حسن العشرة بين الزوجين: بيت النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا
Good ten between spouses: The house of the Prophet is a model
د. مهدي عبد العزيز أحمد • د. أشرف زاهر محمد/جامعة المدينة العالمية- ماليزيا
Dr. Mahdi Abdel Aziz Ahmed •Dr. Ashraf Zaher Mohammed/ Al-Madinah International University- Malaysia
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 77 الصفحة 27.
ملخص :
يدور هذا البحث حول واحد من أهم الموضوعات الاجتماعية وهو حسن العشرة بين الزوجين بما يسهم في استقرار الأسرة والمجتمع، وذلك بدراسة موضوع حسن العشرة في ضوء السنة النبوية العملية، محاولة للإسهام في إصلاح ما حل بكثير من الأسر من فساد، وتفكك وعدم استقرار، وإذا كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو نبي الأسوة والقدوة، فقد وضع هذا البحث بين يدي القارئين صورة مشرقة منيرة من الجانب التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية عشرته لأهله بالمعروف، ولما كان اختيار أفراد الأسرة له دور كبير في استقرارها فقد جاء المبحث الأول من هذا البحث ليعالج اختيار الأسرة في ظل الهدي النبوي، سواء من جانب الزوج أو الزوجة ووليها، ثم جاء المبحث الثاني ليبرز وصية النبي صلى الله عليه وسلم الأزواج خيرًا بزوجاتهم ثم يقدم المثل التطبيقي من عشرة النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه بالمعروف، فيعرض البحث صورا شهيرة من التعامل الراقي للنبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه.
الكلمات المفتاحية: العشرة – الأسرة – الفساد – البيوت.
Abstract:
This research revolves around one of the most important social issues, which is the good relationship between spouses, which contributes to the stability of the family and society, by studying the topic of good behavior in the light of the practical Prophetic Sunnah, an attempt to contribute to reforming the corruption, disintegration and instability that befell many families And if our Prophet Muhammad is the prophet of example and role model, then this research has put in the hands of the readers a bright and luminous picture from the practical side of the life of the Prophet in how he treated his family with kindness, and since the choice of family members played a major role in its stability, the first topic of this research came To address the choice of the family in the light of the Prophet’s guidance, whether on the part of the husband or wife and her guardian, then the second topic came to highlight the commandment of the Prophet for husbands to be good for their wives, and then presents the applied example of the Prophet’s ten years to his wives in good faith.
key words: The ten – the family – corruption – the houses.
مقدمة:اهتمت السنة النبوية القولية والعملية بالأسرة والبيت المسلم، فالأسرة هي النواة واللبنة الأولى في بناء المجتمع، وهي أوثق دعائمه، وكلما كانت اللبنةُ متينةً كان البناءُ قويًا متماسكًا، وكلما كانت اللبنةُ ضعيفةً كان البناءُ هشًا واهيًا عرضةً للهدم والسقوط، والأسرة هي المأوى والسكن الذي يجد أفراد الأسرة فيه راحتَهم، وكيان الأسرة الأول يبدأ من الزوجين ثم الأولاد والذرية.
وقد فطن إبليس لهذه الأهمية القصوى للأسرة فحرص على هدمها، وتشتتها، وفك روابطها، ففي صحيح مسلم من حديث جَابِرٍ بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : “إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ “… «فَيَلْتَزِمُهُ».[1]
ولما كانت الأسرة هي الركيزة الأولى للمجتمع المسلم دعا النبي صلى الله عليه وسلم الشباب المسلم لضرورة تأسيسِ هذه الركيزة وعدمِ العزوف عنها فقال صلى الله عليه وسلم : «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»[2].
وبيّن أن تأسيس الأسر المسلمة سنةُ نبوية، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم للرهط الذين تقالَّوا عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعزموا على التبتل وعدم الزواج: «أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، … وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»[3]
وإذا كان الزوجان هما أساس الأسرة، فقد عُنيت السنة النبوية بهما فأرشدت كلاً من الزوجين إلى مجموعة من الأخلاق والقيم، التي تَكْفلُ لهما المعيشةَ السعيدةَ، والحياةَ الآمنةَ المستقرة. ويأتي هذا التوجيه والإرشاد منذ اللحظة الأولى لهذا البناء الأسري المسلم، وهي لحظةُ اختيارِ كلٍ من الزوجين للآخر فأوصت كلًا منهما بأن يكون أساسُ اختياره للآخر الخلق والدين. ثم بعد ذلك أوصت السنة النبوية أن يكون التعامل بينهما على أساس المودة والرحمة والمسامحة امتثالا لقوله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾[4].
ولا يتم ذلك إلا إذا أدى كل واحد ما عليه من واجبات، قبل أن يطلب ما له من حقوق، ولحرمة هذا البناء وخطره وجهت السنة النبوية المشرفة، وبينت أن كلًا من الزوجين مطالبٌ بضرورة الحفاظ على هذا البناء وأنه مسئولٌ أمام الله تعالى عنه، فقال صلى الله عليه وسلم : «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» قَالَ: – وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ – «وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»[5]
مشكلة البحث:
مما لا يخفى على أحد الواقعُ المرير لكثيرٍ من الأسر في حياتنا المعاصرة، فكثيرٌ من الأسر المسلمة الآن هشةٌ واهيةٌ تعيش حياةً ضنكًا، حيث كَثُرَ الاختلاف بين الزوجين وذاع الخصامٌ والهجرٌ والشقاقٌ والعنادٌ، مما زاد في حالات الطلاق، وزاد العقوق والانحراف، فظهرت الحاجة إلى قدوات يحتذيها الناس لتحقيق السعادة الأسرية، والاستقرار الاجتماعي، ومهما فتشنا قديما وحديثا فلن نجد مثالا للسعادة والرقي والاستقرار الأسري كبيوت النبي صلى الله عليه وسلم فلقد ضمن الهدي النبوي قولا وتطبيقا الحياة السعيدة بين الزوجين، تلك الحياة التي تنتج جيلا صالحا تقيا بارا نافعا، ومن ثم جاءت فكرة هذا البحث لتقدم الصورة الوضيئة للأسرة السعيدة في ظلال الهدي النبوي قولا وتطبيقا عمليا، لتسهم في علاج كثير من مشكلات عصرنا. بإبراز صورة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهي صورته المشرقة المنيرة كزوج يعيش مع أهله بالمودة والرحمة وحسن العشرة بالمعروف، ممتثلًا أمر ربه تعالى: {وعاشروهن بالمعروف}
الدراسات السابقة:
لم نجد بحثًا سلط الضوء على عشرة النبي صلى الله عليه وسلم لأهله بالمعروف كمثال تطبيقي على حسن معاملة الزوج لزوجته، ولكن سبقنا بالكتابة في قريب من موضوعنا بحث بعنوان “وعاشروهن بالمعروف” للأستاذ/ سعيد عبد العظيم، نشرته دار أجيال المستقبل للطباعة والنشر، 2020 ، وقد تكلم في هذا البحث عن تفسير الآية الكريمة {وعاشروهن بالمعروف}، ثم عن الوصية بالنساء، ثم عن حديث أم زرع وشرحه، ثم تكلم عن قصة الإفك وما يستفاد منها، وتكلم عن أمور عامة عن الطلاق، والعقود، والبكر والثيب، ثم تكلم عن الإفراط في الغيبة، وغير ذلك من الأمور العامة، المتعلقة بالأسرة. أما هذا البحث فيركز على ما ينبغي أن يكون عليه الاختيار للزوجين، ثم المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلة من عشرته لأهله بالمعروف، في كل شئون البيت، مع الاستدلال بالأحاديث، وبيان الحكم عليها.
منهج البحث:
اتبعنا في هذا البحث المنهج الاستقرائي، والمنهج التحليلي، حيث نقوم بجمع الأمثلة التطبيقية من عشرة النبي صلى الله عليه وسلم لأهله بالمعروف من خلال كتب السنة النبوية، ثم تحليل تلك الأمثلة وأخذ الشواهد التي يجب على الأسر أن تقتدي بها من حياته صلى الله عليه وسلم .
إجراءات البحث:
-عزو الآيات إلى سورها بذكر اسم السورة ورقم الآية.
-تخريج الأحاديث النبوية بعزوها لمن خرجها من أصحاب الكتب السنة متصلة الأسانيد.
-إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فإننا نكتفي بعزوه إليهما فالعزو إليهما أو أحدهما مشعر بصحة الحديث.
-إذا كان الحديث خارج الصحيحين، فإننا نجتهد في الحكم عليه، ولكن نذكر الحكم النهائي دون ذكر الكلام على الأسانيد والأحكام على الرجال، حيث لا يحتمل البحث ذلك.
– عزو كل قول إلى قائلة، وذكر مصادر تلك الأقوال، إلى غير ذلك من الإجراءات المعروفة التي يجب الالتزام بها في الكتابات العلمية.
هيكل البحث:
ينقسم هذا البحث إلى مقدمة ومبحثين وخاتمة:
أما المقدمة فقد عرضنا فيها خلفية الموضوع وإشكالية البحث ومنهج الدراسة وإجراءات البحث، وهيكله.
المبحث الأول: اختيار الأسرة في الهدي النبوي، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: دعوة السنة النبوية الزوج لضرورة اختيار زوجته على أساس الدين والخلق.
المطلب الثاني: دعوة السنة النبوية وليَّ الزوجة لضرورة اختيار زوجها على أساس الدين والخلق.
المبحث الثاني: وصية النبي صلى الله عليه وسلم الأزواج خيرًا بزوجاتهم والمثل التطبيقي من عشرة النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه بالمعروف، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: وصية النبي صلى الله عليه وسلم الأزواج خيرًا بزوجاتهم.
المطلب الثاني: المثل التطبيقي من عشرة النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه بالمعروف.
المبحث الأول: اختيار الأسرة في الهدي النبوي
المطلب الأول: دعوة السنة النبوية الزوج لاختيار زوجته على أساس الدين
الزوجة هي أساس البيت وقوامه فزوجة اليوم هي الأم غدًا، فإن اعتدلت استقامت الأسرة، وإن اعوجت تفككت الأسرة وتهدمت، لذا حرصت السنة النبوية على أن يكون اختيار الزوجة على أساس الدين فقال صلى الله عليه وسلم مرشدًا الشباب لذلك في الحديث المتفق عليه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ” تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ “[6]
قال القاضي ناصر الدين البيضاوي: “إن اللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم في كل شيء، لا سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره، فلذا اختاره صلى الله عليه وسلم يؤكد وجه وأبلغه فأمر بالظفر الذي هو غاية البغية، ومنتهى الاختيار ،والطلب الدال على تضمن المطلوب لنعمة عظيمة وفائدة جليلة”[7].
وقال الحافظ ابن حجر: “اللَّائِقَ بِذِي الدِّينِ وَالْمُرُوءَةِ أَنْ يَكُونَ الدِّينُ مَطْمَحَ نَظَرِهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لَا سِيَّمَا فِيمَا تَطُولُ صُحْبَتُهُ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِتَحْصِيلِ صَاحِبَةِ الدِّينِ الَّذِي هُوَ غَايَةُ الْبُغْيَةِ “.[8]
وقد وضحت السنة النبوية أن الاختيار على أساس الدين والصلاح يحقق سعادةَ الدنيا ومتاعها، قال صلى الله عليه وسلم :”الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ”[9].
وحذر النبي صلى الله عليه وسلم الشباب من أن ينخدعوا بحسن المرأة، ومالها فيختاروا على هذا الأساس متجاهلين جانب الأخلاق والدين؛ لأن ذلك سيكون سببًا في عدم الراحة والاستقرار والأمان، فقال صلى الله عليه وسلم :«لَا تَزَوَّجُوا النِّسَاءَ لِحُسْنِهِنَّ، فَعَسَى حُسْنُهُنَّ أَنْ يُرْدِيَهُنَّ، وَلَا تَزَوَّجُوهُنَّ لِأَمْوَالِهِنَّ، فَعَسَى أَمْوَالُهُنَّ أَنْ تُطْغِيَهُنَّ، وَلَكِنْ تَزَوَّجُوهُنَّ عَلَى الدِّينِ، وَلَأَمَةٌ خَرْمَاءُ سَوْدَاءُ ذَاتُ دِينٍ أَفْضَلُ»[10].
المطلب الثاني: دعوة السنة النبوية وليَّ الزوجة لاختيار زوجها على أساس الدين والخلق
إذا كانت الزوجة هي أساس البيت وقوامه، فإن الزوج هو ربه وقائده وولي أمره، ولابد أن يكون اختيار هذا القائد على أساس متين وهو أساس الدين والخلق والصلاح، وإذا كانت الزوجة لا خبرة لها بالرجال وأخلاقهم قبل الزواج، فقد أوكل النبي صلى الله عليه وسلم اختيار زوجها لمن له خبرة ومعرفة، ألا وهو ولي المرأة، فأرشده ودعاه لأن يختار زوج ابنته، وشريك حياتها، ووالد أبنائها على أساس الدين والخلق فقال صلى الله عليه وسلم : ” إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ”[11].
وبيّن صلى الله عليه وسلم أن من حاد عن هذا الأساس في الاختيار، وتعداه لأمور دنيوية زائلة فقد أعان على نشر الفتنة والفساد في الأرض، فقال في آخر هذا الحديث: “إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ”[12].
قال الإمام الغزالي في تعليقه على هذا الحديث: “أشار بالحديث إلى أن دفع غائلة الشهوات مهم في الدين، فإن الشهوات إذا غلبت ولم يقاومها قوة التقوى جرَّت إلى اقتحام الفواحش”[13].
وفي فتح القدير: “يعني أنكم إن لم ترغبوا في الخلق الحسن والدين المرضي الموجبَيْن للصلاح والاستقامة، ورغبتم في مجرد المال الجالب للطغيان الجار للبغي والفساد، تكن إلى آخره، أو المراد إن لم تُزوجوا من ترضون ذلك منه، ونظرتم إلى ذي مال أو جاه، يبق أكثر النساء بلا زوج، والرجال بلا زوجة، فيكثر الزنا، ويلحق العار، فيقع القتل ممن نسب إليه العار، فتهيج الفتن، وتثور المحن”.[14]
وجاء رجل إلى الحسن بن علي يسأله قائلًا: قد خطب ابنتي جماعة، فمن أزوجها؟ قال: “ممن يتقي الله، فإنه إن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها”[15].
وحين وجد النبي صلى الله عليه وسلم أساس الاختيار عند الصحابة في أول الإسلام هو الغنى، وعوارض الدنيا، والتي كانوا عليها قبل الإسلام وليس الدين والصلاح، صحح النبي صلى الله عليه وسلم تلك المفاهيم، وبين أن أساس التفاضل، والاختيار في الإسلام ليس الغني، بل الصلاح والدين، ففي حديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عنهما قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ: «مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟» قَالُوا: حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْتَمَعَ، قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ، فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ، فَقَالَ: «مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟» قَالُوا: حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لاَ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لاَ يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ لاَ يُسْتَمَعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا».[16].
المبحث الثاني: وصية النبي صلى الله عليه وسلم للأزواج والمثل التطبيقي لذلك
المطلب الأول: وصية النبي صلى الله عليه وسلم الأزواج خيرًا بزوجاتهم
المرأة كيان مصون، وهي في بيت الزوج أسيرة عنده لا تسطيع فعل شيء إلا بإذنه، لا تخرج من بيته إلا بإذنه، ولا تلبس إلا ما يقره ويرتضيه، ولا تأذن لأحدٍ في دخول بيته إلا بإرادته، لهذا أمر الإسلام بحسن عشرتها وبالإحسان إليها فقال تعالى: { َعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}.[17]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في آخر وصاياه في حجة الوداع، يناشد الأزواج الرفق بن سائهن في حديث عمرو بن الأحوص[18] رضي الله عنه أَنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَّرَ، وَوَعَظَ، فَذَكَرَ فِي الحَدِيثِ قِصَّةً، فَقَالَ: أَلاَ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ، لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ.[19]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِمْ».[20]
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي».[21]
قال الحافظ ابن كثير مبينا كيف تكون العشرة بالمعروف من واقع فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع نسائه: طيِّبُوا أَقْوَالَكُمْ لَهُنَّ، وحَسّنُوا أَفْعَالَكُمْ وَهَيْئَاتِكُمْ بِحَسَبِ قُدْرَتِكُمْ، كَمَا تُحِبُّ ذَلِكَ مِنْهَا، فَافْعَلْ أَنْتَ بِهَا مِثْلَهُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[22] ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : “خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُم لأهْلي”[23]، وَكَانَ مِنْ أَخْلَاقِهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ جَمِيل العِشْرَة دَائِمُ البِشْرِ، يُداعِبُ أهلَه، ويَتَلَطَّفُ بِهِمْ، ويُوسِّعُهُم نَفَقَته، ويُضاحِك نساءَه، حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يُسَابِقُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ يَتَوَدَّدُ إِلَيْهَا بِذَلِكَ[24]… يُؤانسهم بِذَلِكَ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[25].[26]
المطلب الثاني: الجانب التطبيقي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم مع نسائه
أعظم زوج معاملةً لنسائه، وعشرةً لهن، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان صلى الله عليه وسلم نموذجًا واقعيًا حيًا في حسن عشرة النساء، فكل ما أمر به من حسن العشرة كان أكملَ الخلق تحقيقًا له، وقد فسر لنا صلى الله عليه وسلم حسن العشرة واقعيًا من خلال أقواله، وأفعاله، وتقريراته، ويتضح ذلك من خلال هذه الأمثلة الواقعية الآتية:
1 – تلطفه صلى الله عليه وسلم مع أزواجه وضحكه معهن ومداعبته لهن: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعد الانبساط، والتواضع والأريحية، في تعامله مع نسائه نوعًا من المهانة للرجل، والتدني له، بل يعد ذلك دينًا وخلقًا، لذا تعامل به مع نسائه فعن عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِخَزِيرَةٍ قَدْ طَبَخْتُهَا لَهُ، فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنِي وَبَيْنَهَا: كُلِي، فَأَبَتْ، فَقُلْتُ: لَتَأْكُلِنَّ أَوْ لَأُلَطِّخَنَّ وَجْهَكِ، فَأَبَتْ، فَوَضَعْتُ يَدِي فِي الْخَزِيرَةِ، فَطَلَيْتُ وَجْهَهَا، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَوَضَعَ بِيَدِهِ لَهَا، وَقَالَ لَهَا: «الْطَخِي وَجْهَهَا»، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهَا، فَمَرَّ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، فَظَنَّ أَنَّهُ سَيَدْخُلُ، فَقَالَ: «قُومَا فَاغْسِلَا وُجُوهَكُمَا»، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَا زِلْتُ أَهَابُ عُمَرَ لِهَيْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .[27]
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، أَوْ خَيْبَرَ وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ، فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بناتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ؟» قَالَتْ: بن اتِي، وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ؟» قَالَتْ: فَرَسٌ، قَالَ: «وَمَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ؟» قَالَتْ: جَنَاحَانِ، قَالَ: «فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ؟» قَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ؟ قَالَتْ: فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ.[28]
2 – مسابقته صلى الله عليه وسلم لأزواجه: بلغ من حسن عشرته صلى الله عليه وسلم لهن أنه سابق عائشة رضي الله عنها مراعاة لحداثة سنها لتأنس ببيت الزوجية ولا تستوحشه فتحكي هي ذلك فتقول : خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلِ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: ” تَقَدَّمُوا ” فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ لِي: ” تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ ” فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ، فَسَكَتَ عَنِّي، حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ، خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: ” تَقَدَّمُوا ” فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ: ” تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ ” فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقَنِي، فَجَعَلَ يَضْحَكُ، وَهُوَ يَقُولُ: ” هَذِهِ بِتِلْكَ “.[29]
3 –مساعدته صلى الله عليه وسلم لأزواجه في اللعب والترويح: فقد ساعد النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين كي تنظر للعب الحبشة، وسترها بثوبه، وجعل خدها على خده وذلك مراعاة أيضًا لحداثة سنها فتقول هي رضي الله عنها : «كَانَ الحَبَشُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ، فَسَتَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَنْظُرُ، فَمَا زِلْتُ أَنْظُرُ حَتَّى كُنْتُ أَنَا أَنْصَرِفُ»، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الجَارِيَةِ الحَدِيثَةِ السِّنِّ، تَسْمَعُ اللَّهْوَ.[30]
4 –مساعدته صلى الله عليه وسلم لأزواجه في شؤون البيت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يشفق على نسائه، ويحس بتعبهن في أمور البيت المطلوبة منهن من حيث، صنع الطعام، وتنظيف الثياب، وتربية الأولاد، وغير ذلك من الأمور التي لا تكاد تنتهي، فيساعدهن بما يقدر عليه فعَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: «كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ -تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ- فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ».[31]
وقد جاء معنى كونه صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله (ما يفعله في البيت مساعدة لأهله) في روايات أخرى فعند بن حبان في صحيحه: “يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَرْقَعُ دَلْوَهُ”،[32]
وفيه: «مَا كَانَ إِلَّا بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ، كَانَ يَفْلِي ثَوْبَهُ، وَيَحْلِبُ شَاتَهُ، وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ».[33]
5– إنصاته صلى الله عليه وسلم لأزواجه إذا تكلمن: فمن أعظم المشاكل التي تهدد البيوت الآن عدم سماع كِلَا الزوجين للآخر، فكثير من الرجال الآن من كثرة مشاغله لم يعد يستمع لزوجته، فلا تجد المرأةُ من تشكو له همها، ولا تجد من يخفف عنا آلامها ، ولا تجد زوجًا يحس بما تقاسيه من حزن وتعب[34]، فلأجل هذا وذاك كان النبي صلى الله عليه وسلم يستمع لنسائه، فهذه السيدة عائشة تقص على النبي حالَ جمعٍ من النساء، وكيف معاملةُ أزواجِهن لهن ، فلم ينهرها، ولم يقطع حديثها، ولم يتركها وهي تتكلم، بل استمع إليها حتى قضت حديثها كله رغم أنها قصت عليه إحدى عشرة حالة، بل بين لها بعدما أنهت حديثها أنه متفاعل مع حديثها، وليس مالَّا له، وذلك بأن يخبرها بأنه اختار أفضل رجل من الذين أثنت عليهم أزواجهن وقال لها بأنه صلى الله عليه وسلم سيعاملها مثله فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لاَ يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا، قَالَتِ الأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ، عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ: لاَ سَهْلٍ فَيُرْتَقَى وَلاَ سَمِينٍ فَيُنْتَقَلُ… قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ».[35]
بل لم يشغله اعتكافه صلى الله عليه وسلم عن أن يستمع لزوجته أم المؤمنين صفية رضي الله عنها فينصت لها لتحدثه حين ذهبت إليه في معتكفه ثم خرج معها ليبلِّغها مكانها فيخبرُ عَلِيُّ بن الحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي المَسْجِدِ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَهَا يَقْلِبُهَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ المَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ، مَرَّ رَجُلاَنِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : «عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بن تُ حُيَيٍّ»، فَقَالاَ: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنَ الإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا».[36]
6– حسن كلامه صلى الله عليه وسلم مع أزواجه: مما يساعد على الدفء والأمان والمحبة الأسرية أن يتكلم كل من الزوجين مع الآخر، ولا يتحقق هذا الدفء وتلك المحبة الأمان مع السكوت والصمات ولذا كما حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الاستماع لنسائه، حرص كذلك على أن يتكلم معهن ويتسامر معهن فتخبر السيدة عائشة رضي الله عنها عن ذلك فتقول: «كَانَ إِذَا صَلَّى، فَإِنْ كُنْتُ مُسْتَيْقِظَةً حَدَّثَنِي، وَإِلَّا اضْطَجَعَ حَتَّى يُؤْذَنَ بِالصَّلاَةِ».
ولم يكن هذا خاصًا بالسيدة عائشة رضي الله تعالى عنها بل كان صلى الله عليه وسلم يفعل هذا مع غيرها من باقي نسائه كذلك، فعَنِ ابن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: “بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً، ثُمَّ رَقَدَ”.[37]
7– نداؤه صلى الله عليه وسلم نسائه بالاسم والكنية مع التبسط والتدليل: من الأمور التي تجعل المرأة تشعر بالسعادة أن يتكرر اسمها على لسان زوجها، ومما يحزنها ويكسر قلبها أن يتجاهل الرجل ذكر اسمها، أو أن يناديها باسم لا تحبه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينادي زوجاتِه أمهاتِ المؤمنين بأسمائهن وذلك في آلاف المواضع في السنة فمن مناداته لهن “اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ.”.[38]
وإذا كان لزوجته ولدٌ فإنه لا يناديها باسمها بل يناديها يا أم فلان أي بالكنية، ونداء الإنسان بالكنية دليل على احترام من يناديه له، فحينما نادى هندًا بنت أبي أمية وكان ابنها اسمه سلمة قال: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ لاَ تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا».[39]
وحينما نادى زوجته رملة بن أبي سفيان بن حرب وكان لها بن ت اسمها حبيبة قال: ” يَا أُمَّ حَبِيبَةَ ذَهَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ بِخَيْرِ الدُّنْيَا، وَخَيْرِ الْآخِرَة”.[40]
وهكذا كان النبي يتلطف مع نسائه حتى في النداء عليهن وكان ينادي أم المؤمنين عائشة مرخمًا[41] لها فيقول يا عائش ففي حديث السيدة عائشة «يَا عَائِشُ، هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ».[42].
8- مشاورته صلى الله عليه وسلم لزوجاته والأخذ برأيهن: تعاني كثير من البيوت، والأسر المسلمة الآن مشكلةً عظيمةً ألا وهي مشكلةُ استبدادِ بعض الأزواج بالرأي، حتى وإن كان خطأ؛ نظرًا لنظْرة بعضهم دائمًا لزوجته على أنها خادمةٍ للبيت، ومنجبة للأولاد مربية لهم، ومتنفسٍ ومَفْرَغ للشهوة فحسب، فكثير من الأزواج يحقر من أمر زوجته لا سيما إذا أبدت رأيها في أمر من الأمور، حتى وإن كان من أمور أسرتها، وشئون بيتها، بل ربما كان من خاصتها وخاصة أولادها، فيقلل من قيمتها وقدرتها على فهم الأمور فضلًا عن أن تشارك في شؤون بيتها برأي تدلي به، أو مشورة تشارك بها للخروج من أزمة، أو حل مشكلة، أو فك ضائقة ونحو ذلك، فتصاب الزوجة بفقد الثقة في نفسها، وقتل مشاعرها وأحاسيسها، فينتج عن ذلك استدامة توترها ، واستمرار عصبيتها، وزيادة حدتها لا سيما إن كانت ممن رزقت عقلًا وحكمة وفهمًا.
وهذا ما تجنبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفعله مع أزواجه بل ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يشاورهن، ولم يعتبر ذلك ضعفًا من الزوج وتوهينًا لأمره، وإهدارًا لقوامته وكرامته، بل علم أن هذه هي الحكمة، وهذا هو الرشاد، ففي صلح الحديبية حينما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتحلل، لم يستجب أحد لأمره، فخشي عليهم من عصيان أمره، فدخل يستشير السيدةَ أمَ سلمة أمَ المؤمنين رضي الله عنها في هذا الأمر الجلل، والذي يترتب عليه هلاك أصحابه، فتشير عليه برأيٍ فرأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجحانَ رأيها وإصابتَه فلم يترفع عن الأخذ به وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فسرعان ما خرج من عندها ليُنَفِّذ ما أشارت عليه به، فجعل الله في رأيها الفرج والرحمة والبركة ففي صحيح البخاري من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم”… قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: «قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا»، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ، اخْرُجْ ثُمَّ لاَ تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً، حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا، فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا”[43].
9– عدله صلى الله عليه وسلم بين نسائه: من العشرة بالمعروف إذا تزوج الرجل أكثر من واحدة أن يعدل بينهن، فلا يميل لواحدة على حساب الأخرى، بل لابد من العدل بينهن في:
أ – المبيت : حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدل بين نسائه في المبيت، فلم يكن يهجر واحدة، ويعيش مع الأخرى، بل كان يقسم الليالي بينهن، ولا يعطي حق واحدة للأخرى، وكن تسع نسوة قَالَتْ عَائِشَةُ: لعروة بن الزبير: «يَا بن أُخْتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يُفَضِّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْقَسْمِ، مِنْ مُكْثِهِ عِنْدَنَا، وَكَانَ قَلَّ يَوْمٌ إِلَّا وَهُوَ يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا، فَيَدْنُو مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ، حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الَّتِي هُوَ يَوْمُهَا فَيَبِيتَ عِنْدَهَا»[44].
ب – في الصحبة في السفر: ومن تمام عدله صلى الله عليه وسلم بين نسائه أنه كان يعدل بينهن في السفر فلا يصحب واحدة كلما سافر ويترك من سواها من نسائه، بل يقرع بينهن فأيتهن خرجت لها القرعة صحبها معه، وذلك فيما حكته أم المؤمنين عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ، وَكَانَ يَقْسِمُ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا.[45].
ج – النفقة والعطاء: كما يعدل بينهن صلى الله عليه وسلم في النفقة والعطاء حتى وإن كان الذي بين يديه قليلًا فعَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ بَعَثَتْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقِنَاعٍ عَلَيْهِ رُطَبٌ، «فَجَعَلَ يَقْبِضُ قَبْضَةً فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُ الْقَبْضَةَ فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ، ثُمَّ جَلَسَ فَأَكَلَ بَقِيَّتَهُ أَكْلَ رَجُلٍ يُعْلَمُ أَنَّهُ يَشْتَهِيهِ».[46]
د- عدم ميله صلى الله عليه وسلم لإحدى زوجاته على حساب الأخرى: ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ميل الرجل لإحدى نسائه، وإضاعته لحق الأخريات فقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة: «مَنْ كَانَ لَهُ امْرَأَتَانِ يَمِيلُ لِإِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَدُ شِقَّيْهِ مَائِلٌ».[47]
وذلك العدل المطلوب من الزوج فيما سوى الحب والميل القلبي، فإن القلب لا يملكه الإنسان ولذا قال الله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}.[48]
وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد تحريه العدل بين نسائه في كل شيء يعتذر لربه عن ميل القلب الذي لا يستطيع أن يتحكم فيه فيقول فيما ترويه السيدة عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ فَيَعْدِلُ، وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي، فِيمَا أَمْلِكُ فَلَا تَلُمْنِي، فِيمَا تَمْلِكُ، وَلَا أَمْلِكُ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ: يَعْنِي الْقَلْبَ.[49]
10–عدم تتبع هفوات الزوجة وزلاتها: طبع البشر هو الخطأ، والنسيان، والغفلة، في كثير من الأحيان، وإذا كان هذا طبع البشر، فالبيت المسلم لابد أن يقوم على أساس المسامحة، والعفو، والمداراة، والرحمة، ويجب على الزوج المسلم إذا رأى من زوجته خلقًا لا يرضاه ولا يقبله، أن يتذكر باقي أخلاقها الجميلة ، وسائر صفاتها الحسنة، فيتصبر بهذا كله على خلق واحد مكروه، حتى لا تستحيل العشرة، وتتحول الحياة إلى جحيم، وهذا ما أرشد له النبيُ الأزواج فقال في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» أَوْ قَالَ: «غَيْرَهُ».[50]
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يداري، ويعالج بحكمة، وهدوء، ففي حديث أَنَسٍ بن مالك –رضي الله تعالى عنه- قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهَا يَدَ الخَادِمِ، فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِلَقَ الصَّحْفَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ، وَيَقُولُ: «غَارَتْ أُمُّكُمْ» ثُمَّ حَبَسَ الخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا، وَأَمْسَكَ المَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ.[51]
فالأصل الذي بين الزوجين أن يبنى على ثقة كل منهما في الآخر، وقد نهى النبي عن تتبع عورات المرأة، وتخوينها وفقد الثقة فيها، فعن جَابِرِ بن عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَطْرُقَ أَهْلَهُ لَيْلًا أَوْ يُخَوِّنَهُمْ أَوْ يَلْتَمِسَ عَثَرَاتِهِمْ» وأصله في البخاري بلفظ «نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَطْرُقَ أَهْلَهُ لَيْلًا».[52]
وحينما قيل في السيدة عائشة ما قيل من حديث الإفك، لم يطلقها النبي، ولم يضربها، ولم يشتمها، ولم يجرحها، بل قال لها فيما ترويه هي “… قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ العَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ، ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ»”[53].
11- ذكر محاسنهن بعد الموت وفاء لهن: فإن من حسن العشرة أن يذكر الإنسان زوجته إذا ماتت قبله بمحاسنها؛ وفاء لها، لا سيما إذا كانت أهلًا لذلك وقد قال الله تعالى: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }[54] وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُديم ذكرَ السيدة خديجة رضي الله عنها ولم تُنسه الأيامُ، والمعاركُ، والغزواتُ، مواقفَها العظيمةَ في الإسلام، ونصرتَها لدين الله تعالى، ومواساتَها له صلى الله عليه وسلم ، ولم ينشغل بتسع نسوة عن ذكر محاسنها، وفضائلها، حتى إن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقول : مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَمَا رَأَيْتُهَا، وَلَكِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ ذِكْرَهَا، وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً، ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ، فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ: كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلَّا خَدِيجَةُ، فَيَقُولُ: «إِنَّهَا كَانَتْ، وَكَانَتْ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلد»[55] .
ولم يسمح لعائشة رغم حبه لها أن تقع في عرض السيدة خديجة وتنتقص منها، بل دافع عنها وانتصر لها وفاءً لها، قالت السيدة عائشة: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى عَلَيْهَا، فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ، قَالَتْ: فَغِرْتُ يَوْمًا، فَقُلْتُ: مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا حَمْرَاءَ الشِّدْقِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا، قَالَ: ” مَا أَبْدَلَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهَا، قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبني النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ “[56].
نتائج البحث:
توصلنا لمجموعة من النتائج من خلال هذا البحث من أهمها ما يلي:
– أن الإصلاح الأسري لا يتحقق إلا بأن نطبق خُلق النبي صلى الله عليه وسلم في بيته.
-أنه نُقل لنا عن النبي صلى الله عليه وسلم نماذج مشرقة تغطي جميع مجالات الأسرة داخليًا وخارجيًا، وهذا ما يدعونا لضرورة السير على منواله صلى الله عليه وسلم ؛ لتحقيق السعادة في بيوتنا.
-أن الزوج هو رب الأسرة، وهو أيضًا قائد السفينة، فإن استقام هو استقام البيت باستقامته، وبفساده يفسد البيت ويُهدم.
-أن الزوجة هي روح البيت ومصدر الرحمة والمودة فيه، ولا يستقيم البيت إلا بنشرها لتلك الأخلاق في البيت والأسرة، وإلا فسدت البيوت، واستحالت العشرة بالمعروف.
قائمة المصادر و المراجع :
1 – القرآن الكريم.
2 -الأحاديث المختارة، ضياء الدين المقدسي (المتوفى: 643هـ تحقيق: الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، دار خضر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، الطبعة: الثالثة، 1420 هـ – 2000 م.
3 – أحكام القرآن، القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي (المتوفى:543هـ)تعليق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الثالثة، 1424 هـ – 2003 م.
4 – إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، أحمد بن محمد بن أبى بكر بن عبد الملك القسطلاني المصري، أبو العباس، (المتوفى: 923هـ)، المطبعة الكبرى الأميرية، مصر الطبعة: السابعة، 1323 هـ
5 – ألفية بن مالك، بن مالك الطائي الجياني، أبو عبد الله، جمال الدين (المتوفى: 72هـ)، دار التعاون.
6 – البدر المنير، ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (المتوفى: 804هـ)، دار الهجرة للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة: الاولى، 1425هـ-2004م.
7 – الترغيب والترهيب: عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله، أبو محمد، زكي الدين المنذري (المتوفى: 656هـ) تحقيق: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت الطبعة: الأولى، 1417.
8- تفسير القرآن العظيم: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ) تحقيق: سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر الطبعة: الثانية 1420هـ – 1999 م
9 – تقريب التهذيب المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ) تحقيق: محمد عوامة، دار الرشيد – سوريا، الطبعة: الأولى، 1406 – 1986.
10 – سنن الترمذي، لمحمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبي عيسى (المتوفى: 279هـ) تحقيق: بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي – بيروت، 1998 م.
11- صحيح البخاري، لمحمد بن إسماعيل أبي عبدالله البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
12 – المعجم الصغير، أبو القاسم الطبراني (المتوفى: 360هـ) تحقيق: محمد شكور محمود، المكتب الإسلامي، دار عمار – بيروت , عمان الطبعة: الأولى، 1405 – 1985
13 – سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني (المتوفى: 1420هـ)، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض الطبعة: الأولى، 1422 هـ – 2002 م
14 – سنن بن ماجه، ابن ماجه أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، وماجة اسم أبيه يزيد (المتوفى: 273هـ) تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية – فيصل عيسى البابي الحلبي
15 – سنن أبي داود لسليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السِّجسْتاني (المتوفى: 275هـ) تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا – بيروت
16 – السنن الكبرى، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، النسائي (المتوفى: 303هـ)، مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة: الأولى، 1421 هـ – 2001 م.
17 – السنن الكبير، أبو بكر أحمد بن الحُسَين بن عليٍّ البيهقي (384 – 458 هـ) تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن، مركز هجر للبحوث والدراسات الطبعة: الأولى، 1432 هـ – 2011 م.
18 – سير أعلام النبلاء، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد قَايْماز الذهبي (المتوفى : 748هـ) تحقيق : مجموعة بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة: الثالثة، 1405 هـ / 1985 م
19 – شرح السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي (المتوفى:516هـ) تحقيق: شعيب الأرنؤوط، المكتب الإسلامي – دمشق، الطبعة: الثانية، 1403هـ – 1983م
20 – صحيح بن حبان: لمحمد بن حبان بن أحمد أبي حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ)ترتيب: علاء الدين بن بلبان الفارسي (المتوفى: 739 هـ) مؤسسة الرسالة، بيروت الطبعة: الأولى، 1408 هـ
21 – صحيح الجامع الصغير وزياداته، أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني (المتوفى: 1420هـ) الناشر: المكتب الإسلامي
22 – طبقات الحفاظ، عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت الطبعة: الأولى، 1403
23 – فتح الباري شرح صحيح البخاري، أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي الناشر: دار المعرفة – بيروت، 1379
24 – فقه الأسرة، محمد بن محمد المختار الشنقيطي مصدر الكتاب : دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلاميةhttp://www.islamweb.net
25 – فيض القدير شرح الجامع الصغير، عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري (المتوفى: 1031هـ)، المكتبة التجارية الكبرى – مصر الطبعة: لأولى، 1356.
26 – السنن الصغرى، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب، النسائي (المتوفى: 303هـ) تحقيق: عبد الفتاح أبي غدة الناشر: مكتب المطبوعات الإسلامية حلب الطبعة: الثانية، 1406 – 1986
27 – مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي (المتوفى: 807هـ) تحقيق: حسام الدين القدسي، مكتبة القدسي، القاهرة، 1414 هـ، 1994 م.
28 – المستدرك على الصحيحين، أبو عبد الله الحاكم النيسابوري المعروف بابن البيع (المتوفى: 405هـ) تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة: الأولى، 1411 – 1990
29 – مسند أبي داود الطيالسي، أبو داود سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي البصرى (المتوفى: 204هـ)
30 – مسند أبي يعلى، أبو يعلى أحمد بن علي بن المثُنى التميمي، الموصلي (المتوفى: 307هـ) تحقيق: حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث – دمشق الطبعة: الأولى، 1404 – 1984
31 – مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (المتوفى: 241هـ) تحقيق: شعيب الأرنؤوط، وآخرون، مؤسسة الرسالة الطبعة: الأولى، 1421 هـ – 2001 م.
32 – المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لمسلم بن الحجاج أبي الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى: 261هـ) تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي – بيروت
33 – مصباح الزجاجة في زوائد بن ماجه: أبو العباس شهاب الدين أحمد بن أبي بكر البوصيري الكناني الشافعي (المتوفى: 840هـ) تحقيق: محمد المنتقى، دار العربية – بيروت الطبعة: الثانية، 1403 هـ
34 – المصنف: أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني (المتوفى: 211هـ) تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المجلس العلمي- الهند بيروت الطبعة: الثانية، 1403
35 – المعجم الأوسط: سليمان بن أحمد، أبو القاسم الطبراني (المتوفى: 360هـ) تحقيق: طارق بن عوض الله بن محمد وعبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، الناشر: دار الحرمين – القاهرة.
[1] – أخرجه مسلم في صحيحه كتاب باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس (4/2167) برقم2813 .
[2] – أخرجه البخاري في كتاب النكاح باب قول النبي: من استطاع … (7/3) برقم 5065، ومسلم في صحيحه كتاب النكاح باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه (2/1018) برقم 1400 .
[3] – متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح باب الترغيب في النكاح (7/2) برقم5063 ، ومسلم في صحيحه كتاب النكاح في الإحالة السابقة برقم 1401 كلاهما من حديث أنس بن مالك – رضي الله تعالى عنه -.
[4] – سورة الروم آية 21.
[5] – متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجمعة وغيره باب الجمعة في القرى والمدن(2/5) برقم 893، واللفظ له، ومسلم في صحيحه كتاب الإمارة باب فضيلة الإمام العادل… (3/1459) برقم 1829 من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
[6] – متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح باب الأكفاء في الدين (7/7) برقم 5090، وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب النكاح باب استحباب نكاح ذات الدين (2/1086) برقم 1466.
[7] – شرحالقسطلاني لصحيح البخاري (8/22).
[8] – فتح الباري 9/135.
[9] – أخرجه مسلم في صحيحه كتاب النكاح باب خير متاع الدنيا المرأة الصالحة (2/1090) برقم1467 .
[10] – أخرجه بن ماجه في سننه باب تزويج ذات الدين (1/597) برقم 1859 وسنده ضعيف، لكن يشهد له حديث أبي هريرة السابق: “تنكح المرأة لأربع” ومعنى الحديث صحيح.
[11] – سنده حسن: أخرجه الترمذي في سننه كتاب النكاح باب ما إذا جاءكم من ترضون… (2/385) برقم 1084. وأخرجه ابن ماجه في سننه كتاب النكاح باب الأكفاء (1/632) برقم1967 .
[12] – إسناده حسن: وهو جزء من الحديث السابق وتكملة له.
[13] – فيض القدير للمناوي (1/243)، ولم نقف على هذا القول في إحياء علوم الدين للغزالي.
[14] – فتح القدير للمناوي (1/243).
[15] – شرح السنة للبغوي (9/11) برقم 2241
[16] – أخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح باب الأكفاء في الدين (7/8) برقم 5091.
[17] – سورة النساء آية 19.
[18] – عمرو بن الأحوص هو: عمرو بن الأحوص الجشمي بضم الجيم وفتح المعجمة صحابي له حديث في حجة الوداع. تقريب التهذيب (1/418) ترجمة رقم “4986”.
[19] – صحيح: أخرجه الترمذي في سننه كتاب الرضاع باب ما جاء في حق المرأة على زوجها (2/458) برقم 1163 وقال: حسن صحيح، وابن ماجه في سننه كتاب النكاح باب حق المرأة على الزوج (2/154) برقم 1851، والبيهقي في السنن الكبرى (7/81).
[20] – صحيح: أخرجه الترمذي في سننه الإحالة السابقة برقم 1162، وقال الترمذي: « حَسَنٌ صَحِيحٌ».
[21]— صحيح: أخرجه الترمذي في سننه كتاب المناقب باب في فضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (6/192) برقم 3895 وقال: حسن صحيح، وابن ماجه في سننه النكاح باب حسن معاشرة النساء (1/636)برقم 1977 من حديث بن عباس رضي الله عنهما.
[22] – سورة البقرة آية 228.
[23] – سبق تخريجه في الإحالة قبل السابقة.
[24] – صحيح: وسيأتي تخريجه
[25] – سورة الأحزاب آية 21.
[26] – تفسير بن كثير (2/242).
[27] – حسن: أخرجه النسائي في السنن الكبرى باب الانتصار (8/162) 8868، وأحمد في فضائل الصحابة باب ومن فضائل عمر بن الخطاب (1/394) ح 504، وأبو يعلى في مسنده بسند حسن، مسند عائشة (7/449) ح 4476 واللفظ لأبي يعلى وسنده حسن.
[28] – صحيح: أخرجه أبو داود في سنه كتاب باب في اللعب بالبنات (4/283) ح 4932، واللفظ له، وأخرجه النسائي في سننه الكبرى باب إباحة الرجل اللعب لزوجته بالبنات (8/180) برقم 8901.
[29] – صحيح: أخرجه أبو داود في سننه (3/29) باب في السبق على الرجل (3/29) ح 2578، والإمام أحمد في مسنده (43/313 ط دار الرسالة) ح 26277 واللفظ له، وابن حبان في صحيحه (10/545) باب ذِكْرُ إِبَاحَةِ الْمُسَابَقَةِ بِالْأَقْدَامِ إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْمُتَسَابِقِينَ رِهَانٌ (10/245) ح 4691.
[30] – أخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح باب حسن المعاشرة مع الأهل (7/28) ح 5190 واللفظ له، ومسلم في صحيحه كتاب صلاة العيدين باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه (2/608) برقم 892.
[31] – أخرجه البخاري في صحيحه باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة (1/136) برقم 676.
[32] – صحيح الإسناد: أخرجه ابن حبان في صحيحه باب ما يجب على المرء من مجانبة الترفع 5676 من حديث عائشة رضي الله عنها.
[33] – صحيح الإسناد: أخرجه بن حبان في الإحالة السابقة بسند صحيح على شرط مسلم 5675 واللفظ له. وأخرجه أحمد في مسنده (43/263) ح 26194 كلاهما من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها.
[34] – وهذا ربما جعل بعض الزوجات من ضعفاء الإيمان وقليلي الدين يبحثن عن رجل آخر لتصاحبه عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة لتشعر أنه يحس بها ويستمع إليها وينصت لشكواها ويذهب آلامها فتقع في شباكه فتنجر لما لا يحمد عقباه … فتخرب البيوت وتدمر الأسر.
[35] – متفق عليه: وهو حديث طويل أخرجه البخاري كتاب النكاح باب حسن المعاشرة مع الأهل (7/27) برقم 5189، ومسلم في صحيحه كتاب باب ذكر حديث أم زرع (4/1896) برقم 2448.
[36] – أخرجه البخاري في صحيحه كتاب باب ما جاء في بيوت أزواج النبي (3/50) برقم 3101 واللفظ له، ومسلم في صحيحه كتاب السلام بَابُ بَيَانِ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِمَنْ رُئِيَ خَالِيًا بِامْرَأَةٍ وَكَانَتْ زَوْجَتَهُ أَوْ مَحْرَمًا لَهُ أَنْ يَقُولَ هَذِهِ فُلَانَةُ (4/1712) برقم 2175.
[37] – متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيح كتاب باب قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ} (6/41) برقم 4569 واللفظ له، ومسلم في صحيحه كتاب صلاة المسافرين باب الدعاء في صلاة الليل (1/530) برقم 763.
[38] – صحيح الإسناد: أخرجه الترمذي في سننه كتاب المناقب باب فضل أزواج النبي (6/192) برقم 3894 واللفظ له وقال: حسن صحيح غريب، وأخرجه أحمد في مسنده (19/384) 12392.
[39] – أخرجه البخاري في صحيحه كتاب باب فضل عائشة (5/30) برقم 3775.
[40] – ضعيف: المنتخب من مسند عبد بن حميد 1212. وقال العراقي في تخريج الإحياء: رواه البزار والطبراني في الكبير والخرائطي في مكارم الأخلاق بإسناد ضعيف (4/1582).
[41] – الترخيم هو: حذف آخر الاسم تخفيفًا على وجه مخصوص، لا يكون إلا في النداء، ويكون بحذف اخر حرف من المنادى، ويؤتى به للتحسين، ولهذا لا يأتي إلا في مقام الرقة واللين، أو التعظيم أحياناً. قال ابن مالك:ترخيمًا احذف آخر المنادى ك “يا سعا” فيمن دعا سعادا … ألفية بن مالك باب الترخيم ص (52).
[42] – متفق عليه: أخرجه البخاري الإحالة السابقة برقم 3768 واللفظ له، ومسلم في صحيحه كتاب باب في فضل عائشة (4/1896) برقم 2447.
[43] – أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الشروط باب الشروط في الجهاد والمصالحة… (3/193) برقم 2731.
[44] – حسن صحيح: أخرجه أبو داود في سننه كتاب النكاح باب في القسم بين النساء (2/242) برقم 2135 واللفظ له، وأحمد (41/283) برقم 24765، والحديث أصله في الصحيحين من حديث السيدة عائشة بلفظ “وَكَانَ إِذَا صَلَّى العَصْرَ أَجَازَ عَلَى نِسَائِهِ فَيَدْنُو مِنْهُنَّ” 6972 واللفظ له ومسلم 1474.
[45] – متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الشهادات باب تعديل النساء بعضهن بعضًا (3/173) برقم 2661 واللفظ له، وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب التوبة باب في حديث الإفك (4/2129) برقم 2770.
[46] – صحيح: أخرجه الإمام أحمد في المسند (19/287) برقم 12267، واللفظ له، والطيالسي في مسنده (3/499) برقم 2121.
[47] – صحيح: أخرجه أبو داود في سننه كتاب باب في القسم بين النساء (2/242)، برقم 2133، النسائي في الصغرى كتاب باب ميل الرجل بعض نسائه دون بعض (7/63) برقم 3942 واللفظ له، وبنماجه في سننه كتاب باب القسمة بين النساء (1/633) برقم 1969.
[48] – سورة النساء آية 129.
[49] – رجاله ثقات واختلف في وصله وإرساله: أخرجه أبو داود في سننه كتاب النكاح باب في القسم بين النساء (2/242) برقم 2134 واللفظ له، وأخرجه الترمذي في سننه كتاب النكاح باب ما جاء في التسوية بين الضرائر (2/437) برقم 1140 ، والنسائي في الصغرى كتاب عشرة النساء باب ميل الرجل إلى بعض نسائه دون بعض (7/63) برقم 3953 ، وأخرجه بن ماجه في سننه كتاب النكاح باب القسمة بين النساء (1/633) برقم 1971 ، وبنحبان في صحيحه (10/5) برقم 4/205، والحاكم في المستدرك (2/204) برقم 2761، والضياء في المختارة(4/238) برقم 1440، والذهبي في التلخيص (2/204) برقم 2761، وبنالملقن في البدر المنير(7/481)، وأعله الترمذي بالإرسال.
[50] – أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الرضاع باب الوصية بالنساء (2/1091) برقم 1469.
[51] – أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المظالم باب إذا كسر صفحة أو شيئا لغيره (3/136) برقم 2481.
[52]– أخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح باب لا يطرق أهله ليلا (7/39) برقم (5243) بلفظ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ طُرُوقًا»، واللفظ هنا لبنحبان أخرجه في صحيحه باب ذكر الزجر عن طلب عثرات أهله(9/488) برقم (4182).
[53] – متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الشهادات باب تعديل النساء بعضهن بعضا (3/173) برقم 2661 واللفظ له، ومسلم في صحيحه كتاب التوبة باب في حديث الإفك (4/2129) برقم 2770.
[54] – سورة البقرة آية 237.
[55] – متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح باب غيرة النساء ووجدهن (7/36) برقم 5229 واللفظ له، ومسلم في صحيحه كتاب باب فضل خديجة أم المؤمنين (4/1888) برقم 2435.
[56] – صحيح الإسناد: أخرجه الإمام أحمد في مسنده (41/356) برقم 24864.