التكامل المعرفي في منهاج التربية الإسلاميّة بالسّلك الثانوي التأهيلي بالمغرب: دراسة بيداغوجية
Knowledge integration in the islamic education curriculum for high school in Morocco-pedagogical study
ط.د رضوان الرواك/كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مراكش، المغرب
Phd Sudent Radouane Rouak/flsh Marrakesh, Morocco
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 84 الصفحة 31.
ملخص :
تهدف هذه الدراسة إلى تطوير منهاج مادة التربية الإسلامية بالسلك الثانوي التأهيلي بالمغرب، في ضوء التكامل المعرفي، ومعرفة درجة التكامل بين دروس مادة التربية الإسلامية، ووضع تصور مقترح لتطوير منهاج التربية الإسلامية وفق مقاربة تكاملية، ولتحقيق هدف الدراسة تم الاعتماد على المنهج الوصفي باستخدام تحليل محتوى المنهاج، وقد بينت الدراسة أن مبدأ التكامل حاضر في مفردات وأهداف المنهاج وغيابه على مستوى الأنشطة التعليمية والتقويم.
الكلمات المفتاحية: التربية الإسلامية، المنهاج، التكامل المعرفي.
Abstract:
The aim of the study is to develop the Islamic education curriculum for secondary in Morocco, in the light of cognitive integration, and the degree of integration of Islamic education courses, and proposed concept for the Islamic education curriculum to develop in a complementary approach, to achieve the objective of the study, descriptive approach has been adopted using the analysis of the content of the curriculum. The study showed that the level of attendance at the principle of integration is very high in the curriculum’s lessons and objectives and its absence at the level of educational activities and evaluation.
Keywords: Islamic education, curriculum, integration knowledge.
مقدمة :
تقوم دعامات المجتمعات المتقدمة على تحسين أنظمتها التعليمية وتجويد مردوديتها، سواء على مستوى التنظير العلمي والبيداغوجي للمعارف أو من خلال تصميم البرامج والمقررات من مدخلات ومخرجات التعلم، غير أنه بظهور العولمة والدعوة إلى الحداثة وانتشار المعرفة والتكنولوجيا العابرة ا لحدود، ظهر لدى العديد من الأنظمة التربوية العربية حيث أن تجليات هذا الضعف ما تعيشه بعض المدارس من تفكك معرفي وقيمي، وانفصال تام أو شبه تام بين الهوية الدينية وبين المعارف الأكاديمية المدرسة، في غياب تام لنظرة تكاملية متناسقة بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية والاجتماعية، مما يعني اختزال دور المدرسة في ممارسات تقنية تعزلها عن محيطها الخارجي، وانقلابا ضمنيا على دورها كمؤسسة لها تأثيرها على مستوى التنشئة الدينية والاجتماعية.
إن مسار البحث العلمي والتدريس في مجال العلوم الإسلامية هو جزء من مسار البحث العلمي والتدريس في مجال العلوم الإنسانية بالتعليم الثانوي التأهيلي بالمغرب، وفي هذا الإطار، فإن تدريس مادة التربية الإسلامية يطرح إشكالات كبرى على غرار باقي المواد التخصصية الأخرى، أبرزها ضعف التكامل المعرفي بين الحقول المعرفية عموما والعلوم الشرعية على وجه الخصوص، فالتكامل يتجاوز التخصص، إذ لا يجب على الأستاذ أن يبقى أن نختزل دوره في مجاله المعرفي على اعتبار أن التدريس يقوم على الامتدادات داخل مواد والمجالات المعرفية بشكل مستعرض وهو ربط منهجي وبيداغوجي، فالعلم الواحد لن ينتج غير المعرفة الواحدة المنغلقة على ذاتها وغير القادرة على الانفتاح على باقي العلوم والمعارف، كما أن مفهوم التكامل الذي كان سائدا أملته ضرورة تاريخية ارتبطت بسياق معين يدرس قضايا فقهية وكلامية متجاوزة صارت مستهلكة اليوم، إلى جانب غياب التكامل داخل التخصص نفسه بين الفقه والتفسير والمقاصد وغيرها من المواد مما انعكس سلبا على مخرجات التكوين في العلوم الشرعية، وتم تقويض التخصص إلى درجة أنه يحيل على فهم واحد وعلم واحد ومعرفة واحدة.
وإذا كان أغلب مدرسي مادة التربية الإسلامية بالسلك الثانوي التأهيلي بالمغرب على طرق تقليدية لتقديم المادة الشرعية والتي يعتقد بعضهم أن طبيعة المادة تفرض هذا النمط التقليدي في تدريس العلم الشرعي، فإن هذا ما يجعل درس مادة التربية الإسلامية يغرق في نمط تعليمي آلي يقوم على التلقين والإلقاء، مما يعني غياب آليات كفيلة ببناء المعرفة الشرعية التي تجد ذاتها مجردة ومنفصلة عن الواقع وعن الحياة العملية، وهذا ما يستدعي ترشيدا للفعل البيداغوجي بتنزيل الكفايات في مادة التربية الإسلامية على الواقع، والعمل على بناء طرائق للتعلم والتي تكون قادرة على تجاوز البعد الواحد فهما وعملا وممارسة، وهذا ما حمله منهاج التربية الإسلامية الجديد من خلال اعتماده رؤية جديدة للتعامل مع المعرفة الشرعية، تعتمد مدخلا أساسيا يتأسس على التنوع المعرفي ومنظومة القيم وتصريف التعلمات وبنائها من خلال المقاربة بالكفايات، مع الأخذ بعين الاعتبار نظام المداخل التي تعالج فروع العلوم الإسلامية (القرآن الكريم/ العقيدة/ السيرة النبوية/فقه العبادات والمعاملات/ الأخلاق) بدل نظام الوحدات السابق الذي كان يعالج مواضيع عامة ذات طبيعة شرعية تجعل الدارس يجد صعوبة في تحديد هوية المعرفة.
ومع تنزيل المنهاج الجديد للتربية الإسلامية والذي قام على تحيين وهندسة المادة على مستوى الأهداف والمضامين والبرامج وأشكال التدبير التعليمية والتربوية، ظهر جليا وجود صعوبات كبرى في فهم فلسفته وترجمتها على مستوى دروسه والقيم التي يسعى لتمليكها لمتعلمين أصبح مجتمع الألفية الثالثة اليوم تفرض عليهم تمكنهم من كفايات أنشطته التعليمية-التعلمية، وتحصيل مهارات حياتية تمكنهم من الانفتاح والاندماج المدرسي والاجتماعي، وتستجيب لحاجاتهم التعليمية والتربوية والنفسية والفكرية، دون الانصهار في قيم العولمة من خلال الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية عن طريق تطبيق المعرفة الشرعية في حياتهم اليومية بطريقة شمولية وتكاملية، يشعر بداخلها المتعلم بأهمية تعلمه لمادة التربية الإسلامية، كامتداد للتربية على القيم مع تعزيز الأبعاد الوظيفية لهذه المادة في خلق التجديد والتفاعل الايجابي مع روح العصر ومجتمع المعرفة.
الإشكالية:
يسعى منهاج التربية الإسلامية إلى إعداد متعلم متشبع بقيم الدين الإسلامي، منفتح على قيم الحضارة المعاصرة في أبعادها الإنسانية الكونية، ملمّا بقيم الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان المنسجمة مع خصوصيته الدينية والوطنية والحضارية، ممتلكا لرصيد معرفي في مجال العلوم الشرعية واللغوية والأدبية والعلوم الإنسانية[1]، وتتمثل مرجعيتنا في ذلك على مقصد الشمول في الشريعة الإسلامية والذي يروم إحداث توازن في شخصية المسلم معرفيا، روحيا وبدنيا، لكن الملاحظ أن تلاميذ السلك الثانوي التأهيلي اليوم لا يمتلكون من المواصفات سالفة الذكر إلا نسبة ضئيلة، فهم وإن امتلكوا رصيدا معرفيا شرعيا إلا أن أغلبهم لا يمتلكون الكفايات التواصلية والقدرة على التحليل والتركيب التي تساعدهم على الانفتاح على الآخر، عن طريق تبليغ هذه المعرفة الدينية بطريقة يستثمر فيها المتعلم ما اكتسبه من معارف في المواد ذات الصلة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية التي يدرسها في السلك الثانوي التأهيلي، وهذا ما أشار الأستاذ لحسن قايدة في الندوة الوطنية حول منهاج التربية الإسلامية بقوله: “أما على مستوى الكفايات، فالملاحظ أنه يتم التركيز على التعلم النظري في غياب كامل لأي تصور عملي لترسيخ المفاهيم والقيم ومع أن المنهاج ينشد تفعيل ما يسمى بوظيفية المعرفة لكنه لم يقم في بذلك[2].
إن إحداث التوازن في شخصية المتعلم معرفيا ووجدانيا وحس حركيا يستدعي حصول تكامل معرفي يجعله قادرا على توظيف جميع معارفه لفهم واقعه ووضعياته، واكتساب أساليب التعامل معه وفق أحكام وقيم الشريعة الإسلامية، غير أن منهاج التربية الإسلامية المعدّل سنة 2016 تأسس على دعامة التكامل المعرفي الذي يتجسد في الانفتاح على مجموعة من التخصصات أثناء صياغته، وهو بناء مستعرض يتم من خلاله استدعاء معارف متنوعة رافدة لمادة التربية الإسلامية، مع مراعاة العلاقة التكاملية بين المواد التعليمية بالانفتاح على مواد ومجالات معرفية وابستمولوجية أخرى، إلا أن هذه العملية لم تقم على الاستفادة من التصورات التربوية بحيث اقتصرت على بعض أساسيات العلوم التربوية المعاصرة، كما أن اعتماد المنهاج على “بيداغوجيا” الكفايات بشكل أساس، جعل مدخل الوضعية المشكلة من أهم المداخل التي يتأسس عليها درس مادة التربية الإسلامية في الثانوي التأهيلي، بحيث يتم تقديم دروس المادة وفق المقاربة بالكفايات، وهي المقاربة التي تستهدف اكتساب المعارف والقدرة على استنفارها وتحويلها للتعامل مع وضعيات جديدة، وعلى مستوى التدبير الزمني للدروس، ذلك أن كل مدخل يقدم درسا بمعدل ساعتين منفصلتين أسبوعيا مما يفقد المادة العلمية تكاملها وشموليتها، ويعيق المتعلم على مستوى استيعاب المعارف المتفرقة وربطها أفقيا وعموديا، باعتبار المعرفة نسقا لا يتجزأ، فضلا عن كون الإصلاح استهدف مادة واحدة بعد أن أسّس لها منهاجا بشكل منفصل عن باقي المواد الأخرى، وهو ما يجعل المنهاج فاقدا لأحد أهم أسسه وهو التكامل سواء أفقيا أو عموديا.
والظاهر أن المنهج العلمي لم يحظ الشرعي بالقدر المناسب من اهتمام المنهاج، إذ أن أغلب فقرات البرنامج إنما تُملِّك المتعلم المعلومات والمعطيات المفردة والأحكام، ولا تهتم بتمليك التصورات النسقية، ومنهج الوصول للمعرفة الشرعية[3]، وهذا ما أشار إليه تقرير اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد والذي دعا إلى: ” تجديد مقاربة التربية الإسلامية(… حيث) توصي اللجنة بإغناء التربية الإسلامية في المدرسة لترسيخها بشكل أكبر في واقع المجتمع المغربي ولتشجيع التلاميذ على المناقشة لامتلاك القيم وتجسيدها من خلال الواقع المعيش بدل التعلم النظري”[4].
وتتجلى أهم الصعوبات التي تقع على عاتق أساتذة التربية الإسلامية في تصحيح التمثلات التي ترسبت لدى المتعلمين وتقديم أجوبة عن التساؤلات الكبرى الناتجة عن مجموعة من المفاهيم الخاطئة والأحكام القلية والمسبقة التي ترسخت عن طريق التنشئة الاجتماعية من قبيل الثنائيات الجدلية التي غالبا ما تتجسد يقينا في واقعه في صور مركبة تستعصي الإجابة عليها، فتجده يرى الكاذب والخائن قد ينجح اجتماعيا، في الوقت الذي تعتبر فيه المدرسة مؤسسة لاستنبات القيم الفاضلة والاجتهاد، وهذا ما ساعد على انتشار هذه النماذج التي يتمثلها ناجحة بعد أن هيمنت التفاهة على وسائل التواصل الاجتماعي وصارت لصيقة بمجتمع العولمة، ولذلك يحاول أساتذة التربية الإسلامية في غالب الأحيان الإجابة عن هذه الأسئلة العميقة والمحرجة بربط المتعلمين بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، غير أنه لا يجد بدا من الخروج من دائرة التجريد إلى المحسوس، إذ أن متعلم الألفية الثالثة يحتاج اليوم إلى الكفايات الجديدة التي تؤهله لمواجهة الكم المعرفي الهائل وهذا الغزو القيمي الفاسد الناتج عن العولمة، وإلى اعتماد النسقية والانسجام في بناء المناهج، لأن ما يعاني منه المنهاج التربوي المغربي بخصوص إدماج القيم في البرامج والمقررات الدراسية؛ هو غياب النسقية والانسجام بين المواد مما يؤثر بلا شك سلبا على القيم التي تروم كل مادة تمريرها وإكسابها للمتعلمين.[5]
وتأسيا على ما سبق تتمحور مشكلة بحثنا في السؤال المركزي الآتي:
ما مدى استجابة منهاج التربية الإسلامية بالسلك الثانوي التأهيلي لحاجات وكفايات متعلمي مجتمع الألفية الثالثة؟
أسئلة الدراسة:
- ما موقع التكامل المعرفي في تدريس مادة التربية الإسلامية بالثانوي التأهيلي بالمغرب؟
- ما درجة التكامل المعرفي للعلوم الإسلامية داخليا وخارجيا؟
- ما هي الأنماط المعتمدة في تدريس التربية الإسلامية في الثانوي التأهيلي؟
- ما هي الأساليب التربوية الناجحة لتدريس العلوم الإسلامية وفق نسق تكاملي؟
- هل يمكن للتكامل المعرفي بين التصورات التربوية الإسلامية والعلوم التربوية المعاصرة أن ينتج نموذجا تدريسيا يخدم مادة التربية الإسلامية بشكل يتوافق مع أهداف منهاجها؟
أهداف الدراسة:
يتمثل الهدف الرئيسي لهذا البحث في بلورة نموذج تدريسي تكاملي لمادة التربية الإسلامية بالسلك الثانوي التأهيلي، من خلال:
- التعرف على موقع التكامل المعرفي في تدريس مادة التربية الإسلامية بالثانوي التأهيلي بالمغرب.
- التعرف على درجة التكامل المعرفي للتربية الإسلامية داخليا وخارجيا.
- الوقوف على الأنماط التربوية المعتمدة في تدريس التربية الإسلامية بالثانوي التأهيلي بالمغرب.
- الاستفادة من التجارب التربوية المعتمدة على التكامل المعرفي في بناء مناهجها التربوية.
أهمية الدراسة:
يكتسي موضوع التكامل المعرفي أهمية لكون:
أ. التكامل ذو طبيعة كونية في الخلق، ومن خصائص الشريعة الإسلامية التي تسعى إلى بناء الإنسان معرفيا وروحيا ووجدانيا.
ب ـتميّز المشكلات المجتمعية والحياتية بالشمولية وهي ذات طبيعة متكاملة، مما يجعل تجزيئها غاية في الصعوبة على اعتبار أن كل مشكلة تواجه الفرد تستدعي كل مجالات المعرفة.
ج. مراعاة المنهج المتكامل لخصائص النمو السيكولوجي والتربوي للتلاميذ، من حيث مراعاة ميولهم واستعداداتهم فيما يقدم لهم من معارف، وخبرات متكاملة.
د. يستهدف المنهج المتكامل إعداد الفرد وتنشئته بشكل متكامل ليكون فعالا في المجتمع، متمكنا من نقل مهاراته التي تعلمها إلى سياق المعارف وتصريفها في وضعيات ومواقف الحياة اليومية.
مصطلحات الدراسة:
التكامل المعرفي: تقديم المعرفة بشكل نسقي في صورة معارف مترابطة دون تجزيء أو تقسيم في مجالاتها المختلفة.
المنهاج: هو مجموعة من الإجراءات التي يتم التخطيط لها لتحقيق التعلم والنمو الشامل لشخصية المتعلم في تكامل داخل المدرسة.
التربية الإسلامية: نسق متكامل من المفاهيم والقيم الدينية التي تروم بناء شخصية متوازنة في المجتمع، والتي تلبي حاجات المؤمن في دينه ودنياه.
منهج الدراسة:
سيعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي بالاعتماد على:
دراسة المنهاج عن طريق تحليل المحتوى لمعرفة مظاهر حضور التكامل المعرفي ضمن منهاج التربية الإسلامية للسلك الثانوي التأهيلي.
الإطار النظري:
مفهوم التكامل المعرفي
لغويا: اشتق التكامل من الفعل الثلاثي المجرد “كمل”، قال ابن منظور: ” كمل، الكمال: التمام، وقيل التمام الذي تجزأ منه أجزاؤه… وأكملت الشيء: أي أجملته وأتممته… وكمله: أتمه وجمله… [6]، كما تؤكد المعاجم اللغوية أن مادة (ك- م – ل) تدل على التمام بعد التجزئة، وتوحي أيضا أن جزء الشيء أو الأجزاء المتعددة للشيء الواحد قد اتحدت وتوحدت واندمجت واختلطت، وأخذت شكلا واحدا، ولهذا فقد اكتمل وتم،[7] ومنه قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي}،[8] وهذا المعنى يرشدنا إلى المعنى الاصطلاحي للتكامل المعرفي والمعبر عنه بإتمام العلوم بعضها لبعض حتى تحصل المعرفة بالشيء معرفة تامة وكاملة.
والتكامل بهذا المعنى يشير إلى وجود أجزاء متفرقة يعتريها النقص إذا نظر إليها متفرقة، ويقتضي تعويض هذا النقص اجتماع الأجزاء ببعضها، مما يجعل كل جزء يحقق وظيفته داخل النسق (الكل) وهذا هو جوهر التكامل.
أورد عدد من الباحثين في مجال التربية والتعليم العديد من التعاريف بحيث يعرفون التكامل بأنه:
– ” محاولة للربط بين الموضوعات الدراسية المختلفة، التي تقدم للطلاب في شكل مترابط ومتكامل، وتنظم تنظيماً دقيقاً، يسهم في تخطي الحواجز بين المواد الدراسية المختلفة “[9].
– “تقديم المعرفة في نمط وظيفي على صورة مفاهيم متدرجة ومترابطة تغطي الموضوعات المختلفة دون أن يكون هناك تجزئة أو تقسيم للمعرفة إلى ميادين مفصلة “[10].
– “المناهج التي يتم فيها طرح المحتوى المراد تدريسه ومعالجته بطريقة تتكامل فيها المعرفة، من مواد أو حقول دراسية مختلفة، سواء كان هذا المزج مخططاً ومجدولاً بشكل متكامل حول أفكار وقضايا وموضوعات متعددة الجوانب، أم تم تنسيق زمني مؤقت بين المدرسين الذين يحتفظ كل منهم بتخصصه المستقل أم بدرجات بين ذلك “[11].
– ” المنهج الذي يعتمد في تخطيطه وطريقة تنفيذه على إزالة الحواجز التقليدية التي تفصل بين جوانب المعرفة “.
– ” فكرة وسط بين المواد المنفصلة وبين الإدماج التام، ويتطلب تنظيما خاصاً للمادة الدراسية وهو التنظيم السيكولوجي “[12].
من خلال التعاريف السابقة، نستنتج أن التكامل المعرفي منهج علمي يقدم المعرفة في شكل نسقي، بحيث يتم توظيف الأجزاء الصغيرة من المعرفة للوصول إلى صورة كلية شاملة لها، وأن أي اختزال لأي جزء مهما صغرت قيمته سيؤثر على نظام المعرفة وترابطها.
في فلسفة التكامل المعرفي:
يتميز الشرع الإسلامي بنظرة شمولية وتكاملية للنفس البشرية، تروم التنمية المتوازنة لمقومات الشخصية بما يؤهلها للعطاء والإنجاز الحضاري، وإذا تأملنا في المقاصد الكبرى للشريعة وجدناها تستهدف جوانب حياة الفرد دينا، ونفسا وعقلا ومالا وعرضا، بحيث تتداخل هذه المكونات وتتكامل لترشد المؤمن إلى النهج القويم وتحقيق مبدأ الاستخلاف في الأرض.
تعريف (مفهوم) التربية الإسلامية
التربية الإسلامية هي ” منهج كامل للحياة، ونظام متكامل لتربية ورعاية النشء، فهي تشتمل أيضا على أهداف وفلسفة ومناهج التعليم وطرائق التدريس، وهي تحرص على الفرد والمجتمع، وتحرص أيضا على القيم المادية والروحية والأخلاق، وتوازن بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة”[13]، أما عند علي فهي “مجموع المفهومات التي يرتبط بعضها ببعض في إطار فكري واحد يستند إلى المبادئ والقيم التي جاء بها الإسلام والتي ترسم عددا من الإجراءات والطرائق العملية التي يؤدي تنفيذها إلى أن يسلك المرء سلوكا يتفق وعقيدة الإسلام”[14].
ويحدد جاسم وفنن التربية الإسلامية على أنها “مجموعة متناسقة مترابطة من المفهومات والقيم الفاعلة في نفس المؤمن، وروحه حتى إذا كان على غير وعي كامل بها أو على غير قدرة على صياغتها وترتيبها وعرضها”[15]، كما أنها تعتبر” مادة تروم مادة تروم تلبية حاجات المتعلم الدينية التي يطلبها منه الشارع، حسب سيروراته النمائية والمعرفية والوجدانية والأخلاقية وسياقه الاجتماعي والثقافي”[16].
نستنتج من خلال التعريفات أن التربية الإسلامية هي” نسق متكامل من المفاهيم والقيم الدينية التي تروم بناء شخصية متوازنة صالحة في المجتمع، والتي تلبي حاجات المؤمن في دينه ودنياه”. وهي منهج حياة شامل لحياة الإنسان تنظم حياته وترسم له الطريق التي تجعله فالحا في دنياه وآخرته.
المنهاج:
يعرف المنهاج على أنه: ” مجموع الخبرات والأنشطة التي تقدمها المدرسة تحت إشرافها للطلبة، بقصد احتكاكهم، وتفاعلهم معها، ومن نتائج هذا الاحتكاك والتفاعل يحدث تعلم أو تعديل في سلوكهم”، وهو مجموع الخبرات التربوية التي تهيؤها المدرسة للتلاميذ داخلها وخارجها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل، ويقصد بالنمو الشامل الذي يسعى المنهاج الحديث إلى تحقيقه لدى المتعلم، النمو في الجوانب الجسمية والعقلية والروحية والنفسية والاجتماعية جميعا نموا يؤدي إلى تعديل سلوك المتعلم ويعمل على تحقيق الأهداف التربوية المنشودة[17]، وهو مجمل الأنشطة التي تم تخطيطها بمراعاة سياق إنزالها ثقافة، وأشخاصا و زمانا ومكانا وإمكانات وأشكال التفاعل بين المكونات المختلفة، كما يفهم أنه التصور المركب والشامل الذي يتضمن المضامين الثقافية وجمل العوامل التي تراعى في إيصالها للمتعلمين[18]، وبهذا يكون المنهاج رؤية تربوية متكاملة وشاملة لما ينشده المجتمع مستقبلا ويسعى لإيصاله للمتعلمين بمراعاة سياقات تنزيله ثقافيا، واجتماعيا، ومعرفيا، واقتصاديا، وسياسيا، فكل فعل لا يراعي سياق تنزيله فهو ينحو إلى الفشل غالبا.
أسس منهاج التربية الإسلامية
الأساس الفلسفي:
يستمد الأساس الفلسفي لمنهاج التربية الإسلامية من نظرة الإسلام إلى الكون والحياة، ومنها تتفرع الأهداف العامة والخاصة للتربية الإسلامية، على اعتبار أن الإسلام منهج حياة كامل ينظم علاقة الإنسان مع ربه ومع نفسه ومع غيره ومع بيئته، ويوازن بين حاجاته المادية والنفسية.
الأساس الاجتماعي:
يؤكد الأساس الاجتماعي لمادة التربية الإسلامية على أهمية إعداد الإنسان باعتباره فردا قادرا على التكيف مع مجتمعه، كما يؤكد على أهمية العوامل الاجتماعية بخصوص محتوى المنهاج وصعوبات تنزيله، مثل: المتعلم والمعلم والعملية التربوية ذاتها، فيربط كل ذلك بالمجتمع ومسؤولية أفراده، فتلتقي عوامل بناء الإنسان وعناصر العملية التربوية مع مسؤولية المجتمع وتوجيهه نحو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فتكون التربية الإسلامية بمفهومها الواسع للفرد والمجتمع هي الضمان لتحقيق المسؤولية الاجتماعية في المجتمع، قال تعالى: ” ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون”.[19]
الأساس النفسي:
تعنى التربية الإسلامية بالأساس النفسي للمنهج الإسلامي باعتبار أن الإنسان محور مجال التربية الإسلامية بكل ما يتضمنه من استعدادات وقدرات، من خلال الاهتمام به طفلا ويافعا وراشدا، بحيث تهتم التربية الإسلامية بإشباع حاجاته الفسيولوجية والعضوية والنفسية، ولاسيما حاجاته النفسية المتعلقة بأمن النفس واستقرارها إذ أن إشباع الحاجة للأمن والاستقرار أساسية لعطاء الفرد وإنتاجه في الحياة وفي المجتمع.
الأساس المعرفي:
يقوم منهاج التربية الإسلامية على الربط بين معرفة الإنسان لنفسه ولحقائق الأشياء، ومعرفة الله سبحانه وتعالى من جهة، وبين تكامل المعارف والعلوم وارتباطها بحقيقة الإيمان وجوهره من جهة أخرى، وهو ما يجعل المنهج التعليمي للتربية الإسلامية قائما على وحدة العلوم والمعارف وتوجيهها لطرق البحث والتفكير في نظرة شمولية لمعرفة الخالق وتوحيده.
إن المعرفة الحقيقية في الإسلامية معرفة ربانية تتأسس على معرفة الله معرفة صحيحة عن طريق تدبر وتأمل الكتاب المسطور والكتاب المنظور، إلى جانب استخدام القياس العقلي أو العقلي والشرعي معا، بحيث إن الشرع قد أوجب النظر بالعقل في الموجودات واعتبارها، وكان الاعتبار ليس أكثر من استنباط المجهول من المعلوم واستخراجه منه[20].
مفهوم منهاج التربية الإسلامية
إن التربية الإسلامية هي” تلك المفاهيم التي يرتبط بعضها ببعض في إطار فكري واحد، تستند إلى المبادئ والقيم التي جاء بها الإسلام، والتي ترسم عددا من الإجراءات والطرائق العملية”،[21]فضلا على أن مفهوم منهج التربية الإسلامية يستهدف ” إيجاد الشخصية المتكاملة عن طريق تربيتها روحيا وجسميا وعقليا واجتماعيا، وبناء مفاهيم الفرد عن خلقه ونفسه والكون الذي يعيش فيه في ضوء مجموعة من القيم والعقائد والمثل العليا، التي تساعد على تكوين العادات والاتجاهات المرغوبة، وتعمل على تنمية ميوله وإشباع حاجاته بشكل يجعله مهيأ لعبادة الله وتنفيذ شرعه على أساس من التطبيق”[22]، ومن منظور تكاملي يمكن القول بأن منهاج التربية الإسلامية هو “مجموع الخبرات والمعارف والمهارات التي تقدمها مؤسسة تربوية إسلامية إلى المتعلمين بقصد تنميتهم تنمية شاملة متكاملة، جسميا وعقليا ووجدانيا، وتعديل سلوكهم في الاتجاه الذي يمكنهم من عمارة الأرض، وترقيتها وفق منهج الله وشريعته”[23].
مكونات المنهاج الدراسي للتربية الإسلامية
أولا: الأهداف
تهدف عملية إلى التنمية المتكاملة لشخصية الفرد، بما يؤهله لتطبيق منهج الله تعالى في الجوانب الحياتية، فالمنهج التربوي يتأثر برؤية المخططين والمنفذين عن الفطرة الإنسانية، والتي تختلف في مفهومها ومصدرها في الإسلام عن الفلسفات الأخرى[24]، فنجاح التربية يعتمد على نجاحها في تحديد أهدافها، والتي يتم على ضوئها يتم تحديد مجال الدراسة وطرقها ووسائلها وأساليبها ومناهجها[25]، لذلك يجب تحديد أهداف المنهج بشكل يتسق مع فطرة الإنسان، ورؤيته الكلية التي يؤمن بها[26]، وفي هذا الإطار فقد تمت مقاربة الأهداف التربوية من جانبين، باعتبارها:
- غايات ومقاصد نهائية ترتبط بالقيم[27].
- وصف للسلوك المتوقع من المتعلم نتيجة تفاعله مع الخبرات التعليمية والتربوية[28].
إجمالا، يمكن تعريف الأهداف التربوية، بأنها: غايات ومقاصد ترتبط بقيم المجتمع، تتجسد إجرائيا في سلوك المتعلم من خلال تفاعله مع الخبرات التربوية في الموقف التعليمي.
الأهداف التربوية: أنواعها ووظائفها
تقوم المؤسسات التربوية على إعداد الفرد لتحقيق غاية محددة، وهي العبادة الكاملة لله عز وجل، حيث تتدرج في تربية الفرد، لتحقيق أهداف التربية في مستويات تبدأ من الغاية الكلية للتربية، وهي عبادة الله سبحانه وتعالى[29] وتنقسم الأهداف إلى:
الأهداف التعليمية الثابتة (الغايات)
إنها الأهداف النهائية للتربية على المستوى الفردي والاجتماعي والعالمي[30]، وتتمثل في ترسيخ قيم ومبادئ الشريعة الإسلامية، وهي تمثل ثوابت الدين، والمعالم الأساسية لشخصية الفرد المسلم والمجتمع المسلم،[31]وهي تمثل صفات الفرد العقلية والنفسية والشخصية، واتجاهات وخصائص المجتمع، التي يراد من التربية تحقيقها في أرض الواقع، فهي توجه المنهج التعليمي، وتحدد بنيته، وطبيعته، وطرائقه، ووسائل تنفيذه[32]، وتتصف الأهداف بأمرين[33]:
- تبدأ بالفرد وتنتهي بالمجتمع الإنساني عامة.
- تبدأ بالدنيا وتنتهي بالآخرة بأسلوب متكامل متناسق.
- الأهداف التعليمية المتغيرة (الوسائل)
وهي المهارات المحددة التي يراد تنميتها من خلال تعليم خبرة دراسية معينة أو محتوى معين من المنهج[34]، بحيث تتضمن ما يحدده المجتمع لنفسه من أهداف تنموية وسياسية واقتصادية واجتماعية، والتي لا تتعارض مع الأهداف الثابتة، وتتضمن أيضا طرق ووسائل تنزيل الأهداف الثابتة وتطبيقها على الواقع[35]،وهي تعتبر الوسائل التي يتم من خلالها تحقيق الغايات الكلية للعملية التربوية.
ثانيا: المحتوى
يتكون من المعارف والعمليات والمهارات والقيم والمعتقدات المترابطة، والتي تتكامل في تكوين الخبرات المتضمنة بالمنهج[36]، فهو بذلك يتضمن ما يحتويه المقرر من مادة تعليمية وطريقة السير فيه، بينما الهدف يصف النتيجة النهائية المأمولة من المقرر[37]، ومحتوى المنهج يمثل الميدان الذي يحول الأهداف لواقع ملموس قابل للتقويم والقياس[38].
ثالثا: نشاط التعليم والتعلم
هو كل نشاط يقوم به المعلم أو المتعلم لتحقيق الأهداف التعليمية، والنمو الشامل للمتعلم سواء داخل الفصل أو خارجه تحت إشراف المدرسة[39]، فعملية التعليم عبارة عن نشاط هادف يرمي إلى إحداث تأثير في شخصية المتعلم، فهو وسيلة لتحقيق غاية التعلم، أو تعديل سلوكه من أجل نموه المتكامل[40]، بحيث يتم ربط المحتوى بأنشطة تعلم مختلفة تم فيها ربط النشاط بطريقة متسلسلة قوية البنية مع أنشطة أخرى، تهدف لتعزيز أنواع أخرى من التعلم[41]، لذلك يجب وضع الأنشطة والمهارات التي تمكن الطالب من تطبيق مفاهيمه في حياته، والشريعة الإسلامية لم تحصر أساليب ونشاطات معينة، بل رسمت الأسس والكليات العامة التي ينبغي الوعي بها عند تزويد النشء بالأهداف والمحتوى التعليمي[42]، فالأساليب التربوية تتنوع وتتفاوت تبعا لاستعدادات وقدرات الأفراد على الإنجاز والتحصيل العلمي[43].
رابعا: التقويم
يعتبر التقويم عنصرا فعالا في المنهاج الدراسي، لأثره في الحكم على مخرجات عملية التعليم، وبيان مدى فاعلية المناهج، وآثارها التربوية والتطبيقية في العملية التربوية[44]، لكن ينبغي التمييز بين نوعين من السلوك في الإسلام، ويشمل السلوك الظاهر والسلوك الباطن، فالأول لابد له من قاعدة إيمانية ينطلق منها، لأنه قد لا يكون معبّرا تعبيرا صادقا عن أحوال النفس الداخلية[45]، وذلك يتطلب صياغة طرق التقويم بحيث تستند للرؤية الكلية الإسلامية، مع استحضار قيم العدالة والإنصاف والشفافية، إذ أن عملية التقويم تتضمن درجة تحقق الأهداف، وفاعلية الأنشطة التعليمية، وجودة التقييم، وفاعلية التفاعل الطلابي[46].
المنهجية
سنعمل في هذه الدراسة على المزاوجة بين المنهج الكيفي ، وسنقوم بدراسة المنهاج دراسة نوعية تحليلية نقدية، وتطوير استمارة تقييم لمنهاج التربية الإسلامية لنبحث من خلالها عن مدى حضور مبدأ التكامل المعرفي في منهاج التربية الإسلامية للسلك الثانوي التأهيلي.
دراسة المنهاج
المرحلة الأولى: مرحلة وصفية (وصف المنهاج)
سنقوم في هذه المرحلة بدراسة منهاج التربية الإسلامية للسلك الثانوي التأهيلي (بالمغرب) بوصفه وصفا موضوعيا دقيقا، لمعرفة أسس بنائه وهندسته البيداغوجية وفلسفته ومدخلاته ومخرجاته.
سياق الإصلاح
خضعت مناهج وبرامج ومقررات تدريس مادة التربية الإسلامية لمراجعة شاملة، وذلك بهدف إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة والمذهب المالكي السني، والتركيز على القيم الأصيلة للهوية الوطنية وعلى عاداته وتقاليده العريقة، وقد صدر المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية عن مديرية المناهج في شهر يونيو لسنة 2016م.
لقد عرف منهاج مادة التربية الإسلامية تغييرا دخل حيز التنفيذ بداية الموسم الدراسي الحالي 2016/2017، بحيث عرف تغييرا على مستوى الهندسة المنهاجية، فتم الانتقال من منهاج المكونات في التعليم الابتدائي والوحدات التربوية في الإعدادي والتأهيلي إلى منهاج المداخل.
مرتكزات منهاج التربية الإسلامية
يرتكز منهاج مادة التربية الإسلامية بالسلك الثانوي التأهيلي في بنائه على دعامات الميثاق الوطني للتربية والتكوين والذي يركز على مركزية المدرسة والمجتمع ووضوح الأهداف والمرامي في مراجعة المناهج، ثم على تصورات الرؤية الاستراتيجية، وعلى استراتيجية الوزارة في مراجعة المناهج والبرامج، إذ حدد المنهاج مواصفات المتعلم بالسلك الثانوي التأهيلي وصنفها لثلاثة أقسام:
- مواصفات مرتبطة بالقيم.
- مواصفات مرتبطة بالكفايات والمضامين.
وتأسس منهاج التربية الإسلامية بسالك الثانوي التأهيلي على ثلاث مرجعيات أساسية وهي: مرجعية شرعية ومرجعية العلوم الإنسانية ثم مرجعيات المقاربات البيداغوجية المتمركزة حول المتعلم، وفيما يلي تفصيل لهذه المرجعيات كما جاء في المنهاج:
أ) مرجعية شرعية:
حيث تستند دروس التربية الإسلامية إلى:
- خصوصية المعرفة الإسلامية المستمدة من القران الكريم والسنة النبوية.
- وحدة العقيدة وفق مقاربة تتجاوز الخلافات الكلامية وتربط المتعلم بالأبعاد العلمية للاعتقاد السليم المؤطر لسلوكه وتفاعله مع الغير.
- الثوابت المغربية المتمثلة في إمارة المؤمنين، والمذهب المالكي، والعقيدة الأشعرية، والتصوف السني.
- مبدأ تأصيل المفاهيم الشرعية، انطلاقا من المرجعيات الشرعية.
ب) مرجعية العلوم الإنسانية:
حيث تستند إلى:
- مستجدات الفكر الإنساني في مجال العلوم الإنسانية المنفتحة على قضايا المجتمع والأسرة والاقتصاد والحقوق والبيئة والمحيط.
- الانفتاح على الأدبيات الحديثة التي تعالج هذه المفاهيم، في مداخل: التزكية والاقتداء والاستجابة والقسط والحكمة.
- الانفتاح على فسلفة القيم والمنظومة الكونية لحقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا.
ج) مرجعيات المقاربات البيداغوجية المتمركزة حول المتعلم.
تنطلق من مركزية المتعلم وفاعليته، وتؤسس لكل الأنشطة التعليمية المرتبطة بالمادة وقدرة المتعلم على إنجاز وتدبير وتطوير تعلماته ودعمها من خلال:
- تشخيص التمثلات وتصحيحها وتعديلها.
- اعتماد بيداغوجيا تأطير السلوكات وبناء المواقف الايجابية.
- اعتماد وضعيات تعليمية دالة بالنسبة للمتعلم.
- اقتراح وضعيات تقويمية تقيس درجات تحقق الأهداف التعليمية، ونمو الكفايات مع ضرورة الانتقال من مركزية المعرفة والهدف التعليمي إلى وظيفية كل منهما.
- اعتماد مقاربة ديداكتيكية تستحضر وظيفية النصوص واستثمارها واستهداف تطوير مهارات الاستدلال والاستشهاد والاستنباط لدى المتعلم.
- اعتماد بيداغوجيا القدوة لبناء المواقف وترسيخ السلوكات الايجابية من خلال تبني “التربية الخيرة”.
ووضع للمنهاج أسسا توجه عمله وفلسفته، وتتمثل في:
- الشمولية: بمعنى تدرج محاور ومضامين ومفاهيم برامج مادة التربية الإسلامية.
- الارتقاء: وهو تطوير مستوى معالجة القضايا والمفاهيم المقترحة عبر سنوات وبرامج السلك.
- الانفتاح: وذلك بتغليب الموضوعات المرتبطة بواقع وسياق المتعلم على المستوى العقدي والتعبدي والحقوقي والمذهبي.
- التجديد: ويتم من خلال بالتركيز على المعطيات العلمية الحديثة ذات العلاقة باهتمامات المتعلم وعقيدته.
إن التربية الإسلامية – حسب المنهاج- هي “مادة تروم تلبية حاجات المتعلم الدينية التي يطلبها منه الشارع، حسب سيروراته النمائية والمعرفية والوجدانية والأخلاقية وسياقه الاجتماعي والثقافي بحيث إن قيمة التوحيد قيمة مركزية تدور حولها القيم الأساسية الأخرى وهي: المحبة، الاستقامة والحرية والإحسان وربط كل مدخل بالقيمة الناظمة له، فقيمة التوحيد تدرس في مدخل التزكية، وقيمة المحبة بمدخل الاقتداء، الاستقامة (مدخل الاستجابة)، الحرية(مدخل القسط)، الإحسان (مدخل الحكمة)، أما المداخل فهي جمع مدخل وهو”المنطلق العام الذي نطل من خلاله على الظاهرة”، فهو” يضم مجموعة من القضايا أو التصورات المرتبطة التي توجه رؤيتنا للظاهرة موضوع الدراسة”.
ويعد المدخل في منهاج مادة التربية الإسلامية نقطة لدراسة مادة من المواد المصنفة ضمن باب من أبواب الدين ككتاب العقيدة (التزكية)، أو باب الفقه، إذا تعلق الأمر بقضايا الشريعة (الاستجابة)، أو باب السلوك إذا تعلق الأمر بالمعاملات والأخلاق (القسط والحكمة)، أو باب السيرة النبوية (الاقتداء) وهي مداخل مندمجة ومنسجمة.
وحدد أربعة مقاصد كبرى للمادة وهي:
- المقصد الوجودي: ويتحقق من خلال الإيمان بوجود الحق سبحانه وفهم حقيقة خلق الله تعالى للإنسان وما ذلك إلا من أجل العبادة وعمارة الأرض.
- المقصد الكوني: ويتمثل في الإيمان بوحدة البشر من حيث المنطلق والمصير وتكامل النبوءات، باعتبار الأنبياء رسل الله إلى الناس من أجل إخراجهم من الظلمات إلى النور وهداية الخلق للحق، وكون النبي محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة ونموذج الكمال الخَلقي والخُلقي.
- مقصد الحقوق: وتتعلق بالقيم الحقوقية الأربعة الكبرى: الحرية و القسط والمساواة والكرامة.
- المقصد الجودي: يتحدد هذا المقصد بالنفع للفرد والمجتمع وتحقيق المبادرات الطيبة لصالح الفرد والمجتمع من خلال المنظومة الأخلاقية: التضامن والتعاون والإحسان.
أهداف التربية الإسلامية
يتوخى منهاج التربية الإسلامية تحقيق الأهداف الآتية:
- بناء شخصية االمتعلمبشكل منفتح ومتوازن.
- تربية المتعلم (ة) على قيم التعايش والتكافل والتضامن والتسامح والانفتاح واحترام الآخر.
- ترسيخ عقيدة التوحيدوقيم الدين الإسلامي على أساس الإيمان النابع من التفكير والتدبر والإقناع، وتثبيتها لدى المتعلم (ة) انطلاقا من القرآن الكريم والسنة النبوية.
- التشبت بالهوية الدينية والثقافية والحضارية والاعتزاز بالانتماء للوطن وثوابته.
- تعرف المتعلم (ة) على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومقاصدها وفقهها والاقتداء به.
- تنمية فهم المتعلم (ة) وإدراكه (ا) للمفاهيم الشرعية واكتسابها وممارستها، حتى يتمكن من بناء جهاز مفاهيمي، على أساس الربط بين المفاهيم المكتسبة في المراحل التعليمية السابقة والمفاهيم الجديدة.
- اكتساب معارف مرتبطة ارتباطا مباشرا بالقضايا الكونية الكبرى.
- اكتساب قيم وأخلاق وميولات واتجاهات ومواقف تنمو وتنفتح على الحضارة المحلية الوطنية والكونية.
- اتخاذ المواقف والقرارات المناسبة تبعا للتعلمات والمكتسبات.
- اكتساب المهارات المشتركة بين المواد بموازاة مع المهارات الخاصة بمادة التربية الإسلامية.
المهارات الأساسية
يسعى المنهاج إلى إكساب المتعلمين المهارات الأساسية الآتية:
- فهم النصوص الشرعية وتحديد مغزاها ومعانيها ودلالاتها.
- تحليل النصوص الشرعية والفكرية وتحديد مضامينها.
- استنباط القيم والقواعد والاحكام من النصوص الشرعية.
- استخراج المضامين والقيم والقضايا الرئيسية الواردة في مختلف النصوص الوظيفية للكتاب المدرسي.
- تمثل أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم باستثمار وقائع السيرة.
- اكتساب المتعلم كيفية اداء العبادات ( الطهارة، الصلاة، الصيام…)
- الاستدلال بالنصوص الشرعية في وضعيات تواصلية بيانية أو حجاجية.
- التعبير عن الرأي في وضعيات تواصلية وتفاعلية أفقيا وعموديا.
كفايات التعلم الثانوي التأهيلي
– المستوى الدراسي السنة الأولى من سلك البكالوريا نموذجا-
يستهدف المدرس تحقيق كفايات معرفية ومنهجية وتواصلية وقيمية، بحيث “يكون المتعلم في نهاية السنة الأولى من سلك البكالوريا، قادرا على حل وضعية مشكلة مركبة ودالة، بتوظيف معارفه المرتبطة بالقران الكريم (سورة يوسف)، وتمثلاته الخاصة بالإيمان والعلم والفلسفة وعمارة الأرض ومعارفه حول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وشمائله وهديه توقيرا ومحبة واقتداء، مستدمجا للتمثلات المتعلقة بفقه الأسرة (زواج، طلاق، رعاية الأطفال) استيعابا واستجابة لقيم حقوق الله والنفس والغير والبيئة وما يرتبط بمبادئ الانخراط والمبادرة والسلوك الايجابي”
آليات تنزيل برنامج الثانوي التأهيلي. (الغلاف الزمني)
يتم تنفيذ برنامج التربية الإسلامية بكافة المستويات بالتعليم الثانوي التأهيلي بمعدل ساعتين في كل أسبوع، عدا مستوى الثانية بكالوريا حيث تقدم المادة في ساعة واحدة في سلك العلوم التقنية، وساعتان في سلك الآداب، أما سلك العلوم الإنسانية فتقدم المادة في ثلاث ساعات (ساعتان لتقديم المداخل وساعة واحدة لدراسة المؤلفات) كما يتم دراسة سورة قرآنية واحدة في كل سنة دراسية.
المرحلة الثانية: مرحلة تصنيفية موضوعاتية (المنهاج والموضوعات المستهدفة)
يتم تصنيف الموضوعات (في هذا المبحث) التي يعالجها المنهاج باعتباره نسقا منظما من الخبرات والمفاهيم والتصورات، وسنركز على مكونات المنهاج الدراسي وهي: الأهداف والمحتوى وأنشطة التعليم والتعلم والتقويم، غير أنه بعد اجراء فحص على منهاج التربية الإسلامية، فثمةقصور ظاهر على مستوى بنائه وتصوّر تنزيله، وكل منهاج ينبغي تجريبه وتقييمه وإصلاح بعض اختلالاته قبل تنزيله، لكن ينبغي الاشارة الى أن بناء المنهاج الجديد تم في زمن قياسي وبحيث لم يتم إلى حدود الساعة الكشف عن هوية لجنة التأليف وطرائق تقييمه، بحيث ان الوزارة الوصية عن القطاعلم تبرمج وقتا محددا لتقييم المنهاج بالرغم من وجود لجنة خاصة داخل الوزارة لتقييم المناهج”، مما يعنيأن وزارة التربية الوطنية لا تملك تصورا شموليا لتنزيل المنهاج وتقييمه، وهو ما دفعنا الى وضع تصور خاص لتقييم المنهاج بالاعتماد على استمارة موجهة لخبراء في التربية الإسلامية، بحيث اخترنا عينة لمفتشي وأساتذة مادة التربية الإسلامية والذين يقفون على العوائق التي تعترض تنزيل المنهاج صفيا وعمليا.
النتائج :
- حضور كبير لمفهوم التكامل في منهاج التربية الإسلامية على مستوى الأهداف ومفاهيم ومضامين المنهاج.
- غياب مفهوم التكامل على مستوى التقويم بحيث يركز المنهاج على التقويم المعرفي على حساب الجانب القيمي والمنهجي والتواصلي.
- غياب مكون أنشطة التعليم والتعلم والتقويم في منهاج التربية الإسلامية بحيث انالمذكرة الوزارية عن التقويم معزولة عن المنهاج ومنفصلة عن مكوناته وأهدافه.
- حضور الأسس المعرفية والفلسفية على مستوى بناء منهاج التربية الاسلامية وغياب الأسس الاجتماعية والنفسية.
- ضرورة التركيز على طريقة حل المشكلات كطريقة لتنزيل موضوعات المنهاج اعتمادا على وضعية مشكلة تمتح من الواقع ومن سياق المتعلم.
قائمة المراجع :
القرآن الكريم
- أبو العينين، علي خليل: أهداف التربية الإسلامية، مكتبة إبراهيم حلبي، المدينة، 1988.
- الألباني، محمد ناصر الدين: سلسلة الأحاديث الصحيحة، الطبعة الأولى، الرياض، مكتبة المعارف، 1995.
- أميم عبد الجليل: مدخل إلى البيداغوجيا أو علوم التربية رؤية تربوية مغايرة في التأسيس لبيداغوجيا السياقات المغربية المركبة، جزء 1، ط1، المطبعة الوطنية، المغرب، 2016.
- جاسم شاكر مبدر، وفنن بصري: مواصفات معلم التربية الإسلامية من وجهة نظر الأشراف التربوي والإدارات المدرسية وطلبة المرحلة الثانوية، وزارة التربيـة، مركـز البحـوث والدراسـات التربويـة، بغـداد، 2000.
- الجلاد، ماجد: دراسات في التربية الإسلامية، الطبعة الأولى، الأردن، دار الرازي، 2003.
- الخياط، عبد الله: آراء معلمي وموجهي المواد الاجتماعية حول استخدام الأسلوب التكاملي في بناء وتدريس منهج المواد الاجتماعية للصفين الأول والثاني في المرحلة الثانوية بدولة الكويت، المجلة التربوية، مج 6، ع61، 2001.
- خياط، فوزية: الأهداف التربوية السلوكية عند شيخ الإسلام ابن تيمية، ط1. مكة المكرمة: مكتبة المنارة، 1987.
- سانو، قطب مصطفى: مناهج العلوم الإسلامية والمتغيرات العالمية، كتاب الأمة، السنة 34، العدد 160، إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، قطر، 2011.
- سلامة، أحمد: تصميم موقع تعليمي على الأنترنت وقياس أثره في تحصيل طلبة مساق مناهج التربية الإسلامية في جامعة آل البيت، مجلة المنارة، المجلد 17، العدد 7، 2011.
- علي، سعيد إسماعيل: القرآن الكريم رؤية تربوية، ط1، دار الفكر العربي، القاهرة،
- فينك، ل، دي: نحو تكوين خبرات في التعلم المفيد: منهجية متكاملة لتصميم المقررات الدراسية، الطبعة الأولى، ترجمة: وليد شحادة، السعودية، العبيكان للنشر، 2008.
- الكيلاني، ماجد: أهداف التربية الإسلامية، الطبعة الثانية، المدينة المنورة، دار التراث، 1988.
- اللقاني، أحمد والجمل، على: معجم المصطلحات التربوية المعرفة في المناهج وطرق التدريس”، ط3، القاهرة: عالم الكتب والنشر والتوزيع والطباعة، 2003
- مدكور، علي أحمد: مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها، دار الفكر العربي، القاهرة، 2001.
- مدكور، علي أحمد: منهج التربية الإسلامية أصوله وتطبيقاته، الكويت، مكتبة الفلاح،1986
- مصطفى، شلبي: التربية الإسلامية: أسسها-طرقها -كفايات معلميها، الطبعة الأولى، القاهرة، دار الثقافة، 2000.
- المعيقل، عبد الله: المنهج التكاملي، مستقبل التربية العربية، مج 7، ع 22، مصر، 2001.
- موسى، محمد: التربية الإسلامية في العهد المكي في ضوء الكتاب والسنة: التحديات والأسس والمميزات والآثار، دكتوراه غير منشورة، جامعة أم درمان، السودان، 2007.
- يالجن، مقداد: أهداف التربية الإسلامية وغاياتها، دار الهدى، الرياض، 1989.
[1]. مواصفات المتعلم بالسلك الثانوي التأهيلي، منهاج التربية الإسلامية المعدل، مديرية المناهج، 2016، ص: 4.
[2]. قايدة، لحسن، الندوة الوطنية حول منهاج التربية الإسلامية، آسفي، 2016، ص9.
[3]. الصادقي، عبد الصادق، الندوة الوطنية حول منهاج التربية الإسلامية، آسفي، 2016، ص9.
[4]. تقرير النموذج التنموي الجديد، أبريل2021، المغرب، ص 96.
[5]. البورقادي، خالد، الندوة الوطنية حول منهاج التربية الإسلامية، آسفي، 2016، ص12.
[6]. ابن منظور، لسان العرب، د ط، دار المعارف، القاهرة، د.ت، ص 3930.
[7]. ياسين مغراوي، التكامل المعرفي ودوره في بناء الأمة المحمدية، موقع تعليم جديد. www.new-educ.com
[8].سورة المائدة، الآية 3.
[9]. الجهوري، زوينة، فاعلية الطريقة التكاملية في تحقيق الأهداف المرجوة في تدريس المطالعة والنصوص لدى طالبات الصف الأول الثانوي بسلطنة عمان، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة السلطان قابوس، 2002، ص74.
[10]. الخياط، عبد الكريم، آراء معلمي وموجهي المواد الاجتماعية حول استخدام الأسلوب التكاملي في بناء وتدريس منهج المواد الاجتماعية للصفين الأول والثاني في المرحلة الثانوية بدولة الكويت، المجلة التربوية، العدد61،ص 98-ص،134، 2001، ص 101.
[11]. المعيقل، عبد الله: المنهج التكاملي، مستقبل التربية العربية، القاهرة، العدد22، ص 43-ص79، 2001، ص 48.
[12]. اللقاني، أحمد حسين، ومحمد، فارعة حسن، ورضوان، برنس أحمد، تدريس المواد الاجتماعية، القاهرة، عالم الكتب، 1990، ص 203.
[13]. القاسمي، علي، مفهوم التربية الإسلامية: المنهج وطرائق التدريس، دبي، مؤسسة المنار، 1998، ص54.
[14]. علي، سعيد إسماعيل، القرآن الكريم رؤية تربوية، ط1، دار الفكر العربي، القاهرة، 2000، ص11.
[15]. جاسم شاكر مبدر، وفنن بصري،مواصفات معلم التربية الإسلامية من وجهة نظر الأشراف التربوي والإدارات المدرسية وطلبة المرحلة الثانوية، وزارة التربيـة، مركـز البحـوث والدراسـات التربويـة، بغـداد، 2000، ص7.
[16]. منهاج التربية الإسلامية بالسلك الثانوي التأهيلي، وزارة التربية الوطنية، ص 7.
[17]. السعدون، عادلة، مباحث في طرائق تدريس التربية الإسلامية وأساليب تقويمها، مجلة الأستاذ، العدد 203، جامعة بغداد، كلية التربية، 2012، ص 32.
[18]. أميم، عبد الجليل، مدخل إلى البيداغوجيا أو علوم التربية رؤية تربوية مغايرة في التأسيس لبيداغوجيا السياقات المغربية المركبة، جزء 1، ط1، المطبعة الوطنية، المغرب، 2016، ص66.
[19]. سورة آل عمران، الآية: 104.
[20]. ابن رشد، أبو الوليد، فصل المقال، تحقيق محمد عمارة، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت 1978، ص. 19.
[21]. يوسف الحمادي، أساليب تدريس التربية الإسلامية، الرياض، دار المريخ، 1986، ص 22.
[22]. سراج محمد وزان، تقويم مناهج التربية الإسلامية بالمرحلة المتوسطة، رسالة دكتوراه، القاهرة، جامعة عين شمس، كلية التربية، 1982، ص 80.
[23]. مدكور، علي أحمد،منهج التربية الإسلامية أصوله وتطبيقاته، الكويت، مكتبة الفلاح، 1986، ص 78.
[24]. مدكور، علي أحمد، مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها، دار الفكر العربي، القاهرة، 2001، ص 80.
[25]. يالجن، مقداد، أهداف التربية الإسلامية وغاياتها، دار الهدى، الرياض، 1989، ص8.
[26]. مدكور، المصدر نفسه، ص129.
[27]. أبو العينين، علي خليل، أهداف التربية الإسلامية، مكتبة إبراهيم حلبي، المدينة، 1988، ص135.
[28]. موسى، محمد، التربية الإسلامية في العهد المكي في ضوء الكتاب والسنة: التحديات والأسس والمميزات والآثار، دكتوراه غير منشورة، جامعة أم درمان، السودان، 2007، ص267.
[29]. موسى، المصدر نفسه، ص269-270.
[30]. الكيلاني، ماجد، أهداف التربية الإسلامية، الطبعة الثانية، المدينة المنورة، دار التراث، 1988، ص15.
[31]. سانو، المصدر نفسه، ص75.
[32]. الكيلاني، المصدر نفسه، ص18.
[33]. الكيلاني، المصدر نفسه، ص34.
[34]. الكيلاني، المصدر نفسه، ص18.
[35]. سانو، مصدر سابق، ص 75-76.
[36]. سلامة، أحمد، تصميم موقع تعليمي على الأنترنت وقياس أثره في تحصيل طلبة مساق مناهج التربية الإسلامية في جامعة آل البيت، مجلة المنارة، المجلد 17، العدد 7، 2011، ص88.
[37]. سلامة، 2005، ص68.
[38]. سانو، مصدر سابق، ص78.
[39]. مصطفى، شلبي، التربية الإسلامية: أسسها-طرقها -كفايات معلميها، الطبعة الأولى، القاهرة، دار الثقافة، 2000، ص47.
[40]. مدكور، مصدر سابق، ص223.
[41]. فينك، ل، دي، نحو تكوين خبرات في التعلم المفيد: منهجية متكاملة لتصميم المقررات الدراسية، الطبعة الأولى، ترجمة: وليد شحادة، السعودية، العبيكان للنشر، 2008، ص275.
[42]. سانو، مصدر سابق، ص83.
[43]. الدخيل، مصدر سابق، ص 127.
[44]. الجلاد، ماجد، دراسات في التربية الإسلامية، الطبعة الأولى، الأردن، دار الرازي، 2003، ص172.
[45]. خياط، فوزية: الأهداف التربوية السلوكية عند شيخ الإسلام ابن تيمية، ط1. مكة المكرمة: مكتبة المنارة، 1987، ص112-113.
[46]. فينك، مصدر سابق، ص240.