مميزات سكان العمر الثالث في الجزائر بين الرجال و النساء
Characteristics of the third age population in Algeria between men and women
د. بوجملين نوال/جامعة وهران 2، الجزائر
Dr BOUDJEMLINE Nawel /University of Oran 2, Algeria
مقال منشور مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 74 الصفحة 25.
ملخص:
يتمحور موضوع الورقة البحثية الراهنة في معرفة تأثير متغير الجنس في مميزات فئة العمر الثالث لسكان الجزائر، حيث أثبتت نتائج هذه الدراسة مدى تفاوت مميزات كبار السن بين الرجال والنساء خاصةً من الناحية الصحية، فعلى الرغم من تميز النساء بطول العمر على اختلاف الرجال، إلا أنهن أكثر هشاشةً من الناحية الصحية. أما من ناحية الجانب السوسيو اقتصادي فلم يكن الاختلاف كبيرا بين الجنسين وذلك لعدم الاستقلالية الاقتصادية للنساء المنتميات لهذه الأجيال وتبعيتهن للرجال، ويزداد الاختلاف من الناحية السوسيوديمغرافية من حيث تعدد الزوجات ونسبة الأرامل إضافة إلى تفشي ظاهرة الأمية من ناحية المستوى التعليمي لكليهما ، كما تسيطر صفة رب العائلة لمعظم الرجال على الرغم من كبر سنهم.
الكلمات المفتاحية: العمر الثالث، الحالة الصحية، الأشخاص المسنين، الرجال، النساء، المميزات السوسيوديمغرافية، المميزات السوسيو اقتصادية.
Abstract:
The objective of this study is to know the effect of the gender variable on the characteristics of persons for the elderly in Algeria. This study proved de difference between men and women in the characteristics of the third age, especially in terms of health which shows that women despite their longevity they are more vulnerable than men. The socio-economic features did not know a difference in the gender variable due to the lack of economic independence for women of these generations. The socio-demographic features that showed a difference in status of marriage with married men and widowed women, and the educational level of characterized by mostly illiterate and the majority of men are heads of household despite their advanced age.
Key words: third age, health status, elderly people, men, women, socio-demographic characteristics, socio-economic characteristics.
مقدمة:فئة الأشخاص المسنين ليست بالضرورة مجموعة متجانسة مثلها مثل الفئات العمرية الأخرى، ربما تخطر ببالنا فكرة أن الاختلاف يختفي أو يتوقف مع العمر بين الأفراد وكأن الوقت يقوم بمسحه ولكن على العكس تماما. إن هذه المرحلة من الوجود تجمع أشخاصا عاشوا مسيرات من الحياة و مكنات اجتماعية متنوعة جداً، إلا انه من الواضح أن هذا التنوع لم يقتصر على حياتهم الماضية بل انطبق كذلك على حاضرهم الذي يدلي بواقع اختلاف ظروف حياتهم واختلاف مطالبهم واحتياجاتهم المعيشية والصحية فيما بينهم.
في معظم الدراسات الديمغرافية يكون المؤشر الجنسي أساس الاختلاف بين المجموعات السكانية، “غالبا ما يشير الأفراد في أثناء حديثهم عن الرجال أو النساء إلى أنهم الجنس الأخر (opposite sex). إن مصطلح الجنس الأخر يتضمن أن الرجال والسيدات ينتمون إلى مجموعتين منفصلتين تماماً.”[1]
والهدف من هذا الموضوع هو الإجابة على الإشكالية الرئيسية و التي تكمن في معرفة مدى الاختلاف بين الجنسين (رجال/نساء) في مرحلة العمر الثالث في المجتمع الجزائري الحديث؟.
تظهر من خلال الملاحظة العادية في الحياة اليومية من محيطنا الاجتماعي بعض الاختلافات في طريقة حياة الأشخاص المسنين بين الرجل والمرأة سواء من حيث مكانتهم الاجتماعي ة أو الاقتصادية كالمسؤوليات و النشاطات ، على عكس الحالة الصحية التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة إلا بعد إجراء دراسة علمية معمقة لمجموعة من هذه الفئة الحساسة من المجتمع، فهذا ما سنجيب عليه في هذا الموضوع وفق المنهج الكمي لمجموعة من المتغيرات الخاصة بأهم مميزات هذه الفئة وتوزيعها حسب متغير الجنس، وهذا باستخدام قاعدة المعطيات الخام لمسح الصحة العنقودي المتعدد المؤشرات (MICS)الأخير لسنة 2018-2019 بالجزائر.
مفهوم المسح العنقودي المتعدد المؤشرات:
“المسح العنقودي المتعدد المؤشرات هو برنامج دولي طور من قبل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) منذ عام 1995 لدعم البلدان في الحصول على البيانات اللازمة لرصد المؤشرات الرئيسية المتعلقة بوضعية الأم والطفل. الجزائر عضو من أصل 60 دولة مشاركة في هذه المبادرة منذ نشأتها في 1995 وهذا من خلال تنفيذ خمس مسحات متتالية.”[2]
تم تكييف ملفات المسح المفرغة في برنامج خاص (spss) بانتقاء وحدات الدراسة (الأشخاص من عمر 65 سنة وأكثر) ودمج بعضها لتوفير اكبر قدر ممكن من المتغيرات اللازمة لتحقيق أهداف هذه الدراسة المتمثلة في معرفة أهم الاختلافات بين الرجال والنساء في هذه المرحلة العمرية سواء من المميزات الاجتماعي ة، الديمغرافية، الاقتصادية أو الحالة الصحية.
1-المميزات السوسيوديمغرافية للأشخاص المسنين:
النساء أكثر عددا من الرجال في مرحلة العمر الثالث:
في سنة 2019 سجلت نسبة سكان فئة 65 سنة وأكثر قيمة 6.5 % [3] من إجمالي السكان، اذ بلغ متوسط النساء اللواتي لهن عدد السنوات المحتملة للعيش منذ الولادة أطول من الرجال بــ 78.6 سنة مقابل 77.2 سنة للرجال هذا ما يخلق سمة الأنوثة للشيخوخة لتمثيل النساء نسبة 51 % من إجمالي فئة العمر الثالث.
نساء أرامل و رجال معظمهم متزوجون:
تعتبر الحالة الزواجيـة للأشخاص مع تقدمهم في العمر عنصر مهم ومؤثر على حياتهم سواء من الناحية المادية أو الصحية وبالأخص النفسية. كما أن بعض الدراسات الديمغرافية أعطت نتائج مهمة عن مدى تأثير الحالة الزواجية على الحالة الصحية والنفسية للشخص المسن وتختلف هذه النتائج بين الرجل و المرأة مثل نتائج تقرير مسح الصحة لسنة 2002.
جدول رقم (01): التوزيع النسبي للأشخاص حسب الحالة الزواجية و الجنس.
الحالة الزواجية | ذكور(%) | إناث(%) | المجموع (%) |
أعزب(ة) | 0.6 | 1.3 | 09 |
متزوج(ة) | 93.5 | 45.7 | 70.6 |
مطلق(ة) / منفصل(ة) | 0.5 | 2.9 | 1.7 |
أرمل(ة) | 5.4 | 49.1 | 26.8 |
المجمـوع | 100 | 100 | 100 |
المصدر: مسح الصحة للجزائر2019.
حسب التوزيع الموجود في الجدول يتضح جليا اختلاف حالات الزواج بين الرجال والنساء، وهذا بتفوق نسبة حالة المتزوجين الرجال وأخذها الحصة الأكبر من الحالات الزواجية الأخرى لكلا الجنسين بنسبة 70.6% متزوج من رجال ونساء، لتليها حالة الأرامل التي تميزت بها النساء بصفة خاصة على الرجال.
فالمتحكم الرئيسي في هذا التوزيع في متغيري الجنس والحالة الزواجية بين الأشخاص المسنين هي مجموعـة من العوامل الاجتماعي ة والثقافيـة في المجتمع الجزائـري والتي تعطـي بعض الامتيازات للرجال على النساء، منها ظاهرة إعادة الزواج في هذه الأعمار المتقدمة المتداول بين الرجال أكثر من النساء فإذا أراد الرجل إعادة الزواج في هذه السن فهو يفضل زوجة شـابة تصغره سنا على أن يختار زوجة تكون اقرب سناً له بغرض رعـايته في آخر أيام حياته .
مما يفسـر الارتفاع في نسبة المتزوجين عند الرجال بالأغلبية، وارتفاع نسبة الأرامل عند النساء بـ 49.1 % بينما يفضل 6 رجال من أصل المائة فقط البقاء لوحدهم دون الزواج لما تبقــى من عمرهم.
كما أن طـول عمر النساء مقـارنة بالرجال الذي يتجسد من خلال ارتفاع قيمة متوسط سنوات الحياة عند الجنس الأنثوي كما سبق ذكره نتيجـة ارتفاع مستـوى الوفيات عند الرجال في هذه الأعمار المتقدمـة ما يعكس ارتفاع نسبة الأرامل عند النساء.
مستوى تعليمي أغلبيته أميين:
باعتبار هذه الشريحـة من المجتمع الجزائري تنتمي إلى أجيال ما قبل الاستقلال فان نسبة الأمية هي الأهم حجمـاً من بين المستـويات التعليمية الأخرى بحجم 72.0 % لكلا الجنسين، وتتميز النساء الأميات بالنسبة الأكبر وهذا نتيجة احتكار التعليـم عند الذكـور علـى الإناث إن كانت هنالك إمكانية للتعليم في تلك الفتـرة، وهذا ما يفسر ارتفاع المستوى الابتدائي بين الرجال على مستواه بين النساء إلى درجة الضعف، كما تبقى المستويات الأخرى بقيم محتشمـة مقارنة بمستوى الذين لم يتلقوا أي تعليم في حياتهم. بصفة عامة المستوى التعليمي عرف تقريبا نفس المستوى لكلا الجنسين مع بعض التفاوت في المستويات إلا انه تميز بالأمية نظرا لنفس ظروف حياتهم تجاه التعليم في الصغر وهذا ما يجسده الجدول الآتي.
جدول رقم 02: التوزيع النسبي للسكان المسنين حسب الجنس و المستوى التعليمي.
المستوى التعليمي | رجـال(%) | نســاء(%) | المجمـوع(%) |
بدون تعليم | 62.1 | 82.3 | 72.0 |
ابتدائي | 20.1 | 11.8 | 16.1 |
متوسط | 8.0 | 2.8 | 5.4 |
ثانوي | 5.7 | 2.2 | 4.0 |
تعليم عالـي | 4.1 | 0.9 | 2.5 |
المجموع | 100 | 100 | 100 |
المصدر: مسح الصحة للجزائر2019.
يعيش معظم الأشخاص المسنون في اسر كبيرة:
يعيش معظم أفراد العينة المستخرجة من بيانات المسح الخاصة بفئة الأشخاص من عمر 65 وأكثر في عائلات يبلغ متوسط عدد أفرادها إلى ما يقارب 05 أفراد وسجلت نفس القيمة في المنوال الإحصائي بتناقص مستواه بفرد واحد عن ما سجله حجم الأسرة التي ينتمي إليها كبار السن في المسح الذي سبقه في 2012، وهذا ما يفسر انه على الرغم من التطورات التي عرفتها الأسرة الجزائرية إلا أنها لازالت تحافظ على كبار السن في وسطهم العائلي والمحافظة على العلاقة بين الأجيال والتكافل الاجتماعي .
لكن بالنسبة للرجال فهم يعيشون في اسر أكبر عددا من النساء الأمر الذي تفسره ربما الحالة الزواجية والحالة الاقتصادية للشخص المسن، فالمرأة تبقى دائما تابعة للرجل من الجانب الاقتصادي عكس الرجل وعلى الرغم من كبره في السن إلا انه يبقى دائما المتحكم الرئيسي في الأمور المادية لعائلته باعتبار أن معظم رجال العينة الحالية يشغلون منصب رب العائلة بنسبة 94.4% بينما النساء فقد انقسمت نسبهن بين صلة القرابة من رب العائلة بين الزوجة والأم كما يوضحه الشكل الآتي.
شكل رقم 01: التوزيع النسبي للأشخاص المسنين حسب صلة قرابتهم من رب العائلة وحسب الجنس.
المصدر: مسح الصحة للجزائر2019.
2– المميزات السوسيو اقتصادية:
02-01-الوضعية تجاه النشاط الاقتصادي:
من أهم المميزات السوسيواقتصادية للمستوى المعيشي المحيط بالشخص المسن نجد الدخل الذي لم يتم التطرق إليه مباشرة في استمارات المسح ولكن يمكن معرفة مستواه بالنشاط الاقتصادي للشخص، كما اتضح أن الأفراد في هذه المرحلة المتقدمة من العمر مستوى نشاطهم الاقتصادي قليل عما كان عليه في السنوات الماضية من شبابهم.
لهذا نجد معظم الرجال لا يقومون بأي نشاط اقتصادي إلا في بعض الحالات التي لم تتجاوز نسبة العشرة بالمائة عكس الأغلبية الذين ينتظرون راتب تقاعدهم كل أخر شهر، كما أن هناك نسبة ملفتة للانتباه من الذين صرحوا بأنهم عاطلين ويبحثون عن العمل.
بينما النساء تميزن بربات البيوت باعتبارهم من الأجيال القديمة التي لم تعرف دخول النساء إلى سوق العمل بنفس الكثافة التي تعرفها الأجيال المعاصرة كما هو موضح في الشكل الآتي:
الشكل رقم 02-03 : التوزيع النسبي لفئة العمر الثالث حسب نشاطهم الاقتصادي وحسب الجنس. المصدر: مسح الصحة للجزائر2019.
02-02-مميزات السكن الذي يعيش فيه كبار السن في الجزائر:
يشكل محيط السكن الذي يعيش فيه الشخص المسن تأثير كبير على حالته الصحية والنفسية باعتباره عنصر من أهم عناصر استقرار الفرد في أي مكان أو زمان لهذا تم التطرق إلى أهم مميزات السكن الذي يأوي كبار السكن في الجزائر.
نوع الوحدة السكنية:
لم يشكل نوع الوحدة السكنية التي يعيش فيها الأشخاص المسنون أي اختلاف بين الجنسين بفرق لا يتجاوز ثلاث درجات بين نسب الوحدات ليتميز كبار السن في الجزائر بسكن أغلبيتهم في السكنات الفردية.
….”إن الحياة المشتركة أو الأسرة الكبيرة التي عرفت تغيرات وتحولات منذ سبعينيات القرن الماضي من انفجار سكاني نتيجة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، الظروف التي دفعت الأولياء إلى بناء منازل ملائمة تحسباً لزواج الأولاد فمن خلال هذه المباني تبدأ ملاحظة التحول الثقافي للسكن ونوع الأسرة، بالمرور من المسكن التقليدي أو الحوش الذي يتميز بفناء كبير ومجموعة من الغرف مفتوحة على الفناء، ومرحاض مشترك ومطبخ كبير لكل أفراد الأسرة إلى مباني من طابق أو طابقين أو أكثر ليقدم هذا التصميم مساحات قابلة للتقسيم، من شقة بغرفة مع مطبخ للبعض، وحتى شقق كاملة للبعض الأخر حسب إمكانياتهم من اجل المحافظة على أولادهم بعد الزواج.” [4]
إلا أن هذا المتغير المتمثل في نوع الوحدة السكنية قد عرف فرق كبير بين كل من قطاعي الريف والحضر نظرا لاختلاف نمط الحياة بين هاذين القطاعين وثقافة البناء السكني بين الأفراد التي تنتمي إليهما.
الشكل رقم 04: التوزيع النسبي للأشخاص المسنين حسب نوع الوحدة السكنية التي يقيمون فيها وحسب الجنس.
المصدر: مسح الصحة للجزائر2019.
صفة الملكية للمسكن:
نفس الشيء بالنسبة لصفة الملكية للمساكن التي يقيم فيها الأشخاص المسنون إذ لم تسجل أي اختلاف فيما يخص متغير الجنس، فمعظم كبار السن في الجزائر يقيمون في مساكن ذات ملكية خاصة لتعود هذه الملكية للشخص المسن بحد ذاته أو لأحد أفراد عائلته، وهذا لكون الشخص يعيش طول حياته يسعى جاهدا لتوفير مسكن خاص به وبأسرته لضمان استقرارها ليكون السكن نتاج توفير وجهد سنين الشباب لهؤلاء الأفراد.
جدول رقم 03: التوزيع النسبي للأشخاص المسنين حسب صفة ملكيتهم للمسكن وحسب الجنس.
نساء | رجال | صفة الملكية |
85,7 | 88,6 | ملكية خاصة |
6 | 6,2 | إيجار |
6,6 | 4 | سكن مجاني |
1,4 | 1,2 | أخرى |
المصدر: مسح الصحة للجزائر2019.
عدد غرف المسكن:
يعيش الأشخاص المسنون في مساكن بمتوسط في عدد غرفها يساوي 04 غرف كما سجل نفس المتوسط لكل من الرجال والنساء، إذ بلغت اكبر تكرار للأشخاص المسنين الذين يعيشون في مساكن تحتوى على عدد غرف ما بين 03 و04 غرف لأفراد عينة الدراسة الحالية.
3-الحالـة الصحيـة:
النساء أطول عمراً عن الرجال وأكثر هشاشة من الناحية الصحية:
طول عمر النساء على الرجال يفسر دائماً بعوامل اختلاف عادات ونمط حياة الرجال والنساء كتناول الكحول والتدخين. عند الرجال في المقابل النساء الأكثر حرصاً على الرعاية الصحية والرقابة الطبية المنتظمة. في بعض الأحيان الشيء الذي يعتبر نعمة ينقلب إلى نقمة في طول عمر المسن معاناة من الإحساس بالحمل الثقيل على المحيطين به وعلى المجتمع ككل مما ينعكس على صحته العضوية والنفسية خاصةً.
مع كبر السن يصبح الشخص أكثر عرضة للأمراض المزمنة لهذا صرح ثلثي أفراد عينة الدراسة صرحوا على أنهم يعانون من مرض مزمن، لكن الملفت للانتباه هو الاختلاف في نسبة النساء اللواتي لديهن أمراض مزمنة بنسبة 71.2 منهن إلا أن نصف حجم الرجال يعانون من أمراض مزمنة كما هو موضح في الجدول الآتي، الأمر الذي يدل على هشاشة وضعف صحة النساء مقارنة بالرجال على الرغم من أنهن يعشن أكثر من الرجال.
جدول رقم 04: توزيع الأشخاص إن كان لديهم مرض مزمن أم لا وحسب الجنس:
هل تعاني من مرض مزمن؟ | رجـال (%) | نسـاء (%) | المجمـوع (%) |
نعـم | 54,8 | 71,2 | 62,8 |
لا | 45,0 | 28,5 | 37,0 |
المجمـوع | 100 | 100 | 100 |
المصدر: مسح الصحة للجزائر2019.
لا يعاني الرجال والنساء من نفس الأمراض:
إن الحالة الصحية من حيث الأمراض الشائعة بين كبـار السن قد عرفت اختلافاً بين الجنسين، وهذا في عدم تشابه الأمراض التي يعاني منها أفراد هذه الفئة من المجتمع من ذكور وإناث فمثلا مرض ضغط الدم ومرض المفاصل اللذان تميزت بهما النساء بالدرجة الأولى على الرجال، إلا أن مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية فكانت من نصيب الرجال بحصة اكبر من النساء.
الشكل رقم 05: توزيع الأشخاص المسنين حسب إصابتهم بالمرض المزمن الأول وحسب الجنس.
المصدر: مسح الصحة للجزائر2019.
يعاني تقريبا نصف أفراد العينة من الأشخاص المسنين بمرض مزمن ثاني حسب تصريحاتهم كما اختلف توزيع الأشخاص المسنين بالنسبة لنوع المرض المزمن الثاني، فقد انعكس الأمر بعد أن كان مرض ضغط الدم الأكثر شيوعاً عند النساء كمرض مزمن أول أصبح تصريح الرجال أكثر بإصابتهم به كمرض ثاني هو وأمراض القلب والشرايين نفس الشيء، وقد صرحت اغلب النساء أن مرض السكري هو المرض المزمن الثاني.
كنتيجة يمكن القول أن النساء تصاب بالضغط والمفاصل كأول مرض مزمن بينما الرجال يصابون بالسكري وأمراض القلب والشرايين والأمراض التنفسية كأول مرض مزمن وينعكس نوع الإصابة بالمرض في ثاني مرض في كلا الجنسين وهذا يعتبر كاختلاف ثاني من الناحية الصحية.
الشكل رقم 06: توزيع الأشخاص المسنين حسب إصابتهم بالمرض المزمن الثاني وحسب الجنس.
المصدر: مسح الصحة للجزائر2019.
التأمين الصحي:
فيما يخص التأمين عن الأمراض لوحظ تطور ملحوظ في نسبة الأشخاص المسنين المؤمنين من 51 % (2005) إلى 60 % (2011) بارتفاع عند الرجال عن النساء.[5]
يستفيد المتقاعدون من بطاقة الشفاء[6] التي تسمح لهم بالمعالجة المجانية في قطاع الصحة العمومية وتعويض من 80 إلى 100 % من ثمن الأدوية في حالة الأمراض المزمنة، فحسب أفراد العينة الحالية 77.4% لديهم بطاقة الشفاء عرف الرجال والنساء نفس الحظوظ في الحصول على بطاقة الشفاء في الجزائر بقيمة 78,9 و76,1 للرجال والنساء على التوالي.
4-أهم النشاطات اليومية للأشخاص المسنين في الجزائر:
الهدف من معرفة نوع الأنشطة اليومية التي يقوم بها الشخص المسن هو نوع من التقويم الصحي للقدرة الوظيفية التي يتمتع بها الفرد من معظم الدراسات المهتمة بالحالة الصحية للأشخاص المسنين، لكن الهدف من هذا الشطر في الدراسة الحالية هو إبراز الاختلاف في روتين الحياة اليومية واستغلال الوقت بين المرأة والرجل لفئة المسنين في الجزائر.
لم يتم التطرق إلى هذا الجانب من الدراسات في معطيات مسح الصحة لسنة 2018-2019، لهذا تم الاستناد على معطيات المسح الوطني حول استخدام الوقت لسنة 2012 (ENET) من خلال تقريره النهائي.
“أنجز مشروع هذا التحقيق في إطار برنامج “الإنصاف” (ترقية المساواة بين الجنسين واستقلالية المرأة)، هذا البرنامج تم إنشاؤه في إطار الشراكة بين الحكومة الجزائرية وهيئات الأمم المتحدة.
يكمن الهدف الرئيسي من هذه العملية في قياس وتحليل كيفية تقسيم وتنظيم الوقت خلال الـ24 ساعة، وذلك بالنسبة للرجال والنساء والأولاد البالغين 12 سنة وأكثر.
كما تجدر الإشارة على أنها الفكرة الأولى من نوعها في الجزائر ومن خلال النتائج المستقاة منها فانه يمكن الإجابة على عدد من الإشكاليات في المجال الاجتماعي والاقتصادي على حد سواء.”[7]
ومنه سيتم انتقاء فئة الدراسة من العينة الإجمالية لهذا المسح والمتمثلة في الأشخاص من عمر الـ 60 سنة وأكثر وليس 65 سنة وأكثر وهذا لعدم تصنيف نتائج المسح النهائية حسب هذه الفئة، وبأخذ المعطيات الموجودة في الجداول المدونة في تقرير المسح لمحاولة جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الخاصة بطريقة حياة الأشخاص الذين ينتمون للعمر الثالث في المجتمع الجزائري ، لعدم توفر المعطيات الخام الخاصة بهذا المسح كما كان الأمر في المصدر الأول (مسح 2018-2019) أي المفرغة في برنامج spss، فلهذا ليس لدينا الخيار إلا بمحاولة توفير اكبر قدر ممكن من المعلومات من هذه الناحية.
أهم نشاط يومي للمسن في الجزائر هو المشاركة الاجتماعي ة، التسلية والإعلام و الأعمال المنزلية:
لم تشكل أهم النشاطات اليومية التي يقوم بها الشخص المسن في الجزائر بين المرأة والرجل من مشاركة اجتماعية، التسلية الإعلام مع تفوق نوعي في نسب الأعمال المنزلية عند الجنس الأنثوي، لكن ظهرت بعض التفاوت في بعض النشاطات الأخرى مثل رعاية الأطفال الذي تميزت به النساء بنسبة قاربت الضعف عن نسبة الرجال ونشاط التنقل الذي انفرد به الرجال على النساء، يعتبر هذا الاختلاف في النشاطات أمر يعود إلى طبيعة وثقافة المجتمع الجزائري القديم الذي تنتمي إليه هذه الأجيال، المجتمع المحافظ الذي كان يعطي للمرأة مكان واحد فقط وهو المكوث في البيت والقيام بالأشغال المنزلية من طبخ وتربية أولاد إلى آخره من أعمال منزلية تقتصر على المرأة فقط عكس الرجل الذي كانت ومازالت مكانته في الخارج.
شكل رقم(07):نسب المشاركة في النشاطات اليومية للأشخاص المسنين حسب الجنس.
المصدر: تقرير المسح الوطني لاستعمال الوقت(الجزائر2012)
المشاركة الاجتماعية تمثلت معظم الوقت في الممارسات الدينية إلا أن الرجال قد تنوعت مشاركاتهم الاجتماعية عكس النساء اللواتي اقتصرت عندهن في الممارسات الدينية والمحادثات، أما التسلية والإعلام فقد اقتصرت عند النساء بمشاهدة التلفاز والرجال بمشاهدة التلفاز والتنزه، بينما الأعمال المنزلية التي اشترك فيها الجنسين في الأشغال المنزلية والنساء بالطبخ بينما الرجال الذين عرفوا بالتسوق.
خلاصة:
إن متغير الجنس غالبا ما يخلق فرقا في الدراسات الديمغرافية ومن الواضح جليا من خلال هذه الدراسة الاختلاف الموجود بين الرجال والنساء في بعض مميزات الأشخاص المسنين في الجزائر.
المميزات السوسيوديمغرافية التي أظهرت الفرق الشاسع في توزيعها حسب متغير الجنس وبعض المتغيرات التي تنتمي إليها، فالحالة الزواجية التي عرفت حالة المتزوجين أكثر عند الرجال بينما النساء اللواتي تميزن بالأرامل نظرا للعوامل الاجتماعية والثقافية للمجتمع الجزائري كظاهرة إعادة الزواج الأكثر شيوعا عند الرجال على النساء في هذه الأعمار المتقدمة، بالإضافة إلى متغير صلة القرابة مع رب العائلة الذي اخذ فيه معظم الرجال مركز رب العائلة على الرغم من المرحلة المتقدمة من العمر والنساء اللواتي أخذن كل من صلتي الزوجة والأم لرب العائلة ما يبين تبعية هذه الأجيال من النساء للرجال من الناحية المادية، وحجم الاسرة التي يعيش فيها الشخص المسن التي تميزت بكبر حجمها على الرغم من التغيرات الاجتماعي ة والثقافية التي مر بها المجتمع الجزائر مع مستوى تعليمي أغلبيته دون الابتدائي في كلا الجنسين نتيجة لتاريخ هذه الأجيال التي لم تحظى بفرصة للدراسة لما عاشته من حرب واستعمار.
أما من ناحية المستوى الاقتصادي الذي مثلته بعض المتغيرات السويواقتصادية لم يعرف أي فرق في توزيع متغيراته حسب الجنس عكس الحالة الصحية التي اثبت أن الرجال والنساء في آخر مراحل حياتهم يعيشون حالة صحية مختلفة تماما فالنساء و على الرغم من أنهن يعشن أكثر من الرجال بربح بعض السنوات الإضافية في متوسط سنوات العيش المحتملة بعد الولادة إلا أنهن يعشن في حالة صحية أكثر ضعف وهشاشة من الحالة الصحية للرجال، والأمراض المزمنة المنتشرة بين الأشخاص المسنين قد اختلفت أنواعها بين كلا الجنسين فمرض الضغط الدموي ومرض المفاصل هما الأكثر انتشارا بين النساء، كما تميز الرجال بالإصابة بالسكري وأمراض القلب والشرايين بالإضافة إلى الأمراض التنفسية.
معظم نشاطات الأشخاص المسنين تتمثل في المشاركة الاجتماعي ة والأعمال المنزلية والتسلية كما أوضحته نتائج مسح استعمال الزمن في الجزائر لسنة 2012 لكلا الجنسين، ولكن الاختلاف بين الرجال والنساء كان في أهم تفاصيل هذه النشاطات كما كان في المشاركة الاجتماعي ة التي تنوعت عند الرجال بينما اقتصرت عند النساء في الممارسات الدينية، أما التسلية والإعلام فقد اقتصر بمشاهدة التلفزيون عند النساء والتنوع كذلك عند الرجال.
قائمة المراجع:
1- إيمي. إس. وارتون. علم اجتماع النوع: مقدمة في النظرية والبحث. ت هاني خميس احمد عبده. المركز القومي للترجمة، القاهرة2014.
2-الديوان الوطني للإحصائيات، المسح الوطني حول استخدام الوقت (الجزائر 2012)، تقرير المسح 2013.
3-Hammouda, N& Merouani W, (2015), « Démographie et système algérien de retraite ». Revue l’entreprise, n 04,21-3.
4-L’office national des statistiques(ONS), Algérie. DEMOGRAPHIE ALGERIENNE 2019. N°890.
5-Ministère de la Santé, de la Population et de la Réforme Hospitalière & UNICEF. Enquête par grappes à indicateurs multiples [MICS] 2019, Rapport final des résultats, Décembre, 2020.
6-MOUTASSEM-MIMOUNI B. 2016. La famille et les seniors face à la h’ouana en transformation. Insaniyat (CRASC), numéro double 72-73, 25-45.
المواقع الالكترونية:
www.cnas.dz
[1] – إيمي. إس. وارتون. علم اجتماع النوع: مقدمة في النظرية والبحث. ت هاني خميس احمد عبده. المركز القومي للترجمة، القاهرة 2014، ص 25.
[2] -Ministère de la Santé, de la Population et de la Réforme Hospitalière & UNICEF. Enquête par grappes à indicateurs multiples [MICS] 2019, Rapport final des résultats, Décembre, 2020, p 03. http://mics.unicef.org
[3] – office national des statistiques, Algérie (ONS). DEMOGRAPHIE ALGERIENNE 2019. N°890.
[4] -MOUTASSEM-MIMOUNI B. 2016. La famille et les seniors face à la h’ouana en transformation. Insaniyat (CRASC), numéro double 72-73, 25-45, p27.
[5] – Hammouda, N& Merouani W, (2015), « Démographie et système algérien de retraite ». Revue l’entreprise, n 04,21-3, p36..
[6] – هي بطاقة للضمان الاجتماعي تسمح بالتعرف على المؤمن له اجتماعيا وكذا ذوي حقوقه، حتى تتسنى لهم الاستفادة من أداءات الضمان الاجتماعي.تتضمن البطاقة معلومات خاصة حول المؤمن له اجتماعيا (الحالة الصحية، المتابعة الطبية، تعويض الأدوية ومجمل الفحوصات الطبية). حسب موقع صندوق التضامن الاجتماعي الجزائري. (www.cnas.dz)
[7] – الديوان الوطني للإحصائيات، المسح الوطني حول استخدام الوقت (الجزائر 2012)، تقرير المسح، صفحة رقم 3.