Skip to content

JiL.Center

Primary Menu
  • عن المركز
  • رئيسة المركز
  • شروط الانتساب
  • منشوراتنا
  • مؤتمرات وملتقيات
  • دوراتنا
  • محاضراتنا
  • مسابقاتنا
  • Cont@cts
موقع مجلات مركز جيل البحث العلمي
  • Home
  • تلقي النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم دراسة نصيَّة The Reception of Holy Quran by Rasulullah: A Study in Text Linguistics

تلقي النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم دراسة نصيَّة The Reception of Holy Quran by Rasulullah: A Study in Text Linguistics

admin 2021-06-14 2 min read
   

تلقي النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم دراسة نصيَّة

The Reception of Holy Quran by Rasulullah: A Study in Text Linguistics

الأستاذ المساعد/ د.محمد عبدالرحمن إبراهيم

كلية اللغات والإدارة، الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا

Mohamed Abdelrahman Ibrahim Youssef, Languages and Management, International Islamic University Malaysia.

الأستاذ المساعد/ د. نجية حسين التّهامي

كلية معارف الوحي، الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا

Njea Husean Atohame, Islamic Revealed Knowledge And human sciences, International Islamic University Malaysia

مقال منشور في  مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 69 الصفحة 109.

  ملخص البحث

يتناول هذا البحث تلقي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته الأبرار رضي الله عنهم للقرآن الكريم؛ للوقوف على الآليات المستخدمة في عملية التلقي. وقد تبنَّى الباحثان المنهجين الوصفيّ والتحليليّ، وقد توصلا لعدة نتائج، منها: يجب أن تنأى دراسة النص القرآني عن الشطط الناتج عن تطبيق مقولات غربية لا تراعي قدسية آي الذكر الحكيم، وتنزله منزلة أي نص أدبي أو غير ذلك. ولا مانع من الاستئناس بالنظريات اللغوية التي لا تتعارض مع هذا المبدأ.ومن الآليات التي عوَّل عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الأطهار رضي الله عنهم عند تلقي النص القرآني : مراعاة السياق، والتأويل المحلي، والتغريض، والتضام، والتناص.

الكلمات المفتاحية: نظرية التلقّي، النص، القرآن، السياق، التأويل المحليّ، الغرض الإنجازي.  

Abstract

This study deals with the Holy Prophet, may God’s prayers and peace be upon him and his righteous companions, may God be pleased with them, received the Holy Qur’an To find out the mechanisms used in the receiving process. The two researchers have adopted the descriptive and analytical approaches, and have reached several conclusions, including: The study of the Qur’anic text must distance itself from the exaggeration resulting from the application of Western sayings that do not take into account the sanctity of the Holy Quran, and give it the status of any literary text or otherwise. There is no objection to adopting linguistic theories that do not contradict this principle. Among the mechanisms that the Messenger, may God’s prayers and peace be upon him and his pure companions, may God be pleased with them, relied upon when receiving the Qur’an text: consideration of context, local interpretation, prejudice, solidarity, andintertextuality

Key words: the reception theory, text, Quran, context, local interpretation, achievement.

  مقدمة حظي القرآن الكريم – على مرّ السنين – بدراسات ثرَّة لا حصر لها، تناولته من زوايا كثيرة، تنهل من معينه، دون أن تنقضي عجائبه، وتنفد أسرارُه؛ فالقرآن معجزة لا تُدانيها معجزة من جميع النواحي: لغةً، وتشريعاً، وتوجيهاً، وهدايةً. وقد وقع اختيار الباحث على موضوع تلقي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم للقرآن؛ للوقوف على الآليات التي اعتمدوا عليها عند تلقي القرآن الكريم. يقوم هذا البحث على تمهيد، تعقبه ثلاثة مباحث: يقف المبحث الأول بين يدي ثلاثة مصطلحات تعد ركائز لهذا البحث، وهي: القرآن، والنص، والتلقي. ويتناول المبحث الثاني أهم  العوامل الملابِسة للتلقي. ويستجلي المبحث الثالث بعض الآليات التي عوَّل عليها الرسول صلى الله عليه وسلم  وصحبه الكرام رضوان الله عليهم عند تلقي الوحي، وتلك الآليات تشكل الجانب التداولي للخطاب القرآنيّ، بالمفهوم العام لهذا المصطلح.  يعوِّل هذا البحث على المنهجين الوصفيّ والتحليليّ، وذلك بجمع مادة البحث من مظانّها، ثم استقراء المظهر العملي للتلقي وغاياته؛ تمهيداً للانطلاق نحو هدفنا الأسمى المتمثل في بيان الاستراتيجيات التي اتُبعت إبّان عملية التلقي، مع الاستعانة- أحياناً- بما يوضح الدلالات المعجمية للألفاظ، فضلاً عن الاستهداء بمقولة أحد عناصر الاتساق Cohesion المتمثلة في التضام ،Collocation، بالإضافة إلى الآليات التي تعين على تلقي النص، ممثلةً في المعرفة الخلفية Background Knowledge، والتأويل المحلي Local interpretation ، والتغريضMatisation، والسياق Context، والتناص Intertextuality   المبحث الأول: بين يديّ المصطلح أولاً:القرآن ثمة تعريفات كثيرة رامَتْ الوقوف على هذا المصطلح، ومن ذلك ما ذكره ” الشافعيّ أنه قال: القرآن اسم على غير مشتق خاص بكلام الله فهو غير مهموز، لم يؤخذ من قراءة، ولكنه اسم لكتاب الله مثل: التوراة والإنجيل”[1]. وقد رفض الزرقاني هذا الرأي ذاهباً إلى أن لفظ القرآن في اللغة مصدر مرادف للقراءة، ومنه قوله تعالى:﴿ إنَّ علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه﴾ ( القيامة: 17-18). ثم نُقل من هذا المعنى المصدري وجعل اسماً لكلام الله المعجز المنزل على النبي- صلى الله عليه وسلم  – من باب إطلاق المصدر على مفعوله. وقد خلص الزرقاني إلى أنّ القرآن هو الكلام المعجز المنزل على النبي- صلى الله عليه وسلم – المكتوب في المصاحف، المنقول بالتواتر، المتعبد بتلاوته[2]. بيْد أن قول الزرقاني- في نظر الباحثيْن- هو الأرجح؛ لأن الواقع اللغوي يصدقه من حيث ورود المصدر (قرآن) في آي الذكر الحكيم. ثانياً: النص جاء في القاموس المحيط “( نَصَّ) الحديث إليه: رفعه. وناقته: استخرج أقصى ما عندها من السير. والشيء: حركه. ومنه: فلان ينص أنفه غضباً. وهو نصاص الأنف. والمتاع: جعل بعضه فوق بعض. وفلاناً: استقصى مسألته عن الشيء. والعروس: أقعدها على المِنصة بالكسر، وهي ما ترفع عليه، فانتصبت. والشيء: أظهره… والنص: الإسناد إلى الرئيس الأكبر…”[3]. ويلاحظ -هنا- أن المعاني السالفة الذكر تفسر جوانب مختلفة من النص. فرفع الحديث وإسناده إلى قائله، إشارة إلى الباث، وما جاء وصفاً لسيْر الناقة، يوضح الجهد الذي يبذله المبدع في عملية الإبداع، وما يفيد ترتيب المتاع يومئ للتابع الخطي للنص الذي يأخذ في النهاية صورة أسطر متتابعة. وما ذكر عن العروس وجلوسها في مكان عالٍ يشير إلى تداول النص وسيرورته بين المتلقين. ثالثاً: التلقي بالرجوع إلى الأصل اللغوي لهذا المصطلح يُلحظ أنّ الفعل “( لَقِيَهُ) يلقاه… لقاءً ولقايةً ولِقياً ولقياناً ولقيانةً ولُقياناً ولِقٍيّا ولُقية… استقبله وصادفه ورآه… وتلقى الشيء بمعنى لقيه…”[4]. وجاء في المعجم الوسيط”( تلقت) المرأة: حبلت. فهي مُتلقٍ ( بلا هاء). وــالشيء: لقيه. وقال: تلقى فلاناً. وــ الشيء منه: أخذ منه. ويقال: تلقى العلم عن فلان”[5]. وعليه، فإن المعاني السابقة تدور حول الاستقبال، والتلقي يعني استقبال النص، وهو الأمر الذي يسلك فيه المتلقي طريقين: القراءة أو الاستماع. ولا شك في أن المتلقي يشغل حيزاً كبيراً من ذهن الباث ووجدانه عندما تنقدح شرارة إبداعه، وحتى يتبلور ذلك الإبداع في صورته الأخيرة المنتمية إلى جنس ما من الأجناس الأدبية، فنرى ” إن ملازمة المتلقي لوعي المبدع هو الذي جعل الدارسين يقوِّمون البلاغة والبيان انطلاقاً من قدرة الخطاب على بلوغ مآربه عند ذلك المتلقي، فكان البيان على حد تعبير الرماني الذي أورده ابن رشيق هو ( الكشف عن المعنى حتى تدركه النفس…) أما البلاغة فتقوم من أصل معناها على إرادة المتكلم إيصال معنى من المعاني أو فكر من الأفكار إلى الشخص المقصود بالكلام حسب كيفيات معينة تتحدد بنوع العلاقة القائمة بين الدال والمدلول”[6].  فالعلاقة- إذن- بين الباث والمتلقي قارّة في العقل والوجدان، وتلك علاقة لا تنفصم عراها. ولقد اشتط بعض النقاد في تقدير العلاقة بين مبدع النص والمتلقي، فأعلى من شأن المتلقي، وكتب شهادة وفاة للمرسل، فقد ذهب ( ريكور) إلى أنّ قراءة كتابٍ ما تعني أنّ كاتبه قد مات مسبقاً. وأن الكتاب قد تم طبعه بعد وفاته. وبالفعل، عندما يموت الكاتب، فإن العلاقة مع الكتاب تصبح كاملة وسليمة أيضاً. وإذا لم يعد بإمكان الكاتب أن يجيب، فلن يبقى له سوى أن يقرأ كتابه وقد  استهجن عدنان على رضا مقولة ( ريكور) موضحاً أنَّ المؤلف –في الإسلام- مسؤول عن كلمته حياً وميتاً[7]. وما ذهب إليه الناقد على صواب، يقول الله تعالى: ( ما يلفظ من قولٍ إلا لديهِ رقيبٌ عتيدٌ) ( سورة ق : 18)، وموطن الشاهد -هنا- في عموم المعنى، والكلام إنتاجاً وتلقياً – في الإسلام- تحكمه ضوابط كثيرة، منها: الدين، والعرف، والمنطق، والإفادة. ولا يجوز للمسلم أن يدور في فلك كل ما يصدر عن الفكر الغربي من مقولات نقدية ونظريات لغوية، بل يجب تبنَّي ما يتناغم مع عقيدتنا السمحة. من الملاحظ أن المنطلق النقدي لريكور ومن ذهب مذهبه مثل رولان بارت يكمن في جعل النص وحده محور الاهتمام، فيكون الغوص في أعماقه للوقوف على جمالياته، ومظاهره الأسلوبية، وقطع كل الوشائج التي تربطه بمنشئه. وهذا الموقف النقدي رد فعل للمذاهب الأدبية التي سلطت الضوء على حياة الأديب مثل المذهب الطبيعي. ومن ثم فقد ثارت عليه مذاهب أخرى كمذهب الجمالية ( الفن للفن) حيث ذهب أنصاره إلى أن دراسة شخصية الأديب والتعرف على تفاصيل حياته لا يسمن ولا يغني من جوع، لكونه يمس حيثيات النص الأدبي ومحيطه الخارجي، بينما نحن نود أن نتعرف على جماليات النص ذاته”ا[8]، والرأي أن التوسط في الأمر هو الأقرب إلى الصواب؛ وذلك بالتعويل على حياة الأديب إذا كان ذلك يضوئ النص، ويسهم في فك رموزه على نحو فاعل. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن المرسل لم ينتهِ دوره بوضع لمساته الأخيرة على ما أبدع، فعلاقته بالنص والمتلقي موصولة، وروحه تسري دوماً في أوصال النص، ولعل المتلقي يستشعر هذه المعاني وهو يمعن النظر في أي نص لأحد المبدعين العظام مثل: المتنبي ،والجاحظ، وغيرهما. إن التلقي عملية مركبة، تحيطها عناصر السياق الذي يهيئ فهماً صحيحاً لها، علاوة على أن المتلقي الفاعل يسلك طريقاً إبداعياً عندما يتفيّأ ظلال النص، ويستروح نسماته. وقد أوضح فطوم أن الظاهرة الجمالية تُسبر أغوارها بما يمتلكه المتلقي من حساسية ومستقبلات ذوقية ينتج عنها استثارة انفعالاته الجمالية عند استقبال النص، وتدفعه نحو الغوص في أعماقه من خلال مَلَكة الوعي ومرجعياته الثقافية وغيرها[9].ومن الجدير بالذكر أن نظرية التلقي تجعل النص بنية من بنيات العمل الأدبي نفسه؛ ليصبح الفهم هو عملية بناء المعنى وإنتاجه، وليس الكشف عنه أو الانتهاء إليه. فلم يعد النص بنية محايثة مكتفية بذاتها؛ أي أن شروط تفسيرها تكمن في داخلها فقط، وذلك على النحو الوارد لدى البنيويين[10]. وتتحقق مهمة المتلقي في بناء المعنى من خلال المرور بالمرحلتين الآتيتين: الإدراك المباشر: وذلك بالنظر في الهيكل الخارجي للنص ومعطياته اللغوية والأسلوبية. الاستذهان: ويتحقق بملء الفجوات النصية، ومحاولة استجلاء كل ما غمض، في محاولة للمشاركة الفاعلة في صنع المعنى[11].ويستخدم النص- حسب آيزر- جملة من المعايير والمواضعات، على نحو يُفصح عن معناه. وجملة هذه المعايير والمواضعات أطلق عليها آيزر ” السجل النصيّ “، وهي كامنة في تلافيفه، ومتعالقة بالمسرح اللغوي الملابِس لإنتاج النص، ومعهود الخطاب لدى الجماعة اللغوية. ويشتمل النص على آليتين، هما: – الانتقاء: حيث ينقل النص الواقع بطريقة مضمرة دون التخلي عن مرجعيته الأصلية المشتركة بينه وبين القارئ. – التشويه: وذلك بأن يعوِّل النص على التشويه مشكِّلاً فضاءً متنوعاً من الأنساق الدلالية المستندة إلى أرضية واقعية، لكن بمفهوم جديد يجسد معاني متحولة، تُقدَّم برؤى مختلفة[12]. وهكذا، لا ينفصل المبدع عن واقعه، حيث يمتح من معينه، ويمتص رحيقه ليقدم منه رؤية معبرة أصدق تعبير عن مكنون ذاته.     المبحث الثاني: مُلابَسات عملية التلقي ثمة عوامل تحفُّ بعملية التلقي وحيثياتها، وسنعرض في ما يلي طائفة من أهم هذه العوامل: أولاً:العامل النفسيّ من الجليّ أن العامل النفسي يعد من أبرز العوامل الملابسة للتلقي، ولقد” عني الخطاب العربي- شعراً وخطابةً ونثراً فنياً- بالمتلقي، هادفاً إلى تحقيق المعنى الأدبي، مستنداً إلى عدد من إجراءات التعبير داخل النص أو من خلال وضع رؤية نظرية لعملية التلقي، ومستعيناً بالعامل النفسي الذي هو عامل حاسم في إحداث التفاعل بين أطراف التخاطب، وفي النصوص العربية الرفيعة، ما يوضح حجم العناية بالمستقبل ومستواها[13]. وبناءً على ذلك العامل فإن العامل النفسي له خطره في توجيه عملية التلقي، ولا يتحقق الهدف من الاتصال إلا بإدراك المرسل لعناصر المسرح اللغوي، الذي يتضمنه بداهة ويشتمل المتلقي والمكان وما فيه من أشياء وموضوعات ومن فيه من أناس لهم علاقة بموضوع الحديث علاوة على الزمان وفترته المعينة من التاريخ[14]. فالمرسل عليه أن يستهل خطابه بما تنشرح له صدور المتلقين، ويدغدغ عواطفهم، ويثير مشاعرهم، ويسموا بها. ومن هنا عاب النقاد على المتنبي أن يفتتح أمدوحته لكافور بقوله: كفى بك الموت أن ترى الموت شافياً                وحسب المنايا أن يكن أمانيا فهذا يُخالف ما يندرج تحت ما يُعرف لدى البلاغيين بحسن الابتداء، فالممدوح- هنا-بانتظار ما يسبغه عليه الشاعر من فضائل، وما ينعته به من عظيم الصفات، وحميد الأفعال. فإذا به يسلك مسلكاً آخر مخيباً لأفق توقعات هذا الممدوح. ويمكن إجمال العوامل التي تحدث الأثر النفسي المرغوب في المتلقي على النحو الآتي: النظم الرائع للمعاني، والشواهد على ذلك كثيرة منها، طريقة تلقي عمر بن الخطاب للنص القرآني للوهلة الأولى حين تلقى آيات سورة” طه” وتجاوبت نفسه مع ما يتسم به النظم القرآني من انسجام صوتي بديع علاوة على”القصد في اللفظ والوفاء بحق المعنى، وهاتان نهايتان لا يستطيع أحد من الكتاب الجمع بينهما…”[15]. وتحفل مظانّ البحث بكثير من الشواهد على فاعلية هذا العامل في نفس المتلقي. تلبية حاجات المتلقي، بالحديث- مثلاً- عما يشغله، على النحو الذي يُعَدُّ به الخطاب السياسي الناجح الذي يتناغم مع نبض الجماهير. انسجام الخطاب، وذلك بأن توضع الكلمات في مواضعها الصحيحة، ومن ذلك قصة الأعرابي الذي سمع رجلاً يتلو آية هكذا “( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا، نكالاً من الله والله غفورٌ رحيم) فقال له الأعرابي: أخطأتَ. قال كيف؟! قال: إن المغفرة والرحمة لا تناسبان قطع يد السارق. فتذكر الرجل الآية وقال﴿والله عزيز حكيم﴾ ( سورة المائدة: 38)، فقال الأعرابي: نعم، بعزته أخذها، وبحكمته قطعها”[16]. فسليقة الأعرابي اللغوية ومعهود الخطاب لديه أوقفاه على فحوى الآية الكريمة. ثانياً: العامل العقدي ويتجلى ذلك في تلقي النص مِنْ منطلق عقدي، يستجمع فيه المتلقي قواه لتفسير معطيات هذا النص في ضوء معتقداته، وذلك على النحو الذي نجده عند المعتزلة والشيعة والمرجئة والأشاعرة وغيرهم. فالفلاسفة- على سبيل المثال-” جعلوا القرآن تابعاً لما اعتقدوه من صحة كل ما جاء به أرسطو، فتكلفوا تأويل آياته المحكمات، في البعث والنشور، والجنة والنار، وفي النبوة والوحي، وفي خلق السماوات والأرض، وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، وهي القضايا الأساسية الثلاث، التي كفرهم بها الغزالي في كتابه الشهير” تهافت الفلاسفة” لمصادمتها لمحكمات القرآن، وقواطع الإسلام، وأشار إليها في كتابه” المنقذ من الضلال”[17]. وينضاف إلى ذلك ما ذهب إليه المعتزلة من تقديم المعقول على المنقول، ونفي الصفات، والوقوع في فتنة خلق القرآن، ، مما تحفل به تصانيفهم، ومنها- على سبيل المثال- “الكشاف”  للزمخشريّ. ثالثاً: العامل الاجتماعي من نافلة القول إن الإنسان ابن بيئته، يتأثر بها، ويؤثر فيها، يحمل همومها بين جنبيه، تملك آمالها عليه أقطار نفسه. لذلك كان للبعد الاجتماعي خطره في عملية تلقي النص. فانطلاقاً مِنْ رؤية واعية لأحوال المجتمع، وحرصاً منه على تماسك الأسرة، تلقى ابن تيمية الآيات التي تناولت قضية الطلاق بمفهوم خالف فيه الأئمة الأربعة فقد” رفض رأي الأئمة الأربعة في إمضاء طلاق البدعة، فكانت هذه جراءة هو لها أهل، لأنه فعلاً لا معنى إطلاقاً لأن تكون الأسرة ألعوبة في يد طائش، وكأن البيت ورق لعب…”[18] ولا يَعْزُب عن بالنا تلقي عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لسهم المؤلفة قلوبهم، حين امتنع عن أدائه، بعد أن بزّ الإسلام وقويت شوكته. رابعاً: العامل الحضاري النص تتفاوت قراءته من عصر إلى عصر، فلكل عصر ظروفه، ولكل عصر رجالات لديهم من الآليات ما يفجِّرون بها طاقات تمهد لهم سُبُلاً متجددة لفهم أقرب إلى روح العصر. ومن ذلك تلقي  النص القرآني في ضوء آخر الحقائق العلمية، ويشير إلى ذلك أحد الباحثين بقوله:” وأنا أفعل ذلك كثيراً، فأنا أود زاداً لقلبي عن طريق عقلي في كثير من الأحيان، فأقف مثلاً عند قوله تعالى: ﴿وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت﴾ ( الحج: 5). نعم، يقرأها المسلم في القرون الأولى الهجرية فيشعر بأن الأرض الظامئة تهتز طرباً وسعادة إذ يأتيها غيثها فتدب فيها الحياة. وهو تفسير جميل يقدم لنا صورة فنية… جمالية رائعة، ولكن رجلاً مثلي يشتغل بالعلوم والهندسة يبحث عن الإعجاز المكنون في هذه الصياغة الربانية فيوفقه الله إليه”[19]. ولا يخفى على أحد ما ترفدنا به نتائج البحوث من حقائق تتناغم مع ما ورد في تلافيف القرآن. وهذا ما يمثله التلقي الحضاري للنص الكريم.     المبحث الثالث: تلقي الرسول صلى الله عليه وسلم للنص القرآني أ- الجانب العملي للتلقي
  1. بدء التلقي
ثمة خلاف بين المفسرين حول بدء تلقي نبينا الأمين- صلى الله عليه وسلم – للوحي، ” عن يحيى بن أبي كثير، سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن، قال: ﴿ يا أيها المدثر﴾ قلت: يقولون: ﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾. فقال أبو سلمة: سألت جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله – ص- قال: “جاورت بحراء، فلما قضيت جواري هبطت، فنوديت؛ فنظرت عن يميني فلم أرَ شيئاً، ونظرت عن شمالي فلم أرَ شيئاً، فقلت: دثروني، وصبوا عليَّ ماءً بارداً. قال:﴿ يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر﴾[20]. فقد أورد البخاري حديثاً عن عائشة مفاده أن أول ما نزل قوله تعالى:﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾[21]. وهناك من يرى أن أول ما نزل سورة الفاتحة.[22] بيد أن القول الأول هو الراجح عند كثير من العلماء الذين استدلوا بحديث عائشة الذي أخرجه البخاري، وما أورده البخاري عن عائشة رواية وليس اجتهاداً. ومن هنا يرجح الباحثان هذا القول.
  1. ختام التلقي
غنيّ عن البيان أن أهل العلم قد اختلفوا في آخر آية نزلت على الرسول رضي الله عنه، ويمكن الرجوع إلى مظان البحث في هذا الصدد؛ فلم يرد في ذلك حديث مرفوع إلى النبي رضي الله عنه يمكن القطع به، ونكتفي بالإشارة إلى جبريل قد عارض الرسول القرآن في العام الأخير من حياته، ” عن فاطمة رضوان الله عليها قالت: قال لي رسول الله  صلى الله عليه وسلم:(… يا فاطمة، كان جبريل يأتيني في كل سنة مرةً يعارضني بالقرآن، وقد أتاني العام مرتين، ولا أراني إلا أفارق الدنيا…”[23]. وقد كان ذلك لإثبات الصورة الأخيرة للقرآن الكريم. هيئة الرسول- صلى الله عليه وسلم- عند التلقي ثمة صور مختلفة للهيئة التي كان عليها الرسول صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي،” عن عائشة أم المؤمنين- رضي الله عنها-، أن الحارث بن هشام- رضي الله عنه- سأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فقال:(يا رسول الله، كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله – ص- يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليَّ، فيُفْصم عني وقد وعيت عنه ما قال. وأحياناً يتمثل لي الملك فيكلمني فأعي ما يقول)[24]. ومن ثمَّ، يتبين لنا مدى إدراك النبي – صلى الله عليه وسلم- لكل مجريات عملية التلقي” وبهذا الوعي الكامل لم يخلط عليه السلام مرةً واحدةً- طيلة العصر القرآني الذي يضم كل مراحل التنزيل- بين شخصيته الإنسانية المأمورة المتلقية، وشخصية الوحي الآمرة المتعالية[25]. فالتلقي – هنا- عن وعي وإدراك كاملين، تمهيداً لإبلاغ ما أُوحي إليه. وغالباً ما كان يأتي جبريل في صورة الرجل، ولم يُرَ جبريل على صورته التي خلق عليها إلا مرتين كما ثبت في الصحيحين[26]. وقد يأتي جبريل في صورة صحابي” عن أبي عثمان، قال: أنبئت أن جبريل عليه السلام أتى النبي – ص- وعنده أم سلمة، فجعل يُحَدِّثُ ثم قام، فقال النبي – ص- وعنده أم سلمة، فجعل يحدث ثم قام، فقال النبي لأم سلمة: من هذا؟ أو كما قال، قال: قالت: ما حسبته إلا إياه، حتى سمعت خطبة نبي الله – صلى الله عليه وسلم- يخبر جبريل- أو كما قال-، قال: فقلت لأبي عثمان: ممن سمعت هذا؟ قال: من أسامة بن زيد”[27]. وهكذا تعددت طرائق الوحي. ويصف لنا القرآن الكريم مدى حرص النبي – صلى الله عليه وسلم- على وعي وحفظ كل ما يُلْقى إليه، قال تعالى:﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به . إن علينا جمعه وقرآنه . فإذا قرأناه فاتبع قرآنه . ثم إن علينا بيانه﴾ (القيامة: 16-19)، وفي ذلك يقول ابن كثير” هذا تعليم من الله- عزَّ وجلَّ- لرسوله- صلى الله عليه وسلم- في كيفية تلقي الوحي من الملَك، فإنه كان يبادر إلى أخذه ويسابق الملك في قراءته، فأمر الله- عزَّ وجلَّ- إذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له، وتكفل له أن يجمعه في صدره، وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه إليه، وأن يبينه له ويفسره ويوضحه. فالحالة الأولى جمعه في صدره، والثانية تلاوته، والثالثة تفسيره وإيضاح معناه…“[28].وفي ذلك بيان لمراتب عملية التلقي في أجلى صورها، وأرفع مقاماتها، فرسول الله بين يديّ نص كريم متعالٍ. ج- الجانب الدلالي والتداولي للتلقي يتناول هذا المبحث تلقي النبي – صلى الله عليه وسلم- للنص القرآني على المستويين الدلالي والتداولي، وذلك بالوقوف على بعض الآليات التي عوَّل عليها الرسول- صلى الله عليه وسلم- عند تلقيه للنص القرآني، معتمدين في ذلك على ما صحّ نقله عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن الجدير بالذكر أن النبي– صلى الله عليه وسلم- كان يتلقى القرآن معتمداً على المعرفة الخلفية Background Knowledge”، فإنَّ فهم الخطاب يعد بالأساس عملية سحب للمعلومات من الذاكرة، وربطها مع الخطاب المواجه”[29]. وكانت هذه المعرفة الخلفية تمده بزاد لا ينقطع من المعارف، ولكن أحياناً تأتي كلمات لا تشكل دلالاتها العرفية أي إشكال، ولكنها من قبيل المشترك اللفظي، الأمر الذي دفع النبي – ص- لسؤال أمين الوحي عن فحوى الخطاب، ومن ذلك ما أخرجه” ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي، قال: لما أنزل الله﴿ خذ العفو.﴾ ( الأعراف: 199) قال رسول الله – ص-: ما هذا يا جبريل؟ قال: لا أدري حتى أسأل العالِم، فذهب ثم رجع، قال: إن الله يأمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك[30]“.فيلاحظ – هنا – أن الدلالات المباشرة لـ ( خذ) و ( العفو) واضحة، فالكلمة الأولى ( خذ) فعل أمر من الفعل الثلاثي المهموز ( أخذ): ” تناول وبابه نَصَرَ“[31] ويقال:” أخذ الشيء أخذاً وتأخاذاً ومأخذاً: حازه وحصَّله، وفي التنزيل العزيز:﴿ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها﴾. وــ تناوله، يُقال أخذنا المال. وــ قَبِلَهُ، وفي التنزيل العزيز:﴿ وأخذتم على ذلك إصري﴾ وــ فلاناً: حبسه، وفي التنزيل العزيز:( فخذ أحدنا مكانه). وــ عاقبه، وفي التنزيل العزيز﴿ وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه﴾ وــ أسره، وفي التنزيل العزيز﴿ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم﴾ وــ غلبه، وفي التنزيل العزيز:﴿ لا تأخذه سنة ولا نوم﴾…“[32]. أما كلمة ( العفو) فمن معانيها” المال ما يَفْضُل عن النفقة. قلت: ومنه قوله تعالى:( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو). قلت: وأما قوله تعالى ( خذ العفو) أي خذ الميسور من أخلاق الرجال، ولا تستقص عليهم. قال: ويقال: أعطاه عفو ماله يعني أعطاه بغير مسألة…”[33]. فتلك هي المعاني الواردة في معهود العرب. وبناءً على ما تقدَّم يتبين لنا أن كلمتي ( خذ) و ( العفو) من قبيل المشترك اللفظي الذي يعين السياق Context على استجلاء معانيهما، ومن ثم فإن المعنى الإجمالي كان واضحاً في ذهن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه أراد أن يستوثق ويستجلي المزيد من معانيهما، فأفق التوقع يشير تداولياً إلى أن النص- للوهلة الأولى-يفارق هذه المعاني المباشرة . لذا، استوقف الرسولُ – صلى الله عليه وسلم- جبريلَ، وسأله عن فحوى الخطاب؛ ليتضح- فيما بعد- أن الغرض الإنجازي لقوله تعالى المشار إليه آنفاً، هو الأمر – على وجه العموم – بمخالفة النفس الأمّارة بالسوء، وكبح جماحها؛ فالإنسان – في الغالب الأعم – ينزع إلى رد الصاع صاعين في أعقاب تعرضه لأية مظلمة، وحرمان من قطع أو منع عنه معروفه وإحسانه. ويمكن أن نستأنس بأقوال الصحابة رضي الله عنهم؛ لبيان كيفية تلقي هذا النص المفتوح بناءً على خلفيات هؤلاء المتلقين.” قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله:( خذ العفو) يعني: خذ ما عفا لك من أموالهم، وما أتوك به من شيء فخذه. وكان هذا قبل أن تنزل ( براءة) بفرائض الصدقات وتفصيلها، وما انتهت إليه الصدقات. وقاله السدي. وقال الضحاك، عن ابن عباس ( خذ العفو) أنفق الفضل. وقال سعيد بن جبير، عن ابن عباس ( خذ العفو) قال: الفضل. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله: ( خذ العفو): أمره الله بالعفو والصفح عن المشركين عشر سنين، ثم أمره بالغلظة عليهم، واختار هذا القول ابن جرير…”[34]. وهكذا اختلف تلقي الصحابة لهذه الآية. وتأسيساً على ما سبق، فإنّ التأويلات السابقة تمَّت في الأُ طر الآتية:-
  • الربط بين السور بمراعاة أسباب النزول ( القول الأول لابن عباس…إلخ).
  • المعنى اللغوي. ( القول الثاني لابن عباس).
ج.  ربط الآية بمسيرة الدعوة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. والتأويلات السابقة تندرج تحت مبدأ التأويل المحلي Local interpretation الذي يعد” تقييداً للطاقة التأويلية لدى الملتقى حتى  لا ينشئ سياقاً أكبر مما يحتاج إليه من أجل الوصول إلى تأويل ما”[35]. فالخروج عن هذا المبدأ يوقع المتلقي في الزلل والشطط، وما جاء به الغُلاة من أصحاب الفرق الإسلامية دليل دامغ على النأي عن التأويل المحلي. وثمة مظهرٌ آخر من مظاهر تلقي الرسول يتمثل في إعراضه عن التفاصيل الدقيقة التي تتعلق بإحدى جزئيات النص القرآني، التي لا يترتب على عدم استجلائها أي قصور في فهم الدلالة. فذهن الرسول وقلبه منصرفان إلى مقاصد أسمى من ذلك. فأحياناً يأتيه- صلى الله عليه وسلم- رجل من أهل الكتاب ويسأله عن جزئية قد لا تخطر على بال- إما بقصد الإعنات أو التأكد مِنْ صدق نبوته، ومن ذلك ما أخرجه” سعيد بن منصور، وأبو يَعلى والحاكم، وصححه البيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله قال: جاء يهودي إلى النبي – صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد أخبرني عن النجوم التي رآها يوسف ساجدة له ما أسماؤها؟ فلم يجبه بشيء حتى أتاه جبريل، فأخبره، فأرسل إلى اليهودي فقال: هل أنت مؤمن إن أخبرتك بها؟ قال: نعم. فقال: خرثان، وطارق، والذّيال، وذو الكيعان، وذو الفرع، ووثّاب، وعمودان، وقابس، والصروح، والمصبح، والفيلق، والضياء، والنور- يعني أباه وأمه- رآها في أفق السماء ساجدة له. فلما قصّ رؤياه على أبيه: قال: أرى أمراً مشتتاً يجمعه الله[36]). ويعكس هذا الحديث ما جُبِل عليه اليهود من الاستغراق في تفاصيل، قد تنبو بهم عن حسن التلقي والاتباع. ولاشك في أن قوله تعالى: ( يا أبتِ إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين) ( يوسف: 4) واضح الدلالة، وقد تلقى النبي – صلى الله عليه وسلم -هذا الخطاب القرآني مدركاً دلالاته وفحواه، ولم يصنع ما فعله بنو إسرائيل في الانصراف عن جوهر الأمور والتشبث بتفاصيل غير مجدية. وهذا لون من ألوان التأويل المحلي. ومن ناحية أخرى، يكمن الغرض الإنجازي لسؤال المصطفى – صلى الله عليه وسلم- في إقامة الحُجّة على اليهوديّ، بأنه – حقاً – نبيّ يوُحى إليه، وهذا باب يدلف منه السائل – إن صَدَقَتْ نيته – إلى زمرة المسلمين المؤمنين بنبوته صلى الله عليه وسلم، وذلك عقب تلقي هذا السائل للجواب[37]. فلم يُعْرِض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه أجابه ليهتدي. ويعكس تلقي الوحي فطنة النبي، واستيعابه لكل ما يُوحى إليه، وإدراكه لمرامي الخطاب القرآني. ومن ذلك ما أخرجه” البخاري من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال كان عمر يُدْخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه: فقال: لِمَ يُدخل هذا معنا وإنّ لنا أبناءً مثله! فقال عمر: إنه ممن علمتم. ودعاهم بهم ذات يوم، فأدخله معهم- فما رُئيتُ أنه دعاني فيهم يومئذ إلا ليريهم، فقال: ما تقولون في قول الله تعالى: ﴿ إذا جاء نصر الله والفتح﴾؟ فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً، فقال لي: أكذلك تقول يا بن عباس؟ فقلت: لا: ماتقول؟ فقلت! هو أجلُ رسول الله – ص- أعلمه به. قال: إذا جاء نصر الله والفتح، فذلك علامة أجلك، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً. فقال عمر: لا أعلم منها إلا ما تقول.”[38] وإلى ذلك يشير السعدي بقوله:” وأما الإشارة الثانية، فهي إلى أن أجل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قد قرب ودنا، ووجْه ذلك أن عمره عمر فاضل أقسم الله به. وقد عهد أن الأمور الفاضلة تختم بالاستغفار، كالصلاة والحج، وغير ذلك. فأمْر الله لرسوله بالحمد والاستغفار في هذه الحال، إشارة إلى أن أجله قد انتهى، فليستعد ويتهيأ للقاء ربه، ويختتم عمره بأفضل ما يجده صلوات الله وسلامه عليه. فكان – ص- يتأول القرآن، ويقول ذلك في صلاته، يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده( سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي”[39]. فإن كان هذا استجلاء ابن عباس للخطاب القرآنيّ، فما بالك بتلقي الرسول لهذا الخطاب!. ويلاحظ –هنا-  أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قد أدرك فحوى الخطاب القرآني من خلال العمليات الآتية:
  1. الوقوف عند دلالات الألفاظ، وهي- هنا- واضحة، لا داعي للرجوع إلى مظانها للكشف عنها.
  2. التغريضMatisation” يعرف براون ويول الثيمة بأنها نقطة بداية قول ما. ولما كان الخطاب ينتظم على شكل متتاليات من الجمل، بناءً على أن يبدأ به المتكلم أو الكاتب سيؤثر في تأويل ما يليه. وهكذا. فإن عنواناً ما سيؤثر في تأويل النص الذي يليه… وإن شئنا التوضيح قلنا إن في الخطاب مركز جذب يؤسسه من طلقه، وتحوم حوله بقية أجزائه”[40]. فالآية مفتتحها قوله تعالى:﴿ إذا حاء نصر الله والفتح﴾ ( سورة النصر:1) وهذا القول يهيمن على سائر الآيات، إذا تتمثل فيه الحد الأول الذي يحدد الأجل الذي أعلمه الله تعالى لنبيه- صلى الله عليه وسلم- ومن ثم، فإن هذا يستتبع دخول الناس في دين الله أفواجاً وهو الحد الثاني، وما ينبغي أن يوضح ما يجب أن يفعله النبي – صلى الله عليه وسلم- استعداداً للقاء ربه.
  3. استدعاء الرسول – صلى الله عليه وسلم- المباشر لمعرفته الخلفية حيث ربطها بدلالات الألفاظ والتغريض وفطن إلى فحوى الخطاب.
من الجدير بالذكر أن هناك أحاديث تتناول موضوعاً واحداً، ولكنها تقدم قراءات متعددة. ومن ذلك ما رواه الطبراني مرفوعاً فقال:” حدثنا أبو حبيب زيد بن المهندي المروزيِ، حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن ابن عباس قال: قال رسول الله – ص-:( إن أول ما خلق الله القلم والحوت. قال: للقلم: اكتب. قال: ما أكتب؟ قال: كل شيء كائن إلى يوم القيامة، ثم قرأ:﴿ ن* والقلم وما يسطرون﴾ فالنون: الحوت. والقلم: القلم”[41]، وكذلك أورد ابن كثير روايات أخرى منها قوله:” حدثنا الحسن بن شبيب المُكتِب، حدثنا محمد بن زياد الجزري، عن فُرات بن أبي الفرات، عن معاوية بن قُرة، عن أبيه قال: قال رسول الله – ص- ﴿ ن* والقلم وما يسطرون﴾: لوح من نور، وقلم من نور، يجري بما هو كائن إلى القيامة…”[42]. وهكذا يتبين لنا أن لفظة ( نون) لها ثلاثة معانٍ: الحوت، ولوح من نور، الدواة[43]. فكيف إذن يمكن التوفيق بين هذه التفسيرات المختلفة، وبمعنى أحرى، ما الآليات التي نرجح أن الرسول – ص- عمد إليها عند تأويل هذه اللفظة. من الواضح أن الجامع بين الحوت والقلم هو الاشتراك في أمر واحد وهو بدء الخلق. أما العلاقة بين اللوح والقلم، وكذلك الدواة والقلم، فتفهم في ضوء التضام Collocation ” وهو توارد زوج من الكلمات بالفعل أو بالقوة نظراً لارتباطهما بحكم هذه العلاقة أو تلك”[44]. وهذه الظاهرة اللغوية يُطلق عليها أيضاً المصاحبة” وهي بشكل عام مجيء كلمة في صحبة كلمة أخرى”[45]. وكذلك تندرج الكلمات السابقة تحت مجال دلالي Semantic field واحد، وهو أدوات الكتابة. وقد يقفز إلى الذهن تساؤل مشروع مؤداه: ما المناسبة بين ( الحوت/ اللوح/ الدواة)؟في الواقع قد نجد تفسيراً للعلاقة الجامعة بين هذه الكلمات في قوله تعالى:( أم عندهم الغيب فهم يكتبون . فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم) ( القلم: 47-48)، فقد ورد في الحديث- المشار إليه آنفاً- ( أن أول ما خلق الله القلم والحوت. قال للقلم: اكتب…). وكلمة ( يكتبون) في الآية إشارة إلى الكافرين حيث نفى الله عنهم علْم الغيب الذي لا يعلمه إلا هو، ولا يسجله إلا القلم الذي خلقه من قبل. ثم تلت هذه الآية، آية أخرى تحث النبي- صلى الله عليه وسلم- على التجمل بالصبر، ولا يكن كصاحب الحوت يونس عليه السلام. ومن هنا جاء الجمع بين ( الحوت/ اللوح/ القلم). إن المتأمل في تلقي الرسول – صلى الله عليه وسلم- يلحظ ضرباً من التأويل، يقع في دائرة التناص الذي مفاده” تعالق نصوص مع نص حدث بكيفيات مختلفة”[46]. ومن ذلك ما أورده السيوطي” أخرج أحمد والشيخان وغيرهم عن ابن مسعود قال: لما نزلت هذه الآية ﴿ الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم﴾ ( الأنعام: 82) شقَّ ذلك على الناس، فقالوا: يا رسول الله، وأينا لا يظلم نفسه! قال: إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قاله العبد الصالح:﴿ إن الشرك لظلم عظيم﴾ ( لقمان: 13)! إنما هو الشرك”[47]. فالاستراتيجية التي اتبعها الرسول هنا هي أنَّ القرآن يفسر بعضه بعضاً” وذلك أن القرآن الكريم يصدق بعضه بعضاً، ويفسر بعضه بعضاً، قال تعالى:( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) ( النساء: 82). ” فما أُجمِل في موضع فُصِّل في موضع آخر، وما أبهم في مكان بين في آخر، وما أطلق في سورة أو آية قُيِّد في آخرى، وما جاء عاماً في سياق خصص في سياق آخر، ولا بد من ضم الآيات والنصوص بعضها إلى بعض، حتى يتكامل الفهم، ويستبين المقصود من النص”[48]. فكلام الله يصدق بعضه بعضاً، ومن الأحرى البدء به عند التصدي للتفسير أو التلقي. وهكذا يتبين لنا أن التناص- بمفهومه المعاصر- يضيء المعنى، خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار أن القرآن كالكلمة الواحدة. الأمر الذي يجعلنا نتفق مع القول الذي ذهب صاحبه إلى أن التناص قد حدد المعنى، وصار وسيلة ربط بين أجزاء النص الواحد، وبياناً للمعاني المتعالقة[49].فإن كان التناص في النصوص الأدبية معرضاً لأفانين القول، فإنه في القرآن قد تسنم ذروة البيان صوغاً ومقصداً، كما أن استجلاء جانبي هذا التناص داخلياً وخارجياً يُوقف المتلقي على الدلالات القارّة والمتجددة لهذا النص الكريم الذي لا تنتهي عجائبه وجدته وسموه وتعاليه على كرّ العصور والأزمان. الخاتمة يُختتم البحث بذكر طائفة من أهم النتائج التي تمخض عنها هذا البحث، وتأتي على النحو الآتي:
  1. يجب أن تنأى دراسة النص القرآني الشطط الناتج عن تطبيق مقولات غربية لا تراعي قدسية آي الذكر الحكيم، وتنزله منزلة أي نص أدبي أو غير ذلك. ولا مانع من الاستئناس بالنظريات اللغوية التي لا تتعارض مع هذا المبدأ.
  2. تدور معاني التلقي حول استقبال النص استماعاً وقراءةً.
  3. المؤلف – في الإسلام – مسؤول عن كلمته، ولا مكان – فيما يراه البحثان- للقول بموت المؤلف كما زعم البنيويون.
  4. لم يعد النص بنية مُحايثة مكتفية بذاتها، بل إنه بحاجة ملحة لاستجلاء مسرحه اللغوي.
  5. علاقة الباث بالمتلقي لا تنفصم عراها، فالمتلقي قارُّ في عقل الباث.
  6. ثمة عوامل كثيرة مصاحبة لعملية التلقي، منها: العوامل النفسية، والعقدية، والاجتماعية، والحضارية.
  7. من الآليات التي عوَّل عليها الرسول صلى الله عليه وسلم – عند تلقي النص القرآني- : مراعاة السياق، والتأويل المحلي، والتغريض، والتضام، والتناص.
      قائمة المصادر والمراجع القرآن الكريم الكتب:
  • إبراهيم الأبياري، تأريخ القرآن ( بيروت: دار الشروق، د. ط.، 1964م.
  • إبراهيم أنيس ( وآخرون ) المعجم الوسيط (القاهرة: دار المعارف، د.ط، د. ت).
  • ابن الجزري، النشر في القراءات العشر،ج1، بيروت: دار الفكر، د. ط.، لا ت
  • ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، الرياض: دار عالم الكتب، ط2،1997م.
  • أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن حسن الرازي، كتاب فضائل القرآن وتلاوته، تح:
  • عامر حسن بيروت: دار البشائر الإسلامية، ط1، 1994م.
  • أحمد عفيفي، نحو النص- اتجاه جديد في الدرس النحويالقاهرة: مكتبة زهراء الشرق، ط1، 2001م.
  • بشرى موسى صالح، نظرية التلقي أصول وتطبيقات ( الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، ط1، 20012001).
  • بطرس البستاني، محيط المحيط، بيروت: مكتبة لبنان،د. ط.، 1983م.
  • جلال الدين السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، تحقيق: محمد أبي الفضل إبراهيم، بيروت: المكتبة العصرية، د. ط.، 1988م.
  • سيد دسوقي، تأملات في التفسير الحضاري للقرآن الكريم، القاهرة: دار نهضة مصر، د. ط.، 1998م).
  • صبحي الصالح، مباحث في علوم القرآن، بيروت: دار العلم للملايين، ط24، 2000م.
  • الطاهر أحمد الزاوي، ترتيب القاموس المحيط على يطرقة المصباح المنير وأساس البلاغة( بيروت: دار الفكر، ط3، 1970م.
  • عبد الحميد بو زوينة، نظرية الأدب في ضوء الإسلام، عمان: دار البشير للنشر والتوزيع، ط1، 1411هـ- 1990م).
  • عبد الرحمن بن ناصر السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان( بيروت: مؤسسة الرسالة، ط1، 1421هـ- 2000م.
  • عبد الصبور شاهين، تاريخ القرآن، القاهرة: نهضة مصر، ط3، 2007 .
  • عبد القهار داوود العاني، دراسات في علوم القرآن، كوالالمبور: مركز الأبحاث، الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، ط1، 2001م.
  • عدنان علي رضا النحوي، الأسلوب والأسلوبية بين العلمانية والأدب الملتزم بالإسلام، الرياض: دار النحوي للنشر والتوزيع، ط1، 1419هـ).
  • كاظم السباعي، القرآن كتاب حياة( بيروت: مؤسسة الوفاء، ط1، 1404هـ- 1984م.
  • كمال بشر، دراسات في علم المعنى- السيمانتيك ( د.م.: د.ن.، د.ط. 1985م
  • محمد بن أبي بكر الرازي، ترتيب مختار الصحاح، تح: شهاب الدين أبي عمر( بيروت: دار الفكر، د. ط.، 1414هـ- 1992م.
    • محمد حسن عبد العزيز، المصاحبة في التعبير اللغوي، القاهرة: دار الفكر العربي، د. ط.،1990م.
  • محمد خطابي، لسانيات النص- مدخل إلى انسجام الخطاب( بيروت: المركز الثقافي العربي، ط1، 1991م.
  • محمد زكي الدين محمد أبو القاسم، جامع البيان لما اتفق عليه الشيخان( الغردقة: دار الصفوة، ط1، 1999م.
  • محمد عبد العظيم، معاني النص الشعري- طرق الإنتاج وسبل الاستقطار، في منشورات كلية الآداب بمنوبة، تونس، 1992م.
  • محمد عبد العظيم الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن، بيروت: دار الكتب العلمية، د.ط.، 1996م).
  • محمد الغزالي، كيف نتعامل مع القرآن،هيرندن- فيرجينيا: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ط1، 1411هـ-1991م).
  • محمد المبارك، استقبال النص عند العرب، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط1، 1999م.
  • محمد مفتاح، تحليل الخطاب الشعري- استراتيجية التناص( بيروت: المركز الثقافي العربي، ط3، 1993.
  • محمود عباس عبد الواحد، قراءة النص وجماليات التلقي (القاهرة: ط1، 1996).
  • مراد حسن فطوم، التلقي في النقد العربي ( دمشق: منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، د.ط، 2013)
  • يوسف القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن ، القاهرة: دار الشروق، ط1، 1999م).
المقالات:
  • حسين بوفناز، تحليل الخطاب في ضوء الدرس اللساني المعاصر: الخطاب النبوي أنموذجاً، مجلة لغة-كلام، المجلد 6، العدد3، الجزائر، 2020.
شبكة المعلومات:
  • شيخ عبد الرزاق، السجل النصي والاستراتيجية النصية من المرجعي إلى التخييليّ في رواية ” سيرة المنتهى” لواسيني الأعرج، مداخلة الملتقى الوطني لتحليل الخطاب، شبكة المعلومات (dspace.univ.msila.dz ).
                [1] ينظر: إبراهيم الإبياري، تأريخ القرآن( بيروت: دار الشروق، د.ط، 1964)ص 84 . [2] ينظر: محمد عبد العظيم الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن (بيرو: دار الكتب العلمية، د.ط، 1996)، ج1، ص 26-33. [3]الطاهر أحمد الزاوي، ترتيب القاموس المحيط على طريقة المصباح المنير وأساس البلاغة (بيروت: دار الفكر، ط3، 1970)، ج4، ص 382. [4]بطرس البستاني، محيط المحيط (بيروت: مكتبة لبنان، د.ط،1983)، ص 823. [5] إبراهيم أنيس ( وآخرون ) المعجم الوسيط (القاهرة: دار المعارف، د.ط، د. ت)، ج2، ص 836. [6] ينظر: محمد عبد العظيم، معاني النص الشعري، من أعمال ندوة كلية الآداب بمنوبة، تونس، 1992 ص 221. [7] ينظر: د. عدنان علي رضا النحوي، الأسلوب والأسلوبية بين العلمانية والأدب الملتزم بالإسلام ( الرياض: دار النحوي للنشر والتوزيع، ط1،1419)، ص 203. [8] د. عبد الحميد بو زوينة، نظرية الأدب في ضوء الإسلام (عمان: دار البشير للنشر ، ط1، 1990) القسم الثالث، ص 35. [9]ينظر: مراد حسن فطوم، التلقي في النقد العربي ( دمشق: منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، د.ط، 2013) ص 5. [10]ينظر:  بشرى موسى صالح، نظرية التلقي أصول وتطبيقات ( الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، ط1، 20012001) ص42-43. [11]ينظر: محمود عباس عبد الواحد، قراءة النص وجماليات التلقي (القاهرة: ط1، 1996) ص22-23. [12]ينظر: شيخ عبد الرزاق، السجل النصي والاستراتيجية النصية من المرجعي إلى التخييليّ في رواية ” سيرة المنتهى” لواسيني الأعرج، مداخلة الملتقى الوطني لتحليل الخطاب، شبكة المعلومات (www.dspace.univ.msila.dz ). [13] د. محمد المبارك، مرجع سابق، ص 65. [14] ينظر: د. كمال بشر، دراسات في علم المعنى- السيمانتيك ( القاهرة: د.ن، د.ط، د.ت)، ص 142. [15]   فضل حسن عباس، سناء فضل عباس، إعجاز القرآن الكريم ( عمان: دار الفرقان، ط 3،2000 )ص 105. [16]كاظم السباعي، القرآن كتاب حياة ( بيروت: مؤسسة الوفاء، ط1، 1984) ص 73. [17] يوسف القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم (القاهرة: دار الشروق، 1999) ص 259. [18] محمد الغزالي، كيف نتعامل مع القرآن( هيرندن-فيرجينيا: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ط1،1991) ص 201. [19] سيد دسوقي، تأملات في التفسير الحضاري للقرآن الكريم( القاهرة: دار نهضة مصر، د.ط، 1998) ص 122. [20] محمد زكي الدين محمد أبو القاسم، جامع البيان لما اتفق عليه الشيخان ( الغردقة: دار الصفوة، ط1، 1999) ج2، ص 463. [21] ينظر:  عبد الصبور شاهين، تاريخ القرآن( القاهرة: نهضة مصر، ط3، 2007 ) ص23. [22] ينظر: عبد القهار داود العاني، دراسات في علوم القرآن( مركز الأبحاث بالجامعة العالمية الإسلامية بماليزيا، ط1، 2001) ص 64. [23] أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، كتاب فضائل القرآن وتلاوته، تحقيق: د. عامر حسن بصري ( بيروت: دار البشائر الإسلامية، ط1، 1994) ص 51. [24]المصدر نفسه، ص 442. [25] صبحي الصالح، مباحث في علوم القرآن( بيروت: دار العلم للملايين، ط24،2000) ص 28. [26]ينظر: محمد زكي الدين، مصدر سابق، ج2، ص 450. [27]المصدر نفسه، ج2، ص 448. [28] ابن كثير،  تفسير القرآن العظيم (الرياض: دار عالم الكتب، ط2، 1997) ج4، ص 530. [29] محمد خطابي، لسانيات النص: مدخل إلى انسجام الخطاب ( بيروت: المركز الثقافي العربي، ط1، 1991 ) ص 62. [30] السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، تحقيق: محمد أبي الفضل إبراهيم(بيروت: المكتبة العصرية، د.ط، 1983)، ج4، ص 225. [31] محمد بن أبي بكر الرازي، ترتيب مختار الصحاح، تحقيق: شهاب الدين أبي عمر( بيروت: دار الفكر، د.ط، 1992) ص 30. [32] إبراهيم أنيس، مصدر سابق، ج1، ص 8. [33] الرازي، مصدر سابق، ص 537-538. [34] ابن كثير، مصدر سابق، ج2، ص 348. [35] ينظر: محمد خطابي، مصدر سابق، ص 56. [36]جلال الدين السيوطي، مصدر سابق، ج4، ص 229-230. [37]ينظر: حسين بوفناز، تحليل الخطاب في ضوء الدرس اللساني المعاصر: الخطاب النبوي أنموذجاً، مجلة لغة-كلام، المجلد 6، العدد3، الجزائر،2020 ، ص128-140. [38]جلال الدين السيوطي، مصدر سابق، ج4، ص 206. [39] عبد الرحمن بن ناصر السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ( بيروت، مؤسسة الرسالة، ط1، 2000)  ص 936. [40] محمد خطابي، مصدر سابق، ص 59. [41] ابن كثير، مصدر سابق، ج4، ص 472. [42]المصدر نفسه، ج4، ص 473. [43] ( الدواة بالفتح ما يُكتب منه) ينظر: الرازي، مصدر سابق، ص 274. [44] محمد خطابي، مصدر سابق، ص 25. [45] محمد حسن عبد العزيز، المصاحبة في التعبير اللغوي ( القاهرة: دار الفكر العربي، د.ط، 1990)، ص 11. [46] محمد مفتاح، تحليل الخطاب الشعري استراتيجية التناص ( بيروت: المركز الثقافي العربي، ط3، 1993) ص 121. [47] جلال الدين السيوطي، مصدر سابق، ص 222. [48]الموضع نفسه. [49] ينظر: أحمد عفيفي، نحو النص- اتجاه جديد في الدرس النحوي (القاهرة: مكتبة زهراء الشرق، ط1، 2001)، ص 84.

Continue Reading

Previous: الخصائص الفنية للقصة القصيرة جدا قراءة في متون مغربية Artistic characteristics. Very short story. Read in Moroccan Meton
Next: ندوة افتراضية لتكريم الباحث والناقد العراقي البروفيسور ضياء غني لفتة العبودي

مقالات في نفس التصنيف

Peirce’s Semiotic Theory in Film Analysis: Unveiling Cultural Representation of Morocco’s Image through Hollywood Films
1 min read

Peirce’s Semiotic Theory in Film Analysis: Unveiling Cultural Representation of Morocco’s Image through Hollywood Films

2025-05-13
اختلاف النحوي في المسألة النحوية الواحدة بين التأصيل والتعقيد
1 min read

اختلاف النحوي في المسألة النحوية الواحدة بين التأصيل والتعقيد

2025-05-12
الإنسان بين التفلسف والإبداع الأدبي
2 min read

الإنسان بين التفلسف والإبداع الأدبي

2025-05-10

  • JiL Center on UNSCIN
  • JiL Center Journals
  • JiL Center on Research Gate
  • JiL Center on Youtube
  • JiL Center on Find Glocal
  • Follow us on Facebook

    Visitors

    Today Today 1,279
    Yesterday Yesterday 2,888
    This Week This Week 9,238
    This Month This Month 24,232
    All Days All Days 20,470,181
     

    تصنيفات

    الأرشيف

    من الأرشيف

    • مؤتمر  حقوق الإنسان في ظل التغيرات العربية الراهنة | أبريل 2013
      مؤتمر حقوق الإنسان في ظل التغيرات العربية الراهنة | أبريل 201317/01/20140admin

      نظم  مركز جيل البحث العلمي بالتعاون  مع كلية القانون بجامعة   بسكرة  وورقلة الجزائر مؤتمرا ...

    • مؤتمر الحق في بيئة سليمة | ديسمبر 2013
      مؤتمر الحق في بيئة سليمة | ديسمبر 201322/01/20140admin

      ...

    • مؤتمر العولمة ومناهج البحث العلمي | أبريل 2014
      مؤتمر العولمة ومناهج البحث العلمي | أبريل 201403/05/20140admin

      تحت رعاية وزارة العدل اللبنانية وبحضور ممثلين عن مديرية قوى الأمن الداخلي اللبناني وسماحة مفتي ...

    JiL Scientific Research Center @ Algiers / Dealing Center Of Gué de Constantine, Bloc 16 | Copyright © All rights reserved | MoreNews by AF themes.

    Cancel