الأوساط الطبيعية المحمية ومظاهر التنوع البيولوجي و الإيكولوجي: دراسة حالة محمية سيدي بوغابة
The protected natural middle and manifestations of biological and ecological diversity:
Case study of the Sidi Boughaba Reserve
ط.د. صلاح الدين والزين/مختبر تراب، بيئة، تنمية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، القنيطرة، المغرب
OUAZINE SALAH-EDDINE/ laboratory soil, environment, development, Faculty of Humanities and Social Sciences, Kénitra
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 79 الصفحة 29.
ملخص :تروم هذه الدراسة الوقوف على رصد مظاهر الدينامية البيئية التي تعرفها الأوساط الطبيعية بيولوجيا وإيكولوجيا، بغية معرفة أشكال وعوامل التدهور البيئي بها، ويمكن القول إن القضايا البيئية التي تعاني منها المناطق المحمية بالمدن الساحلية، خصوصا المدن ذات التوجه الصناعي، وتتخذ محمية سيدي بوغابة وهوامشها توجها متسارعا نحو التدهور التدريجي في الوقت الراهن، علما بأنها تتوفر على وسط حيوي وغني بالموارد الطبيعية، المتمثلة أساسا في التشكيلات النباتية والأصناف الحيوانية الفريدة، التي تستحق تتبعها وتثمينها والحد من مختلف الانعكاسات الطبيعية والبشرية المحدقة بها.
الكلمات المفتاحية: الأوساط الطبيعية – التنوع البيولوجي – الدينامية البيئية- المناطق المحمية- التراث الطبيعي.Abstract :
This study aims to monitor the aspects of environmental dynamics that are known to the natural environments, biologically and ecologically, in order to know theا forms and factors of environmental deterioration in them.
The purpose of this study is to monitor aspects of environmental dynamics is the natural both biologically and ecologically. The reason behind this is to determine types and factors environmental deterioration however, we may say that the environmental problems that affect protected areas in coastal cities. Sidi Boughaba and its surrounding areas are deteriorating gradually and quickly nowadays. This place has important habitat which is rich in natural resources like plants and unique animals. These natural resources deserve follow up appreciation and minimization the human and natural influence.
Key Words: Natural Communities- Biodiversity- Environmental Dynamic- Protected Areas –Natural Heritage.
مقدمة :
أضحت الأوساط الطبيعية في عصرنا الحاضر محدداً بيئيا عالمياً يفرض نفسه بإلحاح ويؤثر على المؤشرات الاقتصادية والتجارية والعلاقات الدولية الراهنة، كما يعد الاهتمام بها من أهم المقاييس لتقييم تقدم الدول، فالعالم اليوم يواجه تحديات تتمثل في كيفية خلق توازن بين استدامة الموارد وبين الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي والإيكولوجي. وقد لاحظ الخبراء و العلماء و المهتمون في الميدان البيئي أن التقدم التكنولوجي يقوم بتدمير كل أشكال الحياة على كوكب الأرض، ويعد الإنسان المسبب الرئيس لظهور الآفات البيئية وذلك بسعيه لتلبية حاجياته المتزايدة وإشباع رغباته على حساب الطبيعة.
في المقابل أخذ الإطار القانوني في العقود الأخيرة يهتم بقضايا البيئة ويأخذها مأخذ الجد، حيث ظهرت مجموعة من الكتابات والأبحاث والدراسات، تعالج القضايا البيئية التي أخذت حيزاً من الاهتمام الدولي بسبب بعدها العالمي، والمغرب كغيره من الدول هو الآخر يعاني من مشاكل بيئية تتفاقم يوما بعد يوم، بسبب التدخل غير العقلاني للإنسان في الطبيعة.
1- إشكالية الدراسة :
يتوفر إقليم القنيطرة على مجموعة من الأوساط الطبيعية المختلفة الخصائص والمتعددة الوظائف، لكن وضعيتها الحالية جد مقلقة، وهو ما دفعنا إلى بسط مجموعة من التساؤلات التي تطرح نفسها بإلحاح،خصوصا تلك التي تتمحور حول ما طبيعة دينامية الوسط الطبيعي والتنوع البيولوجي والايكولوجي والأسباب الكامنة وراءه؟ وما التحولات التي عرفتها محمية سيدي بوغابة على المستوى البيئي خلال العقود الماضية؟ وهل هي مرتبطة بأشكال التدهور الذي أصاب الوسط الطبيعي؟ وما الشروط الكفيلة لتحقيق تنمية مستدامة تراعي إمكانات المحافظة على البيئة وتلبية احتياجات الإنسان وطموحاته الأساسية ؟
2- المنهجية :
تبعا للخطوات المنهجية و العلمية التي تتبنى الوصف و التفسير والتحليل والمقارنة، بحيث يعود السبب الرئيس في اختيارها محاولة الإجابة عن الإشكالية وتفكيك أبرز عناصرها،لأن الموضوع يهم تشخيص واقع الأوساط المحمية بالساحل الأطلنتي لسهل الغرب، أما فيما يتعلق بعملية ملء الاستمارة فقد اعتمدنا فيها على العينة العرضية لمجتمع البحث، على أن القاعدة العريضة من الفئات المستجوبة هي ما بين 0-5 و 5-10 هكتار، حتى تكون العينة معبرة وممَكِّنة من ملامسة حالة الأوساط الطبيعية الرطبة بالمجال المدروس.
3- تقديم مجال الدراسة :
تتوطن محمية سيدي بوغابة من الناحية الإدارية ضمن جماعتين ترابيتين، أولاهما هي الجماعة الترابية المهدية التي تضم الجزء الشمالي من المحمية بنسبة حوالي 80% ، وثانيتهما الجماعة الترابية سيدي الطيبي التي تضم الجزء الجنوبي من المحمية بنسبة حوالي 20%.وللإشارة فإن الجماعتين تابعتين إداريا لإقليم القنيطرة. ويحد المحمية الطبيعية شمالا واد سبو وقصبة المهدية، وجنوبا ضريح سيدي بوغابة، وشرقا غابة المعمورة، وغربا المحيط الأطلنتي. ويمر بجانبها طريق ثانوية رقم 212 وطريق ثانوية أخرى رقم 214 تتجهان نحو قصبة المهدية الإسماعيلية.
شكل رقم 1: توطين مجال الدراسة
4- تعريف المناطق المحمية
يراد بالمناطق المحمية في مدلول القانوني المغربي هي كل فضاء بري أو بحري أو هما معا محدد جغرافيا ومعترف به بوسيلة قانونية ومهيأ ومـدبر بشـكل خـاص لأغـراض ضـمان حمايـة التنوع البيولوجي وصـيانته وتطـويره، وكـذا الحفـاظ علـى الـتراث الطبيعـي والثقـافي وتثمينـه واستصلاحه لأجل تنمية مستدامة ووقايته من التدهور. وعمقها بين نصف متر ومترين. وهي ضاية مغلقة ليس لها اتصال بالبحر، وينبع ماءها من باطن الأرض، ويزداد بتساقطات الأمطار[1].
5- مميزات بحيرة سيدي بوغابة
تمتد محمية سيدي بوغابة على مساحة 265 هكتاراً[2]، وتحوي ما يناهز 210 نوعا من الأصناف النباتية، أغلبها معتادة للعيش وسط المياه والتربة، وتتميز بوجود بحيرة طبيعية عذبة في قلب الغطاء الغابوي تتغذى من مصدرين فقط، هما المياه الجوفية التي تعتبر الامتداد الطبيعي للمياه العذبة على الساحل الشمالي الغربي لسهل الغرب، وكمية التساقطات المطرية المهمة التي تتلقاها سنويا. بحيث لا تتصل هذه البحيرة بمياه المحيط ولا بالمياه الجوفية المالحة.
كما تعد المحمية البيولوجية حاليا ملـكا مـن أمــلاك الدولــة، وتضــم أوســاطا طبيعيــة نــادرة ذات أهميــة بيولوجيــة وإيكولوجيــة عالمية، تخصـص للمحافظـة علـى الأنـواع النباتيـة والحيوانيـة ومواطنهـا، وتسـتعمل لأغـراض علميـة وتربوية[3]. وهي مجال ذو منفعة بيولوجية وايكولوجية. وقد أعلنت سنة 4197منطقة سيدي بوغابة محمية طبيعية بقرار وزاري، وصنفت سنة 1980ضمن قائمة «رامسار» للمناطق الرطبة ذات الأهمية العالمية. و سميت بهذا الاسم نسبة إلى رجل صالح اسمه سيدي محمد بن عبد الـله، كان يلقب بـ «بوغابة»، إذ عاش مختلياً في هذه الغابة، وقد كان من المقاومين المشهورين للاستعمار[4]. ويمكن الإشارة أيضا إلى أن المحمية تعتبر الشاهد الوحيد لغابة العرعار الطبيعي على الشريط الساحلي الأطلنتي، وكذلك آخر بحيرة طبيعية عذبة، تستهوي الزوار والمهتمين والباحثين عن سحر الطبيعية ومناظرها الجذابة.
وتبعد البحيرة عن مدينة الرباط بحوالي 40 كيلومترا، وقرابة 7 كيلومترات من مدينة القنيطرة، وتقع خلف شاطئ المهدية. وتزخر المحمية بغطاء نباتي كثيف يتألف من أصناف نباتية شتى، من قبيل البلوط والزيتون البري والعرعر الأحمر والضرو والرتم، وتضم بين أحراشها وشجيراتها أصنافا حيوانية جمة، تتوزع بين الثدييات الصغيرة والطيور القاطنة والمهاجرة، إلى جانب تنوع فريد من الحشرات واللافقريات وأسماك المياه العذبة الموجودة بالبحيرة[5].
5-1- الخصائص الطبوغرافية
تنتمي بحيرة سيدي بوغابة طبوغرافيا الى وحدتين طبيعيتين هما: الشريط الساحلي غربا الذي يتميز بانبساط نسبي تتخلله بعض المنخفضات، و الجزء الغربي من هضبة المعمورة. وتشكل البحيرة حزاما من الكثبان الرملية، فكلما توغلنا نحو العمق نجد ارتفاعا تدريجيا فوقها”[6]. أما بالنسبة للمستويات الارتفاعية بمجال الدراسة، نجد أعلى ارتفاع يسجل في الجنوبي الشرقي بـ 77 متر وأخفض نقطة ارتفاع تسجل في أقصى الشمال بـ 4 متر[7].
5-2 الخصائص الجيومرفلوجية
ساهمت عدة عوامل في تطور ساحل المعمورة خلال الدور الهولوسيني البنائي المرتبط بتهدل سهل الغرب، في انخلاع عند شاطئ الأمم، يعرف تطورا تراكميا، في حين يعرف الجزء الجنوبي من ساحل المعمورة تطورا تراجعيا.[8] وتشغل بحيرة سيدي بوغابة منخفضا طوليا، يوازي خط الساحل الحالي قعره عند ارتفاع 0 متر تحيط به كثبان عالية تصل ارتفاعاتها إلى 70 مترا. اعتبرت كمجرى قديم لواد سبو الأسفل، الذي كان يمر منها، ويصب في شاطئ الأمم.[9]
ويأخذ السياق الجيومرفلوجي المتعلق بمحمية سيدي بوغابة أشكالا تراتبية يمكن أن نلخصها في:
- المجال الساحلي :من الغرب يتم الاتصال مع المحيط بواسطة خط ساحلي متباين الشكل تتميز طبوغرافيته بانبساط تتخلله منخفضات بيكثيبية، كما يطغى على جنوب شاطئ الأمم الذي يتميز بطابع التعرج على شكل أجراف صخرية عالية لها إشراف عام على البحر، بينما في الشمال منه يبدو خط الساحل أكثر استقامة على شكل شاطئ رملي تتوالى فيه الكثبان الحية[10].
بالموازاة مع الساحل نجد مجموعة من التلال ذات الأشكال الطولية الممتدة شمال شرقي- جنوب غربي، يزداد ارتفاعها نحو الشمال حيث يصل أعلى ارتفاع إلى حوالي 77 متر، و تفصل فيما بينها منخفضات طولية عميقة و ضيقة و منخفضات بيكثيبية، و على العموم فإن أهم الكثبان الرملية التي يتكون منها الساحل انطلاقا من شاطئ الأمم في اتجاه شاطئ المهدية هي كالتالي:
- المركب الكثيبي باللون الأصفر: نجده في المهدية يتكرر بشكل متراكب
- الكثيب الرمادي الهولوسيني المتصلب: و هو الكثيب الذي يحد الغابة من الغرب، و يبدأ في الظهور متفردا شمال شاطئ الأمم مباشرة.
- الكثيب الأبيض: و هو الكثيب المتحرك الذي يتراكب جانبيا مع الكثيب الرمادي[11].
مجال امتداد هضبة المعمورة : تمتد بين زمور جنوبا و سهل الغرب شمالا، محدودة من الشرق بواد تيفلت و من الغرب بالساحل الأطلنتي، و هي تشكل منطقة التقاء بين حوض الغرب التهدلي و الكتلة الأولية المرفوعة للهضبة الوسطى. ويتميز سطح الهضبة بتموج تتخلله تلال طولية ذات امتداد شمال شرق- جنوب غرب، تفصل بينها وهدات متوازية تشغلها أحيانا الغابات والأودية. وتظهر على هوامش محمية سيدي بوغابة منخفضات واسعة ذات شكل دائري إذ تشرف على المنخفض نقط ارتفاع تصل حوالي 50 متر في حين ينخفض قعره إلى أقل من 10 أمتار غربا.
6–المعطيات الهيدرومناخية
تعد محمية سيدي بوغابة منطقة غنية من الناحية الهيدرولوجية والهيدرولوجيولوجية، نظرا لما تزخر به من مؤهلات طبيعية أهمها البحيرة البيولوجية، وهي عبارة عن منخفض طبوغرافي، يمتد على مساحة شاسعة يتراوح قطرها بين 100 و 300 متر و عمقها ما بين 1 و 4 أمتار، وهي تقع في أقصى الشمال الغربي لجماعة سيدي الطيبي، و تقدر مساحتها بحوالي 800 هكتار، و تبعد عن مدينة القنيطرة بحوالي 14 كلم. [12]
المصدر:محطة القنيطرة سنة 2020
شكل رقم 2: التساقطات والحرارة بالمحطة المناخية للقنيطرة سنة 2019
إحداثيات المحطة: X=390.00km Y=411.50 km Z= 5m
تتوزع التساقطات المطرية الشهرية بشكل متفاوت طيلة السنة، إذ إن كمية التساقطات المطرية تتركز في ثلاثة أشهر، هي نونبر ودجنبر ويناير، بحيث تبلغ كمية التساقطات فيها حوالي 52.78%من مجموع التساقطات السنوية. بينما تعرف أشهر الصيف ( يونيو، يوليوز وغشت) أدنى كمية للتساقطات أقل من 4 ملمتر، وتعد التساقطات المطرية في شهر دجنبر هي الأكثر كمية، بمعدل 105.7 ملم كمتوسط ، وتسجل أدنى كمية للتساقطات المطرية في شهر يوليوز وغشت بمعدل 0.3ملم.
وتتوزع الحرارة الشهرية هي الأخرى بشكل متفاوت، حيث تتلقى أشهر فصل الصيف (يونيو، يوليوز وغشت) أعلى درجات الحرارة، تتعدى 20°C درجة كمتوسط، وتبلغ أقصاها خلال شهر غشت لتصل إلى 23°C درجة، وذلك خلال 43 سنة ما بين 1974 و 2016م. أما أدنى درجات الحرارة فيعرفها شهر يناير حيث تصل إلى 11,6°C درجة كمتوسط. وتعرف المنطقة الساحلية ارتفاعا مهما في نسبة الرطوبة نتيجة تكاثف الضباب وتوفر الندى قرب الساحل، إذ تصل نسبة الضباب إلى 4 أيام في الشهر حسب ما سجلته محطة القنيطرة.
نخلص من خلال ما سبق إلى أن محمية سيدي بوغابة تعرف مناخاً رطباً متوسطياً متقلبا، حيث إن متوسط درجة الحرارة يتراوح مابين °C15.9 درجة و 14,6°C درجة، وكذلك فإن المحمية تتأثر بالرياح القادمة من ساحل المحيط المحملة بالرطوبة التي تعمل على تلطيف الجو وخاصة خلال فصل الصيف، كما أن فصل الشتاء يتميز بوفرة التساقطات المطرية حيث تستقبل المحمية كمية مطرية تصل إلى 600 ملم، وتعتبر هذه التساقطات من المحددات الأساسية لمعرفة خصوصية المحمية.
7- التشكيلات النباتية والأصناف الحيوانية
تكتسي محمية سيدي بوغابة أهمية بالغة من الناحية البيئية[13]، فهي من جهة تتوفر على غابة طبيعية يعيش فيها إلى جانب العرعار الأحمر أكثر من 60 نوعا نباتيا في توازن بيئي ( الزيتون البري ، درو، رطم …)، ومن جهة ثانية تتوفر المنطقة على بحيرة دائمة عذبة الماء، وتشكل كائناتها النباتية والحيوانية العديدة شبكة غذائية متوازنة. ومن جهة ثالثة ، فإن المنطقة تقع على محور هجرة الطيور الساحلية، ويوجد بها ما يقرب من 200 نوعا من الطيور، و 171 نوعا من الطيور المهاجرة التي تقضي فصل الشتاء بالمنطقة هروبا من برد أوربا القارس، أو تستريح بها قبل متابعة هجرتها، كما تعيش فيها حيوانات متعددة كالأرانب والقنفذ والفأر المخطط والسلحفاة والحرباء و البومة[14].
جدول رقم 1: يتضمن التنوع البيولوجي بمحمية سيدي بوغابة.
أهم التشكيلات النباتية | أهم الأصناف الحيوانية |
العرعار الأحمر | القنية |
الزيتون البري | الفأر |
الدوم | السرعوب |
الرطم | السلحفاة |
الأسل | الحرباء |
السمارة | البط أخضر العنق |
السوسن المائي | حدف الرخامي |
البردي | القرناء |
الأوكاليبنوس | الدجاجة الزرقاء |
السنط | بومة المستنقعات الإفريقية |
الأغاف | الغرة |
المصدر : المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ، القنيطرة، 2020.
شكل رقم 3: يوضح نسبا لبعض التشكيلات النباتية المتواجدة بالمحمية
المصدر : مديرية المياه و الغابات بالقنيطرة 2020.
نستشف من هذا الشكل أن الغطاء النباتي يلعب دورا مهما سواء من الناحية البيئية أو من الناجية السوسيواقتصادية باعتباره ثروة فريدة جهويا ووطنيا، إلا أنه يعاني بشكل كبير من التدهور. وتسجل سنويا أرقام تنذر بتراجعه خصوصا فيما يتعلق بشجر البلوط الفليني، على الرغم من خضوع المحمية وهوامشها لإعادة التشجير، إلا أن التعويض كان بالأوكاليبتوس باعتباره غطاء نباتيا اصطناعيا، وذلك بهدف تحصين الغطاء النباتي الطبيعي بالأساس.
المصدر: العمل الميداني2019/02/23
صورتان رقم 2-1: توضحان المنظر البانورامي لمحمية سيدي بوغابة البيولوجية
المصدر: العمل الميداني2019، عن ملصق اتفاقية SAPANA الثالثة سنة2002.
صورة رقم 3: تبين غنى وتعدد الأصناف الحيوانية بمحمية سيدي بوغابة.
المصدر: العمل الميداني2019، عن ملصق اتفاقية SAPANA الثالثة سنة 2002.
صورة رقم 4: توضح عدد من أصناف الطيور المائية التي تتواجد بمحمية سيدي بوغابة.
8- أشكال تدهور الوسط الطبيعي المحمي
تعاني الأوساط الطبيعية من أوضاع مقلقة من خلال الضغوط الناتجة عن التدخلات البشرية التي تطال المواقع ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية، الموجودة على طول المنطقة الساحلية، الشيء يشكل تهديدا دائما لها،ويجعلها مهددة بالتدهور في المستقبل المتوسط،تنذر والمؤشرات بتراجع دورها البيئي والسبب يعود أساسا للسلوك البشري[15]. لكن في المقابل استنفرت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر الواقع البيئي بوضع خطة عمل لمواجهة التدهور والمحافظة على الثروة الطبيعية.
جدول رقم 2: أنواع تحديات التنوع البيولوجي بمحمية سيدي بوغابة.
تحديات طبيعية |
|
تحديات بشرية |
|
تحديات مؤسساتية |
|
المصدر: إعداد شخصي من خلال العمل الميداني.
تتسم وضعية المجالات المحمية بالمغرب حاليا بطابع الاختلال والتدهور،وذلك نتيجة الاستغلال المفرط وغياب حماية وتثمين الموارد الطبيعية. وتشير المعطيات الرسمية إلى أن تدهور المجالات الغابوية بالمغرب يقدر بـ17 ألف هكتار سنوياً، وتجدر الإشارة إلى أن الأوساط الغابوية تقدم عدة وظائف في غاية الأهمية بحيث تسهم ب 1.5 في المائة من الناتج الداخلي الخام للمغرب. كما أن إمكانيات الإنتاج بالغابات المنتجة تتراوح ما بين 20 و30 في المائة. بهدف تحقيق التوازن البيئي، والمحافظة على التنوع البيولوجي، ومواجهة عدوانية الظروف الطبيعية ومظاهر الهشاشة البيئية[16].
ويمكن استعراض آراء الزوار الذين يرتادون المحمية من حين لآخر خصوصا في ما يتعلق بعلاقة التغيرات المناخية والأوساط الطبيعة في الفترة الراهنة.
المصدر: استمارة البحث الميداني أبريل،2020.
شكل رقم4:رأي الزوار حول تراجع منسوب مياه بجيرة سيدي بوغابة
انطلاقا من الاستمارة أعلاه، يرى أغلب الزوار أن التقلبات مناخية التي عرفها العالم في العقود الأخير أدت إلى التأثير على المحمية الرطبة لسيدي بوغابة بشكل محسوس،الشيء الذي أدى إلى ارتفاع في درجة حرارة المياه السطحية للبحار والمحيطات، وكذا ارتفاع في درجة حرارة الكرة الأرضية،وهذا الارتفاع أصبح محسوسا لدى الجميع الباحثين وحتى المرتادين للمحمية، وهذا ما بينته الدراسة التي أجريناها مع الزوار،حيث يرى 91% من الزوار أن حرارة سطح البحر ارتفعت،في حين يرى 9% من الزوار أن درجة حرارة مياه البحر لم تشهد أي ارتفاع، ويجمع الزوار على أن حرارة سطح الأرض قد ارتفعت بالمقارنة مع العقود الفارطة.
8-1- استنزاف الوسط الغابوي
يعرف المجال الغابوي الموجود بالمحمية تهديدا كبيرا، وذلك راجع لاستغلاله من لدن السكان، نظرا للتوسع الحضري الذي يشهد تزايدا مستمرا، على الرغم من التميز والتنوع التي يوجد بالمحمية، إلا أنها تعاني من تدهور كبير في عدد من التشكيلات الغابوية والنظام البيئي، وهذه الانعكاسات– في الحقيقة – ليست وليدة اليوم، بل ترجع إلى فترات تاريخية قديمة، وتتدخل فيها مجموعة من العوامل من أبرزها:
- السقوط الطبيعي للأشجار بسبب شيخوختها.
- زحف الرمال واختفاء الغطاء النباتي وما ينتج عنهما من ظواهر مهمة للتعرية مرتبطة بالطبيعة الرملية للتربة، بالإضافة إلى توالي سنوات الجفاف.
- توسع المدارات الحضرية على حساب المساحات الغابوية.
- كثرة توافد السياح في الفترات الموسمية تساهم في تدهور المحمية وتلويثها، وذلك عن طريق رمي النفايات و المخلفات.وتوضح الخريطة الآتية المناطق الأكثر تضررا بالمحمية وعلى هوامش البحيرة المائية.
شكل رقم5:المناطق الأكثر تضررا بفعل التدخلات البشرية
- تسبب السياح في حرائق الغابات و التي تعد من أخطر الكوارث التي تحدث في الغابة ويرجع ذلك إلى الإهمال واللامبالاة ومن أبرز مظاهرها رمي نفايات السجائر المستعملة إضافة إلى الرعي الجائر.
8-2 – رمي النفايات الضارة بالبيئة
يثير إلقاء النفايات في المحمية قلق المهتمين بالمجال البيئي، بحيث يشكل تهديداً مباشرا على النظام الإيكولوجي، ولا يقتصر ذلك على البحيرة، بل يطال حتى مواطن الطيور والتشكيلات النباتي النادرة بالمحمية، خصوصا شجر العرعار والبلوط الفليني، وتعد المواد البلاستيكية من أخطر أنواع النفايات الصلبة لكونها من المواد غير القابلة للتحلل، و هي من أخف النفايات الصلبة، مما يسمح لها بالانتشار على مسافات شاسعة بعيدا عن المنطقة التي تم وضعها فيها، حيث تنقل بفعل عامل الرياح أو الماء.
ويعاقـب قانون رقم 22.07 في المادة 30 ” بغرامـة مـن 30 إلى 1200درهم كل من يتخلى عن أشياء أو فضلات صلبة أو سائلة داخل المنطقة المحمية أو من يتجول في المناطق التي يمنع على العموم ولوجها أو كل من يخالف منع القطف أو الجمع ؛ يترك حيوانات أليفة تتيه خارج الأماكن المرخصة لذلك”[17].وفي غالب الأحيان نجد أن بعض هذه المواد البلاستيكية تكون من قبل زوار المحمية البيولوجية باعتبارها متنفسا ومنتزها قريبا من المجال الحضري، الذي يعرف بدوره تلوثا رهيبا، الشيء الذي يخلف ضررا بالمنظومة البيئية ويشوه المنظر الجغرافي للوسط الطبيعي. وللتغلب على مثل هذه الممارسات البشرية السلبية، لابد من توعية زوار المحمية وتحفيزهم وتشجيعهم من أجل حماية البيئة حماية لمستقبل البشرية.
8-3- الزحف العمراني
إن قضية التوسع العمراني على حساب المجالات المحمية القريبة من المدن مشكلة دولية، تعاني منها أغلب دول العالم، ويعرّف الزحف العمراني بأنه الامتداد في استعمالات الأراضي واستغلالها في البناء العقاري لتحقيق أهداف الأنشطة البشري، وعندما يكون النمو السكاني متزايدا فإنه يشكل ضغطا كبيرا على الأوساط الطبيعية، ويتمثل هذا النمو في الزيادة الطبيعية للسكان، وهو ما يدل على انعدام التخطيط الاستراتيجي للمدن، مما يفضي إلى توسعها العمراني على حساب المجالات الهامشية، بالإضافة إلى رغبة السكان في السكن بضواحي المدن. ومن أبرز انعكاسات التوسع العمراني على حساب الأوساط الطبيعية :
- تقلص المساحات الإيكولوجية وزيادة مساحة المناطق السكنية بجوارها.
- تمهيد الطريق للمخاطر البيئية التي تؤدي إلى تدهور الأوساط الطبيعية مثل ظاهرة التصحر.
- الإخلال بالنظام البيئي بسبب ارتفاع التلوث البيئي.
- تراجع التنوع البيولوجي بالوسط البيئي وانقراض بعض أصنافه النباتية والحيوانية.
وفي نفس السياق يحسم القانون رقم 22.07 المتعلق بالمناطق المحمية السالف الذكر هذا الأمر في المادة 15 من الباب الثاني بشكل واضح: “يجب أن تمـارس ملكيـة الحقـوق العينيـة للأراضـي المتواجـدة في المنـاطق المحميـة دون إدخال أي تغيير على حالة هذه الأراضي وطابعها الخارجي ، على النحو الذي وجدت عليه إبـان إحداث المنطقة المحمية يجوز للدولة اقتناء الأراضي المتواجدة في المناطق المحمية والتي يعتبر ضـمها إلى ملـك الدولـة ضروريا، وذلك بالتراضي أو بواسطة نزع الملكية ، وفقا للتشريع الجاري به العمل“[18].وللإشارة فإن إقليم القنيطرة يحتل مكانة اقتصادية هامة، مما جعل النزوح السكاني نحوه كبيرا، كما أن الإقليم يعرف انتشار البناء على حساب الشواطئ، و هذا الوضع يؤدي إلى ظاهرة استنزاف المقالع الرملية بالإقليم، التي أصبحت تتفاقم يوما بعد يوم.
9- سبل حماية وتدبير الأوساط الطبيعية المحمية
للحد من الآفات التي تؤثر حاليا على الوسط الطبيعي، لابد من البحث الحثيث والجاد عن حلول ناجعة بغية تحديد استراتيجية متينة لمواجهة المخاطر وكل ما من شأنه أن يعرقل جهود تنمية المناطق الرطبة. فبالنسبة لمحمية سيدي بوغابة مثلا، يجب توجيه الاهتمام لها بتوفیر الخدمات التربوية والسوسيوثقافية من أجل تثمین الموارد الطبيعة، وتحسین ظروف عيش التنوع البيولوجي بالمحمية. ويحتاج هذا الأمر إلى استراتيجية مندمجة للتنمية، ضمن رؤية واضحة وواقعية بعيدة المدى تقوم على تحقيق تنمية مستديمة.
جدول رقم3: كرنونولوجية حماية وتدبير التنوع البيولوجي بمحمية سيدي بوغابة.
مستوى الحماية | الحالة | تاريخ التصنيف | هيئة الحماية |
دولي | قائمة رامسار RAMSAR | 1980 | قطاع المياه والغابات |
وطني | موقع طبيعي مصنف | 1951 | وزارة الثقافة |
محمية صيد دائمة | 1975 | قطاع المياه والغابات | |
محمية صيد | 1980 | قطاع المياه والغابات | |
موقع ذو أهمية بيولوجية وايكولوجية SIBE | 1996 | قطاع المياه والغابات | |
قانون 22.07 المتعلق بالمناطق المحمية | 2010 | قطاع المياه والغابات |
المصدر : تقرير المحمية البيولوجية لسيدي بوغابة بين الواقع المؤلم والآفاق المستقبلية، جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، إ عداد وتقديم مصطفى بنرامل ، دجنبر 2020، القنيطرة، ص 5،بتصرف.
وقد أظهر كوفيد-19 مدى ارتباط الإنسان وصحة ارتباطاً وثيقاً بالوسط الطبيعي. وأصبح من الضروري المحافظة عليه، ويمكن من خلال المحافظة على التنوع البيولوجي أن تثمن الجهود المبذولة لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية. وبالتالي يمكن أن يساعد ذلك في الحفاظ على المنظومة البيئية السليمة، مثل المحمية البيولوجية لسيدي بوغابة، في تقليل المخاطر الطبيعية كالجفاف والفيضانات.
خاتمة:
وفي الختام يمكن القول إن المواضع ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية تعتبر نظاما بيئيا مفتوحا يحتضن الكائنات الحیة سواء النباتیة أو الحیوانیة، والتي تدخل ضمن حلقة معقدة ومتكاملة، علما أن المحميات الطبيعية تعد عنصرا مهما في التوازنات البيئية من أجل استمرار الحیاة، لكونها تلعب أدوارا سوسیو مجالية تختزل في وظیفتها العامة، وفي كنهها یسود ذلك التفاعل الطبیعي بین ما تقدمه من موارد طبيعية غنیة، وذلك بحكم موقع المغرب الجغرافي والاستراتيجي الموجود في النطاق المعتدل ضمن المناخ المتوسطي المتقلب، كما يتمیز أيضا بتنوع خاص في الغطاء النباتي خصوصا الطبيعي منه، متأثرا بتفاعل التیارات البحریة والقاریة، جعلت من المجال المغربي مجالا بیومناخیا فريدا، یتمیز بتنوعه البیولوجي والإيكولوجي، الذي ينبغي أن تتضافر جهود المجتمعات لحمايته وتثمينه.
قائمة المراجع:
1. إبراهيم الجملي (2019)، محمية سيدي بوغابة.. موروث إيكولوجي غني يقاوم تقلبات المناخ، وكالة المغرب العربي للأنباء.
- إدريس شحو (2011): التوازنات البيئية الغابوية بالأطلس المتوسط الغربي مقاربة صون- تنموية لمنطقة أزرو، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط.
- جمال الكركوي، 1991 ، الدينامية البيئية بسهل الغرب، منطقة الغرب المجال والإنسان، أعمال الندوة العالمية التي نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة أيام 22-23-34 أكتوبر منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة – سلسلة. ندوات ومناظرات رقم 3.
- عبد الرحيم وطفة(1996)، هضبة المعمورة و ساحل سلا – التكوينات السطحية و التطور الجيومرفلوجي، منشورات اللجنة الوطنية الجغرافية بالمغرب، سلسلة رسائل وأطروحات، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط.
- ظهير شريف رقم 123- 10-1صادر في 3شعبان 1431 (16يوليو2010)، بتنفيذ القانون رقم 07-22 المتعلق بالمناطق المحمية، الجريدة الرسمية، عدد 5861بتاريخ 2 غشت 2010.
- محمد التفراوتي (2012) سيدي بوغابة منطقة رطبة في المغرب غنية بالتنوع البيولوجي، جريدة الوسط، العدد 3710السبت 3نوفمبر 2012الموافق 18ذو الحجة 1433هـ.
- Aberkan Mohamed,(1981) : etude sédimentologique des formations littorales quaternaires de la Zone Cotiere Du Gharb (Maroc). These. 3emecycle Géol.,P 131,Univ, MOHAMED V, Rabat.
- Aissa Elbouzidi, Mohammed Laatiris Et Ahmed Mouhyiddine Mouline(2014): Présentation du milieu physique de la côte atlantique du Gharb: Paysages, potentiel hydrique, Sol Et vegetation, revue électronique du laboratoire de géographie « RURALITES » de l’Université de Poitiers, n°4.
- Haut-commissariat aux eaux et forêts et de la lutte contre la désertification ,direction régionale des eaux et forêts du nord-ouest, élaboration d’un plan d’aménagement et de gestion concerte de la réserve biologiquede sidi boughaba, partie 1: analyse du site et du territoire environnant, marché nº 15/2015/dreflcd-no.
[1]– ظهير شريف رقم 123- 10-1صادر في 3شعبان 1431 (16يوليو2010)، بتنفيذ القانون رقم 07-22 المتعلق بالمناطق المحمية، الجريدة الرسمية، عدد 5861بتاريخ 2 غشت 2010، ص 2.
[2] – Haut commissariat aux eaux et forets et de la lutte contre la desertification ,direction régionale des eaux et forets du nord ouest, élaboration d’un plan d’aménagement et de gestion concerte de la reserve biologiquede sidi boughaba, partie 1: analyse du site et du territoire environnant, marché nº 15/2015/dreflcd-no, p 24.
[3]-قانون رقم 07-22 المتعلق بالمناطق المحمية، الجريدة الرسمية، مرجع سبق ذكره، ص 4.
[4]– محمد التفراوتي (2012)،سيدي بوغابة منطقة رطبة في المغرب غنية بالتنوع البيولوجي، جريدة الوسط، العدد 3710السبت 3نوفمبر 2012الموافق 18ذو الحجة 1433هـ ، ص 8.
[5]– إبراهيم الجملي (2019)، محمية سيدي بوغابة.. موروث إيكولوجي غني يقاوم تقلبات المناخ، وكالة المغرب العربي للأنباء،www.mapecology.maتاريخ الاطلاع 2021/07/ 31، بتصرف.
الخريطتين الطبوغرافيتن للقنيطرة بمقياس 50000/1 سنة 1996 وسيدي بوقنادل بمقياس 50000/1 سنة 1996. [6]
[7] – نفسه.
[8]– عبد الرحيم وطفة(1996)، هضبة المعمورة و ساحل سلا – التكوينات السطحية و التطور الجيومرفلوجي، منشورات اللجنة الوطنية الجغرافية بالمغرب، سلسلة رسائل وأطروحات، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 1996، ص 185.
[9]– ABERKAN MOHAMED,(1981) : etude sédimentologique des formations littorales quaternaires de la t. Zone Cotiere Du Gharb(Maroc). These. 3emecycle Géol.,P 131,Univ, MOHAMED V, Rabat.
نقلا عن عبد الرحيم وطفة،هضبة المعمورة و ساحل سلا – التكوينات السطحية و التطور الجيومرفلوجي، ص 192.
[10]– عبد الرحيم وطفة(1996)، مرجع سبق ذكره، ص 187.
[12]–مديرية المياه و الغابات محاربة التصحر، القنيطرة، 2020.
[13]– Aissa elbouzidi, Mohammed laatiris et Ahmed mouhyiddine mouline(2014): Présentation du milieu physique de la côte atlantique du Gharb: Paysages, potentiel hydrique, Sol Et vegetation, revue électronique du laboratoire de géographie« RURALITES » de l’Université de Poitiers, n°4, P 6.
[14]– محمد سعيد سوسان(1996): قصبة المهدية،محمية سيدي بوغابة دليل تاريخي، الطبعة الأولى، ص 47- 48.
[15] – جمال الكركوي( 1991)،الدينامية البيئية بسهل الغرب، منطقة الغرب المجال والإنسان، أعمال الندوة العالمية التي نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة أيام 22-23-34 أكتوبر منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة – سلسلة. ندوات ومناظرات رقم 3، ص 38.
[16]– إدريس شحو (2011)،التوازنات البيئية الغابوية بالأطلس المتوسط الغربي مقاربة صون-تنموية لمنطقة أزرو، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، ص 155.
[17]–قانون رقم 07-22 المتعلق بالمناطق المحمية، مرجع سبق ذكره، ص 9.
[18]-نفس مرجع، ص 5.