
العوامل البيئية وعلاقتها بالإبداع الإداري :
دراسة ميدانية بشركة توزيع الكهرباء والغاز للوسط – البليدة – المدية
Environmental factors and their relation to administrative creativity
A practicing study in the company of distribution of electricity and gas to the center – Blida – Medea
د.نصر الدين بن عودة/جامعة حسيبة بن بو علي، الشلف، الجزائر
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 51 الصفحة 85.
ملخص :
ظهر مدخل معاصر في دراسة قضايا الإدارة العامة و ظواهرها يعرف بالمدخل البيئي ويهتم بدراسة العوامل الاجتماعية و النفسية و الإنسانية، و إبراز العلاقة بين الإدارة و بيئتها ،ويرى رواد هذا المدخل أن الأنماط الإدارية و الوظيفية في كل بلد تتأثر بمؤثرات البيئة الخارجية و الداخلية للمنظمة مع النظر إلى الإدارة كنظام اجتماعي مفتوح يؤثر و يتأثر بالبيئة المحيطة ، و سيحاول الباحث تناول العوامل البيئية الخارجية للمنظمة (البيئة الأسرية والمدرسية) و دورها في التأثير على السلوك و التصرفات لتحقيق الإبداع الإداري.
الكلمات المفتاحية: الإبداع الإداري ، الأسرة ، المدرسة.
Abstract :
A contemporary approach to the study of public administration issues and their phenomena is known as the environmental approach. It is concerned with studying social, psychological and human factors. And to highlight the relation
ship between management and its environment, The pioneers of this approach see that the administrative and functional patterns in each country are influenced by the influences of the external and internal environment of the organization with regard to management as an open social system that affects and affects the surrounding environment, The researcher will try to address some of the external environmental factors of the organization (family and school environment) and its role in influencing behaviors and behaviors to achieve administrative innovation.
Keywords :, administration creativity, Family , School .
مقدمة :
إن الإبداع الإداري ظاهرة مختلفة نسبيا عن الاختراع التقني و الفني الذي ينشأ بمقدرة أفراد موهوبين و متفوقين ، و لذلك فهو مجهود جماعي يستند إلى سياسة عامة تقوم بها إدارة المؤسسة. وقد يتعرض العاملين لمؤثرات من خارج بيئة العمل تؤثر على القدرات الإبداعية لديهم،ويبدأ هذا التفاعل في نطاق الأسرة التي تشكل التنشئة الاجتماعية الأولى للفرد ودورها في صياغة و تطوير شخصية الطفل ودفعه إلى تحقيق التميز السلوكي،ومما لاشك فيه أن دور الأسرة جوهري في بناء شخصية الطفل وطريقة تفكيره ونمط سلوكه واتجاهاته ومعتقداته،وخاصة في السنوات الست الأولى من حياة الطفل ودورها كبيئة تحتضن الطفل .وتلعب الأسرة دورا أساسيا في حياة الطفل وشخصيته ومستقبله ،فهي إما أن تسهم في تنمية شخصيته وتطورها وتنمية قدراته التفكيرية وإكسابه المهارات الإبداعية ، أو تسهم في طمس شخصيته وتحطيمها من خلال دورها السلبي في تقدير مواهب طفلها،وبسبب الأساليب الخاطئة التي تتبعها في تربية طفلها تنتج معوقات للتفكير الإبداعي ، مما يخفض فرص الإبداع و التجديد في عقول الأطفال.
وتأتي المدرسة بعد الأسرة في سلم التنشئة الاجتماعية للأفراد معرفيا وسلوكيا ومهنيا ، وهي حلقة مكملة للتربية الأسرية،والمدرسة مؤسسة اجتماعية وتربوية نظامية مسؤولة عن توفير بيئة تربوية تهدف إلى تنمية شخصية التلميذ من جميع جوانبها الجسمية و العقلية و النفسية و الانفعالية و الاجتماعية و العلمية و الأخلاقية على نحو متكامل بالإضافة إلى مسؤوليتها عن توفير فرص الإبداع و الابتكار له،فوظيفة المدرسة تتضمن تزويد التلميذ بالمعلومات و المعارف ، وتعليمه كيف يوظفها في حياته العملية وكيف يستخدمها في حل مشكلاته ، وتنمية نفسه وشخصيته ومجتمعه .ويبرز دور المدرسة الحديثة على الإعداد و التنشئة و التعليم وأيضا تبني التغير و التطوير و التجديد. ولهذا فان دراستنا هذه تحاول معرفة العلاقة بين العوامل البيئية(الأسرة و المدرسة ) والإبداع الإداري
أولا:الإطار المنهجي للدراسة 1– أهمية الدراسة
- معرفة كيف يمكن أن تكون البيئة السائدة أو المحيطة بالمنظمة قوة دافعة لتحسين أداء العاملين وزيادة قدراتهم الإبداعية، و كيف يتم استغلالها لتحقيق أهداف المنظمة بكفاءة وفعالية.
– محاولة معرفة مميزات وخصائص المؤسسات الاقتصادية الجزائرية ومدى تبنيها لثقافة الإبداع، ومدى مساهمتها في تفجير الطاقات الإبداعية.
– الغرض من الدراسة توجيه الاهتمام بالعوامل البيئية الخارجية للمؤسسة من خلال الأسرة و المدرسة في تكوين شخصية المبادرة و الابتكار و الإبداع لدى الطفل و التلميذ على التوالي وهل هناك تكامل و تواصل القيم و المعايير بينها او تضاربها.
2- أهداف الدراسة
- تهدف للكشف عن جوانب الإبداع الإداري في المؤسسة، و تحديد المعوقات البيئية التي تحد منه.
– إن الهدف الذي نسعى الوصول إليه إمداد المسؤولين ببيانات و توصيات و مقترحات مستمدة من دراسات ميدانية تساعد على بناء وتطوير ودعم القرارات الإبداعية و الارتقاء بمستوى أداء العاملين.
3– إشكالية الدراسة :
في ظل التحولات الدولية وما تتضمنه من تقدم علمي وتكنولوجي وتطور في كافة المجالات ، وما تعيشه المنظمات الجزائرية من ظروف متغيرة ومعقدة ،نتيجة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، تفرض عليها تحديات عديدة ينبغي عليها مواجهتها ، وان التحدي الأكبر الذي تواجهه هو قدرتها على تبني آلية مناسبة لتحفيز و دعم القدرات الإبداعية ، والتي تمكنها من تطوير و خلق حلول و أفكار للوضعية التي تعيشها و للمشاكل التي تواجهها.
ولدراسة العوامل التي تحفز على الإبداع أو تعرقل تحقيقه ركزت بعض الدراسات على العوامل التي قد تعترض العاملين نتيجة لمؤثرات من خارج بيئة العمل و التي تتحكم وتتصرف في سلوكهم و تؤثر على القدرات الإبداعية لديهم ، فالتفاعل بين الفرد و المجتمع و ما يحتويه من عوامل و متغيرات هو الذي يحدد شخصية الفرد و سلوكه و استعداده للإبداع و التفوق و التميز، ويبدأ هذا التفاعل في نطاق الأسرة التي تشكل التنشئة الاجتماعية الأولى للفرد ودورها في صياغة و تطوير شخصية الطفل ودفعه إلى تحقيق التميز السلوكي ، فمن الأسرة يتعلم كيف يكون مبدعا ،و كيف يستطيع تنمية خصائصه الذاتية، فهي تسهم في تشكيلة شخصية الفرد ليكون مبدعا أو تقليديا، وبذلك فان الأسرة تملك القدرة على أن تكون من العوامل الايجابية التي تبلور مواهب الأطفال الإبداعية ، كما يمكن أن تكون عوامل هدم تحجم بوادر الإبداع عند الطفل . أما المؤسسة الاجتماعية الثانية وهي المدرسة ،فهي بدورها تؤثر على الفكر الحر للتلميذ من خلال طرق التربية و التعليم المتبعة في المدارس التعليمية بمختلف مراحلها.فعندما تكون طرق التعليم تلقينية تعتمد على الحفظ ثم إتباع ذلك بصبها في الامتحان دون أن يطلب من التلميذ تحليلها أو التفكير فيها ونقدها والزيادة عليها والاستنتاج منها، فان ذلك يشكل طريقة تفكير هذا التلميذ ويحوله إلى كتلة متلقية غير قادرة على استيعاب المعلومات أو الاستفادة منها بتمثلها في حياته أو ربطها بواقعه المعاش، وبالتالي تتضاءل فرصة تطوره لما تعلم وإقدامه على إبداع الجديد. أما عندما تعمل طرق التعليم بهدف تشجيع التلميذ على إعمال عقله وحواسه بالملاحظة و التحليل و الفهم والتمييز والاستنتاج ، فان ذلك يجعل موقفه من المدرسة و العلم ايجابيا ويزيد من فرص فهمه واستقلالية فكره وتقدم أدائه سواء في الامتحانات الدراسية أو في امتحانات الحياة العملية أو المهنية لاحقا .
مما سبق يمكن القول أن مجموعة العوامل السابقة تؤثر في بعضها ، كما تؤثر على السلوك الأدائي و الإبداعي للعاملين ، و بالتالي فان سلوك الفرد و أدائه و قدراته الإبداعية تختلف بين بيئة العمل المنفرة وبيئة العمل الجاذبة.وعليه أردنا أن ندرس و نفهم ما تواجهه الأجهزة الإدارية من مشكلات في جانب الإبداع الإداري و السبب المؤدي إلى ذلك ؟ وهل هي قوة دافعة لتحسين أداء العاملين وزيادة قدراتهم الإبداعية أم يمكن أن تكون عكس ذلك ؟ ومن ثم تبلورت مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيسي الآتي :
ما دور العوامل البيئية في تنمية وتطوير الإبداع الإداري ؟
يمكن ترجمة هذا الطرح من خلال التساؤلات الآتية :
– هل للبيئة الأسرية دور في تكوين شخصية الفرد وتنمية قدراته الإبداعية ؟
– هل النظام التعليمي القائم يعمل على تنشيط قدرات المتعلمين الإبداعية ؟
لمحاولة الإجابة عن هذه الأسئلة تم صياغة الفرضيات البحثية الآتية :
– للبيئة الأسرية أثر على تنمية القدرات الإبداعية لأبنائها.
– عجز المدرسة ونظامها التربوي عن توفير بيئة تربوية معرفية ومهنية وعن تكوين نظام تعليمي إيداعي يجلب بيئة غير محفزة للاهتمام بالإبداع.
4- المفاهيم الإجرائية:
أ – الإبداع الإداري : نقصد بالإبداع الإداري في هذه الدراسة:
هو الأداء المتميز الذي ينتج عنه عمل ايجابي جديد، أو الانجاز بصورة تشكل تحسينا وتطويرا وإضافة إلى الموجود بطريقة تعطي قيمة أو فائدة إضافية ، وهو مجموعة من العمليات والإجراءات و السلوكيات التي تقوم على تطوير قدرات العاملين للمساهمة في حل المشكلات و توليد الأفكار الجيدة و الإتيان بأشياء جديدة و مفيدة قد تكون فكرة أو عملية أو نشاط أو أسلوب عمل أو تغيير إجراءات وأساليب تسيير الإدارة أو حل مميز لمشكلة ما ، يحقق فيها أهداف المنظمة.
ب – الأسرة : يمكن تعريف الأسرة من خلال هذه الدراسة:
على أنها نسق اجتماعي و الإطار الذي ينمو فيها الطفل المبدع وتتشكل ملامح شخصيته ، فالأسرة بأساليب تنشئتها الايجابية تقوم بدور مهم في تنمية القدرات الإبداعية لدى أطفالها، حيث تتولى رعاية الأطفال والعناية بشؤونهم من النواحي الجسمية والنفسية والفكرية والاجتماعية والدينية ، ويقع على عاتقها مسؤولية معرفة الطفل المبدع وحضانته و تربيته ومراقبته.وترتبط قدرات الأبناء الإبداعية بحجم الأسرة ومستواها التعليمي و الثقافي و الاقتصادي و الاجتماعي وبالعلاقات الايجابية بين الوالدين و الممارسات و الاتجاهات الوالدية وإتباع الأساليب التربوية السوية.
ج – المدرسة :يمكن تعريف المدرسة من خلال هذه الدراسة :
هي نسق اجتماعي ووظيفتها تتضمن تزويد التلاميذ بالمعلومات والمعارف، وتعليمهم كيف يوظفونها في حياتهم العملية وكيف يستخدمونها في حل مشكلاتهم،ولا يقتصر دورها على التنشئة الاجتماعية والتعليم ، بل تتعدى ذلك وتقوم بعملية إعدادهم للحياة المهنية و الأكاديمية، وانطلاقا من ذلك فان البيئة المدرسية الايجابية تقوم بدور مهم في تنمية القدرات الإبداعية لدى التلاميذ، والتي تتشكل نتيجة لتفاعل جملة من الظروف المادية و التعليمية فهي بفلسفتها ومنهجها و البناء المدرسي والبرامج والمواد الدراسية وطرق التدريس والخدمات التوجيهية والصحية والنشاطات الاجتماعية و الثقافية والتربوية المرتبطة بالمناهج الدراسية ومناخها المدرسي ، يبرز دورها في تشكيل قدرات التلاميذ واستعداداتهم وتوجيههم وتنمية دوافعهم.
5 – المقاربة السوسيولوجية
الاقتراب السوسيولوجي في نظر عمار بوحوش هو تحديد الزاوية الفكرية أو الاتجاه النظري الذي نتناول منه دراستنا.[[1]]على هذا الأساس واعتمادا على طبيعة موضوع الدراسة وهدفها ، فإننا اعتمدنا في دراستنا على البنائية الوظيفية لتالكوت بارسونز Talcott parsons كتوجيه نظري دون أن نهمل التنشئة الاجتماعية التي تندرج في إطار البنائية الوظيفية .
وبهذا فالبنائية الوظيفية تعني تماسك المؤسسات الاجتماعية وانسجامها حتى تتمكن من تحسين أدائها الوظيفي ،ويستطيع كل نسق القيام بعملياته الاجتماعية على ضوء بنائه الداخلي الذي يوجد فيه سواء أكان بنية مادية أو بنية اجتماعية .[[2]]
ان المؤسسات التي قدمها بارسونز تقوم ببناء فعل اجتماعي (سلوك أو تفكير إبداعي ) يتصرف الفاعل (الطفل ، التلميذ ، الطالب، الموظف ) حسب المعايير و القيم و الضوابط و التوجيهات الدورية و النمطية و الثقافية التي اكتسبها من المؤسسات التي عاش فيها أو تعايش معها (الأسرة، المدرسة، المنظمة…) فيظهر فعله منمطا تنميطا نسقيا. وان النكوص عن هذه المعايير سيؤدي إلى خلل في النظام الاجتماعي، و الذي يسميه بارسونز بالانحراف الناتج عن خلل في التنشئة الاجتماعية. [[3]]
وعلى ذلك يمكن القول بان البيئة الأسرية بأساليب تنشئتها الايجابية تقوم بدور مهم في تنمية القدرات الإبداعية لدى أطفالها، بحيث تتيح للطفل الفرصة للتعبير عن حاجاته ، وهي التي تشجع حب الاستطلاع والثقة في النفس والاستقلالية في التفكير والنقاش و الحوار ،وعليها التخلص من الأساليب التسلطية و التي تعتبر من معوقات التفكير الإبداعي للطفل كاستخدام أساليب الضغط و التهديد و التوبيخ و السخرية والتدليل و الإهمال، وهي تمثل الانحرافات التي قصدها بارسونز.
وتعتبر المدرسة البيئة الثانية التي يواصل الطفل فيها نموه وإعداده للحياة المستقبلية ، يدخلها ليستكمل تنشئته وفي قالب تربوي منظم .ويرى بارسونز أن مسؤولية المدرسة لا تقتصر على إعداد التلاميذ للتعامل مع المجتمع سريع التغير الذي سيواجهونه عندما يكبرون، فان النظام التعليمي يجب أن يعمل على إمداده بأشخاص يستطيعون تطوير المعارف و الأساليب الجديدة ، وتبذل جهود لتطوير محتويات المناهج التقليدية وإذا توفرت الوظائف فان أي نقص في إعداد التلاميذ أو الخرجين يمكن تلافيه بالتدريب و التكوين قبل العمل أو أثنائه من قبل قيادة المؤسسات أو من طرف متخصصين . وأكد بارسونز على أن النظام التعليمي هو المسؤول عن إعداد الموارد البشرية المؤهلة اجتماعيا ومهنيا ، للقيام بدورها المستقبلي فيه – النسق الاجتماعي- ووظيفة المدرسة عند بارسونز الاكتشاف المبكر لقدرات التلاميذ واستعداداتهم وتوجيههم وتنمية دوافعهم للعمل ، أما دور المعلم فهو مساعدة التلاميذ على إدراك ومعرفة قدراتهم وتوجيههم .
ثانيا: الاطار النظري للدراسة
1- مفهوم الإبداع الإداري
إن كلمة الإبداع في اللغة العربية هي من فعل “أبدع” أي “بدع الشيء” والذي يعني أنشأه على غير مثال سابق [[4]].وفي اللغة الانجليزية تعني كلمة “Innovate” إحداث أو إيجاد شيء جديد.
لكن أصل كلمة الإبداع لاتيني من”Novus“وتعني جديد.
ذكر الإبداع في القرآن الكريم، حيث يقول رب العزة جل وعلا ” بديع السماوات والأرض (سورة البقرة) الآية 116، أي مبتدعها على غير مثال سابق.
ويعرفه حسين حريم “الإبداع هو تطبيق فكرة طورت داخل المنظمة، أو تمت استعارتها من خارج المنظمة، سواء كانت تتعلق بالمنتج أو الوسيلة أو النظام أو العملية أو البرنامج أو الخدمة، وهذه الفكرة جديدة بالنسبة للمنظمة حينما طبقتها”. [[5] ]
ويعرفه القريوتي بأنه” القدرة على ابتكار أساليب وأفكار يمكن أن تلقى التجاوب الأمثل من العاملين وتحفزهم لاستثمار قدراتهم ومواهبهم لتحقيق الأهداف التنظيمية.” [[6]]
الإبداع هو القدرة على تكوين وإنشاء شيء جديد،أو دمج الآراء القديمة أو الجديدة في صورة جديدة ، أو استعمال الخيال لتطوير وتكييف الآراء حتى تشبع الحاجيات بطريقة جديدة ،أو عمل شيء جديد ملموس أو غير ملموس بطريقة أو بأخرى. [[7]]
2- أهمية الإبداع الإداري
يلخص”علي السلمي” أهمية الإبداع في النقاط والمجالات الآتية:[[8]]
- الأهمية الثقافية:إن الإبداع يخلف تيارات ثقافية متجددة وحيوية معتمدة على الإنتاج الذاتي للنظم وهو الأمر الذي يغذي ثقافة الأمة ويدعم جهود أبناءها من الفئة المثقفة.
- الأهمية الاقتصادية:بفضل الإبداع والابتكارات الجديدة توفر الأمة نفقات وجهود معتبرة، حيث تعمل على بلوغ مستوى أفضل للأداء الاقتصادي.
- الأهمية التقنية:يسهم الإبداع في التطور التكنولوجي، كهدف أولي للاختراع العلمي والذي يمكن أن يطور الماكينات والآليات.
- الأهمية الحضارية: إن حضارة الأمة تتقدم بفضل الإبداعات والابتكارات بفضل تطوير الرسائل المادية كالنقل والمواصلات وتطوير الوسائل النظرية من أفكار ومناهج علمية في الحياة.
3- ملامح الإداري المبدع :
– الإداري المبدع هو الذي يحاول دوما التفكير بطرق جديدة للعمل.
– يتصف الإداري المبدع بالمرونة والقدرة على التكيف والتجريب ويشكك بالقضايا التي يمكن
أن يعتبرها عامة الناس مسلمات.
– الجرأة في إبداء الآراء والمقترحات، ومناقشة التعليمات والأوامر الصادرة من المراجع العليا.
– القدرة على التعامل مع مقتضيات التغيير، فالمبدع يتحمل التعامل مع المواقف الغامضة لأنها
تثير في نفسه البحث عن الحلول.
– الثقة بالنفس وبالآخرين، فالمبدع لا يستسلم بسهولة فالفشل شيء يتوقعه الإداري المبدع ولكن
ذلك لا يزيده إلا تصميما.[[9]]
4- مقاييس الإبداع الإداري
إن منهاج قياس الإبداع تسير موازية لمنهاج تعريفه، حيث تركز على خصائص الفرد والعملية والمنتج.[[10]]
المقاييس المبنية على أساس الفرد:– مقاييس الشخصية: يتضمن تشخيص الفرد المبدع وتحديد مستوى إبداعه، ويتم إدراك الشروط التي تميز بين أصحاب الإبداع العالي وأصحاب الإبداع الأقل.
– رصيد السيرة الذاتية: يتم التركيز في هذه الحالة على أحداث حياة وخبرات الشخص المبدع.
– اختبارات القدرة الإبداعية: ويدور حول اختبارات الورقة والقلم، حيث تقدم إلى الشخص المبدع في شكل سلسلة من المشاكل ويطلب منه إيجاد حل لها.
المقاييس المبنية على الناتج :ونقصد بنوع الناتج المقدم من الشخص المبدع، ومعرفة إذا كان يتصف بالأصالة وبعده عن المألوف.
المقاييس المبنية على العملية :وهذا بالتعرف على المهارات والأساليب التي يعتمدها أو يستعين بها الشخص المبدع لإنتاج أفكاره الأصلية ومعرفة كيف يتعامل مع المواقف والأحداث وبما يستعين.
5- نظريات الابداع الاداري
هناك عدة نظريات للإبداع يشار إلى أهمها كالآتي: [[11]]
– نظرية التحليل النفسي:وهنا ينظر للإبداع باعتباره نوعا من هروب الفرد من واقعه الحالي إلى حياة خيالية رائعة لا وجود فيها للإحباط أو القلق، ولأنه يريد الثروة والقوة والشرف، ولكن تنقصه الوسائل للوصول إلى هذه الأشياء وإشباعه، فهو يلجأ إلى الإعلاء أو التسامي لتحقيق رغباته المكبوتة من خلال الإبداع.
– النظرية الموقفية السلوكية: وتعزى إلى التعلم والاكتساب وحل المشكلات بطريقة إبداعية، أكثر من تركيزها على الخصائص البيولوجية أو النفسية للفرد، حيث كانت العوامل الداخلية في إطار هذه النظرية تتضمن العوامل الاجتماعية والتنظيمية التي من بينها حرية التصرف والأثر الايجابي للمواقف على الشخص والقيادة، والتغذية المرتدة والتقدير والبناء التنظيمي.
– النظرية البيولوجية:تركز على الصفات البيولوجية للفرد وبخاصة ما يتعلق بوظيفة المخ أو الدماغ بالنسبة للإبداع، وهذه النظرية تؤكد أن هناك طاقة غير محدودة في مخ الفرد تمكنه من القيام بمهام متعددة ومعقدة أكثر مما يعتقد.
– نظرية العبقرية: حسب هذه النظرية يأتي تفسير الإبداع بالعبقرية أو الجنون على اعتبار أن المبدعين غير عاديين لأنهم يأتون بإنتاجات أو أعمال غير مألوفة وغريبة فلا بد من أنهم يتعاملون مع الأرواح أو الجن ، حتى ذهب بعضهم إلى أن المبدعين يتعاملون مع الآلهة التي توحي إليهم بإبداعاتهم و التي تولد الأفكار الإبداعية وتنفخها في عقول الناس .إن العبقري حسب هذه النظرية يستطيع تجاوز المعرفة الحالية وإنتاج شيء جديد بعصاه السحرية .إن عامة الناس ينظرون إلى الأعمال الإبداعية بأنها منهاج السحر و الجنون لأنها خارقة للعادة و المألوف ويعتقدون أن المبدعين أناس يمتلكون عقولا جبارة تختلف عن عقولهم .[[12]]
– النظريات الفلسفية :فقد رأى سقراط أن الإبداع نوع من الإلهام الإلهي الذي يقذفه في روح الشخص المبدع .ولقد شارك أفلاطون سقراط نفس التفسير لظاهرة الإبداع ولقد اعتبر بأنه سببه يعود إلى الإلهام الذي يأتي للفرد لحظة معينة ثم ينتهي .ويقصد أفلاطون تلك القوى الإلهية التي تلهم الفرد لإنتاج أفكار أو أعمال إبداعية . [[13]]
– النظرية الإنسانية :ترى أن الأفراد جميعا لديهم القدرة على الإبداع وأن ذلك يعتمد على المناخ الاجتماعي الذي يعيشونه ، فإذا كان المجتمع متحررا من القيود و التعصب بكافة أشكاله فان ذلك سيسمح للفرد بأن يتقدم في إبداعيته وتحقيق ذاته الأمر الذي يفتح الطريق أمام طاقات الإنسان لتخرج من أسرها وأن التلقائية و الحرية في التعبير عن محتويات طاقات الفرد الكامنة ستوصله إلى الإبداع. [[14]]
– نظرية البحث عن التميز:يرى كل من “بيترز و وترمان. ” أن المنظمة الرائدة و المتفوقة هي التي تتسم بدرجة عالية من الابتكار والإبداع وتعتمد على الرغبة والتحفيز للانجاز وإعطاء الأسبقية دائما للفعل والشروع في الأداء بدلا من إنفاق الكثير من الوقت في التحليل، وفي الاجتماعات والتقارير التفصيلية للجان، وتنمية وتطوير العلاقات والصلات مع المستفيدين من الخدمة المقدمة من المنظمة للتعرف عليهم والاستفادة من اقتراحاتهم،ونبذ المركزية و إعطاء مجال أوسع من الاستقلالية للوحدات والأقسام و الأفراد و الجماعات بما يشجعها على التفكير المستقل ويحفزها على المنافسة و الأداء المتميز، و تنمية قدرات جميع العاملين وتعميق المبادئ التي تجعل كل فرد يقدم أفضل قدراته وجهوده، وتبسيط المستويات الإدارية وتوضيحها،وتنمية و تطوير بيئة تنظيمية تؤمن الانتماء للقيم الرئيسية للمنظمة،وتحقق في ذات الوقت المرونة ، و استمرار المنظمة في تقديم السلع والخدمات التي أثبتت فيها القدرة على التمييز. [[15]]
6- دور الأسرة في تنمية التفكير الإبداعي لدى الأطفال
إن الأسرة بأساليب تنشانها الايجابية هي التي تتيح للطفل الفرصة للتعبير عن حاجاته وأفكاره.ويورد سعيد عبد العزيز أمثلة على الجو الأسري الذي يشجع على الإبداع ونموه ورعايته كما يلي:[[16]]
– الاستماع الحريص لما يقوله الأطفال.
– التعرف على أفكارهم الغريبة.
– التعرف على أنماط تفكيرهم غير المألوفة.
– إتاحة فرصة كافية لهم في نقاش مشكلات الأسرة.
-إتاحة الفرص أمامهم للتعبير الحر عن أفكارهم.
– عدم قمع الأطفال وعبقريتهم.
– عدم السخرية من الأفكار التي يطرحونها.
– مناقشة المشكلات معهم بشكل جماعي.
– توفير الجو الأمن والمريح لهم.
– تلبية حاجاتهم المختلفة التي تتفق مع مراحل نموهم المعرفي والجسمي.
– عدم اللجوء للعقاب الجسدي أو المعنوي في تعديل سلوكاتهم.
– إشاعة جو من المرح والسرور والفكاهة في محيط الأسرة.
– الابتعاد عن النقد الشديد لسلوكاتهم غير المألوفة.
– تشجيع التعاون بين أفراد الأسرة بدلا من التنافر.
– تشجيع الانفتاح على ما حولهم من أعمال إبداعية.
– التشجيع على زيارة المتاحف والمسارح.
– تشجيع القدرات والمواهب الفنية الموجودة لديهم.
– مكافأتهم على انجازاتهم المدرسية العالية.
– إثراء بيئة الأطفال بالكتب والمعارف والفنون.
-إشراك الأطفال في اتخاذ قراراتهم وحل مشكلاتهم.
– تشجيعهم على الاستقلالية وعدم الاعتمادية.
– تشجيع الأطفال على نقد ذواتهم وأعمالهم ذاتيا بدلا من نقد الأسرة لهم.
– تشجيع الأطفال على حل مشكلاتهم بطرقهم الخاصة وبطرق غير مألوفة.
– احترام الأطفال احتراما غير مشروط بغض النظر عن أخطائهم.
– التفريق بينهم وبين ما يفعلونه فقد يكون سلوكهم هو الخطأ و الذي يجب تعديله لذلك يجب عدم توجيه مشاعر الغضب نحوهم بل إبداء مشاعر الاستحسان نحو سلوكهم الخاطئ.
– يجب عدم إصدار أحكام قيمية على أعمالهم بمعنى أنها جيدة أو فاسدة بل يمكن التعبير عن مشاعر الوالدين بطريقة ذكية بحيث يعبران فيها عن مشاعر الرضي و التقبل.
7- البيئة المدرسية وتنمية التفكير الإبداعي
تعد البيئة المدرسية احد المكونات الأساسية لمفهوم الإبداع و الموهبة ، وتتطلب عملية تطوير البيئة المدرسية لتصبح بيئة ايجابية ومثيرة للإبداع التعامل مع العناصر الآتية [[17]]
أ – المناخ المدرسي العام : لكي تستطيع المدرسة أن تنمي الإبداع لدى طلابها فان عليها أن تأخذ بما يلي :
– تقبل التنوع و الاختلاف في أفكار واتجاهات وميول وقدرات الطلاب .
– الاستماع للرأي الأخر واحترامه .
-تشجيع إنتاجات الطلاب في مجال الفنون و النشاطات .
-بناء جسور الثقة بين المدرسة و البيت .
– نشر جو من الألفة و الحب و الاحترام بين الطلاب .
– أن تستقطب المدرسة جميع الأطفال وعدم تنفيرهم منها .
– أن تحل مشكلات الطلبة وتشجعهم على تجاوزها وان تشركهم في حلها .
ب- المناخ الصفي : ان المناخ الديمقراطي و التعاوني و المتسامح الذي يسمح بوجود الأخطاء و الأفكار و النشاطات الجديدة وعدم مقاومتها أو الهزأ بها أو التقليل من قيمتها فانه لا شك انه يشجع على نمو التفكير الإبداعي وعلى العكس من ذلك فان المناخ الصفي الذي يشجع الاستهزاء بأفكار الطلبة و استنتاجاتهم و الذي تسوده الفوضى و النزاعات العدوانية فانه ودون شك لن يستطيع القيام بمثل هذه المهمة.
ج- فلسفة المدرسة و أهدافها:لكل مدرسة فلسفتها في البلوغ لأهدافها لذلك يجب أن تكون فلسفة المدرسة فلسفة تتبنى سياسة الدفع بقدرات الطالب أقصى حد ممكن وأن تشجع التفكير الإبداعي و الإبداع وأن تحدد جميع وسائل الدعم لتحقيق تلك الغاية ،وأن ترسم سياستها التربوية في ضوء تحقيق أهدافها المنشودة ألا وهي التربية و التعليم وتنمية التفكير الحر وعدم قمع حرية الطالب في التعبير عن مشاعره وأفكاره .
د- مصادر التعلم و الكشف عن الإبداع :إن المدرسة الفقيرة بمصادرها التعليمية ومواردها المالية ، وبمعلميها لا تستطيع النهوض بمهمة تنمية الإبداع إذ كيف يمكن اكتشاف طالب لديه استعدادات للتفوق في الحاسوب والبرمجة ، إذا لم يكن لديه فرصة لقضاء ساعات كافية للتعامل مع الحاسوب وبرامجه بإشراف معلم ماهر؟
بعكس المدرسة الغنية بمواردها التعليمية وبما توفره من مختلف الوسائل المعينة لتسهيل عملية التعلم و التعليم و الغنية بمعلميها المنفتحين بعقولهم على كل جديد فإنها ستكون قادرة على انجاز هذه المهمة في تنمية الإبداع .
ه- أساليب التقييم :تلجأ الكثير من المدارس إلى أساليب التقييم التقليدية لقياس انجازات الطلبة الإبداعية مثل الامتحانات التي لا تعتبر أفضل وسيلة لقياس قدرات الطالب في التفكير الإبداعي ولقياس ميولهم واهتماماتهم المتعددة لذلك يجب أن تلجا من حين لأخر إلى المحكمين وتقييمات الرفاق وتقييم الطلبة الذاتي و الرجوع إلى بطاقاتهم الذاتية وغيرها من وسائل للحصول على تقييم صحيح مناسب نقيس من خلالها نمو الإبداع وتقدمه.
ثالثا :الإجراءات الميدانية للدراسة :
1- مجالات الدراسة
المجال المكاني : تم اختيار المديرية العامة لتوزيع الكهرباء والغاز للوسط- البليدة- الواقعة ب 16 شارع محمد بوضياف بن بو العيد البليدة ،و التي تنتمي إلى فرع منطقة الوسط.والمديرية الجهوية لتوزيع الكهرباء والغاز بالمدية ، ويقع مقرها بمركز بلدية المدية وبالضبط ساحة الشهداء مقابل المستشفى المحلي .
المجال البشري :أجريت الدراسة على جميع أفراد مجتمع البحث ويتكون من 383 عاملا من مختلف الفئات السوسيو مهنية ويبلغ عدد العمال بالمديرية للتوزيع الوسط- البليدة- 158 عاملا من بينهم 84 إطارا 59 عون تحكم15 عون تنفيذ، ويبلغ عدد العمال بالمديرية الجهوية للمدية 225 عاملا وموزعين على المصالح و الأقسام على النحو التالي : 59 إطار131 عون تحكم 35 عون تنفيذ
المجال الزمني : لقد شملت الدراسة الميدانية فترتبن :
– الفترة الأولى و جرت خلالها القيام بالزيارات الاستطلاعية،و هذا ما سمح لنا القيام بالملاحظات المباشرة، و إجراء المقابلات مع العمال و تحضير الاستمارة على ضوء المعطيات الميدانية و تجريب الاستمارة الأولية .
– الفترة الثانية امتدت من منتصف شهر مارس إلى نهاية شهر ماي 2015 و تم خـلالــها توزيـع الاستمارات على العمال و جمعها ثم تفريغها.
2- مجتمع البحث :
نظرا لطبيعة مجتمع البحث المتمثل في عدد قليل نوعا ما من العمال ، وبحثا عن نتائج أكثر مصداقية ،فقد اعتمدنا على المسح الشامل أي إجراء الدراسة على جميع أفراد مجتمع البحث ، ولقد تم توزيع 383 استمارة بحسب عدد أفراد مجتمع البحث . وتم استرجاع 370 استمارة فقط الإطارات: 138 أعوان التحكم: 184 أعوان التنفيذ: 48 ،والتي تم تفريغها وبناء الجداول الإحصائية على ضوئها .
3- منهج الدراسة :
إن المنهج المتبع في هذه الدراسة هو المنهج الوصفي التحليلي ،الذي يقوم على تحديد خصائص الظاهرة و أبعادها ويقوم بتحليلها استنادا للبيانات المجمعة حولها ،و الوصول إلى نتائج قابلة للتعميم .ولقد قمنا باستخدام هذا المنهج بتجميع المعطيات الميدانية ، بواسطة الاستمارة و المقابلة،واستخدمنا النسب المئوية كأدوات إحصائية ، و ذلك بعرضها في جداول و استنطاق هذه الجداول و تحليل بياناتها ، و ربط المتغيرات مع بعضها لتفسير العلاقة بين هذه المتغيرات و مدى تأثير كل متغير على الأخر .
4- الدراسة الاستطلاعية :استهلنا بحثنا بالزيارات الاستطلاعية وهذا ما سمح لنا القيام بالملاحظات المباشرة ،وإجراء المقابلات مع رئيس الموارد البشرية و مختلف الفئات السوسيومهنية لفهم التقسيم الهيكلي للوظائف وتحضير الاستمارة على ضوء المعطيات الميدانية وتجريب الاستمارة الأولية .
5- الأدوات المنهجية المستعملة في الدراسة وقد تم في هذه الدراسة استخدام الأدوات التالية :
– الملاحظة:
هي أداة مكملة لأداة الاستمارة والمقابلة و وسيلة مساعدة للقيام بتسجيل بعض السلوكيات التنظيمية ، وذلك من خلال القيام بزيارات عادية استطلاعية للمؤسسة و التحدث مع العمال حول سير
عملهم والظروف التي يعملون فيها ، وسلوكيات القيادة الإدارية ، وأفعالهم و طريقة تسييرهم ليوم العمــل،وتستعمل هذه الملاحظات في عملية تحليل البيانات الميدانية وتحليل النتائج .
– الاستمارة :
وتم تحديد ثلاثة أشهر في بناء الاستمارة من بدايتها إلى نهاية المصادقة في شكلها النهائي ،و قد تم إعداد هذه الاستمارة عبر مرحلتين هما :
– المرحلة الاستطلاعية التي يتم فيها تجريب الاستمارة على عدد معين من العمال .
– مرحلة وضع الاستمارة في شكلها النهائي .
– المقابلة :
استخدمنا هذه الأداة باعتبارها من أكثر الأدوات أهمية في جمع المعطيات، لا سيما بمقابلة المبحوثين و التحدث معهم ، حيث اعتمدنا في دراستنا على المقابلات الحرة و التي هي مناقشة عادية بين الباحث و المبحوث وإتاحة هذا الأخير الشعور بالارتياح و الاطمئنان و التعبير بحرية عن أفكاره ورؤيته للموضوع ، وقد استفدنا من تصريحات رؤساء الدوائر والمصالح ورئيس الموارد البشرية و بعض العمال من مختلف الفئات.
5- الاستنتاج العام للدراسة :
تلعب البيئة الأسرية دورا مهما في تنمية قدرات الطفل ،لأن من الوظائف الأساسية التي تقوم بها الأسرة نقل المعارف و القيم السائدة في المجتمع ،وتترجمها إلى أساليب عملية عن طريق عملية التنشئة للأبناء،متمثلة في توفير المجال الكافي لهم لمتابعة ميولهم وهواياتهم داخل المنزل وخارجه،ومناقشتهم في الموضوعات التي تهمهم وتشجعهم على المطالعة وحب الاستطلاع وتقدر الحوار، كما يمكن أن تربي الأسرة الإبداع عند الطفل من خلال إبداء التسامح من قبل الوالدين و الابتعاد عن العقاب واحترام ميولهم وقدراتهم وإعطائهم الحرية في ذواتهم وتشجيعهم على اللعب وتوفير الألعاب وتقوم بالرحلات ،وإثارة التساؤلات ،وتحملهم المسؤولية منذ الصغر.إن هذه الممارسات تساهم بشكل ايجابي في رعاية الإبداع ، وكما أن البيئة الأسرية تمثل عاملا داعما
لنمو الإبداع ،كذلك يمكن أن تكون عامل إعاقة وإحباط،وهو ما يؤكد صحة الفرضية الأولى القائلة ” للبيئة الأسرية أثر على تنمية القدرات الإبداعية لأبنائها”.
أما فيما يخص الاستنتاجات التي توصلنا إليها فيمكن حصرها في ما يلي :
– أن هناك علاقة طردية بين مستوى البيئة الأسرية الداعمة للإبداع و المستوى الاقتصادي للأسرة.
– كما استنتجنا أن نصف عينة المبحوثين لهم دخل أسري متوسط وهذا ما يعكس المستوى المعيشي للمجتمع الجزائري و أن كثير من الأسر لا تستطيع توفير كل الاحتياجات والأنشطة التي تثري قدراتهم المعرفية نظرا للعدد الكبير من الأبناء.
– كما استخلصنا أن لنوعية المسكن وحجمه تأثير على تنشئة الأبناء وتربيتهم وتعليمهم ، إضافة إلى قلة عدد الغرف مقارنة بحجم الأسرة وكثرة عدد أفرادها تؤدي إلى عدم إشباع متطلبات الطفولة ، مما يؤثر على مجالات تربية الأبناء داخل هذه المنازل ، و تؤثر على نموهم العقلي والفكري .
– وقد توصلنا إلى أن إهمال المطالعة من طرف الوالدين فلن يصل التشجيع إلى الأبناء،لأن القدوة غير متوفرة ولا يوجد اهتمام بشراء الكتب و القصص و المجلات ولا تكوين مكتبة منزلية .
– غير أن الأسرة تعجز أحيانا كثيرة عن القيام بدورها في تقديم الرعاية اللازمة لتنمية قدرات أبنائها و إمكانياتهم، فلا تمنح لهم الفرصة لممارسة الأنشطة الفنية و الأدبية في أوقات فراغهم (الرسم ، الشعر، الموسيقى…).
– غياب الحس بالمسؤولية لدى بعض الآباء هو أحد المشاكل التي قد يهدد الأسرة بإعداد جيل اتكالي ويعود ذلك إلى نمط تربيتهم كسبب في نشوء سلوكيات سلبية لدى الأبناء بما فيها عدم القيام بالواجبات،فمنهم من يشرف على القيام بكل شؤون أطفالهم على حل مشكلاتهم واتخاذ القرارات عنهم، مما يشعرهم بعدم الاستقلالية ويجعل منهم شخصية اتكالية .
– إهمال المطالعة من طرف الوالدين فلن يصل التشجيع إلى الأبناء الصغار،لأن القدوة غير متوفرة ولا يوجد اهتمام بشراء الكتب و القصص والمجلات و لا تكوين مكتبة منزلية.
– استنتجنا أن أكثر الأساليب إتباعا من طرف أولياء المبحوثين هي الأساليب المتسامحة التي تناسب الطفل المتميز و الموهوب .
– كما أن المعاملة غير السوية من بعض الوالدين لها علاقة سلبية بالقدرات الإبداعية لدى الأبناء ، نتيجة المفاضلة و التمييز.
– كما نجد في مجتمعنا أن ثقافة الحوار مفقودة في معظم الأسر، وأغلب الآباء يجهلون أهميته، وقد تعددت الأسباب لافتقار الحوار الأسري .
– ونجد في مجتمعنا أن الآباء يضيقون بتساؤلات أبنائهم، لأنه لا تتوافر لهم المعرفة الثقافية و العلمية الصحيحة للإجابة عن تساؤلاتهم واستفساراتهم.
– واقع المجتمع الجزائري و ثقافة الأسرة لا تهتم بالرحلات الترفيهية أو الخروج للتنزه بسبب ضعف مستواها الاقتصادي.
– إن مؤشر الدخل الأسري للأسرة الجزائرية يؤثر على إمكانية توفير الألعاب للأطفال ،و بالتالي لا تتيح لأبنائها استثمار الألعاب لتنمية شخصيتهم فكريا وعقليا.
– إن روضة الأطفال بالنسبة للمجتمع الجزائري هي مجرد مكان لإيواء الطفل أثناء فترات عمل الأمهات خارج البيت ، وعدم إدراك الأولياء لأهمية مرحلة الطفولة وأهمية الرعاية و العناية بالطفل خاصة من الناحية التربوية و العقلية و النفسية و الجسمية .
وأن المدرسة يمكنها أن تكون بيئة محفزة للإبداع بما ترسخه في نفوس وعقول تلاميذها من اكتشاف وحب الاستطلاع وتوفير الأنشطة و الوسائل التعليمية المتنوعة والإمكانيات و التجهيزات ،فتفجر طاقاتهم وتكشف عن إمكاناتهم ومواهبهم الكامنة،كما يمكن للمدرسة أن تكون بيئة خانقة للإبداع وذلك حين تستعمل طرق تدريسها على التلقين و الحفظ و الاستظهار في الامتحانات وعدم السماح بطرح الأسئلة والحث على المطالعة وعدم برمجت الرحلات التعليمية و الترفيهية والعلاقات السلبية مع المعلمين و التقيد بالكتاب المدرسي ومحتواه كمصدر وحيد للتعلم والالتزام بالمقرر المدرسي مما تخمد وتكبت الإمكانات و القدرات الإبداعية وهو ما يؤكد صحة الفرضية الثانية القائلة “عجز المدرسة ونظامها التربوي عن توفير بيئة تربوية معرفية ومهنية وعن تكوين نظام تعليمي إبداعي، يجلب بيئة غير محفزة للاهتمام بالإبداع “
أما فيما يخص الاستنتاجات التي توصلنا إليها فيمكن حصرها في ما يلي :
– مبالاة المعلمين بمشاكل التلاميذ وقلة الاهتمام بحاجاتهم المختلفة يترتب عنه عجزهم عن اكتشاف قدراتهم وعدم تفجير طاقاتهم الكامنة ،وقد تحد من عطائهم وإبداعهم و تضمحل مواهبهم .
– إن قدرات التلاميذ الإبداعية متدنية في المدارس لأنها طبقت النظام التقليدي في التدريس الذي يركز على الحفظ وعدم إتاحة الفرصة لحرية التعبير عن قدراتهم.
– اعتماد العديد من المعلمين على طريقة التدريس التقليدية ولا سيما الطريقة التلقينية طريقة الإملاء والإلقاء والشرح ، يكون موقف التلميذ سلبي في هذه العملية التعليمية حيث تنمي فيه صفة الاتكال والاعتماد على المعلم وتغفل عن ميول التلاميذ ورغباتهم والفروق الفردية بينهم ، و لا تستثير قدراتهم العقلية من تفكير وفهم وذكاء مما يكسبهم الملل والكسل العقلي و الفكري.
– إن المعلم في المدرسة الابتدائية يعتمد على طريقة التعليم الجماعي بحيث يخاطب التلاميذ داخل قسمه باختلاف مستوياتهم ، مما يترتب عنه مساوئ تنعكس على فهم التلاميذ وتعليمهم وتفكيرهم .
– إن مؤسساتنا التعليمية ومناهجها وطرق التدريس تعاني قصور في فهم الفروقات الفردية بين التلاميذ ، بحيث وضعت مناهج لتناسب عموم التلاميذ دون مراعاة الفروق الفردية وخصوصية كل تلميذ.
– وقد توصلنا إلى أن تشجيع المعلم للتلاميذ قليل في مجال الترغيب على المطالعة.
– تبين لنا قلة اهتمام برمجة المنظومة التربوية بالنشاطات المدرسية ،مما لا يعطي الفرصة للتلاميذ إظهار ميولاتهم و أفكارهم الإبداعية .
– وواقع الحال بالنسبة لمدارسنا يشير إلى أن معظم المدارس تتعامل مع موضوع الرحلات من زاوية التسلية والترفيه.
– الواقع المعاش في مدارسنا التربوية يبين غياب خدمات الأخصائي الاجتماعي في المجال الدراسي، مما يؤثر على عملية التنشئة الاجتماعية للتلاميذ ،ومن بينها عدم الكشف عن هواياتهم ومواهبهم .
– وبما أن اغلب المدارس تعاني من قلة الإمكانات ونقص الموارد المالية وغياب التجهيزات والآلات و المعدات و الوسائل التعليمية ،مما تقلل جذب تلاميذها ومن سعيهم نحو تحقيق الانجازات.
خاتمة :
من خلال ما توصلنا إليه في الجانب الميداني تبين لنا :
– أن كثير من الأسر لا تستطيع توفير كل الاحتياجات و الأنشطة التي تثري قدراتهم المعرفية نظرا للعدد الكبير من الأبناء ، وكثرة مطالبهم .
– عدم ملاءمة بعض المنازل لمتطلبات الطفولة وعدم توفر المقتنيات التعليمية .
– عدم تحميل أبنائهم مسؤولية تتناسب وسنهم وقدراتهم،فيعملون على حل مشكلاتهم واتخاذ القرارات عنهم ،مما ينشا شخصية اتكالية وقد يشكل عبئا في المستقبل على بيئة العمل .
– نتيجة المفاضلة والتمييز والتفرقة في معاملة الأبناء من بعض الأولياء ينتج عنه ظهور بعض السلوكات السلبية ، وهذا ما يعرضه إلى التراجع في سلوكه التربوي و التعليمي وضعف قدراته العقلية و المعرفية .
وإذا تأملنا واقعنا التعليمي فانه يعاني مشكلات وتحديات كمثله من الأنظمة الأخرى ،ولذلك يحتاج إلى تغيير وإصلاح وإعادة النظر في المنظومة التربوية وعلاج أوجه القصور و النقص ،إن تعليمنا يقتل الإبداع ويكبت المواهب و القدرات للتلاميذ المتميزين والمتفوقين والمجتهدين ، ولا يهدف تكوين الشخصية الإبداعية، لأنه نظام يركز على الحفظ والتذكر والتلقين ،ومازالت مناهج التعليم تعتمد على المواد التعليمية الكثيرة تملئ بها رؤوس التلميذ دون أن يستفيد منها في الواقع الاجتماعي و المهني .
كما نشير إلى مجموعة من المعوقات التي تؤدي إلى هدر طاقات التلاميذ في المدرسة ومنها :
– عدم وجود استراتيجة واضحة للكشف عن التلاميذ المبدعين والموهوبين وكيفية رعايتهم وتشجيعهم .
– لا يوجد برامج لإعداد المعلمين للتعامل مع التلاميذ المبدعين .
– طريقة التدريس يطبعها التعليم الجماعي ولا تأخذ بعين الاعتبار الفروقات الفردية للتلاميذ .
– يطلبون الحصول على العلامات الجيدة والانتقال إلى المستوى الأعلى دون النظر إلى مستواهم المعرفي وتحسين الأداء وتعليم مهارات التفكير الإبداعي .
– ارتفاع عدد التلاميذ في الأقسام نتيجة إتباع سياسة الكم ، يؤثر سلبا على أداء المعلم ويؤدي إلى عدم قدرته على مراعاة الفروق الفردية ، وبالتالي عدم مراقبة وتوجيه أعماله، زيادة على ضخامة البرنامج المطالب بإتمامه.
– كثافة البرامج الدراسية وكثرة عدد الحصص التدريسية ، وزيادة الأعباء من تصحيح الواجبات و الامتحانات و التحضير للدروس ، أمر يرهق المعلم ويقلل من فاعليته.
– ضعف تأهيل المعلمين لان غالبيتهم وظفوا في ظروف كان قطاع التربية يشهد تزايد عدد التلاميذ وقلة الموارد البشرية ،إضافة إلى نقص التكوين وتجديد المعارف وتحسين المستوى بعد التوظيف .
– عدم توفر معلمين متخصصين في تصميم وتنفيذ الأنشطة المدرسية .
– قلة وانعدام الأنشطة الثقافية و الترفيهية و الفنية التي تساعد على تفتح شخصية التلاميذ.
– الكتب المدرسية خالية من التشويق و الجذب ويغلب عليها الجانب النظري .
– افتقار أغلبية المدارس إلى التجهيزات المدرسية ونقص الأدوات البيداغوجية والوسائل التعليمية الحديثة .
– وتأتي الامتحانات و نظم التقويم في المدرسة والتي لا توجه التعليم نحو الإبداع ، فهي تقيس إلا ما حفظه التلميذ واستظهره وعدم اعتنائها بقدراته وإمكاناته .
قائمة المراجع :
- بوحوش، محمد الذنيبيات ،مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث ، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر،1995.
- معن خليل عمر، نقد الفكر الاجتماعي المعاصر دراسة تحليلية ونقدية ، دار الأفاق الجديدة ، بيروت، 1991.
- عامر مصباح ، علم الاجتماع الرواد و النظريات ،شركة دار الأمة للطباعة و النشر و التوزيع، برج الكيفان ، الجزائر ،2005.
- علي بن هادية،القاموس الجديد للطلاب ،ط7،المؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر،1991.
- حسن حريم ، السلوك التنظيمي – سلوك الأفراد و المنظمات – ، دار زهران للنشر و التوزيع، عمان ، 1979.
- محمد قاسم القريوتي ، السلوك التنظيمي ،دراسة السلوك الإنساني الفردي و الجماعي في المنظمات المختلقة دار الشروق للنشر و التوزيع، ط 4، الأردن، 2003 .
- طارق سويدان ،محمد الاكرم العدلوني ، مبادئ الإبداع ، شركة الإبداع الخليجي للاستثمارات و الترتيب ، الصفات ،ط3 ، الكويت ،2004.
- علي السلمي،خواطر في الإدارة المعاصرة،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة ،1998 .
- محمد قاسم القريوتي ،السلوك التنظيمي ،دار وائل للنشر ،ط5 ،الأردن،2009.
- محمود حسن حسني ، ترجمة لنيجل كنج و نيل أندرسون،إدارة أنشطة الابتكار والتغيير دار المريخ للنشر، الرياض ،2004.
- عامر خضير الكبيسي ،إدارة المعرفة و تطوير المنظمات ، المكتب الجامعي الحديث ، الإسكندرية ، 2004.
- سعيد عبد العزيز ،المدخل الى الابداع ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،الاردن ،2006.
- رعد حسن الصرن ، إدارة الإبداع و الابتكار الأسس التكنولوجيا و طرائف التطبيق الجزء الأول ، دار الرضا للنشر ،ط1 ،سلسلة الرضا للمعلومات ،2000.
- سعيد عبد العزيز، المدخل إلى الإيداع دار الثقافة للنشر والتوزيع، الأردن، 2006.
[1]ـ عمار بوحوش، محمد الذنيبيات ،مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث ، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر ، 1995.ص89.
[2]ـ معن خليل عمر، نقد الفكر الاجتماعي المعاصر دراسة تحليلية ونقدية ، دار الأفاق الجديدة ، بيروت، 1991،ص 75.
[3] – عامر مصباح ، علم الاجتماع الرواد و النظريات ،شركة دار الأمة للطباعة و النشر و التوزيع، برج الكيفان ، الجزائر ،2005،ص ص 116-117.
[4]– علي بن هادية،القاموس الجديد للطلاب ، ط7 ،المؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر ،1991 ص 143
[5]– حسن حريم ، السلوك التنظيمي – سلوك الأفراد و المنظمات ، دار زهران للنشر و التوزيع، عمان ، 1979.ص345
2- محمد قاسم القريوتي ، السلوك التنظيمي ،دراسة السلوك الإنساني الفردي و الجماعي في المنظمات المختلفة، دار الشروق للنشر و التوزيع، ط 4 ، الأردن، 2003 .ص 314 .
[7] – طارق سويدان ،محمد الاكرم العدلوني ، مبادئ الإبداع ، شركة الإبداع الخليجي للاستثمارات و الترتيب ، الصفات ،ط3 ، الكويت ،2004، ص18.
[8]– علي السلمي،خواطر في الإدارة المعاصرة،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة1998،ص44
[9] – محمد قاسم القريوتي ،السلوك التنظيمي ،دار وائل للنشر ،ط5 ،الأردن،2009، ص263
[10] – محمود حسن حسني ، ترجمة لنيجل كنج و نيل أندرسون،إدارة أنشطة الابتكار والتغيير، دار المريخ للنشر، الرياض ،2004، ص 45 – 48.
[11]– عامر خضير الكبيسي ،إدارة المعرفة و تطوير المنظمات ، المكتب الجامعي الحديث ، الإسكندرية ،2004. ص244.
1- سعيد عبد العزيز ،المدخل إلى الإبداع ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ، الأردن ،ط1، 2006 ، ص471-
[13] – نفس المرجع ، ص48.
[14]– نفس المرجع ، ص53
[15]– رعد حسن الصرن ، إدارة الإبداع و الابتكار الأسس التكنولوجيا و طرائف التطبيق، الجزء الأول ، دار الرضا للنشر ،ط1 ،سلسلة الرضا للمعلومات ،2000.ص403
[16] – سعيد عبد العزيز، المدخل إلى الإبداع، دار الثقافة للنشر والتوزيع، الأردن، 2006، ص ص 115 ،116.
نفس المرجع ، ص 117-121.