ترميم أقواس “كركلا” في إفريقيا الشمالية : قوس النصر بوليلي نموذجا
Restoration of Caracalla Arches in North Africa: The triumphal Arch of Volubilis as a model
د. منير حداد/أستاذ باحث في التاريخ، المغرب
Dr. Heddad Mounir/Research Professor of History, Morocco
مقال منشور مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 74 الصفحة 57.
ملخص:يتناول هذا المقال موضوعا دارت حوله العديد من النقاشات. ويطرح إشكالية الحفاظ على التراث الثقافي المادي الغير منقول في شمال إفريقيا، وكيف تعامل معه المستعمر الفرنسي إبان الفترة الكولونيالية؟. تطرقنا من خلال نموذج قوس النصر بوليلي إلى الأساليب والتقنيات التي استخدمت في عمليات ترميم هذه المعلمة وكذا إلى الأخطاء التي تم ارتكابها في هذه الأشغال، والانتقادات التي وجهت للعمل. ومن خلال هذه الدراسة نفتح نقاشا أكبر حول ضرورة إعادة قراءة جميع الترميمات التي تمت في المغرب خاصة وفي شمال إفريقيا عامة، حتى نتمكن من وضع تصور واضح لتطور هذا العلم بهذا المجال من القارة الإفريقية.
الكلمات المفتاحية: الترميم، قوس “كركلا”، وليلي.
Abstract:
This article deals with a topic that has been the subject of many discussions. It raises the problem of preserving the tangible and immovable cultural heritage in North Africa, and how did the French colonialist deal with it during the colonial period? Through the example of the Arch of Triumph Volubilis, we touched on the methods and techniques used in the restoration of this landmark, as well as the errors that were committed in these works, and the criticisms directed at the work. Through this study, we are opening a greater discussion about the need to re-read all the restorations that were made in Morocco in particular and in North Africa in general, so that we can develop a clear vision for the development of this science in this field belonging to the African continent
Key Words: Restoration, Arch of Caracalla, Volubilis.
تقديم:تعتبر أقواس “كركلا” من المعالم التي كان الرومان يتباهون بها، لما تحمله من رمزية العظمة والقوة والنصر. وقد ظهر هذا النوع من المباني في إفريقيا الشمالية في عهد الامبراطور الروماني “تراجان”[1]، واستمرت هذه المعالم في الانتشار في هذا الجزء من القارة الإفريقية، وخاصة مع الامبراطور “كركلا ” . ورغم مرور الزمن و تآكل هذه المباني التي أصبحت آثارا فيما بعد. فإن من بسمون أنفسهم أحفاد الرومان (الفرنسيون)، جعلوا من بين مهامهم في الدول المستعمرة بشمال إفريقيا رد الاعتبار لهذه المباني[2] بترميمها وإعادة بنائها. فهل نجح هؤلاء في تمرير الخطاب الكولونيالي من خلال هذه المشاريع؟ وهل تم مراعاة القوانين والأساليب المعتمدة دوليا لإنجاز هذه المشاريع؟
في هذه الدراسة المتواضعة سنحاول تسليط الضوء على مشروع كولونيالي هم ترميم قوس النصر بوليلي، وسنكشف من خلاله عن أهداف المشروع وعن أساليب وطرق تدبير هذا العمل.
1ـ لمحة تاريخية عن المعلمة: “قوس النصر بوليلي“:
لقد بني سنة 217م، وهو إهداء من حاكم المنطقة “ماركوس أوريليوس سيباستينوس“[3] إلى الامبراطور “كركلا” (Caracalla)، الذي سمي هذا البناء كذلك باسمه. ويتكون من قوس مركزي كبير(عرضه 5أمتار و87 سنتيمتر، وارتفاعه حوالي 8أمتار) [4]، وتقع في كل من جوانبه مشكاة صغيرة جزؤها الأعلى مثلث الشكل، وهذه المشكاة الأخيرة وقع ترميمها بأعمدة “كورنثية”. الشكل الأصلي للقوس مستوحى من رسومات “جون وندوس”(Jean Windus) الذي زار الموقع سنة 1721م، في بعثة انجليزية ترأسها الكمودور “ستيوارت”(Stiwart) والتي جاءت لشراء الأسرى الإنجليز من السلطان إسماعيل. وتم رسم المعلمة أيضا من قبل الأسير “بويد”( Boyde) في نفس السنة. وهناك رسم آخر للبارون النمساوي “فون أغستان”( Van Augustin).
سقطت معظم أجزائه إثر الزلزال الذي ضرب لشبونة سنة 1755م، ويشير “لوي شاتلان”(Louis Chatelain) إلى احتمال تدميره بسبب زلزال 1802م[5].
للاطلاع على الصور حمل: مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 74 الصفحة 57.
صورة 1: صورة لقوس النصر. المصدر: أرشيف إدارة موقع وليلي الأثري.
2- ترميم قوس النصر:
من أهم مشاريع الترميم التي أنجزت بموقع وليلي الأثري. انطلقت أشغال ترميمه سنة 1930م، واستمرت إلى غاية 1934م. ولا بد من الإشارة، إلا أنه قبل بدء الحفريات التي انطلقت بوليلي في ماي 1915، لم يكن يظهر بالموقع سوى بعض العناصر الانشائية لقوس النصر و”البازيليك”، وكانت المهمة الأولى إزالة الأتربة ومحاولة إبراز المعلمين. سأعيد نفس الاشارة هنا “للوي شاتلان”(Louis Chatelain) في مقاله عن الأبحاث الأثرية بالمغرب الصادر سنة 1931م، حين ذكر[6] أن أشغال ترميم ودعم قوس النصر تمت بنفس الأسلوب الذي استخدم في أشغال ترميم “البازيليكا”.
وأول عمل قام به فريق الترميم، هو بناء سقالة (échafaudage) تحيط بهذه البنية الأثرية. وبعد ذلك وضع الكتل الحجرية بكل عناية ومرقمة، مراقبة صلابة الأرضية، وتقويتها إذا لزم الأمر. أخذ مجموعة من الصور الدقيقة لهذه البنية الأثرية. وأخيرا إعادة تجميع كل الحجارة ووضعها في ترتيبها الأصلي.
بالنسبة للقبو(la voute)، كان لا بد من إضافة القطع الناقصة (voussoirs)، وإذا كانت هذه الأخيرة غير مكتملة الشكل، فيتم اللجوء إلى الإسمنت لتدعيم الجزء الناقص[7]، أو إعادة صقلها لتتناسب وأبعاد القطع المشكلة للقوس، وكان الهدف من هذا هو البحث عن الانسجام بين القطع المكونة للقبو، ثم تقوية هذا العنصر الذي يشكل دعامة أساسية لقوس النصر. ويعرف الترميم على أنه إتمام الأجزاء المتبقية بإضافة، أو إعادة انتاج أجزاء المعلم التي كانت فيه في الأصل. وبالنسبة للقطع المكونة للقوس كان لا بد من تجميعها على شكل نصف دائرة وإعادة تركيبها فوق خرسانة من حديد، واتمام القطع الناقصة. ويمكن القول من خلال الصور رفقته، أن الخطوة الأولى لترميم قوس النصر بدأت من الواجهة الغربية، حيث تبين دعامتان وضعتا عموديا لدعم الجزء العلوي الأيمن لبقايا المعلم. (أنظر الصورة 38).
نملك مراسلة [8]هامة تم إرسالها من طرف المهندس “أدريان لافورغ”(Adrian Lafourg)، إلى محافظ وليلي بتاريخ 22 يونيو 1929م، حول المواد التي يجب تحضيرها أثناء الترميم. وتعتبر هذه الوثيقة المصدر الوحيد الذي تحدث عن العجينة المستعملة في ترميمات وليلي في المرحلة الكولونيالية. وقد ورد فيها أنه تم تحضير عجينة الاسمنت المخصصة للأساسات بمكونات ومقادير معينة ( 800 لتر من الحصى الصغير، 400 لتر من الرمل، 400كلغ من الإسمنت)، كما تم استعمال عجينة من الجير الهيدروليكي (300 كلغ)، وحصى ذو قد (0.06)، لكل سعة متر مكعب من الرمل، حيث لا يجب أن يتعدى سمك الطبقة المراد وضعها (0.15). ويمكن أن نعتبر ما قلناه سابقا هو خطوة من خطوات الاعداد لترميم قوس النصر. لقد اعترف “لوي شاتلان”(Louis Chatelain) بنفسه أن ما قام به ليس ترميما ولكن تدعيما وتقوية للمبنى حتى لا تنهار أجزاؤه[9].
صورة2 : بدايات أشغال ترميم قوس النصر بوليلي. المصدر أرشيف إدارة موقع وليلي الأثري.
وتوضح الصورة3، بشكل جلي استعمال السقالة. ويتبين أن المشروع في مراحله الأخيرة، ولم يتبق إلا العمل في الجانب الأيمن للواجهة الشرقية للمعلم. وحسب الصورة بقي وضع العمود الثاني بالجانب الأيسر، وكذلك إتمام الجزء العلوي الذي يتضمن النقائش. طريقة وضع السقالة جد معقدة ونستخلص أن نفس الطريقة تمت بالجوانب الأخرى.
صورة 3: استعمال السقالة في ترميم قوس “كركلا”بوليلي. المصدر: أرشيف موقع وليلي
4- تعليق الخبراء :
عرف ترميم قوس النصر انتقادات متعددة، كان أولها حسب “كلود دوميرغ”(Claude Domergue)، سنة 1956[10]، حين قام “موريس أوزينا”( Maurice Euzennat)، مدير قسم الآثار بالمغرب بالإشارة إلى أن أشغال ترميم قوس النصر لم تكن متقنة، وأن هذا الأخير في وضعه الحالي أي بعد الترميم مختلف شيئا ما عن الحالة الأصلية، وقد برر موقفه هذا بالاعتماد على رسومات كل من “جون ويندوس”(Jean Windus)، و”هنري بويد”(Henri Boyde) للمعلمة[11].وقد اعتبر”أرمون لوكي” (Armand Luquet) كذلك أن هذا العمل غير مكتمل[12].
وأشار “ريمون توفنو “( Raymond Thouvenot)، في المقال الذي نشره حول الباب الجنوبي الشرقي بموقع وليلي، إلى أن “لوي شاتلان”(Louis Chatelain)، كان عازما بعد ترميم قوس النصر على مواصلة الأشغال في الأسوار والأبواب بالموقع وقام بدراسة حول هذه الأخيرة وصفها ريمون توفنو بأنها كانت دراسة سريعة تفتقر إلى التصاميم والقياسات الدقيقة و الضرورية لكل معلم مع مراعاة الاختلافات والمميزات التي تخص كل بنية أثرية على حدة[13]. وقد كلف ”موريس أوزينا”(Maurice Euzennat) سنة 1958، ”كلود دوميرغ”(Claude Domergue) بدراسة قوس النصر بوليلي وقدم له كل التسهيلات للقيام بعمله على أكمل وجه. كما تلقى هذا الأخير ، مساعدات من محافظ وليلي آنذاك” أرمون لوكي”(Armand Luquet). وهمت هذه الدراسة إعادة تركيب الواجهة الغربية لقوس النصر. ومن بين الصعوبات التي صادفت الباحث، أنه لم يجد وثائق تكشف عن أشغال حفريات ( 1915ـ 1917)، ولم يجد كذلك وثائق تخص الترميمات التي شملت قوس النصر[14]. ولملئ هذا الفراغ، اعتمد الباحث على معلومات مستقاة من كتابات الرحالة الأجانب الذين زاروا المغرب، أهمهم “جون ويندوس”(1721م)، و”فون أغستن”(1830م)، و”هنري بويد”(1721م)، الذين رسموا قوس النصر ( الواجهة الغربية)، قبل انهياره بفعل الزلزال سنة 1755.
الصورة رقم 4 : قوس النصر في القرن الثامن عشر و القرن التاسع عشر. المصدر:
Euzennat(M), op.cit, p. 329
وقد تساءل “دوميرغ”( Domergue)، عن سبب عدم اعتماد رسومات هؤلاء الرحالة أثناء ترميم قوس “كركلا”، لأن هذه الأخيرة بلا شك كانت ستجنب “لوي شاتلان” الوقوع في الأخطاء التي انتقد من أجلها. ويتعلق الأمر بالارتفاع الأصلي لقوس النصر الذي يختلف عن الارتفاع الحالي، وكذا احتواء هذه المعلمة على عدة عناصر زخرفية تم إغفالها في أشغال الترميم[15]. ورغم غياب الوثائق الضرورية المرتبطة بأشغال الحفر أو الترميم، إلا أن الباحث استطاع الاطلاع على سجل المراسلات بوليلي (1915ـ 1918)، والاطلاع كذلك على دفتر التقارير لإدارة المحافظة بوليلي. (1926 ـ1934).
وقد قدمت هذه الأخيرة معلومات ذات أهمية أركيولوجية، وكذا فكرة عن سير الأشغال. وكما ساعدت الصور الفوتوغرافية للحفريات الأولى قبل أشغال الترميم، الباحث في تقديم الصورة الحقيقية للمعلم الأصلي. قام” دوميرغ”، بمقارنة نموذج قوس النصر بوليلي، بباقي أقواس النصر بأوروبا أو العالم الروماني ( قوس “تراجان”، قوس “قسطنطين”…)، وبعد ذلك أنجز تصميما مصححا لقوس النصر، الذي أدرج فيه قطع “الكورنيش” التي لم تستعمل خلال ترميم هذه المعلمة، و تركت معزولة عنها، مما ساهم في تداخل الطبقات الموجودة فوق القبو( الافريز “frise”، والساكف “architrave”)، وانعكس بالفعل على الشكل الطبيعي للمعلم، كما أن عدم استعمال مجموعة من النقوش أثناء عملية الترميم ساهم في عدم اعتبار هذا العمل عملا مقنعا وخاصة من طرف “الخبراء”[16].
وقد غير هذا التصحيح طبعا ارتفاع قوس النصر الذي أصبح تقريبا حوالي 13.75متر مما أضفى جمالية لقوس كركلا”. فعملية ترميم قوس النصر لم تكن مضبوطة، لكن الشكل العام للمعلمة احترم (معلمة صخرية، مبنية من الكلس الرمادي)[17]. والشكل أسفله يمثل التصميم المصحح الذي وضعه” كلود دوميرغ” لقوس النصر.
شكل 5:رسم تخطيطي لقوس النصر[18]
خلاصة:
تحدث “لوي شاتلان” (Louis Chatelain) عن تقوية ودعم المعلم وليس عن ترميمه، باعتبار أن العمل الذي قام به ساهم في منع انهيار وتفتت أجزاء المبنى حسب تعبيره.
ويعتبر الباحث الترميم على أنه هو إتمام الجزء الناقص في المعلم بإضافته، وإعادة الشكل الأولي الذي كان عليه، مع استعمال كل عناصره الأصلية. وهو الشيء الذي لم يطبقه فيما يخص القطع الصغيرة (Voussoirs ) المكونة للقبو، حيث أنه اضطر إلى الاستعانة بقطع لا تنتمي إلى هذا المعلم، أو ترميم الجزء الناقص من القطعة الواحدة.
صورة 6: عملية ترتيب وتثبيت القطع المكونة للقوس. المصدر: أرشيف إدارة موقع وليلي.
لاحظ “لوي شاتلان”(Louis Chatelain) أن المهندس الذي أشرف على أشغال بناء قوس النصر، قد ترك الأمر للحرفيين حول إنشاء وحدات (Motifs) ديكور مختلفة في الواجهتين للمعلم، وبما أنها كانت متناسقة فلم يؤثر ذلك على جمالية المبنى. يمكن القول من خلال هذه المعطيات وتعبير “لوي شاتلان” نفسه[19]، أنه ينتمي إلى مدرسة “فيولي ليدوك”(Violet Le Duc) في الترميم. وما يدفعني إلى استنتاج ذلك أيضا هو بحثه عن إعادة بناء المعلم كما كان في السابق، وهي من أهم مبادئ مدرسة هذا الأخير. وقد استعمل “لوي شاتلان”(Louis Chatelain) الاسمنت أثناء ترميم قوس النصر، ولا يمكن اعتباره أمرا سلبيا بالنظر إلى أن هذا الأمر جرت به العادة في ترميمات اخرى (ترميم “الكوليزيوم” بروما…) وتم السماح كذلك باستعمال الاسمنت في توصيات ميثاق أثينا 1930م. ومشروع ترميم “قوس النصر” بموقع وليلي من بين أهم المشاريع التي عرفها هذا الموقع. ويمكن أن نفترض أن سبب اختيار هذا المعلم للترميم، أولا لأهميته التاريخية والفنية، ثم لوجود أغلب العناصر الانشائية التي ساعدت في ترميمه. ونميل في ترجيح السبب التاريخي السياسي، لأن الهدف الأسمى من هذا العمل هو إبراز”الفترة الرومانية” في المغرب خاصة وشمال إفريقيا عامة لشرعنة وتبرير التواجد الاستعماري فيه. ونستبعد الجانب الفني على اعتبار السرعة التي تمت بها عملية ترميم قوس النصر، ثم أخطاء الترميم التي وقعت قد مست هذا الجانب.
وتجدر الإشارة إلى أن الهدف الأساسي من ترميم هذه المعلمة هو البعد الرمزي الذي تمثله، حيث أن ترميمها أعاد الذاكرة إلى الوراء حين أنشأ هذا المعلم كرمز للانتصار والقوة. وهو ما حاولت فرنسا أثناء استعمارها للمغرب القيام به من أجل تبرير هذا الاستعمار. ولعل أهم دليل على ذلك هو الأهمية التي أعطيت للموقع والذي عرف زيارة شخصيات مهمة، كالرئيس الفرنسي آنذاك، والمارشال “ليوطي”.
ويمكن أن ندرج في هذا المحور استطلاعا للرأي قام به مدير متحف اتصالات المغرب والكاتب العام لجمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث[20]، حول إعادة ترميم قوس النصر وتصحيح أخطائه. وقد اعتبر الباحث المغربي عبد الفتاح إشخاخ، أن ترميم قوس النصر من المشاريع الناجحة والتي تركت بصمة في تاريخ المحافظة ورد الاعتبار للمواقع الأثرية ببلادنا. ويتفق معه الباحث رشيد أغربي، حيث يؤكد أن فترة ترميم هذا المبنى عكست عملا متميزا، منجزا بوسائل قليلة، وفي المقابل يجب الاهتمام بأشياء أخرى. أما الباحث منتصر لوكيلي، يرى أن “وليلي تحتاج إلى إزالة الأعشاب بصفة مستمرة”. ويورد لنا الباحث المغربي العربي مصباحي تجربة إسبانية فريدة من نوعها همت قصر الحمراء بغرناطة، وأطلق عليها اسم “ترميم الترميم”. “وهو مشروع تصحيح بعض أخطاء الترميمات القديمة، مع توثيقها لكي يتبين الهدف من هذا المشروع، ووضع كل تدخل في وقته… ويفترض أنه إذا كانت نفس العملية ستتم بالنسبة لوليلي، فما المانع طالما تم احترام وتصحيح الأخطاء وهذه الخطوة حسب رأيه ستكون شاهدة على الحقبة التي نعيشها”. ونتفق مع الباحث المغربي العربي المصباحي حول ضرورة توثيق الترميمات القديمة.
لقد قلنا في مقدمة الدراسة أنه يجب إعادة قراءة الترميمات السابقة حتى نتمكن من فهم التدخلات التي تمت وإمكانية إصلاح أخطاء الترميم التي مستها. يمثل قوس النصر قيمة تاريخية وأثرية وفنية ومعمارية، تؤرخ لفترة مميزة من تاريخ المغرب القديم، لدى يجب التفكير في إعادة دراسته من جديد باستعمال التقنيات الحديثة والتكنولوجية، والقيام بإعادة ترميمه على النحو الصحيح.
قائمة المراجع :
المراجع الأجنبية:
-Chatelain(L), Guide du visiteur de volubilis, Rabat, ED, F. Moncho, 1933
ـGros(P), L’architecture Romaine du début du 3éme siècle av. à la fin du Haut-Empire, Paris, 2éme éd, Franc Quercy, 2002.
-Thouvenot(R), Volubilis, Paris, Ed, Les belles Lettres, 1949 .
المقالات الأجنبية:
.-Chatelain(L), L’arc de triomphe de caracalla, P.S.A.M, fasc.
-Domergue(C) , L’arc de triomphe de Caracalla à volubilis, B.C.T.H, 1963-1964.
– Euzennat(M), Deux voyageurs anglais à volubilis, in Hespéris, XLIII , 1956.
– Luquet(A) , La basilique judiciaire de volubilis, BAM, VII , 1967.
– -Thouvenot(R), Une porte de l’enceinte romaine de Volubilis, BAM. 7, 1967.
الأطاريح الأجنبية:
-Leydier – Bareil (A-M), Les arcs de triomphe dédiés à Caracalla en Afrique Romaine, Thèse de doctorat, université Nancy 2, 2006, Nancy.
الويبوغرافيا:
-. Www. Alinsap.org.ma /2013.
A –M – Leydier – Bareil, Les arcs de triomphe dédiés à Caracalla en Afrique Romaine, Thèse de doctorat, université Nancy 2, 2006, Nancy, pp. 14.
ـ يبلغ عدد أقواس النصر المهداة إلى كركلا بإفريقيا حوالي 19 قوس. أنظر:[2]
A –M- Leydier – Bareil, Les arcs de triomphe dédiés à Caracalla en Afrique Romaine, Thèse de doctorat, université Nancy 2, 2006, Nancy, pp. 35-36.
[3] – L. Chatelain, Guide du visiteur de volubilis, Rabat, ED, F. Moncho, 1933, p. 19.
[4] – R. Thouvenot, Volubilis, Paris, Ed, Les belles Lettres, 1949 p. 39.
[5]– L. Chatelain, Op.cit, p. 19.
[6]-ibidem.
ـ يشير”لوي شاتلان” إلى أن استعمال الاسمنت كان له هدفان: الأول، الحصول على الصلابة الجيدة للقطع المكونة لقوس النصر، [7]
والثاني هو المحافظة على تناسق هذه القطع وبالتالي البحث عن الجانب الجمالي. أنظر
– L. Chatelain, L’arc de triomphe de caracalla, P.S.A.M, fasc. 3,1937, p. 20-21.
ـ. 25/29- n. 8366. تحت رقم: ـ أنظر أرشيف إدارة موقع وليلي [8]
– C. Domergue , L’arc de triomphe de Caracalla à volubilis, B.C.T.H, 1963-1964, p. 201.
[11]– M. Euzennat, Deux voyageurs anglais à volubilis, in Hespéris, XLIII , 1956, p329.
[12]– A. Luquet , La basilique judiciaire de volubilis, BAM, VII , 1967,p.437.
[13]ـ هذا الكم من الانتقادات لأشغال الترميم التي قام بها “لويس شاتلان”، يبين مدى الأخطاء التي وقع فيها هذا الباحث خلال ترميمه “لقوس كركلا”، ويمكن أن نستنتج من رأي “ريمون توفنو”، أن أسلوب الاشتغال لدى “لويس شاتلان” في كل أعماله لم تتغير، بدليل أنه لم يوظف التصاميم والدراسات الدقيقة في أشغاله. يبقى هذا مجرد استنتاج، ولا يمكن أن نصدر حكما مالم نكن ملمين بكل ظروف الاشتغال في تلك الفترة، وبالوسائل التي كانت متاحة لإنجاز هذه المشاريع. انظر: – R. Thouvenot, Une porte de l’enceinte romaine de Volubilis, BAM. 7, 1967, p. 607.
[14]– C. Domergue, Op. Cit, p.201-229.
[15] – C. Domergue, Op, cit, p. 208.
ـ “ريمون توفنو”، موريس أوزينا”،” كلود دوميرغ”، قد ذكرت ذلك سابقا في تعليق الخبراء.[16]
[17]ـ لم يحترم ميثاق أثينا في بعض بنوده في أشغال ترميم قوس النصر بوليلي: البند رقم 8، حول ضرورة القيام بدراسات تحليلية معمقة ودقيقة قبل تنفيذ إجراءات الصيانة للمباني والآثار. وتجلى ذلك في تغييب رسومات جون ويندوس أثناء الترميم. ثم البند رقم 9، حول ضرورة توثيق المباني التاريخية ذات الأهمية الوطنية ضمن أرشيف خاص بكل دولة، والعمل على نشرها، مع توثيق ونشر كل الأعمال التي تمت. هذا العمل لم يجد له الباحثون أرشيفا. وبالتالي يمكن اعتبار أنه لم يوثق.
[18] -C. Domergue , op.cit, p.204.
[19]– « J’évite avec soin le terme de restauration qui doit en principe être rigoureusement proscrit, du moins en archéologie antique, et seul le mot de consolidation exprime comme il convient le travail auquel il faut procéder… ». Chatelain(L), Op, cit, p. 20.
[20]ـ استطلاع للرأي في صفحة الجمعية الالكترونية. www. Alinsap.org.ma /2013.