آثار التباعد الاجتماعي على التعاملات التجارية في زمن كورونا:)الأسواق في الجزائر نموذجا(
Effects of social distancing on business dealings in the time of Corona:
( Markets in Algeria as a model)
د.ميداني قدور/مركز الدراسات الخلدونية ِتيارت (CNRPAH)، الجزائر
Dr.Midani Kaddour :Center for Khaldounian Studies, Tiaret (CNRPAH), Algeria
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 75 الصفحة 41.
ملخص:
لقد أدى تفشي جائحة كورنا في الجزائر على غرار بقية دول العالم، إلى اتخاذ إجراءات التباعد الاجتماعي للحد من انتشارها، تمثلت في غلق كل المؤسسات والشركات الاقتصادية وتجميد كل النشاطات المجتمعية في كل مجالات الحياة، منها غلق الأسواق سواء كانت محلية أو وطنية، مما أدى إلى توقف النشاط التجاري. وقد كان لإجراءات الغلق تلك، آثار على التجار وكل الفئات العاملة بالأسواق، مما أدى بهم إلى الدخول في معاناة كبيرة في حياتهم الاجتماعية، والاقتصادية.
لذا ارتأينا في هذه الدراسة التي استعملنا فيها المنهج الوصفي، إلى تسليط الضوء على ظروفهم المعيشية في ظل جائحة كورونا ، انطلاقا من طرح التساؤل التالي: كيف يعيش التجار من جراء غلق الأسواق في إطار إجراءات التباعد الاجتماعي للوقاية من فيروس كورونا؟.
الكلمات المفتاحية: التباعد الاجتماعي-السوق- جائحة كورونا- الغلق- إجراءات-الوقاية.
Abstract :
The outbreak of the Corona pandemic in Algeria, like the rest of the world, has led to measures of social distancing to limit its spread, represented by the closure of all economic institutions and companies and the freezing of all community activities in all areas of life, including the closure of markets, whether local or national, which led to Commercial activity ceased. These measures of closure affected the merchants and all groups working in the markets, which led them to enter into great suffering in their social and economic lives. So, we decided in this study, in which we used the descriptive approach, to shed light on their living conditions in light of the Corona pandemic, based on asking the following question: How do merchants live as a result of market closures as part of social distancing measures to prevent Corona virus?
Keywords: social distancing – the market – the Corona pandemic – closure –measures- protection.
مقدمة:
تعيش دول العالم في الوقت الراهن، ظروف استثنائية وخطيرة نتيجة تفشي جائحة كورونا التي أدت إلى أضرار جد وخيمة على كل مجالات الحياة، بما فيها الخسائر البشرية التي أضحت تقدر بعشرات الآلاف ناهيك عن عدد المصابين الذي تجاوز عشرات الملايين[1]من الضحايا، شانها شأن الأوبئة التي ضربت البشرية في السابق، والتي كانت تؤدي إلى اختلالات وأزمات كبيرة لم تستطع البشرية تجاوزها إلا بعد فترة طويلة.
وإذا كانت الأزمة التي تصيب أي مجتمع في الأوقات العادية، تؤدي إلى آثار على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وغيرها، فإنها في وقت اجتياح الأوبئة تكون أكثر وقعا وإيلاما على المجتمع، وهذا ما يحيلنا إلى التنويه إلى جملة الآثار التي خلفتها جائحة كورنا[2] على المجتمع الجزائري على غرار باقي دول العالم، من أهمها، التوقف التام للعلاقات الاجتماعية و الاقتصادية، منها توقف نشاط الأسواق، نتيجة الإجراءات الوقائية التي اتخذتها السلطة الرسمية في إطار التباعد الاجتماعي الرامي إلى الوقاية من انتشار عدوى فيروس كورونا.
الإشكالية:
إن المجتمع الجزائري كغيره من المجتمعات المغاربية، عرف منذ القدم اهتماما كبيرا بالأسواق التي يعتمد عليها أفراده بكل مستوياتهم وفئاتهم في قضاء حاجاتهم الضرورية، حيث كانت لهذه الأسواق أهمية اقتصادية للمجتمع في توفير متطلباته من شغل، ومواد استهلاكية، علاوة على كونها فضاءات يلتقي فيها أبناء القرية أو الحي أو الأفراد من كل مناطق الوطن لتحقيق التعارف بينهم. لكن فجأة ظهرت جائحة كورونا فأدت إلى غلق الأسواق بكل أنواعها(المحلية والوطنية)، في إطار إجراءات “التباعد الاجتماعي”، مما أدى إلى انقطاع التعاملات التجارية في هذه الفضاءات وبالتالي انقطاع العلاقة التواصلية بين الأفراد وابتعادهم الإجباري عن بعضهم البعض، مما أدى إلى دخولهم في معاناة مع البطالة، وتدني مستوى المداخيل المالية، شأنهم شأن الفئات النشطة في القطاع غير الرسمي التي بقيت على ما يبدو مهمشة من نظام الرعاية الاجتماعية العمومي، على عكس الفئات العاملة في القطاع الرسمي. و لمحاولة التعرف ميدانيا على آثار التباعد الاجتماعي على نشاط الأسواق، ارتأينا القيام بدراسة على عينة من الفئة التجارية التي تضررت من توقف النشاط التجاري بالأسواق، من خلال التساؤل التالي :كيف يعيش التجار بعد غلق الأسواق في إطار إجراءات التباعد الاجتماعي للوقاية من فيروس كورونا؟
للإجابة عن هذا السؤال، اعتمدنا على منهجية كيفية، تمثلت في استعمال تقنية الملاحظة المباشرة، وتقنية المقابلة بإجراء مقابلات عن بعد بواسطة الهاتف مع مجموعة من التجار، في الفترة الممتدة من تاريخ 28 نوفمبر2020 الى20ديسمر2020.
1.التباعد الاجتماعي:
رغم الجدل الذي يثيره استعمال مصطلح “التباعد الاجتماعي” القديم الجديد، في الأوساط الإعلامية، منذ بداية تفشي جائحة كورونا، فانه على العموم يعرف بأنه ” جملة من الإجراءات غير الدوائية لمكافحة العدوى، غرضها إيقاف انتشار المرض المعدي أو تبطيئه. وقد تتراوح تلك الإجراءات في صرامتها من تشجيع الشغل عن بعد و المكوث فيه مرورا بارتداء الكمامات إلى أقصى الإجراءات التي تفرض حظر التجوال“[3]. ولوضع حد لسوء استعمال مفهوم التباعد الاجتماعي، “بدأت منظمة الصحة العالمية في استخدام مصطلح “التباعد الجسدي”، من أجل التأكيد على أنه يجب الحفاظ على التباعد الجسدي بينما نستمر في التواصل الاجتماعي مع الأسرة والأصدقاء…..”[4].
لكن بالعودة إلى التاريخ، فإن “استخدام مصطلح ” التباعد الاجتماعي” لم يكن حديث العهد على الإطلاق. فقد أوضح “ماكينا” (2007) كيف ساعد “التباعد الاجتماعي” مدناً على النجاة من جائحة الأنفلونزا الإسبانية التي ضربت في عام 1918، في إشارة إلى إجراءات التحكم الاجتماعي المتخذة آنذاك – من قبيل حظر التجمعات وإغلاق المدارس، مما أدى في نهاية المطاف إلى إبطاء انتشار الوباء…..”[5].
وفي هذا السياق أصدرت منظمة الصحة العالمية، جملة من التوصيات والتوجيهات، من أجل تطبيق مفهوم التباعد الجسدي، من بينها،”الالتزام بقواعد الحظر، تجنب المصافحة والمعانقة وترك مسافة الأمان على بعد متر واحد على الأقل- تجنب التجمعات في الأماكن العامة مثل الأسواق والمساجد وغيرها من النوادي و قاعات المؤتمرات-تجنب المناسبات الاجتماعية كحفلات الزفاف ومراسم العزاء أثناء وبعد الحظر..”[6].وفعلا، قامت الجزائر منذ ظهور أول حالة وبائية بتاريخ 27 فيفري 2020، بـ”تحديد إجراءات تدابير التباعد الاجتماعي الموجهة للوقاية من انتشار فيروس كورونا ومحاربته من خلال الحد من الاحتكاك بين المواطنين في الأماكن العمومية…”[7]، والتي أدت إلى غلق كل المؤسسات وتجميد الأنشطة التي قد تسبب انتشار الفيروس، ومنها فضاءات الأسواق التي تعرف تجمعا كبيرا للأفراد كما هو معروف عنها، ونقصد في هذا الموضوع الأسواق المحلية والوطنية المختصة في بيع الألبسة، الخضر والفواكه، التي تنتشر بكثرة والتي يقصدها العديد من الأفراد والفئات الاجتماعية من كل مكان، لما توفره من حاجات استهلاكية، فرص التشغيل وتوطيد العلاقات الاجتماعية بين المتعاملين.
- مكانة السوق في المجتمع:
قبل التطرق إلى الآثار المترتبة عن إجراءات الوقاية المتخذة في إطار الحد من الاحتكاك بين الناس، ينبغي إبراز باختصار، مكانة السوق في الحياة الاجتماعية، إذ كان يكتسي أهمية بالغة بالنسبة للمجتمع الجزائري، على حد وصف بعض الأنثروبولوجيين الفرنسيين، كونه ” مكان التقاء رجال منطقة القبائل، إذ يحدث لديهم انجذاب لا يمكن مقاومته. حيث يعتبر هؤلاء الناس أنه جد مهم في حياتهم كأهمية الهواء الذي يستنشقونه، فالسوق يلبي كل حاجياتهم اليومية ويجيب عن كل تساؤلاتهم المألوفة”[8].ولذلك فان السوق يعتبر الملجأ الوحيد الذي يقصده الناس من أجل تلبية حاجات مادية، أما في المجال الديني،” يقوم المرابط بتوضيح الأمور المتعلقة بالعقيدة، للتعرف على تاريخ الأعياد الدينية، بداية ونهاية رمضان، أيام الأعياد.
و يعد أيضا، فرصة للبحث عن أخبار العائد من السفر وأخبار الغرباء، جمع المعلومات والأنباء الجديدة حول الحياة السياسية العامة…..مع الاطلاع على الآراء المختلفة حول ما آلت إليه الفلاحة….التعرف على أحوال الأقارب والأصدقاء من القرى والقبائل المجاورة، كما يغتنم الناس أيضا الفرصة ليجلب المتواطئين في نسج شبكة الأحقاد و المؤامرات من جهة ومن أخرى لإسقاط الثأر والانتقام…”[9].
إن السوق بهذا الوصف، كان يعد مؤسسة اجتماعية متعددة الوظائف والأدوار، حافظت على التماسك الاجتماعي ضد المحاولات الاستعمارية، لطمس الهوية وزرع بذور التفرقة بين أفراد المجتمع الجزائري حينذاك.
بمرور الوقت، طرأت تغيرات بنيوية ووظيفية على السوق، دون الإخلال بدوره الجوهري في المجتمع، فتوسع نطاقه وتنوعت سلعه، حيث ظهرت إلى جانب الأسواق التقليدية، أسواق وطنية كبرى لبيع المنتجات المادية الأجنبية المستوردة منها الألبسة، وقد جاء ذلك في ظروف الإصلاحات الاقتصادية التي عرفتها الجزائر منذ سنة 1988 ،إذ تم الانفتاح على التغيرات الاقتصادية العالمية، بتحرير التجارة الخارجية، حيث رخصت السلطة الرسمية للتجار بالدخول في نظام التبادل التجاري الدولي، وقد تجلى ذلك، من خلال النصوص الصادرة عنها، من بينها نص(تعليمة) تقر فيه أن “لكل شخص مادي أو معنوي له صفة التاجر أن يقوم بالاستيراد في كل السلع دون اتفاق أو تصريح مسبق ماعدا القيام بتوطين العملة لدى بنك وسيط معتمد”[10].ومن هنا نلاحظ مدى الأهمية المحورية للسوق في حياة المجتمع.
لكن فجأة وقع ما لم يكن في الحسبان، حيث تم غلق الأسواق وتوقف نشاطها، عبر كامل التراب الجزائري في إطار الوقاية من جائحة كورونا (كوفيد-19) التي انتشرت عبر العالم، مما أنعكس سلبا على التعاملات التجارية بين الفاعلين الذين اعتادوا التردد على الأسواق، حيث وجد هؤلاء التجار أنفسهم في حالة توقف إجباري عن النشاط لعدة أشهر، مما ألحقهم بصفوف الفئات البطالة، ودخولهم في معاناة من جراء انقطاع المداخيل المالية التي كانت تضمن عيش أسرهم . ولذلك تواصلنا مع مجموعة منهم في محاولة لمعرفة وضعية هؤلاء من جراء توقف عملية البيع، والتباعد عن بعضهم البعض، نتيجة غلق الأسواق منذ مدة طويلة.
- آثار فيروس كورونا على توقف نشاط الأسواق:
من خلال المقابلات، تمكنا من رصد أهم التفاعلات التي أبان المبحوثون عنها، فيما يخص توقف التعامل التجاري نتيجة غلق الأسواق، وكذا الظروف التي استدعت ذلك، وأبرزها تفشي جائحة كورونا التي شغلت حيزا هاما في مواقف و تعابير الفاعلين المعنيين بالدراسة. وقد تم جمع مجمل الآراء والتصريحات، وتصنيفها حسب عدة أصناف:
1.3.تمثلات المبحوثين لجائحة كورونا:
بعد إجراء مقابلات مع المبحوثين ومن خلال ملاحظة ومتابعة السلوك الاجتماعي للتجار منذ تاريخ بداية الدراسة إلى نهايته، اختلفت تصورات و تمثلات الجائحة، واتجهت على ما يبدو نحو ثلاث اتجاهات مختلفة حول ظهور جائحة كورونا، التي كان مبررا استند إليه في غلق الأسواق، فالبعض ينظر إلى الوباء من زاوية ميتافيزيقية تستند إلى التفسير الديني، أي أنه عقاب سلطه الله على عباده بقول “يونس” تاجر ألبسة “هذا غضب الله من أفعالنا”، وأخر يرى أنه يمثل ابتلاء للرجوع إلى جادة الصواب، بقوله “هذا امتحان من ربي باش نتفكرو”، كما يعتبر آخرون، أنه قدر لا مفر منه، يستوجب الصبر، بقول إبراهيم تاجر ألبسة بالجملة “ألي جي من عند ربي نرضاو بها” و يقول “أحمد” تاجر ألبسة بالتقسيط، “ما علينا غير نصبر وربي يجيب الخير”، كل هذه التصريحات تعطي دلالة واضحة على مدى قوة المعتقد الديني في إعطاء القدرة على التكيف مع الأزمات، رغم أن عملية الغلق استغرقت طويلا، ولذلك فان الإنسان أمام ظهور الأزمات يجد نفسه مضطرا للرجوع و التمسك بالدين، لمقاومة آثار الأزمة، ولاسيما لدى الطبقات المحرومة، حيث يرى “ماكس فيبر” أن الطبقات الفقيرة والمحرومة هي التي غالبا ما تتجه إلى الدين-بحكم عدم امتلاكها لوسائل التغيير-كوسيلة للهروب من الظروف التي يعيشها المرء”[11].
أما الرأي الثاني يفسر الوباء بنظرة المؤامرة، أي قد تكون حرب بيولوجية بين قوى كبرى تتصارع على النفوذ العالمي، كقول “مراد” أحد تجار الجملة- “راني حتى نشك بلي حرب دارتها شنوة (الصين)ولا مربكان (أمريكا)”، ورأي أخر ينفي تماما وجود الوباء ، بقول أحدهم ” مكانش منها غير كذب” بحجة أنها لعبة ،في نظرهم، لإسكات المطالب المجتمعية، أما الرأي الثالث، فيستند إلى ما يقوله الأطباء وعلماء الأوبئة، وكذلك ما تمليه المنظمة العالمية للصحة.
2.3. ردود المبحوثين على إجراء الغلق:
إن إجراءات الغلق، تباينت حولها أراء المبحوثين، والتي يمكن تصنيفها إلى قسمين:
1/إجراء الغلق فعل تآمري:
البعض يرى أن إجراءات الغلق، ليست بريئة من السياسة أي أنها مصطنعة من قبل الطبقة الحاكمة، بقول “محمد”-تاجر ألبسة- ،”جاب لي ربي مقصودة باش يغلقوا السوق، ويتحكموا(يتحكمون) في السلعة كما يبغوا(كما يريدون)” يعني أن عملية الغلق هي محاولة للسيطرة على تنقل السلع وكبح النشاط التجاري الذي يرون فيه نوع من التضييق على حرية التجارة خارج الأطر الرسمية، ومثل هذه التصريح، يدل ضمنيا على إشكالية نقص الثقة بين الحاكم والمحكومين، وخاصة في الدول العربية.
2/الغلق إجراء وقائي صائب: لكن رغم كل التأثيرات فان بعض المبحوثين، يبدو أنهم مقتنعون بالإجراءات الوقائية لغلق السوق، بقول عز الدين تاجر خضر وفواكه متنقل “حبينا ولا كرهنا حاجة مليحة ،المهم نحافظ على الصحة…. وكي تكون الصحة كل شيء يسهل…الحمد الله على كل حال”، يظهر أن الاعتراف بالإجراءات الوقائية من طرف التجار، قد يرجع إلى حملة الدعاية الإعلامية التي وجدت نوع من الاستجابة لدى الفاعلين، لكن هناك سبب أخر فيما نعتقد، وراء القبول بإجراء الغلق، هو أن بعض التجار وخاصة أصحاب الخضر، لم يتأثروا كما هو الحال لدى تجار الألبسة، لأن هؤلاء (تجار الخضر) بمقدورهم القيام ببيع السلعة عبر التنقل عن طريق الشاحنات من بيت إلى بيت، لأن الفاكهة أو الخضر ضرورية للاستهلاك اليومي للفرد على عكس الألبسة، وهذا ما يلاحظ في الممارسات اليومية لتجار الخضر منذ ظهور جائحة كورونا.
3.3.آثار غلق الأسواق على التاجر:
1/ آثار نفسية: إن الإنسان بطبيعته يتأثر بما يجري حوله، فإذا كانت أحداث مفرحة يفرح ويرتاح لها، وإذا وقعت أحداث أليمة فانه يحزن بحدوثها، بمعنى أن الإنسان إذا شعر أن هناك خطراً يتهدَّد سلامته يُصاب بالخوف الشديد، حيث تنهار أعصابُه، و يرتجف جسمه، وقد يشعر بآلام لا تُحتمَل ، هذه طبيعة الإنسان، لأنه يحبُّ سلامة ذاته التي هي أساس وجوده، وهي صفات فطرية في الإنسان استنادا إلى النص الديني في قوله تعالى ” إن الإنسان خلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا”[12]، ولاشك أن فيروس كورونا أثر على كل المجتمعات الإنسانية ومنها المجتمع الجزائري، حيث انعكست هذه الظاهرة الصحية على كل الأفراد بمختلف مستوياتهم ومكانتهم الاجتماعية، ومنهم التجار، الذين تأثروا نتيجة غلق الأسواق، حيث عبر البعض بقول إبراهيم” تاجر جملة للألبسة ” شحال مليت من القعاد في الدار، مع التقرقيش(ضجيج) نتاع الذراري (الأطفال)”، بمعنى أن توقف النشاط التجاري المتزامن مع فترة الحجز المنزلي يؤدي إلى حالة من الملل، التي تؤدي إلى حالة الزجر الذي يؤدي شيئا فشيئا إلى عنف اسري، وظاهرة العنف، تحدثت عنها وسائل الإعلام كثيرا، حيث “أبان الحجر الصحي المستمر منذ مارس عن تنام كبير لظاهرة العنف الأسري حيث أماطت ساعاته الطويلة اللثام عن علاقات أسرية مترهلة لغتها الوحيدة عنف معنوي، لفظي أو جسدي، يكون غالبا الأبناء والزوجة أهم ضحاياه، بعد أن وجد أفراد الأسرة الواحدة أنفسهم مجبرين على البقاء في المنزل لفترات طويلة، تحولت فيها البيوت إلى حلبة يتواجه فيها أزواج وأبناء”[13].
- آثار اجتماعية: تعتبر جائحة كورونا “واقعة اجتماعية” على حد قول (دوركايم)، رغم تجلياتها الصحية فان لها أثارها على العلاقات الاجتماعية، فإلغاء الفضاءات المشتركة كالأسواق وفرض التباعد بين الأفراد سيؤدي منطقيا وواقعيا إلى تداعيات سلبية، لأن السوق منذ القدم ظل ملاذا لأفراد المجتمع للالتقاء والتعارف، ونسج علاقات حميمة بينهم، والتي هي بمثابة حصن في تقوية الروابط الاجتماعية، فكانت الأسواق عند المجتمع الجزائري بمثابة “الهواء الذي يستنشقونه” على حد وصف الانثنوغرافيين الفرنسيين “هانوتو” ولوتورنو”، وبقيت ملازمة لحياة المجتمع في كل المحطات التاريخية التي مر بها، لكن في الوقت الحالي الذي يخيم عليه تفشي فيروس كوروناـ توقفت التعاملات التجارية وتباعد الأفراد وانقطعوا عن الاحتكاك فيما بينهم في فضاء السوق، بقول أحد المبحوثين” تفركتنا (تفرقنا) مع رجال من بعيد نعرفوهم” ويقول عبد الله ، تاجر تجزئة للألبسة ،”راني في شحال ما لقيتش الجماعة (يقصد بهم تجار جملة من منطقة بعيدة)، في بعض المرات يعيطولي بتلفون(بالهاتف)”، وهذا يدل على أن توقف النشاط التجاري، أدى إلى تباعد بين التجار جسديا واقتصاره على الاتصال عن بعد، وهذا ما يرجح صحة بعض الطروحات التي ترى أنه يجب استبدال مفهوم التباعد الاجتماعي بـ’ التواصل المتباعد”[14]، الذي تؤيده منظمة الصحة العالمية، لأن التباعد يؤدي إلى عواقب وخيمة في المدى البعيد على التماسك الاجتماعي للمجتمعات، لكن في مقابل الآثار السلبية لهذا الانقطاع، فان هناك بعض الجوانب الإيجابية، حيث لوحظ مثلا أن بعض التجار الجملة القاطنين بمنطقة الشرق الجزائري، المعروفين وطنيا باسم “الشاوية”[15]، الذين هم في تنقل دائم من سوق إلى آخر، كانت فترة غلق الأسواق، فرصة لهم للاستقرار في بيوتهم، مما سمح بإعادة تنشيط العلاقات الحميمة بين أفراد الأسرة من جديد، وبالتالي إعادة ربط العلاقات على نمط الأسرة التقليدية، علاوة على اكتساب مهارات أخرى لم يألفوها من قبل.
3/ آثار اقتصادية:
نظرا لتعطل الحركة التجارية في الأسواق، الناجمة عن إجراءات الحجر المنزلي، اضطرت الفئات التجارية إلى الدخول في بطالة غير محدودة الآجال، شأنها شأن المشتغلين بالقطاع الاقتصادي غير الرسمي(أسواق غير مراقبة، عدم وجود تحصيل ضريبي، عدم المشاركة في نظام التأمين الاجتماعي الرسمي)،وقد عبر مجموعة من التجار عن تضمرهم مما آلت إليه وضعيتهم ،ولاسيما انقطاع الموارد المالية، دون وجود نظام للتعويض أو إعانات من الجهات الرسمية، حيث صرح “احمد تاجر ألبسة” عن حسرته لما آل إليه وضعه المعيشي “راني حابس والله راني نخلص ونخرج من عين لبره (الإبرة)” في إشارة منه إلى تدهور وضعيته المعيشية، و يلاحظ أن فئات أخرى هشة مثل “الحمالة “،حراس المر آب…، والتي كانت تقتات من الأسواق ولاسيما الأسواق الوطنية للبيع بالجملة للألبسة المستوردة، مثل سوق “سيدي خطاب”، سوق “عين الدفلى”… ، أصبحت متضررة أكثر من غيرها، حيث عبر أحد “الحمالة” صادفناه جالسا في قارعة أحدى الطرق الحضرية -خارج فترة الحجر الصحي المفروضة-على أمل الفوز بتفريغ حمولة إحدى شاحنات نقل الإسمنت، أنهم يعانون من محنة كبيرة ولم يجدوا ما يعينون به أولادهم، وقد كرر قول “رانا نخلصوا(نعاني)” للدلالة على الحالة المعيشية المزرية التي أصبحوا فيها مثل هؤلاء، نتيجة توقف نشاط السوق.
إن الآثار التي انعكست على التجار والفئات المهنية المشتغلة في الأسواق بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي، كانت واضحة للعيان، حيث عانت أكثر من غيرها، لأن أغلب الأسواق، وخاصة أسواق بيع الألبسة، تعمل خارج الأطر الرسمية، مما يقصي المشتغلين فيها من نظام التكفل الاجتماعي العمومي، وأمام هذه الوضعية، تم وضع استراتيجية نابعة من خطة ذاتية من التجار، وهي عبارة عن إجراءات بديلة تضمن مواصلة النشاط التجاري في حده الأدنى والتخفيف من آثار غلق الأسواق عليهم:
4.بدائل تجاوز تداعيات غلق الأسواق:
في ظل تواصل غلق الأسواق نتيجة إجراءات التباعد الاجتماعي، تفطن على ما يبدو بعض الفاعلين التجاريين إلى وضع استراتيجية بديلة لمواجهة هذه الأزمة، التي أدت إلى توقف النشاط التجاري وتباعد التجار عن بعضهم البعض، وتتمثل في:
– قيام بعض تجار بيع الألبسة بالجملة بكراء محلات شاسعة بالقرب من الأسواق و عرض وبيع السلع داخلها بإتباع برتوكول صحي مناسب (وضع الكمامة، وضع معقم، منع الازدحام)، وهي طريقة لضمان التواصل مع الزبائن من جهة، ومن جهة أخرى تحصيل مدا خيل مالية تعوضهم عن خسائر غلق الأسواق.
– عرض وبيع السلع مع الإبقاء عليها في الشاحنة، حيث تركن مجموعة من الشاحنات -متباعدة عن بعضها البعض-على طول قارعة الطريق أو في ساحات عمومية تكون قريبة من السوق، ولوحظ أن هذه الطريقة في البيع، مستمدة من تجارب سابقة في التعامل مع الأزمات، لأن بعض التجار عايشوا مشكلات مماثلة من عمليات الغلق أو تحويل الأسواق وخاصة في فترة الأزمة الأمنية التي عرفتها الجزائر في تسعينيات القرن العشرين، مما كان يجبر التجار على تسويق سلعهم بفتح الباب الخلفي أو الجانبي للشاحنة -لتفادي عناء إنزال ورفع الحمولة-، بشكل يسمح للزبون برؤية السلعة وتفحصها، وهي طريقة يمارسها تجار الجملة، لبيع سلعهم بكمية كبيرة(بالجملة)،لزبائن يأتون من مناطق بعيدة في خارج أوقات الحجر الصحي.
– البيع المتنقل، أو على حواف الطرقات، إذ يلاحظ أن نشاط التجار الذين كانوا يترددون على الأسواق الأسبوعية للخضر، أصبحوا منتشرين على طول الطرق الرئيسة والفرعية خارج المناطق الحضرية، وتزايدت الظاهرة بشكل ملفت، وصارت كما يقال في المثل الشعبي المحلي “الطريق رجعت سوق”، وهو ما يدل على حجم الانتشار العشوائي للممارسة التجارية على حواف الطرقات، حيث يقوم هؤلاء بعرض سلعهم سواء في الشاحنات الجاثمة في أمكانها المحددة أو عن طريق خيم صغيرة، ويلاحظ أن حجم تجارة الخضر والفواكه، تزايد نطاقها لتشمل كل الأماكن، والسبب يعود إلى التحاق أفراد آخرين كانوا يشتغلون في مهن أخرى تم غلقها، مثل المقاهي، المطاعم، النقل…الخ، ويعود سبب الإقبال على مهنة الخضر والفواكه، إلى ارتفاع الطلب عليها كمادة استهلاكية ضرورية، إضافة إلى سهولة حملها وملاءمتها لكل الأماكن ولكل الظروف.
5.التضامن الاجتماعي:
لقد عرف المجتمع الجزائري رغم قسوة الظروف الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن تفشي فيروس كورونا، حركة تضامنية بين التجار على غرار حملة التضامن التي عرفها المجتمع الجزائري ككل، إذ استرجع على ما يظهر، قيم العمل الجماعي التشاركي بين الأفراد في مواجهة الأزمات الناجمة عن تفشي جائحة كورونا، من منطلق أن الإنسان غير قادر لوحده على توفير حاجاته المعيشية، التي فرضتها هذه الأزمة الصحية، وفي الأصل أن الإنسان يعتبر ميالا إلى العمل الجماعي التضامني مع الآخرين في وقت الشدائد، ويرجع ذلك في نظر ابن خلدون إلى” أن قدرة الواحد من البشر قاصرة عن تحصيل حاجته من ذلك الغذاء، غير موفية له بمادة حياته منه”[16]، وانطلاقا من ذلك، لم يتأخر التاجر رغم ما لحق به من معاناة ، من المشاركة في العملية التضامنية ،بشكلين:
1/ تضامن فئوي (داخلي): وهي عملية تتم بمبادرة من الفئة التجارية، حيث أن البعض من كبار التجار قاموا بتقديم مساعدات لبعض المحتاجين ممن ينتمون إلى مجتمع السوق، بقول الزوبير – صاحب عربة يدوية(حمال)، أن ” صحاب ربي رفدوني(أعنوني)” في إشارة إلى أنه تلقى معونات مالية من تجار يعملون في السوق، وفي سياق سرده لمعاناته مع الحجر المنزلي ومحنته المعيشية، يقول عبد القادر “بائع مأكولات بالسوق الجملة للألبسة، “راني مت وحييت، واش نقولك، الله يكثر خير الرجال لي رفدوني (أعانوني)..مازال الخير ما لازمش نقطع لياس(لانيأس)”، كلها عبارات وأراء تبين أن جائحة كورنا كانت محكا لبعض التجار لإبراز سلوكهم الإنساني تجاه الآخرين في الأوقات الاستثنائية، من قبيل إعادة بعث الحركة التضامنية مع الفئات الهشة المتضررة من جراء غلق الأسواق.
2/ تضامن وطني: هو مشاركة بعض التجار في جهود المجتمع الجزائري للتضامن مع الفئات المتضررة بصفة عامة، في إطار مجهود وطني للتضامن مع المتضررين من جائحة كورونا، بقول أحمد –بائع خضر وفواكه- “عاونت شويا بالشيء لي قدرت عليه للجمعية”، وهذا يدل على أن الفئة التجارية، شاركت في الحركة التضامنية مع المجتمع.
وهي ممارسات متأصلة ومرسخة لا يختلف فيها اثنان، بحكم الواقع والتاريخ، والدين،”و يمكن إدراج ظاهرة “التويزة” واحدة من العمليات التضامنية التي كان ينخرط فيها أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم ومهما كانت مكانتهم الاجتماعية، من أجل القيام بنشاط جماعي من أجل تحقيق منفعة عامة في غياب أو عجز الدولة عن توفير الأدوات أو الإمكانيات المادية لمساعدة أفراد المجتمع، والتي لاتزال ممارستها حية ومستمرة في مناسبات مختلفة”[17].
3/ تضامن عائلي: لقد ظهر التآزر العائلي كواحدة من الإيجابيات التي أفرزتها جائحة كورونا، إذ عادت حركة التضامن بين أفراد العائلة، الذي كاد أن يتلاشى بسبب نزوع المجتمع نحو الفردانية ، الناجمة عن آثار الإصلاحات الليبرالية التي أحدثتها الدول الجزائرية منذ الحقبات الأخيرة للقرن الماضي، ويقول جيلالي” تاجر تجزئة للألبسة” عاوني أخي، أستاذ في التعليم، الله يحفظو”، وهي عادات ليست بالجديدة على العائلة الجزائرية، فالتضامن الجماعي بين أفراد العائلة وأفراد الحي أو القرية، هو تكريس لوحدة المجتمع وتآزره في مواجهة التحديات التي يواجهها الفرد من جراء عدم قدرته على مواجهة المحن لوحده.
خلاصة:
إن جائحة كورونا وما ترتب عنها من آثار على المجتمع الجزائري اجتماعيا واقتصاديا، كشفت أنه رغم الجهود التي قامت بها الدولة الجزائرية ومؤسساتها في مواجهة تداعياتها، من خلال التكفل بمساعدة فئات عريضة من المجتمع، إلا أن إجراءات التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي، قد أبانت عن أن فئات مهنية مثل التجار العاملين في الأسواق الأسبوعية، مازالت تعاني في صمت لولا تلك المبادرات التضامنية الذاتية بين أفراد مجتمع السوق، و المحسنين و إعانات أولي القربى، التي خففت من معاناتهم. الأكيد أن الدولة لا تستطيع الوفاء بشكل كامل بالتزاماتها الاجتماعية لصالح أفراد المجتمع، لأن أزمة جائحة كورونا كانت عاصفة هوجاء أربكت كل التوقعات و أخلطت كل الحسابات الاستراتيجيات التي كانت تمدنا بها مراكز البحث ومراكز التخطيط والدراسات الاستشرافية.
لكن على الأقل، ينبغي على الجهات الرسمية أن تستوعب الدرس من هذه الأزمة، وتعيد التفكير في كيفية إدماج الفئات المهنية غير الرسمية على غرار تلك العاملة بالأسواق في نظام الحماية الاجتماعية، عبر اتخاذ إجراءات عملية تعيد لهم قيمتهم الاجتماعية.
قائمة المراجع:
- القرآن الكريم.
- عبد الرحمن ابن خلدون، المقدمة، تحقيق عبد الله محمد الدرويش، دار يعرب،ط1،دمشق،2004.
- عاطف العقلة عضيبات، الدين والتغير الاجتماعي في المغرب العربي،1990.
- محمد سعيدي، الأنثروبولوجيا بين النظرية والتطبيق: دراسة في مظاهر الثقافة الشعبية في الجزائر، أطروحة دكتوراه، جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان ،2006 /2007.
- الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، العدد 15، سنة 2020.
- تعليمة بنك الجزائر رقم 03-91 الصادرة في ماي 1991.
- :محمد حسام ،مداخلة ، جامعة قطر، 23أفريل 2020.
- جريدة الشعب الإلكترونية، مؤسسة الشعب الإعلامية،26 جويلية2020،الجزائر.
- موقع المنظمة العالمية للصحة (لغة عربية)https://www.who.int/ar
- مذكرة أخبار، منظمة العالمية للطفولة، فرع السودان، الرابط:https://www.unicef.org/sudan/ar
- إحصائيات فيروس كوروناhttps://elaph.com/coronavirus-statistics.html
12-Hanotaux et Letourneau, la Kabylie et les coutumes kabyles-T2,
Ed.Augustin Challamel,1889.
13-.Johnson, Carolyn Y.; Sun, Lena; Freedman, Andrew (2020-03-10). “Social distancing
could buy U.S. valuable time against corona virus”. Washington.
[1]– بلغ عدد الإصابات الإجمالي حول العالم إلى غاية 21جانفي2021:الإصابات 98.256.650،الوفيات 2.103.869،موقع إيلاف:https://elaph.com/coronavirus-statistics.html
[2]– فيروسات كورونا فصيلة واسعة الانتشار معروفة بأنها تسبب أمراضاً تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى الاعتلالات الأشد وطأة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (السارس)،أنظر الرابط التالي:https://www.who.int/ar
[3]Johnson, Carolyn Y.; Sun, Lena; Freedman, Andrew (2020-03-10).“Social distancing could buy U.S. valuable time against corona virus”. Washington.
[4]-مذكرة أخبار: بعنوان “التباعد الجسدي وليس التباعد الاجتماعي”بتاريخ28أفريل2020،موقع منظمة الأمم المتحدة للطفولة،على الرابط التالي:https://www.unicef.org/sudan/ar.
[5]-محمد حسام، “التباعد الاجتماعي أم التواصل المتباعد”،مداخلة،جامعة قطر،23أفريل 2020.
[6]– مذكرة أخبار، مرجع سابق.
[7]– المرسوم التنفيذي رقم 69/20 ،21مارس 2020،متعلق بتدابير الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا،الجريدة الرسمية،العدد15، 2020.
[8] -HANOTEAU et LETOURNEUX, la Kabylie et les coutumes kabyles-T2, Ed. Augustin Challamel, 1889,p.77.
[9]-HANOTEAU et LETOURNEUX.,op.cit,p.78-79.
[10]– تعليمة بنك الجزائر رقم 03-91 الصادرة في ماي 1991.
[11]-عاطف العقلة عضيبات ، الدين والتغير الاجتماعي في المغرب العربي،1990، ص40.
[12]– القرآن الكريم، سورة المعا رج، الآيتان 19-20.
[13]-مقال، آثار الحجر النفسية والاجتماعية سبب العنف الأسري، جريدة الشعب الإلكترونية، مؤسسة الشعب الإعلامية،26جويلية2020،الجزائر.
[14]-محمد حسام، مرجع سابق.
[15]– هم سكان أقصى الشرق الجزائري.
[16]– عبد الرحمن ابن خلدون، المقدمة، تحقيق عبد الله محمد الدرويش، دار يعرب، ط1، دمشق،2004،ص137
[17]-محمد سعيدي، الأنثروبولوجيا بين النظرية والتطبيق: دراسة في مظاهر الثقافة الشعبية في الجزائر، أطروحة دكتوراه، جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان،2006/2007،ص109.