
دراسة حركة حماس من منظور هيكل الفرص السياسية
د.عقل صلاح كاتب وباحث فلسطيني مختص بالحركات الأيديولوجية.
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية العدد 18 الصفحة 81.
ملخص:
يعبر هيكل الفرص السياسية عن البيئة الخارجية المحيطة بالحركات الاجتماعية، وفرضيته الأساسية هي أن العوامل الخارجية إما أن تقوم بتعزيز تعبئة الحركات أو منعها، إلى جانب العوامل الداخلية الخاصة بالحركة.تتمثل مشكلة هذا البحث في تحديد العوامل التي أدت إلى تغيير هيكل الفرص السياسية لحركة حماس وزيادة شعبيتها وظهورها كمنافس لحركة فتح.لذلك فإن هذه الدراسة تهتم بإضافة بعد جديد يعنى بدراسة هيكل الفرص السياسية وعلاقته في الحركات الإسلامية الذي يقدم نموذجا تفسيريا لصعود حماس. وتنقسم الدراسة إلى مبحثين، الأول يتناول العوامل التي أدت إلى تغير هيكل الفرص السياسية لحركة حماس، فيما يتناول الثاني كيفية إدراك حركة حماس للتغير في فرصها السياسية.
الكلمات المفتاحية: هيكل الفرص السياسية، حركة حماس، حركة فتح،حركة الإخوان المسلمين.
Abstract:
The structure of political opportunitydescribes the external environment surrounding social movements. Its basic hypothesis is that external factors either promote or prevent the mobilization of movements,besides the internal factors related to the movement. The research problem is to identify factors that lead to changethe structure of political opportunity for Hamas, increasing its popularity and its appearance as a competitor to Fatah.Therefore, this study is concerned by adding a new dimension through studying the structure of political opportunity and its relationship with Islamic movements which provides an explanatory model for the rise of Hamas.The studyconsistsof two sections. The first,deals with the factors that have changed the structure of Hamas’ political opportunities. The second deals with how Hamas perceived the change in its political opportunities.
Keywords:Structure of political opportunities, Hamas movement, Fatah movement, The Muslim Brotherhood Movement
مقدمة:
تعنى الحركات الاجتماعية بالمقام الأول بالعمل الجماعيالذي ينم عن شكل أو صيغة من صيغ العمل الجماعي أكثر منه إلى القيم التي تحملها هذه الصيغة[1].ويقوم العمل الجماعي على فرضية أن الجماعات تنشأ، وتتحد خصائصها، وتصنع قراراتها وتنجح وتفشل؛ نتيجة لفرص معينة يلعب التغيير في أبعاد النظام السياسي القائم دورًا حاسمًا في وجودها أو غيابها. ويتحدد أي عمل جماعي بثلاثة عوامل أساسية وهي: أولًا، الوسائل المتاحة وهي مجموعة البدائل العملية المتوافرة، والتي تختار من بينها الجماعة استراتيجيتها للتأثير.وثانيًا، القيم وهي المنطلقات الإيديولوجية التي تحكم عمل الجماعة[2].فالإيديولوجيا هي الإطار الفكري لبرنامج واستراتيجية وعمل الحركة، وعادةً ما تشتمل على إعادة تفسير التاريخ وربط الناس بالحركة وإسقاط نزعات الفشل والدعوة بنجاح الحركة [3]. وثالثًا، الشروط البيئية وهي الظروف المحيطة بالجماعة والتي لا تستطيع تعديلها وليس أمامها سوى التكيف معها إما باستغلال ما تتيحه من موارد أو ما تفرضه من قيود[4]،وهي ما يصفها المحللون السياسيون بهيكل الفرص السياسية [5].
وكون الحركات الاجتماعية توجد ضمن مجتمع معين، لذلك يجب تحليلها ضمن السياق الموجودة فيه، ومن ضمنه السياق الثقافي للمجتمع الذي من خلاله يفسر ويفهم المواطنين العالم الذي يعيشون فيه [6]. لذلك عند دراسة نشأة ونجاح الحركات من الصعب فصل دور المكون الثقافي والمكون البنيوي، فإن النجاح في التعبئة البنيوية يعتمد إلى حد كبير على الثقافة وعلى استغلال الواقع البنيوي، فالأطر الناجحة تستند على قدرتها لتسليط الضوء على الظلم بطرق ذات مغزى ثقافي[7].
وعليه تحتاج نظرية الفرصة السياسية إلى توافر عنصرين أساسين وهما: الحركة الاجتماعية والفرصة السياسية. فإذا كانت الفرصة أداة للتغيير السياسي فإن الحركات هي التي تخلق هذه الفرصة [8]. إلا أنه في بعض الأحيان قد لا تحتاج الفرصة السياسية إلى حركة لخلقها فقد توجد نتيجة للتغيرات التي تطرأ على النظام السياسي، ولكن قد تختلف الحركات في قدرتها على اقتناص واستغلال هذه الفرص.
فالفرص السياسية ليست ثابتة لجميع الحركات، وإنما تختلف من حركة إلى أخرى، إضافة إلى أن الفرصالسياسية لا تمتلك نفس الأهمية للحركات الاجتماعية فهي تختلف وفقًا لخصائص الحركات[9]،وقد تختلف من وقت لآخر حتى للحركة نفسها.إلا أن الفرصة السياسية لا ترتبط بخصائص الجماعة فقط، وإنما ترتبط بالدولة والسياق البيئي المحيط بها، وتحالفات النخب، وتحيز الدولة لجماعات معينة، ومدى انفتاح النظام السياسي أو انغلاقه [10]. فالمتغيرات الخارجية (السياق الدولي) لها دور في خلق الفرص؛ لذلك يجب أخذها بعين الإعتبار عند دراسة التغير في هيكل الفرص السياسية [11]. فهيكل الفرص السياسية ضمن متغيرات البيئة الداخلية ما هو إلا نقطة بداية للعمل الجماعي في مراحله الأولى والذي ما يلبث أن يتأثر في مراحله التالية بالمتغيرات الخارجية التي تتمثل بالسياق الدولي [12].
وعليه فإن هيكل الفرص السياسية معرض للتغيير من وقت لآخر نتيجة للتغير في العملية السياسية، والذي بدوره ينعكس على الجماعات التي تنشأ ضمنه، فتصبح هذه الجماعات عرضة للتغيير في أساليبها وممارساتها، فقد تستخدم سبل العنف والتمرد، أو الإضراب والاحتجاج السلمي، أو قد تحمل سمات التنظيم والمؤسسية كرد فعل على التغيير في الفرص المتاحة أمامها [13].أن الحركة أو الجماعة يمكن اعتبارها حركة تأثير وتأثر في نفس الوقت، فإما أن تقوم بالتأثير وتغيير هيكل الفرص لصالحها أو أن تتأثر بالتغيير الحاصل في الهيكل وتتغير بناءً عليه.
أولًا: العوامل التي أدت إلى تغير هيكل الفرص السياسية لحركة حماس
مفهوم هيكل الفرص السياسية يقوم على فكرة أن الفاعلين السياسيين (حركة حماس) – وهم الذين يستخدمون النصوص الدينية لتحديد هويتهم ونشاطاتهم السياسية والاجتماعية- قد قاموا باستغلال انفتاح البيئة السياسية وقاموا بالتعبئة وحشد الأنصار من خلال عملهم الاجتماعي الخدماتي والكفاحي والسياسي، وأدركواالفرص المتاحة أمامهموالمتمثلة بضعف الحزب الحاكم (حركة فتح) ليفصحوا عن حجم تأييدهم الشعبي وليشاركوا بالنظام السياسي الفلسطيني ومؤسساته.
من خلال مفهوم هيكل الفرص السياسية يمكن الصعود التدريجي لحركة حماس، وتنامي دورها السياسي باستغلالها للفرص المتاحة أمامها منذ بدايات نشأتها كحركة إخوان مسلمين، وحتى قرارها بالمشاركة في الانتخابات التشريعية الثانية، من خلال ثلاث مجموعات من العوامل.
- عوامل تتعلق بإسرائيل والوضع الإقليمي
وهي مجموعة العوامل المتعلقة بالسياسة الإسرائيلية تجاه حركة الاخوان المسلمين في فلسطين، إلى جانب تأثير الحركة الإسلامية في كل من إيران ولبنان على حركة الاخوان.
- سياسة حزب الليكود تجاه حركة الاخوان المسلمين
إن التغير الملحوظ في هيكل الفرص السياسية للحركة الإسلامية في فلسطين كان مع انتخاب حزب الليكود الإسرائيلي عام 1977، الذي استخدم سياسة مغايرة لسلفه حزب العمل. فتنامي نفوذ منظمة التحرير الفلسطينية في الأراضي المحتلة دفع حزب الليكود لإستخدام استراتيجية جديدة لاحتواء المنظمة من خلال دعم بديل لها. ففي ذلك الوقت كان يتواجد مجموعتان: وهما زعماء العائلات في الريف، والإخوان المسلمون. فعززت إسرائيل مكانة الجماعة الأولى بشكل رسمي من خلال سياسية روابط القرى*، وعززت مكانة المجموعة الثانية بشكل غير رسمي من خلال السماح لها بمساحة للتنظيم لم يسمح بمثلها لمنظمة التحرير. ففي حين تم منع المظاهرات السياسية للمنظمة كان يتم التغاضي عن مظاهرات ومسيرات الإخوان المسلمين. فالفضاء السياسي الذي توفر للإخوان المسلمين خلال الثمانينيات كان مهمًا في تطوير الحركة الإسلامية في فلسطين [14].
لقد قامت إسرائيل بدعم الاخوان المسلمين ظنًا منها أنه يمكن استخدامهم كثقل موازي للمنظمة، التي كان ينظر لها على أنها تشكل تهديدًا لمصالح وأمن إسرائيل. فالدعم اتخذ أشكالًا مختلفة أبرزها الفضاء السياسي والاجتماعي الذي أتيح للإخوان. فقد فتح المجال للإخوان للتنظيم والتظاهر والتحدث، وفي المقابل عوقب زملاؤهم القوميون لقيامهم بممارسات مماثلة، وواصلت إسرائيل الترويج لحماس كبديل للمنظمة حتى أوائل الانتفاضة الأولى إلى أن حظرت حماس في أيلول 1989 [15].
- الصعود الإسلامي في كل من إيران ولبنان.
فالثورة الإيرانية بين عامي 1978-1979 أدت إلى اسقاط النظام المدعوم من قبل الولايات المتحدة وظهور حزب الله في لبنان خلال الثمانينيات عزز هيكل الفرص السياسية لحماس [16]. فكانت إيران قبل الثورة الإسلامية راعية للمصالح الإسرائيلية، ولكن بعد انتصار الثورة أصبحت مكافحة للنظام الإسرائيلي، وحولت مبنى السفارة الإسرائيلية إلى سفارة لفلسطين[17].
أما حزب الله فقد استطاع إلحاق أضرار جسيمة في قوات الجيش الإسرائيلي المحتلة للبنان، وأجبرته على الانسحاب في البداية لمنطقة آمنة ولكن بعد تصاعد الخسائر لدى الجيش الإسرائيلي اضطر للانسحاب كليًا من لبنان. فحزب الله أعطى حافزًا قويًا لحماس لأنه استطاع هزيمة إسرائيل وإنهاء الاحتلال، بالإضافة إلى استفادة حماس من الأساليب القتالية المستخدمة من قبل حزب الله كالتفجيرات والعمليات الإستشهادية [18]، ولاحقًا حرب الأنفاق التي استخدمها حزب الله من قبل.
لقد كانت حركة الاخوان المسلمين في فلسطين ناشطة في التوجه الثقافي والديني، وترفض خوض العمل السياسي والعسكري، لكن الحركة سرعان ما اقتدت بشكل مباشر أو غير مباشر بالثورة الإيرانية وبحزب الله. فالثورة الإسلامية شكلت دافعًا وحافزًا للحركة، فقد منحت الأمل للمسلمين في فلسطين أن بامكانهم القضاء على إسرائيل [19]. فيبين تقرير إسرائيلي بأن إيران وحزب الله هم أقوى حليفين لحماس، فقد تم تدريب عناصر كتائب عز الدين القسام في سوريا على يد خبراء إيرانيين وخبراء من حزب الله، مما أكسب الكتائب خبرةً كبيرةً في استخدام السلاح،وخطف الجنود،وتصنيع الصواريخ في مصانع محلية بغزة [20].
- الانسحاب الإسرائيلي من القطاع
إنالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005يعد من أبرز عوامل صعود حماس الذي أثبت بشكل قاطع أن لغة المقاومة التي تبنتها حماس على النقيض من حركة فتح هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الإسرائيلي. فالدور الذي لعبته حماس في تحرير القطاع ترتب عليه تفكير الحركة جديًا بالمشاركة بإدارة القطاع استكمالًا لحماية مشروع المقاومة، لذلك شاركت حماس في الحوار الفلسطيني – الفلسطيني في القاهرة عام 2005 والذي تم فيه التوصل إلى تعديل القانون الانتخابي تمهيدًا لمشاركتها في الانتخابات التشريعية الثانية. وفي ذلك يبين القيادي البارز محمود الزهار أن” المشروع التفاوضي لم يأت بشيء منذ سنوات، والآن في غزة طردنا الاحتلال، ومن المفروض أن يلجأ الناس إلى خيار آخر، وهذا الخيار نعلنه ولا نخجل منه، لا بدّ من اعتماد برنامج المقاومة بكل أدواتها لطرد الاحتلال الإسرائيلي” [21]. وهذا ما يؤكده الوزير الإسرائيلي السابق يوسي بيلين بقوله إن ” الانسحاب لعب لصالح حماس الذي استعملته دليلًا على أنها هي فقط تستطيع تحرير المناطق، وجاء الانسحاب ليمنحها امتيازًا عظيمًا، والإسرائيليون على يقين أن الانسحاب أفضى إلى تعزيز قوة حماس”[22].
- عوامل تتعلق بالبيئة السياسية الفلسطينية
وهي عوامل تختص بالتغيرات التي حدثت على الساحة الفلسطينية ومدى تأثيرها على فرص حركة حماس.
- الانتفاضة الأولى
يعد هذا العامل من أهم العوامل التي عززت هيكل الفرص السياسية لحركة حماس، حيث أعلن عن ولادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، رسميًا من خلال بيانها التأسيسي الذي وزع في 14 كانون الأول عام 1987 والذي عبر عن مجمل سياساتها وتوجهاتها مع اندلاع الانتفاضة الأولى [23]، على إثر صدم سائق شاحنة إسرائيلي لسيارة يستقلها عمال من القطاع متعمداً والذي أدى إلى استشهاد أربعة من أبناء الشعب الفلسطيني في 6 كانون أول، فشكل هذا الحادث الشرارة الأولى لاندلاع إنتفاضة 8 كانون أول، وفي اليوم التالي أعلن النفير العام في القطاع، وفي نفس اليوم اجتمعت الهيئة الإدارية للإخوان في منزل الشيخ أحمد ياسين وبحضور جميع الأعضاء* تم صياغة البيان الأول لحركة حماس وقد شكل هذا الاجتماع اللقاء التأسيسي للحركة واعتبر الحاضرون هم المؤسسون للحركة [24]. فحماس لم تخلق الإنتفاضة كما تزعم ولكنها كانت أكثر التنظيمات المستفيدة من اندلاعها [25].
- توقيع اتفاق أوسلو
عمل اتفاق أوسلو على إعادة هيكلة وتعقيد الفرص السياسية لحماس، فالاتفاق أنشأ حكومة فلسطينية على أراضي الضفة والقطاع، وبالتالي خلق واقعًا جديدًا توجب على حماس الاستجابة له، ففي البداية بدى أن أوسلو من شأنه أن يؤدي إلى خسارة حماس لسببين وهما: الأول، أن للسلطة مصلحة خاصة في تقييد حماس وكانت تمتلك الموارد اللازمة لذلك. والثاني: أن حماس كانت محاصرة أيديولوجيًا بشأن مشاركتها أو عدم مشاركتها في مؤسسات السلطة القائمة على أساس الاتفاق الذي رفضته الحركة. ومع مضي عملية السلام كانت فرص حماس محدودة بشكل واضح، ولكن مع فشل أوسلو في استعادة الحقوق الفلسطينية بدأ نجم حماس بالصعود وفرصها المتاحة بالازدياد، فالتردد الإسرائيلي لإنهاء احتلال الضفة بالكامل أدى لتعزيز وتقوية حماس التي تنبأت بفشل أوسلو منذ البداية مما جعل منها المعارضة الأولى في فلسطين في ظل انحسار اليسار الفلسطيني، وتحول فتح من حركة مقاومة لإسرائيل إلى الحزب الحاكم. ففشل أوسلو الذي عارضته وقاطعته حماس منذ البداية غير بشكل كبير وعزز في النهاية فرصها السياسية من خلال زيادة التأييد الشعبي من قبل ليس فقط مؤيديها وإنما أيضًا من قبل الفلسطينيين الذين خاب أملهم بأوسلو[26].
ويتضح تنبؤ الحركة بفشل أوسلو في تصريح للناطق الرسمي للحركة فوزي برهوم بقول ” إن الحصاد المر لسنوات التفاوض الخداعة والمقيتة بين فريق أوسلو والإحتلال الإسرائيلي تنبأ به كل حر ومقاوم وعاقل وحكيم، وإن ما جرته على شعبنا من الألم والقهر والضياع والشتات الذي طال كل مناحي الحياة الفلسطينية،ناهيك عن القتل والإجرام والتهجير والحصار والحرب الدينية والإنتهاكات الإسرائيلية اليومية المتواصلة بحق شعبنا ومقدساته،كل ذلك حصل وما خفي كان أعظم،تحت غطاء المفاوضات، والذي حذرنا منه مرارًا وتكرارًا كما كل الغيورين على شعبنا وحقوقه وثوابته” [27].
- انتفاضة الأقصى
إن فشل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وتزايد الضغط الأمريكي على الرئيس ياسر عرفات لتوقيع اتفاق يتنازل فيه عن الثوابت الوطنية الفلسطينية، ورفض الرئيس التوقيع بقوله” إنني أرفض التخلي عن أي جزء من الحرم الشريف، حتى مقابل حيفا أو يافا، ولن أبيع القدس ولن يسجل عليّ التاريخ أنني خائن”[28]، أدى إلى تغير السياسة الأمريكية والأوروبية والعربية تجاهه، فبدأت المحاصرة السياسية والمالية والدبلوماسية للرئيس، وفي ظل هذه الظروف السياسية المعقدة عمد أرئيل شارون إلى زيارة ساحات المسجد الأقصى وتدنيسها، فانفجرت الأمور وخرجت عن السيطرة معلنة اندلاع الانتفاضة الثانية.
إن اعتراف الرئيس الأمريكي بيل كلينتون آنذاك بأن الفلسطينيين تحت قيادة الرئيس عرفات لم يقولوا نعم أبدًا [29]، يؤكد على موقف الرئيس عرفات الثابت والرافض عن التنازل عن السيادة الكاملة على المسجد الأقصى. لقد حظيت انتفاضة الأقصى في البداية على دعم سري من الرئيس عرفات، فقد أيّد وموّل العمل المسلح، بسبب قناعته بأن الأمور لا يمكن حلها مع إسرائيل إلّا عبر القوة. مما فتح المجال لممارسة العمل المقاوم لجميع الفصائل من أوسع أبوابه بعدما كانت السلطة تمنع وتعتقل وتعذب المقاومين. فعززت انتفاضة الأقصى من هيكل الفرص السياسية لحماس حيث باتت تنفذ العمليات العسكرية بحرية ودون قيود، فاستطاعت أن تحقق التقدم تلو التقدم في ساحة المقاومة، فوجدت حماس في الانتفاضة نافذة سياسية لاثبات قوتها ومكانتها في الشارع الفلسطيني واستطاعت أن تفرض نفسها وبرنامجها المقاوم، وأثبتت رؤيتها بأن المفاوضات مضيعة للوقت.
يشير الكاتب بلال الشوبكي أن انتفاضة الأقصى وما رافقها من اعتداءات إسرائيلية على مؤسسات السلطة وحصار للرئيس، مكنت حماس من أن تبرهن على أن الاتفاقيات الموقعة بين السلطة وإسرائيل تداعت وانهارت [30]. وذهبت الحركة إلى أبعد من ذلك فشاركت في اجتماعات القيادة الفلسطينية التي كان يقودها الرئيس عرفات عبر ممثل من أعضاء المكتب السياسي في الضفة، لتعلن بذلك أنها تقبل بمبدأ الشراكة، وأنها قادرة على الاندماج في النظام السياسي الفلسطيني. وعلى إثر ذلك توثقت العلاقة بين الحركة والرئيس عرفات، وبالأخص بين الشيخ ياسين والرئيس، مما فتح المجال واسعًا أمام حماس لتحقق العديد الانجازات في ظل تقلص وتيرة القمع من قبل السلطة. فاستأنفت حماس عملياتها الإستشهادية ردًا على القمع الإسرائيلي في الانتفاضة، وكثفت من هجماتها الصاروخية عندما كان من الصعب القيام بعملية استشهادية. وفي المقابل، لم تؤيد القيادة المركزية لفتح هذه الهجمات، إلا أن بعض نشطاء فتح قاموا بهجمات استشهادية وصاروخية لأنهم يعتقدون بأن حركتهم فشلت في الاستجابة للتغيرات في الفرص السياسية التي تمثلت بزيادة القمع الإسرائيلي [31].
- د- استشهاد الرئيس ياسر عرفات
لقد تسبب استشهاد الرئيس عرفات بتفاقم أزمة حركة فتح، فبقيت الحركة دون أي نوع من المماسك أو المشدات التي تربط أعضاءها وقياداتها إلا خوفهم على مواقعهم ومكتسباتهم عبر السيطرة على السلطة، فكان عرفات كالصمغ اللاصق للنظام السياسي ولفتح [32]. فقد شكل عرفات محور النظام الفلسطيني في العقود السابقة، فارتكزت آلية اتخاذ القرار بشكل أساسي على شخصيته وقيادته الكاريزمية أكثر من ارتكازها على المؤسسات والقيادة الجماعية. لذلك واجه النظام السياسي الفلسطيني والقيادة الفلسطينية عقب استشهاده في 11 من تشرين الثاني عام 2004 خيارًا صعبًا بشأن التجديد للقيادة [33]. فقد بين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول أن ” فتح عاشت أزمة عدم القدرة على ملء الفراغ الذي خلفه رحيل الرئيس عرفات، وقد شهدنا أنها عاشت حالة من الترهل والاسترخاء دون أن يسعفها الوقت لتجاوز ذلك” [34].
فغياب عرفات أدى إلى تمزق حركة فتح، حيث أنه كان الوحيد القادر على جمع الأطراف المختلفة للحركة [35]. فلم يشكل عباس الذي انتخب خلفًا لعرفات القائد الجامع لأطراف الحركة ومجموعاتها وأشذابها [36]. فيبين الكاتب البريطاني جراهام أشير أن أزمة فتح أصبحت حادة بعد انتفاضة الأقصى واستشهاد عرفات، الذي كان موحدًا للحركة، ومن بعده أصبحت فتح تترنح على حافة التفكك كمنظمة وكمشروع سياسي [37]. ويبين الكاتب الفلسطيني خليل شاهين أن” عباس اتخذ سياسية معاكسة للسياسة التي كان يتبعها عرفات و خصوصًا منذ إنهيار المفاوضاتوإمكانية الاستفادة من عناصر القوة من الشعب الفلسطيني ” [38].
لقد منح استشهاد الرئيس عرفات وتفكك حركة فتح حماس فرصةً للتفكير بشكل جدي بالمشاركة في النظام السياسي الفلسطيني، لأن استشهاده كان عاملًا مهمًا من ضمن مجموعة من العوامل التي لعبت دورًا في هبوط شعبية حركة فتح، لأن الرئيس عرفات شخصية شبه مقدسة للمؤيد والخصم، وعليه إجماع وطني، فكان قادرًا على الحفاظ على علاقاته مع الخصوموالمختلفين معه، ولم يسمح بتحويل أي خلاف سياسي إلى قطيعة، فاستشهاد عرفات كان له الأثر الكبير ليس فقط على حركة فتح وإنما على عموم الأطر السياسية.
- عوامل تتعلق بحركة حماس
وهي مجموعة العوامل الداخلية للحركة والتي استطاعت الحركة زيادة قاعدتها الشعبية من خلالها.
- الدور الخدماتي والاجتماعي للحركة
يعد هذا العامل من أبرز موارد التعبئة لدى الحركة والذي تزامن مع نشأة الاخوان المسلمين، فمؤسسات الحركة الاجتماعية ولجان الزكاة دعمت قطاعًا واسعًا من الفقراء والأيتام والمرضى وأسر الأسرى والشهداء، وساعدت أيضًا على إنشاء مشاريع صغيرة للأسر المحتاجة كالبقالات ومشاغل الخياطة والمناحل وغيرها الأمر الذي ساهم في تعزيز مكانة الحركة شعبيًا.
ففي استطلاع للرأي العام أجراه مركز البحوث والدراسات– نابلس – في تشرين ثاني من عام 1997 أشارت نتائجه إلى أن حركة حماس نالت أعلى نسبة باعتبارها التنظيم الذي يمثل مصالح الفقراء، على النقيض من فتح التي نالت أعلى نسبة باعتبارها ممثلة لمصالح الأغنياء [39].
- استشهاد المؤسس
ظنتإسرائيل أن باغتيالها للشهيد أحمد ياسينعام 2004يمكنها اضعاف مقاومة الحركة، إلا أن ما حدث كان العكس، فقد منح استشهاد ياسين دفعةً معنويةً كبيرةً للحركة، بأنها مازالت تقدم التضحيات حتى وصلت إلى مؤسسها. ويشير أحمد يوسف –مدير معهد البحوث والدراسات العربية آنذاك – ” إلى أن استمرار أي حركة في العمل بنفس الكفاءة بعد اغتيال مؤسسهايعتبر شهادة نجاح لهذا المؤسس، وإذا زاد نجاح الحركة زادت قيمة النجاح الذي حققهالقائد رغم اختفائه؛ لأنه يعتبر دليلاً على قدرته على البناء بشكل سليم”، ويضيف مستطردًا بأن “حماس لم تتغير عقب اغتيالياسين؛ بحيث ما زالت محافظةً على خطها الجهادي، وما زالت تتمسك بالثوابت الوطنيةالتي لا يمكن التخلي عنها” [40]. ويؤكد ذلك القيادي في حماس أسامة حمدان بقوله “البرنامج الذي رعته القيادة التاريخية لم يتغير، ربما تتطور الأساليب والأدوات لكن البرنامج، بثوابته وأهدافه الاستراتيجية، لم ولن يتغير” [41].
ويبين الكاتب خليل العناني أن السبب الكامن وراء عدم تأثر الحركة بغياب مؤسسها يتمثل بأنها تتكون من فريق عمل جماعي يرتبط بمرجعية واحدة، ولها هدف واضح،وخطوط واتجاهات محددة، بل ويرى العناني أن الحركة ازدادت قوةً وتماسكًا بعد اغتيالالمؤسس، وكانت من الذكاء بحيث استطاعت أن تتجاوز بشكل سريع استشهاد ياسين، ولمتتأثر بالفراغ السياسي والروحي الذي سببه اغتيال القائد[42]. ويوافقه الباحث الرأي، فحركة حماس لم تتأثر على المستوى السياسي والتنظيمي والمقاوم باستشهاد الشيخ ياسين لأنها تعتمد في كل قراراتها على المؤسسة وليس على الفرد، مما مكنها من تجاوز استشهاد مؤسسها، على عكس حركة فتح التي أحدث استشهاد مؤسسها وقائدها أزمةً سياسيةً وتنظيميةً كون الحركة كانت تعتمد على قرار الفرد وليس المؤسسة، لذلك لم تتمكن الحركة من سد فراغ استشهاد الرئيس عرفات بل ازدادت الخلافات والانشقاقات على إثره. لذلك شكل استشهاد الرئيس عاملًا من عوامل هبوط حركة فتح، وفي المقابل شكل استشهاد الشيخ ياسين عاملًا من عوامل صعود حركة حماس.
- التأطير الثقافي
أي حركة اجتماعية تريد نشر أيديولوجتها يجب أن تكون قادرةً على تقديم خلاصة واضحة لفكرها، تلقى صدىً لدى الجمهور المستهدف. فهناك مجموعة من الأدوات المتاحة للحركات الإسلامية في صندوق الأدوات الثقافية في المجتمع الإسلامي أكثر بكثير من غيرها من الحركات كالماركسية مثلًا [43]. فيعتقد حمدان أن “الإسلام هو أحد مكونات هذه المنطقة، وإن الكثير من القيم التي نتحدث عنها في مجتمعاتنا، والكثير من المسارات الاجتماعية ناشئة عن الإسلام الذي عززها ونماها في المجتمع لذلك من الطبيعي أن تلجأ هذه المجتمعات لاختيار المشروع الإسلامي” [44].
ولعل العامل الأبرز في التفاف العديد حول الحركة وتأييدها حتى من غير المنتمين لها سياسيًا هو خطابها الديني. فحركة حماس حركة إسلامية، تتخذ من الإسلام منهج حياة، وتستمد منه أفكارها، وتصوراتها، ومفاهيمها، في جميع مجالات الحياة، وإليه تحتكم، ومنه تستلهم ترشيد خطاها [45]. فيؤكد الحمساوي سامي خاطر بأن ” حركة المقاومة الإسلامية حماس، حركة مقاومة ومرجعيتها الفكرية الإسلام، وهو منهج حياة شامل فيه الجهاد والسياسة والاجتماع والاقتصاد” [46]. فكان لتبني الخطاب الديني في تعاملها على جميع الصعد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية العامل المؤثر في اجتذاب الأنصار إليها [47].
لقد استخدمت حماس خمسة أطر رئيسية لوصف أيديولوجيتها الشاملة وهي[48]:
- فلسطين أرض وقف إسلامي
فكل الفلسطينيين على دراية تامة بمعنى الوقف، ومع ذلك وضعت حماس شكلًا جديدًا على مفهوم الوقف الإسلامي بواسطة الخلط بين الملكية الخاصة مع السيادة، فالوقف يعتبر نوعًا من أنواع الملكية الخاصة ولكن حماس لا تقول بأن كل فلسطين ملكيةً خاصة، وإنما تزعم بأن الوقف يعني السيادة – أي سيادة الله على البلد بأكملها -، فمثل هذا التفسير الموسع للوقف لم يدلى أبدًا بشكل بارز في التاريخ الإسلامي، ومع ذلك هو نوع من التأطير الذي يتردد صداه بين الفلسطينيين المسلمين.
- الإسلام هو الحل
وهو ثاني وسائل التأطير والأكثر شهرةً لدى الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط، فالإسلام هو الحل استخدم بصورة منتظمة من قبل أنصار حماس في فلسطين، فحماس مقتنعة بأن فلسطين قد فقدت لأن العرب أداروا ظهورهم للإسلام، وفقط من خلال اعتناق الإسلام يمكن استرجاع فلسطين.
- المؤامرة اليهودية
وفقًا للحركة فإن اليهود مشتركون في المؤامرة الكبرى من خلال الولايات المتحدة ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وهذه المؤامرة منعت الفلسطينيين والمسلمين من الحصول على ماهو حق لهم، فميثاق حماس يصف هذا اليهودي المتآمر.
- الصبر
ردت حماس على عملية السلام التي بدأت مع مؤتمر مدريد بالدعوة للصبر؛ لأن عملية السلام ستفشل من تلقاء نفسها، فقد استخدم مصطلح الصبر من قبل الحركة لتبرير عدد من القرارات الاستراتيجية والتكتيكية، فاستراتيجيًا مفهوم الصبر كان وراء الحجة القائلة بأن أوسلو خطأ وأنه سوف ينهار، وإنه مجرد مسألة وقت،فانهيار أوسلو كما تنبأت حماس عزز مصداقية الحركة لدى الشعب الفلسطيني. أما على الجانب التكتيكي، فقد أتاح مفهوم الصبر لقادة حماس موقفًا متناقضًا لرفض شرعية إسرائيل، في حين تبين أن لديها استعدادًا لقبول قيام دولة فلسطينية في الضفة والقطاع باعتباره حلًا مؤقتًا، فمن خلال عدسة الصبر يمكن بلورة رؤرية بعيدة وقبول هذه الدولة كخطوة في طريق تحرير كل فلسطين.
ويتضح ذلك من تصريح للشيخ ياسين بأن ” حماس مستعدةلقبول سلام مؤقت على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة والقطاع، أي فيالمناطق التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 وأن نترك باقي الأراضي المحتلةللتاريخ” [49].
- القومية
وأخيرًا حماس توفر قوميةً أكثر واقعيةً، فحماس تحتاج لتأطير القومية بطريقة مختلفة ومن ثم تقترح بديلها القومي الأكثر قوة ًوواقعيةً، ففي مطلع الثمانينيات أدانت الأحزاب القومية بشكل علني الاخوان المسلمين بوصفهم دعامة للاحتلال، فكان يتوجب على حماس تأطير القومية بحذر شديد حتى لا تثير أشباح الماضي، فكان الميثاق هو المحاولة الأولى للاشادة بالقومية الفلسطينية ومنظمة التحرير معتمدةً على رؤية مختلفة، فالميثاق يشيد بدور القومية في النضال الفلسطيني، وبالتوازي مع قبول القومية.
فحماس تبين أن تبني منظمة التحرير للإيديولوجية العلمانية والقومية لم يكن بناءً على قرار واع، وإنما بسبب البلبلة الفكرية التي سادت في العالم العربي نتيجةً للغزو الفكري الذي وقع تحت تأثيره الوطن العربي منذ اندحار الصليبيين، وعززه الإستشراق والتبشير والاستعمار ولا يزال [50].
- قوائم حماس الانتخابية
لقد اختارت الحركة أشخاصًا مشهودًا لهم بالخبرة السياسية، والقبول في الشارع الفلسطيني، فضلًا عن نظافة سجلهم الميداني والحركي، بالإضافة إلى قيام الحركة بتقديم قوائم موحدة مما أظهرهم بصورة منظمة أمام الناخب الفلسطيني [51]. على عكس حركة فتح التي لم تكن موفقةً في اختيار الأنظف، والأنسب، والأكثر شعبية وتأهيلًا [52]. كما ظهرت الخلافات والانشقاقات داخل الحركة على السطح عندما رفعت الحركة للجنة الانتخابات المركزية قائمتين للترشيح للانتخابات التشريعية، وهما قائمة الشباب وقائمة الشيوخ، مما أدى إلى تشتت أصوات الناخبين.
وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية إبراهيم غانم أن فوز حماس يعود إلى ثلاث نظريات:أولها التصويت العقابي ومفادها أن فوز حماس جاء نتيجة أصوات أرادت أن تعاقب السلطة الفلسطينية وحركة فتح على فشلها في تحقيق آمال الشعب الفلسطيني خلال المرحلة السابقة. وثانيها القوة المنظمة، ومفادها أن الأحزاب والقوى الخاسرة، وهي فتح التيتعاني من التفكك، والانقسامات، وضعف التنظيم الداخلي، أما حماس في حالتنا هذه فإنها ما فازت إلا لأنها أكثر تنظيماً، وأقوى تماسكًا نسبيًا مقارنةً بفتح، ومن ثم كانت هي الأقدر على حشد وتعبئة الجماهير خلفها، وإحراز النجاح. وثالثها،فمؤداها أن فوز حركة حماس جاء في المقام الأول وقبل كل شيء نتيجةً لعوامل ذاتية وعناصر قوة امتلكتها الحركة[53].
وبنفس المنطق يبين دانيال بايمان – أستاذ برنامج الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون– أن ” صعود حماس يكشف عن منظمة ديناميكية استثمرت أخطاء حركة فتح، المنافس الرئيس لها، وأخطاء إسرائيل، عدوها القاتل. ففي كل مرحلة من المراحل ظهرت وهي تعاني منندوب، لكنها بمظهر المنتصر الخارج من غابة من الهزائم، أما الآنف هي أقوى، لأنه رغم العمليات الأمنية الصهيونية التي تركت حماس ضعيفةً تنظيميًا، فإن رسالتها بأن المفاوضات خدعة، وأن العنف مفتاح التحرير تجدصداها الآن” . وعلى نفس الشاكلة يحلل الكاتب بلال الحسن أسباب صعود حماس بأن ” حركة حماس تتفوق على حركة فتح بالفهم والأداء، وهناك أسباب موضوعية أدت إلى قيامها بتقدم واسع على صعيد التواجد الانتخابي داخل المؤسسات الشعبية، وأن حركة فتح تحتاج إلى عمل دؤوب لتغيير نفسها وتطوير مؤسساتها” . والشكل رقم (1) يبين أبرز العوامل التي أدت إلى صعود حركة حماس.
*الشكل رقم (1): عوامل صعود حركة حماس.
ثانيًا: ادراك حماس للتغير في هيكل الفرص
لقد سبق الإشارة إلى أن المكون الثقافي يلعب دورًا هامًا في فرص التعبئة لدى الحركات الإجتماعية، فانفتاح أو انغلاق النظام السياسي أمام الحركات يشكل عاملًا مهمًا لا يمكن إغفاله، إلا أن الأهم من ذلك هو مدى ارتباط الخطاب السياسي لهذه الحركات بهويات وهموم ومطالب المجتمعات. فحركة الاخوان المسلمين في فلسطين بدأت كحركة اجتماعية دعوية عازفة عن العمل المقاوم والسياسي في الوقت الذي انخرطت فيه كافة الفصائل والتنظيمات الفلسطينية الأخرى في الكفاح المسلح ضد الاحتلال، وعزوفها عن الجهاد دفع الاحتلال للتغاضي عن نشاطاتها تمهيدًا لتكون بديلًا لمنظمة التحرير التي حاول الاحتلال قمعها وتدميرها. لذلك في تلك الفترة التي كان فيها الاحتلال يستهدف الفصائل والتنظيمات دون المساس بحركة الاخوان لم يكن للاخوان العديد من الموالين والأنصار بالرغم من كونهم “حركة إسلامية” لأن الشعب الفلسطيني في ذلك الوقت كان معنيًا بزوال الاحتلال ومؤيدًا للمقاومة بصرف النظر عن الأيديولوجيا التي تقبع وراءها.
ولكن مع انطلاق حركة المقاومة الإسلامية حماس والذي تزامن مع اندلاع الانتفاضة الأولى، وانخراطها في العمل المقاوم أسوة بباقي الفصائل، تغيرت نظرة المجتمع الفلسطيني للحركة. فبالرغم من أن حماس أعلنت عن نفسها كفرع من أفرع الاخوان المسلمين إلا أنها استطاعت أن تغير من هيكل الفرص السياسية لصالحها أولًا من خلال التسمية التي احتوت على “المقاومة” و”الإسلامية” فمزاوجة المقاوم مع الإسلامي على المستوى النظري والعملي حقق للحركة تأييدًا شعبيًا. وثانيًا اندماج كافة مؤسسات حركة الاخوان المسلمين تحت مظلة حركة حماس دليل واضح على أن خطاب حماس الإسلامي المقاوم لقي صدىً لدى الأوساط الشعبية مما دفع الحركة للتخلي عن اسم الحركة الأم لبتدأ عهدًا جديدًا ملغية عهدًا من السكون
والفرص نوعان، فرص تقوم الحركة الاجتماعية بخلقها، وفرص لا يكون للحركة أي دور في حدوثها وإنما هنا يقتصر دورها على اقتناصها. فقد شكلت الانتفاضة الأولى فرصة كبرى لحركة الاخوان تمثلت بنشأة حركة حماس في ظل التغير في السياق البيئي، فإدراك الحركة للتغير الخارجي الذي طرأ على الساحة السياسية – والذي تمثل باندلاع الانتفاضة – أدى إلى استغلالها لهذه الفرصة لتغيير واقعها، واثبات نفسها في ساحة المقاومة، وساعدها على ذلك القراءة الصحيحة للتغير السياسي وقدرتها الفائقة على اقتناص واستغلال الفرصة التي أدركتها.
ومن ثم جاء اتفاق أوسلو الذي حدد فرص حماس السياسية من وجهة نظر الباحث لفترة زمنية قصيرة، ومن ثم عادت فرصها بالازدهار بعد فشل أوسلو في تحقيق أهدافه، والذي ساعدها بذلك هو تنبؤها منذ البداية بفشل مسار المفاوضات. وعملت حماس على خلق المزيد من الفرص السياسية بتطوير عملها المسلح وصولًا إلى العمليات الاستشهادية التي كانت تنفذها في داخل مناطق الـ48 المحتلة، والتي من خلالها زعزعت الأمن الإسرائيلي وحصدت مزيدًا من التأييد الشعبي. وهنا نسجل أن عمل حماس العسكري كان له الدور الكبير والمؤثر في الساحة الفلسطينية بالرغم من قصر عمر تجربتها العسكرية.
فمنذ نشأة السلطة، وحماس تعيش في ظل نظام سياسي مفتوح لم يمنعها أبدًا من المشاركة في مؤسساته، ومع ذلك رفضت الحركة المشاركة، إلا أن النظام عمل في نفس الوقت على قمعها، وتهديدها، واعتقال قادتها وأعضائها بعد كل عملية كانت تقوم بها ضد الاحتلال واستمر ذلك حتى اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، حيث قامت الحركة باستغلال هذه النافذة السياسية لتكثف من عملياتها العسكرية ضد الاحتلال، وتقدم العديد من الشهداء أبرزهم مرشدها الروحي أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وغيرهم وكل ذلك ساهم في صعود نجمها على حساب حركة فتح.
إلا أن حركة حماس بدأت تبدي مرونة أيديولوجيةً بعدما أثبتت نفسها على ساحة المقاومة وبدأت تشق لنفسها طريقًا في العمل السياسي، وبالأخص بعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع على إثر ضربات المقاومة، والذي رأت به حماس والشعب الفلسطيني انجازًا لم يحقق مثله مسار المفاوضات، فتولدت قناعة لدى الأوساط الشعبية أن لغة المقاومة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الإسرائيلي. فلم تكتف حماس بكونها أصبحت تنظيمًا له تأييد شعبي واسع ومعترف به على الساحة الفلسطينية، وإنما أرادت أيضًا بعد وصولها لهذا المستوى أن تقوم بإصلاح وتغيير النظام السياسي الفلسطيني، ويتضح ذلك من خلال الولوج عبر النافذة السياسية المتمثلة بانعقاد الانتخابات التشريعية لعام 2006 وقبولها للمشاركة فيها تزامنًا مع الوقت الذي ازدادت فيه فرصها السياسية وشعبيتها.ويمكن وصف مسيرة الحركة منذ انطلاقتها بالخطوات الصاعدة للقمة على عكس حركة فتح التي يمكن وصف مسيرتها بالصعود للهاوية، فاستثمرت حماس كل أخطاء فتح لصالحها، وكانت النقيض لفتح في كل شيء.
الخاتمة:
إن مفهوم هيكل الفرص السياسية أساسي في دراسة الحركات السياسية الأيديولوجية. حيث تلعب الحركات الإسلامية دورًا في التأثير على هيكل الفرص عن طريق أعمالها وأنشطتها واستراتيجيات التأثير لديها، وذلك بسبب العناصر المتقلبة للهيكل كالتحالفات أو الانقسامات بين النخب. وبنفس الوقت يمكن لها أن تتأثر بالهيكل نتيجة للتغير في البيئة السياسة القائمة سواءأ كان هذا التغيير كلي أوجزئي، ويمكن القول في نهاية الأمر بأن الحركة الاجتماعية يمكن اعتبارها حركة تأثير وتأثر، فإما أن تقوم بالتأثير وتغيير هيكلا لفرص لصالحها، أو أن تتأثر وتدرك التغيير الحاصل في الهيكل وتتغير بناءً عليه. فحركة حماس كغيرها من الحركات الأيديولوجية طوعت أيديولوجيتها وتكيفت مع المتغيرات السياسية من أجل تحقيق أهدافها في المشاركة السياسية في النظام السياسيي الرسمي الفلسطيني
فقد كان أداء حركة حماس الدعوي والاجتماعي والخدماتي والمقاوم الرافعة الأساسية في بناء قاعدتها الشعبية، إلا أن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بسبب ضربات المقاومة كان من أبرز عوامل صعودها، إضافة إلى اقتناصها للفرص المتاحة أمامه او المتمثلة باندلاع الانتفاضة الثانية التي فتحت أمامها المجال لممارسة عملها المقاوم بحرية دون أي معيقات من قبل السلطة، واستشهاد الرئيس عرفات الذي ترك فراغًا سياسيًا في الساحة الفلسطينية وزاد من حدة الخلافات الداخلية لحركة فتح، على العكس من استشهاد المؤسس أحمد ياسين الذي رفع من رصيد الحركة الشعبية. كما أن نزول حركة حماس بقوائم انتخابية موحدة عكس وحدتها وتنظيمها في الشارع الفلسطيني، وكانت حماس موفقة في اختيار مرشحيها من حيث النزاهة الأخلاقية والمالية والكفاءة العلمية، على عكس حركةفتح. فكل العوامل الموضوعية والذاتية سابقة الذكر قد فتحت لحماس المجال واسعًا لاستثمار الفرص السياسية واستغلال التغير في البيئة السياسية والذي تبلور في فوزها الساحق على خصمها في الانتخابات التشريعية الثانية.
[1]ربيع وهبه، جوزيف شكلا. الحركات الاجتماعية. وذلك على الموقع الالكتروني: http://www.hic-mena.org/arabic/spage.php?id=pXE=
[2]ناهد عز الدين،”مفهوم هيكل الفرص السياسية”، “مفهوم هيكل الفرص السياسية: صلاحية الاستخدام كأداة تحليلية في دراسة العمل الجماعي”،مجلة النهضة، العدد 1، كانون ثاني/يناير 2005، صص 61-62.
[3]زهراء محمد شعبان، النظام السياسي والحركات الإسلامية: دراسة لبعض الحركات في إندونيسيا وباكستان، رسالة ماجستير، جامعة القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، قسم العلوم السياسية، 2011، ص 34.
[4]ناهد عز الدين،”مفهوم هيكل الفرص السياسية”، مرجع سبق ذكره، ص 61.
[5] Meyer, DS. and Debra ,C. Minkoff, Conceptualizing Political Opportunity, Social Forces, Vol.82, No.4, June 2004, p1459.
[6]Buffonge A, Gordon, Culture and Political opportunity: Rastafarian Links to the Jamaican Poor, In: Research in Social Movements, Conflicts, and Change: Introduction, Political Opportunities, Social Movements, and Democratization, Coy, Patrick G, UK: Elsevier Science Ltd, Vol. 23, 2001, p28.
[7]Ibid, pp 30-31.
[8]محمود عبد الحفيظ المهر، “الحركات الاجتماعية والفرصة السياسية”، المجلة العربية للعلوم السياسية، عدد 27، صيف 2010، ص 162.
[9]GiugniMarco,“Political opportunity: still a useful concept?”,In: Contention and Trust in Cities and States, Hanagan, M. and Chris Tilly, (Editors). First Edit., Switzerland: Springer Netherlands, 2011,p 276.
[10]Goldner, Melinda, Expanding Political Opportunities and Changing Collective Identities in the Complementary and Alternative Medicine Movement,, In: Research in Social Movements, Conflicts, and Change: Introduction: Political Opportunities, Social Movements, and Democratization, Coy, Patrick G (Edit.), UK: Elsevier Science Ltd, Vol. 23,2001 p 110.
[11]محمود عبد الحفيظ المهر، “الحركات الاجتماعية والفرصة السياسية، مرجع سبق ذكره، ص 164.
[12]ناهد عز الدين،”مفهوم هيكل الفرص السياسية”، مرجع سبق ذكره، ص 76.
[13]المرجع السابق، ص84.
*روابط القرى: هو تنظيم مشكل من زعامات فلسطينية تقليدية ضمت أعيانًا مخاتير، وتعود فكرة تشكيله إلى أرئيل شارون وزير الحرب الإسرائيلي عام 1981، كبديل لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن أبرز شخصيات التنظيم مصطفى دودين وحسن الخطيب، وقامت إسرائيل بتسليح أعضاء التنظيم من أجل القيام بتنفيذ سياساتها، فواجههم الشعب الفلسطيني واتهمهم بالعمالة لإسرائيل وقامت منظمة التحرير بقتل العديد منهم.
[14]Robinson, Glenn E., “Hamas as Social Movement,”in Islamic Activism: A Social Movement Theory Approch, ed. QuintanWiktorowicz, Bloomington, Indianapolis: Indiana University Press, 2004, pp 123-124.
[15]Ibid,p 124.
[16]Ibid,p 125.
[17]محمد رحيم عيوضي، “معالم الثورة الإسلامية: تحليل وتقييم”، تشرين الثاني/نوفمبر 2002، وذلك على الموقع الإلكتروني:http://www.albainah.net/index.aspx?function=Item&id=1360&lang
[18]Robinson, Glenn E., “Hamas as Social Movement,p 125.
[19]سيد مرتضى حسيني، “تأثير الثورة الإسلامية على حماس وحزب الله”، وذلك على الموقع الإلكتروني: http://www.navideshahed.com/ar/index.php?Page=definition&UID=243304
[20]وكالة شهاب للانباء،شهاب (ترجمة)، “القناة الثانية: إيران وحزب الله أوقفا الدعم العسكري لحماس والقسام يعاني نقصًا بالصواريخ”، 13 حزيران/يونيو 2013، وذلك على الموقع الإلكتروني: http://shehab.ps/ar/index.php?act=post&id=31071
[21]فلسطين اليوم، “د. الزهار: علاقتنا بالجهاد الإسلامي متينة”، 23 نيسان/ابريل 2014، وذلك على الموقع الإلكتروني: http://paltoday.ps/ar/post/196581
[22]عدنان ابوعامر، “هل بات الانسحاب من غزة خطيئة لن تتكرر؟”،21 آب/اغسطس 2009، وذلك على الموقع الإلكتروني للجزيرة نت: http://www.aljazeera.net/opinions/pages/489e3fa5-b049-4b2a-977d-4b5f6e66b7a4
[23]عمير الفرا،حركة المقاومة الإسلامية “حماس” دراسة أسباب وتداعيات توليها الحكومة الفلسطينية، رسالة ماجستير، جامعة القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، قسم العلوم السياسية، 2008، ص 33.
*كان عدد الأعضاء الحاضرين في الإجتماع سبعة من أبرز قادة حركة الإخوان المسلمين وهم الشيخ أحمد ياسين وابراهيم اليازوري ومحمد شمعة (ممثلوا مدينة غزة)، وعبد العزيز الرنتيسي (ممثل خانيونس)، وعبد الفتاح دخان (ممثل المنطقة الوسطى)، وصلاح شحادة (ممثل منطقة الشمال)، وعيسى النشار (ممثل مدينة رفح).
لمزيد من المعلومات انظر: شبكة فلسطين للحوار، حماس، منذ انطلاقتها حتى معركة حجارة السجيل 1987-2012، ص 8، وذلك على الموقع الالكتروني: http://hamas25.paldf.net/wp-content/uploads/2012/12/23356.pdf
[24]معتز سمير الدبس، التطورات الداخلية وأثرها على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) 2000-2009، رسالة ماجستير، جامعة الأزهر: كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، قسم العلوم السياسية، 2010، ص 25.
[25]Robinson, Glenn E., “Hamas as Social Movement,p 125.
[26]Ibid,pp 125-126.
[27]أمد للاعلام، “حماس تطالب عباس بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن المفاوضات أو الرحيل”، 5 أيار/مايو 2014، وذلك على الموقع الإلكتروني: http://www.amad.ps/ar/?Action=Details&ID=23971
[28]مؤسسة ياسر عرفات، “حياة لا تنسى”، وذلك على الموقع الإلكتروني: http://www.yaf.ps/ya/life_details.php?start=28
[29]غسان حلاوة (ترجمة)، “بيل كلينتون: إسرائيل تنازلت عن المسجد الأقصى في كامب ديفيد”، 2 أيار/مايو 2014، وذلك على الموقع الإلكتروني لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات: http://www.alzaytouna.net/permalink/66607.html
[30]بلال محمود الشوبكي،التغيير السياسي من منظور حركات الإسلام السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة: حركة حماس نموذجًا، رسالة ماجستير، جامعة النجاح الوطنية: كلية الدراسات العليا، برنامج التخطيط والتنمية السياسية، 2007، ص 68.
[31]Araj Bader, Robert J. Brym, Opportunity, Culture and Agency: Influences on Fatah and Hamas Strategic Action during the Second Intifada, International Sociology, Vol. 25, No. 6, Nov. 2010, P 852.
[32]سامر إرشيد، حركة “فتح” والسلطة الفلسطيية: تداعيات أوسلو والإنتفاضة الثانية، رام الله: مواطن، المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية، 2007، ص 149.
[33]أسعد غانم، “السياسة الفلسطينية بعد عرفات: مأزق حركة وطنية فاشلة”، أيلول/سبتمبر 2007، ص 9، وذلك على الموقع الإلكتروني: http://www.masarat.ps/sites/default/files/content_files/sd_gnm_mzq_lhrk_lwtny.pdf
[34]المركز الفلسطيني للاعلام، “معالم الطريق التي ترى فتح ضرورة السير فيه على ضوء نتائج الانتخابات التشريعية”، وذلك على الموقع الإلكتروني: http://www.palestine-info.com/arabic/palestoday/reports/report2006_1/12_2_06_1.htm
[35]عمير الفرا،حركة المقاومة الإسلامية “حماس” دراسة أسباب وتداعيات توليها الحكومة الفلسطينية، مرجع سبق ذكره، صص 76-77.
[36]سامر إرشيد، حركة “فتح” والسلطة الفلسطيية: تداعيات أوسلو والإنتفاضة الثانية، مرجع سبق ذكره، ص 149.
[37]Usher Graham, “The Democratic Resistance: Hamas, Fatah, and the Palestinian Elections”, Journal of Palestine Studies, Vol. 35, No. 3, Spring 2006, p 22.
[38]فلسطين اليوم،” فتح بعد أبو عمار بلا دور وطني ولا تنظيمي”، 10 تشرين ثاني/نوفمبر 2013، وذلك على الموقع الإلكتروني: https://paltoday.ps/ar/post/182495
[39]جميل هلال، المجمتع الفلسطيني وإشكاليات الديمقراطية،سلسلة أوراق التحول الديمقراطي (1)، نابلس: مركز البحوث والدراسات الفلسطينية، آب/أغسطس 1999، صص 70-71.
[40]ياسر هادي، “خبراء: اغتيال ياسين أهم أسباب صعودحماسالسياسي”، وذلك على الموقع الرسمي لحركة الاخوان المسلمين: http://www.ikhwanwiki.com/index.php?title
[41]حوار مع أسامة حمدان ممثل حركة حماس في لبنان،مجلة تحولات، عدد 10، نيسان/أبريل 2006، وذلك على الموقع الإلكتروني للمجلة: http://www.tahawolat.com/cms/article.php3?id_article=551
[42]ياسر هادي، “خبراء: اغتيال ياسين أهم أسباب صعودحماسالسياسي”، مرجع سبق ذكره.
[43]Robinson, Glenn E., “Hamas as Social Movement”, p 129.
[44]حوار مع أسامة حمدان ممثل حركة حماس في لبنان، مرجع سبق ذكره.
[45]حركة المقاومة الإسلامية حماس، ميثاق حركة المقاومة الإسلامية حماس، المادة الأولى.
[46]المكتب الاعلامي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، “مقابلات مختارة: لقاء الاستاذ سامي خاطر مع مجلة فلسطين المسلمة”، 11 آب/أغسطس 2005، وذلك على المرقع الإلكتروني: http://www.hamasinfo.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd87MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7UIQ0Y%2fG1un3Umnsd5j%2fRatQ%2fbXlLWaz6XTczSNdua%2bYe3NfAedpmIhzyO2a8n3SIJXkwS7Xtw23Xmdh0wPi8VDEOhp82nrFzuFR6W%2f4oetA%3d
[47]بلال الحسن، “أسباب تقدم حماس وتراجع فتح”، جريدة الشرق الأوسط اللندنية، 8 أيار/مايو 2005، وذلك على الموقع الإلكتروني للعربية نت: http://www.alarabiya.net/views/2005/05/08/12851.html
[48]Robinson, Glenn E., “Hamas as Social Movement”, pp130-134.
[49]أحمد سعد الجمعة، “بناء على تصريح الشيخ احمد ياسين: حماس تتجه لتبني التسوية السياسية علىأساس دولتين للشعبين”،وذلك على الموقع الإلكتروني للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة: http://aljabha.org/?i=3539
[50]ميثاق حركة المقاومة الإسلامية حماس، مرجع سبق ذكره، المادة السابعة والعشرون.
[51]عمير الفرا،حركة المقاومة الإسلامية “حماس” دراسة أسباب وتداعيات توليها الحكومة الفلسطينية، مرجع سبق ذكره، ص 74.
[52]مركز القدس للدراسات السياسية، “فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية”، 1 كانون ثاني/يناير 2006، وذلك على الموقع الإلكتروني للمركز: http://www.alqudscenter.org/arabic/pages.php?local_type=123&local_details=2&id1=86&menu_id=-1
[53]ابراهيم غانم، “الدلالات السياسية لنتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية”، 31 كانون ثاني/يناير 2006، وذلك على الموقع الإلكتروني: http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=112521
*الشكل من تصميم الباحث.