
مستوى الطموح و علاقته بالصحة النفسية
د.أسماء خويلد/جامعة الجلفة، الجزائر
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 40 الصفحة 65.
ملخص:
تهدف الدراسة الحالية للبحث عن العلاقة بين مستوى الطموح والصحة النفسية لتلاميذ الثانوية .وتنص الفرضية الرئيسية على أنه : لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين تلاميذ ذوي الطموح المرتفع ذوي مستوى الطموح المنخفض في مستوى صحتهم النفسية.
ولاختبار صحة الفرضيات اعتمدنا المنهج الوصفي ، کما استخدمنا أداتين لجمع البيانات وهما مقياس مستوى الطموح لــ :كاميليا عبد الفتاح “هذا بالنسبة للمتغير المستقل أما المتغير التابع فاعتمدنا على مقياس الصحة النفسية للباحثة “ابتسام أحمد العمرين ” وتكونت عينة الدراسة من 250 تلميذأ وتلميذة من تلاميذ ثانوية النجاح، وفي المعالجة الإحصائية استعملنا برنامج Spssفقمنا بتطبيق اختبار كا2القياس الفروق بين المتغيرين ، واختبار (ت) للدلالة الفروق بين المتوسطات العينتين غير مرتبطتين.
الكلمات المفتاحية : الطموح ـــ الصحة النفسية .
مقدمة :
يعتبر طلبة الثانوية شريحة مهمة من شرائح المجتمع التي تعاني من القلق المستمر على المستقبل والخوف من عدم تحقيق الطموحات المستقبلية،حيث أنها مرحلة انتقالية حرجة، وحاسمة في حياة الطالب دراسيا دون مستوى لائق من الطموح الذي يدفعه نحو تحقيق المزيد من التفوق و الامتياز([1]) .
بالنظر لهذه الأهمية ركز المربون اهتمامهم بهذه الشريحة من التلاميذ من خلال إجراء دراسات عديدة حول جملة من المواضيع ذات العلاقة بهذه الفئة ، منها مستوى الطموح والصحة النفسية.
إشكالية الدراسة :
تعد الصحة النفسية مهمة جدا للفرد و المجتمع على حد سواء ، إذ تعتبر الصحة النفسية موضوع يمس حياة كل إنسان و قد عرفها دانا فارتسورت بأنها : ” قدرة الفرد على التكيف الذي يؤدي إلى أقصى حد من السعادة و قدرته على القيام بواجباته”([2]) .
في ضوء ما سبق يمكن القول بأن الصحة النفسية قد تؤثر على مستوى الطموح أحد المتغيرات الهامة في حياة الإنسان، و يعتبر حالة أكثر تفاؤلا و تطلعا للمستقبل و سعي لتحقيق النجاح و التفوق للوصول إلى الأهداف المرغوبة، و لهذا تعددت الدراسات حول متغير الطموح. تأتي الدراسة الحالية من أجل تقصي علاقة الصحة النفسية بمستوى الطموح لدى تلاميذ الثانوية الذين قد يعانون من عدم الثقة و الخوف و القلق مما قد يؤثر على صحتهم النفسية مما قد يؤثر على طموحاتهم.
و عليه فإن أهداف الدراسة الحالية تتمثل في الإجابة عن التساؤلات التالية :
1 ـــــ هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين التلاميذ ذوي الطموح المرتفع والتلاميذ ذوي الطموح المنخفض في مستوى صحتهم النفسية ؟
2 ــــــ هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين تلاميذ السنة الأولى ثانوي و تلاميذ السنة الثالثة ثانوي في مستوى الطموح ؟
3 ــــــ هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين تلاميذ السنة الأولى ثانوي وتلاميذ السنة الثالثة ثانوي في مستوى صحتهم النفسية؟
4 ــــــ هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في مستوى الطموح ؟
5 ــــــ لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في مستوى
صحتهم النفسية ؟
6 ــــــ هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين تلاميذ التخصص العلمي وتلاميذ التخصص الأدبي في مستوى الطموح؟
7 ـــــــ هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين تلاميذ التخصص العلمي وتلاميذ التخصص الأدبي في مستوى صحتهم النفسية؟
أهمية الدراسة : تكمن أهمية الدراسة في أنها تبحث موضوعا يخص شريحة هامة من المجتمع وهم تلاميذ الثانوي ، ومعرفة ما إذا كان مستوى الطموح لدى تلاميذ الثانوي من العوامل التي تؤدي للوصول إلى أعلى مستويات الصحة النفسية.
و هذه الدراسة الميدانية قد تحدث لبعض الباحثين في هذا المجال على تطبيق بعض الاستراتيجيات والبرامج العلاجية لرفع مستوى الطموح وتحسين مستوى الصحة النفسية خاصة أن بعض تلاميذ هذه الفئة سيمتحن في شهادة البكالوريا.
المفاهيم الإجرائية :
1 ـــ تعریف مستوی الطموح: هو عبارة عن سمة ثابتة نسبيا تفرق بين الأفراد في الوصول إلى مستوی معین يتفق والتکوین النفسي للفرد ویتحدد حسب خبرات النجاح والفشل التي مر بها ، ويتحدد باستجابات تلاميذ السنة الأولى و السنة الثالثة ثانوي على استبيان مستوى الطموح لــ : كاميليا عبد الفتاح من خلال بدائل الأجوبة التالية: نعم/ لا.
2 ـــــ تعريف الصحة النفسية: هو عبارة عن حالة دائمة نسبيا شخصيا وانفعاليا واجتماعيا أي مع نفسه ومع البيئة يشعر فيها بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين ويكن قادرا على تحقيق ذاته واستغلال قدراته إلى أقصى حد ممكن ، وتتحدد باستجابات تلاميذ السنة الأولى والسنة الثالثة ثانوي على استبيان الصحة النفسية لابتسام احمد العمرين من خلال بدائل الأجوبة التالية:موافق/محايد/غير موافق.
3 ــــ التلاميذ:هم محور العملية التعليمية والعنصر النشيط فيها، فهم المسئولين عن التقدم الذي يحرزوه ، يبادرون ويساهمون في تحديد المسار التعليمي يمارسون ويقومون بمحاولات لإقناع بها أندادهم ويدافعون عنها في جو تعاوني ويتمنون تجربتهم السابقة ويعملون على توسيع آفاقهم ([3]).وبالنسبة للمفهوم الإجرائي يمكن أن نعرف التلاميذ على أنهم الأفراد الدين يزاولون دراستهم بإحدى مؤسسات التعليم.
4 ـــــ تعريف التعليم الثانوي : هو التعليم الذي يلي مرحلة التعليم المتوسط ويحتوي على ثلاث سنوات لسنة الأولى والسنة الثانية والسنة الثالثة التي يؤدي فيها التلاميذ امتحان شهادة البكالوريا.
المنهج المتبع: مما لاشك فيه أن لكل دراسة مشكلة تستلزم إتباع منهج، وهذا يعني أن مشكلة البحث وأهدافه هي التي تقرر المنهج المستخدم ،وقد تطلبت هذه الدراسة المنهج الوصفي الذي يلعب دوراً أساسيا في المعرفة. حيث يعرف المنهج الوصفي على وصف ومتابعة دقيقة لظاهرة أو حدث بطريقة كمية أو نوعية في فترة زمنية معينة أو عدة فترات من اجل التعرف على الظاهرة أو الحدث من المحتوى والمضمون والوصول إلى نتائج تعمیمات تساعد في فهم الواقع ([4]) .
عينة الدراسة :
أ. مجتمع الدراسة : يتكون مجتمع الدراسة من تلاميذ ثانوي النجاح بالجلفة والبالغ عددهم 530 تلميذ وتلميذة من السنة الأولى والسنة الثالثة ثانوي.
ب . اختيار عينة الدراسة : تتكون عينة الدراسة من 250 تلميذ وتلميذة وزعت على أقسام السنة الأولى ثانوي وأقسام السنة ثالثة من تخصصي العلوم و الآداب.
وقد استخدمت الباحثات طريقة العينة العشوائية الطبقية، ويعتبر هذا النوع من العينات تقسيم مجتمع الدراسة الأصلي إلى طبقات أو فئات معينة وفق معيار معين ويعتبر ذلك المعيار من عناصر أو متغيرات الدراسة الهامة بعد ذلك يتم اختيار عينة من كل أو طبقة بشكل عشوائي وبشكل عشوائي وبشكل يتناسب مع حجم تلك الفئة ومجتمع الدراسة الأصلي ([5]).
جدول يوضح توزيع أفراد العينة حسب متغيرات الدراسة
النسب المئوية | العدد | |||
20% | 50 | ذكور | أولى | تخصص علوم |
24% | 60 | اناث | ||
8.10% | 27 | ذكور | ثالثة | |
18% | 45 | اناث | ||
06% | 15 | ذكور | اولى | تخصص آداب |
2.15% | 38 | اناث | ||
8% | 02 | ذكور | ثالثة | |
2.5% | 13 | اناث | ||
100% | 250 | المجموع |
أدوات الدراسة :
أولاـــ مقیاس مستوی الطموح : مقياس لـــ : كاميليا عبد الفتاح ، يحتوي الاستبيان على 73 فقرة تتدرج تحت سبع سمات رئيسية مقسمة الإجابات حسب التصنيف الثنائي “نعم ” ، “لا وقد قسم المقياس إلى سبعة أبعاد:
- البعد الأول : النظرة إلى الحياة ويتكون من 10 بنود.
- البعد الثاني : الاتجاه نحو التفوق ويتكون من 09 بنود.
- البعد الثالث : تحديد الأهداف والخطط ويتكون من 11 بندا.
- البعد الرابع : الميل إلى الكفاح ويتكون من 11بندا.
- البعد الخامس : تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس ويتكون من 11 بندا.
- البعد السادس : المثابرة ويتكون من 11 بندا.
- البعد السابع : الرضا بالوضع الحاضر والإيمان بالحظ ويتكون من 11 بندا.
وبذلك تكون عدد فقرات الاستبيان 73 فقرة ،وهذه سمات تكشف عن الشخص الطموح،فهو يميل إلى الكفاح ونظرته إلى الحياة فيها تفاؤل ولديه قدرة على تحصل المسؤولية والمثابرة والميل للتفوق ويسير وفق خطة معينة. 2/صدق وثبات المقياس :
صدق المحكمين : عرض الاستبيان على مجموعة من المحكمين تتألف من سبعة أعضاء من أعضاء الهيئة التدريسية متخصصة في التربية والإحصاء وقد استجاب الباحث للآراء السادة المحكمين وقام بإجراء ما يلزم من حذف وتعديل في ضوء مقترحاتهم بعد تسجيلها في نموذج تم إعداده وقد قبلت الفقرات من (60% إلى 80%) وبذلك أصبح الاختبار في صورته النهائية.
الصدق البنائي لاختبار مستوى الطموح: تم التحقق من الصدق البنائي لاختبار مستوى الطموح قام الباحث بحساب معاملات تناط بين كل مجال من مجالات الاستبيان السبعة والمعدل الكلي للاستبيان .
جدول يبين معاملات الارتباط بين كل بعد من أبعاد الاستبيان
الرقم | البعد | معامل الارتباط |
1 | النظرة إلى الحياة | 0.556 |
2 | الاتجاه نحو التفوق | 0.510 |
3 | تحديد الأهداف والخطط | 0.349 |
4 | الميل إلى الكفاح | 0.549 |
5 | تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس | 0.572 |
6 | المثابرة | 0.473 |
7 | الرضا بالوضع الحاضر ، والإيمان بالحظ | 0.473 |
وبذلك تعتبر فقرات ومجالات استبيان مستوى الطموح صادقة لما وضعت لقياسه. ب. ثبات الاختبار : أجرى الباحث خطوات الثبات بطريقتين هما : التجزئة النصفية ومعامل لارتباط ومعامل ألفا کرومباخ. م طريقة التجزئة النصفية : وكذلك تم إيجاد معامل ارتباط بيرسون بين معدل الأسئلة الفردية ومعدل لأسئلة الزوجية لكل مجال من مجالات اختبار الطموح والمعدل الكلي لمجالات لاختبار وقد تم تصحيح معاملات الارتباط باستخدام معامل الارتباط سیرمان براون للتصحيح حسب المعادلة التالية:
معامل الثبات = ر 2 حيث ر= معامل الارتباط.
1+ر
وقد تم استخدام معامل الثبات لجتمان في حالة عدم تساوي عدد الأسئلة الزوجية والفردية للبعد ، والنتائج موضحة في الجدول التالي:
جدول يوضح معاملات الارتباط دالة إحصائيا عند مستوى دلالة 0.01
معامل الارتباط مصحح | معامل الارتباط | عدد الفقرات | البعد | رقم |
0.5241 | 0.3551 | 10 | النظرة إلى الحياة | 1 |
0.1825 | 0.1004 | 10 | الاتجاه نحو التفوق | 2 |
0.3838 | 0.2375 | 11 | تحديد الأهداف والخطط | 3 |
0.6651 | 0.4983 | 11 | الميل إلى الكفاح | 4 |
0.3978 | 0.2483 | 11 | تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس | 5 |
0.4348 | 0.2778 | 10 | المثابرة | 6 |
0.5529 | 0.3821 | 11 | الرضا بالوضع الحاضر والإيمان بالحظ | 7 |
0.6996 | 0.538 | 74 | فقرات اختبار الطموح |
طریق کرونباخ: استخدمت كاميليا عبد الفتاح طريقة ألفا كرونباخ لقياس ثبات الإستبانة لكل مجال من مجلات استبانه مستوی الطموح والمعدل الكلي لمجالات الاختبار و الجدول التالي يوضح معاملات ألفا كرونباخ: جدول يبين معاملات ألفا كرومباخ والتي تدل على وجود معاملات ثبات
معامل الفا كرومباخ | عدد الفقرات | البعد | رقم |
0.5128 | 10 | النظرة إلى الحياة | 1 |
0.22667 | 10 | الاتجاه نحو التفوق | 2 |
0.4512 | 11 | تحديد الأهداف والخطط | 3 |
0.4027 | 11 | الميل إلى الكفاح | 4 |
0.2415 | 11 | تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس | 5 |
0.5410 | 10 | المثابرة | 6 |
0.3402 | 11 | الرضا بالوضع الحاضر والإيمان بالحظ | 7 |
0.6894 | 74 | فقرات اختبار الطموح |
ثانيا:مقياس الصحة النفسية : تأليف ابتسام أحمد العمرين ويحتوي على 65 فقر تتدرج تحت أربع سمات رئيسية مقسمة الإجابات حسب التصنيف الثلاثي (لا أوافق) (محايد) (أوافق).
1) البعد الأول : البعد الشخصي 2) البعد الثاني: البعد الاجتماعي 3) البعد الثالث: البعد المهني والذي عدل و أصبح بعد أكاديمي هذا بعد أن حكم من طرف الدكتورة أسماء خويلد. 4) البعد الرابع : البعد الروحي.
وبذلك يكون عدد فقرات الاستبيان 65 فقرة وهذه السمات تكشف عن
الخصائص السيكومترية للمقياس :
- صدق الاختبار:
صدق المحکمين: قامت ابتسام أحمد العمرين بتسليم نسخة من استبيان الصحة النفسية في صورتها الأولية المجموعة من الأساتذة ذوي الخبر مجال علم النفس والصحة النفسية، وذلك بهدف الاستفادة من أدائهم حيث كان يحتوي على 96 فقرة.
الصدق البنائي : قامت الباحثة بحساب معامل الارتباط كل بعد مع الأبعاد الأخرى ومعامل ارتباط كل بعد مع الدرجة الكلية لمقياس الصحة النفسية ، وذلك كما هو مبين في الجدول:
جدول يبين معاملات الارتباط على الأبعاد الأربعة والدرجة الكلية لمقياس الصحة النفسية
الأبعاد | الشخصي | المهني | الاجتماعي | الروحي | الدرجة الكلية |
الشخصي | 1 | ||||
المهني | 0.424 | 1 | |||
الاجتماعي | 0.288 | 0.221 | 1 | ||
الروحي | 0.243 | 0.265 | 0.077 | 1 | |
الدرجة الكلية | 0.949 | 0.649 | 0.489 | 0.406 | 1 |
ثبات الاختبار :
أ ــــ ثبات بطريقة التجزئة النصفية: قامت الباحثة بحساب معامل الارتباط بين مجموع درجات الأسئلة الفردية ومجموع الزوجية لمقياس الصحة النفسية،حيث بلغ معامل الارتباط: (0.7950)، وهو دالإحصائيا عند مستو دلالة 0.01، ثم استخدمت معادلة سيرمان براون لتعديل طول الاختبار وقد تبين أن معامل الارتباط سيرمان – براون لاختبار ر= (0.8864 )
ثبات بایجاد معامل آلفا کرونباخ:قامت الباحثة بحساب ثبات المقياس باستخدام معامل الفا كرونباخ لكل بعد من أبعاد الربعة بالإضافة إلى الدرجة الكلية .
جدول يبين معامل ألفا كرونباخ لكل بعد من الأبعاد الأربعة
البعد | عدد الفقرات | قيمة الفا |
الشخصي | 36 | 0.9380 |
المهني | 19 | 0.4763 |
الاجتماعي | 14 | 0.3221 |
الروحي | 27 | 0.2081 |
الدرجة الكلية | 96 | 0.7324 |
بعد إجراء حساب الصدق والثبات على استبانه الصحة النفسية، قامت الباحثة بحذف الفقرات غير دالة إحصائيا ومن ثم أصبحت الاستبانة مكونة من 68فقرة في صورتها النهائیة بعد تقنینه.
الأساليب الإحصائية : لغرض المعالجة الإحصائية تم استخدام الأساليب الإحصائية التالية :
ا. اختبار (کا2) وذلك لمعرفة الفروق بين إجابات أفراد العينة ونتخل عليه من المعادلة التالية :
کا 2 = مج (ت و – ت م)
ت م
ت و: هي التكرار الواقعي أو الملاحظ .
ت م : هو التكرار المتوقع ويحسب كالأتي :ت م = مجموع الصف . مجموع العمود
المجموع الكلي
اختبار(ت): من أكثر الاختبارات استخداما في مجال البحوث التربوية و النفسية، وهو اختبار برا يبحث في دلالة الفرق بين درجات مجموعتين ن1= ن2 ، عينتين غير مرتبطتين ن1 = ن2، عينتين غير مرتبطتين ن1≠ن2 ، عينتين غير مرتبطتين ن1≠ن2 عينتين غير متجانستين.
نتائج الدراسة: قبل البدء في مناقشة نتائج الفرضيات يجدر الإشارة إلى إيضاح نتائج الطموح والصحة النفسية لتلاميذ الثانوية.ومن خلال هذا الجدول التالي الذي يبين مدى مستوى الطموح والصحة النفسية لتلاميذ الثانوي مقارنة بالمتوسط النموذجي، وكانت النتائج المتحصل عليها كما يلي :
جدول يبين الفروق بين المتوسط الحسابي والمتوسط النموذجي لمقياسي الطموح والصحة النفسية
لمقياس | المتوسط الحسابي | الانحراف لمعياري | المتوسط النموذجي | قيمة T | Sig | الدلالة |
مستوى الطموح | 117,65 | 9,223 | 109 | 14,789 | 0,00 | دالة |
صحة النفسية | 141,65 | 16,751 | 130 | 11,022 | 0,00 | دالة |
يتبين لنا من خلال الجدول السابق أن مستوى الطموح 117.65 وبمقارنته بالمتوسط النموذجي الذي بلغت قيمته 109 فذلك دال على وجود مستوى طموح لدى تلاميذ الثانوية .وكذلك الصحة النفسية بلغ متوسط حسابها 141.65 ومقارنة بالمتوسط النموذجي 130 فان ذلك يدل على وجود صحة نفسية للتلاميذ. وبالتالي نستطيع القول أن تلاميذ الثانوية يتمتعون بمستوى طموح وصحة نفسية لا بأس بها مقارنة بالمتوسط النموذجي لكلا المتغيرين.
وقد لاحظت الباحثات في الميدان أثناء تواجدهم في المؤسسة وحين توزيع المقاييس على التلاميذ ، حيث كان البعض منهم يرددون استجابات بمجرد رؤية كلمة السعادة، السعادة الحقيقية في مقياس الصحة النفسية ، وكذلك البند الذي يحتوي على:” أضع خطة لتحقيق الوصول إلى الغنى والشهرة مثلا .أنها لا توجد سعادة في حياتهم وأنهم لا يستطيعون الوصول إلى أهدافهم وتحقيقها. وهذه النتيجة تستلزم قيام الخدمات الإرشادية بالدور الملقى على عاتقها والتحسين من توافق وتكيف التلاميذ و التخفيف من بعض الاضطرابات النفسية واستغلال ميولاتهم واستعداداتهم وطموحاتهم نحو بناء شخصية سوية. وبالتالي فالغرض الأساسي هو أن يفهم الشخص ما لديه من قدرات وانفعالات وان يتقبلها ليختار الطريق الصحيح والأسلوب المناسب في مواجهة حياته المختلفة سواء كانت بالمنزل أو المدرسة أو العمل. فكثيرا ما يتعرض الفرد إلى مواقف يصعب فيها اتخاذ قرار حاسم وخاصة في أمور جدية في حياته مثل اختيار نوع الدراسة أو المهنة، فيعاني بسبب ذلك من قلق وصراع نفسي لم يصل به إلى درجة الاضطرابات النفسية (الذي يتطلب علاجا نفسيا ) .ولكنه حالة من الضغط والقلق الآني إلا انه قد يؤدي إلى اضطراب في المستقبل إذا لم يكن اختيار الفرد وقراره صحيحا .من هنا تنبع أهمية التوجيه التربوي والتوجيه المهني والإرشاد الأسري ([6]).
كما ويعتبر العلاج النفسي في جوهره مرور الذات بخبرة تعليمية أو انفعالية تجعل الفرد يزيد من مهاراته ان يعدل من أساليب الاستجابة لديه مما يؤدي إلى زيادة التكيف لدى الفرد والوعي والاستبصار([7]) . لذلك يعتبر البرنامج العلاجي تدريب الفرد على التفكير المنطقي في حل المشكلات واتخاذ القرارات والمشاركة الجيدة في خلق القيم الاجتماعية . وهذا ما بينته الدوري 2003 في دراستها معرفة فعالية برنامج علاجي سلوكي معرفي في الصحة النفسية للطلاب الموهوبين حيث انتهت الدراسة بان للبرنامج العلاجي السلوكي المعرفي اثر في تحسين مستوى الصحة النفسية للطلاب. ومن خلال ما سبق يمكن القول أن مستوى الصحة النفسية سمة ثابتة ثباتا نسبيا تتسم بمجموعة من المعايير والتي من بينها التفاؤل ،والتطلع ،وتحديد الأهداف، والايجابية ومجمل هذه المعايير هي في مضمونها تعبر عن مستوى الطموح.
- عرض ومناقشة الفرضية العامة : لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين تلاميذ ذوي الطموح المرتفع وتلاميذ ذوي مستوى الطموح المنخفض في مستوى صحتهم النفسية.
جدول يبين الفروق بين الطلبة منخفضي الطموح ومرتفعي الطموح في مستوى الصحة النفسية
المتغير | العينة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | قيمة T | Df | مستوى الدلالة | Sig | الدلالة |
مستوى الطموح | منخفضي الطموح | 131.74 | 13.749 | -4.352 | 249 | 0.05 | 0.378 | غير دالة |
يتبين لنا من خلال الجدول السابق أن القيمة المحسوبة =-4.352 ودرجة حرية 249 وهي دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (0.05) وذلك راجع لقيمة الدرجة المعنوية sig (0.378) اكبر من مستوى الدلالة (0.05) ومنه نقبل الفرض الصفري الذي ينص على ” عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين تلاميذ ذوي الطموح المرتفع وتلاميذ الطموح المنخفض في مستوى صحتهم النفسية “. ومنه نستنتج أنه لا توجد فروق بين تلاميذ ذوي مستوى الطموح المرتفع وتلاميذ ذوي الطموح المنخفض في مستوى الصحة النفسية.
وهذا يعني أن الصحة النفسية لا تتأثر بمستوى الطموح سواء كان منخفض أو مرتفعا، وقد يرجع هذا إلى تواجد العينة باختلافاتها من جنس إلى تخصص إلى مستوى دراسي في نفس المكان.كما و يمكننا أن نرجع الأسباب إلى تلقي التلاميذ نفس التوجيهات والإرشادات من طرف المستشارة التوجيهية وهذا ما دعا بالكثير من تلاميذ ذوي الطموح المنخفض على تحسن مدى توافقهم وتكيفهم وانخفاض مستوى القلق لديهم، بحيث أصبح لديهم مستوى لا بأس به من الصحة النفسية.
وقد جاء في دراسة كيم وآخرون kim et al 2003 التي هدفت الى مقارنة الطموح ومفهوم الذات لدى عينة من طلاب الجامعات في كوريا الجنوبية وأمريكا، بحيث أظهرت النتائج أن الأفراد الذين يتمتعون بطموح داخلي وبمفهوم جيد عن الذات وكذلك يعتمدون على فكرهم الفردي والذين استطاعوا إشباع حاجاتهم كانوا كثر رفاهية وقربا من الصحة النفسية .كذلك هدفت دراسة niemiec et all إلى معرفة اثر الطموح الداخلي والخارجي عن الأفراد وما بعد الحياة الجامعية، وقد أظهرت النتائج أن الطموح الداخلي مرتبط بشكل ايجابي بالصحة النفسية على عكس الطموح الخارجي وكذلك الطموح الداخلي له علاقة ايجابية بالحاجات النفسية الأساسية حيث أن الطموح بأشكاله كان له ارتباط سلبي وايجابي بالصحة النفسية بالأفراد الخرجين ([8]).
وتعتبر الشخصية في جوهرها الصحة النفسية والشخصية هي البناء الدينامي للفرد لذلك قام ميشال وآخرون 1995بدراسة تهدف إلى تحديد ملامح وسمات شخصية الطلبة الجدد الذين يعانون من صعوبات التعلم والتعرف على حاجاتهم و اهتماماتهم وعلاقة ذلك بمستوى طموحهم، وقد بينت النتائج على وجود علاقة ارتباطيه عكسية بين صعوبات التعلم وبين مستوى طموحهم والتوافق الاجتماعي. ويعتبر التوافق النفسي مؤشر من مؤشرات الصحة النفسية وقد توصل السميري 1999 إلى وجود علاقة بين التوافق النفسي ومستوى الطموح لدى الطالبات . من خلال ما سبق يمكننا القول أن الطبيعة الإنسانية وحاجاتها للتوافق والتكيف والأمن للتواصل مع بيئته قد يستدعي منه ترك جزء من تطلعاته وطموحاته حفاظا على مستوى صحته النفسية.
2.عرض ومناقشة الفرضية الثانية : لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في مستوى الطموح
للتحقق من صحة الفرضية قامت الباحثات باستخدام اختبار”ت” الذي يبحث في الفروق بين المتوسطات ، وكانت النتائج المتحصلة كما هي مبينة في الجدول التالي :
جدول يبين الفروق بين الذكور والإناث في مستوى الطموح
المتغير | العينة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | قيمة T | Df | مستوى الدلالة | Sig | الدلالة |
مستوى الطموح | ذكور | 119.02 | 7.730 | 1.870 | 249 | 0.05 | 0.120 | غير دالة |
إناث | 116.78 | 9.928 |
يتبين لنا من خلال الجدول السابق أن القيمة المحسوبة =1.870 ودرجة حرية 249 وهي دالة عند مستوى الدلالة (0.05) وذلك راجع لقيمة الدرجة المعنوية sig (0.120) اكبر من مستوى الدلالة (0.05).
ومنه نقبل الفرض الصفري الذي ينص على ” عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الذكور والإناث في مستوى الطموح”.ومنه نستنتج انه لا توجد فروق بين الذكور والإناث في مستوى الطموح ، وقد يرجع هذا إلى الاحتكاك الناجم بين الجنسين، وتواجدهما في نفس المؤسسة حيث أصبحت لديهم نفس الطموحات والرغبات ذكورا وإناثا.
وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة محمد عبد المؤمن حسين 1989 بدراسته لبعض أساليب التنشئة الوالدية المسئولة عن رفع مستوى الطموح في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافية، أقيمت الدراسة بمدارس الإسكندرية وشملت تلاميذ السنة الثانية ثانوي وبلغ عددهم 243 تلميذا واستخدم الباحث استبيان مستوى الطموح للراشدين لكاميليا عبد الفتاح وكشفت النتائج أنه لا توجد فروق بين الذكور والإناث في مستوى الطموح([9])، كذلك دراسة أدويين وزملائه 1968 عن تقديرات القدرة على الدراسة كوظيفة للمستوى الاقتصادي والاجتماعي والجنس والنوع لم يتوصل إلى وجود فروق بين الجنسين والنوع، لم تتوصل إلى وجود فروق بين الجنسين في مستوى الطموح([10]).
في حين اختلفت هذه النتيجة مع ما توصل إليه الباحث محمد بوفاتح 2005، حيث أظهرت النتائج على وجود فروق بين الذكور والإناث لصالح الإناث حيث كانت قيمة “ت” 2.28وهي اكبر من القيمة المجدولة 1.96 عند مستوى الدلالة 0.05 بدرجة حرية 398 . وقد فسر ذلك إلى أن الإناث أصبحن يعبرن عن طموحهن بالرفع لكي يظهرن بمظهر التفوق والتحدي ومنافسة الذكور. وهناك دراسات لا تتفق على أن الإناث أعلى من الذكور كالدراسة التي أجرتها كاميليا عبد الفتاح 1971بعنوان الفروق بين الجنسين في مستوى الطموح وهو بحث قارنت فيه الباحثة بين طموح الطلبة والطالبات الجامعين ، يقدر عددهم 226 فردا وتوصلت إلى أن مستوى طموح الطلبة أعلي من مستوى طموح الطالبات ([11]).
وقد يعود هذا الاختلاف إلى زمن الدراسة حيث كان كل طرف من الجنسين على حدا ،حيث كانت مواطن الاختلاط بينهما قليلة وهذا لا يسمح بتبادل أرائهم الشخصية مع بعض وهذا ما جعل طموحاتهم تختلف . ومن خلال ما سبق يمكن القول أن مستوى الطموح سمة غير ثابتة أو ثابتة نسبيا تختلف من ذكر إلى أنثى ومن زمن لأخر ومن مجتمع لأخر.
3.عرض ومناقشة نتائج الفرضية الثالثة: لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في مستوى صحتهم النفسية .
وللتحقق من صحة الفرضية قامت الباحثات باستخدام اختبار “ت ” الذي يبحث في الفروق بين المتوسطات ، وكانت النتائج المتحصلة كما هي مبينة في الجدول التالي:
جدول يبين الفروق بين الذكور والإناث في مستوى الصحة النفسية
المتغير | العينة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | قيمة T | Df | مستوى الدلالة | Sig | الدلالة |
مستوى الصحة النفسية | ذكور | 144.04 | 16.300 | 1.741 | 249 | 0.05 | 0.264 | غير دالة |
إناث | 140.25 | 16.903 |
يتبين لنا من خلال الجدول السابق أن المتوسط الحسابي للذكور 144.04امما الإناث فكان متوسط الحسابي 140.25 ، وبالتالي القيمة المحسوبة 1.741 ودرجة الحرية 249 وهي غير دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة 0.05 ،وذلك راجع لقيمة الدرجة المعنوية sig 0.264 اكبر من مستوى الدلالة 0.05، ومنه نقبل الفرض الصفري الذي ينص على ” عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الذكور والإناث في صحتهم النفسية.
ومنه نستنتج أنه لا توجد فروق بين الذكور والإناث في مستوى الصحة النفسية ، وقد يرجع هذا إلى طبيعة الإنسان أن تفكيره يتأثر بآراء وأفكار الآخرين سواء كانت أفكار ايجابية أو سلبية تؤدي إلى اضطراب نفسي، وهذا ما أكده بيك بأنه يعود إلى نظام الأفكار الآلية القائم على نواة من المعتقدات العميقة حول الذات والعالم ، وبالتالي فان الإنسان يقع صريع المعاناة والاضطراب والقلق لخلل في نظام المعتقدات. وقد تتفق هذه النتيجة مع دراسة زبيدي والهزاع 1977 وموضوعها بناء مقياس للصحة النفسية لطلبة الجامعة، وهدفت الدراسة إلى بناء معرفة دلالة الفروق بين الذكور والإناث لمقياس الصحة النفسية لعينة من طلبة الجامعة .وبعد تحليل البيانات إحصائيا باستخدام معامل الارتباط والمتوسط الحسابي واختبار “ت” لعينتين مستقلتين بأنه لا توجد فروق بالصحة النفسية لدى كل من الذكور والإناث . كذلك دراسة بشرى احمد حاسم العكاشي أكدت نتائج دراستها على عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين أفراد عينة الدراسة في مستويات الصحة النفسية حيث أرجعت السبب إلى طبيعة أفراد عينة الدراسة المتجانسة من حيث البيئة الجامعية.
واختلفت هذه النتيجة مع ما توصل إليه الباحث الزبيدي 2000 في دراسته الضغوط النفسية وعلاقتها بالرضا المهني والصحة النفسية لدى أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة، وبعد تحليل البيانات باستخدام بيرسون واختبار “ت”وتحليل التباين توصلت الدراسة إلى أن عينة البحث من الذكور والإناث يعانون من ضغوط نفسية والذكور أكثر معاناة وبالتالي الذكور لا يتمتعون بالصحة نفسية. وقد يعود اختلاف نتائج الدراسة مع نتائج الدراسة الحالية إلى عينة الدراسة ومكان الدراسة :
- عينة الدراسة:أعضاء الهيئة التدريسية وبالتالي هم فئة ممتهنة أما عينة الدراسة الحالية هي مجموعة من طلبة الثانوي .
- آما المكان فمن جانبين مكان التواجد بحيث الدراسة الأولى هي الجامعة والدراسة الحالية هي الثانوية ومن الجانب الأخر المجتمع العراقي والمجتمع الجلفاوي
ومن خلال ماسبق يمكن القول أن الصحة النفسية سمة غير ثابتة تتسم بالقدرة على التكيف ويكون فيها متوافقا مع نفسه ومع الآخرين.
4.عرض ومناقشة نتائج الفرضية الرابعة : لا توجد فروق بين تلاميذ التخصص العلمي وتلاميذ التخصص الأدبي في مستوى الطموح “
وللتحقق من صحة الفرضية قامت الباحثات باستخدام اختبار “ت” الذي يبحث في الفروق بين المتوسطات ، وكانت النتائج المتحصلة كما هي مبينة في الجدول التالي :
جدول يبين الفروق بين طلبة علوم تجريبية والآداب في مستوى الطموح
المتغير | العينة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | قيمة T | Df | مستوى الدلالة | Sig | الدلالة |
مستوى الطموح | علوم | 117.51 | 9.094 | 0.270 | 249 | 0.05 | 0.642 | غير دالة |
آداب | 117.87 | 9.626 |
يتبين لنا خلال الجدول السابق أن المتوسط الحسابي لخصص العلوم 117.51 أما الأدبيين 117.87وبالتالي متوسط الأدبيين اكبر من متوسط تخصص العلوم وبالتالي القيمة المحسوبة =0.270 ودرجة حرية 249 وهي غير دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة 0.05، وذلك راجع لقيمة المعنوية sig 0.642 اكبر من مستوى الدلالة 0.05.
ومنه نقبل الفرض الصفري الذي ينص على:” عدم وجود فروق بين تلاميذ التخصص العلمي وتلاميذ التخصص الأدبي في مستوى الطموح ” ومنه نستنتج أنه لا توجد فروق بين تخصص العلوم وتخصص الآداب في مستوى الطموح.
والسبب في ذلك راجع من وجهة الباحثات إلى أن تلاميذ الثانوي في نفس المرحلة العمرية تقريبا مما يجعل الفروق بينهم غير واضحة، بالإضافة إلى أن التلاميذ في نفس المدرسة حيث أنهم يتلقوا بنفس الاستراتيجيات وبنفس الفلسفة وحتى نفس الأساتذة، أي أنها نفس الفرص متاحة لكلا التخصصين. وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة فايز الأسود 2003 على عدم وجود فروق دالة إحصائية في مستوى الطموح تعزى لمتغير التخصص الدراسي .
وكذلك دراسة سناء محمد سليمان 1987 انتهت الدراسة إلى عدم وجود فروق دالة إحصائيا في مستوى الطموح تعزى إلى كلية علمي وأدبي.كذلك دراسة توفيق محمد توفيق بشير2005 أن طلبة الكليات العلمية والأدبية من عينة الدراسة من نفس السن وبالتالي فان الفروق بينهما لا تكون واضحة بشكل مناسب كذلك فان الحرية التي تعطى للطالب في اختيار تخصصه بنفسه تعطيه مجالا واسعا لأن ينجح ويبدع فيه ([12]). أما دراسة محمد بوفاتح 2005 فدلت على وجود فروق بين التخصصين لصالح التخصص العلمي، حيث أن القيمة المحسوبة 2.89 اكبر من القيمة المجدولة 2.85 عند مستوى الدلالة 0.01، وقد ارجع ذلك إلى عينة تلاميذ التخصص العلمي لأهمية تخصصها الدراسي الذي يؤهلــــــها لتبـــــوأ مكانة اجتماعية مرموقة كالطب مثلا . وقد يرجع سبب هذا الاختلاف بين هذه الدراسات إلى تطور الخدمات الإرشادية في وقتنا الحالي نحو جميع التخصصات الأدبية والعلمية.
5.عرض ومناقشة نتائج الفرضية الخامسة : لا توجد فروق بين تلاميذ التخصص العلمي وتلاميذ التخصص الأدبي في صحتهم النفسية
وللتحقق من صحة الفرضية قامت الباحثات باستخدام اختبار “ت ” الذي يبحث في الفروق بين المتوسطات ، وكانت النتائج المتحصلة كما هي مبينة في الجدول التالي :
جدول يبين الفروق بين طلبة العلوم والآداب في مستوى الصحة النفسية
المتغير | العينة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | قيمة T | Df | مستوى الدلالة | Sig | الدلالة |
مستوى الصحة النفسية | علوم تجريبية | 141.30 | 16.523 | 0.555 | 249 | 0.05 | 0.230 | غير دالة |
آداب | 142.62 | 17.436 |
يبين لنا من خلال الجدول السابق أن المتوسط الحسابي لتخصص العلوم 141.30 وتخصص الآداب أكثر من تخصص العلوم 142.62 وبالتالي القيمة المحسوبة (0.55 )ودرجة حرية 249 وهي غير دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (0.05)، وذلك راجع لقيمة الدرجة المعنوية sig 0.230 اكبر من مستوى الدلالة (0.05 ). ومنه نقبل الفرض الصفري الذي ينص”عدم وجود فروق بين تلاميذ التخصص العلمي وتلاميذ التخصص الأدبي في صحتهم النفسية” ومنه نستنتج انه لا توجد فروق بين تلاميذ التخصص العلمي وتلاميذ التخصص الأدبي في مستوى صحتهم النفسية، ويبدو أن السبب في ذلك من وجهة نظر الطالبتين يعود إلى :تشابه الظروف البيئية والاقتصادية والاجتماعية والمرحلة الدراسية.
وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة سلطان موسى العويضة بخصوص عدم وجود فروق دالة إحصائيا لدى أفراد عينة الدراسة في مستويات الصحة النفسية تبعا لمتغير التخصص حيث تعزى هذه النتيجة لطبيعة أفراد العينة المتجانسة من حيث البيئة الجامعية والضغوط التي يتعرضون إليها .ومن خلال ما سبق يمكن القول أنه مهما تعددت التخصصات سواء التخصص الأدبي بفروعه أو تخصص العلوم بفروعه تبقى الشخصية المتمتعة بالصحة النفسية تتميز بمجـــــموعة من الخــــــصائص:كالتـــوافق ، والشعور بالسعادة مع النفس ، والشعور بالسعادة مع الآخرين وتحقيق الذات واستغلال القدرات،والقــــدرة على مواجهة مطالب الحيــــــاة ،السلوك السوي والعيش في سلامة وسلام … وبالتالي يمكننا القول أن التكيف مجموعة من ردود الأفعال التي يعدل بها الفرد بناءه النفسي ، وسلوكه ليستجيب إلى شروط محيطة محدودة أو خبرة جديدة([13]).
6.عرض ومناقشة نتائج الفرضية السادسة : لا توجد فروق بين تلاميذ السنة الأولى وتلاميذ السنة ثالثة ثانوي في مستوى طموحهم
وللتحقق من صحة الفرضية قامت الباحثات باستخدام اختبار “ت ” الذي يبحث في الفروق بين المتوسطات ، وكانت النتائج المتحصلة كما هي مبينة في الجدول التالي :
جدول يبين الفروق بين طلبة السنة الأولى والسنة الثالثة في مستوى الطموح
المتغير | العينة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | قيمة T | df | مستوى الدلالة | Sig | الدلالة |
مستوى الطموح | سنة أولى | 117.65 | 9.210 | 0.087 | 249 | 0.05 | 0.988 | غير دالة |
سنة ثالثة | 117.54 | 9.301 |
يتبين لنا خلال الجدول السابق أن المتوسط الحسابي لمستوى أولى 117.65 أعلى من مستوى ثالثة 117.54 وبالتالي القيمة المحسوبة =0.087 ودرجة حرية 249 وهي غير دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة 0.05 ، وذلك راجع لقيمة المعنوية sig 0.988 أكبر من مستوى الدلالة 0.05. ومنه نقبل الفرض الصفري الذي ينص على:” عدم وجود فروق بين تلاميذ السنة الأولى وتلاميذ السنة الثالثة ثانـــــــوي في مستوى الطموح، ومنه نستنتج انه لا توجد فروق بين تلاميذ السنة الأولى وتلاميذ السنة الثالثة في مستوى الطموح.
ويرجع ذلك من وجهة نظر الباحثات إلى حماسة تلاميذ السنة الأولى ورغبتهم القوية في التفوق وتلاميذ السنة الثالثة ورغبتهم في الحصول على شهادة البكالوريا . وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة توفيق محمد توفيق بشير 2005 بأنه لا توجد فروق بين متوسطي درجات المستوى الأول والمستوى الرابع في مقياس مستوى الطموح عند مستوى 0.05،وقد ارجع السبب إلى أن طلبة مستوى الأول ومستوى الرابع يعيشون نفس الظروف داخل الجامعة الإسلامية بغزة، والاهتمام بالطلبة الجدد من حيث استقبالهم وحثهم على الاجتهاد والعلاقة الجيدة بين المدرسين والطلبة أما طلبة المستوى الرابع يكونون على وشك الانتهاء والتخرج فيعز عليهم فراق الجامعة ويشعرون بقيمة العلم([14]).
كذلك دراسة فايز الأسود 2003 حيث اثبت هذه الدراسة عدم وجود فروق دالة في مستوى الطموح تعزى لمتغير مستوى الدراسة ، كذلك دراسة هناء أبو شهبة 1987 أكدت عدم وجود فروق دالة إحصائيا في مستوى الطموح بين التخصصات العلمية والأدبية.ومن خلال ما سبق يمكن القول أن المستوى الدراسي لا يؤثر على مستوى الطموح ، بل يعتبر كل مستوى مرحلة من مراحل تحقيق الأهداف الجزئية إلى أن يصل إلى الهدف الأسمي وهو الحصول على شهادة البكالوريا ودخول الجامعة.
- 7. عرض ومناقشة نتائج الفرضية السابعة: لا توجد فروق بين تلاميذ السنة الأولى وتلاميذ السنة ثالثة ثانوي في مستوى صحتهم النفسية
وللتحقق من صحة الفرضية قامت الباحثات باستخدام اختبار “ت ” الذي يبحث في الفروق بين المتوسطات ، وكانت النتائج المتحصلة كما هي مبينة في الجدول التالي :
جدول يبين الفروق بين طلبة السنة الأولى والسنة الثالثة في مستوى الصحة النفسية
المتغير | العينة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | قيمة T | Df | مستوى الدلالة | Sig | الدلالة |
مستوى الصحة النفسية | سنة أولى | 141.57 | 16.183 | 0.112 | 249 | 0.05 | 0.355 | غير دالة |
سنة ثالثة | 141.82 | 17.867 |
يتبين لنا خلال الجدول السابق أن المتوسط الحسابي لمستوى أولى 141.57 أقل من مستوى ثالثة 141.82 وبالتالي القيمة المحسوبة = 0.112 ودرجة حرية 249 وهي غير دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة 0.05 ، وذلك راجع لقيمة المعنوية sig 0.355 اكبر من مستوى الدلالة 0.05.ومنه نقبل الفرض الصفري الذي ينص على:”عدم وجود فروق بين تلاميذ السنة الأولى وتلاميذ السنة الثالثة ثانوي في مستوى الصحة النفسية”.
ومنه نستنتج انه لا توجد فروق بين تلاميذ السنة الأولى وتلاميذ السنة الثالثة في مستوى الصحة النفسية .وقد اختلفت هذه النتيجة مع دراسة بشرى أحمد حاسم العكاشي بعنوان الصحة النفسية وعلاقتها بالذكاء الوجداني الانفعالي لدى الشابات الجامعيات بان هناك فروق دالة إحصائيا في مقياس الصحة النفسية وفق متغير المرحلة الرابعة، وقــد فسرت النتيجة إلى أنها تعود إلى تزايد العمر والنضج.ويعود هذا التباين إلى اختلاف العينة حيث شملت دراسة بشرى أحمد حاسم فئة طلاب الجامعة.
كذلك دراسة العيد سنة 2005 انتهت نتائجها فيما يخص متغير المستوى الدراسي فبينت نتائجها دلالته في البعد المتعلق بعدم الكفاية والتوتر لصالح طلبة السنة الأولى جامعي، أي أن طلبة السنة الأولى أقل كفاية وأكثر توترا من طلبة السنة الرابعة ([15]). ومن خلال ما سبق يمكننا القول أن الفريق التربوي المتواجد في المؤسسة من أساتذة ومستشار توجيه وأخصائي نفسي والمدير يلعب دورا كبيرا في خلق جو مدرسي يسوده الحب والتوافق والتعاون للوصول إلى أرقى مستويات الصحة النفسية.
خلاصة و مقترحات :
هدفت الدراسة الحالية إلى الكشف عن الفروق بين ذوي الطموح المرتفع و الطموح المنخفض في الصحة النفسية لتلاميذ الثانوية في ظل متغيرات الجنس و التخصص الدراسي و المستوى الدراسي، و دلت النتائج على عدم وجود فروق في مستوى الطموح و الصحة النفسية لدى التلاميذ سواء من ناحية الجنس أو المستوى الدراسي أو التخصص. و ترجع الباحثات هذه النتيجة إلى أن الاحتكاك بين التلاميذ و تعرضهم للظروف نفسها خاصة فيما يتعلق بخدمات مستشار التوجيه قد أدت إلى النتيجة السابقة،و في اعتقاد الباحثات أن البرامج الإرشادية قد تسهم في رفع مستوى الصحة النفسية و الطموح.
قائمة المراجع :
أسماء خويلد (2012): فاعلية برنامج إرشادي عقلاني انفعالي في تحسين المعدل الدراسي و دافعية الإنجاز، رسالة دكتوراه غير منشورة مودعة بمكتبة جامعة الجزائر 2.
توفيق محمد توفيق بشير (2005): دراسة لمستوى الطموح و علاقته ببعض المتغيرات في ضوء الثقافة السائدة لدى طلبة الجامعة ن رسالة ماجستير غير منشورة مودعة بمكتبة الجامعة الإسلامية بغزة ، فلسطين.
ربحی مصطفی علیان، عثمان محمد غنيم(2001) : مناهج و أساليب البحث العلمي النظرية و التطبيق، دار الصفاء ، عمان ن الطبعة الأولى.
علاء سمير مرسي القطناني (2011):الحاجات النفسية و مفهوم الذات و علاقته بدافعية الإنجازو مستوى الطموح لدى عينة من طلبة جامعة الأزهر بغزة في ضوء نظرية محددات الذات ، رسالة ماجستير غير منشورة مودعة بمكتبة الجامعة الإسلامية ، غزة ، فلسطين
كاميليا عبد الفتاح (1984): مستوى الطموح و الشخصية ، دار النهضة العربية ن بيروت، الطبعة الأولى.
محمد أبو أنصاري(1994): منهجية البحث العلمي، دار وائل ، عمان ، الطبعة الأولى.
محمد بوفاتح (2005) : الضغط النفسي و علاقته الدراسي لدى تلاميذ الثالثة ثانوي، رسالة ماجستير غير منشورة مودعة بمكتبة جامعة ورقلة.
محمد قاسم عبد الله( 2004): مدخل إلى الصحة النفسية، دار الفكر ، عمان ، الطبعة الأولى.
سهيلة المطيري معصومة (2005)الصحة النفسية مفهومها و اضطراباتها، مكتبة الفلاح، الكويت ، دون طبعة.
وزارة التربية الوطنية (2003):منهاج السنة الأولى من التعليم الابتدائي ، الجزائر.
نازك عبد الحليم قطيشات و أمل يوسف التل (2009): قضايا في الصحة النفسية ، دار كنوز المعرفة ، عمان ، الطبعة الأولى.
عبد ربه علي شعبان (2010): الخجل و علاقته بتقدير الذات و مستوى الطموح لدى المعاقين بصريا ، رسالة ماجستير غير منشورة مودعة بالمكتبة الإسلامية، غزة ، فلسطين.
[1] أسماء خويلد ،فاعلية برنامج إرشادي عقلاني انفعالي في تحسين المعدل الدراسي و دافعية الإنجاز ، رسالة دكتوراه غير منشورة مودعة بمكتبة جامعة الجزائر 2 ، 2012 ، ص 314
[2] نازك عبد الحليم قطيشات و أمل يوسف التل: قضايا في الصحة النفسية ، دار كنوز المعرفة ، عمان ، 2009، الطبعة الأولى ، ص15.
[3] وزارة التربية الوطنية ، منهاج السنة الأولى من التعليم الابتدائي ، 2003، ص:05.
[4] ربحی مصطفی علیان ، عثمان محمد غنيم: مناهج و أساليب البحث العلمي النظرية و التطبيق ، دار الصفاء ، عمان ، 2001 ، الطبعة الأولى .ص43.
[5] محمد أبو أنصاري: منهجية البحث العلمي ، دار وائل ، عمان ،1994، الطبعة الأولى، ص 91.
[6] محمد قاسم عبد الله: مدخل إلى الصحة النفسية ، دار الفكر ، عمان ، 2004 ، الطبعة الأولى، ص480.
[7] نازك عبد الحليم قطيشات و أمل يوسف التل: قضايا في الصحة النفسية ، دار كنوز المعرفة ، عمان ، 2009، الطبعة الأولى، ص 105.
[8] كاميليا عبد الفتاح: مستوى الطموح و الشخصية ، دار النهضة العربية ، بيروت ، الطبعة الأولى. 1984، ص79.
[9] محمد بوفاتح : الضغط النفسي و علاقته الدراسي لدى تلاميذ الثالثة ثانوي ، رسالة ماجستير غير منشورة مودعة بمكتبة جامعة ورقلة. 2005، ص 217
[10] كاميليا عبد الفتاح: مستوى الطموح و الشخصية ، دار النهضة العربية ، بيروت ، الطبعة الأولى. 1984، ص31.
[11] كاميليا عبد الفتاح: مستوى الطموح و الشخصية ، دار النهضة العربية ، بيروت ، الطبعة الأولى، 1984، ص115.
[12] توفيق محمد توفيق بشير: دراسة لمستوى الطموح و علاقته ببعض المتغيرات في ضوء الثقافة السائدة لدى طلبة الجامعة ، رسالة ماجستير غير منشورة مودعة بمكتبة الجامعة الإسلامية بغزة ، فلسطين. 2005 ، ص 139.
[13] نازك عبد الحليم قطيشات و أمل يوسف التل: قضايا في الصحة النفسية ، دار كنوز المعرفة ، عمان ، 2009، الطبعة الأولى . ص42
.
[14] توفيق محمد توفيق بشير : دراسة لمستوى الطموح و علاقته ببعض المتغيرات في ضوء الثقافة السائدة لدى طلبة الجامعة ، رسالة ماجستير غير منشورة مودعة بمكتبة الجامعة الإسلامية بغزة ، فلسطين. 2005 ، ص192.
[15] توفيق محمد توفيق بشير : دراسة لمستوى الطموح و علاقته ببعض المتغيرات في ضوء الثقافة السائدة لدى طلبة الجامعة ، رسالة ماجستير غير منشورة مودعة بمكتبة الجامعة الإسلامية بغزة ، فلسطين. 2005 ، ص83.