي للحد من احتكاك الجسدي بين الموا طنين في الفضاءات العمومية وأماكن العمل ، وتدابير تكميلية أخرى ترمي إلى وضع أنظمة للحجر وتقييد الحركة مما أثر كثيرا على الحقوق والحريات التي يضمنها القانون في الجزائر، تكمن أهمية الموضوع وانعكاسات التي أفرزتها جائحة كوفيد19 حيث وجد العالم نفسه في مواجهة مرض غير معروف، من حيث المضاعفات وكيفية مواجهتها مما جعل اول حاجز، لمواجهة هذا الفيروس هو الوقاية امام عجز الحكومات في التصدي لعدد الوفيات المتزايدة وهنا برز أهمية الامن الصحي في مواجهة هذه التحولات الصحية التي تصيب الدول، والمجتمعات وهذا من خلال أهمية وضع استراتيجية وسياسيات استئنافية لمواجهة هذه الازمات الصحية حيث اصبح من الضروري ضبط هذه الاستراتيجيات التي تهم في وضع مخططات تمكن من التحكم من هذه الازمة[4].
وبناء على ما سبق فان الإشكالية التي نود طرحها في التساؤل التالي: ما هو الحجر الصحي ومدى فعاليته باعتباره اجراء فعال في تقليل من حدة الازمة الصحية لفيروس كوفيد19 في الجزائر؟ وفيما تتمثل متطلبات تحقيق الامن الصحي وإدارة الازمة الصحية لما بعد الجائحة؟ وماهي اهم التداعيات التي افرزتها؟
2.1 أهمية الدارسة: وترجع أهمية الدراسة إلى ان الصحة موضوع هاما يشغل اهتمام الافراد خاصة ان هذا الوباء قد مسى دول العالم بأكملها و تكمن أهمية الدراسة في أهمية مشكلة الدراسة في حد ذاتها من خلال التعرف على أهمية الحجر الصحي باعتباره كآلية لتخفيف من وطأة الازمة الصحية لفيروس كوفيد19، ومعرفة أهمية الدور الذي يلعبه الامن الصحي باعتباره كاستراتيجية في تجاوز ازمة كوفيد19، والصمود امام الازمات الصحية المحتملة
3.1 منهجية الدراسة: تم إتباع المنهج الوصفي التحليلي في الدراسة و ذلك لملائمته لموضوع الدراسة من خلال إبراز مفهوم فيروس كوفيد19 والامن الصحي، ومدى أهمية الحجر الصحي كتدبير وقائي للازمة الصحية لمكافحة فيروس كوفيد19 في الجزائر، على ان يكون الامن الصحي تجاوزا لها.
4.1اهداف الدراسة: و التي يمكن ذكره فيما يلي:
- الوقوف على انتشار فيروس كوفيد19 باعتباره ازمة صحية عالمية
- التعرف على اهم التدابير الوقائية التي وضعتها الحكومة الجزائرية لمواجهة فيروس كوفيد19
- يمثل الحجر الصحي احد الحلول الوقائية المفروضة للوقاية من الفيروس المستجد
- الاعتماد على الحجر الصحي باعتباره احد الاستراتيجيات المستخدمة من قبل ممثلي الرعاية الصحية لتقييد حركة المصابين او المشتبه بهم، و وقاية الافراد غير المصابين من العدوى
- الامن الصحي كنموذج فعال في تعزيز النظم الصحية في أوقات الازمات
- معرفة اهم التداعيات التي افرزتها الجائحة
5.1 تحديد مفاهيم الدراسة:
-فيروس كوفيد19:يعرف فيروس كوفيد19 corona virus على انه سلالة جديدة من الفيروسات التي تسبب مرض كوفيد19 و الاسم الإنجليزي للمرض مشتق كالتالي(CO) وهما اول حرفين من كلمة كوفيد19 corona، و(Vi) و هما اول حرفين من كلمة فيروس Virus وD و هو اول حرف من كلمة مرض Disease ويرتبط الفيروس بعائلة التي تنتمي إليها الفيروس التي تتسبب بمرض متلازمة الحادة سارز و بعض أنواع الزكام العادي والتي لم يكن هناك أي علم بوجودها قبل تفشيها في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019 [5]
كوفيد-19 Covid الاسم الذي اطلقته منظمة الصحة العالمية في 11 فيفري سنة 2020 وهو مرض الذي يسببه فيروس كوفيد19 مصاحبا بالحمى، العياء، والسعال إضافة إلى المشاكل التنفسية و قد تكون بعض الحالات المصابة به شديدة تؤدي إلى الوفاة أحيانا و قد تم إضافة الرقم”19′ إشارة إلى العام الذي اكتشف فيه او حالة للفيروس[6]
الوباء Epidemic هو زيادة مفاجئة وسريعة في عدد الحالات المرض على نحو اعلى من المتوقع في المجتمع، و لكنه يمتد على رقعة جغرافية أوسع[7]
الجائحةPandemic هي وباء ينتشر إلى عدة بلدان او قارات و عادة ما يصيب عدد كبير من السكان والجائحة أيضا هي وباء كبير جدا.
-مفهوم الحجر الصحي: Quarantineهي عملية عزل المصابين بالأمراض المعدية حفاظا على صحة بقية أفراد المجتمع. والحجر الصحي يكون إما محليا على مستوى الوحدات الاجتماعية مثل الأسرة والمؤسسة أو وطنيا حيث تفرض تدابير من شأنها الفصل بين المصابين و الافراد الأخرين. كما يكون الحجر كذلك خارجيا بين دولة وأخرى، حيث تقام محاجر عند مدخل الحدود بين دولة ودولة أخرى خشية انتقال الأمراض عن طريق المسافرين[8].
وتم الاشارة إلى تعريف الحجر الصحي في المادة 02 من اللوائح الصحية الدولية الملحقة بذات المرسوم الرئاسي بأنه ” تعني عبارة الحجر الصحي تقييد أنشطة أشخاص ليسوا مرضى يشتبه في إصابتهم أو أمتعة أو حاويات أو وسائل نقل أو بضائع يشتبه في إصابتها و/أو فصل هؤلاء الأشخاص عن غيرهم و/أو فصل الأمتعة أو الحاويات أو وسائل النقل أو البضاعة عن غيرها بطريقة تؤدي إلى الحيلولة دون امكانية انتشار العدوى أو التلوث[9].
فمن خلال استقراء نص المادة المشار إليه أعلاه يفهم منه أن الحجر الصحي، يقصد منه تقييد أنشطة أشخاص لفترة زمنية محددة، وهؤلاء الأشخاص هم ليسوا أمراض إنما يشتبه فقط فيهم أو في غيرها من حوائجهم حملها للفيروس[10].
-مفهوم الامن الصحي:وعرفته هيئة الأمم المتحدة في تقريرها الصادر سنة 1994 “بانه ضمان الحد الأدنى من الامراض و الوقاية منها كما عرفته سنة 2000 بانه مدى توافر الخدمات الصحية للجميع و بأسعار مقبولة مقابل مقدرة الافراد على الحصول على تلك الخدمات سواء ما تعلق بنظم الرعاية و الوقاية، او نظم التامين الصحي لاسيما في ظل انتشار الأوبئة و الامراض المعدية[11].
2. وباء كوفيد19 covid19 كأزمة صحية عالمية:
لقد عرف تاريخ البشرية العديد من الأوبئة والأمراض الفتاكة والتي أشاعت الخوف في العالم، فكل حقبة زمنية امتازت بانتشار وباء معين، ولكل منه مسببات وخصائص وطرق انتقال وانتشار معينة. ولعل فيروس كوفيد19 المستجد أو ما يعرف بفيروس كوفيد 19 أكثر هذه الأوبئة نشرا للرعب في العالم، فبالرغم من حداثته إلى أنه انتشر بشكل كبير وخطير، وأضحى مشكلة صحية عالمية مند ظهوره في مدينة ووهان الصينية شهر ديسمبر 2019، إذ يعد هذا الفيروس سلالة جديدة لم يسبق تحديدها لدى البشر من قبل، فهو يستهدف أساسا الجهاز التنفسي للإنسان ويهاجم خالياه ويدمرها مما يعيق وظيفته، إذ يتكاثر الفيروس داخل الخلايا مؤديا إلى موتها مما يضعف جهاز المناعة فيفقد الجسم قدرته على التحمل وبالتالي الوفاة[12].
وهناك العديد من العوامل التي أدت إلى تصنيف فيروس كوفيد19 كجائحة عالمية، نظرا لسمات التي تتميز بها[13] والتي جعلت منها تتدرج في تصنيفها من أزمة إلى كارثة إلى جائحة تتمثل هذه السمات في:
- المفاجأة والتعقيد أدت إلى حدوث تهديد خطير للوضع القائم.
- السرعة في الانتشار وتتابع الأحداث ونتائجها، مما ولد ضغط كبير وعواقب وخيمة تصل إلى حد التدمير.
- نقص المعلومات وقلة المعرفة أو الدراية الكاملة بظروف الجائحة(الكشف المبكر عنها(وكيفية القضاء عليها، مما يؤدي إلى صعوبة بالغة في اتخاذ القرار واختيار البديل الأفضل.
- تصاعد الأحداث وفقدان السيطرة عليها، في ظل التشابك بين الأسباب والنتائج، وبروز مظاهر خارج نطاق التوقعات، مما يؤدي الى صعوبة التحكم في الوضع والتضارب في مواقف أصحاب القرار
- امتداد خطر الجائحة من الحاضر إلى المستقبل وزيادة حدة الخطر والاحتمالات التي قد تؤدي إليها انتشار الجائحة مستقبلا.
- أدت جائحة كوفيد19 إلى خلق حالة ذعر وزيادة التوتر والقلق، مما جعلها تبرز كنقطة تحو: مصيرية تحمل صفتي الإيجاب و السلب معا.
فمند تاريخ ظهور هذه الجائحة والعالم يعاني من هذا الوباء الفتاك والذي وقف العلماء والأطباء عاجزين أمامه وأصبح بمثابة تحد علمي لهم، وال زالوا يحاولون فك لغز تطوره وتركيبه وكيفية انتشاره. فرغم الإجراءات الاحترازية التي طبقتها معظم دول العالم، يواصل فيروس كوفيد19 المستجد انتشاره وحصد الأرواح، حيث تجاوز عدد المصابين بفيروس كوفيد19 في العالم مليونين و200 ألف شخص منتصف شهر أبريل [14]2020 ،وأكثر من 150 ألف حالة وفاة بسبب فيروس كرونا، فيما تماثل ما يزيد على 560 ألف شخص للشفاء وقد احتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى عالميا في عدد الإصابات بفيروس كوفيد19 بأكثر من 670 ألف حالة تليها كل من اسبانيا وايطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، وبالنسبة للصين التي انتشر منها الفيروس إلى العالم فقد بلغ عدد الإصابات بها أكثر من 82 ألف حالة، رغم الإمكانيات المالية والمادية التي توفرها الدول لأنظمتها الصحية من اجل تحقيق الأمن الصحي و تحسين الخدمات الطبية والدعم الذي توفره منظمة الصحة العالمية إلى أنها تبقى غير كافية نتيجة الانتشار الرهيب والمتسارع للأمراض والأوبئة التي أصبح تهديدها يتجاوز حدود الدول لينتشر بسرعة عبر مختلف دول العالم[15] وما جائحة كوفيد19 التي ظهرت أواخر ديسمبر 2019 في الصين، ومازالت تلقي بظلالها على السياسات العالمية واقتصاداتها وتأثيراتها الاجتماعية والنفسية البادية للعيان إلى شكل من أشكال التهديدات، وأنه أصبح يشكل حالة طوارئ صحية عامة تبعث على القلق الدولي، و بعد مرور أكثر من سنة على انتشار وباء كوفيد19 والأعداد الهائلة لضحاياه، إلى أنه لم تتمكن ال منظمة الصحة العالمية ولا حتى المنظومات الصحية الأكثر تطورا ي العالم من الحد من انتشاره أو القضاء عليه، لذا يبقى التأهب إلزاميا من أجل المواجهة عبر توفير أقصى الإمكانيات ودعم الجبهات الوقائية ضد الانتشار السريع للفيروس.
3. كرونولوجيا تطور الوضعية الوبائية لفيروس كوفيد19 في الجزائر:
1.3 إعلان حالة الطوارئ الصحية: تعتبر حالة الطوارئ من بين التطبيقات العملية التي تدخل في نطاق الظروف الاستثنائية استنادا لما جاء في نص المادة 105 من الدستور تبين أن حالة الطوارئ مرتبطة بالخطر الذي يهدد نظام الحكم والسير العادي للمؤسسات الدستورية في الدولة ولا ينصرف إلى الخطر الذي يهدد الصحة العامة باعتبارها عنصر من عناصر النظام العام و عليه فإن حالة الطوارئ الصحية هي وضعية صحية استثنائية وغير متوقعة لها تداعيات خطيرة على الصحة العامة وتتطلب إجراءات وتدابير فورية يتم من خلالها منع الانتشار الواسع للمرض[16] كذلك لم ينص القانون 18/11 المتعلق بالصحة على حالة الطوارئ الصحية، باستثناء التدابير المنصوص عليها في القسم الثاني من الباب الثاني تحت عنوان “الوقاية من الأمراض ذات الانتشار الدولي ومكافحته” حيث جاء في نص المادة “43” :تضع الدولة التدابير الصحية القطاعية والقطاعية المشتركة الرامية إلى وقاية المواطنين وحمايتهم من الأمراض ذات الانتشار الدولي. مصلحة المراقبة الصحية بالحدود هي مصلحة طبية تمارس نشاطها بواسطة مراكز صحية متواجدة على مستوى نقاط الدخول الحدودية.
كما لم يتطرق القانون رقم 04/24 المتعلق بالوقاية من الأخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة لحالة الطوارئ الصحية، وقد أشار من خلال نص المادتين 36و37 [17]إلى الأحكام الخاصة بالوقاية من الأخطار المتصلة بصحة الإنسان حيث يحدد المخطط العام للوقاية من الأخطار المتصلة بصحة الإنسان فيما يخص الأمراض المنطوية على خطر العدوى أو الوباء منظومة المواكبة ومنظومات الإنذار المبكر بالإضافة إلى التدابير التي يمكن تنفيذها في حالة وقوع هذه الأخطار .وهنا تم تطبيق المادة 105 تحت غطاء عبارة ‘حالة الضرورة الملحة.
2.3 تطور عدد الإصابات بمرض فيروس كوفيد19:
الموجة الاولى: لقد سجلت أول حالة إصابة بمرض كوفيد 19 بالجزائر لرعية إيطالية أعلن عنها يوم 25 فيفري 2020 .في 01 مارس 2020 تم الاعلان عن حالتين؛ انتقلت العدوى لهما عن طريق قريب لهما مقيم بفرنسا بعد الحالتين السابقتين أخذ المرض ينتشر وذلك بتسجيل حالات جديدة كل يوم بتاريخ 21مارس2020 تم الابلاغ عن 49 حالة جديدة مصابة بمرض كوفيد19 .في 3 أبريل 2020 ارتفعت حصيلة الإصابات الجديدة المبلغ عنها لتصل إلى 187 حالة في 11 أبريل 2020 انخفضت الإصابات لتصبح 82 إصابة جديدة، وفي 22 ماي 2020 تم تسجيل 190 حالة، 10 جوان2020 انخفضت عدد الحالات ليصبح102 حالة في شهر جويلية لم تنخفض الإصابات بل أخذ ت منحا تصاعديا[18]، حيث تم في 7 جويلية تسجيل 475 حالة جديدة مصابة بالمرض واستمر العدد بالارتفاع حتى وصل في 24 جويلية إلى 675 إصابة جديدة تمثل ذروة عدد الإصابات بالنسبة للموجة الأولى لمرض كوفيد 19 الذي شهدته الجزائر.
الموجة الثانية: بدأ عدد الإصابات الجديدة في الانخفاض ليصل إلى 74 إصابة بتاريخ 13أكتوبر 2020 ثم بدأت في الارتفاع حيث تم تسجيل 291 إصابة جديدة بتاريخ 31 أكتوبر، في شهر نوفمبر بدأت الإصابات تأخذ منحا تصاعديا حيث تم في 6 نوفمبر تسجيل 631 حالة جديدة مصابة بمرض كوفيد 19 واستمر العدد بالارتفاع حتى وصل في 24 نوفمبر إلى 133 إصابة جديدة.
الموجة الثالثة: بعد تاريخ 24 نوفمبر2020 بدأت الاصابات الجديدة بمرض كوفيد 19 تنخفض حتى وصلت الى 86 إصابة بتاريخ 28 مارس 2021 .ثم أخذت في الارتفاع تارة والانخفاض تارة أخرى، حيث تم تسجيل 232 إصابة جديدة بتاريخ 27 أبريل و117 إصابة جديدة في 16ماي 2021 ويوم 30 جوان تم الابلاغ عن 397 إصابة جديدة بحلول شهر جويلية 2021 بدأت الإصابات تتزايد باستمرار إلى أن وصلت إلى ذروة الموجة الثالثة بعدد يقدر 1927إصابة جديدة بتاريخ 28 جويلية 2021.
الموجة الرابعة: بعدما بلغت الإصابات الجديدة بمرض كوفيد 19 الذروة في الموجة الثالثة أخذ العدد في الانخفاض حيت وصل إلى 72 حالة جديدة بتاريخ 24 أكتوبر 2021 بعد ذلك بدأ العدد في الارتفاع حيث تم الابلاغ عن 187 إصابة جديدة في 30 نوفمبر 2021 و375 إصابة جديدة يوم 24 ديسمبر2021 ي شهر جانفي أخذت الإصابات الجديدة منحا تصاعديا وهو ما يؤكد دخول الجزائر في موجة رابعة حتى وصلت إلى الذروة برقم يقدر ب 2521 إصابة جديدة بمرض كوفيد 19[19].
3.3 تطور عدد تطور حالات الوفيات بمرض فيروس (كوفيد 19): تم تسجل اول وفاة يوم ألا حد 12 مارس 2020 أول حالة وفاة بمرض فيروس كوفيد19 بدأت حالات الوفيات في الارتفاع حيث تم تسجيل يوم 15 مارس 2020 أربعة وفيات بتاريخ 21 مارس 2020 ارتفع العدد إلى 15 حالة. بتاريخ 27 مارس انخفض عدد الوفيات الجديدة المعلن عنها إلى حالة واحدة بعد ذلك أخذ العدد يتزايد يوميا باستمرار حيث تم تسجيل في 2 أبريل 2020؛ 28حالة وفاة جديدة وهي ذروة عدد الوفيات في الموجة الأولى.
على ان تبدا الوفيات بالانخفاض إلى أن تصل العدد الجديد المعلن عنه 3 وفيات بتاريخ 1 ماي2020 ثم أخذت في الارتفاع تارة والانخفاض تارة أخرى. حيث تم تسجيل 14 وفاة جديدة في 19 جوان 2020 ويوم 5 جويلية تم الابلاغ عن 6 وفيات جديدة. في 6 أوت ارتفع عدد الوفيات الجديدة لى 12 وفاة. في 3 سبتمبر انخفضت إلى 6 وفيات ثم ارتفعت مرة أخرى ليصل عدد الوفيات 14 وفاة جديدة بتاريخ 16 أكتوبر 2020 .بداية من شهر نوفمبر 2020 بدأت حالات الوفيات الجديدة تتزايد باستمرار إلى أن وصلت إلى الذروة بعدد يقدر ب 23 حالة وفاة جديدة تزامنا مع الموجة الثانية[20].
-وبداية من شهر جانفي 2021 بدأ عدد الوفيات الجديدة المعلن عنها يوميا يستقر حيث تراوح بين: 4،3 ،5 وفيات. بتاريخ 22 أبريل 2021 ارتفعت الوفيات قليلا مسجلة 9 وفيات جديدة. بداية من 1 جويلية 2021 بدأ عدد الوفيات في الارتفاع دون انخفاض ليصل عدد الوفيات إلى الذروة برقم يقدر ب 49 حالة وفاة جديدة. وهي أكبر حصيلة يومية شهدتها الجزائر تزامنا مع الموجة الثالثة وهي أكبر حصيلة يومية شهدتها الجزائر تزامنا مع الموجة الثالثة لفيروس كوفيد19 2 . نتيجة عدة أسباب أهما: انتشار المتحور دلتا؛ الذي يعد أكثر سلالة كوفيد 19 قدرة على العدوى تقارب الضعف مقارنة السلالات المتحورة السابقة كما أنها تسبب حالات مرضية أشد وطأة. بالإضافة الى أزمة خانقة في مادة الاكسجين عانت منها معظم المستشفيات أدت إلى وفاة العديد من المصابين بسبب عدم توفر هذه الأخيرة.
– في شهر سبتمبر بدأ عدد الوفيات الجديدة ينخفض حتى وصل إلى حالتين بتاريخ 14 أكتوبر2021 .ارتفع عدد الوفيات الجديدة المعلن عنها قليلا ليتأرجح بين: 4 ،5 ،6 و7 وفيات وبتاريخ 21 جانفي تم تسجيل أكبر عدد من الوفيات وهو 15 حالة وفاة جديدة، تمثل ذروة عدد الوفيات الجديدة في الموجة الرابعة أقل رقم ذروة الان المتحور أو ميكرون أكثر سرعة في الانتشار وأقل خطورة.
4. الحجر الصحي كتدبير وقائي فعال في تجاوز الازمة الصحية لفيروس كوفيد19 في الجزائر: يعتبر الحجر الصحي نظام صحي دولي اتفقت عليه دول العالم و تقييده داخل حدودها بمنافذ دخولها المختلفة البرية و البحرية و الجوية مهمته الحفاظ على الصحة العامة، ومنع تسرب الامراض الوبائية الفتاكة الخاضعة للوائح الصحة العالمية التي تنتقل من مراكز توطنها الى البلاد الخالية، منها عن طريق حركة تنقل الافراد و البضائع او سائل النقل المختلفة.
1.4 إجراءات الحجر الصحي : وتتمثل إجراءات الحجر الصحي التي تعمل الدول على تطبيقها[21] في الآتي:
- حجر مناطق معينة وعدم السماح لهم بالمغادرة لتفادي انتشار العدوى بشكل كبير.
- منع ركاب السفن و الطائرات من الدخول لأي أراضي دولة، وإصابتهم بالعدوى لتجنب انتقالها الى مواطني الدولة.
- حجر السفن و الطائرات.
- حظر الأشخاص المحتمل اصابتهم بالمرض .
- حظر المصابين والأشخاص من التحرك داخل البلد والتقاءهم بالعامة.
- تجنب الاحتفالات العامة وإيقاف التجمعات.
2.4 لمعايير الوقائية المتخذة أثناء فترة الحجر الصحي الاحترازي:من بين المعايير الصحية المتخذة بالحجر الصحي الاحترازي، بناء على توصيات اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة الجائحة[22]والتي تشمل ما يلي:
-بالنسبة لمعايير التوعية:
*إجبارية استعمال القناع الواقي ومحلول التعقيم؛
*الإكثار من وسائل التعقيم في كل مكان وخاصة الأماكن التي تكثر فيها الحركة؛
*تحديد مسارات الدخول والخروج للمطاعم والحمامات قصد تفادي الاكتظاظ.
بالنسبة لمعايير التغطية الصحية والرعاية:
*وجوب تسخير الأطباء، الأعوان الشبه طبيين وعمال التنظيف، من قبل وزارة الصحية وإصلاح المستشفيات على مدار الساعة؛
*العمل على التوعية الدائمة للموظفين مع الحرص على اليقظة الشديدة؛
*التأكد من الصحة الجيدة للموظفين وقدرتهم على العمل يوميا قبل التحاقهم بمناصب عملهم؛
*إخطار الموظفين بعدم الالتحاق بمناصب عملهم في حالة إحساسهم بأحد أعراض المرض.
3.4.التدابير التشريعية للحجر الصحي بسبب جائحة كوفيد19 في الجزائر:أصدرت الجزائر–مثل معظم دول العالم- جملة من التشريعات والقوانين المتعلقة بالحجر الصحي المنزلي من أجل مكافحة ومجابهة جائحة كوفيد 19، وقد كانت هذه التشريعات في شكل مراسيم تنفيذية صدرت بالجريدة الرسمية، حددت مفهوم الحجر المنزلي وأهدافه وآليات تنفيذه. وكان ذلك كالاتي[23]:
*نظرا لخطورة الوباء فقد تدخل المشرع الجزائري بالمرسوم التنفيذي رقم: 20 -70 ، تكملة للوقاية من انتشار وباء كوفيد 19 ومكافحته، وقد عد المرسوم والية البليدة منطقة وباء وأخضعها لحجر منزلي كامل لمدة 10 أيام قابلة للتجديد، والجزائر العاصمة لحجر جزئي منزلي من الساعة: 19:00 مساء إلى الساعة 07:00صباحا، لمدة 10 أيام قابلة للتجديد.
*ثم أصدرت الجهات التنفيذية مرسوما آخر، وهو المرسوم التنفيذي رقم: 20-72 ، يتضمن تمديد الحجر المنزلي الجزئي إلى بعض الولايات للتصدي لتفش ي الفيروس وهذه الولايات هي: باتنة، تيزي وزو، وهران، قسنطينة، المدية، بومرداس، سطيف، تيبازة، وهذا ابتداء من الساعة 19:00مساء من يوم 28 مارس 2020.
* ثم جاء المرسوم التنفيذي رقم 20-86 المتضمن تمديد الأحكام المتعلقة بتدابير الوقاية من انتشار الوباء ومكافحته والذي أضاف بعض الولايات بجاية، مستغانم، برج بوعريريج، للحجر المنزلي الجزئي من الساعة 19:00مساء إلى الساعة 7:00صباحا إلى غاية 19/04/2020 مع إمكانية تمديدها.
* بعد استفحال الوباء وانتشاره جاء مرسوم تنفيذي برقم 20-100 حيث عمل على تمديد العمل بالتدابير الاحترازية ومن بينها الحجر المنزلي الذي تم تحديده من 20 أبريل إلى غاية 29 منه.
* تم تدخل المشرع مرة أخرى بموجب المرسوم التنفيذي رقم 20-102 ،يتضمن تمديد الحجر المنزلي الجزئي لمدة 15 يوما ابتداء من يوم 30 أبريل 2020 عبر كامل التراب الوطني من الساعة 19:00 مساء إلى الساعة 07:00 صباحا من يوم الغد، ويستثنى من هذا التوقيت بعض الولايات (بجاية، تيزي وزو، وهران، تلمسان، الجزائر، المدية، عين الدفلى، سطيف، تيبازة( من الساعة الخامسة مساء إلى الساعة السابعة صباحا، كما استفادت والية البليدة من تمديد الحجر المنزلي الجزئي من الساعة الثانية بعد الزوال إلى الساعة السابعة صباحا، بعد أن كانت تخضع للحجر المنزلي الكلي[24].
4.4مراحل رفع الحجر الصحي في الجزائر:
قامت الحكومة الجزائرية بإعداد برنامج لأجل الخروج من قيد الحجر الصحي بطريقة تضمن تحقيق أقل الخسائر، وذلك بعد توصيات السلطة الصحية، حيث يتم رفع الحجر الصحي في الجزائر عبر مرحلتين[25]:
المرحلة الأولى: تبدأ من تاريخ 07 جوان وهذا كما ورد في المرسوم التنفيذي رقم 20 -145[26] المتضمن تعديل نظام الوقاية من انتشار وباء فيروس كوفيد19 ومكافحته، تضمن ما يلي:
– تعديل نظام الوقاية من انتشار وباء كوفيد 19 ومكافحته.
-تعزيز المراقبة الصحية.
-وضع نظام وقائي للمرافق الخاصة بالنشاطات المرخص باستئناف ممارسة نشاطها، والتي من بينها قطاع البناء والأشغال العمومية والري، النشاطات التجارية، المتعلقة بالحرفيين، وتجارة الأدوات المنزلية والديكور الأفرشة والخياطة وقاعات الحلاقة، فكلها تخضع للتطبيق الصارم لتدابير الوقاية الصحية.
-ضرورة ارتداء القناع الواقي، وإلصاق التعليمات الوقائية في الأماكن العمومية، احترام مسافة الأمان، التباعد الجسدي، وضع محاليل كحولية.
-الالتزام بمراقبة تطبيق تدابير الوقاية من طرف السلطات المؤهلة وأعوان الدولة، لأن عدم الخضوع لها يؤدي إلى غلق ووقف النشاط الاقتصادي والتجاري والخدماتي.
المرحلة الثانية: تبدأ من تاريخ 14 جوان 2020 وتشمل هذه المرحلة كل ما جاء في المرسوم التنفيذي رقم 20-159[27]المتضمن تعديل الحجر المنزلي والتدابير المتخذة في إطار نظام الوقاية من انتشار فيروس كوفيد19 ومكافحته ، وتضمن ما يلي:
-الرفع الجزئي للحجر المنزلي لتسعة وعشرون ولاية من الساعة 08 مساء إلى غاية الساعة 05 صباحا وهي تشمل كل من ولاية بومرداس، سوق أهراس، تيسمسيلت، الجلفة، معسكر، أم البواقي، باتنة، البويرة، غليزان، بسكرة، خنشلة، المسيلة، الشلف، سيدي بلعباس، المدية، البليدة، برج بوعريريج، تيبازة، ورقلة، بشار، الجزائر، قسنطينة، وهران، 1 سطيف، عنابة، بجاية، ادرار، الأغواط، الوادي.
-الرفع الكلي للحجر المنزلي عن 49 ولاية.
كما عملت الجزائر على سن ووضع إجراءات اخرى من أجل التحوط من جائحة فیروس كوفيد19. فقد كانت السياسة الصحیة المنتهجة لمواجهة فیروس كوفيد19 كالآتي[28] :
*تشكيل اللجنة العلمیة التابعة لوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات: تم تشكيل هذه اللجنة من أجل تدعیم لجنة اليقظة والمتابعة التابعة وزارة الصحة والسكان إ صلاح المستشفيات وسمیت هذه اللجنة باللجنة عملیة لمتابعة فیروس كوفيد19، تم تشكيلها من كبار الأطباء الأخصائيين عبر التراب الوطني تحت إشراف وزير الصحة والسكان و إصلاح المستشفيات، وتكون مهمتها في متابعة تطور انتشار الوباء وابلاغ الرأي العام بذلك یومیا وبانتظام”.
*إنشاء موقع إلكتروني ومركز لمتابعة تطورات فیروس كوفيد19 : قامت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بإنشاء موقع رسمي لمتابعة تطورات فیروس كوفيد19 في الجزائر http ://covid19. Sante. Gov. dzكما تم في هذا السیاق إنشاء مركز لاستقبال المكالمات على الرقم المجاني 30 -30 على مستوى وزارة الصحة.
التجهیزات والهیاكل الطبیة المرصدة لمواجهة جائحة كوفيد19 : حسب معلومات وزارة الصحة فإن التجهیزات والهیاكل الطبیة المرصدة لجائحة فیروس كوفيد19 هي :
400 سریر إنعاش في الظروف العادیة یمكن رفع إلى 6000 سریر؛
2500 جهاز تنفس صناعي.
2500جهاز تخدیر وتنفس صناعي آخر.
220 عیادة خاصة لكل منها 3 إلى 4 أسرة إنعاش.
64 سیارة إسعاف طبیة مجهزة بـ أجهزة التنفس الاصطناعي.
*إنشاء فروع وملاحق لمعهد باستور بالجزائر العاصمة في كل من قسنطینة وورقلة ووهران من أجل إجراء الكشوفات الطبیة لفیروس كوفيد19.
-إنتاج المعقمات والكمامات وأجهزة التنفس الصناعي : تم تشجیع مؤسسات القطاع العامو الخاص على رفع قدراتها الانتاجیة من حیث الكمامات، مما سمح ببلوغ انتاج یقدر ب500.000 كمامة/یومیا، كما قامت مبادرات من طرف مراكز التكوین المهني عبر الوطن للمساهمة في إنتاج هذه الكمامة كما تم إصدار مرسوم تنفیذي رقم 20 -127 الصادر في 20 ماي 2020 الذي یحدد التدابیر التكمیلیة للوقایة من انتشار وباء فیروس كوفيد19 كوفید 19 ومكافحته. و الذي یتضمن قرارا بإجباریة ارتداء الكمامات كوسیلة للوقایة من وباء كوفيد19.
– إنتاج مستلزمات الفحص والسریع وأجهزة التنفس الصناعي : عملت الجزائر على محاولة توفیر مستلزمات الفحص السریع لفیروس كوفيد19 المستجد، والذي تم تقدیره بــــ 200.000 وحدة أسبوعیا كما قامت بعض المؤسسات العمومیة بالقیام بمجموعة من المبادرات ومن بین هذه المؤسسات المؤسسة الوطنیة للصناعات الإلكترونية ENIE التي قامت بتصمیم وصناعة أجهزة التنفس الاصطناعي وأجهزة التنفس الآلي لتزوید المستشفیات بالمعدات اللازمة.
5. الامن الصحي كبعد استراتيجي في إدارة مخاطر الازمة الصحية لما بعد الجائحة: على الرغم من سياسات إصلاح المستشفيات وتطوير المنظومة الصحية الجزائرية باستمرار فإنها كشفت في ظل هذا الوباء عن ضعف الإمكانيات وغياب إدارة للمخاطر الصحية المفاجئة، لذلك كان لابد من استحداث هيئة أكثر فعالية توفر لها كل الإمكانيات الضرورية لبناء استراتيجية وقائية مستقبلية، فكان الإعلان عن استحداث “الوكالة الوطنية للأمن الصحي” بمرسوم رئاس ي رقم 20-158 مؤرخ في 14مارس سنة 2020، وتنص المادة 3 من هذا المرسوم على أن: “الوكالة مؤسسة للرصد والتشاور واليقظة الاستراتيجية والتوجيه والإنذار في مجال الأمن الصحي، وتكلف الوكالة، بالتشاور مع الهياكل المعنية، بإعداد الاستراتيجية الوطنية لألمن الصحي والسهر على تنفيذها. وتضمن الوكالة تنسيق البرامج الوطنية للوقاية من التهديدات وأخطار الأزمات الصحية ومكافحتها، وتتولى الوكالة مهمة المستشار العلمي لرئيس الجمهورية في مجال الأمن الصحي وإصلاح المنظومة الوطنية للصحة العمومية[29].
5.1 استراتيجيات ومتطلبات تحقيق الامن الصحي لما بعد جائحة كوفيد19: تعتبر عملية مواجهة الازمات الصحية من بين التحديات التي تعمل الدول على تحقيقها و تفعيلها و التي تكون حسب المعايير التالية[30]:
- الوقاية: فحسب هذا المعيار تقوم عملية الوقاية من خلال مراقبة مناطق الانتشار الامراض ووضع برنامج وطني يساهم في المراقبة.
- الكشف والتحقق: لابد من توفير أنظمة تسهم في الكشف المبكر للأمراض المعدية و تقديم التقارير حتى تسهل عملية التحكم فيها.
- سرعة الاستجابة: وهي القدرة على الاستجابة للأزمات الصحية ويتمتع بنظام سريع التدخل في حال وقوع ازمة صحية او وباء.
- الاستباقية: والتي تلعب دورا في احتواء المرض وهذا يتوقف على مدى جاهزية الأنظمة الصحية في الدول والذي يقوم على وضع مخزونات دورية من الادوية، والمحاليل، والأجهزة الطبية حيث يتم تجديدها ومراعاة صلاحيتها.
- Ã تقسيم العمليات الاستشفائية: ونقصد به في حالة تفشي المرض تخصيص أماكن الفحص عن أماكن الاستشفائية.
- اتخاذ التدابير الوقائية: وهذا يستند الى الجهاز الإداري و السلطات المحلية و ذلك عبر رصد تعليمات إدارية وتنظيمية.
- تشكيل اللجنة لعلمية والطبية: ودور هذه اللجنة القيام بعمليات رصد الوباء وانتشاره ووضع آليات لمحاصرته.
- الدعم اللوجيستكي: وهذا يأتي من خلال تخصيص مجموعة وزارات معينة بمواجهة الوباء او المرض المنتشر والذي يختلف من دولة الى أخرى.
- تفعيل دور المجتمع المدني: وهو امر أساسي في إنجاح أي عمل لأنه يقلل من الضغط على الجهات الرسمية، ويسهل عملية تدفق المعلومات و العمليات و الخدمات في المناطق التي لا يمكن تغطيتها من طرف السلطات.
5.2 تداعيات ما بعد فيروس كوفيد19: لقد اثبتت كوفيد19 أن الدول التي لها نظم حوكمة فاعلة هي الأقدر على مواجهة الأزمات والتغلب عليها، ومن الإجراءات الواجب إتباعها لتحقيق الأمن الصحي العالمي بعد انتشار فيروس كوفيد19 نذكر منها:
*توحيد الجهود لتأسيس نظام فعال للإنذار المبكر بالأمراض المعدية والأوبئة و تفعيل ذلك من خلال الحرص على تعزيز جهود البحث وتطوير الاختبارات الشخصية وتحديد تدابير الصحة العامة لسيطرة على انتشار الوباء.
*تأسيس منظومة ذكية لإدارة الازمات الصحية العالمية، وتشجيع التعاون بين الدول لرفع كفاءتها واستجابتها للتعامل وباء.
*وضع نظام إدارة المخاطر يكون مصدرا للمعلومات للمجتمع، والتواصل مع الأنظمة الدولية الأخرى لإدارة الازمة وتوفير المتطلبات اللازمة.
*وضع نظام صحي شامل قادر على التعامل مع الأوبئة والفيروسات العابرة للحدود.
*الاستثمار في الانفاق العالمي والتركيز على البحث العلمي والتعاون بين المخاطر العلمية على الصعيد العالمي خاصة في الميدان الصحي.
خاتمة
تعد جائحة كورونا (كوفيد 19 )موضوع الساعة لما كان ولازال لها من تأثيرات مستها معظم مجالات الحياة اليومية للإنسان، وللمؤسسات وحتى للدول، حيث فرضت هذه الأخيرة على سلطات الدول، حتمية السهر على سن ترسانة من التنظيمات والقوانين لغرض احتواء الوضع ومنع انتشار فيروس جائحة كورونا (كوفيد 19 )حيث تم اتخاذ جملة من التدابير والاجراءات لأجل مجابهة هذا الفيروس، أن الجزائر كغيرها من الدول حاولت قدر الامكان الحفاظ على الصحة العامة من خلال فرض الحجر الصحي والمنزلي بنوعيه على كافة ولايات الوطن، وتقييد حركة التنقل فيها بغرض التخفيف والتقليل من شدة انتشار الفيروس، وحقا يمكن القول أن المنظومة الجزائرية قد نجحت في احتواء الوضع والخروج من الأزمة بأقل الأضرار إذا ما قورنت نتيجة حصيلة المصابين والوفيات بأشقائنا من الدول المجاورة، وهذا الفضل كله يرجع للحرص الشديد من طرف مسؤولي سلطات الضبط على الحفاظ على الصحة العامة في البلاد، كما لفتت هذه الازمة الإنسانية العالمية انتباه جميع دول العالم إلى ان الامن الصحي لا يقل أهمية عن الامن العسكري، و ان توجيه الاهتمام بهذا البعد من ابعاد الامن الإنساني كفيل بأن يحمي البشر، من اضرار و مخاطر تفوق بكثير مخاطر الصراعات و الحروب العسكرية كما انها قد أسست لتحول في طبيعة سياسيات الامن الوطني و القومي و الدولي مستقبلا.
توصلنا من خلال هذه الدراسة إلى جملة من النتائج أهمها:
-خطـورة وبــاء فيـروس كوفيد19 علــى النظـام العــام فـي الدولــة وذلـك لتهديــده للصــحة العامة.
-قيام الحكومة الجزائرية بتقييد حرية التنقل بغرض المحافظة على صحة الناس وحمايتهم .
-تقوم السلطات او الجهات المسؤولة عن الصحة العامة بتطبيق الحجر الصحي لأنه يساعد على إيقاف او احتواء الأوبئة و الامراض المعدية و انتشارها بين الناس و تقليل عدد الإصابات بها.
-فرضت الازمات الصحية الممتدة و الفجائية حتمية التوجه نحو بناء مقاربة معرفية لإدارة الازمات الصحية وفق مراحل و عمليات، بهدف تجنب وقوعها و التقليل من تأثيراتها وتبرز أهمية هذا النظام في الحفاظ على الصحة العامة و حماية الافراد والمجتمعات من مخاطر تلك الازمات و التحكم فيها بما يحقق الامن الصحي.
-الشفافية و الموضوعية في رسم السياسات الصحية مما يعطي الثقة للمواطن في المساهمة في تعزيز الامن الصحي.
أما فيما يخص المقترحات فهي كالتالي:
* ادارة الاشاعة في الظروف الاستثنائية ، وإدارة الالتزام والوعي الجماعي الذي يضمن حسن التصرف.
* اليقظة الصحية المطلقة من خلال ميكانزمات الاستشعار بالأخطار.
*ضرورة إعادة النظر في كل المنظومات الصحية حول العالم، لإعطائها القابلية لمواجهة أي طارئ صحي، مع ضرورة دعم وتشجيع البحث العلمي، باعتباره أساس تقدم الأمم والملاذ الآمن لمواجهة أي طارئ؛
*يجب على الجزائر الاستثمار في المجال الصحي أكثر من أي وقت مضى، خاصة ما تعلق بالمستشفيات وتكوين الكادر البشري المؤهل، إضافة إلى توفير كل مستلزمات العالج؛
*صرامة في تطبيق القوانين إجراءات خلال إعلان حالة الطوارئ الصحية.
*وضع نظام إبلاغ قسري عن الأمراض المعدية والأوبئة، ونظام أخر لتتبع حالات الإصابة بها الاستعداد الدائم لبناء مستشفيات ميدانية بسرعة.
*ألحقت جائحة كوفيد19 أضرار بكفاءة الرعاية الصحية، ما يستوجب توجيه دفة الاستثمار إلى المجالات الصحية.
* الاكتفاء الذاتي الدوائى، والبشري ،المادي.
*إعادة التركيز على مفهوم الامن الصحي مما يعنيه ذلك من استثمار متزايد، وإجراء الأبحاث العلمية لابتكار الامصال و اللقاحات للأمراض المختلفة، وزيادة نسبة الموزانات المخصصة لقطاع الصحة.
*الاستثمار في بناء منظومة صحية ووقائية متطورة خاصة فيما يتعلق بالاهتمام بتطوير وتوفير المستشفيات والاهتمام بالقطاع الطبي بما يضمن تحقيق الامن الصحي.
قائمة المراجع:
المراجع باللغة العربية:
1.المرسوم التنفيذي رقم 20-145 المؤرخ في 07 جوان 2020 ، المتضمن تعديل نظام الوقاية من انتشار وباء فيروس كوفيد19 ومكافحته، الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، عدد 34
2.المرسوم التنفيذي رقم 20-159 المؤرخ في 13 جوان 2020 المتضمن تعديل الحجر المنزلي والتدابير المتخدة في إطار نظام الوقاية من انتشار فيروس كوفيد19 ومكافحته، الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، عدد 35.
3.المختار العيادي، الحجر الصحي للمصابين للأمراض معدية في سياق مكافحة جائحة كورونا الاطار القانوني الاستراتيجية الوطنية لمكافحة جائحة كورونا علاقة التدابير المتخذة بمنظومة حقوق الانسان دراسة مقارنة في الدولة و القانون في زمن جائحة كورونا ، الرباط، مكتبة دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، 2020.
4.بشاطة خليفة ، سلطة الحاكم في تقييد المباح -الحجر الصحي للوقاية من جائحة كورونا نموذجا-، مجلة رسالة المسجد، المجلد19، العدد02، وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف، 2021.
5.براهمي وريدة، فيروس كورونا ( 2-COV-SARS) بالجزائر وانعكاساته الاجتماعية، مجلة المقدمة للدراسات الإنسانية و الاجتماعية، المجلد07، العدد01، جامعة باتنة، الجزائر.
6.بوعموشة نعيم، فيروس كورونا (كوفيد 19 )في الجزائر -دراسة تحليلية-، مجلة التمكين الاجتماعي، المجلد02، العد02،جامعة الاغواط، الجزائر، 2020.
بلخير آسية ، رهان الامن الصحي في الجزائر في ظل الازمات الممتدة: قراءة نقدية في أدوار الوكالة الوطنية للأمن الصحي، مجلة أبحاث قانونية و سياسية، المجلد07، العدد001، 2022.
7.بطاش عبلة، جائحة كورونا –كوفيد19- وانعكاساتها على حقوق الإنسان في الجزائر، المجلة الجزائرية للحقوق الانسان في الجزائر، المجلد06، العدد01، جامعة الجلفة، الجزائر،2021.
8.تريكي احمد ، أثر الحجر الصحي في عصر كورونا (كوفيد 19 )على الحياة الاجتماعية بالجزائر، مجلة الساورة للدراسات الإنسانية و الاجتماعية، المجلد08، العدد01، جامعة بشار، الجزائر، 2022.
9.بوحفص رواني وآخرون، نموذج مقترح للتدقیق الصحي من أجل تقییم السیاسة الصحیة لمواجهة جائحة كوفيد 19، مجلة إدارة الاعمال والدراسات الاقتصادية، المجلد06، العدد02، 2020.
10.سهايلية سماح ، الإجراءات الوقائية للتصدي لفيروس كورونا في الجزائر، مجلة الرسالة للدراسات و البحوث الإنسانية، المجلد05، العدد03، 2020.
11.طواهرية أحلام ، التباعد من مصطلح اجتماعي إلى استراتيجية دولية في ظل انتشار كورونا في العالم، المجلة الدولية للبحوث القانونية و السياسية، المجلد05، العدد01، 2021.
12.عطار نسيمة ، الحجر المترلي في ظل جائحة كورونا (كوفيد 19)وأثره في تقييد الحقوق والحريات، مجلة الحقوق و العلوم الإنسانية، المجلد14، العدد01، جامعة الجلفة، 2021.
13.قريوة زينب ، وكالة الامن الصحي الجزائرية كسياسة لتعزيز الحوكمة و إدارة المخاطر الصحية في ظل المخاوف من انتشار وباء “سارس كوفيد2″، مجلة العلوم القانونية و السياسية، المجلد12، العدد02، 2021 .
14.قمودي سهيلة ، الحق في حرية التنقل في سياق جائحة كورونا ، دفاتر السياسة و القانون، المجلد13، العدد03، جامعة قاصدي مرباح، ورقلة، الجزائر، 2021.
15.كلاش خلود، بلجراف سامية، مستاري حفيظة، جائحة فيروس كورونا وضرورة تفعيل قواعد القانون رقم 40/04 المتعلقة بالوقاية من الأخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة، مجلة الاجتهاد للدراسات القانونية والاقتصادية، المجلد09، العدد04، 2020.
16.مهمل عادل امين ،الآثار الصحية والاقتصادية لجائحة كوفيد-19 والأعباء المالية المترتبة عن الحجر الصحي الاحترازي بالجزائر-فندق ما زافران نموذجا-، المجلة الجزائرية للعلوم الاجتماعية والإنسانية، المجلد09، العدد01، 2021.
17.محفوظ مريم ، بوجادي عمر ، توسيع صلاحيات الوالي في مجال المحافظة على الصحة العامة في ظل تفشي فيروس كورونا (كوفيد19)، مجلة العلوم الإنسانية، المجلد8، العدد02، جامعة ام البواقي، الجزائر، 2021.
المراجع باللغة الأجنبية:
17.Dictionary of covid-19 terms (english-french-arabic). Bureau of coordination of Arabization Rabat.2020.
[1] مريم محفوظ، عمر بوجادي، توسيع صلاحيات الوالي في مجال المحافظة على الصحة العامة في ظل تفشي فيروس كورونا (كوفيد19)، مجلة العلوم الإنسانية، المجلد8، العدد02، جامعة ام البواقي، الجزائر، 2021، ص79
[2]احمد تريكي، أثر الحجر الصحي في عصر كورونا(كوفيد 19 )على الحياة الاجتماعية بالجزائر، مجلة الساورة للدراسات الإنسانية و الاجتماعية، المجلد08، العدد01، جامعة بشار، الجزائر، 2022، ص422
[3]سهيلة قمودي، الحق في حرية التنقل في سياق جائحة كوفيد19، دفاتر السياسة و القانون، المجلد13، العدد03، جامعة قاصدي مرباح، ورقلة، الجزائر، 2021، ص43
[4] فؤاد جدو، الامن الصحي و إدارة الازمات الصحية لما بعد جائحة كورونا، مجلة الحقوق و الحريات، المجلد10، العدد02، 2022، ص938
[5]سماح سهايلية ، الإجراءات الوقائية للتصدي لفيروس كورونا في الجزائر، مجلة الرسالة للدراسات و البحوث الإنسانية، المجلد05، العدد03، 2020، ص27
[6] Dictionary of covid-19 terms (english-french-arabic). Bureau of coordination of Arabization Rabat.2020
[7]أحلام طواهرية ، التباعد من مصطلح اجتماعي إلى استراتيجية دولية في ظل انتشار كوفيد19 في العالم، المجلة الدولية للبحوث القانونية و السياسية، المجلد05، العدد01، 2021، ص467
[8] احمد تريكي، مرجع سابق، ص424
[9] نسيمة عطار، الحجر المترلي في ظل جائحة كورونا (كوفيد 19)وأثره في تقييد الحقوق والحريات، مجلة الحقوق و العلوم الإنسانية، المجلد14، العدد01، جامعة الجلفة، 2021، ص144
[10]نسيمة عطار، مرجع سابق، ص144
[11] آسية بلخير، رهان الامن الصحي في الجزائر في ظل الازمات الممتدة: قراءة نقدية في أدوار الوكالة الوطنية للامن الصحي، مجلة أبحاث قانونية و سياسية، المجلد07، العدد001، 2022، ص156
[12]بوعموشة نعيم، فيروس كورونا(كوفيد 19 )في الجزائر -دراسة تحليلية-، مجلة التمكين الاجتماعي، المجلد02، العدد02، 2020، ص114.
[13]خلود كلاش ، سامية بلجراف ، حفيظة مستاري ، جائحة فيروس كورونا وضرورة تفعيل قواعد القانون رقم 40/04 المتعلقة بالوقاية من الأخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة، مجلة الاجتهاد للدراسات القانونية والاقتصادية، المجلد09، العدد04،2020، ص151.
[14]بوعموشة نعيم، مرجع سابق، ص144.
[15] زينب قريوة ، وكالة الامن الصحي الجزائرية كسياسة لتعزيز الحوكمة و إدارة المخاطر الصحية في ظل المخاوف من انتشار وباء “سارس كوفيد2″، مجلة العلوم القانونية و السياسية، المجلد12، العدد02،2021، ص599.
[16] عبلة بطاش ، جائحة كورونا –كوفيد19- وانعكاساتها على حقوق الإنسان في الجزائر، المجلة الجزائرية للحقوق الانسان في الجزائر، المجلد06، العدد01، 2021، ص279.
[17]عبلة بطاش، مرجع سابق، ص279.
[18] وريدة براهمي، فيروس كورونا 2( 2-COV-SARS)بالجزائر وانعكاساته الاجتماعية، مجلة المقدمة للدراسات الإنسانية و الاجتماعية، المجلد07، العدد01، 2022، ص1011.
[19]براهمي وريدة، مرجع سابق، ص1013.
[20]براهمي وريدة، مرجع سابق، ص1015.
[21] المختار العيادي، الحجر الصحي للمصابين للأمراض معدية في سياق مكافحة جائحة كورونا الاطار القانوني الاستراتيجية الوطنية لمكافحة جائحة كورونا علاقة التدابير المتخذة بمنظومة حقوق الانسان دراسة مقارنة في الدولة و القانون في زمن جائحة كورونا، الرباط، مكتبة دار السلام للطباعة و النشر و التوزيع، 2020، ص46.
[22] عادل امين مهمل،الآثار الصحية والاقتصادية لجائحة كوفيد-19 والأعباء المالية المترتبة عن الحجر الصحي الاحترازي بالجزائر-فندق ما زافران نموذجا-، المجلة الجزائرية للعلوم الاجتماعية والإنسانية، المجلد09، العدد01، 2021، ص668.
[23]خليفة بشاطة، سلطة الحاكم في تقييد المباح -الحجر الصحي للوقاية من جائحة كورونا نموذجا-، مجلة رسالة المسجد، المجلد19، العدد02، وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف، 2021، ص12.
[24]خليفة بشاطة، مرجع سابق، ص13.
[25] نسيمة عطار، مرجع سابق، ص152.
[26]المرسوم التنفيذي رقم 20-145 المؤرخ في 07 جوان 2020 ، المتضمن تعديل نظام الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا ومكافحته، الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، عدد 34.
[27]المرسوم التنفيذي رقم 20-159 المؤرخ في 13 جوان 2020 المتضمن تعديل الحجر المنزلي والتدابير المتخذة في إطار نظام الوقاية من انتشار فيروس كورونا ومكافحته، الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، عدد 35.
[28] رواني بوحفص وآخرون، نموذج مقترح للتدقیق الصحي من أجل تقییم السیاسة الصحیة لمواجهة جائحة كوفيد 19، مجلة إدارة الاعمال والدراسات الاقتصادية، المجلد06، العدد02، 2020، ص396.
[29] زينب قريوة، مرجع سابق، ص603.
[30] فؤاد جدو، مرجع نفسه، ص945.