أسطرة الفضاء الصحراوي في روايات إبراهيم الكوني
Legends of the desert space in the novels of Ibrahim Al-Koni
الدكتورة الضاوية بريك ، جامعة أدرار / الجزائر
Dr.daouya brik, university of adrar/ Algeria
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 68 الصفحة 91.
الملخص:
الفضاء من أهم القضايا التي استوقفت الباحثين والدراسين في مجال السرديات، باعتباره ركنا جوهريا في بنية النص السردي، وفي مجال الرواية بصفة أخص، نظرا لاتساع الفضاء الروائي وتعدد مكوناته وتأثيرها في تشكيل دلالات ورؤى النص الروائي. فالفضاء في الرواية المعاصرة لم يعد مجرد مظهر خارجي أو مكان تجري فيه الأحداث، بل أضحى منتجا للمعنى ومصورا للدلالة ومكتنزا بالأبعاد الرمزية. من هذا المنطلق ظهرت تيمة الفضاء الصحراوي في الرواية العربية كأفق جديد، وإذ يسعى الروائي لاكتشاف مكنونات هذا العالم المسكون بالعجائبية والسكون والفراغ الموحش والامتداد اللانهائي، فإنه يؤسس لمستوى موضوعاتي ثري تنفرد به الرواية العربية، وينفذ عبره إلى أغوار الذات العربية منقبا عن أوجاعها وأحلامها ورؤاها. يسعى هذا البحث إلى استقراء الأبعاد الأسطورية للفضاء الصحراوي عند الروائي الليبي إبراهيم الكوني، الذي أصبح أيقونة للفضاء الصحراوي في الرواية العربية المعاصرة.
-الكلمات المفتاحية: الفضاء- الصحراء- الأسطورة- الدلالة- الرواية.
Abstract
Space is one of the most important issues that have stopped researchers and scholars in the field of narratives, as it is a fundamental pillar in the structure of the narrative text, and in the field of the novel in particular due to the breadth of the narrative space, the multiplicity of its components, and its impact on shaping the connotations and visions of the narrative text. Space in the contemporary novel is no longer just an outward appearance or a place in which events take place, but has become a product of meaning, a portrayal of significance and a repository of symbolic dimensions. From this standpoint, the theme of the desert space appeared in the Arab novel as a new horizon, and as the novelist seeks to discover the components of this world inhabited by miraculousness, silence, barbaric emptiness and infinite expansion, it establishes a level of rich subjects unique to the Arabic novel, and through it penetrates into the depths of the Arab self, searching for its pain, dreams and visions. From this standpoint, this research seeks to extrapolate the mythical dimensions of the Saharan space according to the Libyan novelist Ibrahim Al-Koni, who has become an icon of the desert space in the contemporary Arab novel
Key words: space – desert – myth – significance – novel
-تقديم:
تقوم البنية السردية للنص الروائي على عناصر أساسية يمثل حضورها دعامة مركزية لتحقيق شعرية النص وإثبات هويته الجمالية. ولعل الفضاء الروائي من أهم هذه العناصر التي لا يكتمل نسيج الرواية إلا بها. ورغم كثرة الأبحاث والدراسات في هذا الموضوع، فلا زال يبدو غير مكتمل؛ نظرا لتشعب المفهوم وتعدد مكوناته وتداخل مصطلح الفضاء مع مصطلحات أخرى، كمصطلح المكان والحيز واختلاف الباحثين في تحديد هذه المصطلحات بدقة.
-إشكالية المصطلح:
يرى بعض الباحثين ضرورة التمييز بين هذه المصطلحات ووضع الحدود بينها، بينما يستعملها آخرون استعمالا عشوائيا ويطلقونها كيفما اتفق، فقد فضل الناقد عبد المالك مرتاض استخدام مصطلح الحيز بدلا من الفضاء؛ مبررا ذلك بقوله: « مصطلح الفضاء من منظورنا على الأقل، قاصر بالقياس إلى الحيز؛ لأن من الضرورة أن يكون معناه جاريا في الخواء والفراغ؛ بينما الحيز لدينا ينصرف استعماله إلى النتوء، والوزن والثقل، والحجم والشكل »[1] ، وهذا الكلام قريب من مفهوم يوري لوتمان، عندما اعتبر الفضاء « مجموعة من الأشياء المتجانسة من الظواهر والحالات، أو الوظائف أو الأشكال المتغيرة تقوم بينها علاقات شبيهة بالعلاقات المكانية المألوفة العادية مثل: الاتصال والمسافة»[2]. وذهب الناقد المغربي حميد لحمداني في كتابه (بنية النص السردي) إلى التمييز بين أربعة أشكال تدور في فلكها كل التصورات النقدية هي:
-الفضاء الجغرافي: وهو مقابل لمفهوم المكان ويتولد عن طريق الحكي ذاته، إنه الفضاء الذي يتحرك فيه الأبطال.
-فضاء النص: وهو فضاء مكاني أيضا، غير أنه متعلق بالمكان الذي تشغله الكتابة الروائية أو الحكائية-باعتبارها أحرفا طباعية- على مساحة الورق ضمن الأبعاد الثلاثة للكتاب.
-الفضاء الدلالي: يشير إلى الصور التي تخلقها لغة الحكي وما ينشأ عنها من بعد، يرتبط بالدلالة المجازية بشكل عام.
-الفضاء كمنظور: ويشير إلى الطريقة التي يستطيع الراوي أو الكاتب بواسطتها أن يهيمن على عالمه الحكائي بما فيه من أبطال يتحركون على واجهة تشبه واجهة الخشبة في المسرح.[3]
ونجد أن المفاهيم الثلاث (الفضاء الجغرافي والفضاء الدلالي والفضاء كمنظور) تتجاور وتتداخل إلى حد التمازج في دراسات النقاد العرب، ونستبعد هنا دراسات فضاء النص الذي لم تنجز فيه دراسات كثيرة في النقد العربي مقارنة بالنقد الغربي، خاصة عند ميشال بوتور وهو أحد أعلام الرواية الجديدة في فرنسا والمنظرين لها، فقد اهتم كثيرا بهذه القضية، ليس في الرواية فحسب، بل في أي مؤلف، حتى أنه عرّف الكتاب تعريفا هندسيا محض، يقول: « إن الكتاب ،كما نعهده اليوم، هو وضع مجرى الخطاب في أبعاد المدى الثلاثة، وفقا لمقياس مزدوج هو طول السطر وعلو الصفحة »[4].
إذن، فمفهوم الفضاء الروائي يتسع ويتجاوز مفهوم المكان، فهو يشمل أمكنة الرواية كلها، إضافة إلى علاقاتها بالحوادث ومنظورات الشخصيات[5].
من هذا المنطلق ستعتمد الدراسة مصطلح الفضاء، وإن كان موضوعها يوحي بارتباطها بالمكان أكثر من أي عنصر سردي آخر، وهذا حقيقي، فالصحراء هي بالدرجة الأولى مكان، ودراسة الفضاء الصحراوي في الرواية العربية لا بد أن تنطلق من الصحراء كوجود مكاني له خصوصيته وتميزه، لكنها لا تقف عند ذلك ، بل لا بد أن تمتد إلى آثار وإشعاعات هذا المكان وتلبسها بالدلالة في نسيج النص الروائي. فللمكان أهميته القصوى في الأدب، بل إن « العمل الأدبي حين يفتقد المكانية، فهو يفقد خصوصيته وبالتالي أصالته»[6].
-الصحراء في الرواية العربية:
لم تحضر الصحراء بشكل جلي في أعمال الروائيين العرب المعاصرين، رغم أنها «تشكّل المساحة الأكبر في وطننا العربي لكنها غائبة كمكان فني وفكري في أعمال كتابنا.»[7]، ويمكن أن نبرر هذا الغياب، في الرواية تحديدا، كون هذه الأخيرة وفدت إلينا من المجتمع الغربي، وهي تستمد هويتها من المدينة البرجوازية الحديثة كما ذهب إلى ذلك جورج لوكاتش ولوسيان غولدمان وجل منظري الرواية. وإذا كان ارتباط الرواية بالمدينة في المجتمعات الغربية جاء متساوقا مع التغيير الحضاري والفلسفي والفكري الذي عرفته هذه المجتمعات في الحقبة التاريخية التي ظهرت فيها الرواية، وصورت هموم الإنسان الغربي الذي انسحقت روحه بطغيان المادية وتراجع القيم الروحانية، وهو ما ولد فكرة البطل الإشكالي في الرواية التي قال بها جورج لوكاتش، والتي « بنى عليها معنى الشكل الروائي، والفرد المغترب، الذي يعيّن الشكل الروائي، لا ينوس بين الشك واليقين بل يضطرب مبددا بين ذاته والجماعة، أو بين ذاته والعالم، حيث لا رابطة إلا التناحر والمنازعة.»[8] فالرواية الغربية مثلت ثقافة المدينة الغربية المعاصرة ورصدت تشكلها بكل أبعادها، وصورت أوجاع الإنسان الغربي وترجمت اغترابه وتمزقه بين مسايرة الحياة المدنية المبنية على تحقيق الربح المادي وحنينه إلى القيم الإنسانية والمثل الشعرية، وانسجام حالم مع العالم عاشه في الأزمان البعيدة عبرت عنه الملحمة. وهو المنطلق الذي بنى عليه جورج لوكاتش تصورات نظريته في الرواية.
أما في الثقافة العربية فالأمر يبدو مختلفا، « فإن المدينة التي تنقب عنها الرواية العربية غائبة، في معظم الأحيان، أو غائبة حاضرة في آن، غائبة في “جمالية الجموع” وحاضرة في نسق معماري لا أمس له، فالمدينة العربية، غالبا، لم تحقق ذاتها كوحدة مستقلة مرجعها في ذاتها ومؤسساتها ومنتاجاتها، ذلك أنها فضاء أعزل، تشكله السلطة، إن كان واهن الشكل، وتختلس السلطة شكله، إن كان قد ظفر بشكل قديم.. ولهذا تبدو المدينة العربية كما لو كانت مدينة لا تاريخ لها، لا تراكم عرفته ولا تنتج تراكما ممن وفد إليها، بل تغوص في تراكم كمي عقيم»[9]. واستمرار هذا الركود الحضاري أدى إلى اغتراب الرواية، إن لم نقل الأدب ككل، « فإن الرواية العربية، ومنذ هزيمة حزيران، تتطور بمعزل عن التطور الاجتماعي العام، كما لو كانت علاقة هامشية، يكتبها مثقفون مستنيرون وتتجه إلى الجمهور المستنير، الذي هو في انحسار لا مزيد عليه»[10].
ما لبث الروائي العربي أن تجاوز مرحلة الانبهار بالرواية الغربية والمحاكاة العمياء لأجوائها وفضاءاتها، وشعر أنه في حاجة إلى العودة إلى منابعه وترسيخ هويته. « وهكذا فقد توجهت الرواية العربية للبحث عن عوالم شديدة الالتصاق بالثقافة واللغة العربيتين وحولت بعض هوامش الرواية إلى أماكن أساسية مركزية تأخذ دور البطولة في أحيان كثيرة، فاتجهت الأنظار إلى فضاء الصحراء باعتباره بكرا روائيا وفضاء جديدا يضفي حيوية وروح جديدة على الرواية بعد تبرم الأدباء من الأماكن الضيقة والمألوفة.»[11] فوجد الأدباء في فضاء الصحراء الواسع الفسيح، حيث يسطع الضوء بقوة وتعوي الريح بوحشية وتتدرج الألوان ساحرة وتتراءى الموجودات على حقيقتها دون زيف، وجدوا فيه عالما غامضا ينعش الخيال ويتصل بحقائق الوجود الخفية. والواقع أن الرواية العربية في كل مراحلها لم تخل من حضور الفضاء الصحراوي بشكل أو بآخر، لكن هذا الحضور لم يكن يتجاوز كونه فضاء جغرافيا أو طبيعيا تجري ضمنه الأحداث، كرواية (إبراهيم الكاتب) للمازني ودعاء الكروان لطه حسين و(الزويل) لجمال الغيطاني و(رجال في الشمس ) و(ما تبقى لكم) لغسان كنفاني.
إن اكتشاف كنوز الفضاء الصحراوي الدلالية والإيحائية وثرائه الميثولوجي والمعرفي والإنساني، ليس حديثا، فقد وقف عند ذلك صبري موسى في رواية (فساد الأمكنة) 1969 التي تعد من بواكير النصوص الروائية العربية التي استثمرت الفضاء الصحراوي واكتشفت اغتنائه، فهي « تتفرد في بيئتها ومعالمها الغرائبية، فلا تحيل إلى ما قبلها من إبداع وتمهد الطريق لما بعدها من روايات الصحراء كمدن الملح لعبد الرحمن منيف ومجمل أعمال إبراهيم الكوني الروائية، حيث الصحراء هي الفضاء الذي تدور في فلكه الأحداث ومقوماتها السردية»[12].
-تيمة الصحراء في روايات إبراهيم الكوني:
لا تذكر رواية الصحراء في الأدب العربي إلا ويذكر الأديب الليبي إبراهيم الكوني، فهو سيد هذه التيمة في الرواية العربية والذي استطاع بعبقريته أن يستنطق سكون هذا العالم الفارغ الممتد ويستثمر أساطيره وتاريخه وعاداته وقيمه الإنسانية، ويبني منها عالما روائيا فريدا، عميق الدلالات والرؤى. وإن لم يكن الروائي العربي الوحيد الذي وظف هذا الفضاء، إلا أنّ الكوني في مجموع رواياته التي لا تخرج من حدود الفضاء الصحراوي أنشأ مشروعا روائيا متكاملا، واستنطق مكونات هذا الفضاء استنطاقا ميثولوجيا وفلسفيا؛ ليؤسس بعدا موضوعاتيا عميقا أثرى الرواية العربية وعمّق رؤاها.
والكوني، كاتب ليبي أمازيغي، مواليد سنة 1948، ولد بواحة غدامس في ليبيا، درس الآداب في معهد جوركي للآداب بموسكو، ويجيد ثماني لغات، هي: الأمازيغية، والعربية، والروسية، والإنجليزية، والبولندية، والألمانية، والإسبانية، واللاتينية، وعمل بالصحافة في روسيا وبولندا. أقام منذ تسعينيات القرن العشرين في سويسرا، إلى أنْ انتقل مؤخراً إلى إسبانيا، أصدر حتى الآن 81 نصاً، وترجمت أعماله إلى أكثر من 40 لغة، وفاز بعضها بعدة جوائز عالمية، تنوعت بين السويسرية واليابانية والفرنسية والأمريكية والعربية، وأشادت به الأوساط الثقافية والنقدية والأكاديمية والرسمية في أوروبا وأمريكا واليابان، ورشحته لجائزة نوبل مراراً. من المفارقات التي تحيط بالكوني أن عالمه الذي انفرد به، وقضى حياته في الكتابة عنه باللغة العربية وهو الذي يعيش في أوروبا منذ سبعينيات القرن العشرين، لم يعرف طريقه إلى القارئ العربي، نسبياً، بل ضلّت الرسالة طريقها إليهم، فبينما اختزل بعض القراء والنقاد العرب منجز الكوني في وصفه بـ”أسير الصحراء”، التقط الغرب رسالته التي قدّمت للإنسانية وللأدب تراثاً عريقاً وثرياً ترجمه إلى لغات العالم الحية، بعدما استطاع الكوني استرداده وإعادة خلقه.[13]
قال الكوني في لقاء له في برنامج كتاب مفتوح الذي بث في أمسية افتراضية في سلطنة عمان في ديسمبر 2020: أعتقد أن إحدى قضايانا اليوم هي كيفية إعادة الاعتبار للتراث الأسطوري أو التراث العربي الميثولوجي الغني على نحو لا يتخيل إذا قورن بالآداب الأوروبية. وأضاف: استطعت أن أصحح نظرية لوكاتش والنظريات الغربية التي نصبت المدينة حكرا على الرواية…واستطعت أن أستنطق الصحراء فوجدتها ذخيرة ميثولوجية صانعة للرواية عندما نحسن استجوابها كما ينبغي.[14]
الصحراء التي تمثل في نظر الكثيرين مكانا موحشا فارغا لا يشتمل إلا على القحط والجفاف والحرّ الخانق، ولا ترمز إلا إلى البدائية والتوحش، لا يمكنها أن تثير خيال الإنسان المبدع المعاصر كما أثارت خيال الشاعر القديم، رغم أن الصحراء ظلت حاضرة في حياة العربي حتى بعد أن أسّس الحضارة وابتنى البيوت والقصور وأنشأ المدن. « قيم الصحراء التشكيلية والفنية دخلت الحضارة الحديثة من نوافذ تقنيتها، واستطاع الإنسان العربي في العصور العباسية أن يزاوج بين قيم الصحراء- مساحة وضوء- فضاء- انبساط وتشكيلات السكن خيام- مضارب- تجمع- وبين قيم المدينة الحديثة- بناء عمودي صلب-…لذلك حمل الجامع والديوان والبيت العباسي القيمتين: بناء بغرف وساحة داخلية واسعة تتوسطها نافورة ماء…وحولها يتجمع الجالسون يتسامرون ويسمعون الأشعار…»[15]
وهذا يدل على الارتباط الروحي النفسي العميق للإنسان العربي بالصحراء، وهامشية وهشاشة الحية المدنية المعاصرة. إذن فقد ذهبت جل نظريات الرواية إلى الاعتقاد بأنّ الحياة الحضرية المعاصرة المعقدة لا يمكن أن يلتقط الأديب تفاصيل إشكالاتها وهواجسها إلا في فضاءات المدينة الهادرة المشحونة بمواجع إنسان العصر الباذخة. والرواية بالذات، التي ولدت في جو المدينة واكتسبت تشعب حياتها وهمومها وصراع أناسها واكتست عقدها وتلونت بانكساراتها، لا يمكن أن تتشكل بنيويتها أو تنمو إلا في فضاء المدن، حتى جاء الكوني وزلزل كل هذه المعتقدات، وأعاد اكتشاف الصحراء واستنطاق مكنوناتها ودلالاتها الميثولوجية الثرية.
-الصحراء لغة الرمز والأسطورة:
الصحراء رمز للأسرار والغموض والعوالم الخفية المرتبطة بأجواء الأساطير والحكايات الخرافية الدائرة حول عالم الجن والكائنات الخارقة. يغذي ذلك ويضخمه طبيعة الفضاء الصحراوي المتسم بالاتساع والسكينة والإبهام، مما يجعل كل مكونات هذا الفضاء علامات ورموز مشحونة بالإيحاء، ومبدأ الترميز « يخص الإدراك وإنتاج المعاني على حدّ سواء، فإن العالم الطبيعي الخالي من أي استثمار دلالي، لا يمكن أن يستأنس إلا من خلال تحويل الأشياء إلى علامات، حينها، وحينها فقط تتخلص الأشياء من بعدها الوظيفي لكي تصبح خزانا لكمية هائلة من المعاني»[16].
وجد الكوني في الصحراء خزانا هائلا من الرموز والعلامات الدالة يحيل على أسرار الكون ويروي حكاية الخليقة بلغة مشفرة وأسلوب خفي، لغة الأساطير الملغمة بالمعاني الغائرة والدلالات المتلبسة بحياة كائنات الصحراء، هذا العالم اللانهائي المشحون بالرموز والإشارات، كما جاء على لسان بطل رواية التبر: «…آه من الإشارة. أكثر ما يخشى هذه اللغة..اللغة الخفية التي تعلمها من الصحراء. الصحراء هي التي علمته أن يخافها لأنها لا تنطق بصريح العبارة. لأنها تخفي المجهول. لأنها المجهول»[17]. كل ما في هذا الفضاء يسرد حكاية وجع الولادة البهيج والصراع المقدس من أجل البقاء، الصراع مع قسوة الصحراء وجفافها وخشونتها وكائناتها الخفية من جن ومردة وهواتف خفية. فإذا الغموض الذي يكتنف عالم الصحراء يتكشف أمامه ويعطيه أسراره وتتراءى له حقائقه المستورة جلية واضحة. فالكوني يؤمن إيمانا عميقا بأن رواية الصحراء لا تكتمل إلا بالأسطورة، لأن وجود الصحراء في العالم أشبه بالأسطورة، « وجودنا لغز لا يكتمل وجوده إلا بوجود ثالوث: الرواية، الخلاء، الأسطورة، الرواية روح اللغز والخلاء جسده، والأسطورة لغته، الرواية فيه روح والأسطورة له روح هذه الروح. في هذا الدور يكمن سر اللهفة إلى الأسطورة. هنا يكمن الظمأ إلى الأسطورة. السرد لا يبقى سردا، والرواية لا تصير رواية، إذا لم تتكلم الأسطورة.»[18] فالصحراء عالم النبوءات والكرامات والأساطير والخرافات، «كما كانت الصحراء دائما وطن الرؤى السماوية.»[19] من هذا المنطلق سعى الكوني إلى رصد وجمع أساطير الصحراء، وأسطرة ظواهرها وكائناتها من بشر وحيوان ونبات.
–أسطورة الجد مندام والبحث عن الفردوس الضائع:
أكثر أسطورة استوقفته وتكاد تحضر في كل كتاباته هي أسطورة جد الطوارق مندام الذي طرد من الواحة الخصبة واو عقابا له على أكل اللقمة المحرمة، فواجه العالم وحيدا حزينا محملا بوزر بخطيئته، وتلثم خجلا من فعلته ولم تسلم ذريته من تبعات خطيئته، بل لحقتهم اللعنة وتاهوا في الصحاري ملثمين بحثا عن الجنة المفقودة، وهي واحة واو الضائعة. « ..واو الفردوسية الخفية التي لن تستطيع أن تجدها في ضلوع امرأة وهي أقرب لنا من حبل الوريد.»[20] «..ومن منا لم يبحث عن واو؟ واو…واو. تبعث مرة كل ألف عام. وربما في عشرة آلاف»[21]
واضح أن هذه الأسطورة تلتقي مع قصة خروج سيدنا آدم وأمنا حواء من الجنة بعد أن أكلا من الشجرة التي نهاهما عنها الله سبحانه وتعالى. وهي موجودة في كل الديانات، والكوني يدرك هذا التشابه لذلك بدأ رواية الأسطورة الطارقية بنص موازٍ من سفر التكوين الإصحاح الثالث، ووظيفة هذا النص التمهيد لهذه الأسطورة والمساعدة على اختصار سرد أحداثها. خاصة وأنها تلتقي مع قصة سفر التكوين في اعتبار المرأة هي سبب الإغواء كما هو شائع في جل الثقافات، باستثناء العقيدة الإسلامية، فالقرآن الكريم لم يحمّل المرأة وحدها المسؤولية، بل جعل آدم وحواء مشتركين فيها.
لهذه الأسطورة دلالات متعددة، فهي تفسر ترحال الإنسان الطارقي المستمر في الصحراء دون استقرار، وقد أصبح هذا الترحال قدرا واختيارا، فالطوارق ينفرون من الاستقرار في المدن ويعتبرونه استعبادا: « لو كنا نريد أن نستقر بأرض لفعلنا ذلك منذ سبعة آلاف عام. لو كنا نريد أن نبرك بين الجدران الخرساء لبنينا مدنا أجمل من تنبكتو، مدنا حقيقية لن تنافسها سوى واو الحقيقية.»[22]« نحن على يقين أن من يسكن الأرض، من يفلح أرضا، ويأكل من الأرض، ويقيم على الأرض بنيانا ليسكنه، ليس سوى عبد من العبيد…كان أسلافنا يرون في العمران خطرا مميتا يهدد حريتهم، يهدد وجودهم…»[23] فالحرية بالنسبة للإنسان الصحراوي الطارقي مطلب أساسي في حياته كالماء والهواء؛ لذلك فهو لا يرى في حياة الترحال القاسية شقاء، بل يجد فيها سعادته وراحته، ويحقق غايته بالبحث عن الفردوس المفقود الذي ضيّعه الجد الأول. فترحاله تجسيدا لهويته، وعذابه في صراع أهوال الصحراء تحقيقا لسعادته وحريته. وتحرره من ربقة حياة الاستقرار اللينة ومتطلباتها المادية توقا إلى الانعتاق والتماهي مع حقائق الكون الكلية وغاياته السامية « …لا تودع قلبك في مكان غير السماء، إذا أودعته عند مخلوق على الأرض طالته يد العباد وحرقته…والشيخ موسى لم يرهن قلبه قط. لم يتزوج ولم يلد ولم يرب قطعان الأغنام والإبل. ربما كان هذا سبب تحرره من الهم»[24] إنه التوق إلى الأبدية والتحرر من أسر الجسد الخانق.
وتتعدد الدلالات المنطوية خلف أسطورة الفردوس المفقود «فالصحراوي التائه، الخائف، العطشان، الذي قاده سراب ذلك كله إلى الضياع، وفقدان الذاكرة في الاهتداء إلى الطريق الصحيح للعودة، لم يجد بدا من ممارسة طقوس النجاة التي تقوده إلى واو الحلم التي يعتبرها عالما ما ورائيا أسطوريا في أوليته ونهايته. عله بذلك يهرب من جحيم الصحراء إلى نعيم مأمول يرتاده في لحظات قصيرة…»[25] إنه الهروب من قسوة الواقع إلى نعيم الحلم، والتعلق بالأمل الوردي في جحيم الحر والجدب والظمأ.
–الملمح الأسطوري لمكونات الفضاء الصحراوي:
أ-النبات: تسيطر البنية الأسطورية على النسيج السردي عند إبراهيم الكوني وتنسحب على جميع مكوناته. فالصحراء بخصائصها الجغرافية والأريكولوجية المتميزة والمتفردة تبدو كأسطورة ناطقة، فإذا كل ما فيها من رمال وواحات وعيون وأضواء ورياح ونباتات وحيوانات، ومعارف وطقوس ورسومات على الجبال وجدران الكهوف وطقوس وعادات، يتفرد بسمات خاصة تطبعه بالغموض والغرابة. من هنا انسحب البعد الأسطوري على كل مكونات هذا الفضاء.
اهتم الكوني بنباتات الصحراء فوصفها وبحث في منافعها وخصائصها، ومن أكثرها ورودا في أعماله نبات الرتم « الرتم كائن أبدي لا تذبل في الصيف، لا تتأثر بالجدب، لا تعترف بالجفاف ولا تموت أبدا إلا إذا اجتثتها يد آثمة…فالألسن لا تتوقف عن التغني بخصال الرتم»[26] فهو لا يكتفي بوصف الرتم وإنما يعتبره كائن أبدي ويصفه بالخلود، ويجرّم من يقطعه.
وتتأكد أسطورية هذا النبات وقدسيته في موضع آخر من الرواية نفسها، حيث يروي أسطورة تاريخية عن ميلاد الرتم: « فيردد الرعيان أمر السلطان بطرده من البستان فأخفى “كسمبي” تحت لسانه ولفظها من فمه ما إن نزل الصحراء، فنبتت الشجرة، وصارت النبتة الوحيدة المستعارة من بساتين الواحة الضائعة»[27] فشجرة الرتم هي الوحيدة من نباتات الصحراء التي أصلها من الفردوس المفقود، فقد جلب بذرتها الجد الأول من الجنة الضائعة عند طرده منها، وهذا يدل على قداستها وطهرها. يقول: « فإذا نزل واديا أزهر فيه الرتم أناخ جمله وركع أمام شجرة الفردوس…»[28] والرتم أيضا يحوي خصائص استشفائية، كما هو الحال مع جميع النباتات التي تتسم بالعجائبية في الثقافات الشعبية، نجد هذه الخاصية في رواية “التبر” فأوخيد عندما تعرض للأهوال في رحلته في الصحراء بحثا عن العلاج لمهريه وواجه خطر العطش: « انهار تحت الرتمة. حشا فمه بفروعها، وشرع يمضغها، ويمتص الرحيق. المرارة. ما أمرّ الرتم. استمر يلوك، غمره خذر، تبلدت أحاسيسه. آه. هذا مفعول الرثم، خذر الرتم. نهض بحرية، أحس بخفة وحيوية.»[29] في المقطع يظهر مفعول الرتم أقرب إلى مفعول السحر، فهو قد منح البطل الشفاء والقوة والنشاط، وعوضه عن الدواء والطعام والماء. وهنا يبرز البعد الطوطمي، فالطوطم، سواء أكان حيوانا أم نباتا يدافع عن صاحبه ويلعب دور المنقذ.
وفي الرواية نفسها يورد نبات آخر تحوطه هالة من العجائبية هو نبات آسيار، ويشير الكوني في الهامش إلى أنه بقايا السلفيوم، وهو نبات أسطوري يعطي طاقة هائلة، انقرض من ليبيا في القرن الثالث قبل الميلاد، ويجمع المؤرخون القدماء أنه كان دواء سحريا لكل الأمراض المعروفة في العالم القديم.[30] فعندما أصيب “الأبلق” بالجرب وعجز “أوخيد” عن إيجاد العلاج المناسب له، أخبره “الشيخ موسى” أن شفاءه في هذا النبات، مع أنه له أعراض جانبية وخيمة، فهو يصيب بالجنون: « آسيار في القبيلة مرادف للجن والجنون، من ذاقه جنّ سواء أكان ذلك حيوانا أم إنسانا.»[31]، لكن مع اشتداد المرض على “الأبلق” لم يجد “أوخيد” حلا إلا أن يطعمه هذا النبات، وخرج إلى الصحراء للبحث عنه حتى وجده: « مع الأصيل عثر على حقل كامل، ارتفعت النبتة الخرافية مسافة ذراع عن الأرض. أوراقها خضراء داكنة، تدلت فروعها. عادت إلى الأرض وتخلت عن الساق الرقيقة الساحرة. في قمة الساق تكشفت زهرة صفراء، وفاحت بشذى غامض. زهرة الجن!»[32]
ومن النباتات الصحراوية الأخرى التي شحنها الكوني في رواياته بنفحات أسطورية، ثمرة الترفاس، أو الكمأ، وهو نوع من الفطريات التي تنمو في باطن التربة الصحراوية، لها شكل مميز ونكهة ومذاق لذيذين، يقول عنها :« فما إن ذاقها ابن الروم حتى طار عقله وردد في خشوع ” هذه نبتة أسطورية” ثم وقف ورقص على رجل واحدة، ثم رفع يديه إلى السماء وقرأ من الأوذيسة، كأنه يبتهل إلى الله: “كل من ذهب إلى ليبيا، وذاق طعم “اللوتس” ينسى أهله ووطنه ويقيم هناك إلى الأبد»[33]؛ لذلك فإن الحصول على هذه الثمرة في الصحراء أشبه بالحصول على كنز «وما هو الكنز إن لم يكن ترفاسا؟ ثمرة تسقط من السماء. يجود بها العدم. تتشقق عنها الأرض. شذى ينطلق تائها في المطلق، تذروه الرياح وتعيده إلى الأرض. تلتحم البروق وتتزاوج بالرعود فتولد الثمرة السحرية من قلب الفناء.»[34]
ب-الحيوان: تحضر الحيوانات الصحراوية بقوة في روايات الكوني، فهي تشكل عنصرا مركزيا في سيرورة السرد وتشكيل الأحداث، كما هو الحال في رواية “التبر” حيث يتقاسم المهري “الأبلق” البطولة مع صاحبه “أوخيد” ويلعب وجوده دورا محوريا في سيرورة الأحداث. وكما فعل مع كل مكونات الفضاء الصحراوي من أحياء وجماد، يضفي الكوني المسحة الأسطورية على جل الحيوانات المذكورة في رواياته صابغا وجودها بنزعة طوطمية جلية.
من أهمها هذه الحيوانات الودان، الذي يعتبر أقدم حيوان في الصحراء الكبرى، وهو تيس جبلي انقرض في أوروبا في القرن السابع عشر الميلادي، وقد اتصف في أعمال الكوني بالقداسة والمهابة، وهو روح الجبل كما جاء في الأسطورة الطارقية التي رواها والد “أسوف” في رواية “نزيف الحجر” :« انتظر حتى هل القمر، وحكى له كيف أن الودّان هو روح الجبل، كانت الصحراء الجبلية في قديم الزمان في حرب أبدية مع الصحراء الرملية…فتحايل الرمل ودخل في روح الغزلان، وتحايلت الجبال من جهتها ودخلت في الودّان. منذ ذلك اليوم أصبح الودّان مسكونا بروح الجبال»[35]« الودان لا يعيش إلا في رؤوس الجبال، أوعر الجبال»[36] « إنه ليس شاة أرضية إنه شاة سماوية، ملاك سماوي، رسول…»[37]، ويصوره أيضا في صورة الجد، ويلعب دوما دور المنقذ والمخلص. حيث يتكرر هذا الدور في روايتي المجوس”، و”نزيف الحجر”، حيث أنقذ “أسوف” من السقوط في الهاوية. وفي المجوس ينقذ “أوداد” لما تعرض للسقوط من الجبل: «لم يجد ما يتعلق به كسر طرف الجلمود نتوء النجاة وتركه معلقا بين السماء والأرض، خيل إليه أنه غفى لكنه استيقظ، فجأة سمع همهمة، رفع رأسه فالتقت نظرته بالضيف المهيب…»[38]. وفي رواية “بر الخيتعور” حينما ينزل “إيمري” إلى المراعي بحثا عن إبل شاردة، ويقرر الصيد يختار الودان رغم تعدد الطرائد: « لأنه طريدة تحمل في جسمها لحما، هو دواء ولذة وتميمة، لذة المذاق، وترياق الأوجاع، وتميمة لتحريم أقره الأسلاف الذين عرفوا في الودان سلالة الجد»[39]
كما تضمنت أحداث رواياته حيوانات أخرى متعددة كالغزال والضب والأرنب البري والثعبان والحية، جاءت كلها متلبسة بالمسوح الأسطورية والنزعة الطوطمية. لكن الكوني عندما وظف الطوطمية في رواياته لم يكن هدفه الطوطم كعقيدة وطقوس، وإنما كان الطوطم هدف في حد ذاته؛ أي الحيوان بما يحمله من أبعاد ورموز في الفضاء الصحراوي.[40] فالكوني كان همه إخراج الموروث الثقافي الصحراوي إلى دائرة الضوء، واستثماره إبداعيا، وليس العقيدة الطوطمية في حدّ ذاتها.
الخاتمة:
-نسج إبراهيم الكوني مخياله الروائي من مكونات الفضاء الصحراوي ولم يخرج عنه في كل أعماله، إلا أن ذلك كان نقطة قوة له، إذ رغم وحدة الفضاء إلا أنه يأتي مختلفا في كل عمل، فقد استطاع بموهبته الفذة أن يغني هذا الفضاء المقفر المجدب، ويجعله نبعا يتدفق بالإيحاءات والرموز.
-استنطق الموروث الأسطوري والثقافة العجائبية للشعب الطارقي استنطاقا مثمرا، ووظف كنوزها توظيفا إبداعيا فائق الروعة، أنطق سكون الصحراء، وبعث في فناءها حياة حارة متوثبة بمباهج الحكايا.
-تمكن من تشكيل التراث الأسطوري وفق مجريات الحكاية التي ينبني عليها خطابه الروائي، بحيث يشعر المتلقي بأنها جزء أصيل منه وليست مقحمة أو مفروضة عليه.
-إن مشروع الكوني الروائي وقفة نوعية صارمة في وجه العولمة، وتأكيدا على غنى وأصالة الهوية العربية والأمازيغية بصفة عامة، والطارقية بصفة خاصة.
قائمة المصادر والمراجع:
المصادر:
-إبراهيم الكوني: صحرائي الكبرى، المؤسسة العربية للنشر والتوزيع، بيروت: 1998.
-إبراهيم الكوني: الخروج الأول إلى وطن الرؤى السماوية، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت: 1992.
-إبراهيم الكوني: التبر، ط3، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت: 1992.
-إبراهيم الكوني: المجوس، ط2، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت: 1992.
-إبراهيم الكوني: فتنة الزؤان، ط1، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت: 1995.
-إبراهيم الكوني: أخبار الطوفان الثاني، ط2، دار الطاسيلي للنشر والإعلام، ليبيا، دار التنوير المغرب: 1991.
-إبراهيم الكوني: بر الخيتعور، ط3، دار الكتاب الوطني، بنغازي-ليبيا: 2007.
-إبراهيم الكوني نزيف الحجر، ط3، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت: 1992.
المراجع العربية:
-أمينة برانين: فضاء الصحراء في الرواية العربية-المجوس لإبراهيم الكوني أنموذجا- ط1، دار غيداء للنشر والتوزيع، عمان-الأردن: 2011.
-حميد لحمداني: بنية النص الروائي-من منظور النقد الأدبي-ط1، المركز الثقافي العربي، بيروت: 1991.
-سعيد بن كراد: السرد الروائي وتجربة المعنى، ط1، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء: 2008.
-سمر روحي فيصل: بناء الرواية العربية السورية، اتحاد الكتاب العرب، دمشق: 1995.
-عبد المالك مرتاض: نظرية الرواية-بحث في تقنيات السرد-ط1، ضمن سلسلة عالم المعرفة، ينشرها المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب، الكويت: 1998.
-فيصل دراج: نظرية الرواية والرواية العربية، ط2، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء: 2002.
-ياسين النصير: الرواية والمكان، دط، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد: 1986.
المراجع المترجمة:
غاستون باشلار: جماليات المكان، ترجمة غالب هلسا، ط3، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت: 1987.
-ميشال بوتور: بحوث في الرواية الجديدة، ترجمة: فريد أنطونيوس، ط3، منشورات عويدات، بيروت: 1986.
-المقالات:
-جنات زراد: تجليات الفضاء الصحراوي في الرواية العربية، مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية، المجلد 10، العدد 13، سنة: 2017، جامعة تبسة-الجزائر.
-شريف بموسى وأمل رشيد: الطوطمية في روايات إبراهيم الكوني: حيوان الودان أنموذجان مججلة مقاليد، العدد 9، ديسمبر2015، جامعة ورقلة-الجزائر.
-يوري لوتمان: المكان والدلالة، ترجمة سيزا قاسم، مجلة البلاغة المقارنة “ألف”، العدد 6، سنة 1986، القاهرة.
-المواقع الإلكترونية:
-إبراهيم الكوني: مشكلة الأدب العربي هو الهوس بالبعدين السياسي والإيديولوجي، صحيفة العرب: alarab.co.uk تاريخ النشر: 04-12-2020.
-محمد الصباغ: فساد الأمكنة: مفردات المكان والفساد والموت، رواية لصبري موسى، الحوار المتمدن، تاريخ النشر: 15-06-2018: alhewar.org
-مصطفى سليم: إبراهيم الكوني وريث الصحراء يروي أساطير الأمازيغ باللغة العربية ولغات العالم: : raseef22.net تاريخ النشر: 22ديسمبر 2017.
[1] – عبد المالك مرتاض: نظرية الرواية-بحث في تقنيات السرد- ضمن سلسلة عالم المعرفة التي ينشرها: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت: 1998، ص 121.
[2] – يوري لوتمان: المكان ودلالته، ترجمة سيزا قاسم، مجلة البلاغة المقارنة “ألف” العدد 6 سنة 1986، القاهرة.
[3] – حميد لحمداني: بنية النص السردي-من منظور النقد الأدبي- ط1، المركز الثقافي العربي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت: 1991، ص62.
[4] – ميشال بوتور: بحوث في الرواية الجديدة، منشورات عويدات، ط3، بيروت: 1986، ص 112.
[5] – ينظر: سمر روحي فيصل: بناء الرواية العربية السورية، اتحاد الكتاب العرب، دمشق: 1995، ص 256.
[6] – غاستون باشلار: جماليات المكان، ترجمة: غالب هلسا، ط3، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت: 1987، ص 5-6.
[7] – ياسين النصير: الرواية والمكان، دط، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد: 1986، ص118.
[8] -فيصل دراج: نظرية الرواية والرواية العربية، ط2، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء: 2002، ص 39.
[9] – المرجع السابق: ص160.
[10] – المرجع نفسه: 161.
[11] – جنات زراد: تجليات الفضاء الصحراوي في الرواية العربية، مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية، الجلد 10، العدد 13: 2017، جامعة تبسة- الجزائر.
[12] -محمد الصباغ: فساد الأمكنة: مفردات المكان والفساد والموت رواية لصبري موسى، الحوار المتمدن، تاريخ النشر: 15-06-2018 alhewar.or
[13] – ينظر: مصطفى سليم: إبراهيم الكوني وريث الصحراء يروي أساطير الأمازيغ باللغة العربية ولغات العالم: raseef22.net تاريخ النشر: 22ديسمبر 2017.
[14] -ينظر: إبراهيم الكوني: مشكلة الأدب العربي الحداثي هو الولوع بالبعدين السياسي والإيديولوجي، صحيفة العرب : alarab.co.uk تاريخ النشر: 04-12-2020.
[15] – النصير: الرواية والمكان: ص121.
[16] – سعيد بن كراد: السرد الروائي وتجربة المعنى، ط1، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء: 2008، ص10.
[17] -إبراهيم الكوني: التبر، ط3، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت: 1992، ص117.
[18] – إبراهيم الكوني: صحرائي الكبرى، المؤسسة العربية للنشر بيروت: 1998، ص122.
[19] – إبراهيم الكوني: الخروج الأول إلى وطن الرؤى السماوية، ط1، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت: 1992، ص3.
[20] – إبراهيم الكوني: المجوس-الجزء الأول- ص188
[21] – المصدر نفسه: ص188.
[22] . المصدر السابق: ص206.
[23] – المصدر نفسه: 444.
[24] – إبراهيم الكوني: التبر، ص157.
[25] -أمينة برانين: فضاء الصحراء في الرواية العربية -المجوس لإبراهيم الكوني أنموذجا- ص78.
[26] -إبراهيم الكوني: فتنة الزؤان، ط1، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت: 1995، ص27.
[27] -المصدر نفسه: ص85-86.
[28] -إبراهيم الكوني: المجوس – الجزء الثاني- ص51.
[29] – إبراهيم الكوني: التبر: ص45.
[30] -إبراهيم الكوني: التبر: ص20..
[31] -المصدر نفسه: التبر: 21.
[32] -المصدر نفسه: ص29.
[33] -إبراهيم الكوني: أخبار الطوفان الثاني، ط2، دار الطاسيلي للنشر والإعلام، ليبيا، ودار التنوير، المغرب: 1991: ص52.
[34] -المصدر السابق: ص128.
[35] -إبراهيم الكوني: نزيف الحجر، ص26.
[36] -المصدر نفسه: ص42.
[37] -إبراهيم الكوني: التبر: ص152.
[38] -إبراهيم الكوني: المجوس2، ص215.
[39] – إبراهيم الكوني: بر الخيتعور، ط3، دار الكتاب الوطني، بنغازي-ليبيا: 2007، ص115.
[40] -ينظر: شريف بموسى عبد القادر وأمل رشيد: الطوطمية في روايات إبراهيم الكوني: حيوان الودان أنموذجا، مجلة مقاليد، العدد 9، ديسمبر 2015، جامعة ورقلة، الجزائر.