
الإرهاب في صفوف الشباب: الأسباب والمعالجة
قياتي عاشور معيد بقسم علم الاجتماع، كلية الآداب، جامعة بني سويف
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية العدد 21 الصفحة 11.
الملخص:
يهدف هذا المقال إلى استبيان الخطورة التي يتسبب بها الإرهاب في إحداث عدد من الهزات في المجتمع تهدد أمنه واستقراره وتؤكد على أن خطورة هذا الأمر تتعاظم إذا ما كان الشباب طرفًا في هذه الإشكالية، وبصدد ذلك رصد المقال عرضًا متنوعًا لعدة مداخل لمفهوم الإرهاب، ثم عرج المقال إلى ذكر الأسباب الباعثة والداعمة للإرهاب في مجتمعاتنا مشيرة إلى تعدد الأسباب بين النفسية والاقتصادية والسياسية والتربوية، ثم حاول المقال أن يعرض لبعض الطرق التي تعد بمثابة حلول ناجعة لمقاومة هذه الظاهرة المهددة، على أيدي الشباب أنفسهم ، واختتم المقال بعدد من التوصيات المهمة.
الكلمات الرئيسية: الإرهاب، الشباب، الأمن.
Terrorism among youth: Reasons and treatment
Abstract
The present study sheds light on the impact of terrorism, as one of the most devastating weapons, on society and its citizens. It is very sev re if youth are pushed to be a part of this critical issue. The study also highlights different concepts of terrorism, and then it mentions the reasons that led to its spread in our societies by pointing out the multiplicity of causes whatever they are psychological, economic, political, and educational. Indeed, the study supports readers with ways to overcome this crucial issue; how to resist this phenomenon by youth. Finally, the study concludes with a number of important recommendations.
Key words: Terrorism, Youth, Security
مقدمة:يظل الإرهاب بكافة أشكاله مصدراً أساسياً للمخاوف والقلق لكل المجتمعات المعاصرة المتقدمة والنامية على حدٍ سواء، كما تحظى ظاهرة الإرهاب باهتمام الشعوب والحكومات لما لها من آثار خطيرة في أمن الدول واستقرارها، وفيما يتعلق بالواقع المصري؛ تبرز معاناة مصر على مدى فترات طويلة من تاريخها مع الإرهاب الذي يضرب مفاصل الدولة بصورة متقطعة من وقت إلى آخر، ثم تسارعت وتيرة العمليات الإرهابية التي تشهدها مصر خلال الفترة الماضية بما يخلق جوا ًعاماً من الخوف الذي يهدد استقرار المجتمع([1]).
وبما أن الشباب في أيّ مجتمع يمثل عدته الأساسية نحو مستقبل أفضل، فضلًا عن كونه صاحب هذا المستقبل، فهو الرصيد الحقيقي لكلّ أمة وخزينها الثمين من القوى البشرية، وهو العنصر الأكثر أهمية وحيوية في عملية التخطيط لمستقبل أي أمة تطمح في الرقي والتطور، كما أنه قوة اجتماعية ذات وزن لا يستهان به بين القوى الاجتماعية الأخرى، وهذا الشاب لا يوجد في معزل عن مجريات الحياة من حوله، لذلك فإن دوره يؤثر في هذه المجريات ويتأثر بها بما قد ينعكس على سلوكه وأخلاقياته وشبكة علاقاته الاجتماعية، وانتماءاته كذلك([2]).
لكن لماذا الحديث عن الشباب بالذات فيما يخص ظاهرة الإرهاب؟
لأن الشباب هم الشريحة الأكثر استهدافاً من قبل الجماعات والتنظيمات الإرهابية والأكثر إهمالاً من قبل الحكومة والمجتمع ولأنهم عدة الوطن وذخر الأمة وأساس البناء والشموخ والإرادة وذاكرة التاريخ الحضاري لكل أمة متقدمة وهُم عَصب المجتمع الحيوي وقلبه النابض وطاقته القادرة على توجيه الحدث نحو مسارات التقدم والنهوض والتنمية إذا ما تنكبوا قيم التخلف والتطرف والجمود ، وكرسوا حياتهم لخدمة قضايا الوطن عبر آليات سلمية وواعية تمدد مساحة الخير وتحجم مساحة الشر والكراهية والاستبداد، كما أن الاهتمام بهم من قبل الدولة والمجتمع وعدم تجاهلهم هو إحدى الوسائل الهامة في عزلهم عن كل ما يؤدي بهم إلى الانزلاق في وحل التطرف والانجرار وراء أفكار الموت والدمار تحت شعارات لا تمت إلى الله بصله ولا إلى دينه بمعنى ([3]).
مشكلة البحث:
تعد ظاهرة الإرهاب من أخطر الجرائم التي تمارس داخل المجتمعات فهي لا تهدد أمن الدول فحسب، بل تعمل على زعزعة واستقرار كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، مما تسبب الكثير من الخسائر في الأرواح والأموال وسلب حقوق الأفراد في الأمن ، بما تخلقه من حالة خوف وذعر بين أفراد المجتمع، ومن الملفت للنظر ذلك الانتشار المتزايد لهذه الظاهرة فلم تعد تخص مجتمعًا ولا فئة بعينها، وباعتبار المجتمع المصري أحد هذه المجتمعات التي تتعرض لحملات وغارات إرهابية في الفترة الحالية، جاءت هذه الدراسة للتعريف بهذه الظاهرة، والكشف عن الأسباب والعوامل التي تدفع إلى ارتكابها وتنفيذها، بهدف التعرف والوقوف على الأسباب الحقيقية لكي نضع استراتيجيات مناسبة للمكافحة ومواجهة هذه الظاهرة ، وتحديد دور الشباب في التصدي والمكافحة لها .
أهداف البحث:
تهدف هذه الورقة إلى تحقيق حزمة من الأهداف:
- توضيح مفهوم الإرهاب.
- إبراز العوامل والدوافع المختلفة المؤدية إلى الإرهاب.
- آثار الإرهاب.
- طرق مواجهة الإرهاب.
- التعرف علي دور الشباب في مواجهة ومكافحة الإرهاب.
أهمية البحث:
تتضح أهمية البحث في توضيح خطورة الإرهاب على أمن المجتمع وسلامته واستقراره، ويتزامن هذا البحث مع ما يعانيه المجتمع المصري في الآونة الأخيرة من تفشي بعض الظواهر الغريبة مثل التطرف والعنف والإرهاب.
تعريف الإرهاب:
يعد مفهوم الإرهاب من المفاهيم غير الواضحة التي اختلف بصددها الباحثون، فهو يتسع ليشمل الجوانب النفسية والاجتماعية والسياسية بل والقانونية، وما قد يعنيه علماء النفس بالإرهاب لا يتفق بالضرورة مع ما يعنيه غيرهم من علماء الاجتماع والسياسة والقانون. وقد يصف كل طرف الطرف الآخر في نفس الوقت بنفس الصفة، ولذلك فمن الصعوبة أن نجد تعريفا محددًا جامعًا ومانعًا للإرهاب، كما أن المفهوم يرتبط في كتابات كثيرمن الباحثين بمفهوم التطرف([4]).
ويرجع الباحثون أول إطلاق هذه اللفظة إلى أيام الثورة الفرنسية فقد استخدمت كلمة (إرهاب) في فرنسا لوصف نظام حكومي جديد امتد منذ عام 1793م إلى 1794م حسب موسوعة المورد، إذ حكمت فرنسا خلاله حكمًا إرهابيًا أصبح مضرب المثل في التاريخ كله، وقد اعتقل خلال هذا العهد ثلاثمائة ألف مشبوه على الأقل، وأُعدم على المقصلة رسميًا نحو سبعة عشر ألف في حين مات كثير في السجون، أو من غير محاكمة ([5]).
وكان المقصود من هذا النظام أن تنشأ ديمقراطية، وحكومة شعبية بتخليص الثورة من أعدائها، وهذه الأعمال العنيفة والاضطهادات من حكم الإرهاب صارت آلة مخوفة في يد تلك الحكومة، وأصبحت كلمة الإرهاب تتضمن معاني سلبية راسخة في العقلية الغربية، ومع ذلك فإن الكلمة لم تكن مشهورة جدًا حتى أوائل القرن التاسع عشر عندما اتخذها فريق ثوري روسي لوصف صراعهم مع الحكومة، ومن ثم صار الإرهاب علمًا على المعنى المشهور من كونه ضد الحكومات ([6]).
التعريف اللغوي:من المعروف أن التعريف اللغوي يرتبط بتركيب الكلمة وبنائها وحروفها، لهذا فإن التعريف اللغوي للإرهاب يكاد يكون واحدًا، وإن توسعت بعض اللغات في المترادفات أو المشتقات أو الاستعمال للمعنى العام تارة، أو للمفهوم الخاص تارة أخرى.
ولا شك أن الاختلاف والتضييق أو التوسع في التعريف اللغوي يلقي بظلاله على المعنى الاصطلاحي، فالإرهاب في اللغة العربية: رَهَبَ: كعلم، رُهْبة ورَهَبا، بالضم وبالفتح وبالتحريك، ورُهباناً، بالضم ويحرك: خاف. وأرْهَبَه واسترهبه: أخافه (وتَرَهَّبُه) بمعني توعده والمَرْهُوب الأسد ([7]).
الإرهاب_ كما أقر مجمع اللغة العربية_ بأن كلمة إرهاب مشتقة من الفعل(رَهَبَ) بمعني خاف، وكلمة إرهاب هي مصدر الفعل(أَرْهَبَ)، وأرْهَبُه بمعنى خَوَّفَهُ، ويقال (رهبوت خير من رحموت) أي لا ترهب خيرا من أن ترحم، بمعني أن يخافك الناس خيراً من أن يرحمك ([8]).
وفي المعاجم المترجمة إلى اللغتين الانجليزية والفرنسية، ورد لفظ الإرهاب أنه وسيلة لنشر الذعر والتخويف باستعمال وسائل عنيفة لتحقيق أهداف سياسية ([9]).مشيرة في ذلك إلى استخدام العنف سواء من جانب الحكومة أو الأفراد، و(terrorize – Terrorizers) أرهب أو روع أو نشر الذعر والإرهاب، يفيد معنى استعمال القوة للتهديد والإخضاع سواء ضد الشيء أو الإنسان. وإرهاب بمعنى الرعب أو الهلع.
وفي القاموس السياسي. ([10]) إرهاب بمعنى محاولة نشر الذعر والفزع لأغراض سياسية. فالإرهاب هو الاستخدام المنظم للعنف والترهيب والتخويف لتحقيق هدف ما، والإرهابي (terrorist)هو الذي يقوم بهذه الأعمال والتصرفات. ([11])، ويتضح لنا من المعاجم والقواميس العربية والمترجمة واللاتينية أن جوهر الإرهاب هو الرعب، فأصل كلمة إرهاب هو أرعب ولكن المعاجم أقرت كلمة إرهاب والتي تفيد الرهبة.
وقد بلغت أهمية التعريف اللغوي للإرهاب حدًا كبيرًا دفع البعض إلى أن يتخذ منه أساسًا لتعريفه اصطلاحيًا واستنباط عناصره وخصائصه التي تميزه عن غيره من الظواهر التي قد تختلط به.
وإلى جانب المعاجم اللغوية هناك معاجم متخصصة، تجد أن من المهم أن تبرز الدلالة الاصطلاحية لهذه الألفاظ.
ففي معجم العلوم الاجتماعية” الإرهاب” يعني إحداث الخوف والرعب” وهو قانوني حين يقرن بالحكم فيقال” حكم الإرهاب” بمعني استناد ذلك الحكم الى وسائل قاسية تكفل بث الرعب في نفوس المحكومين ([12]).
وورد في معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية أن الإرهاب يعني” بث الرعب الذي يثير الخوف والفعل الذي يحاول به جماعة منظمة أو حزب أن يحقق أهدافه عن طريق استخدام العنف، وتوجيه الأعمال الإرهابية ضد الأشخاص سواء كانوا أفرادً اأو ممثلين للسلطة ممن يعارضون أهداف هذه الجماعة، كما يعتبر هدم العقارات وإتلاف المحاصيل في بعض الأحوال شكل من أشكال النشاط الإرهابي ([13]).
تعريف الإرهاب في الدراسات الأجنبية:
تعريف قاموس أكسفورد،(سياسة أو أسلوب يعد لإرهاب، وإفزاع المناوئين، أو المعارضين لحكومة ما، كما أن كلمة (إرهابي) تشير بوجه عام إلى أي شخص يحاول أن يدعم آراءه بالإكراه أو التهديد أو الترويع) ([14]).
تعريف اللجنة القانونية لمجموعة الدول الأمريكية والمشكلة للإعداد لمشروع اتفاقية لمقاومة الإرهاب والاختطاف: (أفعال هي بذاتها يمكن أن تكون من الصور التقليدية للجريمة مثل القتل، والحريق العمد، واستخدام المفرقعات، ولكنها تختلف عن الجرائم التقليدية بأنها تقع بنية مبيته بقصد إحداث الذعر والفوضى والخوف داخل مجتمع منظم وذلك من أجل إحداث نتيجة تتمثل في تدمير النظام الاجتماعي ومثل قوى رد الفعل في المجتمع، وزيادة البؤس، والمعاناة في الجماعة) ([15]).
أما الإرهاب عند الأمم المتحدة، فيقصد به” أعمال العنف الخطيرة التي تصدر من فرد أو جماعة بقصد تهديد الأشخاص أو التسبب في إصابتهم أو موتهم، سواء كان يعمل بمفرده أو بالاشتراك مع أفراد آخرين، ويوجه ضد الأشخاص أو المنظمات أو المواقع السكنية أو الحكومية أو الدبلوماسية أو وسائل النقل والمواصلات، وضد أفراد الجمهور العام دون تمييز، أو الممتلكات، أو تدمير وسائل النقل والمواصلات بهدف إفساد علاقات الود والصداقة بين الدول، أو بين مواطني الدول المختلفة، أو ابتزاز أو تنازلات معينة من الدول في أي صورة كانت”. لذلك فإن التآمر على ارتكاب أو محاولة ارتكاب أو الاشتراك في الارتكاب أو التحريض على ارتكاب الجرائم يشكل جريمة الإرهاب الدولي ([16]).
تعريف الإرهاب في الدراسات العربية:
عرف عز الدين الإرهاب بأنه ” عنف منظم ومتصل بقصد خلق حالة من التهديد العام الموجه إلى دولة أو جماعة سياسية، والذي ترتكبه جماعة منظمة بقصد تحقيق أهداف سياسية ([17]).
تعريف شريف بسيوني الذي أخذت به لجنة الخبراء الإقليميين التي نظمت اجتماعاتها الأمم المتحدة في مركز فيينا 14 -18 مارس 1988م قال: (استراتيجية عنف محرم دوليًا؛ تحفزها بواعث عقائدية، وتتوخى إحداث عنف مرعب داخل شريحة خاصة من مجتمع معين لتحقيق الوصول إلى السلطة، أو القيام بدعاية لمطلب أو لمظلمة بغض النظر عما إذا كان مقترفو العنف يعملون من أجل أنفسهم ونيابة عنها، أو نيابة عن دولة من الدول)([18]).
تعريف اللجنة المكلفة من مجلس جامعة الدول العربية لوضع تصور عربي مشترك لمفهوم الإرهاب عام 1989م: (هو كل فعل منظم من أفعال العنف، أو التهديد به يسبب رعبًا، أو فزعًا من خلال أعمال القتل، أو الاغتيال، أو حجز الرهائن، أو اختطاف الطائرات، أو السفن، أو تفجير المفرقعات أو غيرها من الأفعال مما يخلق حالة من الرعب والفوضى، والاضطراب الذي يستهدف أهدافًا سياسية) ([19]).
الأسباب المختلفة المؤدية للإرهاب:
إن العوامل والأسباب للإرهاب تختلف عن الجرائم الأخرى، حيث يذهب بعض الباحثين إلى ضرورة عدم المساواة بين مرتكب العمل الإرهابي وبين غيره من مرتكبي جرائم العنف، فالإرهابي يعتبر نفسه ضحية إرهاب أعظم يمارسه المجني عليه او المستهدف من العملية الإرهابية ([20]).
1) حب الظهور والشهرة حيث لا يكون الشخص مؤهلًا فيبحث عما يؤهله باطلًا فيشعر بالتخريب والقتل والتدمير.
2) الإحباط: أحد أسباب الخروج على النظام وعلى العادات والتقاليد هو الإحباط وشعور الشخص بخيبة أمل في نيل حقه أو الحصول على ما يصلحه ويشفي صدره فكثير من البلدان العربية هَمَّشَت دور الجماعات عمومًا ولم تكترث بها بل عذبت وقتلت وشردت ومنعت وصول خيرها للناس مع زعمهم بحرية الرأي والتعبير، وهذا يكون التحزبات السرية وردود الأفعال الغاضبة في صورة الإرهاب واعتناق الأفكار الهدَّامة ([21]).
3) قد يكتسب الفرد الصفات النفسية من البيئة المحيطة به سواء في محيط الأسرة أو في محيط المجتمع فكل خلل في ذلك المحيط ينعكس على سلوك وتصرفات ذلك الفرد حتى تصبح جزءًا من تكوينه وتركيبه النفسي، ويعد الفشل في الحياة الأسرية من أهم الأسباب المؤدية إلى جنوح الأفراد واكتسابهم بعض الصفات السيئة.
4) قد يكون سبب العنف والتطرف فشل من يتصف به في التعليم الذي يعد صمام الأمان في الضبط الاجتماعي ومحاربة الجنوح الفكري والأخلاقي لدى الفرد، والفشل في الحياة يُكَوِّن لدى الإنسان شعورًا بالنقص وعدم تقبل المجتمع له. وقد يكون هذا الإحساس دافعًا للإنسان لإثبات وجوده من خلال مواقع أخرى فإن لم يتمكن دفعه ذلك إلى التطرف لأنه وسيلة سهلة لإثبات الذات حتى لو أدى به ذلك إلى ارتكاب جرائم إرهابية.
ولهذا فإننا كثيرًا ما نجد أن أغلب الملتحقين بالحركات الإرهابية من الفاشلين دراسيًا، أو من أصحاب المهن المتدنية في المجتمع وغيرهم ممن لديهم الشعور بالدونية ويسعون لإثبات ذاتهم، أو أشخاص لهم طموح شخصي ([22]).
5) من أسباب اللجوء إلى الإرهاب عند بعض الشباب الإخفاق الحياتي، والفشل المعيشي، وقد يكون إخفاقًا في الحياة العلمية أو المسيرة الاجتماعية، أو النواحي الوظيفية، أو التجارب العاطفية، فيجد في هذه الطوائف الضالة، والثلل التائهة ما يظن أنه يغطي فيه إخفاقه، ويضيع فيه فشله، ويستعيد به نجاحه ([23]).
الأسباب التربوية للإرهاب:
على الرغم من أن العوامل التربوية ليست من الأسباب المباشرة للإرهاب، إلا أن النقص والسلبيات في الأنظمة والمناهج الدراسية يؤدي الى ظهور مشكلة الإرهاب.
ويمكن حصرها فيما يلي:
- نقص الثقافة الدينية في المناهج التعليمية من الابتدائية وحتى الجامعة في معظم البلاد الإسلامية، من أي قدر مفيد من التوجيهات الدينية، فمن يدرس في مراحل التعليم الأساسي، لا يؤهل شخصًا مثقفًا بثقافة مناسبة من الناحية الإسلامية، ليعرف ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وهو الحد الأدنى من الثقافة الإسلامية، مما أدى ضعف المقررات الدينيةوعدم تلبيتها لحاجات الطلاب في توعيتهم في أمور دينهم وتنوير فكرهم بما يوجههم من تحديات في هذا العصر، أي نقص الوعي الديني بوجه عام، ومما له الأثر السلبي على سلوك واتجاهات الأفراد.
- اعتماد التلقين وتنمية الذاكرة الصماء، وإغفال الملكات الأخرى للعقل كالإبداع، والتحليل، والاستنباط، والتخيل، والتعبير، مما يوجد لدينا أجيالاً استهلاكية ليس لها دور في الحياة، يسهل التأثير عليها وقيادتها إلى مسالك منحرفة.
- إن التعليم اليوم في بعض الدول الإسلامية لا يسهم في حماية الأفراد من الأخطار والتحديات الداخلية والخارجية، ومما ساعد على ذلك التدهور الثقافي في المجتمعات الإسلامية عامة، والذي انعكس أيضاً على المعلم والعملية التربوية برمتها ([24]).
الأسباب السياسية:
- وصول كثير من الذين لا يتمتعون بسمعة طيبة لبعض المناصب الكبرى في الأحزاب المختلفة وعمل بعضهم نوابًا للشعب.
- نجاح كثير من المرشحين في الانتخابات ممن هم دون المستوى الثقافي والمهني والاجتماعي وبالتالي فقد الكثير من الشباب ممن ليس لديهم القدرة على التحمل والتعبير السليم عن أهمية وفعالية دورهم وأعلنوا نقمتهم على أنفسهم وعلى شهادتهم وعلى أهلهم وعلى أسرهم ومن ثم على المجتمع.
- عدم وجود القنوات الفعلية أو الشرعية للشباب ووجود القيادات التي تمثلهم خير تمثيل وتنبع داخلهم ومن اختيارهم الواعي دون تدخل، حتى يتسنى التعبير عن إرادتهم وحل مشاكلهم خصوصًا وأن مشاركة الشباب من خلال الأحزاب هي في معظمها للشباب المتسلق ذو المصالح الذي لا يمثل العريضة للشباب المصري.
- الصدام بين الجماعات الإسلامية وما لقيته أقطاب ورموز تلك الجماعات من قهر من السلطة الحاكمة.
- عدم اللجوء إلى الحوار الديمقراطي مع الشباب الإسلامي بمختلف جماعاته وتنظيماته ولا يستطيع أحد إنكار الدور السياسي والاجتماعي والديني الذي يلعبه الأزهر بوضوح في كل المشاكل الوطنية وغياب دوره الديناميكي بصدد كل المشاكل الوطنية والعربية الإسلامية وأصبح جزء من السلطة السياسية،فقد كان الشباب في الماضي يجد رموز الدين والقدوة والمثل الأعلى،ثم بدأ يراهم في صورة رجال من رجال الدولة وأكد ذلك غيابهم عن الحوار الديمقراطي الفعال وتركهم المساحة لخلط الحقائق الدينية.
- سيادة كثير من قيم الانحلال والفساد والرشوة واستغلال النفوذ بين بعض رجال السلطة وبزوغ ذلك من خلال وسائل الإعلام والحملة الإعلامية المسعورة تجاه هذه الانحرافات في بداية الأمر ثم السكوت فجأة.
- سوء اختيار القيادات وبقاء كثير منهم في السلطة سنوات طويلة برغم المخالفات وعدم إعطاء الفرصة للتغيير الحقيقي والدفع بدماء شابة جديدة حتى تعبر عن أحلام ذلك القطاع الحيوي بالمجتمع.
- غياب دور الأحزاب السياسية وانشغالهم بالصراع على السلطة وهيمنة أعداد كبيرة من رجال الأعمال غير المثقفين على أمانات الأحزاب أو الأمانات المساعدة لتمويلهم المادي وبناءًا عليه يبحثون عن مصالحهم الشخصية ويحملون أعمالهم غياب التمثيل الحقيقي للشباب ورموزه الشرعية في الأحزاب السياسية وكافة الملتقيات الفكرية ([25]).
1) إذا كان الإرهاب السياسي من أكثر صور الإرهاب شيوعًا وأشدها ضررًا وخطورةً وأكثرها دموية، إلا أنه هناك الأسباب الاقتصادية بأخطارها المتراكمة والمتلاحقة لأن الاقتصاد من العوامل الرئيسة في خلق الاستقرار النفسي لدى الإنسان فكلما كان دخل الفردمضطربًا كان رضاه واستقراره غير ثابت بل قد يتحول هذا الاضطراب وعدم الرضا إلى كراهية تقوده إلى نقمة على المجتمع. وهذا الحال من الإحباط يولد شعورًا سلبيًا تجاه المجتمع، ومن آثاره عدم انتمائه لوطنه ونبذ الشعور بالمسئولية الوطنية ولهذا يتكون لديه شعورًا بالانتقام وقد يستثمر هذا الشعور بعض المغرضين والمثبطين فيزينون له قدرتهم على تحسين وضعه الاقتصادي دون النظر إلى عواقب ذلك وما يترتب عليها من مفاسد وأضرار.
2) البطالة: انتشار البطالة في المجتمع داء وبيل، وأيما مجتمع تكثر فيه البطالة ويزيد فيه العاطلون، وتنضب فيه فرص العمل، فإن ذلك يفتح أبوابًا من الخطر على مصارعها، من امتهان الإرهاب والجريمة والمخدرات والاعتداء والسرقة، وما إلى ذلك. فعدم أخذ الحقوق كاملة وعدم توفير فرصة العمل هذا يولد سخطًا عامًا يشمل كل من بيده الأمر قَرُب أو بَعُد، فإن الناس يُحرِّكَهُم الجوع والفقر والعوز ويُسْكَتَهُم المال لذلك قال عمر بن عبد العزيز لما أمره ولده أن يأخذ الناس على الحق ولا يبالي:(عِنيَّ أني أتألفهم فأعطيهم وإن حملتهم على الدين جملة تركوه جملة) ([26]) فالبطالة من أقوى العوامل المساهمة في نبتة الإرهاب حيث ضيق العيش وصعوبته وغلاء المعيشة وعدم تحسن دخل الفرد أحد العوامل التي تؤثر في إنشاء روح التذمر في الأمة ،لأنهإذا تسلطت أمة على أمة أخري فتغزوها وتأكل خيراتها ،فذلك يولد حالة من السخط تجاه من فعل ومن سمح بهذا ([27]).
آثار الإرهاب:
من الآثار السلبية للإرهاب تدمير الاقتصاد، والآثار النفسية السلبية زعزعة الأمن، تَيتم الأطفال، وترمل النساء، صرف موارد الدولة في تعزيز الأمن، تذمر الناس في الشوارع، تدمير مقدرات الوطنوالبني التحتية بتدمير المنشآت الحكومية وغير الحكومية، ضعف الدعم الخيري للجمعيات الخيرية، إهدار طاقات شباب الأمة، وإزهاق الأنفس، إحداث الفرقة بين أفراد المجتمع ([28]).
طرق مواجهة الإرهاب ودور الشباب في مكافحته:
الإرهاب لفظ يحمل في داخلة معنى النسبية ولا يمكن القول بأن هذه النسبية صفة طارئة تضاف إليه من الخارج بل إنها جزء لا يتجزأ من طريقة استخدامنا لهذا اللفظ فالإرهاب هو اللفظ الذي يطلق كل تيار على التيار الذي يعاديه إذا اتسمت أعماله بالعنف، وبما أن ظاهرة الإرهاب هي في أصلها ظاهرة معقدة الأسباب، ولا ترجع إلى سبب معين، لذا لابد من تكاتف جميع المجتمع في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد أمن المجتمعات ([29]).
وفهم ظاهرة الإرهاب في أي مجتمع، يتطلب فهم الواقع الاجتماعي وإدراكه، حتى يتسنى لنا معرفة الآلية التي تنتج هذه الظاهرة، والجدير بالذكر أن المجتمعات التي يكون فيها حدٌّ من المساواة والعدالة وتتسع فيها المشاركة في تقاسم الإنتاج والثروة، وفي تقاسم السلطة، وتعيش في وضع اقتصادي مستقر، يصعب فيها وجود ظاهرة العنف والإرهاب.
إن معالجة الإرهاب لا تتم بمضاعفة قمع الرأي الأخر وإنفاق المزيد من الثروات وتسليح قوات مكافحة الإرهاب بأحدث معدات القتال بل بالوقوف على الأسباب الحقيقة ومعالجة الأمر بالحكمة والموضوعية، ولا يمكن أن ينتهي العنف في وطننا العربي إلا بقيام البدائل الديمقراطية التي ترتكز على مؤسسات دستورية تحترم المواطن وتشاركه القرار وترفع مستواه الاقتصادي والثقافي وتقلل الفوارق الطبيعية وتحل السلام الاجتماعي.
ومن المؤسف أن يكون المدخل الأمني هو المدخل السائد والوحيد في مواجهة الإرهاب والتطرف، إذ تبدو المواجهة بين أجهزة الدولة والجماعات المتطرفة كما لو أنها ثار متبادل بين الطرفين. أي أنه من الضروري إتاحة الفرصة أمام الجماعات المختلفة المعارضة للتعبير عن نفسها حتى يتحول التطرف والإرهاب من ممارسة غير شرعية إلى عمل سياسي مشروع.
إن الحوارات الوطنية في الأقطار العربية مطلب ضروري لأنها تضمن توثيق الصلة بين الدولة والمجتمع المدني، وتضمن كذلك إتاحة الفرصة أمام القطاعات المختلفة للإسهام بنصيب في صياغة التوجيهات السياسية، والمشاركة في مواجهه أزمات الامة ([30]).
وعلى الأجهزة الأمنية الالتزام بإتباع الأساليب القانونية المشروعة في مواجهة الإرهاب، والبعد تمامًا عن الضربات الأمنية الانتقامية التي قد تشمل أشخاصًا أبرياء أو تمثل انتهاكات لحقوق الإنسان، لأن مثل هذه الإجراءات قد تقمع المظاهر الخارجية لهذه الظاهرة بصورة مؤقتة، ولكنها ترحلها بصورة تراكمية إلى المستقبل لتصبح فيه المظاهرات أشد خطورة وأكثر استعصاء على الحل ([31]).
مبادرة الحكومة بعلاج المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الشباب علاجًا جذريًا، وذلك ببناء وحدات إنتاجية وإقامة مشروعات ضخمة تستوعب أعداداً كبيرة من الشباب حتى يمكن توفير فرص العمل والقضاء على البطالة.
وضع مشروع متكامل للإصلاح الاجتماعي يسير جنباً إلى جنب مع الإصلاح الاقتصادي، ويهدف هذا المشروع إلى اصلاح أوجه الخلل الموجودة في مختلف النظم الاجتماعية وهذا هو دور الحكومة.
المشاركة السياسية للشباب من مختلف الطبقات، في اتخاذ جميع القرارات التي تمس حياة المواطن سواء داخل الأسرة أو المدرسة أو السكن.
يجب أن يتجه الواقع التربوي إلى تعليم الطفل كيف يناقش، وكيف يعبرعن رأيه بحرية، وكيف يحترم آراء الآخرين، وكذلك يجب التركيز على فلسفة المشاركة في جميع مراحل التعليم، وذلك من خلال خلق ملكة التفكير الخلاق والنقدي، والحوار المبني على التحليل والاستنباط، واحترام الرأي الآخر، والإيمان بالمشاركة الفعالة في قضايا المجتمع، فضلًا عن غرس المبادرة لدي الطلاب من خلال الحوار والإقناع وليس التخويف والعقاب.
تدعيم المشاركة الشعبية التي تقتضي ضرورة القضاء على البطالة ومواجهة مشكلات المناطق العشوائية في بعض المدن، وهي مشكلة تساهم في إحساس شريحة كبيرة من المجتمع بأنها تعاني من إهمال أجهزة الدولة، الأمر الذي ينعكس سلباً على أثرها في المشاركة في مواجهة الإرهاب، إن جميع أجهزة الدولة مطالبة بالاهتمام بهذه المجتمعات العشوائية والنهوض بها اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا ([32]).
تجنيد الشخصيات العامة من كُتاب ومثقفين وفنانين لما لهم من كاريزما جماهرية وتأثير في اتجاهات الرأي العام لإعطائه التوجيهات اللازمة والنصائح الهامة للمواطنين لردع الإرهاب ونبذ العنف وذلك من خلال الأفلام الوثائقية والسينمائية والكتب والتحقيقات الصحفية وعقد العديد من المؤتمرات والندوات المفتوحة في المراكز الثقافية وذلك على مستوي الجمهورية ودون الاقتصار على المناطق المركزية فقط.
ومن الوسائل المهمة في مكافحة الإرهاب؛تحديث وتطوير جهاز الشرطة بكاملة وذلك لمواكبة التطورات الحديثة المتلاحقة في مجال الجريمة المنظمة وذلك بتحديث الإمكانات البشرية وتطعيم الجهاز بأعلى الخبرات وأفضل القوى البشرية المتواجدة على الساحة مع إرسال البعثات واستقدام أفضل المعلمين لإيجاد القدرة على التميز والتفرد في مواجهة الإرهاب،وكذلك إيجاد أفضل الوسائل التكنولوجية وأدق الأجهزة الالكترونية السمعية والبصرية ([33]).
ومن منطلق الحديث عن الشباب لابد من تفعيل جهود الجامعات والعلماء وأساتذة الجامعات، وهم الصفوة بعد كبار العلماء ممن تناولوا هذه القضايا النازلة بالبحث والدراسة والغوص في الجذور والأسباب والنتائج وسبل العلاج، وذلك من خلال دورهم الذي يمكن تفعيله من خلال:
- البحوث العلميـة المعمقة والمركَّزة في هذه الفتنة،وأسبابها، وتاريخها، وعوائق الأطروحات العليا في رسائل الماجستير والدكتوراه.
- إقامة المؤتمرات العالمية العلمية، وعقد الندوات، وحلقات البحث والنقاش.
- عقد البرامج الإعلامية الحوارية والإرشادية في وسائل الإعلام المتنوعة تحذيرًا وإرشادًا.
- صياغة المناهج الدراسية الدينية والتربوية والاجتماعية على أساس سماحة الإسلام واعتداله.
- الأدوار الإرشادية وكشف الشبه والتوجيه، وبيان الغوائل والعواقب من قبل طلاب العلم والعلماء والباحثين ([34]).
- زيادة الأنشطة الغير صفية التي تتواكب مع الأحداث وفي نفس الوقت تلبي احتياجات الشباب وتطعيمها بالأنشطة الوطنية مثل (الفرق الكشفية، التمريض، إعانة الملهوف).
- تطوير مستمر لأعضاء هيئة التدريس، ومشاركتهم في تنمية التفكير بأنواعه مع الشباب.
- تفعيل دور المكتبة الجامعية، وإطلاع الشباب على الأحداث الجارية ومناقشتها من خلال عرضها على شاشات عرض أو من خلال التواصل على الانترنت.
- توثيق صلة معلمي المستقبل بالمجتمع ومشكلاته من خلال التطبيق في المدارس وإجراء الأبحاث العليمة للقضايا الاجتماعية والاشتراك في الخدمات الاجتماعية ([35]).
10)الاهتمـام بأساليب ومؤسسات التنشـئة الاجتماعية ابتداء مـن الأسـرة و المدرسـة والمسجد والإعـلام، ووضع البرامـج اللازمــة لتوعيــة تـلك المؤسسات بأسـاليب التنشـئة والتربيـة السليمة لإعـداد مـواطنين صالحـين أخلاقيًا وفكريـًا ونفسـيًا وغـرس قيـم الــولاء والانتمــاء للوطن.
11)وضع السياسات اللازمة لتنمية قدرات الشـباب وتوجيههـا فـي النـواحي والمجالات المفيدة للمجتمع وشغل أوقات الفراغ في النواحي العلمية والثقافية المفيدة([36]).
ودور الشباب هنا هو أن يحاول فهم التنظيمات والحركات بشكل أكثر صحة وألا ينساق إلى أي تنظيم أو حركة حتى وإن كانت تدغدغ هذه الحركات مشاعره المتفجرة بكلماتها وعبارتها المتفجرة وأن يبتعد عن كل ذلك وأن يجعل من الموضوعية والشفافية هما الأساس لفهم أي فكرة تدور في الشارع ألا يجعل العنف هو أول الحلول ولا حتى أخرها ولكن الحوار هو أول الحلول وأخرها والسؤال الموجة للشباب المصري أليس العيش لخدمة قضية عبر المطالبة بها والضغط السلمي لتنفيذها أفضل بكثير من الموت بداخل سيارة مفخخة، إن إيمان الشباب ونقصد هنا الشباب المنتمين لتنظيمات وحركات عنف أن ينزعوا إلى السلم ففي السلام توجد مكاسب أكثر من الحرب والدمار وهذا هو دور الشباب من وجهة نظري في المستقبل.
النتائج والتوصيات:
لم تتفق القواميس والأنظمة القانونية والاتفاقيات والتخصصات المختلفة على تحديد معنى واحد للإرهاب، إن الإرهاب هو أي عمل عنف، أو التهديد به؛ يُحكَم بتحريمه شرع ايقع تنفيذا لمشروع إجرامي، فردي أو جماعي، يؤدي إلى حالة من الشعور بالخوف، والرهبة بين الناس، أو يسبب لهم الضرر؛ بشكل مباشر، أو غير مباشر، ويرى الباحث أن هذا التعريف يتماشى مع نظرة التأصيل في الحكم على الأشياء وفق الشريعة الإسلامية؛ مما يسهل الآلية لمواجهته على مختلف الأصعدة التربوية، والاجتماعية، والسياسية،والأمنية؛ في الدول الإسلامية التي تحكِّم شريعة الإسلام.
وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الإرهاب منها العوامل (التربوية، النفسية، الاقتصادية، والسياسية) التي عن طريق تحديدها يمكننا من وضع استراتيجية متقنة بناءاً على معرفة حقيقة، والقضاء على هذه المشكلة المتشعبة لا يمكن أن تقوم به المؤسسات الأمنية فقط؛ بل لا بد من تعاون جميع المؤسسات المجتمعية،حتى تتسنى مواجهة ظاهرة الإرهاب، وأوضحت الدراسة الدور الفعلي للشباب في مكافحة الإرهاب.
ويمكن وضع مجموعة من التصورات كما تم تناولها بالتفصيل في بند كيفية مواجهة الإرهاب ودور الشباب في التصدي له التي كان من أهمها وضع السياسات اللازمة لتنمية قدرات الشـباب وتوجيههـا فـي النـواحي والمجالات المفيدة للمجتمع وشغل أوقات الفراغ في النواحي العلمية والثقافية المفيدة.
– إشغال أوقات فراغ الشباب واستثمارها فيما ينفعهم ويعود بالفائدة لبلـدهم، والإشراف عليهم على أن يكون القائمون عليها هـم مـن أصـحاب الفكـر المستنير. فالشباب طاقة إن لم تشغل بالمفيد من الأمـور شـغلت بسفاسـف الأمور وبالسيئ منها، مع مراعاة تلك الأنشطة طبيعة الشباب التي تحتاج للحركة والحيوية.
– تفعيل وفتح قنوات الاتصال والحوار مع الشباب والفئات التي وقعت فريسـة للفكر الإرهابي المنحرف من خلال دعاة مـؤهلين لإبـراز أخطـاء الفكـر التكفيري وإبطال الحجج التي يستند إليها الإرهابيون.
قائمة المراجع
– أحمد جلال عز الدين (1986)، الإرهاب والعنف السياسي، القاهرة، دار التراث.
– أحمد جلال عز الدين (1994)، الأساليب العاجلة وطويلة الأجل لمواجهة التطرف والإرهاب في المنطقة العربية منشور في “تحديات العالم العربي في ظل المتغيرات الدولية”، أعمال المؤتمر الدولي الثاني الذي نظمه مركز الدراسات العربي الأوروبي، مركز الدراسات العربي الأوروبي، باريس.
– أحمد ذكي بدوي، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، بيروت، مكتبة لبنان.
– أحمد عطية الله (1980)، القاموس السياسي، الطبعة الرابعة، دار النهضة العربية.
– أعمال المؤتمر الدولي الثاني الذي نظمه مركز الدراسات العربيالأوروبي، مركز الدراسات العربي الأوروبي، باريس.
– السيد محمد الحسيني (1994)، تعقيب في “تحديات العالم العربي في ظل المتغيرات الدولية“، حسن سعيد الكرمي (1987)، المغني الأكبر (إنجليزي -عربي)، مكتبة لبنان.
– خالد يوسف برقاوي (2009)، ظاهرة الإرهاب من منظور الشباب الجامعي ودور الخدمة الاجتماعية في التصدي لها، المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب، المجلد 24، العدد 48.
– رداد السلامي (2007)، دور الشباب في مكافحة الإرهاب، ملتقى الشباب للتنمية المجتمعية “حتى لا تتكرر أحداث مآرب. الإرهاب في اليمن المشكلة والحل“، اليمن
– سامي عبد القوي على (1994)، رؤية عينة من الشباب لظاهرة الإرهاب: دراسة نفسية استطلاعية،مجلة علم النفس، القاهرة، العدد 31.
– سهيل إدريس، قاموس المنهل (فرنسي – عربي) (1994)، الطبعة الثالثة عشرة دار الآداب، بيروت، ص 1015.
– صالح بن غانم السدلان، أسباب الإرهاب والعنف والتطرف، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية الشريعة، الرياض.
– عبد الرحمن أبوبكر ياسين، الإرهاب باستخدام المتفجرات، المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب، الرياض، 1412 هجري، ص 106.
– عبد الرحمن المطرودي، نظر في مفهوم الإرهاب والموقف منه في الإسلام.
– عبد الرحمن الهواري (2002) التعريف بالإرهاب وأشكاله، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
– عبد الرحمن بن معلا اللويحق، الإرهاب والغلو دراسة في المصلحات والمفاهيم، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بكلية الشريعة بالرياض.
– علي فايز الجحني: ” التعاون العربي في مكافحة الإرهاب ” ندوة: مكافحة الإرهاب بالرياض.
– عمر بن حزام بن ناصر بن عمر بن قرملة (2007)، دور مؤسسات المجتمع المدني في الوقاية من الإرهاب، رسالة ماجستير، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ص 106-107.
– مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي (1996)، القاموس المحيط، ط5، بيروت، مؤسسة الرسالة.
– محمد الهواري، الإرهاب المفهوم والأسباب وسبل العلاج، موقع حملة السكينة.
– محمد بن أبي بكر الرازي (1986)، مختار الصحاح، مكتبة لبنان، بيروت.
– محمد فتحي عيد(1999)، واقع الإرهاب في الوطن العربي، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
– محمد محيي الدين عوض (1999) “ تعريف الإرهاب ” ندوة: تشريعات مكافحة الإرهاب في الوطن العربي بالسودان، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض.
– محمد مرضي الشمري (2016)، استراتيجية مقترحة لتوعية الشباب الكويتي من مخاطر الإرهاب والتطرف الفكري، المجلة العربية للعلوم الاجتماعية، مصر.
– محمد يسري احمد داود (2004)، إثر بطالة الشباب على ظاهرة الإرهاب وادمان المخدرات، المؤتمر السنوي التاسع (إدارة ازمة البطالة وتشغيل الخريجين)، كلية التجارة، جامعة عين شمس.
– معجم العلوم الاجتماعية (1970)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.
– منير البعلبكي (1980)، المورد، دار العلم للملايين، بيروت-لبنان.
– ناصر بن مسفر الزهراني، حصاد الإرهاب، مكتبة العبيكان بالرياض.
– نبيل لوقا بباوي (2001)، الإرهاب صناعة غير إسلامية، القاهرة، دار البباوي للنشر.
– نيفين بنت حمزة البركاتي (2013)، تصور مقترح لرؤية وطنية شاملة لمواجهة ظاهرة الإرهاب وتعزيز المواطنة لدي الشباب، مجلة البحث العلمي في التربية، مصر.
– هبة شاهين(2014)، المسئولية الاجتماعية والأمنية لوسائل الإعلامفي تناول قضايا الإرهابدراسة تطبيقية على الجمهور والصفوة الإعلامية والأمنية، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، المؤتمر العلمي حول دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب.
.رواه ابن سعد في الطبقات ج5.
[1]))هبة شاهين(2014)،المسئولية الاجتماعية والأمنية لوسائل الإعلام في تناول قضايا الإرهاب دراسة تطبيقية على الجمهور والصفوة الإعلامية والأمنية، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، المؤتمر العلمي حول دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب، ص 1.
([2]) سامي عبد القوي على (1994)،رؤية عينة من الشباب لظاهرة الإرهاب: دراسة نفسية استطلاعية،مجلة علم النفس، القاهرة، العدد 31، ص 48.
[3]))رداد السلامي (2007)،دور الشباب في مكافحة الإرهاب، ملتقى الشباب للتنمية المجتمعية “حتى لا تتكرر أحداث مآرب. الإرهاب في اليمن “المشكلة والحل“، اليمن، ص 1.
([4]) سامي عبد القوي على، مرجع سابق، ص 53.
([5]) منير البعلبكي (1980)، المورد، دار العلم للملايين، بيروت-لبنان، ص135.
([6]) عبد الرحمن بن معلا اللويحق، الإرهاب والغلو دراسة في المصلحات والمفاهيم، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بكلية الشريعة بالرياض، ص 15.
[7]))مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي (1996) ،القاموس المحيط، ط5، بيروت، مؤسسة الرسالة، 118.
[8])) محمد بن ابي بكر الرازي (1986)،مختار الصحاح ، مكتبة لبنات ، بيروت ص 259.
[9])) حسن سعيد الكرمي (1987)،المغني الأكبر (إنجليزي – عربي) ، مكتبة لبنان، ص 1448، سهيل إدريس، قاموس المنهل (فرنسي – عربي) (1994)، الطبعة الثالثة عشرة دار الآداب، بيروت، ص 1015.
[10])) أحمد عطية الله (1980)،القاموس السياسي، الطبعة الرابعة، دار النهضة العربية، ص 60 .
[11])) عبد الرحمن أبوبكر ياسين، الإرهاب باستخدام المتفجرات، المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب، الرياض، 1412 هجري، ص 106.
[12]))معجم العلوم الاجتماعية (1970)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ص 277.
[13]))احمد ذكي بدوي، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، بيروت، مكتبة لبنان، ص 182.
([14]) علي فايز الجحني ” التعاون العربي في مكافحة الإرهاب ” ندوة: مكافحة الإرهاب بالرياض، ص181.
([15])عبد الرحمن الهواري (2002) التعريف بالإرهاب وأشكاله، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ص 23.
[16])) نبيل لوقا بباوي (2001) ،الإرهاب صناعة غير إسلامية، القاهرة، دار البباوي للنشر، ص 58.
[17])) احمد جلال عز الدين (1986)،الإرهاب والعنف السياسي، القاهرة، دار التراث، ص 49.
([18])محمد فتحي عيد(1999)،واقع الإرهاب في الوطن العربي، جامعة نايف العربية للعلوم الامنية، ص24.
([19]) محمد محيي الدين عوض (1999) “ تعريف الإرهاب ” ندوة: تشريعات مكافحة الإرهاب في الوطن العربي بالسودان، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 15.
[20])) محمد فتحي عيد (1999)،واقع الإرهاب في الوطن العربي، مرجع سابق، ص 139.
([21]) ناصر بن مسفر الزهراني، حصاد الإرهاب، مكتبة العبيكان بالرياض، ص 25.
([22]) عبد الرحمن المطرودي، نظر في مفهوم الإرهاب والموقف منه في الإسلام، ص35.
([23])صالح بن غانم السدلان، أسباب الإرهاب والعنف والتطرف، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية الشريعة، الرياض ، ص 17-18.
[24])) عمر بن حزام بن ناصر بن عمر بن قرملة (2007) ، دور مؤسسات المجتمع المدني في الوقاية من الإرهاب ، رسالة ماجستير، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ص 106-107.
[25]))محمد يسري أحمد داود (2004) ،أثر بطالة الشباب علي ظاهرة الإرهاب وإدمان المخدرات ،المؤتمر السنوي التاسع (إدارةأزمة البطالة وتشغيل الخريجين) ، كلية التجارة ، جامعة عين شمس، ص 679-681.
([26]) رواه ابن سعد في الطبقات ج5 ص400.
[27])) صالح بن غانم السدلان، مرجع سابق، ص 20.
[28])) خالد يوسف برقاوي (2009) ،ظاهرة الإرهاب من منظور الشباب الجامعي ودور الخدمة الاجتماعية في التصدي لها، المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب، المجلد 24،العدد 48، ص 176.
[29])) خالد يوسف برقاوي، مرجع سابق، ص 176.
([30])السيد محمد الحسيني (1994) ،تعقيب في “تحديات العالم العربي في ظل المتغيرات الدولية” ، أعمال المؤتمر الدولي الثاني الذي نظمه مركز الدراسات العربيالأوروبي ، مركز الدراسات العربي الأوروبي ، باريس ، ص476-478.
[31])) أحمد جلال عز الدين (1994)، الأساليب العاجلة وطويلة الأجل لمواجهة التطرف والإرهاب في المنطقة العربية منشور في “تحديات العالم العربي في ظل المتغيرات الدولية”، أعمال المؤتمر الدولي الثاني الذي نظمه مركز الدراسات العربي الأوروبي، مركز الدراسات العربي الأوروبي، باريس، ص 405-454.
[32])) محمد الهواري، الإرهاب المفهوم والأسباب وسبل العلاج، موقع حملة السكينة، ص 19.
[33])) محمد يسري أحمد داود، مرجع سابق، ص 684.
[34])) محمد مرضي الشمري (2016) ، استراتيجية مقترحة لتوعية الشباب الكويتي من مخاطر الإرهاب والتطرف الفكري، المجلة العربية للعلوم الاجتماعية، مصر، ص 20 -24.
[35])) نيفين بنت حمزة البركاتي (2013) ، تصور مقترح لرؤية وطنية شاملة لمواجهة ظاهرة الإرهاب وتعزيز المواطنة لدي الشباب، مجلة البحث العلمي في التربية، مصر ، ص 530-531.
[36])) محمد مرضي الشمري، مرجع سابق، ص 24.