
خطاب العتبات وآفاق الترجمة الأدبية
(نحو مناص ترجمي في رواية ذاكرة الجسد)
الدكتور عبد الحق بلعابد، أستاذ نظرية والأدب المقارن المشارك
قسم اللغة، كلية الآداب والعلوم، جامعة قطر.
The discourse of thresholds and the horizons of literary translation
(To a translation paratext in the novel Memory of the Flesh)
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 45 الصفحة 9.
Abstract:
This research is part of the project of criticism that seeks to develop the discourse of thresholds in Arab criticism, so we will try to find the relation of the discourse of the thresholds in the translation, which is one of the new studies of the criticism and the translation into the West and the Arab world, to bring them between two epistemic fields, which are poetics and traductology. This research attempts to establish the discourse of the thresholds in translation, or what we call the translation paratext, by applying it to the novel Memory of the Flesh and its translations of the Algerian novelist AhlamMostaganemi, hoping that this research will be a opening to further studies in critical research and translation in the Arab world.
Key Words: thresholds – paratext – translation – translation paratext.
Le discour des seuils et les horizons de la traduction littéraire
(Vers un paratexte de traduction dans le roman Memoire du Corps)
Résumé
Cette recherche fait partie du projet de critique qui cherche à développer le discours des seuils dans la critique arabe, nous essaierons donc de rechercher la relation du discours des seuils dans la traduction, qui est l’une des nouvelles études de la critique et de la traduction en l’Occident et au monde Arabe, pour les amener entre deux champs epistemique, qui sont la poétique et la traductologie. Cette recherche tente d’établir le discours des seuils dans la traduction, ou ce que nous appelons le paratexte de traduction, en l’appliquant sur le roman Memoire du Corps et ses traductions du romanciere algérienne AhlamMostaganemi, en espérant que cette recherche sera une ouverture à d’autres études dans la recherche critique et de la traduction dans le monde arabe.
Mots Clefs: seuils- paratexte- traduction- paratexte de traduction.
ملخص:يدخل بحثنا هذا في سياق المشروع النقدي الذي يحاول تطوير خطاب العتبات في النقد العربي، لهذا سنحاول البحث في علاقة خطاب العتبات بالترجمة، والذي يعد من الدراسات الجديدة في النقد والترجمة عند الغرب والعرب على حد سواء، لجمعها بين حقلين معرفيين، وهما الشعريات والترجميات، لهذا يحاول هذا البحث التأسيس لخطاب العتبات في الترجمة، أو ما أسميناه بالمناص الترجمي، من خلال تطبيقنا إياه على رواية ذاكرة الجسد وترجماتها للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، آملين أن يكون هذا البحث فتحا لدراسات أخرى داخل البحث النقدي والترجمي في الوطن العربي.
الكلمات المفاتيح: العتبات – المناص – الترجمة – مناص الترجمة.
- عتبة منهجية:
إن البحث الذي نروم الخوض فيه بحث ما يزال بكرا داخل المؤسسة النقدية والترجمية العربية، فبحوثنا في حقل الترجميات لم تتمكن من ضبط مفاهيمها، ونقل مصطلحاتها بدقة، والتحكم في آلياتها المنهجية، وطرائقها التحليلية في النقل والتحويل، فكيف وهي تنخرط في البحث النقدي الأصيل الذي يحتاج منها إلى طول نظر وتدبر.
لهذا جاء هذا البحث ليساهم في بعض القضايا التي لم يلتفت إليها في الدرس الترجمي العربي وهي البحث في الترجمة كعتبة من عتبات النص/الخطاب، وهو بحث ما يزال جديدا في الدرس النقدي الغربي، إلا ما أشار إليه الناقد الفرنسي (ج.جينيت) “G.Genette”في كتابه (عتبات) الذي يعد عمدة بحثنا، غير أنه لم يقدم لنا آلية ننتهجها، سوى ما جاء به مجملا في كتابه السابق، فأردنا أن نغامر قصد فهم الكيفية التي تكون بها الترجمة نصا موازيا لنصها الأصلي وهي تقوم بعملية النقل والتحويل (من النص المنطلق إلى النص الهدف)، أو ما بدأ يبحثه قبل سنوات قليله (جوزي فرياس) ” JoseYusteFrias”مع فريق بحثه المتخصص في الترجمة والترجمة الموازية*.
وهذا محتاج منا إلى بسط معرفي ومنهجي لمصطلح المناص عامة، ثم ما اصطلحنا عليه بالمناص الترجمي، كاشفين عن أقسامه ووظائفه، من خلال تطبيقنا إياه علىرواية ذاكرة الجسدوترجماتها للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، آملين أن يكون هذا البحث فتحا لبحوث أخرى داخل الدرس النقدي والترجميفي الوطن العربي.
1-المناص وخطاب العتبات عند ج.جينيت:
يعد المناص أحد الأنماط الخمس التي حددها ج.جينيت في تقسيماته للمتعاليات النصية، إذ يتشكل من رابط هي عموما أقل ظهورا وأكثر بعدا من المجموع الذي يشكله عمل أدبي([1])، لأننا لا نستطيع الكشف عن النص أو تسميته إلا من خلال مناصه، الذي يعد كسوة النص ولباسه، تحدده مداخله اللفظية أو البصرية من (اسم الكاتب، العنوان، العنوان الفرعي، الإهداء، الاستهلال، كلمة الناشر…)، وبهذا يستقبل من قبل جمهور القراء.
لهذا حدده ج.جينيت بكونه” كل ما يجعل من النص كتابا يقترح نفسه على قرائه أو بصفة عامة على جمهوره، فهو أكثر من جدار ذو حدود متماسكة، نقصد به هنا تلك العتبة، أو بتعبير “بورخيس” ذلك البهو الذي يسمح لكل منا دخوله أو رجوع منه…“([2])، ليجعل منه منجما من الأسئلة([3]) لا تكف الإجابات عن الحفر فيه.
- أنواع المناص عامة:
توصلنا مع جينيت أن المناص، هو كل تلك النصوص الموازية للنص الأصلي سواء كانت عنوانا، صورة الغلاف، كلمة الناشر، الجلادة، وحتى قائمة المنشورات…([4])، وهذا ما عبر عنهج.جينيت”G.Genette”بتلك ” … المنطقة الفضائية والمادية من النص المحيط التي تكون تحت المسؤولية المباشرة والأساسية للناشر أو بأكثر دقة للنشر”([5])، وهنا تتحدد العلاقة التجارية والجمالية بين نص الكاتب(إنتاجا)، وكتاب الناشر(طباعة)، إذا سلمنا بأن هذا الكتاب سلعة قابلة للبيع والاستهلاك([6]).
وقد عرض علينا ج.جينيتتقسيما عاما للمناص، محددا فيه أنواعه([7])، على الرغم من شرح غموضها بعض الشيء([8])، وما سعى إليه (فيليب لان) “Philippe Lane” لتوضيح تقسيماتها المتعددة ومكوناتها المتداخلة، التي تحتاج إلى صبر من الباحث لتتبعها، وفهم مقاصدها الشعرية:
1-مناص الناشر:
ويظهر في المكونات المناصية التي يتحمل مسؤوليتها الناشر المكلف بطباعة الكتاب، وقد جمعها ج.جينيت في (الغلاف، الجلادة، كلمة الناشر، الإشهار…)([9])، كما يتقاسم الناشر مسؤوليتها مع المتعاونين معه الذين يدخلون في دائرة المناص النشريأيضا.
2-مناص المؤلف:
ويمكن تحديده بتلك المكونات المناصية التي ترجع مسؤوليتها للمؤلف، والتي عرفناها سابقا من (اسم الكاتب، العنوان، العنوان الفرعي، الإهداء، الاستهلال….).
وبهذا سيعمد المناص إلى الانقسام على نفسه إلى قسمين أساسيين هما: النص المحيط، والنص الفوقي، مع مراعاة الأقسام الفرعية بحسب أنواع المناص عامة، ويمكن لهذا الجدول توضيح ذلك:
- جدول خاص بالنص المحيط وعناصره التكوينية:
النص المحيط التأليفي | النص المحيط النشري |
|
- جدول خاص بالنص الفوقي وعناصره التكوينية:
النص الفوقي التأليفي | النص الفوقي النشري | |
العام | الخاص |
2-الترجمة وخطاب العتبات:
لما أراد (ج.جينيت) إنهاء كتابه عتبات، نبهنا إلى مسألة في غاية الأهمية والتعقيد، والتي تتعلق أساسا بباقي العناصر المناصية التي يتمكن من دراستها وتحليلها لخصوصية الكتاب، لأنه كتاب مُؤسس لشعرية العتبات عامة، فاكتفى بالإشارة للترجمة كمكون مهم من مكونات العتبات، بقوله: ” ….بموازاة كل هذا تركت جانبا بعض العناصر التي لا تجحد أهميتها، وهذا حتى نحقق البحث فيها ونعمقه، وأول هذه العناصر(المناصية) الترجمة…”([10])، ليترك السؤال مفتوحا للمشتغلين على قضاياها للخوض في الحفر في هذا المنجم: كيف تكون الترجمة مناصا ؟، باعتبار الترجمة واقعة تحت معاينة المؤلف ومراقبته، خاصة إذا وجدناه متعدد اللغات، مما سيسهل عليه متابعة ترجمة أعماله، وهذا ما تقوم به الروائية أحلام مستغانمي مع بعض رواياتها، خاصة روايتها ذاكرة الجسد.
وبتدبرنا في صعوبة الاشتغال على الترجمة كعنصر مناصي عند ج.جينيت، يرجع هذا بالأساس لتشعب مسالكها البحثية عند المشتغلين عليها كمفهوم وممارسة، لهذا لم يذكرها إلا في خاتمة كتابه، وحتى أن أهم أتباعه وشراحه أمثال(فليب لان)”Philippe Lane” في كتابه (هوامش النص)([11])، لم يأت على ذكرها للتعقيدات التنظيرية والتطبيقية لمفهوم الترجمة داخل المؤسسات النقدية الغربية.
وبرجوعنا إلى بعض المتخصصين في الترجميات الحديثة، فقد وقفنا على من انتبه إلى ما ذكره ج.جينيت في كتابه، وحاول أن يدلي برأيه فيه، غير أن ما طرحه لم يتعمق في الظاهرة تنظيرا وتطبيقا، وهذا ما قام به (د.لاروس) “R.Larose” في كتابه (نظريات معاصرة في الترجمة)([12])، أين تعرض لمفهوم المتعاليات النصية عند جينيت، وهو يسعى إلى تحديد نظريات الترجمة واتجاهاتها ومصطلحاتها، حيث وقف على المناص الذي جعل الترجمة كأحد عناصره المهمة([13])، غير أنه توقف عند الحدّ، مكتفيا بالإحالة على جينيت، دون التعمق في الظاهرة الجديدة، على الرغم من أنها تعد فتحا جديدا في الدراسات الترجمية المعاصرة.
إلا أننا وقعنا على بحث مهم( لشهناز طاهر)، خصصته لكيفية استخدام النصوص الموازية في البحث الترجمي التاريخي، كاشفة بذلك على ما لم تقله النصوص النصوص([14])، موجهة اهتمامها للجانب التطبيقي، مقدمة نموذجين تطبيقيين من تركيا، الأول مع قدمه مركز الترجمة بتركيا في أربعينيات القرن الماضي من ترجمات لعيون الأدب العالمي مركزة على تعدد الطبعات وأغلفة الأعمال الأدبية وعناوينها وأسماء المترجمين ومقدماتهم لهذه الأعمال، أما النموذج الثاني فكان عن دور نشر خارج القطاع الحكومي، والتي اهتمت بترجمة الأدب الشعبي، بخاصة الروايات التي عرفت في تركيا بـ(الدايم) مركزة على ما جاء في نصوصها الموازية، غير أنها لا تخفي في بداية بحثها ونهايته، صعوبة الاشتغال على خطاب العتبات في الترجمة، وقد أبدت بعض الملاحظات على ما أورده جينيت الترجمة كأحد عناصر خطاب العتبات، لهذا السبب، غير أنها لا تنكر راهنية دراسة خطاب العتبات للنصوص الترجمة، وكذا ما تقدمه من خدمة جليلة لتاريخ الترجمة عامة([15].
وغير بعيد عن هذا البحث يطالعنا كتاب مهم، يعد صاحبه مؤسسا لخطاب العتبات في الترجمة، بل واضع مصطلح ونظرية جديدة حول ما سماه الترجمة الموازية (parataduction)، الباحث الإسباني والمشرف على الحلقة العلمية (الترجمة والترجمة الموازية) جوزي يوست فرياس (JoseYusteFrias)([16]).
وقد قدم رؤيتهوما جاء به من الجديد في نظريته حول الترجمة الموازية التي انطلقت هي الأخرى من آراء ( ج.جينيت) في كتابه ( في عتبات الترجمة : الترجمة الموازية، سنة 2010)([17])، قد تتبع فيها ما جاء في عتبات جينيت وكيفية الاستفادة من هذه العتبات لتأسيس خطاب للعتبات في الترجمة،ثم وسع هذا المفهوم ليضع مصطلح الجديد ( الترجمة الموازية)، جاعلا مجال اختصاصها الصورة بكل أبعادها، لما قدمه لها المد التكنولوجي من مساحة كبيرة في حياتنا، معرفا نظريته الجديدة بقوله : ” أن الترجمة الموازية، هي ما تجعل من الترجمة ( أو النص الترجمي) كتابا “([18])، وهو تعريف مستلهم من تعريف جينيت للمناص.
ولأهمية هذا الكتاب والبحث الذي سبقه، فهما يحتاجان منا وقفة تدبرية أكبر، ورؤية نقدية أوسع، خاصة وأننا نتقاطع معها في الطرح وقد اشتغلنا على مصطلح المناص الترجمي، والكتاب لم يكن قد ظهر بعد، ولكن أفكاره كانت تتداول بين طلبته، لهذا سننطلق من اجتهاداتنا السابقة في دراسة العتبات، وما قد تمثلناه من كتاب جينيت (عتبات)، وما وسعناه من أراء في دراساتنا حول خطاب العتبات في الترجمة أو ما نصطلح عليه بـ (المناص الترجمي) في هذا البحث. لهذا سنشتغل على ما لم يحقق جينيت وأتباعه البحث فيه، وبالخصوص في هذا العنصر المناصي الذي يتسم بالتعقيد داخل الجهاز المفاهيمي والمصطلحي عموما، فما بالك كعنصر مناصي([19])، وسنعمد لتوضيح ذلك على ما جاءبه جينيت في اشتغالاته على باقي عناصر المناص بالبحث عن مكان ووقت ظهور الترجمة، وظائفها، وعمليتها التواصلية والتداولية.
2-1-الترجمة مكون مناصي:
لتقريب حدّ الترجمة باعتبارها مكون مناصين يمكن الانطلاق من تعريف الترجمة من حيث هي نقل من نظام لساني إلى نظام آخر بفعل التحويل، مع الوضع في الاعتبار ذلك الحقل التداولي للترجمة التي تستهدف قارئها الترجمي، فهي بذلك تخرج من نقل لغة إلى لغة أخرى فحسب بل تتجاوزها إلى نقل الثقافات والحضارات من خلال النصوص والخطابات التي تستضيف في بيتها لغات متعددة لتحقق غيرتها في حواريتها، وهي تطل عليهم من عتباتها.
وإذا نظرنا إلى الترجمة من شعرية المتعاليات النصية عند ج.جينيت فهي تعد نصا (أي النص الهدف) يحاور ويوازي نصه الأصلي (النص المنطلق)، وبهذا نستطيع جعل الترجمة نصا يوازي نصه الأصلي(الكتاب)، واضعين في الاعتبار أن النص الموازي سيفارق نصه الأصلي بفعل الترجمة ليصنع لنفصه نصا مستقلا، له حياته الغيرية الخاصة، في فضاءات قرائية أخرى.
وللتحقق من ذلك يمكن الاشتغال على روايات أحلام مستغانمي نصوص في لغتها الأصلية (اللغة العربية)، ولكنها لما تحولت بفعل الترجمة أصبحت نصوصا موازية لنصوصها الأصلية، وهذا بفعل تحويل نظامها اللساني(اللغة العربية كنص منطلق) إلى نظام لساني آخر(اللغة الفرنسية أو الإنجليزية كنص الهدف) مستهدفة بذلك قارئا آخر، فالترجمة كمناص تختلف لتأتلف، تختلف مع نصها الذي ستقوله/تكتبه في لغة أخرى، وتختلف عنه لأنها ستفارقه لتصنع لنفسها كيانا مستقلا، وحياة مستقلة، مع قراء جدد سيرتادون حيوات هذه الروايات ويضيفون إليها من حياتهم وذاكرتهم ليصبح لها حياة أخرى مستقلة عن كاتبها، لأن النصوص دائما هي قابلة للترجمة، أو أن هذا النص ( ذاكرة الجسد) هو ترجمة مؤجلة في الانتظار (انتظار ذلك المترجم؟).
وعليه فالترجمة هي نص حامل لمناصه/ لعتباته مرتحل معه فيه، لأن رحلة/مرحلة المناص هي رحلة/مرحلة برزخية تسكن منطقة التردد واللاحسم، والتأجيل الدائم، وهذا ما يراه (جاك دريدا) “JaquesDerrid”في أسئلته حول اختلافية النص(المناص) الترجمي؟([20]):
– ماذا لو كان الأصل معتمدا على الترجمة؟
– ماذا لو كان تعريف النص مرتبط بالترجمة لا بالأصل؟
– ماذا لو كانت هوية(الأصل) غير مستقرة وتتغير بتغير الترجمة؟
وهذه الأسئلة التفكيكية، ستجعل من الترجمة اختلافية تقترب من الأصل لتبتعد عنه في آن، فهي بين الذهاب والإياب تعمل على رفع قلق النص الترجمي([21])، وخطاب العتبات الترجمية، أو ما سميناه بالمناص الترجمي.
وهنا يظهر وجه الالتباس، لذا لا بد من التفريق بين النص في أصله، وفي اللغة المنقولة إليها، كذلك وجب الحذر من مناص كل منهما، لأنه يختلف باختلاف فعل الترجمة، وبفعل تعدد الطبعات (ولو في اللغة الأصلية كما هو الحال مع الطبعات المتعددة لرواية ذاكرة الجسد )، فمثلا رواية ذاكرة الجسد في لغتها الأصلية العربية، لها مناص خاص، ولكن لما ترجمت إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية، أخذت مناصا مغايرا يحمله كتاب مستقل عن الكتاب الأصل يتضمن هو الآخر كل العناصر المناصية من (اسم المكاتب، العنوان، صورة الغلاف، المقدمة، الإهداء، دار النشر….)، وهنا يتضح مكمن اللبس والتعقيد بين الترجمة- نص([22])، والترجمة- مناص(Traduction-Paratexte)، فنحن سنعمل على دراسة الترجمة كمناص في رواية أحلام مستغانمي المترجمة تحديدا ( ذاكرة الجسد) وهذا بعد استقلالها عن نصها ومناصها باللغة العربية بفعل الترجمة، مكونة بذلك حياة أخرى وقراء آخرين.
فكلامنا على ما اصطلحنا عليه بالمناص الترجمي،لا يخرجه من التحديد العام للمناص الذي عرفه به “ج.جينيت” بأنواعه، وأقسامه، ومبادئه، ووظائفه، غير أننا سنراعي خصوصية هذا المناص الترجمي الذي لمح إليه جينيت ولم يدرسه، فنحن من جهة أمام حوارية المناصات، ومن جهة أخرى أمام حوارية للنص المترجم مع مناصه وهذا للعلاقة التفاعلية والتعالقية بينهما.
إلا أن هذا القلق المصطلحي للترجمة كمناص يصعب رفعه، لأننا سنواجه مشكلا آخر حول موقعية الترجمة بالنسبة لعناصر المناص وأقسامه عامة:
2-2-نحو مناص ترجمي:
بوصولنا لهذه المرحلة، سنكتشف صدق مقولة ج.جينيت(احذروا العتبات)، وبأخص عتبة الترجمة، وسنعرف أيضا لماذا صمت عن الاشتغال عليها، لدقة الموضوع وتشعبه، وما تطرحه من إشكاليات تنظيرية وتطبيقية.
وأول ما يظهر لنا عنده هو وضع الترجمة داخل المناص بشكل عام، حيث جعلها في القسم الثاني من أقسام المناص، أي في عناصر النص الفوقي (النقد، الحوارات، الندوات المؤتمرات المقامة حول أعمال الكاتب الروائي…)، كون خطاباته تقع خارج النص الأصلي وتصاحبه، إلا أنها تقوم بشرحه والتعليق عليه في لغات متعددة.
فإذا نظرنا في رواية أحلام مستغانمي ذاكرة الجسد المترجمة إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية، فهي تعد بفعل الترجمة نصوصا فوقية ضايفت لغات أخرى، مستهدفة قارئها الترجمي من جهة، وقارئها المناصي (أي قارئ خطاب العتبات) من جهة ثانية، غير أن هذالايخرجنا من المأزق المنهجي والمعرفي، لأننا لم نصبح أمام الترجمة كمكون مناصي ضمن المناص العام بحسب ج.جينيت، ولكن قد تجاوزت هذا، لتستقل بمناصها الخاص (يحمله كتاب خاص بها)، يمكن الاصطلاح عليه بمناص الترجمة أو(المناص الترجمي)، وهذا الجديد في البحث وفي الدراسات الترجمية التي لم يتفطن إليها جينيت والمشتغلون على العتبات عامة، لأن الترجمة بهذا ستصبح نصا يظهر في كتاب يفارق كتابه ونصه الأصلي ويفارق أيضا لغته الأصلية، ليظهر في لغة أخرى، وعند قارئ آخر.
غير أن هذا المناص الجديد (المناص الترجمي)، سيحمل نفس تعريف المناص الأصلي، من حيث هو ذلك النص الموازي لنصه الأصلي، بكل ما يحمله من أنواع وتقسيمات وعناصر مناصية، مراعيا في ذلك خصوصيات اللغة المنقول إليها، مقتضيات الطباعة والنشر، والتعاقدات الاقتصادية والتجارية (هذه المرة بين المترجم والناشر، وبعد استشارة الكاتب إذا كان محتفظا بحقوق التأليف).
ومن أجل الوقوف على هذه الفوارق المنهجية بين المناص الأصلي (العتبات الأصلية) والمناص الترجمي (العتبات الترجمية)، سنقدم هذا الجدول الموضح للعناصر المناصية التي سنحللها، خاصة ما تعلق بصفحة الغلاف أو العنوان خصوصا، وهذا من خلال مثال من رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي:
* جدول توضيحي للفروقات الموجودة بين المناص العام والمناص الترجمي(رواية ذاكرة الجسد نموذجا):
- دار الآداب، ط1، سنة 1993، بيروت
- موفم للنشر، ط1، سنة 1993، الجزائر
- صورة امرأة تندمج مع إطار لوحتين (طبعة دار الآداب)
- صورة للوحة الرسام الجزائري محمد إسياخم تظهر فيها امرأة بلباس تقليدي في جلسة حميمية (طبعةموفم للنشر)
- صور أغلفة رواية ذاكرة الجسد:
- الترجمة الفرنسية * الترجمة الإنجليزية ( الجامعة الأمريكية)
- الطبعة الأخرى للترجمة الإنجليزية (الجامعةالأمريكية ) * الترجمة الثانية باللغة الإنجليزية
- طبعة دار الآداب بيروت * طبعة موفم للنشر الجزائر
المستخلص من الجدول هو الفرق الموجود بين المناص الأصلي والمناص الترجمي، والذي يضاعف من المناص الأصلي، حيث يظهر خاصة في إضافة اسم المترجم ليميّز بين المناصين، ففي رواية ذاكرة الجسد المترجمة إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية، جاء اسم المترجم بعد أو أسفل اسم الكاتب، وهذا موقعه داخل المناص الترجمي.
ونستطيع ملاحطة التغييرات الحاصلة على المناص الترجمي بتعدد الطبعات مثله مثل المناص الأصلي، فمثلا الرواية قد تغيّرت عناصر عتباتها في طبعاتها المتعددة في دار الآداب البيروتية أو موفم للنشر الجزائرية خاصة في صورة الغلاف وكذلك كلمة الناشر، وهذا ما عرفته الرواية أيضا في مناصها الترجمي، في ترجمتها الفرنسية والإنجليزية، وفي أسماء المترجمين، وكذلك في التقديم لها، وبخاصة في صورة الغلاف، إذ وجدنا أن صورة الغلاف لطبعة الجامعة الأمريكية في القاهرة جاءت تحمل نفس صورة غلاف طبعة دار الآداب الأولى، وتغيرت في طبعة أخرى لتوضع صورة طفل صغير يحمل ماضيه وذاكرته معه وهذا ما تدل عليه صورة البورتريه بالأبيض والأسود، أما صورة الغلاف في الترجمة الفرنسية فهي تقارب صورة البورتريه للترجمة الإنجليزية الأخرى التي تحمل صورة امرأة تضع خمارا أو حايكا يغطي جزءا من وجهها، غير أن العنوان انتقل من ذاكرة الجسد من الترجمة الفرنسية إلى جسور قسنطينة في الترجمة الإنجليزية الثانية، وهي من الثيمات الرئيسية في الرواية.
كما تجدر الإشارة بنا ونحن في صدد تفكيك هذه الشبكة المصطلحية للمناص الترجمي أن ما ذكرناه في الجدول من عناصر مناصيةترجمية ينخرط في قسم النص المحيط الترجمي أحد أقسام المناص الترجمي، أما قسمه الآخر وهو النص الفوقي الترجمي فهو كل تلك الندوات واللقاءات…الدائرة حول ترجمة أعمال أحلام مستغانمي إلى لغات أخرى.
لنخلص أن المناص الترجمي مناص مضاعف لمناصه الأصلي، فهو يزيد من بيانه وتبيينه لقارئ آخر، في لسان آخر.
2-3-زمن ظهور المناص الترجمي:
يتحدد ظهور المناص الترجمي بعد ظهور المناص الأصلي، لهذا غالبا ما يسمى مناصا متأخرا كونه يتأخر في الظهور زمنيا عن المناص الأصلي، فيبقى كما قلنا مناصا مؤجلا إلى وقت نقله إلى لغة أخرى بفعل الترجمة.
وهناك حالات يسبق فيها المناص الترجمي مناصه الأصلي (أي في طبعته بلغته الأم)، ليصبح المناص الترجمي في حكم الأصل، إلا أنه نادر الوقوع، وليس بالمستحيل، فبرجوعنا إلى أسئلة “ج.دريدا” السابقة، والاحتمالات التي افترضها، والتي نجد من بينها فرضية تأخر النص الأصلي عن نصه المترجم؟، يكون من باب أولى افتراضه للمناص الترجمي أيضا.
غير أن مناصات أحلام مستغانمي وردت كلها أصلية، لتترجم بعد ذلك إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية، لتأخذ بذلك مناصا ترجميا مغايرا لمناصها الأصلي، فمثلا:
– ظهر المناص الأصلي لرواية ذاكرة الجسد في سنة أي سنة الطبعة الأولى عن دار الآداب سنة 1993م، وفي نفس التاريخ صدرت الرواية عن موفم للنشر الجزائرية([23])، أما مناصها الترجمي:
– صدرت الطبعة الأولى للترجمة الفرنسية في أوت 2002.([24])
– صدرت الطبعة الأولى للترجمة الإنجليزية، باختلاف دور النشر، واحدة سنة 2000-2003، والأخرى سنة 2013.([25])
لنلاحظ أن المناص الترجمي مثله مثل المناص الأصلي سيعرف حراكا على صعيد الطبعات والنشرات، فالطبعات اللاحقة لهذه الروايات المترجمة التي يمكنها أن تحمل مناصات مغايرة خاصة على مستوى النص المحيط الترجمي (صورة الغلاف، المقدمة، الإهداء، كلمة الناشر…)، كما أتينا عليها سابقا، فنكون أمام مناص ترجمي لاحق أو متأخر.
فالناظر إلى هذه التفريعات سيكتشف مدى تعقيد وصعوبة ما أقدمنا عليه من بحث حول الناصالترجمي، لنفهم لماذا تجنب جينيت ودارسوا العتبات من الخوض فيه، كون المناص الترجمي يوهمنا لأول وهلة بسمة التكرار التي تميزه، إلا أننا وجدنا أن هذا التكرار ليس تكرار مطابقة مع مناصه الأصلي، بقدر ما هو تكرار اختلاف وتجاوز للمناصهالأصلي، فالمناص الترجمي يحمل معه فائضا من المعنى للترجمة، التي هي في حدها شكل مختلف يرتحل في المعاني كما يرتحل في الأشكال.
2-4-وظائف المناص الترجمي في رواية ذاكرة الجسد:
لقد عدّ ج.جينيت وظائف المناص من بين المباحث المعقدة في دراسة العتبات، وهذا ما سيضاعف تعقيدها في بحثنا عن المناص الترجمي، لهذا سنختار وظيفتين مهمتين، لأهميتهما في اشتغال المناص الترجمي، وهما الوظيفة التفسيرية الشارحة، والوظيفة الشعرية.
1-الوظيفة التفسيرية:
لقد عرفنا أن المناص الترجمي، له نفس الأشباه والنظائر بالنسبة للمناص الأصلي، ومن بينها وظائفه، غير أنه يضاعفها في اللغة الغيرية، إذ يقوم هذا الأخير بشرحالنص الترجمي وتفسيره، وهذا للعلاقة التعاونية التي تجمعهما، فعلى سبيل المثال العنوان المترجم لرواية ذاكرة الجسد، هو عنوان مفسر وشارح لعنوانه الأصلي، كما أن صور أغلفت رواياتها مترجمة تعمل على تفسير نصها الترجمي بصريا وتشكيليا ولونيا.
فكل عنصر من عناصر المناص الترجمي، إلا ويلعب دور الشارح والمفسر (في إجماله) لنصه الترجمي، لهذا فالمناصالترجمي سيضاعف من معنى المناص الأصلي بضيافته لقراء آخرين في لغات أخرى.
2-الوظيفة الشعرية:
وهي من بين أهم الوظائف المحققة لشعرية المناص الترجمي، والتي يمكن تسميتها بالوظيفة الترجمية، لأنها تبحث في تلك الخصائص الجمالية للنص الترجمي في تفاعله وحواريته مع نصه ومناصه الترجمي، فترجمية النص الترجمي([26])، تحقق شعرية النص الترجمي، القائمة على خاصيته الجمالية أساسا(دلالية، أسلوبية، بنيوية، سردية، تداولية…)، الفاهمة والمتفاهمة مع قرائها عموما وقارئها الترجمي على وجه الخصوص، لتصبح هذه الترجمة دالة على المناص الترجمي ومحققة له من خلال قيمتيه المتلازمتين، القيمة الجمالية، والقيمة التجارية، فإذا كان النص الترجمي موضوعا للتناول، إعادة كتابة وقراءة، فإن المناص الترجمي هو موضوع للتداول بيعا وشراء.
فنص أحلام مستغانمي الروائي قد حقق ترجميته، بإبراز شعريته في لغات الآخرين، كما أن مناصها الترجمي قد حق ترجميته بتداول هذه الرواية في لغات أخرى وعلى وجه الخصوص اللغة الفرنسية والإنجليزية، إذ أصبحت تدرس هذه الرواية ضمن مناهج أقسام اللغة الفرنسية والإنجليزية في كبريات الجامعات العربية والأجنبية.
وبوصولنا إلى هذا الحد من تحليل وظائف المناص الترجمي والكشف عن اشتغالها في رواية أحلام مستغانمي، يمكننا التوقف عند هذا الحدّ، لصعوبة مسالك التحليل تنظيرا وتطبيقا، حتى تكتمل الآلية المنهجية لهذه المقاربة الجديدة، لتسنى لنا التدبر أكثر، لنرجع القول مع جينيت: احذروا المناص، وبخاصة مناصه الترجمي.
- خاتمة:
وبعد طول هذا المسلك البحثي المعقد، نجد بأن الترجمة نص/خطاب مفتوح على بحوث ما تزال تخفيها عنا في برجها البابلي، فقد مكنتنا في هذا البحث من أن نكتشف كيف بإمكانها أن تكون نصا آخر وكتابة أخرى، تسكن أغلفة أخرى، وألسنة أناس آخرين، بفعل قدرتها الحوارية والتفاعلية مع الآخرين.
إلا أننا نؤكد أن هذا البحث مغامر في مجاله، يحتاج إلى بحوث أخرى تعضده وتساهم معه لفهم معميات الترجمة، كيف يمكننا إعادة كتابة تاريخ للترجمة من مناص أو خطاب العتبات عامة، لأن ترجمة نص ما سيظهر في كتاب آخر، مع مترجم آخر في بلد آخر، لينسج حياة أخرى، فالترجمة بحق كما يقول بول ريكور إنها استضاف للقارئ في مأدبة العالم.
- المصادر والمراجع:
- باللغة العربية:
- أحلام مستغانمي، رواية ذاكرة الجسد، دار الآداب، ط1، 1993، بيروت، لبنان.
- // //، رواية ذاكرة الجسد، موفم للنشر، ط1، 1993، الجزائر.
- شهناز طاهر جورتشاغر، استخدام النصوص الموازية في البحوث الترجمية، ضمن الفصل الثالث (ما لا تقوله النصوص)، جوهرة الترجمة (عبور الحدود الثقافية)، تحرير: ثيوهورمانز، ترجمة: بيومي قنديل، المشروع القومي للترجمة، ط 1، المجلس الأعلى للثقافة، 2005، القاهرة.
- عبد الحق بلعابد القارئ في الترجمة (نحو قراءة منهجية للترجمة)، سلسلة بحوث وأوراق الندوات والمؤتمرات، كلية الآداب واللغات، جامعة الملك خالد، فبراير 2005، المملكة العربية السعودية.
- محمد الديداوي،الترجمة والتواصل، المركز الثقافي العربي، ط1، 2000، الدار البيضاء، المغرب.
- باللغة الأجنبية:
-AHLAM MOSTGHANEMI, memoir de la chaire, ed. Albine Michel, Paris, 2002.
-AHLAM MOSTGHANEMI, memory in the flesh, tr: BariaAhmarSreih, revised (tr) :Petrer Clark, the American University in Cairo – New York, 2000-2003.
-// // , The Bridges of Constantine, tr: Raphal Cohen, Bloomsbury publishing, London, New Delhi, New York, Sydney, 2013.
– G.Genette,plimpsestes,ed du seuil,paris,1982.
–// // seuils, ed. du seuil, Paris, 1987.
-H.Méchonique, pour la poétique, ed.Gallimard, Paris, 1973.
– Jaques Derrida, l’écriture et la différance, éd. Du seuils, Paris, 1967.
– Philippe Lane,la périphérie du texte,ed.Nathan,paris,1992.
– R.Larose ,théorie contemporaine de la traduction,ed.presse de l’université du Quebec,1989.
– YUSTE FRIAS.J, au seuil de traduction : la paratraduction, ed. NAAIJKENS, 2010.
*-لقد أسس ج.فرياس فريق بحثي بجامعة (فيغو/Vigo) الإسبانية، تخصص في البحث عن الترجمة والترجمة الموازية (T&P)، أي دراسة الترجمة وعتباتها، ما سميناه بالمناص الترجمي في هذا البحث، وقد بدأ الاشتغال عليه منذ مناقشة طالبه للدكتوراه في نفسه الموضوع سنة 2004م، ويخرج كتابه التأسيسي سنة 2010م الذي نناقشه في هذا البحث، ينظر ص 291-292.
[1]-G.Genette,plimpsestes,ed du seuil,paris,1982,pp.7-8.
[2]-G.Genette, seuils, ed. du seuil, Paris, p8.
[3]-G.Genette,plimpsestes, p.10.
[4]-Philippe Lane,la périphérie du texte,ed.Nathan,paris,1992. p.14-17.
[5]-G.Genette, seuils, ed. du seuil, Paris, p11.
[6]– المرجع نفسه.
[7]– نفسه.
[8]-Philippe Lane,la périphérie du texte, p.17-18.
[9]– المرجع نفسه، ص 9.
[10]-G.Genette, seuils, ed. du seuil, Paris, p408.
[11]-Philippe Lane,la périphérie du texte,ed.Nathan,paris,1992.
[12]-R.Larose ,théorie contemporaine de la traduction,ed.presse de l’université du Quebec,1989.
[13]– المرجع نفسه، ص 144-145.
[14]– شهناز طاهر جورتشاغر، استخدام النصوص الموازية في البحوث الترجمية، ضمن الفصل الثالث (ما لا تقوله النصوص)، جوهرة الترجمة (عبور الحدود الثقافية)، تحرير: ثيوهورمانز، ترجمة: بيومي قنديل، المشروع القومي للترجمة، ط 1، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، سنة 2005، ص 89-114.
[15]– المرجع نفسه، ص 92 و 95 وما بعدها.
[16]-YUSTE FRIAS.J, au seuil de traduction : la paratraduction, ed. NAAIJKENS, 2010.
[17]– المرجع نفسه.
[18]– نفسه، ص 291.
[19]– نشير هنا أن مشروعنا عن العتبات له امتدادات سابقة فقد قاربنا بعضا من هذا (الترجمة كعنصر مناصي)، في مقال بعنوان القارئ في الترجمة (نحو قراءة منهجية للترجمة)، سلسلة بحوث وأوراق الندوات والمؤتمرات، كلية الآداب واللغات، جامعة الملك خالد، فبراير 2005، المملكة العربية السعودية.
[20]-Jaques Derrida, l’écriture et la différance, éd. Du seuilsParis, 1967.
– ينظر أيضا:
محمد الديداوي،الترجمة والتواصل، المركز الثقافي العربي،ط1، سنة 2000، الدار البيضاء، المغرب، ص124.
[21]– عبد الحق بلعابد، القارئ في الترجمة، سلسلة بحوث وأوراق الندوات والمؤتمرات، كلية الآداب واللغات، جامعة الملك خالد، فبراير 2005، المملكة العربية السعوديةص124.
[22]-H.Méchonique, pour la poétique, ed.Gallimard, Paris, 1973, PP.318-322.
[23]-أحلام مستغانمي، رواية ذاكرة الجسد، دار الآداب، ط1، سنة 1993، بيروت، لبنان.
// // ، رواية ذاكرة الجسد، موفم للنشر، ط1، سنة 1993، الجزائر.
[24]-AHLAM MOSTGHANEMI, memoir de la chaire, ed. Albine Michel, Paris, 2002
[25]-AHLAM MOSTGHANEMI, memory in the flesh, tr: BariaAhmarSreih, revised (tr) :Petrer Clark, the American University in Cairo – New York, 2000-2003.
[26]– الترجمية (traductisité)، هي ما تجعل من الترجمة ترجمة، باحثة عن خصائصها الجمالية (دلالية، أسلوبية، بنيوية، سردية…)، لأنالترجمية هي من تحقق لنا جمالية وشعرية النص الترجمي، كما تحقق لنا نصية النص جماليته وشعريته.