العوامل المؤثرة على خصوبة المرأة باستعمال الانحدار اللوجستي
The factors influencing female fertility by the logistic regression model
د. بلعروسي شريفةsد. راشدي خضرة /جامعة وهران 2، الجزائر
Dr. BELAROUSSI CHERIFA s Dr. RACHEDI KHADRA/University Of Oran 2, Algeria
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 71 الصفحة 95.
ملخص :
تتمحور هذه الورقة حول كيفية التعامل مع البرامج المتاحة لدى الباحث وطرق استعمالها بما تتيحه من نماذج إحصائية التي تختصر الكثير من الجهد الفكري عند حساب مختلف المعدلات والمؤشرات عند تحليل نتائج الدراسات الميدانية.
كما تسعى إلى تكييف بيانات الدراسات الميدانية بطريقة تخدم البحث العلمي ولا تكلف الباحث الكثير من الجهد كأن يعيد بحثا ميدانيا بسبب عدم توافق نوع البيانات مع أهداف الدراسة وهذا مشكل يقع فيه العديد من الباحثين المبتدئين.
الكلمات المفتاحية: الانحدار اللوجستي- العوامل المؤثرة- البيانات الكمية-البيانات الكيفية- المتغير التابع-المتغيرات المستقلة (المفسرة).
Abstract:
This paper is focussing on two crucial points : Firstly, it is considered as a training for researchers on softwares available and ways to use them. The statistic models provided by these softwares save a lot of mental effort needed to calculate different rates and indicators when analyzing field studies ‘results.
Secondly, it is trying to adapt field studies ‘data in ways to serve research and researchers by avoiding them to redo a field study because of an inconsistency between its data and objectives.
key words: logistic regression-factors influencing-quantitative data–qualitative data-dependent variable -independent variables.
تمهيد:يعمل هذا المقال على إبراز أهمية الاعتماد على بعض النماذج الإحصائية المتعددة التي توفرها مختلف البرامج من أجل تحليل المعطيات أو نتائج الدراسات الميدانية المقدمة من طرف الباحثين الأكاديميين، من بين هذه البرامج برنامج الحزم الإحصائية (SPSS)الذي يُعتمد عليه في مجال الدراسات الطبية والاقتصادية والعلوم الاجتماعية خاصة.
الانحدار اللوجستي أحد هذه النماذج الإحصائية، يسهل هذا النموذج عملية تحليل بيانات الدراسات التي تعتمد خاصة على متغيرات نوعية (اسمية أو رتبية) بدل الكمية وهو حال الكثير من دراسات العلوم الاجتماعية، إذ يعمل الانحدار اللوجستي على شرح العلاقة بين المتغير التابع المراد تفسيره بالمتغيرات المستقلة أو المفسرة، فإذا كان المتغير التابع يتكون من فئتين فقط أو من احتمالين اثنين وهما احتمال وقوع الحدث من عدمه، فإن الانحدار اللوجستي الثنائي يكون الأنسب لهذه الحالة، أما إذا كان المتغير التابع يضم ثلاث فئات أو أكثر فإن الانحدار اللوجستي متعدد الاستجابة يكون الأنسب، وهو حال الدراسة الحالية.
1.تعريف الانحدار اللوجستي متعدد الاستجابة:
“يعرف نموذج الانحدار اللوجستي على انه احد نماذج الانحدار التي تكون فيها العلاقة بين المتغير المعتمد (التابع) والمتغيرات التوضيحية (المستقلة) لا تشترط الخطية و لا التوزيع الطبيعي، و غالبا ما تأخذ دالة الاستجابة للنموذج الشكل S ، كما يتميز النموذج اللوجستي بكونه أكثر مرونة من نماذج الانحدار التقليدية، فمن خلاله نستطيع مباشرة تقدير احتمال حدوث حدث ما، فضلا عن سهولة تحويله إلى الشكل الخطي باستخدام ما يعرف بتحويل اللوجت Logit transformation, فيما يخص تفسير معامل(معاملات) نموذج الانحدار اللوجستي فهو مختلف تماما عن تفسير معالم نموذج الانحدار الخطي، إذ يمثل مقدار التغيير الحادث في لوغاريتم الرجحان(نسبة الرجحان) لحدوث حدث نتيجة لتغيير وحدة واحدة من المتغير المستقل مع ثبوث المتغيرات المستقلة الأخرى[1]
بمعنى أوضح يستخدم الانحدار اللوجستي متعدد الاستجابة للتنبؤ أو لاحتمال عضوية عنصر معين إلى مجموعة معينة بالاستناد إلى عدد من المتغيرات المستقلة.
الانحدار اللوجستي متعدد الاستجابة هو امتداد بسيط للانحدار اللوجستي الثنائي، حيث يكون المتغير التابع يتكون من ثلاث فئات أو أكثر.
يتميز الانحدار اللوجستي متعدد الاستجابة بكونه يعتمد على متغير تابع من ثلاث فئات أو أكثر كما سبق الذكر مضافة إليه كل الخصائص السابقة التي تميز الانحدار اللوجستي.
أما بالنسبة للنموذج الرياضي فيكتب على النحو الآتي:
حيث: y هو المتغير التابع ، x1 ، x2 …………. Xk المتغيرات المستقلة و عددها k
ß₁ ،ß₂،…………….. ß k معاملات النموذج
ثابت النموذج.
لأن الغرض هذا المقال هو إطلاع الباحثين في مختلف التخصصات والعلوم الاجتماعية بشكل خاص، على إحدى النماذج الإحصائية التي تلائم دراساتهم الطبية والاقتصادية والاجتماعية بغرض التعمق في شرح الأرقام والكميات بصفة نوعية وكيفية للتوصل إلى قرارات لفهم الوضع أكثر من أجل سهولة الاستشراف.
و الجدير بالذكر هو أن هذا النوع من النماذج يخدم الدراسات الاجتماعية بشكل أكبر بحكم اعتمادها (الدراسات الاجتماعية) على البيانات النوعية أكثر من غيرها.
وبتعدد تلك النماذج فقد تم اختيار الانحدار اللوجستي متعدد الاستجابة من أجل ذلك تم تحويل بعض المتغيرات الكمية إلى متغيرات نوعية لتوفي بالغرض ألا وهي بيانات الدراسة الميدانية المقدمة نتائجها في مقال سابق[2].
2.إنشاء متغيرات جديدة:
قبل استعراض دراسة وصفية لعلاقة الخصوبة ببعض المتغيرات السوسيو-اقتصادية المؤثرة فيها تم إنشاء متغير جديد يعبر عن مستوى الخصوبة انطلاقا من عدد الأطفال الذي يمثل متغير كمي، عُبر عن هذا المتغير بمستوى الخصوبة، وهو متغير كيفي بحيث تم تحديده بثلاث مستويات.
أ- مستوى الخصوبة:
1- مستوى منخفض يعبر عن عدد يقل عن 3 أطفال.
2- مستوى متوسط يعبر عن عدد يتأرجح بين 3 و 4 أطفال.
3- مستوى مرتفع أو عالي يعبر عن عدد يفوق أربعة أطفال.
و منه ستبحث الدراسة الوصفية العلاقة بين هذا المتغير التابع(مستوى الخصوبة) وباقي المتغيرات التي يبدو احتمال تأثيرها على مستوى الخصوبة ممكنا.
فيما يخص اختيار المتغيرات المستقلة أو العوامل المفسرة للخصوبة فقد ركز التحليل الوصفي للبيانات على العديد من المتغيرات التي وردت في استمارة التحقيق الميداني منها:
السن الحالي، المستوى التعليمي للمرأة، فائدة التباعد بين الولادات، استعمال موانع الحمل، المتابعة الطبية أثناء الحمل، الحالة المهنية للمرأة، تخصيص مبلغ مالي للعطل، الادخار، المستوى المعيشي للأسرة مقارنة بالدخل.
كما تم إنشاء متغير نوعي آخر المعبر عنه بالمستوى المعيشي للأسرة انطلاقا من عملية جمع متوسط دخل كل من دخل الزوج والزوجة وهو متغير كمي وقُسِم إلى ثلاث مستويات.
ب- مستوى الدخل:
1- مستوى معيشي ضعيف يعبر عن الدخل الأقل من 40 ألف دينار جزائري.
2- مستوى معيشي متوسط يعبر عن الدخل من 40 ألف إلى أقل من 70 ألف دينار.
3- مستوى معيشي جيد يعبر عن الدخل البالغ 70 ألف دينار فأكثر.
تم تحديد هذه المستويات بالاعتماد على منشورات الديوان الوطني للإحصائيات[3] حيث حدد متوسط صافي الدخل كل القطاعات مجتمعة بـ 39900 دينار، وعليه اعتبر الأجر الذي يقل عن هذا المتوسط بأنه يعبر عن مستوى ضعيف للدخل، وباستشارة بعض الأساتذة واستنباطا من أرض الواقع تم اعتبار الأجر المحصور بين 40 ألف دينار و 70 ألف دينار يمثل المستوى المتوسط بينما الأجور التي تصل إلى 70 ألف أو تزيد عن ذلك تعبر عن المستوى العالي أو الدخل المرتفع.
تم أيضا إنشاء متغير نوعي ثالث أو بالأحرى فقد تم تحويل متغير السن من كمي إلى نوعي وذلك بجمع الفئات العمرية بحسب ما تقتضيه الدراسة الحالية و صنفت على النحو الآتي:
*فئة أقل من عشرين سنة بحكم أن السن القانونية للزواج في الجزائر حددت بـ 19 سنة من جهة وكون الخصوبة تتم في إطار الزواج حسب القانون والدين في الجزائر من جهة أخرى.
* فئة 20-34 سنة هي الفئة العمرية الأكثر إخصابا من حياة المرأة، كما أن المرأة خلال هذه الفترة قل ما تتعرض لمشاكل الحمل والولادة.
* فئة 35 فأكثر وهي الفترة التي تعرف فيها خصوبة المرأة تراجعا في شدتها وقد لا تقل المشاكل الصحية للمرأة في هذه السن عن تلك التي تواجهها تلك التي تنجب في سن مبكرة.
هذه بعض الأسباب التي قادت إلى هذا التقسيم للفئات العمرية الخاصة بنساء العينة.
متغير المستوى التعليمي كان منذ البداية متغير رتبي لكن أعيدت صياغة فئاته إلى:
*دون المتوسط لأن صاحبات مستوى الابتدائي لا يتفوقن عن مجموعة النساء بدون تعليم، فأغلبية النساء بمستوى تعليم ابتدائي لا يقدرن على قراءة أو تكوين جملة لذا تم تصنيفهن في فئة واحدة لاختصار عدد الفئات الذي يساعد بدوره في وضوح نتائج الدراسة.
*المتوسط والثانوي خلال هذه المرحلة تصبح المرأة قادرة على القراءة والكتابة وحتى على فهم وتكوين جمل.
*الجامعي بخروج المرأة من مرحلة التربية والتعليم ودخولها مرحلة التعليم العالي والبحث العلمي يستوجب تصنيف ذوات هذا المستوى على حدا.
تلك هي المتغيرات المستحدثة في هذه الدراسة وقد تم شرح الأسس المعتمدة في استحداثها.
ملاحظة: لأن الدراسة المقدمة في العدد 46 لمجلة جيل البحث المعنونة التنمية الاقتصادية في الجزائر ودورها في خلق سلوك إنجابي جديد دراسة ديمغرافية، كانت المتغيرات المتحصل عليها من الميدان كمية أكثر منها متغيرات كيفية لذلك تم اللجوء إلى تحويل بعض متغيرات الدراسة من كمية إلى كيفية حسب ما تتطلبه الحاجة لسببين اثنين:
أولهما يتمثل في التعريف بهذا النموذج واقتراحه للباحثين خاصة الطلبة منهم حتى يعتمدوا عليه في تحليل نتائج دراساتهم الميدانية لاسيما في ميدان العلوم الاجتماعية والاقتصادية وحتى الطبية، لأن هذا النوع من الدراسات يعتمد على أسئلة مباشرة تكون الإجابة عنها بنعم أو لا، وأسئلة مفتوحة ذات اقتراحات متعددة أو سلمية كدراسة مدى رضا المواطن عن خدمة ما تم تقديمها سواءً كانت منتجات استهلاكية أو خدمات صحية أو غير ذلك، وكذا الدراسات الاجتماعية تعتمد بشكل كبير على المتغيرات الكيفية مما يجعل الاعتماد على الارتباط الخطي ودراسة العلاقة الخطية بين المتغيرات أمرا مستبعدا في العديد من هذه الدراسات وقد تكون هذه الدراسة بداية لدراسة أخرى تشرح للباحث طرق تحويل بيانات كمية إلى بيانات كيفية دون أن تفقد نتائج البحث الميداني من مصداقيتها شيء وكذا استعمال العديد من النماذج الإحصائية المتوفرة في نختلف البرامج.
أما السبب الثاني هو ادخار جهد إجراء بحث ميداني آخر لدراسات قادمة بسبب صعوبة البحوث الميدانية لما تستغرق من وقت طويل وتكاليف باهظة، كما أن التعريف بالانحدار اللوجستي لا يشترط القيام ببحث ميداني خصيصا بل يشترط وجود متغير تابع يتكون من فئتين أو أكثر ومتغيرات مفسرة كمية أو كيفية أو مزيجا منهما لمعرفة مدى تأثر المتغير التابع بالمتغيرات المستقلة، وهو ما قد تم توفيره.
3.تحليل نتائج الدراسة:
لمعرفة أهم محددات تراجع الخصوبة حسب بيانات الدراسة الميدانية تم الاعتماد على نموذج الانحدار اللوجستي متعدد الاستجابة الذي يعمل على إيجاد نموذج رياضي لمتغير تابع متكون من ثلاث فئات بدلالة المتغيرات المستقلة الثنائية أو المتعددة الصفات شرط أن تكون مستقلة فيما بينها أو ضعيفة الارتباط .
أ-الدراسة الوصفية للبيانات وفق المتغيرات الجديدة
جدول (1) توزيع العينة حسب مستوى الخصوبة و السن الحالية للمرأة
سن المرأة الحالي | مستوى الخصوبة(%) | المجموع | ||
منخفض | متوسط | مرتفع | ||
اقل من 20 سنة | 4.86 | 0.60 | 0.286 | 5.75 |
20-34 سنة | 28.86 | 3.14 | 0.286 | 32.29 |
35 سنة فأكثر | 18.57 | 35.43 | 8 | 62 |
المجموع | 52.29 | 39.14 | 8.57 | 100 |
المصدر: نتائج البحث الميداني |
دائما وكما هو متعارف في العديد من المجتمعات العربية بما فيها المجتمع الجزائري فان سن المرأة له أثر على مستوى خصوبتها فكلما زاد سن المرأة (خلال فترة سن الإنجاب) زاد عدد أطفالها، نفس الحالة عرفها مستوى الخصوبة لدى نساء العينة فالعلاقة بين السن الحالية لنساء العينة تبدو ذات دلالة إحصائية عالية، إذا كلما تم الانتقال من فئة عمرية إلى فئة أكبر منها رافقه انتقال من مستوى للخصوبة إلى مستوى أعلى منه.
جدول(2) توزيع العينة حسب مستوى الخصوبة والمستوى التعليمي للمرأة
المستوى التعليمي | مستوى الخصوبة(%) | المجموع | ||
منخفض | متوسط | مرتفع | ||
دون المتوسط | 4.57 | 10.28 | 4.29 | 19.14 |
متوسط/ ثانوي | 22.29 | 20.86 | 4 | 47.15 |
جامعي | 25.43 | 8 | 0.28 | 33.68 |
المجموع | 52.29 | 39.14 | 8.57 | 100 |
المصدر: نتائج البحث الميداني |
المستوى التعليمي للمرأة عامل مهم في توجيه مستوى خصوبتها فحسب الجدول أعلاه يتضح جليا أن الخصوبة المرتفعة التي بلغت بين نساء العينة 8.57 % استحوذت عليها صاحبات الثانوي فأقل، في حين نجد نسبة الجامعيات بخصوبة مرتفعة لا تكاد تذكر(0.28%)، في المقابل بلغت نسبة من يتميزن بخصوبة منخفضة 25.43% أي ما يقارب نصف نسبة المستوى المنخفض تتميز به الجامعيات والنصف الثاني يتوزع على صاحبات مستوى تعليمي متوسط(ثانوي متوسط) بنسبة تفوق بقليل 22 % أما النسبة الضئيلة المتبقية (4.5%) تتميز بها صاحبات مستوى تعليمي منخفض (دون المتوسط).
جدول (3) توزيع العينة حسب مستوى الخصوبة و إدراك المرأة لفائدة تباعد الولادات
هل تدركين أن في تباعد الولادات فائدة لك و لطفلك؟ | مستوى الخصوبة(%) | المجموع | ||
منخفض | متوسط | مرتفع | ||
نعم | 45.43 | 34.27 | 4.86 | 84.56 |
لا | 6.86 | 4.87 | 3.71 | 15.44 |
المجموع | 52.29 | 39.14 | 8.57 | 100 |
المصدر: نتائج البحث الميداني |
ما يقارب 85 % من نساء العينة صرحن بأنهن يدركن فائدة تباعد الولادات لصحة الأم والطفل، 46 % من هن مستوى خصوبتهن منخفض. قد يرجع ذلك إلى أن ما يفوق 80 % من النساء مستواهن فوق المتوسط مما يسمح لهن بالاطلاع على لعديد من الأمور التي تخص حياتهن الإنجابية.
جدول (4): توزيع العينة حسب مستوى الخصوبة واستعمال المرأة لموانع الحمل
هل استعملت أو تستعملين وسيلة لمنع الحمل | مستوى الخصوبة(%) | المجموع | ||
منخفض | متوسط | مرتفع | ||
نعم | 48.57 | 37.43 | 6 | 92 |
لا | 3.71 | 1.71 | 2.57 | 7.99 |
المجموع | 52.29 | 39.14 | 8.57 | 100 |
المصدر: نتائج البحث الميداني |
الاستعمال الواسع لموانع الحمل من طرف نساء عينة الدراسة يبدو غاية في الأهمية، فبقدر أهمية هذا الاستعمال يظهر أثره على مستوى الخصوبة إذ نجد أن نسبة 93.49 % من مجموع المستعملات يتميزن بخصوبة منخفضة ومتوسطة في المقابل نجد 6.5 % منهن يصنفن من ذوات الخصوبة المرتفعة، أما حسب مستوى الخصوبة فان 3.7 % لا يستعملن موانع الحمل ممن لديهن خصوبة منخفضة مقابل 48.57 % يستعملن موانع للحمل مما يؤكد مدى مساهمة موانع الحمل في تراجع خصوبة النساء، ويبقى المستوى المتوسط يتبع نفس التوزيع تقريبا أما عند المستوى المرتفع فان نسبة 8.57 % أو 32 % من ذوات المستوى المرتفع لا يستعملن مانعا للحمل.
جدول(5): توزيع العينة حسب مستوى الخصوبة و المتابعة الطبية للمرأة أثناء الحمل
تقومين بمتابعة طبية أثناء حملك | مستوى الخصوبة(%) | المجموع | ||
منخفض | متوسط | مرتفع | ||
نعم | 50.29 | 37.14 | 7.14 | 94.57 |
لا | 02 | 02 | 1.43 | 5.43 |
المجموع | 52.29 | 39.14 | 8.57 | 100 |
المصدر: نتائج البحث الميداني |
مع دخول القرن الحالي خصصت البرامج الوطنية الصحية حيزا كبيرا للعناية بالأمومة و الطفولة، و ذلك في إطار ما سمي بالصحة الإنجابية التي تضمن للمرأة مساعدة صحية واهتماما نفسيا في فترة الحمل و الولادة و الأمومة ،فحسب إحصائيات وزارة الصحة والسكان فإن أكثر من 90% من هذه المتابعة الصحية قبل الولادة تتم في المؤسسات الصحية العامة بفضل تعميم وإنشاء مراكز وعيادات في مختلف المناطق و تدعيمها بالهياكل الصحية والموارد البشرية المؤهلة التي تعنى بالحوامل والأطفال لتوفير المتابعة الطبية، العلاج، اللقاح و النصائح الطبية .
أما فيما يخص نساء عينة الدراسة الحالية ومن خلال النتائج المحصل عليها فإن ما يقارب 95 % من نساء العينة يقمن بمتابعة طبية أثناء حملهن وهذا أمر غاية في الأهمية لأن صحة المولود الجديد ينبع من صحة أمه أثناء حملها له فالعديد من الأمراض المعدية التي قد تصيب الجنين ناتجة عن الحالة الصحية المزرية لأمه، لذا نجد المتابعة الطبية للحوامل تلعب دورا هاما في التقليص من هذه الإصابات وتجنب الكثير منها بفضل التلقيح والمتابعة الطبية خاصة أثناء الولادة وخلال الساعات أو الأيام الأولى بعدها.
جدول (6): توزيع العينة حسب مستوى الخصوبة والحالة المهنية للمرأة
هل تمارسين نشاط | مستوى الخصوبة(%) | المجموع | ||
منخفض | متوسط | مرتفع | ||
نعم | 23.14 | 10 | 0 | 33.14 |
لا | 29.14 | 29.14 | 8.57 | 66.86 |
المجموع | 52.29 | 39.14 | 8.57 | 100 |
المصدر: نتائج البحث الميداني |
ولوج المرأة إلى سوق العمل فرضه كل من المستوى التعليمي العالي الذي تمكنت المرأة الجزائرية والوهرانية (الساكنة في مدينة وهران) على وجه الخصوص من تحقيقه بفعل العمل التنموي الذي تبنته الجزائر منذ استقلالها إلى اليوم من جهة وكذا زيادة متطلبات الحياة اليومية للمواطن، فكما سبق الذكر كل ما كان من قبل كماليا أصبح ضروريا في السنوات الأخيرة وكذا زيادة تكلفة تربية طفل حتى من قبل ولاته، إلى أن يكبر ويستقل عن والديه، بالإضافة إلى رغبة المرأة في كسب تلك الاستقلالية المادية عن الأب والأخ ثم عن الزوج بغض النظر عن تلك الأدوار المتعددة والثقيلة التي تلقى على عاتقها بعد الزواج فور اختيارها للعمل بدل المكوث في البيت.
هذه الأدوار المتعددة في حياة المرأة وما ينتج عنها من صعوبة القيام بها بمفردها جعلها تفكر في أن تمسك العصا من وسطها وذلك بتقليل عدد الأطفال الذين تنجبهم حتى تتمكن من تربيتهم من جهة والاهتمام ببيتها دون المساس بحقها في العمل أو الدراسة أو غيرها من الحقوق التي تبدو غاية في الأهمية بالنسبة لها وثانوية في نظر الأبناء أو الزوج.
فمن خلال نتائج الدراسة التي قمنا بها في مدينة وهران فإن من النساء العاملات يتميزن بخصوبة منخفضة والثلث الأخير يتميزن بخصوبة متوسطة ولا أثر للخصوبة المرتفعة لدى العاملات من نساء العينة، أما غير العاملات فإن منهن يتوزعن بالتساوي بين مستويين الخصوبة المنخفض والمتوسط في حين يتميز الثمن الأخير منهن بخصوبة عالية.
بالرغم من أن نسبة العاملات لا تمثل سوى ثلث العينة إلا أنها نسبة معتبرة مقارنة بمعدلات العمل النسوي في البلاد، أما عندما نتحدث عن مساهمة المرأة في مصاريف البيت حسب عينة الدراسة نجدهن جميعا يساهمن في مصاريف البيت باستثناء نسبة ضئيلة جدا تقدر بـ 1.7% من مجموع العاملات هن صاحبات المستوى المنخفض في حين نجد كل النساء من ذوات المستوى المتوسط يساهمن في مصاريف البيت، هذا ما قد يفسر لنا بان تكلفة تربية طفل قد زادت عما كانت عليه من قبل، ولا يعني هذا بان احتياجات الكبار لم تزد، فكما سبق الذكر بان العديد من الكماليات تحولت إلى ضروريات في الراهن.
من خلال نفس النتائج الدراسة تبدو العلاقة بين الخصوبة وعمل المرأة عكسية بمعنوية عالية، إذ نجد ما يقارب 70% من مجموع العاملات يتميزن بخصوبة منخفضة و 30% المتبقية خصوبتهن متوسطة في غياب وجود نساء عاملات بخصوبة مرتفعة. مما يثبت أن النساء الماكثات في البيت أكثر إنجابا من العاملات وهو ما أكدته العديد من الدراسات التي أجريت في المجال، من جهة أخرى فإن تحليل النتائج المحصل عليها تبرهن بان معنوية علاقة الخصوبة بالوضع المادي للأسرة عالية، فنستخلص أن المستوى المرتفع للخصوبة ينعدم عند العاملات ويمثل نسبة قليلة لدى الغير عاملات مقارنة بالمستوى المنخفض و المتوسط وهو ما قد يؤكد بأن الحالة المادية للأسرة تساهم بشكل ما في تحديد عدد الأطفال فيها، وأن العمل الذي قد يكون المصدر الوحيد لدخل الأسرة يكون احد أسباب انخفاض الخصوبة، بالإضافة إلى كون المرأة العاملة تقلل من عدد الأطفال الذين تنجبهم لتوفق بين تربيتهم والقيام بباقي الواجبات فإن المرأة العاملة كما هو الرجل تبحث عن مستوى ارقي للعيش بحكم طبيعة الإنسان الذي يرغب دائما في الارتقاء في مجتمعه.
ما يقارب نصف النساء العاملات ممن يساهمن بكل الأجر يتميزن بخصوبة منخفضة ومتوسطة، 64.20 % ممن خصوبتهن منخفضة تساهم بنصف الأجر أو اقل من ذلك، نسبة من تساهم بكل الأجر في المستوى المنخفض تقدر بــ 35.8 %،مقابل أكثر من 71% عند صاحبات المستوى المتوسط ومنه فان معنوية العلاقة جيدة جدا مما يفسر بان العدد الكبير أو المتوسط من الأطفال يكلف الأبوين أكثر وهو ما قد يجعل المرأة تبحث عن التباعد بين الولادات أو في بعض الأحيان تلجا إلى تحديد عدد أطفالها.
جدول (7): توزيع العينة حسب مستوى الخصوبة وتخصيص مبلغ مالي للعطل
هل تخصصون مبلغ مالي لقضاء العطل | مستوى الخصوبة(%) | المجموع | ||
منخفض | متوسط | مرتفع | ||
نعم | 14.57 | 9.71 | 2.29 | 26.57 |
لا | 37.71 | 29.43 | 6.29 | 73.43 |
المجموع | 52.29 | 39.14 | 8.57 | 100 |
المصدر: نتائج البحث الميداني |
العلاقة بين مستوى الخصوبة وتوفير مبلغ مالي لقضاء العطل في شكلها العام غير دالة إحصائيا sign=0.829 لكن عند تحليل كل مستوى على حدا نجد تقريبا ثلاث أرباع اسر العينة لا توفر مبلغا للعطل أما بالنسبة للأسر التي تهتم بتوفير مبلغا للعطل فان العلاقة عكسية بين مستوى الخصوبة فيها وقضاء العطل إذ نجد أن الأسر ذات الخصوبة المنخفضة تحض بفرصة التوفير لقضاء عطلة سبعة مرات أكثر من تلك الأسر التي تسود فيها الخصوبة المرتفعة.
قد لا يكون العدد الكبير من الأطفال السبب الوحيد في عدم تفكير أسر العينة في قضاء عطل، لأن العديد من الأسر الجزائرية تجعل من قضاء العطل أمرا ثانويا ولا يمكن اعتباره عاملا مهما في كسب الراحة العقلية والنفسية لأفراد الأسرة حتى يكونوا في قمة الراحة والاستعداد عند الدخول المدرسي أو الاجتماعي مما يساهم في بناء المجتمع بالاعتماد على أفراد يتميزون بقدرات إنتاجية عالية كل في ميدان تخصصه.
جدول (8): توزيع العينة حسب مستوى الخصوبة و الادخار
هل تدخرون لغير العطل | مستوى الخصوبة(%) | المجموع | ||
منخفض | متوسط | مرتفع | ||
نعم | 27.14 | 18.29 | 3.43 | 48.86 |
لا | 25.14 | 20.86 | 5.14 | 51.14 |
المجموع | 52.29 | 39.14 | 8.57 | 100 |
المصدر: نتائج البحث الميداني |
العلاقة بين مبادرة الأسر للادخار ومستوى الخصوبة غير دالة إحصائيا، أما إذا قارننا درجة الادخار من عدمه حسب مستوى الخصوبة نجد نسبة الأسر ذات الخصوبة المنخفضة التي تدخر أكثر من الأسر التي تدخر ومستوى خصوبتها متوسطة أو مرتفعة، حيث بلغت نسبة الأسر التي تدخر بمستوى خصوبة منخفض 55.55% من جملة من يدخر من الأسر.
أما الأسر الغير قادرة على الادخار فتتميز بخصوبة منخفضة ومتوسطة في غالبيتها، مرتفعة أكثر عند الأسر التي لا تدخر منها عند الأسر التي تدخر، باختصار أن نسب الأسر الغير مدخرة أقل من الأسر التي تدخر عند المستوى دون المتوسط وأكبر عند المستوى المنخفض من الخصوبة.
جدول (9): توزيع العينة حسب مستوى الخصوبة و المستوى المعيشي للأسرة
المستوى المعيشي للأسرة | مستوى الخصوبة(%) | المجموع | ||
منخفض | متوسط | مرتفع | ||
جيد | 11.71 | 9.71 | 2.29 | 23.71 |
متوسط | 25.14 | 17.43 | 2.86 | 45.43 |
ضعيف | 15.43 | 12 | 3.43 | 30.86 |
المجموع | 52.29 | 39.14 | 8.57 | 100 |
المصدر: نتائج البحث الميداني |
عند وصف توزيع أسر العينة حسب المستوى المعيشي الذي اعتمدنا في تصنيفه على مجموع متوسطات دخل كل من المرأة والرجل نجد نسبة معتبرة من الأسر تمتع بمستوى معيشي جيد حوالي 24 %، أما الأسر التي يكون مستواها المعيشي متوسط تبدو مهمة مقارنة مع المستويين الآخرين إلا أن الملفت للانتباه هو نسبة الأسر الفقيرة أو التي تعاني من مستوى معيشي ضعيف حوالي ثلث أسر العينة، لتبقى العلاقة بين المستويين المعيشي للأسرة والخصوبة معنوية إلى حد ما، فعند المستوى الجيد تحتل الأسر ذات الخصوبة المنخفضة نصف نسبة الأسر الغنية، إذ بلغت نسبة الأسر بمستوى خصوبة منخفضة ومستوى معيشي جيد أكثر من نسبة الأسر بخصوبة متوسطة من ذات المستوى المعيشي، وأكثر من خمس أضعاف الأسر ذات الخصوبة المرتفعة بنفس المستوى المعيشي.
4.تفسير نتائج الانحدار اللوجستي متعدد الاستجابة
التحليل اللوجستي الذي أجري لمحددات مستوى الخصوبة للتنبؤ بمدى تأثر هذا الأخير بتلك المحددات سمح باستغلال ما يفوق 75 % من حجم العينة وهي نسبة مقبولة تسمح بقبول نتائج التحليل.
جدول (10): نتائج الانحدار اللوجستي متعدد الاستجابة
Exp(B) | sign | ddl | Wald | ES | B | المتغيرات التفسيرية |
5.308 E-009 0.070 | 0.997 0.000 | 1 1 | 0.000 52.229 | 5719.549 0.331 | 19.054- 2.655- | سن المرأة(35 سنة فأكثر) اقل من 20 سنة بين 20 و 34 سنة |
3.715 2.382 | 0.000 0.000 | 1 1 | 6.365 5.366 | 0.520 0.375 | 1.312 0.868 | المستوى التعليمي (جامعي) دون المتوسط متوسط/ثانوي |
1.853 | 0.041 | 1 | 1.778 | 0.463 | 0.617 | فائدة تباعد الولادات(غير مفيدة) مفيدة |
2.041 | 0.037 | 1 | 1.302 | 0.625 | 0.713 | استعمال موانع الحمل(لا تستعمل) تستعمل |
0.739 | 0.043 | 1 | 0.307 | 0.547 | -0.303 | متابعة طبية أثناء الحمل(لا تجري) تجري فحوصات |
0.754 | 0.001 | 1 | 0.385 | 0.456 | -0.283 | العمل(عاطلة) عاملة |
0.854 | 0.829 | 1 | 0.370 | 0.257 | 0.157- | تخصيص مال للعطل( لا تخصص) تخصص |
0.812 | 0.358 | 1 | 0.846 | 0.226 | 0.208- | الادخار(لا تدخر) تدخر |
0.719 1.2687 | 0.042 0.039 | 1 1 | 2.830 3.083 | 0.276 0.296 | 0.330- 0.238 | المستوى المعيشي للأسرة(ضعيف) جيد متوسط |
0.252 | 0.100 | 1 | 1.834 | 1.015 | -1.378 | ثابت النموذج |
المصدر: نتائج البحث الميداني
أ- مقارنة مستوى الخصوبة المرتفع بالمنخفض
عند تحليل نتائج الانحدار اللوجستي المتحصل عليها بغرض المقارنة بين الخصوبة المتوسطة والمنخفضة كانت النتائج كالآتي:
بالنسبة لمتغير السن الحالي للمرأة فإن إمكانية وجود خصوبة متوسطة لدى النساء اللائي تقل أعمارهن عن 20 سنة تقل خمس مرات من النساء اللائي تفوق أعمارهن 35 سنة، أما إمكانية بلوغ المرأة مستوى الخصوبة المتوسطة في سن تتراوح بين 20 و34 سنة فتقل بـــ 0.070 مرة منه عند اللائي بلغن 35 سنة فأكثر وهو شيء منطقي لان الفترة الفاصلة بين 20 و 34 سنة هي الفترة التي تكون فيها المرأة قادرة على الإنجاب دون التعرض للعديد من مشاكل الحمل والولادة التي غالبا ما تحدث عند الإنجاب في سن أقل من 20 سنة أكبر من 35 سنة.
بالنسبة للمستوى التعليمي فإذا زاد درجة واحدة فإن نسبة الترجيح أو فرصة المرأة بمستوى تعليمي متوسط أو ثانوي بالتميز بخصوبة متوسطة تزيد بـ 2.382 مرة من فرصة الجامعيات، أما فرصة النساء بمستوى دون المتوسط أو نسبة الترجيح فتزيد بـ 3.715 مرة من الجامعيات مما يثبت دور المستوى التعليمي في تراجع الخصوبة.
المتابعة الطبية للمرأة أثناء الحمل والعمل يقللان من فرصة تميز المرأة بخصوبة متوسطة بدل المنخفضة.
بينما المستوى المعيشي الجيد للأسر يمنح المرأة إمكانية الخصوبة المتوسطة 0.719 مرة بدل المنخفضة على عكس المستوى المتوسط مقارنة بالضعيف فقد بلغ 1.268 مرة في المتوسط أكثر من المنخفض.
جدول (11): نتائج الانحدار اللوجستي متعدد الاستجابة
Exp(B) | sign | ddl | Wald | ES | B | المتغيرات التفسيرية |
7.233 E-009 0.075 | 0.312 . | 1 1 | . 9.779 | 0.000 0.830 | 18.745- 2.596- | سن المرأة (35 سنة فأكثر) أقل من 20 سنة بين 20 و 34 سنة |
6.731 3.013 | 0.000 0.000 | 1 1 | 27.223 16.525 | 0.365 0.271 | 1.907 1.103 | المستوى التعليمي (جامعي) دون المتوسط متوسط/ثانوي |
0.559 | 0.041 | 1 | 0.899 | 0.614 | -0.582 | فائدة تباعد الولادات(غير مفيدة) مفيدة |
0.361 | 0.037 | 1 | 2.089 | 0.704 | -1.018 | استعمال موانع الحمل(لاتستعمل) تستعمل |
0.876 | 0.043 | 1 | 0.026 | 0.817 | -0.132 | متابعة طبية أثناء الحمل( لا تجري) تجري فحوصات |
0.432 | 0.001 | 1 | 11.633 | 0.246 | -0.839 | العمل (عاطلة) عاملة |
1.170 | 0.541 | 1 | 0.370 | 0.257 | 0.157- | تخصيص مال للعطل (لا تخصص) تخصص |
0.485 | 0.205 | 1 | 1.609 | 0.570 | 0.723- | الادخار (لا تدخر) تدخر |
0.629 1.681 | 0.042 0.039 | 1 1 | 2.830 3.083 | 0.276 0.296 | 0.464 0.520- | المستوى المعيشي للأسرة (ضعيف) جيد متوسط |
0.2131 |
|
1 | 1.024 | 1.527 | -1.546 | ثابت النموذج |
المصدر: نتائج التحليل اللوجستي متعدد الاستجابة لبيانات البحث الميدان
ب- مقارنة مستوى الخصوبة المرتفع بالمنخفض
إذا كان عمر المرأة يقل عن 20 سنة مقارنة بمن بلغت 35 فأكثر فانه يقلل سبع مرات من تميز المرأة بالخصوبة المرتفعة بدل المنخفضة ،أما المستوى التعليمي دون المتوسط مقارنة بالجامعي فيضاعف سبع مرات(6.731) إمكانية تميز المرأة بخصوبة مرتفعة بدل المنخفضة و المستوى التعليمي المتوسط و الثانوي يزيد من احتمال الخصوبة المرتفعة بدل المنخفضة بـ 3.013 مرة مقارنة بالجامعي
المستوى المعيشي الجيد مقارنة بالضعيف يقلل من كون الأسرة تميل إلى الخصوبة المرتفعة بدل المنخفضة بـ 0.629.
فيما يزيد المستوى المعيشي المتوسط مقارنة بالضعيف من تميز الأسرة بخصوبة مرتفعة بدل المنخفضة بأكثر من مرة ونصف (1.681 مرة).
المتابعة الطبية تقلل من الخصوبة المرتفعة بدل المنخفضة حوالي مرة (0.876).
1- عمل المرأة يقلل من تميزها بخصوبة مرتفعة بدل المنخفضة إلى النصف (0.432 مرة)
2- الادخار لقضاء العطل يزيد من ميول الأسرة إلى الخصوبة المنخفضة بدل المرتفعة بـ1.170 مرة
3- إمكانية تميز الأسر بخصوبة مرتفعة بدل المنخفضة في المستوى المعيشي الجيد مقارنة بالضعيف تقل بـ 0.629 مرة.
إن سن المرأة و المستوى الدراسي ثم معرفة المرأة لفائدة التباعد بين الولادات وكذا استعمال موانع الحمل والمتابعة الطبية بالإضافة إلى المستوى المعيشي تسهم رفقة العديد من العوامل الأخرى بشكل ما في تميز الأسرة بخصوبة منخفضة وتقلل من ميول المرأة إلى مستوى متوسط أو مرتفع من الخصوبة.
ج- مناقشة النتائج على ضوء الفرضيات
الفرضية الجزئية الأولى القائمة على أنه هناك علاقة بين المستوى المعيشي للأسرة(الدخل) وتراجع الخصوبة(عدد الأطفال) فقد تم تأكيدها حيث بدت أفضلية تميز الأسرة بمستوى خصوبة منخفض يزيد كلما ارتفع مستواها المادي أو المعيشي.
الفرضية الجزئية الثانية: ارتفاع الوعي الصحي لدى المرأة ساهم بشكل ما في تراجع الخصوبة فالمتابعة الطبية واستعمال موانع الحمل بالإضافة إلى ارتفاع المستوى التعليمي ساهم بشكل فعال في تراجع خصوبة النساء حسب نتائج الدراسة.
الفرضية الجزئية الثالثة: التوجه الإنجابي الراهن والساري المفعول سببه ذلك التغيير في وضع المرأة الاجتماعي والاقتصادي المتمثل في ارتفاع مستواها التعليمي وولوجها لمجالات العمل والنشاط الاقتصادي، فمن خلال تحليل النتائج المتعلقة بتعليم المرأة وعملها من عدمه ووضعها المهني ثم المستوى المعيشي لأسرتها تم تأكيد مدى تأثير هذه العوامل في نشر أفكار جديدة، عملت على ظهور التوجه الإنجابي الراهن ومنه فقد تحققت هذه الفرضية .
النتائج المحصل عليها تأكد صدق الفرضية الرئيسية وتبرهن على أن انخفاض الخصوبة راجع بالدرجة الأولى إلى التنمية الاقتصادية التي انعكست على المجال الاجتماعي بفعل نشر العديد من المراكز الصحية والمؤسسات التعليمية عبر التراب الوطني الذي سهل من تقديم الخدمة للمواطن(المرأة) خاصة وأنها مجانية، أنتج امرأة واعية، مثقفة وعاملة مما ساهم بشكل فعال في تراجع خصوبتها.
كانت هذه الدراسة محاولة للتعريف بمدى العمل على تمكين المواطن من الحصول على حقوقه وما جاءت به مختلف الفترات التي مر بها نمو السكان وما مدى مساهمة التنمية الاقتصادية التي عرفتها الجزائر منذ الاستقلال في ذلك بالاعتماد على الأساليب الإحصائية المتوفرة في مختلف البرامج التي توفر على الباحث الكثير من الجهد وتمنحه إمكانية تحليل بيانات الدراسات الميدانية باحترافية عكس ما كانت عليه من قبل.
خلصت الدراسة إلى أن انتهاج البلاد لبرنامج وطني قصد التحكم في نمو السكان كان ضرورة ملحة تم العمل بها منذ 1983 وبفعلها تراجع معدل الخصوبة من 8 أطفال لكل امرأة إلى أقل من 3 أطفال لكل امرأة حاليا، فكان البرنامج المعتمد العامل البارز والمساهم في تراجع الخصوبة في الجزائر ظاهريا لكن العديد من العوامل الأخرى كان لها الأثر الأكبر في ذلك.
فالتنمية الاقتصادية التي تولدت عنها تنمية اجتماعية على العديد من الأصعدة كانت عاملا مهما في خلق ذلك السلوك الإنجابي الجديد داخل الأسر الجزائرية، وقد تم التأكد من ذلك بعد الدراسة الميدانية واستعمال التحليل اللوجستي في تفسير بياناتها.
قائمة المراجع:
- بهاء عبد الرزاق قاسم، تحليل اثر بعض المتغيرات في الإصابة بمرض اللثة باستخدام نموذج الانحدار اللوجستي، مجلة العلوم الاقتصادية، العدد 28، المجلد السابع2011
- بلعروسي شريفة، التنمية الاقتصادية في الجزائر و دورها في خلق سلوك انجابي جديد، مجلة جيل العلوم الإنسانية و الاجتماعية العدد 46 أكتوبر 2018
ONS. Résultats de l’enquête annuelle sur les salaire auprès des entreprises, 2016,nº795.3
[1] بهاء عبد الرزاق قاسم، مجلة العلوم الاقتصادية، العدد 28 سنة 2011،ص 143.
[2] بلعروسي شريفة، التنمية الاقتصادية في الجزائر ودورها في خلق سلوك إنجابي جديد، ص 87 .
[3] ONS, Résultats de l’enquête annuelle sur les salair,,nº795