تحليل الشعر في ضوء علم المعاني: قصيدة خذوا بدمي ليزيد بن معاوية نموذجا
Poetry analysis in the light of the science of meanings: a poem “Take my blood by Yazid bin Muawiyah as a model“
نبيل الهــــومي: باحث بسلك الدكتوراه، جامعة القاضي عياض، مراكش.المغرب
Nabil El Haoumi: PhD researcher,Cadi Ayyad University, Marrakech
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 78 الصفحة 65.
ملخص:
يروم البحث مقاربة اشتغال بعض أساليب علم المعاني (الخبر، الأمر والنهي والاستفهام…) في الشعر، انطلاقا من تخصيص قصيدة “خذوا بدمي ذات الوشاح” للشاعر يزيد بن معاوية (ت 64 ه) بالدراسة. وقد خلص البحث إلى أن هذه الأساليب استعملت في القصيدة، موضوع الدراسة، استعمالات بلاغية، أوجبتها دواع تداولية، واستدعاها المقام وحال المخاطب.
الكلمات المفتاحية: علم المعاني، خذوا بدمي ذات الوشاح، بلاغة الأساليب.
Abstract :
The research seeks to approach the use of semantic methods (khabar, command, prohibition and interrogation…) in poetry, based on the study of the poem “Take my blood with the scarf” by Yazid bin Muawiyah. The research concluded that these methods were used in the poem, the subject of the study, rhetorical uses, necessitated by deliberative reasons, and called by the place and the case of the addressee.
Keywords: the science of meanings, take my blood with a scarf, the eloquence of methods.
تقديم:
حظي الشعر بنصيب وافر من العناية والاهتمام في العصر الأموي، ولعل إشعاع هذا الضرب من القول والتعبير في هذا العصر على غرار باقي العصور الأخرى، فرضته مجموعة من المدَاعي، من بينها وجود الخلافات المذهبية بين الفرق والأحزاب، وكذا اضطرام أُوَارِ الفتن في بلاد الأمويين وآفاقها؛ في كل من العراق واليمن والحجاز، لذلك كان بدهيا أن ينصرف الناس إلى الشعر، فقد كانوا في مسيس الحاجة إليه، سيما وأن كل فريق اتخذ منه أداة لبيان أحقيته في الخلافة، وندب من خلاله كل طرف جهوده للدفاع عن رأيه، والرد على مزاعم الفرق الأخرى، معتبرا أن آراءها تعوزها الحجة وتعدم الدليل. وقد شهد العصر الأموي كذلك ازدهار فن الخطابة، التي خلع عليها الأمويون صفات الجمال والإبداع، ووظفت كذلك في الصراع السياسي، لأن غاية السلطان كانت “تدفع كل طرف إلى الاستعانة بالنص الديني وتأويله، انتصارا لمذهبه ودحضا للمناوئين، فكانت الخطابة تجسيدا للاختلاف وتنوع الآراء في السياسة والدين”[1].
على الرغم من ازدهار الخطابة في العصر الأموي، فإن الشعر حافظ على مكانته الأثيرة؛ إذ تطالعنا في هذا العصر مجموعة من القصائد الرائعة والدواوين الرائقة، التي حُزَّتْ فلذة من الحسن، وكأنها حلت في إيهاب حسناء، نظرا لاحتوائها على المعاني الرفيعة، والألفاظ الجزلة، إلى جانب توظيفها الأمثل والحسن لأساليب البلاغة، فضلا عن بلاغة الشعراء، الذين مهروا في هذا الضرب من القول واشتهروا به، ومن بينهم يزيد بن معاوية.
وقد تواشجت مجموعة من الاعتبارات، التي كونت لدي قناعة بضرورة العمل على تحليل قصيدة شعرية تنتمي للعصر الأموي، منها أن عصر بني أمية عرف ازدهار هذا الضرب من القول وشيوعه، إضافة إلى أن الشعر حاز القدح المعلى من الاهتمام والعناية من لدن الأمويين، وكان ديوانهم وعنوان إبداعهم. ومما زكى الاهتمام بتحليل قصيدة يزيد بن معاوية تحديدا، هو أن الشاعر برع في الشعر، إذ كان على علم ودراية بأسسه وقواعده، علاوة على ما أُوثِرَ عنه من شبق الذكاء وسعة الباع والاطلاع، وما عرف عنه من بلاغة القول وفصاحة اللسان.
وقد هجست في الذهن، لحظة الاشتغال على القصيدة موضوع الدراسة، مجموعة من الأسئلة يمكن إيجازها في العناصر الآتية:
* كيف وظف يزيد بن معاوية أساليب علم المعاني في قصيدته؟
* أين تظهر علامات البراعة وأمارات التفنن في قصيدة الخليفة؟
تبعا لهذه الأسئلة انشطر البحث إلى شطرين، شطر نظري، عُنِيَ بتقديم لـمحة عن الشعر في العصر الأموي، وتقديم ترجمة ليزيد بن معاوية، الغاية منها معرفة الظروف، التي أسهت في تكوين عبقريته، والملاحظ التي شكلت نبوغه، كلفا في ذلك بمقولة الكاتب الفرنسي سانت بوف Sainte- Beuve “معرفة الشجرة قبل معرفة الثمرة“. وشطر تطبيقي، عمل على تحليل قصيدة يزيد بن معاوية الموسومة بعنوان: “خذوا بدمي ذات الوشاح”، متوسلا في ذلك بمباحث علم المعاني.
اتجاهات الشعر في العصر الأموي:
اتشح الشعر في العصر الأموي بوشاح السياسة؛ إذ ظهرت في هذا العصر أحزاب كثيرة نتيجة الفتنة الكبرى، التي نشبت بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، فكان من نتاج هذا الخلاف، ظهور حزب يناصر علي بن أبي طالب في خلافته، وهو المذهب الشيعي، وبزوغ حزب يؤيد الأمويين وينادي بخلافة معاوية، ثم حزب آخر عارض هذين الحزبين، وهو حزب الخوارج. وقد كان لكل حزب شعراء ينافحون عنه، ويدافعون عن أحقية المذهب، الذي ينتظمون تحت لوائه في الحكم والخلافة. ومن بين الشعراء، الذين نحوا منحى سياسيا في شعرهم، نذكر على سبيل التمثيل لا الحصر، عبيد الله بن قيس الرقيات، والكميت بن زيد، وفروة بن نوفل.
ولعل هذا الجنوح نحو الشعر السياسي في العصر الأموي، لم يمنع الشعراء من التفنن في أغراض الشعر الأخرى، كالغزل مثلا؛ فنلفي أن الغزل تطور في هذا العصر-الموّار بالترف والمتسم بالرفاهية- تطورا ملحوظا وارتسم في شكل تيارين وصنفين: غزل عفيف عذري وغزل ماجن متهتك. وقد امتاز كل صنف بأعلامه وأسرته؛ فنجد أن “رواد الغزل العفيف عند الأمويين هم أصحاب البوادي من شعراء بوادي الحجاز ونجد كبني عذرة وبني عامر، وتميز غزلهم بنقائه وعفته. وتولى أمر زعامتهم فارسهم جميل بثينة. وبإزاء ذلك رواد الغزل الإباحي هم أصحاب الحواضر والمدن مثل شعراء مكة والمدينة، ويوصف شعرهم على أنه شعر صريح فاضح يهتك أستار الحرائر، وإمامهم في الفن هو عمر بن أبي ربيعة وتبعه العرجي وبشار بن برد”[2]. ومن النماذج الشعرية، التي تجلى فيها قبس الغزل العذري، قول جميل بثينة رائد الاتجاه العذري:
لاَمَنِي فِيكِ يَا بُثَيْنَةُ صَحْبِي | لاَ تَلُومُوا قَدْ أَقْرَحَ الحُبُّ قَبْلِي |
زَعَمَ النَّاسُ أَنَّ دَائِي طِـــــبِّي | أَنْـــــــــتِ وَاللهِ يَـــــا بُـــــثَــيْــنَــــةُ طِـــــبِّـي |
أما الاتجاه الذي تخطفه طير الهوى، وحاد عن السبيل المقيم، فأمثلة شعره كثيرة، نمثل لها بقول عمر بن أبي ربيعة:
أَلاَ لَــيْـــتَ أَنِّـــي يَــوْمَ حَــانَـــتْ مَــنِيَّـــتِي | شَـــمَـــمْــتُ الَّـــذِي مَـــا بَـيْنَ عَيْنَيْكِ وَالفَمِ |
وَلَـــيْـــتَ طَهُـــورِي كَـــانَ رِيقُــــكِ كُــــــلَّهُ | وَلَيْتَ حُنُوطي كَانَ مِنْ مُشَاشِكِ وَالدَّمِ |
وَيَا لَيْتَ سَلْمَى في القُبُورِ ضَجِيعَتِي | هُـــنَــالِكَ أَوْ فِــــي جَـــنَّـــةٍ أَوْ فِــي جَــــــــــهَنَّمِ |
ومضات من حياة يزيد بن معاوية:
يعد يزيد بن معاوية علما من أعلام العصر الأموي، وقد حدد ابن حجر (ت 852 هـ) تاريخ ولادته بقوله: “هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشي، يكنى أبا خالد، كانت ولادة يزيد بن معاوية في خلافة عثمان رضي الله عنه”[3]. شبَّ يزيد بن معاوية في بيت يلتزج فيه العلم بالسياسة؛ إذ ذكر ابن عساكر (ت 571 هـ) في تاريخ دمشق: “وقد كان معاوية يحاول دوما أن يوجه يزيد نحو الاستفادة من مجالس الوفود، التي تفد عليه، فقد ذكر ابن المبارك (ت 181 هـ): أن معاوية (ت 60 هـ) قال لبعض رجالات الوفود: “ما تعدون المروءة فيكم؟ قالوا: العفاف في الدين والإصلاح في المعيشة، فقال معاوية: “اسمع يا يزيد”[4].
ولم تتعرض المصادر التي ترجمت ليزيد إلى حياته الخاصة، وكل ما نُمِيَ إلينا من أخباره أن والده معاوية بن أبي سفيان* كان شديد الحرص على تربيته وتعليمه أمور السياسة.
توحدت كلمة المترجمين ليزيد في أنه كان شجاعا وذكيا، لذلك أعجب الأدباء بشجاعته، وحلوه بغُرَرِ من كلمات المدح والثناء. وقد اشتهر يزيد إلى جانب ذلك بفصاحته وشعره، ولا غرو أن يتأتى هذا النبوغ في الشعر ليزيد، لكون والده كان أيضا مولعا بالشعر، مقدما للشعراء، دون من سواهم، وكانت له أيضا محاولات في الشعر، جمعها فاروق أسليم في شكل ديوان، ومن أمثلة شعره، قوله:
إِنَّمَا مَوْضِعُ سِرِّ المَرْءِ إِنْ | بَاحَ بِالسِّرِّ أَخُوهُ المُنْتَصِحْ |
فَــــإذَا بُــحْــــتَ بِــسِــرٍّ فَإِلَى | نَـــاصِــحٍ يَــسْـتُرُهُ أَوْ لاَ تَبُحْ |
متن القصيدة:
خُــــــــذُوا بِـــــــــدَمِــــــي ذَاتَ الــــــــــوِشَــــــــــاحِ فَــــإِنَّــــنِــــــــــي | رَأَيْـــــــــتُ بِـــــعَــــــيْــــــــنِـــي فِـــي أَنَـــامِــلِــهَا دَمِــــــــــــــي |
أَغَـــــــــارُ عَـــــــلَــــــيْـــــــهَــــا مِـــــــنْ أَبـِــيـــــــهَـــا وَأُمِّــــهَـــــــــــــــــــــــــــا | وَمِـــنْ خُطْـــــوَةِ المِسْـــــوَاكِ إِنْ دَارَ فــِي الفَــــــــمِ |
أَغَـــــــــارُ عَــــــــلَــــــى أَعْـــــــطَـــــــافِــــهَـــا مِــــنْ ثِـــيَـــابِــــهَــــــــــــــا | إِذَا أَلْــــــبَـــــسَـــتْــــــــهَـــا فَــــوْقَ جِـــسْــــمٍ مُــــنَــــعَّــــــــــــــمِ |
وَأَحْــــــــــــسُـــــــــدُ أَقْـــــــــــــدَاحًـــــــا تُــــــــقَـــــــبِّـــلُ ثَــــغْـــــــرَهَــــــــــا | إِذَا أَوْضَـــعَــتْـــهَا مَـــوْضِـــعَ المَزْج ِفــــــــــــي الفَـــــــــمِ |
خُــــــــــذُوا بِــــــــدَمِــــــي مِـــــنْــــهَــــا فَـــــــإِنّــــــي قَــتِــــيـــلُــــــــــــهَا | فَـــــــلاَ مَــــــقْـــصــــــدِي أَلاَّ تقـــوت و تَنَــــعُّمِــــــي |
وَلاَ تَــــقْـــــــتُــــــلُــــوهَا إِنْ ظَــــــفِــــــــــــــــــــرْتُـــمْ بِـــقَــــتْــــلِـــــهَـــــــــا | بَـــــــــلَـــى خَـــــبِّـــــــرُوهَــــا بَـــــــعْـــدَ مَــــــوْتِـــــي بِمَأْتَمِــــــي |
وَقُــــــــولُـــــوا لَــــهَــــــــا يَـــــا مُــنْـــيَــــةَ النَّــــــــفْــــــــسِ إِنَّــــــنِـــــــــي | قَـــــتِــــــيـلُ الهَوَى وَالـــعِشْقِ لَوْ كُنْتِ تَعْلَمــــــِي |
وَلاَ تَــــحْــــــسِـــبُــــوا أَنِّــــي قُــــتِــــــــــــــلْــــتُ بِـــــصَــــــــــــــــــــــارِمٍ | وَلَـــــــكِـــــــنْ رَمَــــــــتْـــنِــــي مِــــنْ رُبَــــاهَا بِـــأَسْــــــــــهُمِ |
لَهـــَـــا حُــــــــكْــــمُ لُـــــــقْــــــــــمَـــــانَ وَصُــــورَةُ يُــــوسُــــــــــــــــفَ | وَنَــــــغْـــــــمَــــــةُ دَاوُدَ وَعِــــــــفَّـــــــــــــــةُ مَـــــــْريَـــــــــــــــــــــــــــــــم ِ |
وَلِـــــــــي حُــــــــزْنُ يَـــــــعْــــــقُـــــوبَ وَوَحْـــشَــــةُ يُـــــونُـــــــــسَ | وآلاَمُ أَيُّــــــــــــــــــوبَ وَحَـــــــــــــسْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرَةُ آدَمِ |
وَلَــــــــوْ قَــــــبْـــــــــلَ مَـــــــبْـــكَـــاهَـا بَـــكَــيْـــــتُ صَبَـــــــــابَــــــــــةً | لَــــكُــــنْـــــتُ شَــــفَـــيْـتُ النَّـــــفْـسَ قَبْـلَ التَّنَـــــدُّمِ |
وَلَـــــــكِـــــــنْ بَــــــكَـــــتْ قَـــبْــــلِي فَهَيَّجَ لِـيَ الــبُـــكَــــــاءُ | بُـــــــكَــــــاهَـــــا فَـــكَــــانَ الفَـــضْــــلُ لِلْـــمُــتَـــقَــــــــــدِّمِ |
بَــكَـــــــيْــــــــتُ عَــــــلَى مَــــنْ زَيَّنَ الحُسْـــنُ وَجْـــهَــــهَـــــا | وَلَـــيْــــــسَ لَــــــهَـــا مِـــــثْـــــلٌ بِعُـــــرْبٍ وَأَعْــجَمِـــــي |
مَـــــــدَنِــــــيَّــــةُ الأَلْـــحَــــــاظِ مَــــــــــكِّـــــــــيَّــــــــــةُ الحَــــشَــــــــــــــى | هِـــلاَلِـــيَّــــــةُ الـــعَـــيْــنَـــــــيْـــــــنِ طَـــــــــــــــــائِيَّـةُ الــــــــفَـمِ |
وَمَـــــمْـــــشُــوطَةٌ بِــــــالمِـــسْــــــكِ قَــــــــــدْ فَــــــــاحَ نَـــشْرُهَــا | بِــــــثَــــــغْـــــرٍ كَـــــــــأَنَّ الـــــــــدُّرَّ فِـــــيــــــهِ مُـــــنَـــــــــــــــظَّــم |
أَشَــــــارَتْ بِـــــطَــــــرْفِ الــــــعَـــيْــنِ خِـــيـــفَــــةَ أَهْـــــــــلِــــهَـا | إِشَــــــارَةَ مَــــــحْـــــــــــزُونٍ وَلَـــــــــــــــــــمْ تَـــتَـــــكَـــــــــــــــلَّــمِ |
فَـــأَيْــــــقَـــــــنْــــــتُ أَنَّ الطَّــــــرْفَ قَـــــــدْ قَـــــــالَ مَــــرْحَـــــبـًا | وَأَهْــــــــــــــلاً وَسَـــــــهْـلاً بِــــــالحَـــبِـــيــــبِ المُـــــــــتَيَّـــمِ |
فَــــــــــوَاللهِ لَـــــــــــوْلاَ اللهُ وَالْــــــــــــخَــــــــْوفُ وَالـــــــــــــــــــــرَّجــــــَا | لَــــــعَــــــــانَـــــــقْــــــــتُهـَا بَـــيْــــنَ الحـَـــطِــــيـــــــمِ وَزَمْـــــــزَمِ |
وَقَـــــبَّــــــلْـــتُـــــــهَـا تِــــــسْــــــعًــــا وَتِـــــسْــعِــــــيــــنَ قُـــــبْـــــــــــــــــلَـــــــةً | بَـــــــــرَّاقَـــــــة ًبِــــالكَـــــفِّ وَالْـــــخَـــــدِّ وَالْــــــفَـــــــــــــــــــمِ |
وَوَسَّــــــدْتُـــــــهَــــــــا زَنْـــــــدِي وَقَـــــــــــــــبَّـــــــلْــــتُ ثَـــغْــــــــرَهَــــــا | وَكَــــــــانَتْ حَلاَلاً لِــــــي وَلَوْ كُــنْـتُ مُــحْــرمِ |
وَلَــــمَّــــــا تَــــــلاَقَــــيْـــــــنَـــــــا وَجَــــــــــــــــدْتُ بَــــنَـــــــــانَــــــــهَــــــــــا | مُــــــــخَـــــــــضَّـــبَــــــةً تَـــحْـــكِـــــي عُــصَـارَةَ عنــدم |
فَــــقُــــــلْــــتُ خَــضَّــبْـــــــــــــتِ الكَـفَّ بَعْـدِي هَــــكَـذَا | يَـــــــكُــــــــونُ جَـــــــــزَاءُ الــــــــــمُــــسْـــتَــــهَـــــــامِ المُتَيَّـمِ |
فَــــــقَــــــالَـــــــتْ وَأَبْـــدَتْ فِي الْحَشَى حَرَّ الْــــجَـــوَى | مَــــقَــــالُــهُ مَــــنْ فِـــــي الْـــــــقَــــــــوْلِ لَــــــمْ يُــتَــبَــــــرَّمِ |
وَعَـــــيْــــــشُـــــــــــــكَ مَــا هَــــذَا خِــــضَــــــاباً عَـــــــــــــرَفْـــــتَـهُ | فَـــــــلاَ تَــــــكُ بِـــالبُــــــهْــــــتَـان ِ وَالـزُّورِ مُتَّهِمِـي |
وَلَـــكِــــــــــنَّـــــــــنِــــي لَــــــمَّـــــــــــــا رَأَيْــــتُــــــــكَ نَــــائِـِـــــــــيـــــــــــــــــاً | وَقَــــــدْ كُـــنْــــــــت كَــفِّي وَزَنْـدِي وَمِــــعْصَمِـي |
بَــكَـــيْــــــتُ دَمًـــــا يَـــــــوْم النَّـــــوَى فَـــمَسَحْتُـهُ | بِكَــــفِّــــــــي وَهذَا الأَثَرُ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ[5] |
المقام التخاطبي:
اتصل المقام في البلاغة العربية بمقتضى الحال، عن طريق مواءمة الكلام مع السياق أو المقام، الذي يقال فيه، ولربما كان الكلام جميلا يأسر النفوس، لكنه قد يحل في غير مكانه، فتنزع عنه سمات البلاغة، وبالتالي فكلما “كان القول مناسبا لمقتضى الحال، كان بليغا”[6]. يقول السكاكي في هذا الصدد: “لا يخفى عليك أن مقامات الكلام متفاوتة، فمقام الشكر يباين مقام الشكاية، ومقام التهنئة يباين مقام التعزية، ومقام المدح يباين مقام الذم، ومقام الترغيب يباين مقام الترهيب، ومقام الجد يباين في جميع ذلك مقام الهزل، وكذا مقام الكلام ابتداء يغاير مقام الكلام بناء على الاستخبار أو الإنكار، ومقام البناء على السؤال يغاير مقام البناء على الإنكار، جميع ذلك معلوم لكل لبيب، وكذا مقام الكلام مع الذكي يغاير مقام الكلام مع الغبي، ولكل من ذلك مقتضى غير مقتضى الآخر“[7]. وللسياق أهمية بالغة في تكوين صورة مكتملة عن الشيء المراد مقاربته، وعادة ما يكون السياق خير هاد في معرفة مجموعة من العناصر الثاوية في الخطاب، لذلك كان لزاما على محلل هذه القصيدة، التلبس بمعانيها والوقوف عند سياق إنتاجها، وأسباب قولها، حتى يتسنى له الإحاطة بجميع حيثياتها وتفاصيلها.
مناسبة القصيدة:
يُروى أن يزيدا بن معاوية شغف بحب جارية له تدعى “حبابة” وكانت على قدر كبير من الجمال الأخاذ، فابتلي ابتلاء شديدا من جراء لظى الحب وجذوة العشق، وقد خلفت قصة الحب هذه آثارا أدبية جميلة، ارتسمت على شكل قصائد – من بينها هذه القصيدة- تحكي عن فعل الحب في نفس يزيد وآثره في قلبه.
الأساليب:
هيمن على النص حضور الأسلوب الخبري، وذلك طبعي بالنظر إلى غرض القصيدة، وهو الغزل، فالشاعر يروم التعبير عن ما يختلج مشاعره ويساور دواخله من أحاسيس، وقد تغيى الشاعر من وراء الإخبار الكشف عن مشاعره وأحاسيسه، التي يُكِنُّهَا لمحبوبته “حبابة” وهدفه كذلك هو إشراك المتلقي في تجربته الوجدانية، لأن الشاعر يتوخى من خلاله شعره “الرغبة في إثارة انفعال مشابه لدى القارئ، فتتحقق المشاركة النفسية والوجدانية، فيعيش القارئ طربه إن كان طروبا أو أساه إن كان حزينا، وفي هذه المشاركة متعة الشاعر وهدفه، وقد يكون غرض الشاعر هو الشعر نفسه؛ أي هو الدندنة الشعرية، التي يتسلى بها حين يفرغ على قيثارته ألحان نفسه”[8].
أضرب الخبر:
ينقسم الخبر إلى ثلاثة أضرب:
* خبر ابتدائي: يلقى لخالي الذهن، ولا يؤكد بأي مؤكد.
* خبر طلبي: يلقى للمتردد والشاك، ويؤكد الخبر فيه بمؤكد واحد.
* خبر إنكاري: يلقى للجاحد والمنكر، ويؤكد فيه الخبر بمؤكدين، أو أكثر.
والملاحظ أن القصيدة احتوت على أمثلة من الأضرب الثلاثة للخبر، نمثل لها بالعبارات الآتية:
* أغار عليها من أبيها وأمها
* يا منية النفس إنني قتيل الهوى
* فو الله … لعانقتها
يتبين من خلال المثال الأول أنه خبر ابتدائي خلا من أدوات التوكيد، ونلحظ في المثال الثاني أن الخبر طلبي، جاء مؤكدا بمؤكد واحد “إن”، في حين نعاين في المثال الثالث أنه ينصرف إلى الخبر الإنكاري؛ حيث تضمن مؤكدين اثنين. ولعل الشاعر وهو بصدد كتابة قصيدته تفطن وافترض أن أحوال المتلقي سواء في عصره، أو على مسيل الزمن، مختلفة ومتباينة، فهناك من سيتلقى قول الشاعر، وذهنه خِلْوٌ من مضمون الخبر، وهناك متلق سيخامره شك وتساوره ريبة بخصوص حقيقة هذا الحب، وهناك متلق ثالث سينكر على الشاعر هذا الوجد والولع، الذي وجده من جاريته حبابة، فأنزل الشاعر مخاطبه ثلاث منازل، أنزله منزلة خالي الذهن، لكون يتلقى القصيدة لأول مرة، وأنزله منزلة الشاك تارة فأكد له الخبر بمؤكد واحد، وأنزله تارة أخرى منزلة الجاحد بهذا الحب والمنكر له، فأكد له الخبر بمؤكدين. وبالتالي فالشاعر وهو بصدد كتابة قصيدته كان يراعي أحوال المخاطبين، لذلك ضمن قصيدته هذه الأضرب الثلاثة للخبر، تساوقا مع حالات المخاطبين، وطبيعة مواقفهم، ويمكن أن نجمل توظيف الشاعر لأضرب الخبر في قصيدته، في الخطاطة الآتية:
بلاغة الأمر والنهي في القصيدة:
ينبغي التمييز بين المعنى الحرفي والمعنى البلاغي الذي تستعمل فيه هذه الأساليب، لأن الاستدلال البلاغي يقوم على الانتقال من المعنى إلى معنى المعنى، ولذلك سوف يتم تحليل هذه الأساليب في ضوء معانيها البلاغية في القصيدة.
يفيد الأمر طلب حصول الفعل على جهة الاستعلاء والإلزام، والنهي طلب الكف عن الفعل على جهة الاستعلاء والإلزام، ويقصد بالاستعلاء أن يكون الأمر صادرا من آمر في مرتبة أعلى إلى مأمور في مرتبة أدنى، والإلزام تنفيذ الأمر فورا، لذلك قال السكاكي: “والأمر والنهي حقهما الفور”.
يحضر الأمر والنهي بشكل مطرد في القصيدة، والملاحظ أن الأسلوبين خرجا عن معناهما الحقيقي، وهو طلب الفعل/الكف على وجه الاستعلاء والإلزام، إلى معان تستفاد من سياق القصيدة.
أ- الأمر:
* خُــــذُوا بِـــــدَمِــــــي ذَاتَ الـــــــوِشَــــاحِ فَــــإِنَّــــنِــــــــــي: تضمن الشطر الأول من البيت الأول أسلوب أمر يتمثل في كلمة “خذوا” وصيغته فعل أمر، فالشاعر هنا لا يرغب في حصول أمر على وجه الاستعلاء والإلزام، وإنما وظف هذا الأمر توظيفا مخالفا لحقيقته، ويمكن أن نستشف معنى الأمر انطلاقا من معرفة المخاطب وطبيعة الخطاب.
يخاطب يزيد بن معاوية أصدقاءه في هذا البيت ويأمرهم بضرورة الثأر له من “ذات الوشاح” وهي كناية عن جاريته حبابة، والوشاح في القاموس عبارة عن نسيج عريض يُرَصَّعُ بالجواهر تشده المرأة بين عاتقها، ولربما أن هذه المرأة التي تضع هذا الوشاح الجميل، ستكون ذات حسن وجمال، ومن ثمة فعبارة “ذات الوشاح” تسمح لنا بإجراء توصيف لهذه المرأة، التي يتغزل بها الشاعر، والتي تحوز قدرا كبيرا من الجمال؛ كان مدعاة لولع الشاعر بها وشغفه بحبها، الذي ران على قلبه. وما استعمال الشاعر لهذه العبارة، التي استهلت بها القصيدة إلا رغبة منه في نسج خيوط الجمال والتأنق لمحبوته. ومخاطبة الشاعر لأصدقائه ومطالبته لهم بالثأر من المحبوبة، لا يمكن أن تحمل على وجه الوجوب والإلزام، لأن شرطي الاستعلاء والإلزام خرقا، فالشاعر لا يقع في مرتبة أعلى من مخاطبيه، كما أن أمره لا يحمل على الإلزامية والفورية، وحتى وإن سلمنا جدلا وبالنظر للمكانة الاعتبارية للمخاطب، فإن شرط الإلزام يبقى غير مطلوب، وبالتالي فقد أفاد الأمر في القصيدة الالتماس، وهو عندما يكون الطلب من المساوي أو الند.
ب- النهي:
خرج النهي عن معناه الحقيقي، ألا وهو طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء والإلزام، في قصيدة يزيد بن معاوية إلى معان يكشف عنها السياق. وقد ورد النهي في قول الشاعر: وَلاَ تَــــقْـــتُـــلُــــوهَا إِنْ ظَـــفِـــــــــــــــــرْتُـــمْ بِـــقَــــتْــــلِـــــهَـــــــــا.
ينهى الشاعر في هذا البيت مخاطبيه عن عدم إلحاق أي ضرر أو أذى بمحبوبته، التي قتلته بحبها، ويلتمس من مخاطبيه الصفح عن الجرم، الذي اقترفته في حقه، والمتمثل في الكمد الذي اعتراه بعد حبه لمحبوبته، وينصرف النهي في هذا المثال إلى الالتماس، لأن شرطي النهي الحقيقي وهما الاستعلاء والإلزام فقدا، لذلك خرج النهي عن معناه الحقيقي وأفاد الالتماس.
ومن أمثلة حضور النهي في القصيدة قول الشاعر: فَــــلاَ تَـــكُ بِـــالبُـــهْــــتَـان وَالـزُّورِ مُتَّهِمِـي؛ يتمثل النهي في عبارة “فلا تك” وصيغته هي الفعل المضارع المقرون بلا الناهية الجازمة، ومفاده أن المحبوبة تنهى الشاعر عن اتهامها بالزور والبهتان؛ وتنكر على يزيد هذا الحكم الذي كونه عليهاـ انطلاقا من رؤيته للحناء في يديها. وقد افترض الشاعر على أساس ذلك أن حبيبته تركته وانصرفت عنه إلى شخص آخر، فجاء النهي حاسما في قطع الشك وثني الشاعر عن الاهتبال بهذا الاعتقاد. وبناء على هذه الدواعي والأسباب، فالنهي قد خرج، في آخر القصيدة، عن معناه الحقيقي ليفيد الإنكار.
الاستفهام:
يفيد الاستفهام طلب العلم بشيء لم يكن معلوما لدى السائل وقت السؤال، ويتم بأدوات متنوعة، منها: الهمزة، وهل، وأين، ومتى، ومن، وأيان، وأنى.. ويكون الاستفهام حقيقيا إذا قصد به طلب معرفة معلومة مجهولة لدى السائل، أما إذا حاد الاستفهام عن هذا المعنى، فيكون آنذاك غير حقيقي، ويفيد معاني كثيرة تستشف من السياق وقرائن الأحوال. ويحضر الاستفهام في القصيدة من خلال قول الشاعر:
فَــــقُــــــلْــــتُ خَــضَّــبْـــــــــــــتِ الكَـفَّ بَعْـدِي هَــــكَـذَا | يَــــكُـــــونُ جَــــــزَاءُ الـــــمُــــسْـــتَــــهَـــــــامِ المُتَيَّـمِ |
يتمثل الاستفهام في عبارة: “هكذا” والتقدير “أهكذا”، وقد تم بواسطة أداة، هي: الهمزة، وهي أداة حرفية يطلب التصور والتصديق. والملاحظ أن الاستفهام في العبارة لم يقصد به طلب معرفة معلومة يجهلها السائل، وإنما وظفه الشاعر بوصفه آلية بلاغية للإنكار؛ فهو ينكر على المحبوبة انصرافها عنه، والإقبال على غيره.
النداء:
يحضر النداء في قول الشاعر: وَقُـــــولُـــــوا لَــــهَــــا يَــا منية النَّــــفْــــسِ إِنَّـــنِـــــــــي قتيل الهوى والعشق لو كنت تعلمي، ونوجز الحديث عن النداء المضمن في البيت في الجدول الآتي:
يَا | منية النفس | قتيل الهوى والعشق |
حرف موضوع لنداء البعيد حقيقة، أو حكما، وقد ينادى به القريب توكيدا + تقريب المُنَادَى (الحبيبة) لبيان صدق الطلب + إنزال المنادى البعيد (الحبيبة) منزلة القريب، للدلالة على أنه رفيع القدر، عظيم الشأن | ارتسم المنادى على شكل أمنية | الحــــــاجات + الـــــرغبـــــات + المـــــطــــامح + الـــمطالـــــب |
خاتمة:
انطلاقا من دراسة قصيدة يزيد بن معاوية، يمكن الخلوص إلى مجموعة من النتائج:
* تَمَيَّزَ العصر الأموي بظهور الشعر السياسي الذي اتخذته كل فرقة أداة للدفاع عن فكرها ونصرة مذهبها.
* لم تمنع سيادة الشعر السياسي في عصر بني أمية من بروز أغراض شعرية أخرى كالغزل الذي انقسم، في هذا العصر، إلى غزل عذري وغزل ماجن.
* وظف يزيد بن معاوية الأساليب توظيفا بلاغيا ينسجم مع أحوال الحبيبة ومواقفها.
* استعمل الشاعر مباحث علم المعاني استعمالا بلاغيا، فلم يجنح إلى المعنى الحقيقي لهذه الأساليب، وإنما انتقل بها من معناها الحرفي إلى معناها البلاغي.
* أسعفت مباحث علم المعاني الشاعر في التعبير عما يخالج دواخله ويراود مشاعره.
لائحة المصادر والمراجع:
مصدر الدراسة:
* ديوان معاوية بن أبي سفيان، جمعه وحققه وشرحه فاروق أسليم بن أحمد، الطبعة الأولى، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت- لبنان، 1996.
المراجع:
* أبوموسى محمـد، خصائص التراكيب؛ دراسة تحليلية لمسائل علم المعاني، الطبعة الرابعة، مكتبة وهيبة، القاهرة- مصر، 1996،.
* الحسين شمس، وفرهاد الله، تطور فن الغزل بين العفاف والمجون في العصر الأموي، مجلة تهذيب الأفكار، المجلد الثاني، العدد الثاني، يوليوز- دجنبر 2015.
* عبد اللطيف، عادل، بلاغة الإقناع في المناظرة؛ مقاربات فكرية، الطبعة الأولى، منشورات ضفاف، بيروت- لبنان، 2013.
* قادم، أحمد والعوادي سعيد، بانت سعاد لكعب بن زهير؛ مقاربة حجاجية، التحليل الحجاجي للخطاب، الطبعة الأولى، دار كنوز المعرفة، عمان- الأردن، 2016.
* السكاكي، مفتاح العلوم، ضبطه وكتب هوامشه وعلق عليه، نعيم زرزور، الطبعة الثانية، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، 1987.
* الشيباني، مواقف المعارضة في عهد يزيد بن معاوية، الطبعة الثانية، دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض-السعودية، 2009.
[1]– عادل عبد اللطيف، بلاغة الإقناع في المناظرة؛ مقاربات فكرية، الطبعة الأولى، منشورات ضفاف، بيروت- لبنان، 2013، ص: 149.
[2]– شمس الحسين وفرهاد الله، تطور فن الغزل بين العفاف والمجون في العصر الأموي، مجلة تهذيب الأفكار، المجلد الثاني، العدد الثاني، يوليوز- دجنبر 2015، ص: 176.
[3]– الشيباني، مواقف المعارضة في عهد يزيد بن معاوية، الطبعة الثانية، دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض-السعودية، 2009، ص: 57.
[4]– المرجع نفسه. ص: 64.
* “معاوية بن أبي سفيان علم بارز في تاريخ العرب والمسلمين قاطبة، وقد اشتهر بالدهاء والحنكة السياسية”.
ديوان معاوية بن أبي سفيان، جمعه وحققه وشرحه فاروق أسليم بن أحمد، الطبعة الأولى، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت- لبنان، 1996، ص: 5.
[5]– يزيد بن معاوية، ديوان يزيد بن معاوية، تحقيق واضح الصمد، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت- لبنان، 1998.
2– أحمد قادم، بانت سعاد لكعب بن زهير؛ مقاربة حجاجية، التحليل الحجاجي للخطاب، إشراف وتقديم أحمد قادم وسعيد العوادي، الطبعة الأولى، دار كنوز المعرفة، عمان- الأردن، 2016، ص: 546.
3– السكاكي، مفتاح العلوم، ضبطه وكتب هوامشه وعلق عليه، نعيم زرزور، الطبعة الثانية، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان. 1987، ص: 168.
[8]– مـحمـد أبو موسى، خصائص التراكيب؛ دراسة تحليلية لمسائل علم المعاني، الطبعة الرابعة، مكتبة وهيبة، القاهرة- مصر، 1996، ص: 79.