إسهامات الصحابة رضي الله عنهم في جمعهم للقرآن الكريم ” عثمان بن عفان رضي الله عنه أنموذجاً “
Assahaba’s contribution in the collection of the Holy coran – Othmane ibn affane as a model –
د.سعيد سنوس/ جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان، الجزائر
Dr.Said SNOUS / University Abou Bakr Belkaid Tlemcen- Alegria
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 76 الصفحة 113.
ملخص:
إن كلمة جمع القرآن تطلق تارة ويراد منها حفظه واستظهاره في الصدور، وتطلق تارة أخرى ويراد منها كتابته كلّه حروفاً وكلمات وآيات وسوراً، هذا جمع في الصحائف والسطور وذاك جمع في القلوب والصدور. ثم إن جمعه بمعنى كتابته حدث في الصدر الأول ثلاث مرات، الأولى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والثانية في خلافة أبي بكر، والثالثة على عهد عثمان، وفي المرة الأخيرة وحدها نسخت المصاحف وأرسلت إلى الآفاق
الكلمات المفتاحية: القرآن الكريم، جمع القرآن، أبو بكر رضي الله عنه، عثمان رضي الله عنه، المصحف.
Abstract:
The word “collection of the Qur’an” is sometimes published and intended to be preserved and memorized in the chests, and itis released at other times and is meant to write it all in letters, words, verses and sura, this is a collection in sheets and lines and that is collected in hearts and breasts, Moreover, his collection in the sense of writing occurred in the first chest three times, the first during the reign of the Prophet, the second in the caliphate of Abu Bakr, and the third under Uthman, and the last time alone the Qur’ans uppun suppun and sent to the horizons.
Key words:The Holy Quran, Collecting the Qur’an, Abu Bakr may God bless him, Othman may God blesshim, Quran.
مقدّمة:
كان رسول الله صلى الله عليه و سلّم مولعا بالوحي يترقّب نزوله عليه بشوق فيحفظه ويفهمه، وإنّ الكيفية التي كان بها ينزل الملك جبريل عليه السلام على النبي صلّى الله عليه و سلّم بالقرآن من الأمور الغيبيّة التي لا تعرف إلا عن طريق القرآن الكريم والحديث الصحيح عن النّبي صلّى الله عليه و سلّم، لأنّ التلقّي على الله مباشرة ليس في مستطاع الإنسان، فلا يمكن أن يتحقّق إيصال المعرفة الإلهيّـة إلى البشر إلاّ بأحد الطرق الثلاثة والتي أشار إليها القرآن الكريم في قوله عزّوجلّ:﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾[1]، و لا يدع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مجالا للشكّ في شدّة يقظته ووعيه في لحظة تلقّي القرآن من جبريل كما جاء في الحديث النبويّ الشريف و الذي يرويه البخاريّ في صحيحه، عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنّ الحارث بن هشام سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله ! كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: ” أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا”، فكانت همّته عليه الصّلاة و السلام بادئ ذي بدء بعد انقطاع الوحي منصرفة إلى أن يحفظه ويستظهره، ثمّ يقرأه على النّاس على مكث ليحفظوه و يستظهروه، وكانت ثمرة ذلك التّمكين لحفظ القرآن الكريم و استظهاره أن لا حظّ للنسيان فيه، و هذا ما قاله مجاهد: ” كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يتذاكر القرآن في نفسه مخافة أن ينسى”، و قد قال عزّ وجلّ في سورة الأعلى: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾[2].
فقرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم القرآن على أصحابه فكان بعضهم يحفظونه وآخرون يكتبونه، فكان كلّما قال آية أو سورةً كتبوها على صحف الكتابة في تلك الأيّام، وهي الرّقاع من الجلود و العريض من العظام كالكتف والأضلاع و على العسب و هي قحوف جريد النّخل و اللّخاف و هي الحجارة العريضة البيضاء ، قال البيهقيّ: ” و هذا يشبه أن يكون أراد به تأليف ما نزل من الكتاب الآيات المتفرّقـة في سورها و جمعها فيها بإشارة النّبي صلّى الله عليه و سلّم ثمّ كانت مثبّتة في الصّدور مكتوبة في الرّقـاع و اللّخاف والعسب”، فهكذا كان جمع القرآن في عهد المصطفى عليه الصلاة والسلام، وهكذا حفظه الصحابة رضوان الله عنهم من الضياع لمّا كان معهم ومن بينهم، ولكن هل بقي القرآن محفوظا في صدور الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاته صلّى الله عليه وسلّم، أم اجتهدوا بعده رضي الله عنهم ودوّنوه ؟
- جمع القرآن الكريم في عهد الصحابة رضي الله عنهم:
توفّي النبي صلّى الله عليه و سلّم و القرآن لم يجمع في مصحف واحد مكتوب و إنّما كان متفرّقًـا في الصّدور والألواح و نحوها من وسائل الكتابة، حيث لم تكن ثـمّة دواع في حياته صلّى الله عليه وسلّم استدعت جمع القرآن الكريم في مصحف واحد[3]، ويطلق جمع القرآن بمعنى حفظه في الصّدور، و قد تعهّد الله تبارك و تعالى لنبيّه محمّد صلّى الله عليه وسلّم بذلك، فقال عزّ وجلّ:﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾[4]، وبلّغ الرسول ما أنزل إليه من ربّـه، وقرأ القرآن الكريم على أصحابه، فحفظه منهم من حفظه، و كتب منه ما كتب[5].
فعن أبي سعيد الخذريّ رضي الله تعالى عنه قال: أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال: ” لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ”[6].
و لم يمض عام واحد بعد أن قبض رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إلّا و بدت الحاجة ملحّةٌ لجمع وثائق القرآن المتفرّقة في مجموعة واحدة مدوّنة، سهلة الاستعمال حيث تُتابع آيات كلّ سورة كما هو ثابت من قبل في حافظة جماعات المؤمنين[7].
- جمع القرآن الكريم في عهد الخليفتين أبي بكر الصدّيق عمر الفاروق رضي الله عنهم:
قد دلّت عامة الروايات على أنّ أوّل من أمر بجمع القرآن من الصّحابة هو الخليفة الراشد أبو بكر الصّدّيـق رضي الله تعالى عنه عن مشورة من عمر بن الخطّاب عقب معركة اليمامة مع مسيلمة الكذّاب والتي قتل فيها مئات المسلمين منهم سبعون من حملة القرآن، خشية أن يتناقص تدريجيّا عدد هؤلاء القرّاء بسبب الحروب المحتملة.
و كان عمر رضي الله عنه يهدف بهذه الطريقة ليس فقط إلى حفظ المدوّن من التّنزيل في مأمن الأخطار، وفي صورة يسهل الرجوع إليها، و إنّما كان يقصد أيضا إقرار الشّكل النهائي لهذا الكتاب المقدّس و تقديسه عن طريق حفظته الباقين على قيد الحياة، و اعتماده من الصحابة الذين كان كلّ منهم يحفظ أجزاء كبيرة أو صغيرةً[8].
فعن زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه قال: أرسل إليّ ابو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطّاب عنده ، قال أبو بكر رضي الله عنه أنّ عمر رضي الله عنه أتاني فقال: إنّ القتل قد استحرّ يوم اليمامة بقرّاء القرآن وإنّي أخشى أن يستحرّ القتل بالقرّاء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن و إنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت لعمر: كيف تفعل شيئًا لم يفعله رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ، قال عمر: هذا و الله خيرٌ ، فلم يزل عمر يراجعني حتّى شرح الله صدري لذلك و رأيت في ذلك الذي رأى عمر” قال زيد: قال أبو بكر: إنّك رجل شابّ عاقل لا نتّهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم فتتبّع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلّفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ ممّا أرى به من جمع القرآن قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ، قال هو و الله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتّى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فتتبّعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتّى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة لم أجدها مع أحد غيره وهي قوله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ۞ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾[9] ، فكانت الصحف عند أبي بكر رضي الله عنه حتّى توفّاه الله ثمّ عند عمر رضي الله عنه في حياته ثمّ عند حفصة أمّ المؤمنين بنت عمر رضي الله عنهما[10] لأنّـها كانت وصيّة أبيها، فاستمرّ ما كان عنده عندها حتّى طلبه منها من له طلب ذلك، و لأنّها كانت كاتبة وقارئة فهي أقدر على حفظه ونفي الدّخيل عنه[11].
قال ابن كثير رحمه الله: “فكان الذي فعله الشيخان أبو بكر و عمر رضي الله عنهما من أكبر المصالح الدّينية وأعظمها، من حفظهما كتاب الله في الصحف لئلّا يذهب شيء بـموت من تلقّاه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ كانت تلك الصّحف عند الصدّيق في حياته، ثمّ أخذها عمر بعده، فكانت عنده محروسة معظّمة مكرّمة، فلمّا مات عمر رضي الله عنه كانت عند حفصة أمّ المؤمنين لأنّها كانت وصيّته من أولاده على أوقافه و تركته، وكانت عند أمير المؤمنين حتّى أخذها أمير المؤمنين عثمان بن عفّـان رضي الله عنه”[12].
بعد أن أتمّ زيد بن ثابت رضي الله عنه جمع القرآن الكريم أطلق على هذا المجموع –المصحف– ، فقد روى السيوطي عن ابن أشته في كتابه المصاحف أنّه قال:” لمّا جمعوا القرآن فكتبوه في الورق، قال أبو بكر: التمسوا له اسمًـا، فقال بعضهم: السِّـفْر، وقال بعضهم: المصحف، فإنّ الحبشة يسمّونه المصحف، و كان أبو بكر أوّل من جمع كتاب الله و سمّاه المصحف”[13].
و قد استغرق جمع القرآن في عهد الصدّيـق رضي الله عنه قرابة خمسة عشر شهرًا حيث بدأ بعد معركة اليمامة التي وقعت في أواخر السنة الحادية عشرة و أوائل السنة الثانية عشرة وانتهى قبل وفاة أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، و كانت في الشهر السادس من السنة الثالثة عشرة للهجرة، و تمّ ذلك جمعا و كتابة قبل وفاته رضي الله عنه، و يدلّ ذلك قول زيد بن ثابت ، كما جاء في الحديث و الذي أخرجه البخاري:” فكانت الصّحف عند أبي بكر حتّى توفّاه الله”[14].
وقد كان الناس بعد أبي بكر رضي الله عنه يقرؤون القرآن على سبعة أحرف، حيث كان كلّ صحابيٍّ يعلّم بالحرف الذي تلقّـاه من الأحرف السبعة التي نزلت على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، على أن وقع اختلاف بينهم في زمن عثمان رضي الله عنه، فكان إذا ضمّهم مجمع أو موطن من مواطن الغزو عجب البعض من وجود هذا الاختلاف حتّى كاد الأمر يصل إلى النّزاع و الشّقاق بينهم و إنكار بعضهم على بعض و بخاصّة من الذين لم يسمعوا من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم مباشرة من القراءات القرآنيّة.
أخرج ابن أبي داوود عن أيّوب عن أبي قلابة قال: ” لمّا كان في خلافة عثمان جعل المعلّم يعلّم قراءة الرّجل، فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون حتّى ارتفع ذلك إلى المعلّمين، قال أيّوب: لا أعلمه إلاّ قال: حتّى كفّر بعضهم بقراءة بعض، فبلغ ذلك عثمان فقام خطيبًا فقال: أنتم عندي تختلفون فيه فتلحنون، فمن نّأى عنّي من الأمصار أشدّ فيه اختلافا وأشدّ لحنًا، اجتمعوا يا أصحاب محمّد و اكتبوا للنّاس إمامًا”[15].
وممّن لاحظ الاختلاف في الأمصار حذيفة بن اليمان رضي الله عنه (ت 36هـ) حيث شارك في فتح أرمينيّة وأذربيجان سنة خمس و عشرين للهجرة الذي اشترك فيه أهل الشّام و أهل العراق، و رأى اختلافا كثيرا بين المسلمين في وجوه القراءة، و سمع ما كان يحصل بينهم من تجريح و تأثيم بعضهم البعض، وقرّر حذيفة الرّكوب إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفّان لإخباره بما رأى، و قد خرّج البخاري قصّة ذلك في الحديث الذي رواه ابن شهاب عن أنس بن مالك:” إنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان و كان يغازي أهل الشّام في أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمّة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود و النّصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصّحف ننسخها في المصاحف ثمّ نردّهـا إليكِ، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان رضي الله عنهما، فأمر عثمان زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمان بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، و قال للرّهط القرشيّين الثّلاثة: إذا اختلفتم أنتم و زيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنّمـا نزل بلسانهم، ففعلوا حتّى إذا نسخوا الصّحف في المصاحف ردّ عثمان الصّحف إلى حفصة فأرسل إلى كلّ أفق بمصحف ممّا نسخوا، و أمر بما سواه من القرآن في كلّ صحيفة أو مصحف أن يحرق”[16].
و بالتّالي بعد ظهور ذلك الجيل القرآنيّ الفريد لم يكن فلتة عابرة، و لا مصا دفة عمياء، و لم يأت من فراغ، وإنّما ثمرة جهد نبويّ طويل دام أكثر من عشرين عامًا في البناء، و من أسرار ظهوره حسن التلقّي للقرآن الكريم، إذ كانوا يتلونه بروح المعرفة المنشئة للعمل و شعور التلقّي للتّنفيذ، فقد حرصوا على حفظه من الضّياع فكان أثمر وأروع عمل عرفه التّاريخ لخدمة القرآن الكريم و ذلك بمشورة واقتراح عمريّ و بإشراف من خليفة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه و بتنفيذ زيد بن ثابت رضي الله عنه ومعه بضع من الصّحابة الكرام رضي الله عنهم و بعدهم عثمان ذو النّورين فقد نسخ حرفا جديدا و قد جمع النّاس عليه، فتمّ هذا العمل الخالد باقتراح من حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، و من أشهر ما قيل في فكرة الجمع للقرآن الكريم[17]:
وَأَشْهَرُ الجَمْعِ عَلَى التَّحْقِيقِ *** فيِ عَصْرِنَا ذَا الخَلِيفَةِ الصِّدِّيقِ
مُسَمّيًا بالمُصْحَفِ الشَّـهِيرِ *** مِنْ دُونِ مُنْـكَرٍ وَلاَ نَـكِير
وَ بَعْدَهُ عـُثمَانُ يَا رَشِيـدُ *** و َنَـسْخهُ لـِحَرْفِه جَـدِيدُ
لِقَوْلِ نَـاصِحٍ بـِلاَ تـَوَانٍ *** حُـذَيْفَة بْـنُ ذَلِكَ الـيَمَانِ.
- عثمان رضي الله عنه والقرآن:
لمّا كان عهد عثمان رضي الله عنه ، و تفرق الصحابة في البلدان و حمل كل منهم من القراءات ما سمعه من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، و قد يكون عند أحدهم من القراءات ما ليس عند الآخر، اختلف الناس في القراءات و صار كلّ قارئ ينتصر لقراءته و يخطّئ قراءة غيره و يعظّم الأمر واشتدّ الخلاف، فأفزع لذلك عثمان بن عفّان رضي الله عنه، و خشي عواقب هذا الاختلاف السيّئة في التّقليل من الثّقة بالقرآن الكريم و قراءته الثابتة، و هو أساس عروة المسلمين، ورمز وحدتهم الكبرى، وقد زاد في الطّين بلّة ما أخبره به حذيفة بن اليمان رضي الله عنه لما رأى الاختلاف الكبير بين جماعات المسلمين حين شارك هذا الأخير رضي الله عنه في فتح أرمينية وأذربيجان فلم يدخل بيته حتّى أتى الخليفة وقال: ” أدرك النّاس يا أمير المؤمنين قبل أن يختلفوا في الكتاب”[18]، فلم يتوان بقيّة يومه، و أرسل إلى أم المؤمنين حفصة بطلب النّسخة التي أودعها أبوها عندها قبل وفاته و قبل أن ينتخب الخليفة من بعده [19]و أمر عثمان زيد بن ثابت رضي الله عنه كاتب وحي رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وهو الذي كلّفه أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه بجمع المصحف في عهده[20]، و أمر أيضا عبد الله بن الزّبير بن العوام القريشي رضي الله عنه أحد العبادلة الذين اشتهروا بالعلم و عَنَوا بحفظ القرآن الكريم[21]، وكذلك أمر سعيد بن العاص و الذي كان من فصحاء قريش و بلغائها[22] ، وقد قال فيه سعيد بن عبد العزيز: ” إنّ عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص بن أميّة، لأنّه كان أشبههم لهجة برسول الله صلّى الله عليه وسلّم”[23]، و من الكتّاب أيضا نجد عبد الرّحمان بن الحارث بن هشام القرشي المخزومي، وكان من أشراف قريش، وقد نشأ في حجر عمر و تزوّج بنت عثمان رضي الله عنهم أجمعين[24]، وقد نسخوا كلهم ما جمعه الصدّيق قبلهم في المصحف، ومن هنا نلاحظ أنّ زيد بن ثابت هو الأنصاري الوحيد بينما الثلاثة الآخرون فهم قرشيّون وكان نصيبهم كبيرا، لأنّ القرآن نزل بلغة قريش.
و تشير بعض الروايات أنّ الذين ساهموا في نسخ المصاحف اثنا عشر رجلاً، حيث أخرج بن أبي داوود عن محمّد بن سيرين عن كثير بن أفلح قال: ” لمّا أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثنا عشر رجلا من قريش والأنصار، فيهم أبيٌّ بن كعب وزيد بن ثابت”[25].
و في رواية أخرى أنّ عثمان قد انتدب لجمع القرآن أربعة، فعن أنس أنّ عثمان بن عفّان دعا زيد بن ثابت وعبد الله بن الزّبير و سعيد بن العاص و عبد الرَّحمان بن الحارث بن هشامٍ فنسخوها في المصاحف[26].
و الظّاهر أنّه لا تنافي بين رواية البخاري التي اقتصرت على ذكر الأربعة و بين الروايات الأخرى التي أضافت إليهم خمسة أو سبعة، فرواية البخاري حدّدت اللجنة الأساسيّة، والرّوايات الأخرى أضافت إليهم ممّن ساعدهم بالإملاء و الكتابة[27].
أمّا القواعد التي اتّبعوها في كتابة المصاحف فكانت أصولا هامّة سارت عليها الأمّة من بعد، فمن مهمّات ذلك:
- اختيار حرف قريش، لما جاء في الحديث:” وقال عثمان للرّهط القرشييّـن إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنّما نزل بلسانهم، ففعلوا”[28]؛ و لكن هذا لا يدلّ على إبطال بقيّة الأحرف السّبعة، لما هو معلوم من قواعد رسم الصّحف أنّه غير مشكول و لا منقوط و أنّه لم تثبت فيه ألفات المدّ حسب قواعد في رسم الألف وعدمها، فمثلا: ﴿مَـالِكِـ﴾ تكتب ﴿مَلِكِـ﴾ و ﴿الْكِتَابَ﴾ تكتب ﴿الْكِتَـٰبَ﴾.
لكن لا تجوز أي قراءة يحتملها الرّسم إلّا إذا ورد بها النّقل المتواتر عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم، كما هو مقرّر في ضابط القراءة الصحيحة ، غاية الأمر هنا أن يكون الرّسم موافقا للسان قريش تحقيقًا ولغيرهم تقديرًا[29]، فقد اختلف زيد بن ثابت رضي الله عنه مع الرّهط القرشيّين في ﴿ التَّـابُوتُ ﴾، فقال الرّهط القرشيّين ﴿التَّـابُوتُ﴾، و قال زيد: ﴿ التَّـابُوه﴾، فرفع إلى عثمان فقال:” أكتبوه ﴿ التَّـابُوتُ ﴾ فإنّه نزل بلسان قريشٍ[30] .
- رجوع اللّجنـة إلى الخليفة فيما يحتاجوه إليه للتأكّد من كتابة و كيفية ذلك، وقد أخرج البخاريّ أنّ عبد الله بن الزبير رضي الله عنه – أحد أعضاء اللّجنة – قال: ” قلت لعثمان بن عفّان: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا ﴾[31] قال: قد نسَخَتْـها الأخرى، قلت: فلم تكتبها ؟ أوَ تدعها؟ قال: “يا أخي لا أغيّر شيئًا من مكانه”[32].
- إنّ الكتابة تمّت بشكل يجمع ما ثبت من الأحرف السبعة في العرضة الأخيرة [33]على أن يكتب بدون تكرار الكلمات، واتّفقوا على رسم الكلمات التي بها عدّة أوجه بطريقة يجعلها محتملة لأن تقرأ بكل تلك الأوجه، وقد ساعد على ذلك عدم التشكيل و عدم التنقيط، وهذا ما أوضحه كثير بن أفلح أحد الكاتبين مع اللجنة:” فكانوا إذا اختلفوا في شيء أخّروه”، وقال ابن سيرين:” أظنّه ليكتبوه على العرضة الأخيرة”[34].
و بهذا كان عمل عثمان رضي الله عنه مقتصرًا على مجرّد النسخ للصّحف مكتفيا بحرف واحدٍ، فلم يحدث فيه ترتيبًا لم يكن ، فكتبوا كما سمعوا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من غير أن قدّموا شيئًا أو أخّروا أو وضعوا ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم[35]، قال بن وهب: سمعت مالكا يقول: ” إنّما أُلِّفَ القرآن على ما كانوا يسمعون من قراءة رسول الله”[36].
بعد أن تمّ العمل بنسخ المصاحف أعاد عثمان بن عفان رضي الله عنه الصحف إلى حفصة أمّ المؤمنين رضي الله عنها، و أمر بتوزيع المصاحف على الأمصار ليقضي على التّنازع و الخلاف في قراءة القرآن، فأرسل إلى كلّ مصر من الأمصار بمصحف من المصاحف التي نسخت، واحتفظ عنده بمصحف سمّي بالمصحف الإمام[37].
و قد وقع اختلاف في عدّ تلك المصاحف ، فقد ذكر ابن الجزري رحمه الله عن عثمان أنّها ثمان نسخ، وقد قال: ” فكتب منها عدّة مصاحف فوجّه بمصحف للبصرة و مصحف إلى الكوفة ومصحف إلى الشام و ترك مصحف المدينة و أمسك لنفسه مصحفا الذي يقال له الإمام، ووجّه بمصحف إلى مكّة و مصحف إلى اليمن ومصحف إلى البحرين”[38].
وقد قيل أنّها أربع نسخ، قال أبو عمرو الدّاني: ” أكثر العلماء على أنّ عثمان رضي الله عنه لمّا كتب المصاحف جعله على أربع نسخ وبعث إلى كلّ ناحية واحدًا، الكوفة و البصرة و الشام و ترك واحدًا عنده”[39].
و قيل أنّها خمس نسخ، قال ابن حجر العسقلانيّ : ” فالمشهور أنّها خمسة “[40].
و لم يكتف عثمان رضي الله عنه بتوجيه هذه المصاحف إلى البلدان و إنّما اختار حفّاظا يثق بهم فأرسلهم إليها ليقرئوا أهل البلد المرسل إليهم مع ملاحظة أن تكون قراءته موافقة لخطّ المصحف، فأمر زيد بن ثابت أن يقرِئ بالمصحف المدنيّ، وبعث عبد الله بن السّائب (ت70هـ) مع المصحف المكّي، و بعث المغيرة بن شهاب (ت91هـ) مع المصحف الشّامي، وبعث أبا عبد الرّحمـان السّلمي (ت 72هـ) مع المصحف الكوفيّ، وبعث عامر بن قيس مع المصحف البصريّ[41].
وبعد أن أرسل عثمان رضي الله عنه المصاحف التي تمّ نسخها إلى الأمصـار، أمر بما سواها ممّا كان بأيدي النّاس أن يحرق، كما في حديث أنس الذي أخرجه البخاري: ” فأرسل إلى كلّ أفق بمصحف ممّا نسخوا، و أمر بما سواه من القرآن في كلّ صحيفة أو مصحف أن يحرق”، وقد استجاب الصحابة كلّهم لذلك، وقاموا بحرق مصاحفهم، حتّى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فإنّه بعد أن امتنع في أوّل الأمر رجع طواعيـةً لمّا علم صواب ذلك، و أنّ مصلحة الأمّـة فيما فعله عثمان[42]، وقد أشار بن أبي داوود في كتابه – المصاحف – حيث عقد له بابا سمّاه: ” رضاء عبد الله بن مسعود لجمع عثمان بن عفّان رضي الله عنه المصاحف “[43]، إذ لا وجهـة لأعداء الإسلام بالطّعن على عثمان بقصّـة ابن مسعود فإنّه لم يضربه عثمان و لم يمنعه عطاءه و إنّما كان يعرف قدره ومكانته، كما كان ابن مسعود شديد الالتزام بطاعة إمامه الذي بايع له وهو يعتقد انّه خير المسلمين وقت البيعة[44].
وقد أخرج بن أبي داوود أيضا عن سويد بن غفلة قال: و الله لا أحدّثكم إلاّ شيئا سمعته من علي بن أبي طالب رضي الله عنه سمعته يقول: ” يا أيّهـا النّاس لا تغلوا في عثمانَ ، و لا تقولوا له إلاّ خيرًا في المصاحف وإحراق المصاحف، فو الله ما فعل الذي فعل عثمان في المصاحف إلاّ عن ملإٍ منّا جميعًا …”، ثمّ قال: قال عليّ: ” و الله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل”[45].
و نقل أبو شامة عن البيهقي في جمع عثمان: ” وذلك كلّه بمشورة من حضرة من علماء الصحابة وارتضاه عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه و حمد أثره فيه”[46].
خاتمة:
وهكذا استطاع عثمان بن عفّان رضي الله عنه بهذا العمل الجبّار أن يزيل جذور الخلاف، ويجمع الأمّة عبر كلّ العصور منذ عهد الصّحابة رضي الله عنهم و أرضاهم أجمعين وحتّى عصرنا الحاضر على التزام المصحف الذي أجمعوا عليه، وحمد له المسلمون ذلك العمل، قال الزّركشيّ في البرهان: ” ولقد وُفّقَ لأمر عظيم، ورفع الاختلاف وجمع الكلمة و أراح الأمّة”[47].
وقد اعتنت الأمّة الإسلامية بهذه المصاحف العثمانية فاتّخذتها أصولا يؤخذ منها، وأئمة يقتدى بها في كتابة المصاحف جيلا بعد جيل، أمّا عن هذه المصاحف فقد ذكر بعض الرحّـالة و المؤرّخين لبعض منها.
فيحدّثنا ابن جبير (ت 614 هـ) في رحلته إلى الشّام عندما زار جامع دمشق حيث ذكر أنّه رأى في الركن الشرقي من المقصورة الحديثة في المحراب خزانة كبيرة فيها مصحف من مصاحف عثمان، وهو الذي أرسله إلى الشّام[48].
كما أشار بن بطّوطة (ت 779هـ ) إلى رؤيته له في رحلته إلى الشّام[49].
و على أيّ حال فإنّ فقد هذه المصاحف لا يقلّل من ثقتها بما تواتر واستفاض نقله من المصاحف، ثقة عن ثقة و إماما عن إمام، وسواءً وجدت هذه المصاحف أم لم توجد فإنّا على يقين بسلامة القرآن الكريم من الزّيـادة أو النّقصـان.
وهكذا سجّلت الأمّـة الإسلاميّة بحفظها القرآن الكريم في الصّدور و السطور منذ نزول القرآن في عهد المصطفى صلّى الله عليه وسلّم ثمّ بصنيع أبي بكر ثمّ اجتهاد عثمان بن عفّـان رضي الله عنهم و عن الصحابة أجمعين مزيّـة ليس لأمّـة غيرها، نقلوه عن الأصل المكتوب بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، و مقابلة ذلك بما حفظوه في صدورهم، وبذلوا فيه كلّ عوامل الدقّـة، فجاء كاملا محفوظا عزيزا تحقيقا لقوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾[50] ، وقوله عزّ من قائل: ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾[51].
والفرق بين جمع عثمان وجمع أبي بكر رضي الله عنهما أن الغرض من جمعه في عهد أبي بكر الله عنه تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف، حتى لا يضيع منه شيء دون أن يحمل الناس على الاجتماع على مصحف واحد، وذلك أنه لم يظهر أثر لاختلاف قراءاتهم يدعو إلى حملهم على الاجتماع على مصحف واحد .
وأمّا الغرض من جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه فهو تقييد القرآن كلّه مجموعا في مصحف واحد، يحمل الناس على الاجتماع عليه لظهور الأثر المخيف باختلاف القراءات.
وقد ظهرت نتائج هذا الجمع حيث حصلت به المصلحة العظمى للمسلمين من اجتماع الأمّة واتفاق الكلمة وحلول الألفة، واندفعت به مفسدة كبرى من تفرق الأمة واختلاف الكلمة وفشوّ البغضاء والعداوة .
وقد بقي على ما كان عليه حتّى الآن متفقا عليه بين المسلمين متواترا بينهم، يتلقاه الصغير عن الكبير، لم تعبث به أيدي المفسدين، ولم تطمسه أهواء الزائغين، فلله الحمد لله رب السماوات ورب الأرض رب العالمين.
قائمة المصادر والمراجع:
القرآن الكريم.
- ابن الجزري الحافظ أبي الخير محمد بن محمد الدمشقي، النشر في القراءات العشر، ج1 ،ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، دت.
- ابن جبير ، رحلة بن جبير ، ط1 ، دار بيروت ، بيروت ، 1384هـ .
- أبو الحسن محمد مسلم بن الحجاج ، صحيح مسلم المسمّى الصحيح الجامع، باب الزهد والرقائق،ط1 ،المكتبة العصرية ،2001م.
- أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي،ج4، ط1، دار التراث ،القاهرة ،دت.
- أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج6.
- أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي إبن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: عمر بن غرامة العمروري، ط1، دار الفكر، بيروت ، 1418ه.
- أبو بكر بن سليمان بن الأشعث، المصاحف ،تحقيق: محب الدين واعظ، ج1، ط1، دار البشائر الإسلامية ،بيروت، 1415ه.
- أبو بكر بن سليمان بن الأشعث الحنبلي، المصاحف ، تحقيق: محب الدين واعظ، المجلد الأول ،ط1، دار البشائر الإسلامية، بيروت،1995م.
- أبو عبد الله بن محمد اللاّواتي، رحلة بن بطّوطة ، ج1، ط2 ، مطبعة التقدّم، مصر ، دت.
- أبو عمرو الدّاني ، المقنع في رسم مصاحف الأمصار، دط ، دت .
- أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج9 ، كتاب فضائل القرآن، ط3، دار الفيحاء، دمشق، 2000م.
- بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، البرهان في علوم القرآن ، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم ،ج1، ط1، مكتبة دار التّراث، القاهرة، دت.
- جلال الدين بن عبد الرحمن السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، ج1 ، ط1، دار المعرفة ،بيروت ،دت.
- سعود بن إبراهيم الشريم، النّظم الحبير في علوم القرآن وعلوم التفسير، ط1، دار الوطن للنشر ،الرياض، 1422هـ .
- شهاب الدين عبد الرحمان بن إسماعيل المقدسي، المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز، تحقيق: وليد مساعد الطبطباني، ط2، مكتبة الإمام الذهبي، الكويت ، 1414هـ/1993م.
- صبحي الصلاح، مباحث في علوم القرآن ،ط10، دار العلم للملايين ،بيروت ،1988م.
- عباس محمود العقاد ، العبقريات ، المجلد الثاني،ط1، دار الكتاب العربي، بيروت ، 1981م.
- عبده الراجحي، اللّهجات العربية في القراءات القرآنية،ط1، مكتبة المعارف، الرياض، 1999م .
- علي بن سليمان العبيد، جمع القرآن الكريم حفظا وكتابة،31 مارس 2008، 24 سبتمبر 2020 ،http://IslamHouse.com/90691.
- عماد الدين إسماعيل بن كثير، فضائل القرآن ، تحقيق : أبو إسحاق الحويني، ط1، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، 1416ه.
- محمد أبو شهية، المدخل لدراسة القرآن الكريم ، ط2 ، دار اللواء للنشر، الرياض ، 1987م.
- محمّد بن عمر بن سالم بازمول، القراءات وأثرها في التفسير والأحكام، المجلد 1، ط1، دار الفرقان ،القاهرة، 2009م.
- محمّد شرعي أبو زيد، جمع القرآن في عهد أبي بكر،26 يوليو2003م، 16نوفمبر2020، http://articles.islamweb.net.
- محمود آغا بوعياد، الرّحلة العجيبة لنسخة من مصحف الخليفة عثمان في أرجاء المغرب و الأندلس، ط1 ، موفم للنشر ، الجزائر، 2011.
- نور الدين عتر ، علوم القرآن الكريم، ط1، مطبعة الصباح، دمشق، 1414هـ/1993م.
[1] سورة الشورى ، الآية 51.
[2]سورة الأعلى ، الآية 06.
[3] محمّد شرعي أبو زيد، جمع القرآن في عهد أبي بكر،26 يوليو2003م،16نوفمبر2020، http://articles.islamweb.net.
[4]سورة القيامة ، الآية 17.
[5] محمّد بن عمر بن سالم بازمول، القراءات وأثرها في التفسير والأحكام، المجلد 1، ط1، دار الفرقان ،القاهرة، 2009م، ص 53.
[6] أبو الحسن محمد مسلم بن الحجاج ، صحيح مسلم المسمّى الصحيح الجامع ، باب الزهد والرقائق،ط1 ،المكتبة العصرية ،2001م، ص 1119.
[7] المرجع السابق ، ص 54.
[8] المرجع نفسه ، ص 54.
[9]سورة التوبة ، الآية 128-129.
[10] أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج9 ، كتاب فضائل القرآن، ط3، دار الفيحاء ،دمشق،2000م، ص 15.
[11] صبحي الصلاح ، مباحث في علوم القرآن ،ط10، دار العلم للمايين ،بيروت ،1988م، ص 88.
[12] عماد الدين إسماعيل بن كثير، فضائل القرآن ، تحقيق : أبو إسحاق الحويني ، ط1، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، 1416ه، ص 64.
[13]جلال الدين بن عبد الرحمن السيوطي ، الإتقان في علوم القرآن ، ج1 ،ط1، دار المعرفة ،بيروت ،دت ، ص 69.
[14]علي بن سليمان العبيد ، جمع القرآن الكريم حفظا وكتابة،31 مارس 2008، 24 سبتمبر 2020 ،http://IslamHouse.com/90691.
[15] أبو بكر بن سليمان بن الأشعث الحنبلي، المصاحف ، تحقيق: محب الدين واعظ، المجلد الأول ،ط1، دار البشائر الإسلامية، بيروت،1995م، ص 204.
[16] أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج9 ، كتاب فضائل القرآن، ص 22.
[17] سعود بن إبراهيم الشريم، النّظم الحبير في علوم القرآن وعلوم التفسير ،ط1، دار الوطن للنشر ،الرياض ، 1422هـ ، ص 28-29.
[18] محمود آغا بوعياد، الرّحلة العجيبة لنسخة من مصحف الخليفة عثمان في أرجاء المغرب و الأندلس،ط1 ،موفم للنشر ،الجزائر،2011، ص 33.
[19] عباس محمود العقاد ، العبقريات ، المجلد الثاني ،ط1، دار الكتاب العربي، بيروت ، 1981م، ص670.
[20] أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي،ج4، ط1، دار التراث ،القاهرة ،دت ، ص 171.
[21] المرجع نفسه ، ج6 ، ص 147.
[22] عباس محمود العقاد ، العبقريات ، المجلد الثاني ، ص 342.
[23] أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي إبن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: عمر بن غرامة العمروري، ط1، دار الفكر، بيروت ، 1418ه، ص 382.
[24] أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج6 ، ص 467.
[25] أبو بكر بن سليمان بن الأشعث ، المصاحف ،تحقيق: محب الدين واعظ، ج1، ط1، دار البشائر الإسلامية ،بيروت، 1415ه، ص 213.
[26] أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج9 ، كتاب فضائل القرآن، ص 12.
[27] نور الدين عتر ، علوم القرآن الكريم، ط1، مطبعة الصباح، دمشق، 1414هـ/1993م ، ص 174.
[28] محمود آغا بوعياد، الرّحلة العجيبة لنسخة من مصحف الخليفة عثمان في أرجاء المغرب و الأندلس ، ص 35.
[29] المرجع السابق .
[30] أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج9 ، كتاب فضائل القرآن، ص 26.
[31] سورة البقرة ، الآية 240.
[32] المصدر نفسه ، ج5 ، ص 163.
[33] محمد بن عمر بن سالم بازمول، القراءات و أثرها في التفسير و الأحكام، المجلد 1 ، ص 67.
[34] المصدر السابق، ج9، ص 25.
[35] المرجع السابق، المجلد 1 ، ص 69.
[36] شهاب الدين عبد الرحمان بن إسماعيل المقدسي، المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز، تحقيق: وليد مساعد الطبطباني ، ط2، مكتبة الإمام الذهبي ،الكويت ، 1414هـ/1993م ،ص 165.
[37] عبده الراجحي، اللّهجات العربية في القراءات القرآنية،ط1، مكتبة المعارف، الرياض، 1999م ، ص 86.
[38]إبن الجزري الحافظ أبي الخير محمد بن محمد الدمشقي، النشر في القراءات العشر، ج1 ،ط1، دار الكتب العلمية ،بيروت ،دت، ص 7.
[39] أبو عمرو الدّاني ، المقنع في رسم مصاحف الأمصار، ، دط ، دت ، ص 05.
[40] أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج9 ، كتاب فضائل القرآن، ص 27.
[41] محمد أبو شهية، المدخل لدراسة القرآن الكريم ، ط2 ، دار اللواء للنشر، الرياض ، 1987م، ص 281.
[42] محمود آغا بوعياد، الرّحلة العجيبة لنسخة من مصحف الخليفة عثمان في أرجاء المغرب و الأندلس ، ص 38.
[43] أبو بكر بن سليمان بن الأشعث ، المصـاحف ، ص 193.
[44] المصدر نفسه ، ص 194.
[45] المرجع السابق، ص 39.
[46] شهاب الدين عبد الرحمان بن إسماعيل المقدسي، المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز ، تحقيق: وليد مساعد الطبطباني،ط2، مكتبة الإمام الذهبي ،الكويت، ص 194.
[47] بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي ، البرهان في علوم القرآن ، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم ،ج1، ط1، مكتبة دار التّراث ، القاهرة، دت، ص 239.
[48]إبـنجبير ، رحلة بن جبير ، ط1 ، دار بيروت ، بيروت ، 1384هـ ، ص 242.
[49] أبو عبد الله بن محمد اللاّواتي، رحلة بن بطّوطة ، ج1، ط2 ، مطبعة التقدّم، مصر ، دت، ص 54.
[50] سـورة الحجر ، الآيـة 9.
[51] سورة فصّـلت ، الآية 41-42..