
إشكالية الوجود الإنساني في رواية كائن لا تحتمل خفته لميلان كونديرا:
مازن الناصر، طالب دكتوراه في الأدب العربي/ قسم الدراسات الأدبية, اختصاص أدب العالمي,
بإشراف الدكتور: جودت إبراهيم.
جامعة البعث / حمص- سورية
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 44 الصفحة 63.
ملخص البحث
تناولتُ في هذا البحث إشكالية الوجود الإنساني في رواية كائن لا تحتمل خفته لميلان كونديرا, وقد بدأتُ البحث بمقدمةٍ فيها تعريفٌ بالرّوائي, وأعماله الأدبيّة, ثم انتقلتُ إلى الحديث عن اهتمام الرّواية الغربية منذ نشأتها بالوجود الإنساني,وتعدّد آليات الرّوائيين, واختلاف أساليبهم في سبيل استكشاف سرِّ الوجود الإنساني, مُبيّناً دور الرّواية وأهميته في اكتشاف كينونة الإنسان, مستعرضاً أفكار ميلان كونديرا حول الفنِّ الروائي, ثم تحدثتُ بعد ذلك عن رواية كائن لا تحتمل خفته, محاولاً رصد أهم المقولات الوجوديّة التي تناولها كونديرا في هذه الرواية. وأخيراً, أنهيتُ البحث بخاتمةٍ مُبيّناً فيها أنّ هذه الرواية تعدُّ مثالاً تطبيقياً لأفكار ميلان كونديرا حول الفنِّ الرّوائي.
الكلمات المفتاحية:
ميلان كونديرا, كائن لا تحتمل خفته, تولستوي, غوته, كافكا, توماس, تيريزا, فرانز, سابينا, تشيك.
مقدمة:
وُلد ميلان كونديرا (Milan Kundera) سنة 1929 في مدينة برنو(Brno) التّشيكيّة. كان والده كودفيك(Kudvik) موسيقيَّا, وعازف بيانو معروفاً, “فأدخل ابنه في عالم الموسيقى, وأعطاه دروساً في البيانو, وعلم التّنغيم, وعلّمه الاستماع إلى المؤلفين الحديثين, وفهْمَ موسيقاهم.”[1]
درسَ كونديرا السّينما في المعهد العالي للدّراسات السّينمائية في براغ(Prague), وبعد تخرّجه, بقي في المعهد نفسه ليعملَ مُحاضراً في الأدب العالمي.
بعد أحداث ربيع براغ سنة 1968 التي كانت سبباً في احتلال الاتّحاد السّيوفيتي لبلده, طُرِد من عمله, وحُظِرتْ كتبه؛ لتعاطفه مع ثورة براغ. وفي عام 1975 غادر بلاده مُسافراً إلى فرنسا, ليعملَ أستاذاً زائراً في جامعة رينيه(Rene ) الفرنسيَّة, وفي عام 1979 سحبَ النّظام الشّيوعي الحاكم في التّشيك الجنسيَّة الشّيوعيَّة منه بعد إصدار عمله (كتاب الضّحك والنّسيان), وبعد ذلك بسنتين حصل على الجنسيّة الفرنسيّة.[2]
بدأ ميلان كونديرا حياته الأدبيَّة بكتابة الشعر, وتعدُّ مجموعته الشّعريّة (الإنسان – حديقة فسيحة ) (1953) من بواكير أعماله الأدبيَّة.[3] ثمّ انتقل بعد ذلك إلى الكتابة المسرحيّة, والرّوائية, والنّقديّة, فكتب مسرحيات: أصحاب المفاتيح ( 1962), شيء أحمق (1969), يعقوب وسيّده ( 1967). أمّا في الرّواية, فقد نشر إحدى عشرة روايةً, وهي:
- المزحة(1967).
- غراميات مرحة(1970).
- الحياة في مكان آخر(1973).
- فالس الوداع (1976).
- كتاب الضّحك والنّسيان(1979).
- كائن لا تحتمل خفته (1984).
- الخلود (1990).
- البطء(1995).
- الهوية(1996).
- الجهل(2000).
- حفلة التفاهة(2014).
أمَّا أعماله النّقديّة, فهي:
- فن الرواية(1986).
- الوصايا المغدورة(1993).
- الستارة (2005).
مفهوم الرّواية لدى كونديرا:
اهتمت الرّواية منذ نشأتها بالوجود الإنساني, وعكفت على سبر الأنا الإنسانيَّة, وإدراك لغزها؛ فما إن يبتكر الروائي كائناً خيالياً, أو شخصيةّ قصصيّةً “حتّى يواجه السؤال الآتي: ما الأنا؟ وبِمَ يمكن إدراك الأنا؟ إنّه واحدٌ من هذه الأسئلة التي تقوم عليها الرّواية بوصفها كذلك.”[4]
وقد افتتح ميجيل دي ثربانتس[5](Miguel de Cervantes) (1547-1616) تاريخ الفنِّ الرّوائي بروايته (دون كيخوته) ” بثلاثة أسئلة عن الوجود:ما هويّة الفرد؟ ما الحقيقة؟ ما الحبّ ؟”[6] من خلال رحلة بطلها ألونزو كيخادا بحثاً عن المغامرات.
وحاول تولستوي[7](Tolstoy) (1828-1910) الكشف عن مختلف إمكانيات الوجود الإنساني في رواياته من خلال ما أثارته من تساؤلات؛ إذ كانت شخصيتا بيتر بيز كوف والأمير أندريا في رواية (الحرب والسّلم)[8], يكثران من السّؤال عن هويتهما, وعن سبب وجودهما في هذه الحياة, وكذلك كانت شخصية ليفن في رواية (أنّا كارينينا)[9] تسأل مثل هذه الأسئلة.
وقد استطاع تولستوي إدراك” الطُّور اللاعقلاني في السّلوك الإنساني”[10]ولاسيّما في تبريره انتحار (أنّا) بطلة روايته (أنّا كارنينا), وذلك من خلال رصده تيار اللاشعور لديّها, وتصوير أفكارها المتشظية التي تختلط برأسها مع صورة الشَّارع وهي داخل العربة, لتقتل نفسها دون وجود نيّةٍ مُسبقةٍ لديّها للانتحار.[11]
وتابع كبار الرّوائيين استكشاف الحياة الدّاخلية للإنسان بغية إدراك (الأنا),كما فعل غوته[12](Goethe) (1749-1832) في روايته (آلام فرتر), ومارسيل بروست[13](Marcel Broust) (1871-1922) في روايته( البحث عن الزمن المفقود), إذ حاول إدراك الأنا, وتحديد وجودها بتركيزه على الذّات على أساس أن”وعيّ الذّات مصدر الحياة.”[14]
وكذلك سجَّل جيمس جويس[15](James Joyce) (1882-1941) في رواية (يوليسيس) جميع أفكار شخصياتها ومشاعرهم, محاولاً الإمساك باللحظة الحاضرة التي تعيشها بغية حلِّ لغز الأنا البشريّة.
أما فرانز كافكا[16](Franz Kafka) (1883-1924) فقد لجأ إلى متابعة تأملات شخصيات رواياته, وأفكارها, ودوافعها الدّاخلية التي تحدّد سلوكها, ثم مقارنة إمكانياتها, وأفعالها بسطوة العالم الخارجي لتغدو الذّات البشرية وإمكانياتها ضعيفةً,لا وزن لها أمام قوة هذا العالم.[17]
ويرى ميلان كونديرا أنَّ مهمة الروائي لا تتمثل في أن يكتب” أفضل من سابقيه وحسب, بل وأن يرى ما لم يروه , وأن يقول ما لم يقولوه”[18], وهذا لا يكون إلا بسبر جانبٍ من جوانب الوجود الإنساني لم يُسبَر. ويستند كونديرا في موقفه هذا إلى قول بروخ[19](Hermann Broch) (1886-1951):”إنّ الرّواية التي لا تكتشف جزءاً من الوجود ما يزال مجهولاً هي رواية لا أخلاقيَّة. إنّ المعرفة هي أخلاقيّة الرّواية الوحيدة.”[20]
وعلى ذلك, فإنَّ مهمة الرّواية لدى كونديرا هي مهمة وجوديّة؛ فالرّواية التي تتناول موضوع الدّين – على سبيل المثال- عليها أن تفكر في بعدِّه الوجودي, وأثره في حياة الإنسان, وأن تنأى عن اتّخاذ موقفاً منه؛ لأنَّ الرّوائي لا يعدُّ روائياً إلا إذا تبنّى موقفاً, واتّخذ موقعاً اجتماعياً “يستبعد كل تماثل مع السّياسة والدّين والإيديولوجيا والأخلاق والجماعة”[21], وهو لا تماثل واعي, عنيد, لا يُعدُّ هروباً “وإنما يعدُّ مقاومة وتحدياً وتمرداً.”[22]ولذلك, فإن كونديرا يرى أنّ الرّواية” ليست اعترافاً من اعترافات المؤلّف بل هي سبر ماهية الوجود الإنساني في الفخ الذي استحاله العالم.”[23]
ويذهب كونديرا إلى أبعد من ذلك في حديثه عن مفهوم الرّواية؛ فيعارض رأيّ الفيلسوف مارتن هيدغر[24](Martin Heidegger) (1889-1976) القائل بأنّ تقدّم العلوم في مختلف المجالات قد أسهم في (نسيان الكينونة )[25], مُبيّناً أنّ الرّواية لم تهمل هذه الكينونة, ولم تنساها, يقول:”إذا كان صحيحاً أنَّ الفلسفة والعلوم قد نسيا كينونة الإنسان, فإنّه يظهر بوضوح أنّ فنَّاً أوربياً قد تكوَّن مع ثربانتس, وما هذا الفنّ إلا سبْرُ هذا الكائن المنسي”[26]؛ فقد بدأت الرّواية بسؤال ثربانتس عن المغامرة في رواية دون كيخوته, واكتشفَت مع بلزاك[27](Balzac) (1799-1850) تجذَّر الإنسان في التَّاريخ, وسبرَت مع فلوبير[28](Flaubert) (1821-1880) الحياة اليومية, وأظهرت مع تولستوي تدّخل اللامعقول في قرارات الشّخصيَّات وسلوكها, واستقصت اللحظة الماضية مع مارسيل بروست, واللحظة الحاضرة مع جيمس جويس, وبيّنت مع توماس مان[29](Thomas Mann) (1875-1955) دور الأساطير وأهميته في حياة الإنسان[30]….
وتأسيساً على ذلك, فإنَّ ميلان كونديرا يرى أنّ تحليل وجود الإنسان, ومحاولة سبر (الأنا ) الإنسانيَّة وحلِّ لغزها “حدث قبل أن تستحوذ دُرْجَةُ الوجوديّة على أوربا بعشرين أو ثلاثين عاماً, ولم تلهمه الفلسفة, بل منطق تطوّر فنّ الرّواية ذاته.”[31] ويؤكد كونديرا هذا الرأي, مُبيّناً أنَّ كافكا كتب روايتي المحاكمة في سنة (1917) والقصر في سنة(1922), محاولاً فيهما سبْر (أنا) أبطال هاتين الرّوايتين, ممّا يدلُّ على أنَّ الرّواية قد تناولت قضايا وجوديّة, وعرضت إشكاليات تخصُّ الوجود الإنساني قبل أن يتحدث سارتر (Sartre) (1905-1980) في سنة 1946 عن هدف الفلسفة الوجوديّة في اكتشاف كل الحالات الأكثر شيوعاً في التجربة الإنسانيّة.
وعلى هذا الأساس, يعرّفُ كونديرا الرّواية بقوله: “تأملٌ في الوجود تتمُّ رؤيته عبر شخصيات خياليّة”[32], وكلُّ شخصيةٍ تمثّل (أنا تجريبيّة) تمتلك رمزاً وجودياً يُعبّر عنه بثيماتٍ يُعرّفها بأنّها تساؤلٌ وجوديٌّ[33], وعليه, فإنّها تسعى إلى الإجابة عن ماهية الفرد, وأين توجد هويته ؟[34], وتفكر في وجود الإنسان في هذا العالم, وأنماطه, وأحواله, وإمكانياته المتحققة, وغير المتحققة, والتي يمكن لها أن تتحقق.
وينأى كونديرا في رواياته عموماً عن دراسة الواقع الإنساني بأبعاده السّياسية, والتّاريخية, والاقتصاديّة والفكريّة[35], مُركِّزاً جلّ اهتمامه على فحص كينونة الإنسان[36], إلا أنّ هذا لا يعني أنّ تلك الأبعاد تغيب عن رواياته؛ فهي حاضرةٌ, لكن حضورها ليس حضوراً جوهرياً, وإنّما هو حضورٌ يساعد على فهم كينونة (الأنا) وسبرها, ولذلك, يرفض كونديرا بأن يُطلق على رواياته اسم الرّواية التَّاريخيّة أو السّياسيَّة أو الفلسفيَّة أو السّيكيلوجية[37]؛ لاهتمامها فقط باستكشاف الوجود[38] الذي هو حقل الإمكانيات الإنسانيّة, “و كلّ ما يمكن للإنسان أن يصيره.”[39]
إشكالية الوجود الإنساني في رواية كائن لا تحتمل خفته:
بنى كونديرا هذه الرّواية على خلفيةٍ تاريخيةٍ تمثّلت في دخول الدّبابات الرّوسيَّة إلى تشيك في آب, سنة 1968, وقد أسهم هذا الحدث التّاريخي في بروز أحداث أثّرت في وجود الشّخصيَّات, ومصيرها. وعلى الرّغم من أهمية هذا الحدث, فإنَّ كونديرا لايتبنّى موقفاً فكريّاً منه, مُكتفياً بمحاولة فهمه,وتحليله بوصفه جزءاً من الوجود الإنساني, وهذا ما أكّده بقوله: “لا يكفي البعد التاريخي أن يخلق وضعاً وجوديَّاً جديداً لشخصية الرّواية, وإنّما يجب أن يتمَّ فهم وتحليل التَّاريخ في حدِّ ذاته بوصفه وضعاً وجوديَّاً.”[40]
ومن الأحداث التّاريخيّة التي برزت في هذه الرّواية حديث الرّاوي عن عودة دوبتشك إلى براغ بعد أن أجبرته الدّولة الرّوسيّة على التّفاوض, والتّحدّث عبر المذياع إلى الشّعب التّشيكي. يقول الرّاوي واصفاً ضعف دوبتشك: “كانت أيّام الاحتجاز السّتة قد أضعفته إلى درجة لم يعد يستطيع معها الكلام إلا بصعوبة. كان يتأتئ ويستعيد أنفاسه عند منتصف كل جملة مسجَّلاً وقفات لا تنتهي تستغرق ما يقارب نصف الدقيقة.”[41]
تبرز في هذا الحدث ثيمة الضّعف بوصفها مقولةً من مقولات الوجود الإنساني؛ فالضّعفُ سمةٌ إنسانيّة تجبر الكائن الإنساني على فعل ما لا يريد, فكلّنا”ضعفاء في مواجهة قوة أعظم منّا.حتّى لو كنّا نملك جسداً مفتولاً مثل جسد دوبتشك.”[42]
عندما كان دوبتشك يلقي خطابه كانت تيريزا تسمعه, وتحسُّ بضعفه الذي يحعلها تشعر بالذّلِّ, فتقرر ترك براغ, والهجرة إلى سويسرا مع حبيبها توماس. وبعد هجرتهما, تكتشف أنّ توماس يخونها, فتشعر بضعفها الذي يشّبه ضعف دوبتشك؛ فهي ضعيفةٌ إزاء توماس, مثل ضعف دوبتشك إزاء الزّعيم الروسي بريجيتيف, ولذلك تقرر العودة إلى براغ ؛ لاعتقادها بأنّها تنتمي إلى معسكر الضّعفاء. يقول الرّاوي: “بدأت تفهم أنها تنتمي إلى الضعفاء, إلى معسكر الضعفاء, إلى بلد الضعفاء, ويفترض بها أن تكون وفيةً لهم. لا لشيء إلا لمجرد أنّهم ضعفاء, ولأنّهم يستعيدون أنفاسهم في أواسط الجمل.”[43]
إنَّ مصدر ضعف تيريزا يعود إلى غيرتها على حبيبها توماس, ومعاناتها من خياناته التي تجعله أقوى منها, وهذا ما يدفعها إلى التفكير في تعديل إشكاليتها الوجوديّة المتجسّدة في ضعفها, بيد أنّها لا تلبث أن تكتشف عجزها عن ذلك؛ فهي لا تملك الخيارات التي يمكن أن تخلّصها من ضعفها؛ لذا لم يكن أمامها إلا أن تعوّلَ على الزّمن -بما يتركه من أثرٍ على الوجود الإنساني عموماً, وتوماس خصوصاً- في جعل توماس ضعيفاً مثلها, وهذا ما عبّرت عنه في قولها لتوماس:”أريد أن تصير عجوزاً, أن تكون أكبر بعشر سنوات, أكبر بعشرين سنة. وكانت تريد أن تقول: أريد أن تصير ضعيفاً, ضعيفاً قدر ما أنا ضعيفة.”[44]
وفي معرض الحديث عن ثيمة الضّعف تبرز مفارقات الوجود الإنساني؛ فيصير ضعفُ تيريزا قوةً, فقد كانت ترى أحلاماً “تتكرر على شكل حلقات متنوعة أو مسلسل تلفزيوني. ثمة حلم كان يتكرر باستمرار على سبيل المثال, وهو حلم الهرّرة التي تقفز إلى وجهها مُنشيةً مخالبها في وجهها. في الحقيقة, يمكن تفسير هذا الحلم بسهولة: الهرّة في اللغة التّشيكيَّة كلمة عاميّة تعني فتاة جميلة. كانت تيريزا إذاً تشعر أنّها مهدّدة من النّساء, من كل النّساء. فالنّساء كلهن عشيقات محتملات لتوماس, ولهذا فهي تخاف منهن. كان يتمُّ إرسالها, ضمن إطار سلسلة أخرى من الأحلام إلى الموت …..”[45]
تحكي تيريزا لتوماس عمّا كانت تراه من أحلام, فيشعر بضعفها, وألمها, وكأنّ أعصابها متصلةٌ بدماغه[46]؛ فهو يدرك أنّ أحلامها تعبيرٌ عمّا تعانيه من ألمٍّ منبثقٍ من غيرتها من مغامراته الجنسيّة, ولذلك يحاول التّخلي عن هذه المغامرات, لكنه يفشل في ذلك, وهذا ما يجعله يشعر بالذّنب نحوها, فيرضخ لها, ليصير ضعفها قوةً بوساطة أحلامها, يقول الرّاوي مُبيّناً ذلك:” وكأنّها (الأحلام) عارفةٌ بنقطة الضّعف الوحيدة عند هذا الرّجل القويّ, تعرضُ له مشاهد عن عذاب تيريزا لتجبره على التّراجع! كان ضعف تيريزا ضعفاً عدائياً يجبره في كل مرة على الرضوخ.”[47]
غير أنّ إشكالية تيريزا لا تتجسّد فقط من خلال علاقتها بتوماس, فقد كانت تعاني من إشكاليةٍ أخرى تتمثّل في ثنائية الرّوح والجسد, وهذا ما أخبرنا به الرّاوي عندما قال: ” خُلقت تيريزا إذاً من حالة تعبر بشكل سافر عن ثنائية الروح والجسد, تلك التّجربة الإنسانيَّة الأساسيَّة.”[48] وهذا ما يفسر سبب وقوفها لوقتٍ طويلٍ أمام مرآتها, إذ كانت تتأمل جسدها, محاولةً إدراك علاقته بروحها.ولابدَّ أن نشير في هذا السّياق إلى أهمية ثنائية الرّوح والجسد في معظم روايات كونديرا, فقد تناولها في رواية المزّحة من خلال شخصية هيلينا, وأثارها في شخصية أنييس في رواية الخلود, وكذلك تحدّث عنها في رواية الهويّة من خلال شخصية شانطال. أمّا في هذه الرّواية فقد أفرد لها جزئين من أجزائها, تحدّث فيهما عن معاناة تيريزا من عجزها عن السّيطرة على ما يثيره الجسد من أفعالٍ لا إراديّة, وقد ظهر ذلك في أوّل لقاء لها بتوماس في بيته ؛ إذ” أرسل بطنها فجأة قرقرات مُفزعة, فخجلت….”[49] وشعرت أنّ روحها ضحية جسدها, ولذلك, كانت تنظر إلى المرآة لترى روحها, وليس جسدها, محاولةً أن” تنسى أنّها أمام لوحة الضّفة التي ترسو فيها أعمال الجسد, معتبرةً أنَّ روحها تنكشفُ عبر ملامح جسدها, ناسيةً أنَّ الأنف هو نهاية القصبة التي تُوصل الهواء إلى الرئتين, لترى فيه تعبيراً صادقاً عن طبيعتها….كان يزعجها أن ترى ملامح أمِّها مُستقرةً على وجهها….”[50]
وكذلك, برزت ثنائية الرّوح والجسد من خلال تعبير الرّاوي عن رغبة تيريزا في إلغاء الزّمن عندما كانت تشعر بمثالية حبّها التي كانت تطغى على أفكارها ومشاعرها في أثناء قربها من توماس, وتوفر لها إمكانية الهرب من التناقض الذي يميّز ثنائية الرّوح والجسد, يقول الرّاوي:” كانت المثالية الساذجة لحبِّها هي التي تزعق في داخلها, راغبةً في إلغاء كل التّناقضات, وفي إلغاء ثنائية الرّوح والجسد, وحتّى في إلغاء الزّمن.”[51]
غير أنّ جسد تيريزا كان كثيراً ما يفرض نفسه, ويمارس سلطته عليها من خلال حضور عالم الأمِّ الذي يقدّمه الرّاوي بوصفه عالم الجسد, ودلالةً رمزيةً تدلُّ على جسد تيريزا, وممّا يؤكّد ذلك, وصفه عالم الأمِّ بأنّه عالمٌ فيه” الشّباب والجمال لا يساويان شيئاً, وحيث العالم مجرّد معسكر اعتقال كبير للأجساد المتشابهة وحيث الأرواح متوارية.”[52]
أما عالم توماس فيمثّل لدى تيريزا عالم الروح, وفرصةَ تحقيق الذَّات بعيداً عن عالم الأمِّ, وممّا يدلُّ على ذلك, قولُ الرّاوي:”كان يتكلم(توماس) بلهجةً مؤدّبة فأحسّت تيريزا عندئذٍ أنّ روحها تندفع إلى السّطح عبر شرايينها كلّها, وأوعيتها الشّعريّة ومسامها, لكي تتمَّ لها رؤيتها.”[53]
وعلى هذا الأساس, قررت- بعد لقائها القصير بتوماس في المقهى حيث كانت تعمل- أن تترك قريتها, وعملها في المقهى, وأن تسافر إلى براغ حيث يعيش توماس, فقد”كان إقبالها على الحياة مشدوداً إلى خيط واحد: إلى صوت توماس الذي جعل روح تيريزا… تطفو على السطح.”[54]
وأخيراً,تدرك تيريزا ألا مناص من وضع حدٍّ لتفكك الأنا التي تحدثه ثنائية الرّوح والجسد إلا من خلال إلغاء أحد طرفيها, فتقرر رفض جسدها لسببين اثنين:
السبب الأول: تجسّدَ في علاقتها بتوماس الذي يؤمن بإمكانية فصل الحبِّ عن الجنس, ليبرر علاقاته العاطفية المتعددة مع النساء, أمّا هي فترى أنَّ الحبَّ والجنس متلازمان, لذا كانت تنفر من جسدها؛ لأنّه غير قادر على أن يكون وحده ملكاً لتوماس.” لقد خيبها هذا الجسد وخانها…..بما أنّ جسدها غير قادر على أن يصير الجسد الوحيد لتوماس, وبما أنَّه خسر بالتالي المعركة الكبرى في حياة تيريزا, إذاً! فليذهب بعيداً هذا الجسد.”[55]
السبب الثاني : تمثل في إدراك تيريزا أنّ الجسد شيءٌ عرضي, لا يعبّر عن أناها, وجوهر ذاتها, وقد اكتشفت هذه الحقيقة عندما كانت”تتفحص جسدها متسائلة عمّا سيحدث فيما لو طال أنفها ميليمتراً في كلّ يوم؟ كم سيستغرق الوقت حتى يصبح وجهها غير معروف؟ وماذا لو شرع كل جزء من جسدها في الكبر أو في الصغر إلى درجة يفقده معها كل شبه تيريزا, هل ستظلُّ هي نفسها؟ هل ستبقى تيريزا؟ بالتأكيد. فحتّى لو افترضنا أنَّ تيريزا لم تعد تشبه تيريزا بشيء, فإنّ روحها في الدّاخل ستبقى مع ذلك هي هي ….لكن عندها أي صلة تعود تربط تيريزا بجسدها؟”[56]
وتأسيساً على ذلك, فإنّ كونديرا يبيّن من خلال عرضه إشكالية تيريزا المتمثلة في ثنائية الروح والجسد أنَّ الأنا الإنسانية لا يمكن إدراكها؛ فلا تستطيع تيريزا التّأكد من هويتها, ولا معرفة أين تبدأ أناها, وأين تنتهي, إذ ثمة” دهشةٌ أمام لايقينية الأنا من هويتها.”[57]
أمَّا إشكالية توماس فتقوم على أساس ثيمة الخفة, فقد كان مُعتاداً على شعور الخفة بعد طلاقه الذي أتاح له التّخلص من عبء الحياة الزوجيّة,”كان يعيش طلاقه في جوٍّ من الابتهاج مثلما يحتفل أناس آخرون بزواجهم. كان قد فهم أنّه لم يُخلق ليعيش في كنف امرأة …”[58]
وعلى ذلك, فإنّه يعتقد أنَّ ذاته متحققةٌ في هذه الحياة التي يعيشها, حيث بإمكانه الإحساس بخفتها, وحريته المتجسّدة في خلاصه من الحياة الزوجيّة, لكنه بعد أن يلتقي بتيريزا, يُحار في أمره؛ فهو يحبُّها, وفي الوقت نفسه, يدرك أنّ اتّخاذ قرار العيش معها سيردُّه إلى الإحساس بثقل الحياة. وممَّا يزيد الأمر تعقيداً أنّه يدرك أنّ الحياة لا تمنح الإنسان إلا فرصةً واحدةً للعيش فيها, إذ “لا يمكن للإنسان أبداً أن يدرك ماذا عليه أن يفعل, لأنه لا يملك إلا حياة واحدة, لا يسعه مقارنتها بحيوات سابقة ولا إصلاحها بحيوات لاحقة.”[59] وعلى ذلك, فإن توماس يعيش صراعاً دائماً بين عاطفته من جهة, وأفكاره من جهةٍ أخرى, وخصوصاً فيما يتعلق بالحرية المطلقة.
تتيح العلاقات العاطفيّة المتعدّدة لتوماس إمكانية ممارسة حريته, لكن ضمن مجالٍ ضيقٍ بسبب حضور تيريزا في حياته, وهذا ما يسهم في تعميق إشكاليته المتمثّلة في حبّه لتيريزا, وعجزه- في الوقت نفسه- عن التّخلي عن مغامراته العاطفيّة التي لا يختزلها بالمتعة واللذّة الجنسيَّة, وإنَّما يبحث من خلالها عن تفرّد الأنا المتمثّل في المتعذر تصوّره,” فهو حين كان يرى امرأةً في كامل ثيابها, كان في وسعه أن يتخيّل تقريباً كيف ستبدو وهي عارية…… ولكن بين مقاربة الفكرة ودقة الواقع تبقى دائماً هناك ثغرة صغيرة, ثغرة المُتعذر تصوّره الذي يملكه كلّ إنسان. ليس في الإمكان تخيّل إلا ما هو مشترك بين الكائنات, أمّا الأنا الفرديّة التي تتميز عن ما هو عام, فهي تلك التي لا تدعنا نتكهن بها, وهي أوّل ما يجب نزع الحجاب عنه لاكتشافه وامتلاكه لدى الآخر.”[60]
وعلى ذلك, فإنّ الجنس لدى توماس ليس مقصوداً لذاته, وإنّما هو تجسيدٌ لرغبته في الاستحواذ على جميع النساء, بغية البحث عن اللامتناهي, مثله في ذلك مثل دنجوان الباحث عن اللامتناهي من أجل الخلود[61].”
لم تكن الرّغبة في المتعة الجنسيَّة هي التي تدفع توماس لمطاردة النّساء, بل الرّغبة في الاستيلاء على العالم”[62] التي يحاول تحقيقها من خلال الجنس؛ لأنّه يعتقد أنّ سرَّ الأنا الأنثوية تكمن في الجنس,[63] إلا أنّ تحقيق هذه الرّغبة يتعارض مع وجود تيريزا في حياته, بيد أنَّ هذا التعارض لا يلبث أن ينتهي عندما يقرر توماس وتيريزا ترك براغ, والذّهاب إلى الريف, حيث توفر لهما بساطة العيش فيه سعادةً عميقةً, وتُبعد توماس عن علاقاته المتعددة.
ويمكن أنَّ نستشفَ من خلال وصف الرّاوي لحياة توماس وتيريزا في الرّيف حيث الطبيعة الجميلة, والهدوء ما يعبّرُ عن رؤية كونديرا المتجسّدة في الرّغبة بالعزلة, وقطع العلاقات الاجتماعيّة التي تُبنى على أساس قيمٍ يرتابها, ولا يؤمن بها. ولعلَّ خيرَ ما يدلُّ على هذه الرّوية وصْف الرّاوي سعادة توماس بعد انفصاله عن زوجته وابنه, وحديثه عن نفور توماس من الشّبه بين مصيره ومصير ابنه, يقول توماس مخاطباً تيريزا:”فعلتُ كل ما في وسعي لأتحاشى أي اتصال لحياتي بحياته. وانظري بأيِّ طريقة انتقم القدر مني؟ فهو قد طُرد من الجامعة منذ سنوات, ويعمل الآن سائقاً لشاحنة زراعيّة. صحيح أن لا اتصال بين حياتي وحياته, ولكنهما رسُمتا جنباً إلى جنب في الإتجاه نفسه مثل خطين متوازيين.”[64] وكذلك, كان يكره وجود شبه بين وجهه ووجه ابنه.[65]
وممّا يؤكد هذه الرّؤية أيضاً حرصُ كونديرا على تصوير جمالية العزلة من خلال تصوير ما تشعر به شخصياتٌ رئيسةٌ في رواياته من رغبةٍ في العزلة, وسعادةٍ في الوحدة, وقد تجلّى ذلك في رواية المزّحة من خلال شخصية لودفيك[66], وفي رواية الحياة في مكانٍ آخر من خلال شخصية الرّجل الأربعيني الذي يعيش سعيداً في عزلته,” مشغولاً بذاته, وتسلياته الخاصة وكتبه.”[67] ولعلَّ من المفيد في هذا السياق أن نشير إلى أن هذه الشّخصيّة من أقرب الشّخصيَّات إلى قلب كونديرا.[68]
وإذا ما انتقلنا إلى الحديث عن شخصيتي سابينا وفرانز نجد أنّ الرّوائي قد تناول ثيماتٍ وجوديّة كثيرة برزت من خلال الوقوف على إشكالية علاقتهما, وبرزت أيضاً في الجزّء الثَّالث الذي عنوّنه بالكلمات غير المفهومة, وقد تناول فيه كلماتٍ تختلف في معانيها لدى هاتين الشّخصيتين, ومن هذه الكلمات, نذكر-على سبيل المثال- كلمة امرأة.
المرأةُ حسب سابينا لا يمكن أن تكون استحقاقاً أو فشلاً؛ فأنَّ تكون هي امراةٌ فهذا وضعٌ لم تختره بل فُرِضَ عليها, لذلك فإن”احتجاجها على كونها امرأة أو الاعتزاز بذلك أمران سخيفان باقدر ذاته.”[69]
أما فرانز, فإنَّ المرأة ليست صفةً تميّزها من الرجل, وإنّما تعني قيمة, فليست جميع النّساء جديرات بكلمة امرأة.[70]
وكذلك, أورد الرّاوي كلمات مثل:(الوفاء, الخيانة, الموسيقى, القبح, الظّلمة, النُّور, الجمال…) ليفحصَّ” الرّمز الوجودي لكل من فرانز وسابينا.”[71] وتعدُّ ثيمتي الخيانة والنّسيان من أبرز الدّعائم التي بُنيت عليها شخصية سابينا؛ فالخيانة لديّها تعني:”أن نخرج من الصّفِّ لنسير في المجهول. وسابينا لم تعرف ما هو أجمل من السّير في المجهول.”[72]
أمّا النّسيان, فتجد سابينا نفسها مدفوعةً إليه من غير سببٍ عقلي أو منطقي, وخصوصاً أنّها لم تكن تملك سبباً واحداً يجعلها حريصةً على إخفاء أيّ شيءٍ يخصُّ حياتها, وعلى الرّغم من ذلك, فهي ترغب دائماً في جعل نفسها منسيّة, وهذا ما يفسر سبب ابتعادها عن فرانز الذي أحبته إلا أنَّ ذلك لم يمنعها من التّفكير بالابتعاد عنه بلا سببٍ منطقي, والهرب منه لكي ينساها, ولذلك قررت السّفر إلى أمريكا.
خاتمة:
إنَّ رواية كائن لا تحتمل خفته غنيةٌ بالتّأملات الفلسفية التي تُعنى بالوجود الإنساني, وقد حاول ميلان كونديرا من خلال هذه التّأملات تحليل النّفس الإنسانية بوساطة ما تطرحه من تساؤلات وجوديّة تسهم في تحفيز الفكر وشحذّه, وتبيّنُ معاناة الإنسان في حياةٍ تنسجها عشوائية الصّدف.
وقد عبّر كونديرا في هذه الرّواية عن رؤيته الفكريّة والفلسفيّة من خلال تناوله ثيمات وجوديّة تميّز الشّخصيات, وتفسّر وضعها الوجودي, موائماً بين البعدين النّظري والتّطبيقي لفنِّ الرّواية الذي يعرّفه بقوله:” الشّكل الأكبر من النّثر الذي يفحصُّ فيه المؤلِّف عبر ذوات تجريبيّة(شخصيات) بعض ثيمات الوجود الكبرى.”[73] مُنبِّهاً في الوقت نفسه إلى ألا توسم رواياته بالفلسفيّة؛”لأنّ الفلسفة تعرض أفكارها في فضاء تجريدي بلا شخصيَّات, وبلا مواقف.”[74]
قائمة: المصادر والمراجع:
أولاً:المراجع العربية والمترجمة:
- أحمد,إبراهيم:
- إشكالية الوجود والتقنية عند مارتن هيدغر,منشورات الاختلاف, الجزائر, ط1, 2006.
- ألبيريس,ر.م:
- تاريخ الرواية الحديثة,تر:جورج سالم, منشورات بحر المتوسط, ومنشورات عويدات, بيروت-لبنان, ط2, 1982.
- إيغوركون:
- البحث عن الذات, دراسة في الشخصية ووعي الذات, تر: غسان نصر, دار معد, سورية- دمشق.
- باومان,باربارا, أوبرله, بريجيتا:
- عصور الأدب الألماني, تحولات الواقع ومسارات التجديد,تر:هبة شريف, مراجعة:عبد الغفار مكاوي,سلسلة عالم المعرفة, الكويت,فبراير,2002.
- برود, ماكس:
- يوميات فرانز كافكا,تر:خليل الشيخ,هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث, المجمع الثقافي, أبو ظبي-الإمارات العربية المتحدة,ط1, 2009.
- بو خليط, سعيد:
- نوابغ, سير وحورات: دار جداول, بيروت-لبنان, ط1, 2012.
- بينو, باتريك:
- أبطال الرواية الحقيقيين, تر: قاسم المقداد,دار نينوى, دمشق- سورية, ط1, 2010.
- تريشيه:
- الأدب الفرنسي في القرن العشرين,تر:حامد طاهر, مطبعة العمرانية,د.م.ط, د.ت .
- تولستوي, ليون:
- الحرب والسلم, تر:سامي الدروبي,منشورات وزارة الثقافة, دمشق, سورية, ط1, 1976.
- أَنّا كارنينا, تر: إميل بيدس, ضبط لغتها, وقدم لها: جوزيف إلياس, دار العلم للملايين, بيروت-لبنان, ط9, 2009.
- ثربانتس, ميجيل:
- دون كيخوته, تر: عبد الرحمن بدوي, دار المدى, أبو ظبي- الإمارات العربية المتحدة, ط1, 1998.
- زفائج,ستيفان:
- البناة العظام في عالم الرواية والفن, تر:محمد محمد فرج,مكتبة الأنجلو المصرية, القاهرة- مصر,د.ت.
- شيرلايموفا, س, وزينكين, س:
- كونديرا بين بلزاك ودينون, تقديم:فرانتشيك أوندرش, تر: أشرف الصباغ, منشورات المجلس الأعلى للثقافة,القاهرة- مصر, ط1, 2002.
- فركوح, إلياس:
- الكاتب علامة سؤال, حوارات مع (بول أوستر, خوان غويتسيلو, ألفريدة يلينيك, ميلان كونديرا, مارلين فرنتش, مارغريت درابل, دبليو. جي. سيبالد, نانسي هيوستن ) الدار العربية للعلوم ناشرون, بيروت – لبنان , ط1, 2010.
- فلوبير, غوستاف :
- مدام بوفاري, إعداد وتقديم: رحاب عكاوي, دار الحرف العربي, د. م , د.ت.
- كونديرا, ميلان:
- الحياة في مكان آخر, تر: محمد التهامي العماري, المركز الثقافي العربي, الدار البيضاء- المغرب, ط1, 2012.
- الستارة, تر: معن عاقل, دار ورد, دمشق- سورية, ط1, 2006.
- فن الرواية, تر: بدر الدين عرودكي, دار الأهالي , سورية – دمشق, ط1, 1999.
- كائن لا تحتمل خقته, تر: ماري طوق, المركز الثقافي العربي, الدار البيضاء- المغرب, ط2, 1998.
- لقاء, تر: إنعام إبراهيم شرف, منشورات وزارة الثقافة, دمشق-سورية, 2012.
- المزحة, تر: خالد بلقاسم, المركز الثقافي العربي, الدار البيضاء-المغرب, ط1, 2014.
- الوصايا المغدورة, تر: معن عاقل, دار الأوائل, دمشق- سورية, د.ت. ط.
- لومونوف.ك:
- صفحات مجهولة من حياة تولستوي, تر:ماجد علاء الدين, ومحمد بدرخان, مطابع الصباح,د.م.ط.
- مان, توماس:
- آل بودنبروك, تر: محمد إبراهيم الدسوقي, مراجعة عبد الرحمن بدوي, دار المدى, دمشق-سورية, طبعة خاصة سنة2000.
- همفري, روبرت:
- تيار الوعي في الرواية الحديثة, تر: محمود ربيعي, دار غريب, القاهرة-مصر, 2000.
- هيوستن, نانسي:
- أساتذة اليأس, النزعة العدميَّة في الأدب الأوربي,تر:وليد السويركي,هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث(كلمة), أبو ظبي-الإمارات العربية المتحدة,ط1, 2012.
- ولسون, كولن:
- فن الرواية,تر:محمد درويش,الدار العربية للعلوم ناشرون, بيروت-لبنان,ط1, 2008.
ثانياً: المراجع الأجنبية:
- Michel Picard:Lire le temps,Minuit,1989.
[1] هيوستن, نانسي:أساتذة اليأس, النزعة العدميَّة في الأدب الأوربي,تر: وليد السويركي, هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث(كلمة), أبو ظبي-الإمارات العربية المتحدة,ط1, 2012,ص210.
[2] المرجع نفسه:ص213.
[3] شيرلايموفا, س, وزينكين, س: كونديرا بين بلزاك ودينون, تقديم:فرانتشيك أوندرش, تر: أشرف الصباغ, منشورات المجلس الأعلى للثقافة,القاهرة- مصر, ط1, 2002, ص32.
[4]كونديرا, ميلان: فن الرواية, تر: بدر الدين عرودكي, دار الأهالي, سورية – دمشق, ط1, 1999, ص31.
[5] روائي إسباني ولد سنة 1547م, وكتب مسرحيات وقصص قصيرة, من قصصه نذكر( العاشق الحر, قوة الدم, الفتاتان) . وقد صدرت روايته (دون كيخوته) في جزئيين, صدر الجزء الأول سنة 1605, وصدر الجزء الثاني سنة 1615. ينظر: ثربانتس, ميجيل: دون كيخوته, تر: عبد الرحمن بدوي, دار المدى, أبو ظبي- الإمارات العربية المتحدة, ط1, 1998, ص5, 8 , 17.
[6]كونديرا, ميلان: الستارة, تر: معن عاقل, دار ورد, دمشق- سورية, ط1, 2006, ص 104.
[7] أديب, ومفكر روسي, حظي بمكانةٍ مرموقةٍ في الأدب الروسي, لما قدّمه من أعمالٍ مهمةٍ في تاريخ الأدب والإنسانية معاً, ومنها: الحرب والسلم, أَنّا كارنينا, الحاج مراد, البعث, وغيرها,. قال عنه معاصره إيليا ريبن:” تولستوي-عالم كامل”. يُنظر: لومونوف.ك: صفحات مجهولة من حياة تولستوي,تر:ماجد علاء الدين, ومحمد بدرخان, مطابع الصباح,د.م.ط, ط1, 2000, ص5.
[8]تولستوي, ليون: الحرب والسلم, تر: سامي الدروبي, منشورات وزارة الثقافة, دمشق- سورية, ط1, 1976, ج1, ص93, 95, 105.
[9]تولستوي, ليون: أَنّا كارنينا, تر:إميل بيدس, ضبط لغتها, وقدم لها: جوزيف إلياس, دار العلم للملايين, بيروت- لبنان, ط9, 2009 , 44-45-46. ويُنظر أيضاً: ولسون, كولن: فن الرواية, تر:محمد درويش, الدار العربية للعلوم ناشرون, بيروت- لبنان, ط1, 2008, ص65.
[10]فركوح, إلياس:الكاتب علامة سؤال, حوارات مع (بول أوستر, خوان غويتسيلو, ألفريدة يلينيك, ميلان كونديرا, مارلين فرنتش, مارغريت درابل, دبليو.جي. سيبالد, نانسي هيوستن ) الدار العربية للعلوم ناشرون, لبنان – بيروت, ط1, 2010, ص134.
[11]فركوح, إلياس:الكاتب علامة سؤال, ص134. ويُنظر أيضاً: تولستوي, ليون: أنَّا كارنينا, ص357, وما بعدها.
[12] أديب ألماني, ولد في فرانكفورت, درس الحقوق في النمسا. في عام1808م التقى نابليون بونابرت. وفي عام1812م التقى ببيتهوفين. ظهرت أعماله في ستين مجلداً, منها: (فاوست 1772-1775م ), (آلام فرتر 1774م), (التجاذب الاختياري1809م ), (من حياتي, الشعر والحقيقة 1811-1833م) , (الديوان الغربي الشرقي 1819م ) ينظر: باومان, باربارا, أوبرله, بريجيتا: عصور الأدب الألماني, تحولات الواقع ومسارات التجديد, تر: هبة شريف, مراجعة: عبد الغفار مكاوي, سلسلة عالم المعرفة, الكويت, فبراير, 2002م, ص182-183.
[13] كاتب فرنسي, أصيب بمرض السل. درس العلوم السياسية في السربون.من أعماله:(وجوه باريسية,1896),(المتع والأيام,1896م) ورواية(البحث عن الزمن المفقود) التي تعدُّ وثيقةً تتحدث عن حياة مجتعه الاستقراطي والبرجوازي, وعن الحياة الفنية والعقلية في عصره. يُنظر: تريشيه: الأدب الفرنسي في القرن العشرين, تر: حامد طاهر, مطبعة العمرانية, د.م.ط, د.ت ,ص44-45.
[14]إيغوركون: البحث عن الذات, دراسة في الشخصية ووعي الذات, تر: غسان نصر, دار معد, سورية- دمشق , ص196.
[15] كاتب إيرلندي, بدأ حياته الأدبيّة شاعراً, ثم بعد ذلك, كتب مجموعةً قصصية بعنوان ( أهل دبلن) سنة 1914, ثم كتب مسرحية (المنفيون) سنة 1918. وفي سنة 1922 كتب روايته الشهيرة(يولسيس). ينظر: همفري, روبرت: تيار الوعي في الرواية الحديثة, تر: محمود ربيعي, دار غريب, القاهرة- مصر, 2000, ص32.
[16]ولد في براغ, وتوفي في كيرلنج, ودُفن في المقبرة اليهودية في براغ, كان الابن الأكبر للتاجر هيرمان كافكا, حصل على دكتوراه في القانون سنة1906, وعمل في شركة تأمين ضد حوادث العمال في براغ سنة 1908, من أعماله: (المسخ 1916) ,(طبيب الأرياف 1919), (تحريات كلب1923) وغيرها. يُنظر: برود, ماكس: يوميات فرانز كافكا, تر: خليل الشيخ, هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث, المجمع الثقافي, أبو ظبي- الإمارات العربية المتحدة, ط1, 2009م, ص520, 521, 522.
[17]كونديرا, ميلان: فن الرواية, ص32.
[18]كونديرا, ميلان: الستارة, ص17.
[19]روائي نمساوي ولد في فيينا من عائلة يهودية, يعدُّ من أبرز روّاد الحداثة في الفن الروائي, يرى أن مهمة الفن الروائي التعبير عن الرؤية من خلال الرمز, من أهم أعماله: (السائرون نياماً 1913م), (موت فرجيل).يُنظر: ألبيريس,ر.م: تاريخ الرواية الحديثة, تر: جورج سالم, منشورات بحر المتوسط, ومنشورات عويدات, بيروت- لبنان, ط2, 1982, ص249.
[20]كونديرا, ميلان: فن الرواية, ص 13.ويُنظر أيضاً: الستارة, ص55.
[21]كونديرا, ميلان: الوصايا المغدورة, تر: معن عاقل, دار الأوائل, دمشق- سورية, د.ت. ط,ص 160.
[22]المرجع نفسه:ص160. وينظر أيضاً: بو خليط, سعيد: نوابغ, سير وحورات,دار جداول, بيروت-لبنان, ط1, 2012, ص 83.
[23]كونديرا , ميلان: فن الرواية, ص 32.
[24]فيلسوف ألماني,درس في جامعة فرايبورغ تحت إشراف أستاذه هوسرل, ثم صار أستاذاً في الجامعة نفسها سنة1928م, من أهم كتبه: الوجود والزمان الصادر سنة 1927م, وقد تركت فلسفته أثراً في الوجودية وغيرها. يُنظر: أحمد, إبراهيم: إشكالية الوجود والتقنية عند مارتن هيدغر, منشورات الاختلاف, الجزائر, ط1, 2006, ص7, وينظر:كونديرا, ميلان: الوصايا المغدورة, ص167.
[25]كونديرا, ميلان: فن الرواية, ص11.
[26]المرجع نفسه: ص12.
[27]روائي, وكاتب مسرحي فرنسي, يعدُّ من روّاد الأدب الفرنسي في القرن التاسع عشر, ترك أكثر من تسعين رواية وقصة قصيرة جُمعت كلها بعنوان (الملهاة الإنسانيَّة), ويعدُّ من مؤسسي الواقعية في الأدب الأوربي, يُنظر: زفائج, ستيفان: البناة العظام في عالم الرواية والفن, تر: محمد محمد فرج, مكتبة الأنجلو المصرية, القاهرة- مصر, د.ت, ص10 وما بعدها.
[28]روائي فرنسي, درس الحقوق, أُصيب بمرض عصبي, توفي في (كرواسيه) بسبب نوبة قلبية, من أهم أعماله: مدام بوفاري (1851م) والتربية العاطفية(1869م). يُنظر: بينو, باتريك: أبطال الرواية الحقيقيين, تر: قاسم المقداد, دار نينوى, دمشق- سورية, ط1, 2010, ص88-89. ويُنظر أيضاً: فلوبير, غوستاف: مدام بوفاري, إعداد وتقديم: رحاب عكاوي, دار الحرف العربي, د. م , د.ت , مقدمة الرواية , ص6.
[29]أديب ألماني, حصل على جائزة نوبل في الآداب سنة 1929م, من أهم أعماله:(آل بودنبروك 1901),(الموت في البندقية 1911م) يُنظر: مان, توماس: آل بودنبروك, تر: محمد إبراهيم الدسوقي, مراجعة عبد الرحمن بدوي, دار المدى, دمشق-سورية, طبعة خاصة سنة2000, ص6, 7.
[30]كونديرا , ميلان: فن الرواية, ص13.
[31]كونديرا, ميلان: الستارة, ص56.
[32]كونديرا, ميلان : فن الرواية , ص86-87.
[33]كونديرا, ميلان: فن الرواية, ص88.
[34]كونديرا, ميلان: الوصايا المغدورة, ص16.
[35]كونديرا, ميلان: لقاء, تر: إنعام إبراهيم شرف, منشورات وزارة الثقافة, دمشق- سورية, 2012, ص79. يُنظر أيضاً: فن الرواية, ص42,41, 43, 44.
[36]كونديرا, ميلان: فن الرواية , ص32.
[37]المرجع نفسه: ص 29 ,30 , 35, 41.
[38]المرجع نفسه: ص 49.
[39] المرجع نفسه: ص47.
[40]المرجع نفسه:ص43.
[41]كونديرا, ميلان: كائن لا تحتمل خفته, تر: ماري طوق, المركز الثقافي العربي, الدار البيضاء- المغرب, ط2, 1998, ص26.
[42]كونديرا, ميلان: كائن لا تحتمل خفته , ص64, وفن الرواية, ص43.
[43]المرجع نفسه: ص64.
[44]المرجع نفسه: ص64.
[45]كونديرا, ميلان: كائن لا تحتمل خفته, ص18.
[46]المرجع نفسه:ص21
[47]المرجع نفسه: ص275.
[48] المرجع نفسه: ص35.
[49] المرجع نفسه: ص46.
[50]كونديرا, ميلان: كائن لا تحتمل خفته, ص 36.
[51] المرجع نفسه: ص47.
[52]المرجع نفسه: ص41.
[53]المرجع نفسه: ص42.
[54]المرجع نفسه: ص48.
[55] كونديرا, ميلان: كائن لا تحتمل خفته,ص120.
[56] المرجع نفسه : ص120.
[57] كونديرا, ميلان: فن الرواية, ص34.
[58] كونديرا, ميلان: كائن لا تحتمل خفته, ص11.
[59] كونديرا, ميلان: كائن لا تحتمل خفته, ص9.
[60] المرجع نفسه: ص173-174.
[61] Michel Picard:Lire le temps,Minuit,1989,p59
[62] كونديرا, ميلان: كائن لا تحتمل خفته, ص175.
[63] المرجع نفسه : ص175
[64] كونديرا, ميلان: كائن لا تحتمل خفته, ص271-272.
[65] يُنظر: المرجع نفسه: ص 190- 191- 192-193-273.
[66] كونديرا, ميلان: المزحة, تر: خالد بلقاسم, المركز الثقافي العربي, الدار البيضاء-المغرب, ط1, 2014,ص 376.
[67] كونديرا, ميلان: الحياة في مكان آخر, تر: محمد التهامي العماري, المركز الثقافي العربي, الدار البيضاء- المغرب, ط1, 2012, ص319.
[68] كونديرا, ميلان: فن الرواية, ص131.
[69] كونديرا, ميلان: كائن لا تحتمل خفته, ص77.
[70] كونديرا, ميلان: كائن لا تحتمل خفته, ص77.
[71] كونديرا, ميلان: فن الرواية, ص37.
[72] كونديرا, ميلان: كائن لا تحتمل خفته, ص79.
[73] كونديرا, ميلان: فن الرواية, ص149.
[74] المرجع نفسه:ص35.