الجناح التونسي في المعرض الاستعماري بمرسيليا (1922): التراث الثقافي كرهان متروبولي
The Tunisian Pavilion at the Colonial Exhibition in Marseille (1922): Cultural heritage as a metropolitan bet
خالد رمضاني أستاذ مساعد متعاقد بالمعهد العالي للعلوم الإنسانية بجندوبة (جامعة جندوبة- تونس)
Khaled Romdhani Contractual Assistant Professor at the Higher Institute of Human Sciences of Jendouba (Jendouba University – Tunisia)
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 89 الصفحة 55.
ملخص:تمّ اعتبار المعارض الاستعمارية بمثابة عروض للتعريف بالإمبراطورية الفرنسية من خلال إعادة بناء البيئات والمعالم الأثرية للدول المستعمَرة وكانت فرصة لعرض العناصر الثقافية لتلك الشعوب، وقد شكلت هذه التظاهرات فرصة للتعرف على الآخر. وقد استضافت مرسيليا كمدينة متروبولية معرضا، سنة 1922 كان منبرا للتعريف بالمستعمرات الفرنسية من ذلك البلاد التونسية. وقد شكّل الجناح التونسي في المعرض بمختلف مكوناته واجهة متميزة للتراث الثقافي التونسي، والتعريف به لدى الزوار ولمزيد جلب السياح مستقبلا. وعملنا على التطرق لمواضيع الثقافة والإمبراطورية والهيمنة.
الكلمات المفتاحية: المعرض الاستعماري، مرسيليا، الجناح التونسي، التراث الثقافي.Abstract:
The Colonial exhibitions were considered as displays to introduce the French Empire through the reconstruction of the environments and monuments of the colonial countries and were an opportunity to display the cultural elements of these peoples, and these events formed an opportunity to get to know the other. Marseille as a metropolitan city hosted an exhibition, which in 1922 was a platform to introduce the French colonies from that of Tunisia. The Tunisian pavilion in the exhibition, with its various components, formed a distinct interface for the Tunisian cultural heritage, and to make it known to visitors and to attract more tourists in the future.
Keywords: Colonial exhibitions, Marseille, Tunisian Pavilion, Cultural Heritage.
مقدمة :
يُعد تنظيم المعارض الدولية ظاهرة عالمية انطلقت منذ منتصف القرن التاسع عشر واستمرت حتى أواخر الثلاثينيات من القرن العشرين. كانت هذه التظاهرات وريثة المعارض الوطنية للمنتجات الصناعية التي ظهرت في أواخر القرن الثامن عشر في فرنسا وبريطانيا، وأصبحت دولية لأول مرة في لندن سنة 1851 وعالمية في باريس سنة 1855([1])، وتمّ توسيع برامج هذه المعارض، ليتجاوز المنتجات الزراعية والتجارية والصناعية، إلى العروض الفكرية وخاصة الفنون الجميلة وكان لابد من تطوير مبان كبيرة وفخمة وقصور وأجنحة وقاعات عرض لتناسب هذه النشاطات([2])، ومن الجدير بالتنصيص أنّ هذه المعارض قد أقامتها الدول الأوروبية وبالأساس الدول الاستعمارية مثل فرنسا في الحواضر أو المدن المتروبولية مثل مرسيليا، وكما هو الحال في المعارض الفرنسية السابقة )ليون 1894- رووان Rouen 1896 – مرسيليا 1906- باريس 1907 (، وبمناسبة مرور مائة سنة بالضبط على معرض 1922، رأينا أنه بإمكاننا انجاز مقال حوله، مستعرضين دوره في التعريف بالثقافة التونسية بالإضافة لدوره في تتويج السياسة الاستعمارية الفرنسية بتصوير نفسها كحارسة لموارد وثروة وتطور امبراطوريتها في كل القارات، وقد مثّل “المعرض الوطني الاستعماري”([3]) بمرسيليا أو المعرض الاستعماري الملّي، كما تسميه الوثائق الأرشيفية التونسية سنة 1922، تتويجا لهذه الرؤية الفرنسية.
وكان المعرض فرصة لكل المستعمرات الفرنسية في شمال أفريقيا وفي بلاد الشام وفي غرب أفريقيا في الهند الصينية… وقد مثّل الجناح التونسي عيّنة من حضور المستعمرات وعرضها لمنتجاتها الفلاحية والصناعية والحرفية وحتى القطع الأثرية وكل مناحي الحياة، وحسب برقية من المدير العام للفلاحة والتجارة التونسية، كان المعرض فرصة لعرض كافة أنواع المنتجات في مكانها بالقسم التونسي بمرسيليا قبل يوم 10 أفريل سنة 1922، وذلك بعد أن تجمّع بمراكز المراقبات المدنية أو الحجرات الفلاحية والتجارية قبل 15 فيفري من نفس السنة، وقد تمّ تجميعها ونقلها لهذه المراكز على نفقة العارض، أما نقلها إلى فرنسا وعرضها هناك فكانت على نفقة الدولة ما عدى المحاصيل القابلة للتلف بسرعة كالبقول والثمار، ويجب أن تحتوي المنتجات المراد عرضها على اسم العارض وعنوان شركته ومحل سكناه ونوع المنتج ومصدره وقيمته التجارية([4])، بذلك كان المعرض فضاء للترويج والتعريف بجميع المنتجات، لكننا سنكتفي في هذا البحث بدراسة الجانب الحرفي والأثري والعادات والتقاليد التونسية، أو ما يعبر عنه اليوم بالتراث الثقافي([5])، أي أننا لن نتطرق إلى كامل الجناح.
واستعنا في إنجاز هذا المقال أساسا بالملفات التي تخصّ معرض مرسيليا بالأرشيف الوطني التونسي وأرشيف المعهد الوطني للتراث المُودع بدار ابن خلدون، فقد مكننا الأول من التعرف على المجهودات التي تمت لإنجاح المشاركة الأثرية التونسية في هذا المعرض، كما سمحت لنا الأرشيفات بالاطلاع على الوثائق الرسمية التي تعود إلى مختلف الجهات الإدارية الاستعمارية.
المعرض الوطني الاستعماري بمرسيليا سنة 1922
استقبلت مرسيليا “عاصمة فرنسا الخارجية”، الزوار من جميع أنحاء العالم سنة 1922 وشكلت صورة لنفسها على مدار سنوات طويلة، وتمّ اختيار المدينة لهذا المعرض الاستعماري الثاني، بعد نجاح معرض سنة 1906، كان من المقرر إقامة المعرض سنة 1916 ولكن منعته الحرب العالمية الأولى، وبعيد نهاية الحرب تنافست باريس ومرسيليا لاحتضان معرض استعماري، ففي أعقاب مشروع قانون تمّ تقديمه في 17 جانفي 1919 لمكتب مجلس النواب لترجيح كفة مدينة باريس، طالب رئيس غرفة تجارة مرسيليا بحق مدينته “العظيمة” تنظيم المعرض الاستعماري([6])، وكان له ما أراد وتمّ افتتاح المعرض في مرسيليا في أفريل سنة 1922 من قبل وزير المستعمرات “ألبرت سارولت”Albert Sarraut ، وقد بلغت الميزانية أربعة أضعاف ميزانية معرض سنة 1906([7])، فلإنجاح مثل هذه التظاهرات الضخمة يجب أن تتوفر على العديد من الإجراءات والشروط، مثل الجانب القانوني وحسن اختيار التاريخ والمكان بالإضافة إلى تهيئة الموقع، كما يعتبر توفر وسائل النقل والخدمات اللوجستية والتمويل اللازم من أهم شروط نجاحه([8])، وصُمم موقع معرض مرسيليا في حديقة “برادو” على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات من وسط المدينة، وامتد المعرض على مساحة 36 هكتارا في حين بلغت مساحة معرض سنة 1906 حوالي 23 هكتارا فقط.
صورة عدد01 : موقع المعرض الاستعماري من الأنترنات
نوعت مدينة مرسيليا سياستها الحضرية من خلال التنظيم الأحداث الضخمة التي تسمح بإنشاء المجمعات الكبرى والترويج لها، تجسّد هذه الأحداث الضخمة الرغبة في “توحيد” المستعمرات تحت الراية الفرنسية، ويصل إلى المعرض عن طريق شارع “برادو” المزروع بأشجار، يوجد على كل جانب من هذا الطريق عدد من الأجنحة المخصصة للمنتجات التجارية والرياضة والسياحة والصحف المحلية Petit Marseillais وPetit Provençal التي توزع يوميا مجلات مجانية للزوار، ويوجد قصر وزارة المستعمرات ليعرض توسع الإمبراطورية الفرنسية في العالم([9]).
وقد أعتبر هذا المعرض فرصة لربط علاقات قوية بين فرنسا ومجالها الاستعماري من وجهة نظر تجارية وصناعية وكذلك من وجهة نظر ثقافية، لتبادل المنتجات وتبادل الأفكار من خلال فتح منافذ جديدة وتعزيز الروابط الاقتصادية التي توحّد فرنسا مع مستعمراتها، أي أصبح هذا المعرض، وغيره، فرصة للسلطات الفرنسية لتستغله في الدعاية بأحقيتها الاستعمارية لتبرير وجودها في تلك الدول والدفاع عن شرعيتها، كما كان المعرض فرصة من أجل تفنيد “الدعاية العدائية المنهجية التي تنظمها ألمانيا لتشويه فرنسا في نظر الأجانب وتصويرها أنها مسكونة بحلم الإمبريالية السهلة والكسل، وهي فرصة للزوار للحكم على زيف مثل هذه الادعاءات واعتبار عمل فرنسا في البلدان الموضوعة تحت حمايتها كمثال يحتذى به، فقد خدمت تجارب الفرنسيين الإنسانية بسخاء”([10]).
تعتبر مثل هذه المعارض فرصة للفرنسيين لاكتشاف الفولكلور في إمبراطوريتهم الاستعمارية وخاصة الشرقية، فلم تختف الغرائبية الشرقية من المشهد، وقد امتدّ مذاق الشرق إلى الفنون الجميلة في أوروبا، فيمكن للجمهور في “الصالونات” الفنية مثل المعارض العالمية، مشاهدة الأعمال التي توحي بـ “السحر الشرقي”، ولم تكن الهندسة المعمارية استثناء، فمنذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر نشأت في باريس والمدن الإقليمية العديد من قصر الحمراء و”الكازينوهات المغربية” و”الحمامات الصينية” و”الفيلات الجزائرية”([11])، وبذلك لم يكن الجناح التونسي، وتحديدا فيما يتعلق بالتصميم وبالفنون والآثار والحرف والفلكلور، بعيدا عن هذه النظرة الفرنسية للشرق.
الجناح التونسي
تعتبر الأرض المخصصة للجناح التونسي في معرض مرسيليا سنة 1922 هي نفسها في المعرض الاستعماري سنة 1906 وقد تمّ تصميمهما من طرف المهندس المعماري “رسبلاندي” Resplandy، الذي عيّن لهذا المنصب وفق أمر 07 جوان 1905، وعمل المهندس على “إخراج” mise en scèneجزء كامل من حياة البلد في بيئة خضراء وهي عكس البيئة الأصلية، يقع الجناح التونسي على اليسار من المدخل الرئيسي للمعرض، وعند مدخله توجد ثكنة فيها ثلاثون حارسا.
صورة عدد02 : موقع الجناح التونسي في معرض مرسيليا سنة 1922
Régismanset (Charles), Exposition nationale coloniale de Marseille 1922, Paris, les imprimeries Françaises réunis, 25 boulevard des italiens, 1921, p 48.
تمّ العمل على التحضير للمعرض منذ سنة 1920 وذلك بتحديد المساحة المفترض استغلالها للجناح الأثري والمقدرة ب 300 متر مربع([12])، وقد تمّ ترشيح “لويس بوانسو” مدير مصلحة الآثار والفنون الجميلة كعضو في لجنة الإشراف على التحضير المشاركة في القسم الأثري التونسي في المعرض الوطني الاستعماري بمرسيليا([13]).
تصميم و”اخراج” mise en scène الجناح التونسي
لا يحتوي القسم التونسي على جناح للعرض فقط، بل هو “مدينة” مصغرة، حيت تُوجد ساحة عامة كبيرة لمدينة شرقية بمنازلها ومعالمها ذات الأسلوب المعماري الإسلامي([14])، وهي مستلهمة من المنازل التقليدية التونسية ومن المساجد والمعالم التاريخية مثل قبة زاوية “سيدي الصحبي” بالقيروان، بالإضافة إلى جوانب العمارة الإسلامية في تونس والمنتجات التي يقدمها الحرفيون والتجار المحليون، يتكون القسم التونسي من سلسلة من الأجنحة المتناظرة وكلها تعطي فكرة دقيقة عن البلاد([15]).
صورة عدد 03: مشهد عام للجناح التونسي في معرض مرسيليا الاستعماري
Agence de presse Meurisse. Agence photographique. Exposition
Coloniale de Marseille : Tunisie, vue générale 1922.
ولأن المعارض العالمية تزامنت مع زمن الاعتراف الرسمي بالأنثروبولوجيا وعلم الأعراق البشرية كتخصصات علمية، فقد احتضنت هذه “المدينة” سكانا محليين وجنود وحرفيين وحتى الراقص “بوسعدية”([16]) والبدو في خيامهم([17]).
صورة عدد04 : عائلة بدوية في خيمة
Agence photographique. 7/5/22, Marseille, village tunisien, exposition coloniale : [photographie de presse] / [Agence Rol]. 1922.
كان إخراج الجناح التونسي منسجما مع الحياة في البلاد التونسية، حيث يتدفق الناس عبر شوارع مثل شوارع تونس أو سوسة أو القيروان، وتحتوي على الأبواب القديمة للبيوت والمشربيات في الشرفات المغلقة بالإضافة إلى وجود مقهى تقليدي، وقد كان العرض متقنا جدا حتى أنّ المؤذن في أعلى مئذنة المسجد كان يعلن عن ساعة الصلاة، وتمّ تصميمه استئناسا بمسجد “طبلبو” القريبة من مدينة قابس، ويضم في الطابق الأول غرفتين واسعتين، مسبوقة بردهة مقببة ذات أعمدة([18]).
صورة عدد05 : المسجد
Breal (A), « Les visiteurs Etrangers », l’exposition nationale coloniale de Marseille (1922 ; Marseille), commisariat général de l’exposition, bibliothèque historique de Cirad, 45 bis avenue de la bellle Gabrielle, 94736 Nogent sur Marne, 1923, pp 286-291, p 291.
ويوجد سوق شبيه “بسوق النساء” في تونس مع أروقة وأعمدة باللونين الأخضر والأحمر، وهناك سلسلة من المحلات تبيع كل الأصناف التونسية مثل السجاد والنحاس والمجوهرات والفخار([19])، هدفت هذه المدينة المصغرة إلى إعادة إنتاج البيئة المعيشية الطبيعية للسكان المحليين وتصور حياتهم اليومية من خلال عرض الحرف والأنشطة التقليدية، أي هي “مدينة” تساهم في تكوين نظرة نحو التونسيين الذين حافظوا على عاداتهم تقاليدهم في ظل الحكم الفرنسي.
صورة عدد06 : السوق
Saint-Hiltaire (Geoffroy), « La Tunisie », l’exposition nationale coloniale de Marseille (1922 ; Marseille), commisariat général de l’exposition, bibliothèque historique de Cirad, 45 bis avenue de la bellle Gabrielle, 94736 Nogent sur Marne, 1923, pp 169-178, p 172.
تمّ بناء شارع مصغر كنموذج لشوارع تونس العاصمة مع حشده المزدحم ومتاجره الحرفية وأكشاكه بالإضافة ثكنة مخصصة للجيش وفيها عساكر يرتدون الزي الرسمي للجنود التونسيون، يمر الزائر من هذا الشارع الرئيسي نحو منزل وقع تصميمه وفق النموذج العربي الإسلامي، يتكون من فناء جدرانه مغطاة بأواني خزفية قديمة، وممرات مع أسقف ذات عوارض مكشوفة ومطلية بألوان زاهية، تنفتح بعد ذلك على الفناء ثلاث غرف، غرفة منها نموذج لغرفة الأثرياء بأثاثها الكلاسيكي مع الأعمال الخشبية الثقيلة وسرير مغطى ذو أربعة أعمدة معزز بالذهب([20]).
كان التركيز على السياحة معطى مهما لتبين لمواطنيها وللأوروبيين امتداد واتساع إمبراطورتيها جغرافيا وقدرتها على دمج ثقافات الشعوب الأخرى في بوتقتها، لقد عملت على نشر الصور الأكثر شعبية للبلاد التونسية من خلال الترويج لمشاهد الحياة اليومية التقليدية باعتبارها منتجات سياحية تستحق أن يعرف بها، ولتكون عنوان البلاد وعلامة من علامات تفردها من خلال الدعاية بمختلف الوسائل المتوفرة مثل الصور الفوتوغرافية. فاستغلت السلطات هذا الجانب في الدعاية والإشهار لمبادئها لتبني فكرة البلد المتحضر الحامي للثقافات المختلفة أي أنها صارت شاهدا على التاريخ وتساهم في تفسيره([21])، لكن المعارض لم تقتصر على هذا الدور فقط، بل لعبت دورا مهما على المستوى الفكري وخاصة في التبادل الثقافي والفني بين الدول.
الجانب الأثري
لم تكتف مصلحة الآثار والفنون بحماية المعالم والآثار القديمة من خلال الحفريات والتنقيب ومن خلال عمليات الترميم وسن مراسيم لترتيبها وحمايتها، ولكنها اتجهت إلى طريق آخر وهو الترويج لهذه الكنوز خارج البلاد، بإقامة معارض للقطع الأثرية.
خلال زيارته إلى البلاد التونسية في مارس 1921 وأثناء التحضيرات للمشاركة في معرض باريس طلب مدير ديوان الحماية الفرنسية من مدير مصلحة الآثار والفنون الجميلة “لويس بوانسو” Louis Poinssot عرض مجموعة من التماثيل الصغيرة وقطع الفسيفساء في المعرض، لكن الأخير رفض بتعلة أنّ الكثير منها يمثل قطع متفردة، وفي المقابل اقترح توظيف مختص فني لتجهيز نماذج من الآثار والقوالب للمشاركة بهم في معرض مرسيليا والمعرض المنتظر في باريس سنة 1925، تمّ إيجاد نحّات لكنه طلب راتبا شهريا يقدر ب 2000 فرنك لكن المسؤولون عرضوا عليه راتبا بين 1200 و1500 فرنك، وقد تمّ التفكير في حل آخر نظرا لتعنت النحّات وهو اللجوء لشراء مجموعة من القطع الفخارية والخزفية أعيدت صيانتها من طرف خزاف يهودي([22]).
طلبت إدارة التعليم العمومي برنامج مفصّل للمشاركة التونسية، ووقع تقسيم القطع الفنية المشاركة حسب الفترات التاريخية، وقع تجسيم نسخ من قطع أثرية بونية ورومانية من طرف ورشات المتحف العلوي لعرضها في المعرض الاستعماري بمرسيليا سنة 1922 ويمكن بيعها لهواة هذه الروائع الفنية، بالنسبة للوحات الفسيفساء فقد تمّ نسخ عدد من القطع مثل لوحة “فيرجيل” ولوحة مصارعة…وتحمل القائمة اسم كل لوحة ومكان العثور عليها و حجمها والثمن، وكذلك نسخ لتماثيل ونقائش…وتخضع لنفس التقديم وهي تمثل آلهة اغريقية مثل “ايروس”Eros و “هرماس” Hermès أو شخصيات مثل “جوليا دمنا” Julia Domna، وقد شاركت الفترة الرومانية على نصيب الأسد حيت تمّ تجسيم نماذج من 16 قطعة فسيفسائية عثر عليها خلال الحفريات في عديد المناطق التونسية مثل كل من سوسة والجم ولمطة والعالية ودقّة وقرطاج، كانت أبعاد القطع متفاوتة بلغ أصغها 55/ 55 سم أكبرها 330/135 سم، وقد بلغت التكلفة الجملية لمشاركة مصلحة الآثار والفنون الجميلة حوالي 36400 فرنك حسب القيمة التقديرية والبرنامج الذي وضعه لويس بوانسوا([23]).
صورة عدد07 : قطع فسيفساء تمثل مشهد صيد والشاعر الروماني “فرجيل”
Saint-Hiltaire (Geoffroy), « La Tunisie », l’exposition nationale coloniale de Marseille (1922 ; Marseille), commisariat général de l’exposition, bibliothèque historique de Cirad, 45 bis avenue de la bellle Gabrielle, 94736 Nogent sur Marne, 1923, pp 169-178, p 178.
بالإضافة إلى وجود مجموعة من القطع الفنية بلغ عددها 23 وتراوحت ارتفاعاتها بين 35 سم و1.4 م. ولتكون المشاركة متميزة تمّ إنجاز مجسمات لبعض المعالم الرومانية وهي معبد الكابيتول والمسرح بدقّة ومدرج الجم.
صورة عدد 08: مجسمات صغيرة من الجص لمسرح وكابيتول دقّة
Saint-Hiltaire (Geoffroy), « La Tunisie », l’exposition nationale coloniale de Marseille (1922 ; Marseille), commisariat général de l’exposition, bibliothèque historique de Cirad, 45 bis avenue de la bellle Gabrielle, 94736 Nogent sur Marne, 1923, pp 169-178, p 173.
صورة عدد 09: قطعة زخرفية من السيراميك
Saint-Hiltaire (Geoffroy), « La Tunisie », l’exposition nationale coloniale de Marseille (1922 ; Marseille), commisariat général de l’exposition, bibliothèque historique de Cirad, 45 bis avenue de la bellle Gabrielle, 94736 Nogent sur Marne, 1923, pp 169-178, p 172
واعتمادا على الدعم الحكومي، وقع تجهيز غرفة لعرض نسخ صغيرة من الجبس لمسرح ومبنى دوقة وتماثيل برونزية من الحفريات تحت بحرية من المهدية وفسيفساء من متحف باردو، أما القسم العربي فتمّ تجهيزه بمجموعة من النماذج لشواهد القبور وألواح من قطع جِص أنجزت في ورشات متحف باردو، كما تمّ صنع نماذج من الزُليج خصيصا للمعرض بالإضافة إلى المصوغ والصناديق والأقمشة والخزف.
الجانب الحرفي
قدمت كل الأطراف التي شاركت في المعرض الاستعماري الشرعية للسلطات الفرنسية أن تستغل هذا المنتج في الدعاية لإنجازاتها من خلال إبهار الناس بهذا المنتج السياحي المتنوع، حيث أن الزوار الفرنسيين للمعرض لن يقفوا لمشاهدة المعالم والمعروضات التي اعتادوا عليها، بل وقفوا لتأمل العنصر الثقافي المختلف عن ثقافتهم الذي أصبح في بوتقة حضارتهم باعتبارها إمبراطورية مهيمنة على بقية الثقافات، أي أصبح المعرض عنصرا لتحديد “هويات الدولة والشرعية الدولية”([24])، ورغم أنّ هذا المعرض وغيره قد أُستغل من طرف السلطات الاستعمارية للدعاية لاحتضان الشعوب المستعمرة إلا أنه، ساهمت في نفي الصور النمطية حول المجتمع التونسي باعتباره مجتمعا جامدا، بل إنه مجتمع أنتج مجموعة من التقنيات والمعارف تجلت لنا كتراث ثقافي([25]).
تعتبر المعارض فرصة للحرفيين من أجل ترويج منتجاتهم التقليدية والتعريف بها وكذلك فرصة لعرضها وبيعها للزوار الوافدين على المعرض وبعد ذلك عند زيارة السياح للبلاد التونسية، وقد كان حتى للطهاة فرصة المشاركة في المعرض الوطني الاستعماري في مرسيليا وذلك ضمن قسم “المطعم العربي”، وتوجّب على هؤلاء كراء محل في مقر القسم التونسي ليقوموا بعرض أطباقهم([26])، وقام شيخ مدينة تونس بحملة تحسيسية في أسواق المدينة وذلك بعد التنسيق مع “أمين” المطاعم “سليمان بن يحى” لتشجيع أصحاب المطاعم على الترشح للمناقصة والتي فاز بها شخص يدعى “بوكارا” Boccara، وشارك في المعرض ليقوم بتقديم المأكولات المحلية مثل الكسكس([27]).
أما بخصوص مشاركة الحرفيين في المعرض فقد كانت مشاركة شاملة([28]):
- الملابس والأزياء: شارك “حاييم سرفاتي”Haiim Sarfati وصموئيل فيتوسيSamuel Fitoussi، بإعارة زي كامل للأطفال وزي نسائي آخر مع تطريز فضي، وتمّ التنصيص على إمكانية بيع الأزياء المذكورة في المعرض، ولكن إذا لم يتمكنوا من العثور على مشترٍ وإذا كان لا بد من إعادة الثياب، فقد تعين على الحكومة دفع 40٪ من التكلفة مقابل هذه الأزياء كإيجار، ومن ناحية أخرى، شارك يهودي آخر يدعى “بلعايش” Bellaiche بإعارة زي حاخام كامل وزي “هينين” Henin على الطراز القديم مجانا.
- النحاس: تمّ الاتفاق مع حرفي يعمل في هذا الميدان وقد اشترط للمشاركة في المعرض، إشراك متدرب يعمل معه للسفر لمساعدته، وقد اعترض “دورجوفال” D ‘Orgeval عضو اللجنة المشاركة في المعرض، حيث أن هذه الشرط مستحيل لأنه يتعارض مع لوائح وشروط المشاركة في المعرض، وفي النهاية اقتنع بالعرض ووافق على إرسال مجموعة من منتجاته ولا سيما من النحاس المنحوت والمرصع بالفضة.
صورة عدد: محلات في السوق لبيع المنتجات الحرفية مثل السجاد الخزف والملابس والعطور
Saint-Hiltaire (Geoffroy), « La Tunisie », l’exposition nationale coloniale de Marseille (1922 ; Marseille), commisariat général de l’exposition, bibliothèque historique de Cirad, 45 bis avenue de la bellle Gabrielle, 94736 Nogent sur Marne, 1923, pp 169-178, p 174.
- المصنوعات الجلدية: تكفل بها الحرفي “الحاج عمر بن عثمان” من سوق السكاجين، الذي شارك بسرج مطرز بالحرير وآخر مطرز بالفضة بالإضافة إلى العديد من الجلود المدبوغة، وتمّ عرض القطع الجلدية والمطرزة وحملت جميعها إسم “تونس”، بالإضافة إلى ذلك، وقع تجهيز جلود وسروج ومحافظ وحقائب يد وما إلى ذلك وكانت كلها مطرزة حسب الطراز المحلي، كما شارك أمين سوق السراجين بسرج مطرز بالفضة.
- الشاشية: أما بخصوص إنجاح مشاركة صناعة الشاشية في المعرض، فقد تقابل شيخ مدينة تونس مع المدير العام للبنك العثماني وتناقشا حول الترويج للشاشية التونسية إلى تركيا من خلال الكتيبات والمطويات باللغة الفرنسية والتركية.
- المجوهرات، فكانت المشاركة حصرا للصناعات اليدوية لتقليص تكاليف التأمين، وتمّ تجنب المجوهرات الذهبية بالاكتفاء بالفضة والفضة المذهبة التي شارك بها “أمين” يدعى “عبد العزيز”، بالإضافة إلى “البلغة” التي كانت كلها صناعات يدوية وذات استعمال محلي، أما الحرير فهو أيضا ذو استخدام محلي مثل الحايك والأحزمة وأغطية الرأس وتمّ عرض هذه المنتجات بطريقة تسمح بظهور اسم المصنع وعنوانه.
تُظهر مشاركة العمارة والآثار والحرف في المعرض استخدام السلطات الفرنسية للمنتجات السياحية ذات الخلفيات المختلفة، لإضفاء الشرعية على مشاريعها الاستعمارية وعلى الرغم من أن معظم السياح أبهرتهم العمارة ، إلا أنهم وجدوا في الاختلاف دافعا للاكتشاف وحتى ليكونوا زبائن مستقبليين.
الجانب التجاري في المعرض
يهدف هذا المعرض لمزيد دعم الحرفيين وتوفير فرص لتسويق منتوجهم وفسح المجال للمستهلك المحلي والأجنبي وتحديدا الفرنسي لاقتناء المنتجات الحرفية، ويشكل الجناح التونسي في المعرض بمختلف مكوناته واجهة متميزة للتراث الثقافي التونسي، والتعريف به لدى الزوار ولمزيد جلب السياح مستقبلا للايالة التونسية.
وخلال المعرض الاستعماري وبعد انتهائه، سأل بعض الهواة عن إمكانية شراء القطع الأثرية التي تمّ عرضها في قاعة الآثار بالمعرض، ومع أنّ هذه القوالب هي ملك للجنة المعرض، فقد تمّت مناقشة عمليات بيعها بين محافظ متحف باردو ومدير مصلحة التعليم العمومي “برادر” Pradere لتوضيح القيمة المالية التي يمكن أن تمثلها هذه القوالب المختلفة لتحديد الأسعار للمشترين المحتملين([29]).
تم إرسال مجموعة من نسخ القطع الفنية تمّ العثور عليها تحت الماء في سواحل المهدية، إلا أنّ بعض منها وصل إلى باريس محطم تماما، ومع ذلك، ومن بين بعض القطع التي ظلت سليمة كانت تجذب انتباه الزوار، فطلب مدير ديوان الحماية الفرنسية من إدارة متحف باردو إرسال بعض من تلك القطع وبأي ثمن يحدده .([30])
خاتمة :
عكست مثل هذه المعارض المتروبولية الاهتمامات الاستعمارية للأوساط السياسية والاقتصادية والثقافية، وقد أعطيت الدول المدعوة للمعرض المساحة المناسبة فكرة بناء أجنحة صغيرة مميزة لكل دولة مدعوة أصبحت شائعة لدى الزوار والعارضين، فنرى بذلك في هذه المعارض “عالمين” ينظر كل منهما للآخر وجها لوجه وكانت بوتقة تنصهر فيها الثقافات أو تتمازج، لقد أعتبر معرض مرسيليا وسيلة للتعرف على الثقافات الأخرى بشكل أفضل كما كان منبرا لإبراز الانجازات التي قامت بها فرنسا في مستعمراتها.
ولإفساح المجال أمام المستعمرات الفرنسية أعيد بناء “المدن” التقليدية ذات الأنشطة الحرفية المتنوعة وتمّ تصوير الحياة اليومية، تتخللها احتفالات فلكلورية في إطار ثقافي معاد تشكيله أمام المتفرجين الفرنسيين، فتمّ تصميم مجسم صغير للمدينة العربية الإسلامية التونسية لتكون النموذج المصغر الذي يعكس الثقافة والمجتمع التونسي في فترة “الحماية” ولما كان لها من فضل على محافظة البلد على عاداتها وتقاليدها، ولأن السياحة تحتل مكانة مهمة في تونس، كان المعرض فرصة لتعريف الزوار بتاريخ البلاد وتراثها وعاداتها وتقاليدها لتشجيعهم لزيارة البلاد التونسية، فتمّ عرض أهم المواقع والمعالم التاريخية من مختلف العصور البونية والرومانية والعربية ممثلة بلوحات ونماذج والصور الفوتوغرافية وحتى إعادة تصميم المشاهد اليومية للحياة في البلاد التونسية.
قائمة المصادر والمراجع:
- أرشيف المعهد الوطني للتراث، صندوق 57، ملف 8 Exposition de la Marseille.
- الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة E، الصندوق 248، الملف 21.
- الرازقي )محمد بشير(، “السرديّات الاستشراقيّة والتراث الثقافي في البلاد التونسيّة خلال الفترة الاستعماريّة ) 1881-1956(: الممارسة والرهانات وإنتاج الصور النمطيّة”، مجلة دراسات استشراقية، العدد 22، ربيع 2020 م/ 1441 هجري.
- رمضاني )خالد(، السياسة العمرانية والمعمارية الفرنسية والتراث المحلي في مدينة القيروان بين 1881 و1956، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في علوم التراث، إشراف أحمد الباهي، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس، السنة الدراسية 2019-2020.
- اتفاقية لحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، أقرّها المؤتمر العام لليونسكو في دورته السابعة عشر، باريس، 16 نوفمبر 1972، المادّة 1، صفحة 4، أنظر النسخة الإلكترونيّة في موقع اليونسكو: https://whc.unesco.org/archive/convention-arb.pdf
- Sekik (Nozha), « Note à propos de la convention pour la sauvegarde du patrimoine culturelle et immatériel de l’humanité », in AFRICA : Série ATP, Revue du centre des arts et traditions populaires, I.N.P, N.14, Tunis, 2005.
- Régismanset (Charles), Exposition nationale coloniale de Marseille 1922, Paris, les imprimeries Françaises réunis, 25 boulevard des italiens, 1921.
- https://www.achac.com/immigration-des-suds/exposition/marseille-porte-des-suds/lexposition-coloniale-de-1922/
- De Villechenan (Florence Pinot), Les expositions universelles, presse universitaire de France, 1 ère édition, 108 boulevard Saint-Germain 75006, 1992.
- Dumont (Marie-Jeanne) ; Hammadi (Rodolphe), Paris-Arabesques, Architectures et décors arabes et orientalisants à Paris, Paris, E. Koehler-Institut du monde arabe-Caisse nationale des monuments historiques, 1988.
- Mathieu (Caroline), « Les Expositions universelles à Paris : architectures réelles ou utopiques », Paris-Milan, Musée d’Orsay-5 Continents ; Chalet-Bailhache, Isabelle (dir.) (2008), Paris et ses expositions universelles : architectures, 1855-1937, Paris, Éditions du Patrimoine.
- Demeulenaere-Douyère (Christiane), « World Exhibitions : A Gateway To Non-European Cultures ?», Quaderns d’Història de l’Enginyeria, 2012, volume xiii.
- Saint-Hiltaire (Geoffroy), « La Tunisie », l’exposition nationale coloniale de Marseille (1922 ; Marseille), commissariat général de l’exposition, bibliothèque historique de Cirad, 45 bis avenue de la bellle Gabrielle, 94736 Nogent sur Marne, 1923.
- Hilaire-Pérez (Liliane), « Introduction : les identités à l’épreuve de la modernité dans les expositions universelles aux xixe et xxe siècles Les expositions universelles », Les identités au défi de la modernité, Christiane Demeulenaere-Douyère et Liliane Hilaire-Pérez (dir.), Rennes, Presses universitaires de Rennes, 2014.
([1])من المفيد هنا التفريق بين مصطلح الدولية والعالمية. ‘الدولية’ تضم عدد محدود من الدول في حين أن ‘العالمية’ يشمل العالم كله.
([2]) Mathieu (Caroline), « Les Expositions universelles à Paris : architectures réelles ou utopiques », Paris-Milan, Musée d’Orsay-5 Continents ; Chalet-Bailhache, Isabelle (dir.) (2008), Paris et ses expositions universelles : architectures, 1855-1937, Paris, Éditions du Patrimoine.
([3])تعتبر المعارض الوطنية الاستعمارية معارضا مكرسة للدول الاستعمارية ومستعمراتها حصرا. بالإضافة إلى وجود معارض دولية استعمارية أي أن الدول العظمى تشارك مع مستعمراتها في هذه المعارض.
([4]) الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة E، الصندوق 248، الملف 21، وثيقة 12.
([5])وقد عرّفت اليونسكو UNESCO التراث الثقافي باعتباره “الذي يتضمّن كلّ أشكال التراث الثقافي الماديTangible Heritage كالمواقع والأبنية والصروح الأثريّة، والتراث غير المادي Intangible Heritage كالتقاليد وأشكال التعبير المعيشة المُتوارثة…كالتراث الشفوي وفنون الأداء والممارسات الاجتماعية والشعائر والاحتفالات والمعارف والممارسات المتّصلة بالطبيعة والكون أو المعارف والمهارات…كما يضمّ التراث الثقافي أيضا التراث الطبيعي” ينظر: – اتفاقية لحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، أقرّها المؤتمر العام لليونسكو في دورته السابعة عشر، باريس، 16 نوفمبر 1972، المادّة 1، صفحة 4. ينظر النسخة الإلكترونيّة في موقع اليونسكو: https://whc.unesco.org/archive/convention-arb.pdf
– Sekik (Nozha), « Note à propos de la convention pour la sauvegarde du patrimoine culturelle et immatériel de l’humanité », in AFRICA : Série ATP, Revue du centre des arts et traditions populaires, I.N.P, N.14, Tunis, 2005, pp.59- 63, p.59-60.
([6]) Régismanset (Charles), Exposition nationale coloniale de Marseille 1922, Paris, les imprimeries Françaises réunis, 25 boulevard des italiens, 1921, p 35.
([7]) https://www.achac.com/immigration-des-suds/exposition/marseille-porte-des-suds/lexposition-coloniale-de-1922/
([8])للإطلاع على تفاصيل شروط نجاح المعارض الدولية ينظر:
– De Villechenan (Florence Pinot), Les expositions universelles, presse universitaire de France, 1 ère édition, 108 boulevard Saint-Germain 75006, 1992.
([9]) Régismanset (Charles), Exposition nationale coloniale de Marseille 1922, Op Cit, p 38.
([11]) Dumont (Marie-Jeanne) ; Hammadi (Rodolphe), Paris-Arabesques, Architectures et décors arabes et orientalisants à Paris, Paris, E. Koehler-Institut du monde arabe-Caisse nationale des monuments historiques, 1988, p 08.
([12])أرشيف المعهد الوطني للتراث، صندوق 57، ملف 8 Exposition de la Marseille، وثيقة 11.
([14])بالرغم من الانفتاح على المعالم الإسلامية، فقد صدرت المراسيم التي ترتب المعالم التاريخية الإسلامية متأخرة نسبيا وذلك سنة 1912. وهو دليل كشف الفرنسيين قد بنوا ذاكرة انتقائية تستند أساسا إلى العصور القديمة خاصة الرومانية، وقد تمّ اعتبار ماضي تونس القديم بمثابة إضفاء الشرعية على فرنسا باعتبارها وريثة للأسلاف.
([15])الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة E، الصندوق 248، الملف 21، وثيقة 45.
([16])بوسعدية هي رقصة مرتبطة بالفلكلور التونسي وهو تنتمي إلى التراث الشفوي. ويجسدها شخص يسلي الكبار ويروع الأطفال، شارك في الرسوم المتحركة للشوارع والأسواق من خلال أداء أدائه وحده وسط الحشد المجتمع في ساحة عامة أو في وسط سوق. يرتدي البوسعدية قناعا جلديا وغطاء مخروطيا عاليا، وهو نوع من الثوب الملون. تسمح له هذه الملابس بممارسة رقصة تتميز بمواقف هزلية.
([17]) Demeulenaere-Douyère (Christiane), « World Exhibitions : A Gateway To Non-European Cultures ?», Quaderns d’Història de l’Enginyeria, 2012, volume xiii, Pp 81-96, P 89.
([18]) Saint-Hiltaire (Geoffroy), « La Tunisie », l’exposition nationale coloniale de Marseille (1922 ; Marseille), commissariat général de l’exposition, bibliothèque historique de Cirad, 45 bis avenue de la bellle Gabrielle, 94736 Nogent sur Marne, 1923, pp 169-178, p 170.
([19])الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة E، الصندوق 248، الملف 21، وثيقة 45.
([20]) Saint-Hiltaire (Geoffroy), « La Tunisie », Op Cit, p 176.
([21]) رمضاني )خالد(، السياسة العمرانية والمعمارية الفرنسية والتراث المحلي في مدينة القيروان بين 1881 و1956، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في علوم التراث، اشراف أحمد الباهي، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس، السنة الدراسية 2019-2020، ص 284.
([22])أرشيف المعهد الوطني للتراث، صندوق 57، ملف 8 Exposition de la Marseille، وثيقة 16.
([24]) Hilaire-Pérez (Liliane), « Introduction : les identités à l’épreuve de la modernité dans les expositions universelles aux xixe et xxe siècles Les expositions universelles », Les identités au défi de la modernité, Christiane Demeulenaere-Douyère et Liliane Hilaire-Pérez (dir.), Rennes, Presses universitaires de Rennes, 2014, pp 07-25, p 21.
([25])الرازقي )محمد بشير(، “السرديّات الاستشرافية والتراث الثقافي في البلاد التونسيّة خلال الفترة الاستعماريّة ) 1881-1956(: الممارسة والرهانات وإنتاج الصور النمطيّة”، مجلة دراسات استشراقية، العدد 22، ربيع 2020 م/ 1441 هجري، ص ص 112-128، ص 118.
([26])الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة E، الصندوق 248، الملف 21، وثيقة 22:
– Expositions France exposition nationale coloniale de Marseille en 1922.
([29])أرشيف المعهد الوطني للتراث، صندوق 57، ملف 8 Exposition de la Marseille، وثيقة 07.