
القيم،الثقافة،التنشئة الاجتماعية (تأصيل المفهوم و العلاقة في إطار التغير)
الباحثة خديجي مختارية/جامعة أبي بكر بلقايد،تلمسان
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 40 الصفحة 9.
ملخص:
تعتبر الثقافة نظام رمزي تجريدي وواقعي يعكس ويعبّر عن الهويات المجتمعية بما تحمله من أطر قيمية ومعيارية تحقق تمايز ” الأنا” عن ” الآخر” ، ولـمّا كانت الثقافة المجتمعية أمام تحديات التغير كان لابد من محاولة تأصيل وجودها وجوهرها ضمن إطار ” التغير الثقافي”.
لهذا يسعى المقال لمحاولة تأصيل مفهوم “القيم” ، “الثقافة” و”التنشئة الاجتماعية” ، وذلك بعقد تحليل لأهم العلاقات بينها وفق مسلمة ” التغير” مجيبا بذلك عن التساؤلات الرئيسية التالية:
- ما تعريف القيم وما علاقتها بالثقافة؟
- من يضمن وجودية القيم واستمرارها ضمن النسق الثقافي المجتمعي؟
- كيف يمكننا تأصيل مفهوم ” القيم” و” الثقافة” وتحليلهما في إطار مقاربة ” التغير الثقافي” ؟
الكلمات المفتاحية:القيم ، الثقافة ، التغير الثقافي ، التنشئة الاجتماعية ، الشخصية القاعدية ، الضغوط الموضوعية ، النظام الاجتماعي.
تمهيد:
الثقافة (بناء ووظيفة)…هي مسلّمة تمّ اعتمادها وتأكيدها في أدبيات العلوم الإنسانية والاجتماعية ، ولـمّا كانت الثقافة بهذا المفهوم فإنها تحوي جملة من العناصر التركيبية ذات الخصائص الهوياتية ،إذ تتجسد وجودية المجتمعات وكينونتها من خلال المعايير المجتمعية والقيم الثقافية ، و لكن أمام تحديات العولمة الثقافية وظهور مقولة التغير كان لابد من إعادة النظر في طبيعة العلاقة بين الثقافة وعناصرها خاصة القيم باعتبارها قلب الثقافة .
فما المقصود بالقيم وما علاقتها بالثقافة؟
كيف تضمن القيم استمراريتها؟ وما مجال دراستها في إطار حتمية التغير؟
- أولا: القيم (تعاريف ومفاهيم متداخلة).
بالرغم مِن أَنَّ الشائع في تعريف القيم هو ربطها بفعل (التَقييم والاختيار) إذ تعني ” القيمة استِحقَاق شيء ، والتقويم تَقدِيرُ مَا يَستَحِقُه“[1] ، إلاَّ أنَّ الاتفاق على وضع تعريف شامل ومُحدَّد للقيم لم يكتمل ولم يتشكَّل بَعد بسبب اختلاف التوجهات والرُؤَى المعرفية والابستمولوجية بين ما هو فلسفي و اقتصادي و أنثرو بولوجي وسيكولوجي وآخر سوسيولوجي ، لكننا في هذا الاطار الذي يفرض نفسه ، ويُشكِّل صعوبة في تحديد واختيار التعاريف المقدَّمة ” للقيم” ، لا يسعنا إلاّ ذِكر بعض التعاريف التي رأينا أنها الأقرب للطرح السوسيولوجي ، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر التالي:
يُعرِّف “كلوكهون” القيم على أنها: ” تصور واضح أو مُضمر يميز الفرد أو الجماعة ويحدِّد ما هو مرغوب فيه ، بحيث يسمح لنا بالاختيار من بين الأساليب المتغيرة للسلوك والوسائل والأهداف الخاصة بالفعل“[2].
في حين يُعرِّف ” بارسونز” القيمة باعتبارها ” عنصر في نسق رمزي[3] مشترك يعتبر معيارا أو مستوى للاختيار بين بدائل التوجه التي توجد في الموقف”[4] .
فالقيم حسب ما يُشير “الجوهري”: ” هي التفضيلات الإنسانية والتصورات عمَّا هو مرغوب فيه على مستوى أكثر عمومية ولذلك تشمل القيم كل الموضوعات والظروف والمبادئ التي أصبحت ذات معنى خلال تجربة الإنسان الطويلة ، إنها باختصار شديد الإطار المرجعي للسلوك الفردي “[5] .
ولأنَّ القيم هي أساسيات خَفِيَّة تُسَيِّر السلوك البشري بحكم ما أقرَّته الجماعة وتعاقدت عليه في تأسيسها لنظامها الاجتماعي والثقافي ، نجد ” فيرتشيلد” يُعرِّف القيم باعتبارها:” الشيء المعنوي الإنساني الذي تضعه الجماعات موضع الاعتبار ويُلاقي مُوافقة العامة وتكون هذه القيمة ايجابية وقد تكون سلبية“[6]فالتساؤل عن الجانب الخَفِّي من السلوك والدافع وراء تفضيل سلوك ما في موقف مُعين دون الأخذ به في موقف آخر يجعلنا نقترب من التعريف الذي صاغه” عودة” والذي ينظر للقيم باعتبارها “ تلك الأحكام المعيارية التي تُوَجِّه السلوك الإنساني أو التي تُحَتِّم الاختيار الإنساني في مواقف بعينها ، بهذا المعنى قد ينطوي على المصالح والمنافع والالتزامات والواجبات الأخلاقية وغير ذلك من أنماط التوجيه الانتقائي“[7].
ولأنّ الثقافة في أحد جوانبها تجريدية قد تتلخَّص في مفاهيم ، أعراف ، قواعد وقوانين تُحَدِّد مجال وحدود ترجمة الرغبة في سلوك من عدمها ، فإنّ ” تاجوري” يشير إلى الطبيعة المفاهيمية للقيم باعتبارها “ مفاهيم تختص بما هو جدير بالرغبة ، ومن ثمّ فهي تُعَرَّف بوصفها قِوَى مُؤثرة على نماذج وأشكال وغايات السلوك البشري“[8] ، وبالتالي فهي تعتبر معيارا للسلوك كما عبّر عن ذلك “سوروكين” [9] .
ومن نفس المُنطلق في تعريف القيم بالنزول في السُلَّم التجريدي وُصولا إلى ما هو واقعي والذي يتجسَّد في الممارسات والسلوكات تنطلق “دياب فوزية” في تعريفها للعادات الاجتماعية مُشيرة إلى أنّ هذه الأخيرة يمُكن النظر إليها ” على أنها وحدة سلوكية ذات ركنيين أساسيين، ركن معنوي نفسي فكري باطن هو (القيمة) وركن مادي عملي ملموس هو السلوك الشكلي الظاهري المُعبِّر عن (القيمة)”[10] ، فإذا كان السلوك في ظاهره مادي وملموس فإنه يحمل معنى ضمني تجريدي مشحون بقوّة دافعة و إلزامية ألاّ وهي “القيم”،إذ المُتَعَمَّق في دراسة القيم يجد أنه ينبع منها بُعدان هما[11]:
- بُعد يُسَمى ” اليجب أن يكون”: أي أنّ القيم ترسم لنا صورة تقول للأشياء كيف يجب أن تكون.
- بُعد اليجب أن يفعل : أي أنّ القيم تُوَجِّه سلوكاتنا وطريقة التصرف والفعل باختلاف المواقف والظروف.
وليس اليجب أن يكون هو اليجب أن يفعل ، لأنّ اليجب أن يكون دائما مُطلق مُتَعلق بالقيمة ، بينما اليجب أن يفعل مُتَعلق بالزمان والمكان وخاضع لشروطهما وكذا الشروط الخاصة بالشخص الذي يقع واجب الفِعل عليه”[12].
ولأنّ القيم تُحَدِّد ما يجب أن يكون وما يجب أن يفعل ، فإنها بهذه القوّة الالزامية تُحَقِّق استمرارية الجماعة وتعميم أنماط معينة من السلوك، وهذا ما عبَّر عنه ” توماس” و” زنانيكي*” “Thomas et Znaniecki” في تعريفهما للقيم ،إذ يؤكدان هذه الأهمية على اعتبار أنّ القيم هي تلك:” القواعدالرسمية الظاهرة للسلوك والتي عن طريقها تستمر الجماعة وتنتظم وتجعل أنماط الأفعال المتصلة دائمة وعامة بين أعضائها”[13] ، فهي ” تتضمَّن أحكاما عقلية أو انفعالية تُوَجِّه سلوكيات وأداء وتفضيلات واختيارات أفراد المجتمع في مختلف المواقف الاجتماعية وتنعكس بشكل واضح فيالتفاعلات والعلاقات الاجتماعية“[14].
باختصار يمكن القول بما قاله ” فولسوم” ” J.V.Folsom“ من أننا “ سوف ننظر إلى القيمة على أنها نمط أو موقف أو جانب من السلوك الانساني أو مجتمع أو ثقافة أو بيئة طبيعية أو العلاقات المتبادلة التي تُمَارس من شخص أو أكثر كما لو كانت غاية في حد ذاتها ، إنها شيء يحاول الناس حمايته والاستزادة منه والحصول عليه ، ويشعرون بالسعادة ظاهريا عندما ينجحون في ذلك“[15] ، غير أننا إن استندنا على هذا التعريف فإنّ هذا لا يعني نفي الجانب الثاني من القيمة وهي القيم العكسية أي القيم السلبية ، فأمام كل قيمة ايجابية صورة عكسية وهو الوجه السلبي من القيمة المقابلة ، فـ”الخير” كقيمة تستحسنها الجماعة وتسعى لاستكثارها واستمرارها وجعلها غاية في ذاتها لا ينفي أبدا وجود الشر كقيمة مناقضة للأولى.
وعليه يمكن النظر إلى القيم على أنها : مفاهيم مجرّدة ذهنيا ، مُكتسبة تعليميا ، مُنتقاة عاطفيا وتَوجيهيا ، مُلزِمَة عَمليا ، مُوَجِهَة سلوكيا ، ايجابية وسلبية نظريا وواقعيا…لكن سؤالنا في هذا الإطار…
- من يضمن وُجود القيم واستمرارها؟
- وكيف يمكن دراستها و تحليلها في إطار مقاربة التغير الثقافي؟
- ثانيا : القيم والثقافة (وظائف وتجليات):
(الثقافة) هي فكرة تتعرض للشبهات بعمق ، هذا هو رأي ” جيمس كليفورد“[16] في الثقافة ، والذي نستقرئ من خلاله مدى تعقد هذا المفهوم وصعوبة تحديده ، فبينما ينظر إليه أحدهم نظرة جمالية وتفضيلية ،ينظر إليه آخر بنظرة أكثر عمومية رابطا إياه بالحياة عموما حتى في أبسط مظاهرها ، فالثقافة في رأي ” ماثيو أرنولد” هي : ” أن نعرّف أنفسنا بأفضل ما عرف وقيل في العالم”[17] ، أما ” وليامز” فيرى فيها ” طريقة معينة في الحياة سواء عند شعب أو فترة أو جماعة”[18]. في حين “يقتضي التعريف السوسيولوجي للثقافة التمييز بين معنيين لها مرتبطين بالضرورة فيما بينهما [19]:
- يدل المعنى الأول : على الأعمال والأفعال والممارسات التي يمكن أن تكون موضع نقد جمالي أو فكري في وسط اجتماعي محدّد.
- ويدل المعنى الثاني : على الممارسات العادية ومجموع السلوكات أو التصورات التي تعبّر عن الطريقة التي تعيش بها جماعة ما ، وتفكر بها في علاقتها بالعالم وبذاتها وبالآخرين” .
من هنا يتضح أنّ للثقافة بعدين ، بعد تجريدي يتجسد في الأفكار والتصورات والذهنيات والقيم والاتجاهات وبعد واقعي ملموس يتجسد في السلوكات والممارسات والتي هي نتاج للبعد الأول، فالفرد يسلك وفقا للثقافة التي ينتمي إليها ، والتي تعطي له معنى ودلالات معينة لمواقفه وسلوكاته ، وبالتالي تأويلاته التي قد تختلف مع فرد آخر من ثقافة مغايرة . إذ يرى كل من “Araki و Bamlund أنّ ” الثقافة لا وجود لها ما عدا ما يتجلى منها في سلوك الأفراد الذين ينتمون إليها ، وهي مفهوم مجرد مبني على ما يظهر من صفات عامة في سلوك الجماعة من الأفراد”[20] ، فالمجرد والظاهر في الثقافة نستشفه من خلال تعريف ” كروبير وكلوكهون” ، بنظرة شمولية للثقافة ففي نظرهما : “تتكوّن الثقافة من نماذج ظاهرة وكامنة من السلوك المكتسب والمنتقل بواسطة الرموز ، والتي تكوّن الانجاز المميز للجماعات الانسانية والذي يظهر في شكل مصنوعات ومنتجات أما قلب الثقافة فيتكوّن من الأفكار التقليدية ( المتكوّنة والمنتقاة تاريخيا) وبخاصة ما كان متصلا منها بالقيم ، ويمكن أن تعّد الأنساق الثقافية نتاجا للفعل من ناحية ، كما يمكن النظر إليها بوصفها عوامل شرطية محددة لفعل مقبل”[21]
ولما كانت علاقة القيم بالثقافة علاقة الجزء بالكل فإنّ “القيم تدخل في كل الأنساق الكبرى الأربعة للفعل الإنساني وهي : الكائن ،الشخصية ،المجتمع ، الثقافة إذ القيم هي عناصر الثقافة أو المعاني المشتركة للمجتمع الذي يحمل ثقافة معينة”[22].
وبهذا تعتبر القيم مقولة اجتماعية، أكسبها المجتمع قوّة إلزامية وأعطاها مكانة تأسيسية لأي ثقافة ، فهي في الوقت الذي تُشَكِّل فيه تعميمات تصورية تتجسَّد في ذات الوقت كدافعية توجيهية للسلوكات البشرية ، إذ لا يمكننا إنكار أنّ القيم هي (صورة) الثقافة والمعبِّر عنها بامتياز ، فعن طريق القيم يمكننا تنميط الثقافة وتحديد خصائصها المعرفية والسلوكية ، والتنبؤ بمداها المستقبلي والوجودي.
والنظرة الموضوعية لعلاقة القيم بالثقافة وعلاقتهما بالتغير يجعلنا ننظر للقيم باعتبارها :
1.القيم إلزامية ودكتاتورية:
ابتكر “هارتمان” ” Hartman “ لنا مصطلح ” دكتاتورية القيم” ” Tyranny of values“ ، وقال أنّ كل قيمة ينبع منها : يجب أن يكون ويجب أن نفعل ،هي تُحاول أن تُسيطر على الحس الأخلاقي في الإنسان ، وتُحاول أن تجذب الإنسان إلى طاعتها وتحقيق تجسيداتها”[23]. هذه الدكتاتورية مستمدة في أحد جوانبها من الثقافة باعتبارها دال للهوية ومعبر عنها والضامن لاستمراريتها والمدافع عن خصوصياتها كهوية مجتمعية متمايزة عن الهويات الأخرى وبالتالي الثقافات الأخرى.
فالقيم منتوج جماعي لا فردي إذ أنها “معطاة ليس للفرد الذي حكم بوجودها في شيء ما ، ولكنها مُعطاة للجماعة فعندما يدعي أحد بأنّ “س” خير أو “س” ذو قيمة فذلك يعني أنه يعكس لنا ما تواضعت عليه الجماعة”[24] ، ففعل (التقييم) عند” مانهايم” ” ليس فعلا من أفعال الفرد بل من اختصاص الجماعة ، فالتقييم هو مقاييس الجماعات المختلفة وليس الأفراد ، وهو الذي يعكس وظائف القيم والبناء الاجتماعي الناتج”[25] .
- القيم متغيرة ودينامية:
يقول ” بارسونز” ” لا يوجد نسق قيمي ذو استمرارية كاملة في نمطه بحيث يمكن أن يتمأسس بشكل كامل في مجتمع معين، إذ سيكون هناك باستمرار توزيع متفاوت بين الأجزاء المختلفة في المجتمع ، وسوف يكون هناك صراعات قيمية وصراعات دور ونتيجة ذلك هو التكامل غير التام ، اللاثبات ومن هنا تنشأ ” القابلية للتغير“”[26] ، فالقيم “تتغير بتغير الأحوال والعلاقات”[27] ، إذ يعتبر ” كولي” القيم “مطلقة نسبيا ” فأناس يفكرون في القيم على أنها تنتمي إلى نظام مختلف كلية ، ولكن التجربة تبيّن أنها ليست كذلك”[28] .
فهي مثلها مثل أي نظام آخر تتميز بالدينامية الداخلية (الترتيب في السلم القيمي) أو الدينامية بحكم العوامل الخارجية (التغير في القيم) .
ولو حاولنا التعمق أكثر في هذه الخاصية لوجدنا ” سوروكين” يشرح لنا كيف أنّ التغير يتحقق في أنساق القيمة ولماذا تتغير هذه الأنساق والأسباب التي من أجلها تتغير القيم من خلال نظريته حول ” التغير الملازم” “Immanent change” والتي تحمل مضمونا مؤداه أنه :” خلال التجربة الانسانية أو الممارسة المستمرة للأنشطة ، فإنّ بعض القيم التي كانت مبجلة فيما سبق تبدأ في فقدان قيمتها ، وتتطور قيم جديدة ، ذلك بالقدر الذي تسمح به مسلمات القيمة وإمكانيات النسق الثقافي “[29]. ويشير ” بيومي محمد أحمد محمد” في كتابه “علم اجتماع القيم ” إلى أنّ “سوروكين” قد اشتق “هذه العملية باعتبارها مصاحبة لمبدأ المسمى ( مبدأ الحدود)[30] (Principle of limits) والذي يفسر متى يحدث تغير القيمة”[31] .
- القيم متوارثة ونسبية زمانيا ومكانيا:
أي أنّ القيم مكتسبة عن طريق التعلم والتنشئة الاجتماعية ، فهي مرتبطة بالجانب الاجتماعي وليس الجانب البيولوجي ، ” فالقيمة الاجتماعية من حيث هي مبدأ أو مثال أعلى تنتقل من جيل إلى جيل ، وتُكَوِّن نوعا من التراث الاجتماعي والثقافي وما يتغير هو فقط المظاهر الخارجية أو المظاهر السلوكية التي تتجسد فيها هذه القيم وتلك المبادئ . ففكرة (الشرف) من حيث هي قيمة اجتماعية تسود كل المجتمعات ولكن المظاهر المتعلقة بهذه القيمة تختلف من مجتمع لآخر ومن زمن لآخر في نفس المجتمع وهذا معناه أنّ القيم الاجتماعية رغم استمرارها في الزمن ، فهي نسبية ما دامت تتفاوت وتتغير باختلاف الزمان والمكان “[32] . وهذا ما يعبّر في ذاته عن الخاصية السابقة(القيم دينامية ومتغيرة) وكيف أنّ القيم تمتاز بالثبات النسبي ، إذ أنّ سيرورة التغير فيها موجودة ولكن تكون بطيئة ويمكن النظر إليها في مستوى المدى البعيد .
فكما أنّ القيم “نسبية مكانيا فهي نسبية زمانيا أي أنها تختلف وتتغير في المجتمع الواحد بما يطرأ على نُظمه من تطور وتغير وهي في تطورها تخضع للمناسبات الاجتماعية في التاريخ”[33].
4.(القيم) مؤسس تجريدي (لنظام اجتماعي) واقعي:
لقد حاول ” بارسونز “ من خلال كتابه ” بنية الفعل الاجتماعي” أن يبني مقاربة سوسيولوجيةتوليفية تصورية ، والتي نستشف من خلالها أعظم وظيفة يمكن للقيم أن تُؤديها ، إذ نجده من خلال صياغته للتساؤلات التالية[34]: بأي شرط يكون المجتمع ممكنا؟ ما هي أسس الفعل الاجتماعي؟ كيف نعمل بطريقة أنّ الناس وهم في الحالة الطبيعية ذئاب فيما بينهم يقبلون العيش المشترك؟(سؤال “هوبز”) ، يبني نظريته بعد أن قدّمت الفلسفة الاجتماعية حلين لهذا السؤال[35]:
الأول: جواب ” هوبس” وهو ” اللوياثان” “Léviathan” المطلوب سلطة قوية هي الدولة ترتفع فوق المجتمع وتثبت قوانين الحياة المشتركة.
الثاني: جواب ” لوك” “Locke” أو ” آدم سميث” : ينجم المجتمع عن عقد عن المبادلات ، عن تلاقي المصالح المشتركة.
غير أنّ ” بارسونز” يُصَرِح بأنه لا هذا الشرط ولا ذاك يكفي من أجل حماية “ النظام الاجتماعي” . فالسلوكيات الاجتماعية ليست محددة فقط عن طريق المصلحة الأنانية أو بالخضوع إلى القوانين … …الفعل الاجتماعي محدّد أيضا (بالقيم والمعايير) .
هذا هو الجواب الذي يكشف عن التقليد السوسيولوجي ، وهو الأمر نفسه الذي أكده كل من ” دوركايم” و ” فيبر” و ” باريتو” من أنّ المجتمع يوجد أيضا كمنظومة قيم وثقافات ومعايير . ويمكن للأفعال الفردية أن تتناغم فيما بينها لأنّ ” الفاعلين الاجتماعيين” يتصرفون من خلال استيعاب قيم المجتمع ومعاييره“[36] .
من هنا يتضح الدور البارز للقيم كمفاهيم ، تصورات وتعميمات تجريدية كيف أنها استطاعت بفضل دكتاتوريتها وقوّة الزامها التي يكتسبها الفرد أو الفاعل لا شعوريا وتصبح بذلك جزء من تكوينه النفسي والانفعالي وأخيرا السلوكي ، فيتأسس بذلك نظام يضبط العلاقات، يحدّد اليجب أن يكون واليجب أن يفعل ، فيوضح الحق والواجب ، المرغوب فيه والمرغوب عنه، وتصبح (الجماعة) بذلك (مجتمعا) بعد أن استطاعت استبطان (القيم) وتشكيل (النظام).
فإذا كانت القيم في طبيعتها التجريدية هي خلاصة مشاعرنا للطرق المعيشية التي تنال الاستحسان ، فإنها في جوهرها تقوم بدور الأساس الذي ينشأ منه معايير معينة ، فعن طريق الارتباط الاجتماعي تُشَّكل القواعد الثقافية للسلوك وتضمن التوافق حول السلوك المتوقع وبذلك تكفل النظام الاجتماعي[37].
ثالثا: التنشئة الاجتماعية ناقلللقيم ومؤسسللشخصية القاعدية[38].
يقول” رينيهكونينغ” :” إنّ الميلاد البيولوجي للفرد ليس هو الأمر الحاسم في وجوده واستمراره، إنما العامل الحاسم هو ” الميلاد الثاني” أي تَكَوُنِه من شخصية اجتماعية ثقافية تنتمي إلى مجتمع بعينه وتدين بثقافة بذاتها، والأسرة هي صاحبة الفضل في تحقيق هذا الميلاد الثاني، ولا توجد أي مؤسسة اجتماعية أخرى يمكن أن تُؤدي هذه الوظيفة بِمثل هذه الكفاءة”[39]،إذ تُعتبر الأسرة ” النواة الأولى لتوريث الثقافة للأبناء ، وتُعَّد أهم الفضاءات وأقوى الجماعات تأثيرا في توجيه سلوك الطفل وتكوين شخصيته ، وهي بمثابة “المدرسة الاجتماعية الأولى التي تطبع سلوك الطفل بالطابع الاجتماعي”[40] .
بحيث يمكننا القول أنّ الأسرة هي التي تشكل الشخصية على اعتبار أنّ هذه الأخيرة يمكننا النظر إليها كما نظر إليها ” تالكوتبارسونز ” باعتبارها ” نسق علائقي لعضوية حية تتفاعل مع موقف ، ولذلك يجب أن تفهم الشخصية في إطار المتطلبات الوظيفية لوحدة العضوية – الشخصية”[41] ، فهي المنطقة التي تتجمع فيها العلاقات بين الكائن العضوي والموضوعات في البيئة الخارجية خاصة الموضوعات الاجتماعية والثقافية على حد تعبير ” غي روشي”[42].
” فالأسرة هي التي تزود الفرد بالرصيد الأول من القيم (…) يتلقى الطفل أول درس عن الحق والواجب والصواب والخطأ والحسن والقبيح والمرغوب فيه والمرغوب عنه وما يجوز وما لا يجوز، وما يجب عليه أن يفعله وما يجب أن يتجنبه ولماذا يتجنبه، وكيف يكسب رضا الجماعة ويتجنب سخطها”[43] .
إذن بصفة عامة يمكن القول أنّ الأسرة هي المؤسسة الأولى التي تضمن اندماج “الثقافة” و”النسق الاجتماعي” في “شخصية الفرد” ، إذ نجد أنّ ” الثقافة والنسق الاجتماعي في الوقت الذي يندمجان فيه في الشخصية يصبحان إلزاما أخلاقيا أو قاعدة وجدانية ، أو كطريقة طبيعية أو عادية في الفعل أو في الشعور بفضل هذا الاندماج وتكامل العناصر الاجتماع-ثقافية في الشخصية”[44].
ولكن ما يجب الاشارة إليه هو أنه “بالرغم من التشابه بين أفراد الثقافة الواحدة بحكم طبيعة التنشئة المشتركين فيها، إلاّ أنهم يختلفون في بعض جوانب شخصيتهم نتيجة التباين الذي يتأرجح بين ما هو وراثي وآخر مكتسب ، كالاختلاف في القدرات العقلية والمزاجية أو الانتماء إلى مستويات اجتماعية معينة”[45] ،” فالفكرة القائلة بأنه يجب على كل فرد في المجتمع أن يستبطن بعض القواعد والقيم والمعلومات حتى يتمكن من القيام بدوره في المجتمع لا تفترض أبدا تعلما واحدا ، لأنّ تنوع أشكال التعلم في المجتمع المتميز بالاختلافات يعتبر من شروط إعادة إنتاج تقسيم العمل وأنظمة الأدوار المتكاملة في مجتمع يتميز ” بتضامن عضوي” كما عبّر عن ذلك “دوركايم“”[46]، وهذا ما أشار إليه “رالف لينتون” حينما قال:” السؤال الوحيد الذي يطرح نفسه في هذا الاطار ،هل ممكن التفكير في أنّ المجتمع يقدم معيار واحد للشخصية أم على العكس مجموعة من المعايير التي تشكل شخصيات قاعدية مختلفة….”[47]
الشكل (03): نسق الشخصية[48].
وهنا بالذات ننطلقمما قاله ” رالف لينتون” من أنّ “الفرد عندما يواجه موقف جديد لايتفاعل معه فقط من خلال الحقيقة الموضوعية لهذا الأخير بل يتفاعل معه –كذلك- انطلاقا من الاتجاهات والقيم والمعارف التي اكتسبها في تجربته السابقة”[49] ، فإنّ هذا الاكتساب لا يتم إلاّ من خلال عملية بل سيرورة من العمليات والتي حتى وإن تعددت مسمياتها بين (التنشئة / التطبع/ التربية/….) إلاّ أنها في حقيقة الأمر عملية واحدة وفق ميكانيزمات بأهداف معينة ، فبداية بالأسرة ووصولا إلى كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية فإنّ هذه الأخيرة هي التي تغرس القيم في شخصية الأفراد وبالتالي هي الضامن للقيم والحامل لها باعتبارها:
- عملية (نقل ثقافي) هدفها ضمان (استمرارية الثقافة):
يرى ” سكوت جون ” أنّ التنشئة الاجتماعية هي “ مفهوم يقر بأنّ الهويات الاجتماعية والأدوار والسير الذاتية الشخصية تتكون من خلال عملية متواصلة من الانتقال الثقافي“[50] ، واستخدام “بارسونز” لنموذج الوظائف الأربعة لتحليل أنساق المجتمع الفرعية يؤكد ذلك ، حيث ميّز من خلاله بين أنساق فرعية أربعة : النسق الاقتصادي / النسق السياسي / الروابط المجتمعية / التنشئة الاجتماعية .
إذ تعتبر هذه الأخيرة ” النسق الرابع الذي يقوم بوظيفة المحافظة على نمط المجتمع ، فعن طريق التنشئة الاجتماعية يتم نقل ثقافة المجتمع إلى الأفراد الذين يستدمجونها وتصبح عاملا مهما في خلق الدافعية للسلوك الملتزم “[51] .
وبالتالي هي عملية تهدف إلى ” أن يتشرب الفرد المعايير والتوجيه القيمي السائد في النسق كي لا يحدث فيه أي خلل من نوع معين ، فعندما يتشرب كل فرد هذه المعايير والتوجيهات القيمية ، فإنّ النسق الاجتماعي يضحى أسلوبا أمثل لعمل الأنساق الفرعية وظيفيا”[52] .
وهو ذات الأمر الذي أكده “والاس” من أنّ التنشئة الاجتماعية هي همزة الوصل بين الثقافة والشخصية فبدون عملية نقل الثقافة إلى الأفراد عن طريق هذه العملية لا يمكن أن نتوقع منهم انصياعا لمعايير مجتمعهم ولا لقيمه ونظمه “[53] .
من هنا لايمكننا الحديث عن الثقافة واستمراريتها إلاّ عن طريق التنشئة الاجتماعية فوجود هذه الأخيرة شرط أساسي لاستمرارية الثقافة وبقاءها بالرغم من وجودها ضمن مجال التغير.
- التنشئة الاجتماعية استبطان (للضغوط الموضوعية) وتشكيل (للشخصية القاعدية):
لقد تبيّن للكثير من الباحثين أنه يوجد ” تقارب كبير بين مفهوم (التطبع) ومفهوم (الرسم الخيالي) لـ”بياجي”[54] .
إنّ مفهوم (التطبع) مثله مثل مفهوم (الرأسمال الثقافي) كما استعمله “بورديو” إذ يقدّم هذا الأخير التطبع على أنه يتشكل كناتج (للعنف الرمزي) أو (استبطان الضغوط الموضوعية) ،أي قبول مبدأ (جعل من الضرورة فضيلة) (ويضيف شقرون محمد ) …ويمكن أن نضيف المفاوضات بين المربين وموضوع التربية والاستقلالية والمقاومة الخاصة بالذين تمارس عليهم التربية وذلك حتى نتمكن من ايجاد توافق بين منظور “بورديو” والمنظور التفاعلي، لأنّ “بورديو” يقلل من إمكانية الطفل ثم البالغ من تمثل تطبعه والتحكم جزئيا في تحولاته باختيار الحماية مثلا، من بعض التجارب التربوية أو قبول التعرض لها إلى حد ما بخصوص الضغوط الموضوعية أو العنف الرمزي الذي يمارس عليه“[55] ، فهي في أساسها مجموع السيرورات التي ينبني من خلالها الفرد ويتشكل وينمط من طرف المجتمع العام وكذا المجتمع المحلي الذي يعيش فيه .
إذ “يستقبل الفرد أثناء هذه السيرورة ويستدمج ويتكيف مع طرق الفعل أو التصرف والتفكير انطلاق مما حدّد اجتماعيا“[56] فحسب “غي روشي”” التنشئة الاجتماعية ” هي ” السيرورة التي يكتسب الشخص عن طريقها ويبطن طوال حياته العناصر الاجتماعية الثقافية السائدة في محيطه ،ويدخلها في بناء شخصيته وذلك بتأثير من التجارب والعوامل الاجتماعية ذات الدلالة ، ومن هنا يستطيع أن يتكيف مع التنشئة الاجتماعية حيث ينبغي عليه أن يعيش”[57]. فهي ” مختلف التجارب التعليمية التي من خلالها يمر الطفل تدريجيا عبر مراحل نموه الشخصي ، فهو يتعلم كيف يندمج ويتوافق مع عالمه الأسري واستدخال المعارف والمعلومات الأولى عن الأخلاق والثقافة والتعرف على معايير وقيم المجتمع الذي يعيش فيه أي التصرف وفق الأطر التي تفرضهاالتربية التي يتحصل عليها حتى يصبح عضو كامل العضوية في الجماعة الاجتماعية“[58] .
إذ أنّ أثر التنشئة الاجتماعية حسب ” بارسونز” ” يدرك كحالة تكامل للأنا مع توقعات الدور ، حيث أنّ القيم العامة تستدمج في شخصية الأنا ، ومسلكياتها الاعتبارية تشكل نسق تتام التوقع – الجزاء “[59].
إذن ” نتاج عملية التنشئة الاجتماعية هو شخصية تتوحد مع الأهداف الثقافية والمعايير الاجتماعية في المواقف المنظمة”[60].
فلو تمعنا قليلا في هذه التعاريف لوجدنا تكرار لبعض المفاهيم ذات الدلالة العميقة والتي تعبر حقيقة عن مفهوم “الضغوط الموضوعية” لـ”بورديو” ، فاستخدام مفهوم : يتشَكّل…، استدخال… ، ينبغي… ، يفرضها… التصرف وفق الأطر…، حتى يصبح كامل العضويةفي الجماعة الاجتماعية … (كشرط) ، حُدّد اجتماعيا..كلها مفاهيم تدل على أنّ الفرد من خلال عملية التنشئة يكون تحت ضغط عوامل موضوعية رمزية وثقافية وقيمية من أجل تشكيل الشخصية ، وهنا نجد فعلا أنّ التنشئة الاجتماعية هي استبطان (للضغوط الموضوعية) وتشكيل (للشخصية القاعدية).
- التنشئة الاجتماعية تحقيق (للوجود جماعة) و (الوجود في العالم):
يقول ” فانسون” : إنّ التنشئة الاجتماعية هي “تحقيق طريقة معينة (للوجود جماعة) و(الوجود في العالم) “[61]، ويعتبر “برتولو” التنشئة الاجتماعية على أنها مجموع التدابير التي يتخذها المجتمع قصد إنتاج أعضائه ككائنين اجتماعيين ، ويتضمن هذا التعريف الأشكال المؤسسية وغير المؤسسية لهذه التدابير والمضامين التقنية والعلمية والأسطورية والاعتيادية والمعيارية وكذا السلوكات التربوية الواعية والأوضاع التي تؤثر على تنشئة غير مقصودة” [62]. فإذا كان الهدف الأساسي للتنشئة الاجتماعية هو خلق وتحقيق التكيف فإنّ هذا لن يقاس إلاّ إذا حُدّد وجود الفرد بالنسبة للجماعة وبالنسبة للعالم ، من هنا يمكننا النظر للتنشئة الاجتماعية باعتبارها تحقيق (للوجود جماعة) و (الوجود في العالم).
فالوجود جماعة يعني الهوية المحلية بما تحمله من قيم ومعايير ثقافية ، والوجود في العالم هو ما يحدد ويخلق التمايز القيمي والثقافي بين المجتمعات والهويات المختلفة ،أي وجود الذات أمام وجود الآخر ، وهنا بالذات تتشكل العلاقة بين الثقافات المختلفة والتي تؤدي بدورها إلى التغير ، وهو ما عبّر عنه “سوركن” بالاحتكاك الثقافي والذي حدده في العمليات التالية[63]:
- تتجه الأشكال الثقافية المتجانسة إلى المرور بسرعة من ثقافة إلى أخرى.
- تتجه الأشكال الأبسط والأكثر أهمية إلى العبور بسرعة أيضا.
- تواجه العناصر الثقافية غير المتجانسة بين الثقافة المنقولة والمتلقية صعوبة كبيرة في الاندماج والتداخل.
- تتصارع القيم الأكثر تناقضا في الثقافتين ، فإذا لم تكن ذات قوة متكافئة يضعف إحداها الآخر بفعل استمرار الاتصال.
- تندمج القيم وبخاصة المحايدة منها ولكن لا يحدث ذلك بنفس السهولة التي تندمج بها القيم المتجانسة.
فعملية التغير الثقافي عملية دينامية ومعقدة تختلف أسبابها بين الداخلية (الاختراع الابتكار/ الصراع) وبين العوامل الخارجية (الاتصال والاحتكاك والانتشار الثقافي)،بحيث يمكن تمييز العمليات المرتبطة بالاتصال الثقافي حسب ما أشار إليها “شتا السيد علي” كالتالي[64]:
- عملية الإحلال الثقافي:
“ويتم عندما تتبنى ثقافة معينة سمة ثقافية أو مركب لمجموعة سمات ثقافية معينة تحل محل سمات أو مركبات ثقافية كانت قائمة ، بحيث تؤدي السمات والمركبات الجديدة الوظائف التي كانت تؤديها السمات والمركبات القديمة ، فتصبح بذلك كبديل عن السمة الثقافية السابقة” ، والبديل في معناه هو إحلال شيء محّل شيء آخر ولا يتم ذلك إلاّ من خلال ” التقبل الاجتماعي” والذي يعتبر” ثاني العمليات الأساسية للتغير الثقافي (…) قد يبدأ التقبل الاجتماعي بتبني عدد صغير من الأفراد للعادة الجديدة ثم تبدأ هذه العادة في الانتشار حتى تصبح بديلا يمارس على نطاق واسع ولكن بطريقة طوعية اختيارية لا إلزام فيها …”[65]
- عملية الإضافة:
في هذه العملية لا تحل العناصر أو النظم الجديدة محل العناصر والنظم الثقافية القائمة وإنما تضاف إليها ، وبذلك فهي لا تحدث تغيرات ثقافية بنائية كبيرة على المجتمع.
- العملية التوفيقية[66]:
وهذه العملية التي يتم من خلالها اندماج سمات أو مركبات ثقافية حديثة وأخرى قديمة بحيث يترتب عليها تشكيل مركبا أو نظاما ثقافيا رئيسيا أو فرعيا . وبذلك يكون التغير الثقافي الناجم عن هذه العملية ملحوظا نظرا لتجسيده في واقع المجتمع.
- عملية التفكك الثقافي[67]:
وتشير هذه العملية إلى أنه قد يترتب على الاتصال والاحتكاك الثقافي بين مجتمعين فقدان جانب معين من ثقافة المجتمع دون أن يحل محله جانب ثقافي آخر. ومن الأمثلة الدالة على ذلك على المستوى الاقتصادي أنّ إحلال السلع التي تنتجها المصانع في مجتمع قد يؤدي إلى تلاشي التكنولوجيا القديمة.
- عملية التجديد[68]:
يتم في هذه العملية الوصول إلى بعض العناصر والبناءات الثقافية المستحدثة والتي تواجه احتياجات معينة متغيرة للمجتمع ، وبذلك تكون هذه العملية بمثابة طرح جديد لبعض البناءات والعناصر الجديدة.
- عملية الرفض[69]:
عندما تكون التغيرات المطلوبة كبيرة ومتعددة الأبعاد تكون النتيجة أنّ عددا كبيرا من أعضاء المجتمع لا يستطيعون تقبلها ومن ثمّ يضعون العراقيل لمقاومتها..
-إذن- من كل ما سبق نستطيع القول أنّ عملية التغير الثقافي هي عملية معقدة لأنها عبارة عن سيرورة من العمليات والتفاعلات التي تجري على نطاق واسع وضيق في نفس الوقت ، ففي الوقت الذي تسعى فيه العديد من السمات الثقافية للتغير تحاول أخرى المقاومة والاستمرارية ، وبالتالي ليست كل سمة ثقافية جديدة يمكنها أن توجد لها مكانا في النسق الثقافي الذي يستقبلها ، لهذا يعتبر شرط التجانس ، والقوة في تحقيق الاشباع من أهم الشروط لدخول العناصر الثقافية الجديدة إلى نسق ثقافي آخر بكل سهولة والتكيف معه حتى تصبح جزء منه.
خاتمة:
من كل ما سبق نقول أنّ الثقافة كيان منتج ووجود ناتج ، يتجلى في أبسط التجليات ويظهر في أعقد العناصر والمركبات ومنها القيم ، هذه الأخيرة التي تتجاذب وتتفاعل في وجودها مع التغير سواء في بعده الداخلي أو الخارجي والذي يسهم في تغير النظام المجتمعي ، فالتغير كعملية وكسيرورة (كما نظر إليه “بارسونز”)يعتبر ظاهرة سليمة ومستمرة ودائمة في حياة كل نظام ، إذ هناك تغير في البناء نتيجة عوامل خارجية وداخلية قوية والضغط الذي يمارس من الداخل والخارج على النظام ، والتغير يستهدف أساسا إحداث تعديل في السلوك الانساني ، كما يعتبر التغير حل توازن محل توازن آخر ، دون تحوّل أو تغير النظام أو ظهور توازن تبعا للتحولات الطارئة على بعض أجزاء النظام “[70] ، فالقيم تضمن استمراريتها بفضل التنشئة الاجتماعية ولكن بصورة نسبية لتعدد اطار تواجدها وتفاعلها مع باقي الأنظمة الأخرى ، المادية وغير المادية .
وبهذا قد تظهر القيم التقليدية بصورة جديدة مع احتفاظها بجوهر القيمة ، كما قد تظهر قيمة جديدة ولكن في محدداتها تحمل الجوهر التقليدي والعكس صحيح ، ومن هذا المنطلق وجب اعادة النظر في مفهوم القيمة والثقافة وتأصيلهما وفق مقاربة التغير بكل أبعاده وتجلياته.
قائمة المراجع:
- الكتب:
- باللغة العربية:
- أبو جاد و صالح محمد علي ،سيكولوجية التنشئة الاجتماعية ، الطبعة الثانية ، عمان الأردن ، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،2000.
- بركات حليم ، المجتمع العربي في القرن العشرين ( بحث في تغير الأحوال والعلاقات)، بيروت ، لبنان مركز دراسات الوحدة العربية ،2000
- بينيت طوني و غروسبيرغ لورانس و ميغان موريس ، مفاتيح اصطلاحية جديدة معجم مصطلحات الثقافة والمجتمع ، ترجمة سعيد الغانمي بيروت ، لبنان ، إعداد المنظمة العربية للترجمة ، 2010.
- بيومي محمد أحمد محمد ، ، علم اجتماع القيم ، الاسكندرية ، دار المعرفة الجامعية 2006.
- الحوراني محمد عبد الكريم ، النظرية المعاصرة في علم الاجتماع ، التوازن التفاضلي صيغة توليفية بين الوظيفة والصراع، عمان .الأردن ، دار مجدلاوي ،2008 .
- دياب فوزية ، القيم والعادات الاجتماعية(مع بحث ميداني لبعض العادات الاجتماعية) ،الطبعة الثانية ،بيروت، دار النهضة العربية، 1980 .
- زايد أحمد ،علم الاجتماع النظريات الكلاسيكية والنقدية، ط2، القاهرة ، دار الكتب المصرية 1984.
- الساعاتي سامية حسن ، الثقافة والشخصية بحث في علم الاجتماع الثقافي ، ط 2، بيروت، دار النهضة العربية ، 1983.
- السروجي طلعت مصطفى وآخرون ، التنمية الاجتماعية المثال والواقع ، جامعة حلوان ، مركز نشر وتوزيع الكتاب الجامعي ، 2001 .
10.سكوت جون ، علم الاجتماع المفاهيم الأساسية ، ترجمة: محمد عثمان ، بيروت لبنان ، الشبكة العربية للأبحاث والنشر ، 2009.
- السيد عبد العاطي السيد ،المجتمع والثقافة والشخصية (دراسة في علم الاجتماع الثقافي) ، الاسكندرية ، دار المعرفة الجامعية ، 2003.
- السيد علي شتا ،البناء الثقافي للمجتمع ، الجزء الخامس ، الاسكندرية ، المكتبة المصرية ، 2002.
- شقرون محمد ،الكتابة والسلطة …والحداثة، المغرب ، منشورات الزمن ،14 ماي 2000.
- طبشوش نسيمة ،القنوات الفضائية وأثرها على القيم الأسرية لدى الشباب،الجزائر ، مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع ، 2011.
- عبد الحميد محمود سعد ،دراسات في علم الاجتماع الثقافي، القاهرة ، مكتبة نهضة الشروق ، 1988.
- عبد الغني عماد ، سوسيولوجيا الثقافة – المفاهيم والاشكاليات … من الحداثة إلى العولمة ، بيروت لبنان مركز دراسات الوحدة العربية ،2006.
- عبد النبي عبد الفتاح ،تكنولوجيا الاتصال والثقافة ( بين النظرية والتطبيق) القاهرة ، العربي للنشر والتوزيع ، 1990.
- غيث محمد عاطف ،قاموس علم الاجتماع، الاسكندرية ،دار المعرفة الجامعية2006 .
- فهمي منير حسن نورهان ، القيم الدينية للشباب من منظور الخدمة الاجتماعية مصر ، المكتب الجامعي الحديث ، 1999.
- فيليب جونز ، النظريات الاجتماعية والممارسة البحثية ، ترجمة محمد ياسر الخواجة ، القاهرة ، مصر ، العربية للنشر والتوزيع ،2010 .
- القصيرعبد القادر ،الأسرة المتغيرة في مجتمع المدينة العربية(دراسة ميدانية في علم الاجتماع الحضري والأسري)، بيروت ،دار النهضة العربية، 1999.
- كابان فيليب و دورتيه جان فرانسوا ، علم الاجتماع من النظريات الكبرى إلى الشؤون اليومية أعلام وتواريخ وتيارات، ترجمة إياس حسن ، دمشق سورية ، دار الفرقد ، 2010.
- محجوب محمد عبده ،الاتجاه السوسيو أنثروبولوجي في دراسة المجتمع، الكويت ، وكالة المطبوعات ، د.ت
- ولد خليفة محمد العربي ، المسألة الثقافية وقضايا اللسان والهوية –دراسة في مسار الأفكار في علاقتها باللسان والهوية ومتطلبات الحداثة والخصوصية والعولمة والعالمية) ، الأبيار ، الجزائر ، منشورات ثالة 2007.
- مجلة العلوم الاجتماعية (أكاديمية محكمة تصدر مرتين في السنة )) ، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية الجزائر جامعة سطيف ، العدد الثاني ، 2005.
- مجلة الحوار الثقافي (مجلة فصلية أكاديمية محكمة تصدر عن مخبر حوار الحضارات التنوع الثقافي وفلسفة السلم ) جامعة عبد الحميد بن باديس ، مستغانم، الجزائر ، كلية العلوم الاجتماعية ، عدد خريف/ شتاء 2010.
- باللغة الأجنبية:
25 . Citeau(J)،Bitrian(P)،Introduction à la psychosociologie ، concepts et études decas ،Paris ،Armand Colin،1999
26 .Darmon.(M) ،La socialisation ، collection 128، Paris ، Armand Colin ، 2010.
27 .Ralph (L) ،Le fondement culturel de la personnalité ، traduit de l’Américain par Andrée Lyotard،Paris ،Dunod ،1999.
- Rocher(G) ،Introduction à la sociologie générale، Montréal ، HMM،1986 .
[1]. بينيت طوني و غروسبيرغ لورانس و ميغان موريس ، مفاتيح اصطلاحية جديدة معجم مصطلحات الثقافة والمجتمع ، ترجمة سعيد الغانمي بيروت ، لبنان ، إعداد المنظمة العربية للترجمة ، 2010، ص.547.
- 2. غيث محمد عاطف ،قاموس علم الاجتماع، الإسكندرية ،دار المعرفة الجامعية2006 ، ص . ص. 503-504.
- 3. على اعتبار أنّ “بارسونز” ينظر إلى الرموز على أنها ” طرق للتوجيه متجسدة في موضوعات خارجية ويصنفها إلى 🙁 المعتقدات والأفكار الرموز التعبيرية وكذا الأفكار المعيارية أو التنظيمية ) ، إذ تُعتبَر هذه الأخيرة أساليب توجيه القيمة ، وهذه الأساليب التقويمية يمُكن أن تُصَنَّف إلى إدراكية أو انفعالية أو تقويمية ، وتعمل الرموز التقويمية على حل المشكلات في المستويات المختلفة ، فالرموز التقويمية التي تُظهِر طرق حل المشكلات الإدراكية تمُثِل مُستويات تقويمية إدراكية ، والتي تعمل على حل المشكلات الانفعالية تمُثِل مُستويات تقويمية انفعالية وتعبيرية، والتي تعمل على حل المشكلات التقويمية هي أخلاقية …/ أنظر: الحوراني محمد عبد الكريم ، النظرية المعاصرة في علم الاجتماع ، التوازن التفاضلي صيغة توليفية بين الوظيفة والصراع، عمان .الأردن ، دار مجدلاوي ،2008 ، ص. ص 190.191.
- 1. غيث محمد عاطف ،المرجع السابق، ص. 504.
- 2. فهمي منير حسن نورهان ، القيم الدينية للشباب من منظور الخدمة الاجتماعية مصر ، المكتب الجامعي الحديث ، 1999.، ص. 31.
- 3. عبد الحميد محمود سعد ،دراسات في علم الاجتماع الثقافي، القاهرة ، مكتبة نهضة الشروق ، 1988، ص. 103.
4.فهمي منير حسن نورهان ،المرجع نفسه، ص . 32.
- 6. أنظر: عبد الحميد محمود سعد ،المرجع نفسه ، ص. 105.
- 7. دياب فوزية ، القيم والعادات الاجتماعية (مع بحث ميداني لبعض العادات الاجتماعية) ،الطبعة الثانية ،بيروت، دار النهضة العربية، 1980 ص. 339.
- 2. بيومي محمد أحمد محمد ،، علم اجتماع القيم ، الاسكندرية ، دار المعرفة الجامعية 2006.، ص.36.
- 3. المرجع نفسه ، ص. 36.
*. رئيس سابق للجمعية الأمريكية لعلم الاجتماع.
[13]. بيومي محمد أحمد محمد ،المرجع نفسه، ص. 79.
[14]. السروجي طلعت مصطفى وآخرون ، التنمية الاجتماعية المثال والواقع ، جامعة حلوان ، مركز نشر وتوزيع الكتاب الجامعي ، 2001 ص. 241.
[15]. بيومي محمد أحمد محمد ، المرجع نفسه، ص. ص . 107،108.
[16]. أنظر: بينيت طوني و غروسيبرغ لورانس و ميغان موريس ، مرجع سبق ذكره، ص.225.
. شقرون محمد ،الكتابة والسلطة …والحداثة، المغرب ، منشورات الزمن ،14 ماي 2000، ص. 114[19]
[20]. مقداد محمد ، القيم الثقافية ودورها في نقل التكنولوجيا ، مجلة العلوم الاجتماعية(أكاديمية محكمة تصدر مرتين في السنة )) ، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية الجزائر ، جامعة سطيف ، العدد الثاني ، 2005، ص. 42.
[21]. عبد الغني عماد ، سوسيولوجيا الثقافة – المفاهيم والاشكاليات … من الحداثة إلى العولمة ، بيروت ، لبنان ، مركز دراسات الوحدة العربية ، 2006 ص.32.
.بيومي محمد أحمد محمد ،مرجع سبق ذكره ، ص..116[22]
. بيومي محمد أحمد محمد ،المرجع نفسه، ص. 37.[23]
[26]. الحوراني محمد عبد الكريم ،النظرية المعاصرة في علم الاجتماع ، التوازن التفاضلي صيغة توليفية بين الوظيفة والصراع، عمان ،الأردن ، دار مجدلاوي 2008، ص. 240.
[27]. بركات حليم ، المجتمع العربي في القرن العشرين ( بحث في تغير الأحوال والعلاقات)، بيروت ، لبنان ، مركز دراسات الوحدة العربية ،2000ص. 637.
. بيومي محمد أحمد محمد ،المرجع نفسه، ص. 71.[28]
5.فسّر مبدأ الحدود على أنه ” الامتداد النهائي للعمليات السوسيو ثقافية مستحيل ، وطالما أنّ كل الأنساقالسوسيوثقافية من الناحية العملية لها إمكانيات محدودة لتباين أشكالها الأساسية ، فكلها مستنفذة ومضطرة لأن يكون لها إيقاعات تكرارية ، ومن ثمّ يقع التكرار حتما في عملية مثل هذه الأنساق وشروط أخرى لكونها متساوية . فكلما كانت إمكانيات تنوع الأشكال الرئيسية محدودة كلما كانت الايقاعات أكثر تكرارا ووضوحا و إدراكا في عملية هذا النسق . وبساطة الايقاعات من وجهة نظر أشكالها والمفهوم الصادق هو نوع من التنوع المستمر لموضوعات التكرارات ، وتشمل في ذاتها جزئيات على كل المفهومات ومثل هذا (المفهوم) أكثر إثمارا من أي منهن ” / لمزيد من المعلومات يمكنكم العودة لـ: بيومي محمد أحمد محمد ، المرجع نفسه ، ص.93.
. المرجع نفسه، ص.93.[31]
[32]. محجوب محمد عبده ،الاتجاه السوسيو أنثروبولوجي في دراسة المجتمع، الكويت ، وكالة المطبوعات ، د.ت ، ص. ص .21-22.
[33]. دياب فوزية ، مرجع سبق ذكره، ص.61.
[34]. أنظر :كابان فيليب و دورتيه جان فرانسوا ، علم الاجتماع من النظريات الكبرى إلى الشؤون اليومية أعلام وتواريخ وتيارات، ترجمة إياس حسن ، دمشق سورية ، دار الفرقد ، 2010، ص .ص .108.107.
[35].المرجع نفسه، ص.108.
[36].كابان فيليب و دورتيه جان فرانسوا، المرجع السابق، ص. 108.
[37].أنظر: فيليب جونز ، النظريات الاجتماعية والممارسة البحثية ، ترجمة محمد ياسر الخواجة ، القاهرة ، مصر ، العربية للنشر والتوزيع ،2010 ص.48.
- 3. أدخل ” كاردنر” مفاهيم التحليل النفسي وطوّر مقولات “لينتون” بإعادة صياغة سؤاله حول “الشخصية القاعدية” على النحو التالي: كيف تتكون الشخصية القاعدية عند الفرد؟ أو ما هي العلاقة بين الشخصية القاعدية وأرضيتها الثقافية (cultural Back Ground)؟ …يجيب ” كاردنر” عن ذلك بأنّ الفرد ليس مجرد مستودع لثقافة مجتمعه ، و أنّ مصدر التنوع السيكولوجي موجود في الثقافة نفسها باعتبارها منتوجا فرديا-جماعيا ، كما أنّ التنوع الفردي ينزع على العموم إلى ما هو مشترك وهو أمر تقوم به عملية التنشئة والتطبيع والتربية والتي لا يخلو منها أي مجتمع منذ نشأة الجماعة البشرية. يرى ” كاردنر” أنه لمعرفة تكوّن الشخصية القاعدية ، ينبغي البدء بدراسة ما يسميه المنظمات الأولية وهي الأسرة والنظام التربوي الخاص بكل مجتمع ، ثم الانتقال إلى دراسة المنظمات الثانوية المتمثلة في أنساق القيم والمعتقدات ، ويمكن أن نلمس تأثير الشخصية القاعدية في ثقافة الجماعة عن طريق آلية الإسقاط (بالمفهوم الفرويدي للكلمة) التي تعوّض الاحباطات الناجمة عن المنظمات الأولية ( نسق التنشئة والتطبيع والتربية التي تقوم بالتأهيل الاجتماعي وترويض (Dréssage ) الغرائز) ، وتحيل أمرها إلى المنظمات الثانوية المتمثلة في أنساق القيم والمعتقدات ، وهذه هي الجدلية التي تؤدي إلى تغير الثقافة وتطورها…./لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع يمكنكم العودة لكتاب: ولد خليفة محمد العربي ، المسألة الثقافية وقضايا اللسان والهوية –دراسة في مسار الأفكار في علاقتها باللسان والهوية ومتطلبات الحداثة والخصوصية والعولمة والعالمية) ، الأبيار ، الجزائر ، منشورات ثالة ،2007، ص. ص.53، 54.
[39].القصيرعبد القادر ،الأسرة المتغيرة في مجتمع المدينة العربية(دراسة ميدانية في علم الاجتماع الحضري والأسري)، بيروت ،دار النهضة العربية،1999، ص.72.
[40]. بلحضريبلوفة ،التلفزيون والتنشئة الاجتماعية ، مجلة الحوار الثقافي (مجلة فصلية أكاديمية محكمة تصدر عن مخبر حوار الحضارات التنوع الثقافي وفلسفة السلم ) جامعة عبد الحميد بن باديس ، مستغانم، الجزائر ، كلية العلوم الاجتماعية ، عدد خريف/ شتاء ، 2010، ص. 36.
.الحوراني محمد عبد الكريم ،مرجع سبق ذكره ، ص. 203.[41]
.أنظر :المرجع نفسه ، ص.204.[42]
[43]. طبشوش نسيمة ،القنوات الفضائية وأثرها على القيم الأسرية لدى الشباب،الجزائر ، مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع ،2011، ص.158.
[44]. أبو جاد و صالح محمد علي، سيكولوجية التنشئة الاجتماعية ، الطبعة الثانية ، عمان الأردن ، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،2000 ص. ص. 16،17.
. بلحضريبلوفة ،المرجع نفسه، ص.38.[45]
.شقرون محمد ، مرجع سبق ذكره، ص.09.[46]
[47].Ralph (L) ،Le fondement culturel de la personnalité ، traduit de l’Américain par Andrée Lyotard Paris ،Dunod ،1999،P.114.
.الحوراني عبد الكريم ، مرجع سبق ذكره ، ص.203.[48]
[49]. Ralph (L) ،Ibid.P.35.
- 1. سكوت جون ، علم الاجتماع المفاهيم الأساسية ، ترجمة: محمد عثمان ، بيروت لبنان ، الشبكة العربية للأبحاث والنشر ، 2009، ص. 132.
- 2. زايد أحمد ،علم الاجتماع النظريات الكلاسيكية والنقدية، ط2، القاهرة ، دار الكتب المصرية ، 1984، ص.124.
- 4. الساعاتي سامية حسن ، الثقافة والشخصية بحث في علم الاجتماع الثقافي ، ط 2، بيروت، دار النهضة العربية ، 1983 ، ص.225.
- 5. ارتبط اسم ” جان بياجيه” بمنحى “الارتقاء المعرفي” في تفسير طريقة اكتساب وارتقاء القيم ، مشيرا إلى علاقة نمو المعرفة لدى الطفل بمسألة الخيال/ لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع يمكنكم العودة لكتاب ، عبد اللطيف محمد خليفة ، مرجع سبق ذكره ، ص.90،ص.91 ص.124،ص.125.
شقرون محمد، الكتابة والسلطة …والحداثة،مرجع سبق ذكره ، ص. ص .27-28.[55]
[56] .Darmon.M ،La socialisation ، collection 128، Paris ، Armand Colin ، 2010،P06.
[57].Rocher(G) ،Introduction à la sociologie générale، Montréal ، HMM،1986 ،P.32.
[58].Citeau(J)،Bitrian(P)،Introduction à la psychosociologie ، concepts et études decas ،Paris ،Armand Colin،1999 ،P.104.
[59]. الحوراني محمد عبد الكريم ،مرجع سبق ذكره، ص.207.
.شقرون محمد ،مرجع سبق ذكره ، ص .15.[61]
- 3. عبد النبي عبد الفتاح ،تكنولوجيا الاتصال والثقافة ( بين النظرية والتطبيق) القاهرة ، العربي للنشر والتوزيع ، 1990، ص.140
[64].السيد علي شتا ،البناء الثقافي للمجتمع ، الجزء الخامس ، الاسكندرية ، المكتبة المصرية ، 2002، ص. ص.67،68.
[65]. السيد عبد العاطي السيد ،المجتمع والثقافة والشخصية (دراسة في علم الاجتماع الثقافي) ، الاسكندرية ، دار المعرفة الجامعية ، 2003ص.ص. 102،103.
.[66]السيد علي شتا،المرجع نفسه ، ص. ص.67،68
[67]المرجع نفسه ، ص.ص. 67 .68.
[68]السيد علي شتا ،مرجع سبق ذكره، ص.68.
[70].Rocher(G) ،Op.cit.P.19.