التاريخ مدخلاً لفهم أزمات الحاضر:أزمة “بنبطوش” بين المغرب واسبانيا نموذجا
The role of history in understanding the crises of the present:
The “ Benbattouch ” crisis between Morocco and Spain is a model
د.يـوسـف كريــم/جامعة فاس، المغرب
Dr.Youssef Karim / University of Fez, Morocco
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 82 الصفحة 9.
ملخص :
تسعى هذه الدراسة إلى تناول أزمة العلاقات المغربية الإسبانية من زاوية تحليل نستحضر فيها المعرفة التاريخية وضرورة استثمار هذه المعرفة في التحليل واستكمال المعطيات المتعلقة بحدث راهني وتفسير أسبابه وفهم تداعياته. وتنطلق هذه الدراسة من فرضية أساسية مؤداها أنه لا يمكن فهم التوتر الحالي بين المغرب واسبانيا، والذي أججه استقبال هذه الأخيرة إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، دون استحضار البعد التاريخي والحضاري و تسليط الضوء على تاريخ العلاقات الثنائية، المحكومة برواسب الماضي، والموروثة عن الحقبة الاستعمارية وما قبلها.
الكلمات المفتاحية: المغرب-اسبانيا- التاريخ الراهن-الأزمة- بنبطوش.ABSTARCT:
This study starts from a basic premise that it is not possible to understand the current tension between Morocco and Spain, inflamed by the reception of the latter, Ibrahim Ghali, leader of the Polisario Front, without invoking the historical and civilized dimension and shedding light on the history of bilateral relations, governed by the sediments of the past, inherited from the colonial era and what preceded it.
Keywords: Morocco – Spain – current history – crisis – Ben battouch.
مقدمة:
قد يبدو ظاهريا أن المدخل التاريخي غير ذي أهمية في تحليل حدث آني وإبراز تفاعلاته، وأن ذلك القلق المنهجي المرتبط بالمفهوم المقدس للبعد الزمني، وأن عدم أخذ مسافة زمنية كافية مع الحدث لا يضمن الموضوعية وكتابة التاريخ كتابة علمية، غير أن هذا الموقع الذي يضع فيه المؤرخ نفسه قد يقوض أحد أدواره الأساسية المتمثلة في تفسير الحاضر بالماضي، انطلاقا من مسألة ثبات البنيات وتجدد آليات تفعيلها في الزمن. لذلك تتجلى أهمية هذه الدراسة في كونها تشتغل على التاريخ انطلاقا من مفهوم البنية، بما يجعل فهم الحدث الظرفي لا يستقيم إلا بوضعه في سياقه الشارح؛ أي البنية الممتدة في الزمن، وتحاول أن تفسر وتحلل حدثا “ظرفيا” وأزمة “راهنة” باعتبارها وليدة بنية تمتد في الزمن الطويل، انطلاقا من كون أزمات الحاضر تتغذى على رواسب الماضي، وأن عدم فهم الحاضر يولد بالضرورة من الجهل بالماضي، ولا تكون معرفتنا بهذا الماضي مجدية إلا من خلال إقامة علاقة تفاعلية بين الحاضر والماضي. وتفترض الدراسة أن ما يبدو تمظهرات آنية وظرفية لأزمة عابرة قابلة للتغيير والتجاوز، قد يجد تفسيره في خلفية ثقافية تشكل امتدادا لبنية سلوكية تشكلت على مدى سنوات أو عقود، بل وحتى قرون. وتأخذ هذه الدراسة كنموذج للاشتغال، إحدى الأزمات الحديثة التي نشبت بين المغرب واسبانيا في سياق ما بات يعرف إعلاميا بأزمة “بن بطوش”، وما ورافقها من ممارسات وردود أفعال ومواقف وتمثلات لا يمكن فهمها بمعزل عن الأحداث الماضية التي طبعت تاريخ العلاقات بين البلدين الجارين، وأن إسبانيا لازالت تنظر إلى المغرب كفاعل أثر في تاريخها منذ الأندلس المسلمة وإلى غاية المرحلة الراهنة عبر محطات كانت لها تداعياتها وتأثيراتها على العلاقة بين البلدين. فهل يمكن اعتبار موقف اسبانيا وردود الفعل الاسبانية، المدنية والسياسية والعسكرية، هو نتيجة سوء تقدير أو سوء فهم، أم أن اسبانيا لا زالت أسيرة عقدة التاريخ، ولا يزال يسكنها رهاب الماضي؟.
من أجل تقديم تفسيرات أعمق، وفهم الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة وإدراك تمفصلاتها، والبحث في الأسباب السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، تنطلق هذه الدراسة من مقاربة جديدة في الكتابة التاريخية تعتبر أن إضاءة العديد من قضايا الزمن الراهن تستوجب أدوات تحليلية مبتكرة وجعل الكتابة التاريخية تنفتح على مختلف العلوم والحقول المعرفية الأخرى، أي السعي إلى إقامة برنامج مشترك بين العلوم الاجتماعية، وقد قمنا في هذه الدراسة بالانفتاح على حقل العلوم السياسية والعلاقات الدولية، انطلاقا من قناعتنا أن التفاعل والانفتاح المنتج على مختلف مجالات المعرفة الإنسانية يشكل أحد مرتكزات الفهم المجدد للكتابة التاريخية.
أولا: في الحاجة إلى مقاربة جديدة للكتابة التاريخية
إذا كان التفاعل الآني مع الأحداث والأزمات التي تنشب بين الدول في العالم مجالا مألوفا للباحثين والمتخصصين في القانون الدولي والعلاقات الدولية والعلوم السياسية، فإن الانطباع السائد بخصوص جدوى استدعاء مدخل التاريخ لفهم أزمة راهنة لم تتوفر المسافة الكافية زمنيا ومنهجيا للاشتغال عليها بشكل موضوعي، يجعلنا في مواجهة فكرة سائدة تعتبر حقل التاريخ غير معني بالتفاعل مع الأحداث الآنية، وأن مساهمته العلمية لا تتأتى إلا بعد مرور فترة غير يسيرة، بعد أن تكون تلك الأحداث قد توفرت لها جميع التفاصيل المرتبطة بها، ومن هنا يطرح السؤال: هل يرتبط التاريخ فقط بدراسة الماضي واقتفاء آثار السلف؟ هل قدر المؤرخ أن يبقى على الهامش قابعا في ماضيه، محنطا متفرجا ومراقبا من بعيد دون انخراط وتفاعل مع قضايا مجتمعه؟ ما جدوى التاريخ إذا لم يكن منفتحا ومتفاعلا مع قضايا الراهن وأزماته المستجدة؟ ألا تستدعي تحولات المعرفة التاريخية وتداخل الحقول المعرفية وتكاملها من المؤرخ والباحث في التاريخ أن يكون أكثر نضجا وتكيفا و انفتاحا مع قضايا عصره ومجتمعه، ويحول حدثا معيشا (Evénement vécu) إلى مادة للتفكير التاريخي وموضوعا للفهم والاستيعاب؟. يعيدنا طرح هذه الأسئلة إلى استحضار مسؤولية المؤرخ وأدوار التاريخ في فهم وتفسير الحاضر، وهي المسؤولية التي دافع عنها بشدة الأب الروحي لمدرسة الحوليات مارك بلوخ (Marc Bloch) في كتابه الموسوم بـ”دفاعا عن التاريخ أو صنعة المؤرخ”، واعتبرها مسؤولية أخلاقية[1]، ويقدم لنا “مارك بلوخ” في هذا الشأن درسا بليغا، حين شدد على ضرورة الربط بين الماضي والحاضر، وجعل من رابطة” ماضي حاضر”، معنى المقاربة التاريخية، وأكد على ضرورة امتداد الحقل التاريخي في الزمن الراهن. يقول “مارك بلوك”: “ينشأ عدم فهم الحاضر من الجهل بالماضي، وبالمثل يصعب استبصار الماضي من دون معرفة الحاضر”[2].
وجاء هذا التحول في الموقف من التاريخ الحاضر في إطار “التمردات” التي قادها الآباء المؤسسون لمدرسة الحوليات أمثال: مارك بلوك (Marc Bloch) ولوسيان فيفر ( Lucien Febvre)،على المدرسة الوضعية المنهجية التي كانت تنظر للتاريخ باعتباره مجرد تدوين لأحداث ووقائع مضت، وأن مهمة المؤرخ تتمثل أولا وأخيرا في دراسة الفترة التي باتت “ميتة” بالكامل بتعبير “غابرييل مونود”(Gabriel Monod)، وبالتالي فمجال التاريخ هو الماضي المنصرم، ولا مجال لمقاربة القضايا الراهنة التي هي مجال المهتمين بالعلوم الاجتماعية والسياسية[3].
وقد ساهم نجاح حقل تاريخ الزمن الراهن في إعادة تعريف القراءة التاريخية للحدث، وفي إعادة النظر في البعد الزمني بالتأكيد على وجود استمرارية واحدة للزمن[4]، فلا يوجد زمن ماض يحق للمؤرخ أن يبحث فيه، ولا زمن بمعنى فترة تاريخية يمكن أن تنتهي بأن تصبح تاريخية، فالمؤرخ هو دائما ابن حاضره، يحمل همومه ويسائل عبرها ماضيه[5].
يحتاج التاريخ الجديد إلى انفتاح منتج ومبدع يرتكز على تداخل الحقول المعرفية (l’interdisciplinarité )، وإلى نفس تجديدي مبتكر في زاوية المعالجة لسبر الأغوار وكشف الأسرار[6]، ويؤسس لمطلب الانفتاح والشراكة مع باقي العلوم الإنسانية والاجتماعية. فالمقاربات الاختزالية والأحادية، وعقلية الاختصاص، لا يمكن أن تقود في النهاية إلا إلى معرفة اختزالية[7]. ويحتاج التاريخ الجديد أيضا إلى تبني منهجية جديدة في معالجة الأحداث التاريخية تقوم على ربطها بالأنساق والبنيات العامة، عوض كتابة تاريخ حدثي سردي كرونولوجي، فالاشتغال على التاريخ ليس اشتغالا على الماضي أو الذاكرة أو الماجرى، ولكنه الانطلاق من أسئلة الحاضر بإشكالاتها وامتداداتها في الزمان والمكان. التاريخ الجديد هو تاريخ إشكالي يربط الحدث بالأنساق والبنيات العامة، وليس تاريخا للحكي والسرد والكرونولوجيا. إن المؤرخ الذي نعنيه هو الذي يجعل الحدث لا يفهم إلا من خلال السياق والبنية الشارحة له للارتقاء إلى مستوى الواقعة، كما يقول الأستاذ الطيب بياض في مؤلفه عن الصحافة التاريخ[8]. فتجديد التاريخ معناه العودة إلى الماضي المتوسط أو البعيد في قراءة أحداث ومجريات الحاضر، وإقامة علاقة تفاعلية بينهما، فيما يسميه “لوسيان فيبر”بـ “الوظيفة الاجتماعية للتاريخ”. يقول فيبر: “بناء على الاحتياجات الحالية، فإن التاريخ يجني الحوادث الماضية بانتظام، ثم يصنفها. وبناء على الحياة يسائل التاريخ الموت: أي ينظم الماضي استنادا إلى الحاضر، وهذا ما يمكننا أن نسميه الوظيفة الاجتماعية للتاريخ”[9]..إن التعليق على حدث آني يبرز الزوايا التي يمكن للمؤرخ أن ينطلق منها في التفاعل مع الحدث، ويساهم في فهم بعض تطوراته بناء على التجارب السابقة التي عرفها التاريخ[10].
في زمن الثورة الرقمية والمعلوماتية، نعيش اليوم، شئنا أم أبينا، تحولا في المفهوم التقليدي لمهنة المؤرخ لصالح المفهوم المعاصر للتاريخ، والاهتمام بالأزمات وحوادث الساعة والقضايا الراهنة دوليا ووطنيا في إطار ما يعرف بتاريخ الزمن الراهن، وذلك على الرغم من العوائق والإشكاليات التي تواجهه. وحين يصبح الحاضر الشغل الشاغل للأفراد، يغذو التقوقع في الماضي السحيق، غير مفيد لمهنة المؤرخ في عصر العولمة، ويتعين على العلوم الإنسانية والاجتماعية، ومن بينها التاريخ، أن تدرج هذا الحاضر في صلب اهتماماتها وأولوياتها[11].
ثانيا: أزمة “بنبطوش” :السياق والتداعيات
تطبع العلاقات بين المغرب واسبانيا كثيرا من حالات التوجس والشك و عدم الاستقرار، وحكم على علاقات البلدين الجارين بالعيش تحت رحمة الأزمات والاحتقانات بتعقيداتها و إشكالاتها، بحكم القرب الجغرافي، ونقاط التلاقي التاريخية بين البلدين، في قضايا شديدة الحساسية، وخاصة في العقدين الأخيرين.
ليست أزمة “بنبطوش” بين المغرب وإسبانيا، وما تناسل عنها من صراع دبلوماسي، الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، وليست استضافة إبراهيم غالي، بالشكل الذي تمت به، سوى قطعة صغيرة في مرمى السهام العديدة التي تراشق بها حارسا بوابة القارتين في غربي المتوسط، بين الشمال والجنوب…بل تنضاف الأزمة الحالية التي جاءت في سياق إقليمي متقلب ومتحول، إلى سياقات تصعيدية سابقة، مرت بها العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، كما تعيد إلى الأذهان أزمة جزيرة ليلى التي تفجرت في صيف 2002[12]. ولم يكن النزاع حول الجزيرة حينها إلا تعبيرا عن توتر مستتر مع حكومة أزنار(José María Aznar) اليمينية ذات المرجعية الصليبية[13].
وإذا كان تهريب زعيم جبهة البوليساريو إلى الأراضي الإسبانية بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، وأخرجت إلى العلن ملامح أزمة بين البلدين ظلت تطبخ على نار هادئة منذ تشكيل حكومة بيدرو سانشيز( Pedro Sánchez) ، وقد ظهر هذا الوضع جليا من خلال موقف المغرب تأخير عقد قمة ثنائية هي الأولى من نوعها منذ عام 2015، إلا أن الدبلوماسية المغربية اعتبرت هذه الأزمة “أكبر من قضية تهريب متهم بارتكاب جرائم خطيرة ضد الإنسانية، مطروحة أمام القضاء الإسباني، أو أنها ستنتهي برحيله عنها”، بل إن الأمر يتعلق “بثقة واحترام متبادل جرى العبث بهما وتحطيمهما، وأن ما جرى هو اختبار لمصداقية الشراكة بين المغرب وإسبانيا”[14]. من جهتها، اتهمت اسبانيا، في سياق أزمتها مع الرباط، السلطات المغربية باستغلال ملف الهجرة للضغط على الحكومة وأوروبا عبر فتح الحدود والمعابر في وجه المهاجرين غير النظاميين الذين تدفقوا بالآلاف إلى سبتة ومليلية المحتلتين[15].
المثير في تصريحات وبلاغات وخطاب النخبة السياسية في اسبانيا، هو حجم التناقض الحاصل بين الخطاب الرسمي الإسباني من جهة، وواقع المواقف والسياسات التي لا تخلو من عداء للمغرب، ومن نظرة استعلائية، و إحساس إسباني بالعجرفة، وتبني خطاب محكوم بغريزة الاستعلاء والعنصرية والغرور، وبعقلية المتفوق الذي لا يعير اهتماما لجاره الجنوبي “القابع في تخلفه”.
وحتى عندما استدعى المغرب سفيرته في مدريد، لإجراء تقييم للعلاقات مع اسبانيا، كان رد الفعل الاسباني تنظيم مظاهرات أمام مقر سفارة المغرب بمدريد، ووصف المملكة المغربية بنعوت غير مقبولة، وأنه لا يجوز لمستعمرة الأمس أن تسلك هذا المسلك المتمرد، أو تعلن حالة عصيان، علما بأنه حق سيادي وشأن داخلي.
“مع إسبانيا لن يكونوا قادرين على ابتزازنا”، تقول وزيرة الدفاع “مارغريتا روبليس”( Margarita Robles)، كما أن إسبانيا تتخذ “قرارات متأصلة في سياستها ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تؤدي إلى التشكيك في الحدود”، تضيف نائبة رئيس الحكومة الإسباني “كارمن كالفو”، Carmen Calvo ))،ومن باب التذكير، يتعين على المغرب “ألا ينسى ألا حليف أفضل له أو أكبر من إسبانيا في الاتحاد الأوروبي”، يصرح رئيس الحكومة الإسباني” بيدرو سانشيز”( Pedro Sánchez). ما يعكس أن اسبانيا لا تريد أن تكون علاقتها مع المغرب قائمة على الندية وعلى التنافسية الإيجابية، ولكنها تريدها علاقة مبنية على عقلية استعمارية سابقة.
وإلى جانب هذه التصريحات الرسمية الموغلة في التحامل والاستعداء، فتحت القنوات الإعلامية حصريا في وجه فاعلين سياسيين ومدنيين بأيديولوجيات عنصرية متطرفة، والذين عبروا صراحة عن مظاهر الاحتقار والعنصرية ضد المغرب بدون أدنى تمييز. وأخطرها مواقف إعلامية لصحفيين مرموقين وصموا المغرب بالدولة الديكتاتورية، حيث قادهم الحماس القومي لارتكاب مجازر في أخلاقيات المهنة، وذلك بنشر أكاذيب تغذي العنصرية المقيتة، كل هذا يهدف إلى التجييش وتصوير المغرب “كعدو داخلي” للإسبان. وعندما يتعاون الخطابان السياسي والإعلامي الإسباني في توظيف ما حدث، من أجل تحريك الكوامن المستترة و المغرقة في العداء والعنصرية لـ”المورو”، والتلويح أيضا بقومية توسعية (expansion nationalism) بالتشديد على اعتبار سبتة “جزءا” من السيادة الإسبانية، فإن ذلك يعكس استمرارية إسبانيا في تكريس نظرتها التقليدية اتجاه المغرب، رغم موقعها المتقدم، كشريك اقتصادي وتجاري[16]. مما يؤكد بشكل جلي الفاعلية النسبية لنظرية “المصالح المشتركة”. فإذا كانت هذه النظرية قد سمحت بالفعل بتجاوز العديد من الأزمات ومنعت تدهور العلاقات بين البلدين الجارين في العديد من المناسبات بسبب حساسية الملفات العالقة، فإنها لم تستطع مع ذلك تغيير طبيعة هذه العلاقات والدفع بها إلى مستوى من العمق والتفاهم القائم على الاحترام المتبادل بين الطرفين. وبحكم علاقات الجوار، فقد يحصل أن تندلع بين الفينة والأخرى أزمات وتوترات، فتحرك ما هو نائم في المخيال الجماعي، فهل يتعلق الأمر بفوبيا متأصلة تعيد إلى الأذهان ما يسمى بـ “El moro malo” أو “المورو الشرير”؟.
يبدو المدخل التاريخي مهما جدا لكي نفهم أكثر سر الطابع المزمن لهذا العداء، وما تخبئه صدور الكثير من السياسيين والإعلاميين الإسبان من حقد على المغرب. بمعنى أن فهم الأسباب الحقيقية لهذا “العداء المرضي” من طرف اسبانيا مشروط بتجاوز الظرفي إلى البنيوي وإدراك تمفصلاتهما، والبحث في الأسباب العميقة التي لا يمكن استيعاب مفعولها، إلا إذا تم النظر إليها على مستوى الأمد المتوسط والطويل. ما يستطيعه التاريخ البوم بلغة “باتريك بوشرون”( Patrick Boucheron) هو استدعاء البنيات الممتدة في الزمن والسياقات المفسرة للمستبطن والخفي فيما جرى ويجري اليوم[17]. وفي تقديري، يجب النظر إلى أبعد مدى في تقييم طبيعة الصراع المغربي الإسباني. فما ينفجر بين الفينة والأخرى يجب النظر إلى مسبباته العميقة. إنه يكمن بعيدا في عمق التاريخ. تاريخ الحروب والأزمات والغزوات والاستردادات والاحتلالات والاستعمارات، التي تحدث عنها كثيرا السفير “ألفونصو ذي لاسيرنا”( Alfonso de la Serna) في كتابه “جنوبي طريفة المغرب وإسبانيا: سوء تفاهم تاريخي”[18].
ثالثا: الماضي مدخلا لفهم الحاضر
لقد أظهرت ارتدادات الأزمة الأخيرة، أن توتر العلاقات المغربية الإسبانية ليس مسألة سطحية عابرة وعادية، وإنما تمتد في جذور التاريخ لتكشف عن بعد معقد يوجه صانع القرار الاستراتيجي الإسباني في تعاطيه مع المغرب، موروث من العقيدة التاريخية التي يفترض أنها تقادمت ومفادها «المغاربة يهجمون» (إلمورو أتاكا). ويتعين على اسبانيا أن تبقي التعبئة المستمرة لدحرهم على الحدود الجنوبية، عملا بوصية الملكة إيزابيل الكاثوليكية التي خطت، وهي على فراش الموت، ما مفاده بأن الحدود الحقيقية لإسبانيا تنتهي عند جبال الأطلس المغربية، وهذا ما دفع الإسبان إلى محاصرة ما اعتبروه خطرا مغربيا عبر السيطرة على مواقع استراتيجية في البحر الأبيض المتوسط، بدءا من احتلال مدينة مليلية سنة 1497 لصد الخطر الإسلامي.
يعتبر المؤرخ عبد الواحد أكمير، الخبير في شؤون القارة الأيبيرية، أن الإسلاموفوبيا قبل أن تظهر في أوروبا ظهرت قبل ذلك بقرون في إسبانيا، أي منذ طرد الموريسكيين في القرن السابع عشر، بسبب خوف وهمي من تحالف الموريسكيين مع العثمانيين والسعديين والعودة لاحتلال إسبانيا[19].
بعد سقوط غرناطة سنة 1492م، كرست اسبانيا الكاثوليكية جهودها لاجتثاث كل ما يمكن أن يؤدي إلى استمرارية الإسلام في بلاد الأندلس، ونال مسلمو الأندلس النصيب الأوفر من ويلات الحرب الصليبية والتي بلغت درجة اللاإنسانية ، بالنظر لما تعرضوا له من مختلف ضروب وأشكال المجازر و النهب والسلب والاضطهاد والتنصير ومصادرة الأملاك الخاصة، بصفتهم يقطنون جزءا من أوروبا ويهددون المسيحية في عقر دارها. ولم يتوقف الحقد المسلط على الموريسكيين الأندلسيين إلا بعد إصدار مراسيم الطرد النهائي في حقهم ما بين عام 1609 و1614[20]، وملاحقتهم إلى شمال إفريقيا في إطار الصراع القائم بين الهلال والصليب[21]. وفي هذه الظرفية استقبلت بلاد المغرب ، بحكم هذه الوضعية، عددا من المهاجرين الموريسكيين المبعدين، وقد تمكن هؤلاء من الاستقرار بالبوادي والمدن المغربية حيث نظموا أنفسهم في إطار جاليات مستقلة وأسسوا لأنظمة محلية، وانصهروا فيما بعد داخل المجتمع المغربي، مع المحافظة على تقاليدهم وعاداتهم، وطبعوا المدن التي استقروا بها بطابع خاص تجلى أساسا في المنشآت العمرانية التي شيدوها بكل من تطوان والرباط وسلا[22]. لقد أقرت محاكم التفتيش قطع الموريسكيين عن جذورهم وعن هويتهم الثقافية لأنهم قاوموا إرغامهم على اعتناق الدين المسيحي، في مقابل سعيهم للمحافظة على دينهم وأزيائهم وروابطهم العاطفية التي كانت تشدهم إلى عوالم الإسلام. وهذا الأمر جعل المؤرخ “بروديل” يعتبر القضية الموريسكية، ما هي إلا حلقة من حلقات الصراع الحضاري الطويل في البحر المتوسط بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي اللذين يتبادلان الغنى والفقر والتفوق والتأخر، ويتناوبانهما[23].
ليس ثقل التاريخ الأندلسي وحده من لعب دورا في تأجيج حجم العداء والكره غير المبرر الذي يبديه الإسبان تجاه جارهم الجنوبي، بل إن التحولات الكبرى السلبية التي عرفتها إسبانيا خلال القرن العشرين ظلت مقترنة بالمغرب. فقد عجلت الهزيمة المهينة التي منيت بها القوات الإسبانية من قبل المجاهد عبد الكريم الخطابي في معركة أنوال سنة 1921 بسقوط الملكية و غيرت البنية السياسية في إسبانيا. والكثير من الإسبان كذلك، حتى بين من يدعون أنهم يساريون، بل وحتى ثوريين[24]، لا ينسون الدور الذي لعبه المغاربة من الذين ساهموا في عبور فرانسيسكو فرانكو من شمال المغرب إلى إسبانيا والمشاركة في الحرب الأهلية (1936 – 1939) لصالح الجنرالات الذين تمردوا على الجمهورية الاشتراكية آنذاك، وكان أداؤهم حاسما في هزيمة الجمهوريين. وتثبيت الديكتاتورية الفرانكاوية (Franquismo)[25] التي حكمت البلاد لنحو أربعة عقود من الزمن. ولذلك ينظر الإسبان إلى أن المغرب جزء من مخيالهم وفاعل في مسارهم.
لم تستطع اسبانيا أن تخرج من قلقها التاريخي المزمن، وأن تتخلص من كتبها القديمة التي صورت عبور طارق بن زياد بجيشه للمضيق كلحظة مليئة بالعنف والقتل، حيث يتصور المتخيل الإسباني أن مع سفن طارق جاءت كل الكوارث. وحتى بعد رحيل “هذا المورو” إلى الضفة الأخرى للمضيق لم يختف العداء، وإنما تكرس في الكثير من الخطابات والممارسات العنصرية التي يعاني منها المهاجرون المغاربة في إسبانيا. وتستغل أحزاب اليمين، التي على رأسها الحزب الشعبي (El partido popular) وحزب فوكس(partido Vox)، الطروحات الصليبية الاستئصالية المتطرفة في الماضي، من أجل كسب وتعزيز مخاوف الاسبان وتوجساتهم، وتوظيف هذه الهواجس كورقة انتخابية لاستمالة أصوات الناخبين. كما أن العمليات الإرهابية التي شهدتها بعض المدن الاسبانية (تفجيرات مدريد في 11مارس2004، و الهجوم الإرهابي بساحة “لاس رامبلاس” (Las Ramblas) الشهيرة بالعاصمة الكطلانية في غشت 2017)، ولد لدى جزء كبير من الرأي العام الاسباني ربطا مختزلا بين وجود المهاجرين وعدم الاستقرار السياسي والأمني، و ازدادت درجات معاناة الجالية المغربية بعد ما تضاعفت نسب الاعتداءات العنصرية ضدهم[26].
خاتمة:
يحتاج المؤرخ في فهم الحدث لاستحضار الماضي والحاضر معا، والسير بحرية بينهما دون السقوط في غواية أحدهما، فكلاهما مهم في تجديد الكتابة التاريخية وتغيير أدوات اشتغالها على نحو يجعلها قادرة على تقديم تفسيرات أعمق للحياة الاجتماعية في مجملها في التاريخ الجديد، يحتاج الماضي والحاضر إلى بعضهما، وكلاهما يضيئ الآخر بنورهما المتبادل كما يقول فرنان بروديل (Fernand Braudel)، فالحاضر منغرس في الماضي، وصورة هذا الأخير لا تكتمل إلا وفق شروط الحاضر ورهاناته. كذلك المغرب وإسبانيا ،يحتاجان إلى بعضهما كبلدين جارين تجمعهما مصالح متبادلة وعلاقات استراتيجية، فوجود جار جنوبي قوي ومسنود بحقوقه التاريخية هو في صالح إسبانيا ومكسب لها أيضا، و سيكون من باب الوهم في اسبانيا، أن يكون المغرب، مستكينا تحت جناحها وأن يكون مجرد مفيد لها، وكما تريد هي. على إسبانيا أن تدرك أنها محتاجة إليه، ففي قوة المغرب ضمان لأمن واستقرار إسبانيا، بل ومنطقة البحر الأبيض المتوسط ككل. و بحكم التاريخ المشترك، والموقع الجغرافي والمصالح المتداخلة. فإن ما يجمع المغرب واسبانيا أكبر بكثير مما يفرقهما.
قائمة المصادر والمراجع:
- سعيد الحاجي: “السلوك التضامني خلال أزمة كورونا: التاريخ مدخلا للفهم والتفسير”، ضمن مؤلف جماعي” أي دور للمؤرخ في فهم أزمة كورونا؟،منشورات مركز تكامل للدراسات والأبحاث، مطبعة قرطبة، أكادير، الطبعة الأولى 2020.
- الطيب بياض: “التاريخ بين الجدوى والموضوع وآليات الاشتغال”، ضمن مؤلف جماعي” أي دور للمؤرخ في فهم أزمة كورونا؟،منشورات مركز تكامل للدراسات والأبحاث، مطبعة قرطبة، أكادير، الطبعة الأولى 2020.
- البضاوية بلكامل:”هل استعادة المؤرخ لما حدث في الماضي سيفيد في فهم ما يجري في ومن كورونا؟”، ضمن مؤلف جماعي” أي دور للمؤرخ في فهم أزمة كورونا؟،منشورات مركز تكامل للدراسات والأبحاث، مطبعة قرطبة، أكادير، الطبعة الأولى 2020.
- الطيب بياض، “الصحافة والتاريخ”، إضاءات تفاعلية مع قضايا الزمن الراهن، منشورات دار أبي رقراق، الرباط، الطبعة الثانية، 2019.
- وجيه كوثراني، “تاريخ التأريخ، اتجاهات، مدارس، مناهج”، منشورات المركز العربي للأبحاث وتحليل السياسات، الدوحة، الطبعة الثالثة،2015.
- جمال فزة،”في الحاجة إلى تجديد صنعة المؤرخ: قراءة في كتاب “الصحافة والتاريخ للمؤرخ الطيب بياض”، مجلة أسطور، منشورات المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة قطر، العدد 10،يوليوز 2019.
- قاسم الحادك،”الأسطوغرافيا المعاصرة وتاريخ الزمن الراهن تحديات ورهانات”، مركز نهوض للدراسات والنشر،2018.
- خالد طحطح ،تاريخ الزمن الراهن، السياق والإشكاليات”، مجلة أسطور، منشورات المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، قطر، العدد 2،يوليوز 2015.
- دوس فرانسوا، “التاريخ المفتت، من الحوليات إلى التاريخ الجديد”، ترجمة محمد الطاهر المنصوري، المنظمة العربية للترجمة، بيروت 2009.
- باتريك، بوشرون “ما يستطيعه التاريخ”، ترجمة جلال الحكماوي، الدار البيضاء 2018.
- جاك،لوغوف “”التاريخ الجديد”، ترجمة وتقديم، محمد الطاهر المنصوري، بيروت، المنظمة العربية للترجمة،2007.
- فتحي ليسير، “تاريخ الزمن الراهن: عندما يطرق المؤرخ باب الحاضر”، دار محمد علي للنشر، تونس الطبعة الأولى 2012.
- خوان غويتيصولو: “إسبانيا في مواجهة التاريخ.. فك العقد”، ترجمة عبد العالي بروكي، منشورات الزمن، الطبعة الأولى 2008.
- عبد الواحد اكمير، “الجالية العربية في إسبانيا”، منشورات مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الأولى، بيروت/ أكتوبر 2013.
- Kenbib, Mohammed (Ed.), Temps présent et fonctions de l’historien, Série colloques et séminaires 158, Rabat: Université Mohammed V-Agdal, Faculté des lettres et des sciences humaines, 2009.
- Bloch Marc, Apologie pour l’Histoire ou métier d’Historien, édition critique préparée par Etienne Bloch, Armand Colin, Paris, 1993.
- Lucien Febvre, Combat pour l’Histoire, économies, sociétés, civilisations, Armand Colin, Paris, 1953.
[1] – اعتبر مارك بلوك أن “الحقيقة إذا كانت غاية علم التاريخ، فإن العلم التاريخي لا يكتمل إلا في الأخلاق”، ينظر مقدمة جاك لوغوف لكتاب مارك بلوك في ترجمته العربية: دفاعا عن التاريخ أو مهنة المؤرخ، ترجمة أحمد الشيخ، المركز العربي الإسلامي للدراسات الغربية، القاهرة 2013، الطبعة 2 ،ص75.
[2] – MARC Bloch, apologie pour l’histoire ou Métier d’historien, cahier des annales,3,2éme éd.(Paris : Librairie Armand Colin ; 1952) p.27.
[3] – أورده فتحي ليسير، “تاريخ الزمن الراهن: عندما يطرق المؤرخ باب الحاضر“، دار محمد علي للنشر، تونس الطبعة الأولى 2012، ص 19.
[4] – قاسم الحادك، “الاسطوغرافيا المعاصرة وتاريخ الزمن الراهن تحديات ورهانات“، مركز نهوض للدراسات والنشر،2018،ص 11.
[5] – Roussellier Nicolas. L’histoire du temps présent: succès et interrogations, In: Vingtième Siècle, revue d’histoire, n° (7, janvier-mars 199(3, p 139.
[6] – الطيب بياض،” التاريخ بين الجدوى والموضوع وآليات الاشتغال“، ضمن مؤلف جماعي” أي دور للمؤرخ في فهم أزمة كورونا؟،منشورات مركز تكامل للدراسات والأبحاث، مطبعة قرطبة، أكادير، الطبعة الأولى، ص 96.
[7] – وجيه كوثراني، “تاريخ التأريخ، اتجاهات، مدارس، مناهج“، منشورات المركز العربي للأبحاث وتحليل السياسات، الدوحة، الطبعة الثالثة،2015،ص 208.
[8] – الطيب بياض، ” الصحافة والتاريخ، إضاءات تفاعلية مع قضايا الزمن الراهن“، تقديم إدريس كسيكس، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، 2019، ص 61.
[9] – Lucien Febvre, Combat pour l’histoire, , économies, sociétés, civilisations, Armand Colin, Paris, 1953, p, 438.
[10] – سعيد الحاجي، “السلوك التضامني خلال أزمة كورونا: التاريخ مدخلا للفهم والتفسير“، ضمن مؤلف جماعي” أي دور للمؤرخ في فهم أزمة كورونا؟،منشورات مركز تكامل للدراسات والأبحاث، مطبعة قرطبة، أكادير، الطبعة الأولى 2020، ص225.
[11] – خالد طحطح،”تاريخ الزمن الراهن، السياق والإشكاليات“، مجلة أسطور، منشورات المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، قطر، العدد 2،يوليوز 2015، ص11.
[12] – أزمة جزيرة ليلى (بالإسبانية: Isla Perejil)، هي أزمة دامت 9 أيام فقط،(من 11يإلى 20 يوليوز 2002) لكنها كانت أكثر الأيام توترا في تاريخ البلدين منذ الفترة الاستعمارية، وكادت أن تؤدي إلى مواجهة عسكرية. وقد تدخلت الولايات المتحدة بوساطة وزير خارجيتها “كولن باول” من أجل حل الأزمة، لتعود الجزيرة خالية من القوات المغربية والإسبانية.
[13] – للوقوف أكثر على طبيعة شخصية أثنار وتكوينه الديني والسياسي، ودوره في تأزيم العلاقات بين المغرب وإسبانيا، يراجع الفصل الأول من كتاب “الجوار الحذر “للكاتب الصحفي نبيل درويش “.منشورات سليكي إخوان طنجة، الطبعة الأولى، يناير 2015.
[14] – بلاغ صحافي صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يوم الاثنين 31 ماي 2021.
[15] – سبتة ومليلية هما اهم الثغور التي لا تزال تحتلهما اسبانيا في شمال المغرب، منذ نهاية ما يسمى حروب الاسترداد(La Reconquista).سقطت مليلية أولا تحت الحكم الاسباني في سنة 1467،أما سبتة التي استولى عليها البرتغاليون في عام 1415 فقد حولت إلى اسبانيا بمقتضى اتفاقية لشبونة في عام 1668.وبرغم أن احتلال اسبانيا لهذه المناطق قديم جدا ويعود إلى القرنين =الخامس عشر والسابع عشر، فإن جهود المغرب لاسترجاع هاتين المدينتين وباقي الجزر الجعفرية التي تحتلها اسبانيا على طول الشواطئ المغربية على البحر الأبيض المتوسط لم تتوقف قط.
[16] – تشير آخر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الاقتصاد والمالية المغربية إلى أن إسبانيا أصبحت الشريك التجاري الأول للمغرب مند عام 2014 بحصة تبلغ 23.7 في المائة من صادراتها، والمورد الأول بحصة تبلغ 16.8 في المائة من وارداتها.
[17] – الطيب بياض: “التاريخ بين الجدوى والموضوع وآليات الاشتغال“، م.س، ص94.
[18] – ألفونصو دي لاسيرنا، جنوبي طريفة، المغرب واسبانيا، سوء فهم تاريخي، ترجمة إسماعيل العثماني، دار أبي رقراق الرباط، 2008.
[19] – عبد الواحد اكمير، “الجالية العربية في إسبانيا“، منشورات مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الأولى، بيروت/ أكتوبر 2013، ص221.
[20] – حول قرارات الطرد التي تعرض لها الموريسكيون، يراجع ،لمزيد من التفاصيل، كتاب” أبحاث ودراسات في التاريخ الأندلسي الموريسكي” للكاتب حنيفي هلايلي، دار الهدى الجزائر،2010.
[21] – Fernand, Braudel, Les Espagnols et La Berbérie De 1492 à 1577, éd N°02, Belles Lettres étude, Algérie, 2013, pp.200 – 201.
[22] – تاريخ المغرب تحيين وتركيب، إشراف محمد القبلي، المعهد الملكي لبحث في تاريخ المغرب، الرباط،2011، ص 397-398.
[23] – Fernand, Braudel, La Méditerranée et Le monde Méditerranéen à l’époque de Philippe II, Paris, Armand colin, 1965. Paul Carmignani, Autour de F. Braudel, Presse Universitaire de Perpignan, 2002, pp 515-539.
[24] – خوان غويتيصولو: “إسبانيا في مواجهة التاريخ.. فك العقد“، ترجمة عبد العالي بروكي، منشورات الزمن، الطبعة الأولى 2008، ص 119.
[25] – الفرانكوية هو تعبير يشير إلى فترة من تاريخ إسبانيا، بعد الحرب الأهلية 1936-1939، والتي قام الديكتاتوري الإسباني “فرانسيسكو فرانكو” بحكمها، ما بين أعوام 1939 و 1975، وقد وقعت إسبانيا خلال تلك الفترة تحت الحكم الشمولي والفاشي المستبد.
[26] – كشف تقرير رسمي صادر عن وزارة الداخلية الإسبانية سنة 2015، أن 40 بالمائة من جرائم كراهية الأجانب مرتبطة بـ “الإسلاموفوبيا”، وأن أغلب ضحايا كراهية الأجانب عامة، و”الإسلاموفوبيا” خاصة، في إسبانيا، هم المهاجرون المغاربة، باعتبارهم الجالية المسلمة الأكثر عددا في هذا البلد، إذ يبلغ عددهم أكثر من 800 ألف مهاجر.