
دور الأسرة في حماية الأبناء من مخاطر شبكة الإنترنت: دراسة ميدانية في مدينة سوهاج بصعيد مصر
محمود عبد العليم محمد سليمان/باحث في علم الاجتماع،مصر
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الإنسانية والإجتماعية العدد 36 الصفحة 31.
ملخّص:
أجريت هذه الدراسة بهدف معرفة دور الأسرة في حماية أبنائها من مخاطر شبكة الإنترنت؛ باستخدام منهج المسح الاجتماعي بالعينة، حيث تم اختيار عينة عمدية، بلغت 150 أسرة تستخدم شبكة الانترنت، بتطبيق استبيان من تصميم الباحث بعد إخضاعه للتحكيم، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن شبكة الإنترنت يمكن أن تؤدي إلى إهدار الوقت وإهمال الدروس ونشر الثقافة الإستهلاكية،الأمر الذي يتطلب من الأسرة ضرورة متابعة الأبناء ومراقبتهم لمنعهم من تصفح المواقع الإباحية، وتوجيهيهم إلى الاستخدام الإيجابي للشبكة.
الكلمات المفتاحية؛ الأسرة، حماية الأبناء، مخاطر الإنترنت.
مقدمة:
لقد أدت الإنترنت إلى طفرة كبيرة في الحياة الاجتماعية، الأمر الذي فتح الباب لحدوث مشكلات اجتماعية وانحرافات أخلاقية خطيرة، وذلك بسبب أضرارها على الفرد والمجتمع، ونتيجة لما تمارسه من دور كبير في التأثير على اتجاهات الناس وقيمهم وأخلاقهم وسلوكياتهم ومختلف أنماط عيشهم، بغرض محوها أو استبدالها بنموذج القيم والسلوكيات الغربية، استدعى منا هذا الأمر مواجهة جادة في البحث والدراسة للحفاظ على تراثنا الحضاري من الضياع في الجيل الجديد من أبنائنا، وارتباط هذا الجيل بالقيم والأخلاقيات الغربية التي بدأت تفصلهم عن مجتمعهم وتربطهم بالعالم الخارجي مما يقلل من درجة انتمائهم لمجتمعهم، وما إلى ذلك من تهديدات أخرى لكيان المجتمع بحيث أصبحت تمثل موتًا اجتماعيًا لأفرادها في ظل الحياة داخل الأسرة وذلك نتيجة عدم قدرة بعض الأسر على التعامل مع هذه المتغيرات وضبطها بالشكل الصحيح. ومن أبرز المخاطر التي تتربص بنا وبأطفالنا وشبابنا، وتفرض حدًا فاعلاً من الحماية تلك التأثيرات السلبية التي تكتنف تعاملهم مع عالم الإنترنت، في ظل غياب الوعي المجتمعي لتأثيراته وتداعياته على سيكولوجية وشخصية الطفل، وتراجع تأثير الأسرة بشكل عام وانحسار دورها في عملية التنشئة الاجتماعية أمام العوامل الأكثر تأثيراً، وأخطرها الإنترنت. لذلك تعتبر حماية الأبناء مسؤولية أسرية ومجتمعية، لم تعد قاصرة على مجرد توفير المأكل والملبس والمسكن، أو تقديم خدمات صحية ومادية له، أو مجرد منع الضرر والإيذاء الجسدي، بل هي عملية وقائية، وتحصين نفسي ومعنوي وأخلاقي وإنساني في المقام الأول، بعد أن أصبحت شكوى عالمية تؤرق المجتمع الإنساني بأسره، وأصبحت من أخطر القضايا الشائكة التي تحتاج إلى استراتيجية وثقافة مجتمعية لإنجاحها رغم تأكيد دراسات عديدة في كثير من البلدان- حتى المتقدمة منها – أن الآباء والأمهات أنفسهم لا يزالون غير مدركين تمامًا المخاطر التي يتعرض لها أطفالهم من عالم الإنترنت([1]).
أولاً: مشكلة الدراسة:
تبحث الدراسة الراهنة في دور الأسرة في حماية الأبناء من مخاطر الإنترنت وإنعكساتها السلبية، وتعد الأسرة النواة الأساسية في بناء المجتمع واستقراره من خلال تأثيرها في تنشئة الأبناء وتوجيههم وتوعيتهم حيث أنها مصدر الأخلاق والدعامة الأولى لضبط السلوك والإطار الذي يتلقى فيه الفرد أول دروس الحياة الاجتماعية، ولكي يتم ذلك فلابد لها أن تأخذ دورها الإيجابي في هذه المواجهة الجادة وذلك من خلال تركيز كل الجهود على تفعيل دورها في توعية وتوجيه أبنائها وتذكيرهم بمخاطر الإنترنت التي يجب عدم التعرض لها، وخاصة بعد دخول الإنترنت إلى أغلب البيوت، فنرى فيها من الشباب والمراهقين والأطفال الذين يقضون الكثير من الوقت فيما يعرف بالدردشة وفتح المواقع الاباحية الجنسية، كل هذه السلوكيات يستوجب الأمر دراستها ومعالجتها اجتماعيًا. لذلك يجدر بنا دراسة الأسرة من خلال دورها وتأثيرها على منظومة التفاعل والعلاقات الاجتماعية عن طريق ما تقوم به من أدوار ووظائف مهمة يمكن عدّها الكوابح الأساسية لضبط سلوك الفرد ومنعه من الخروج عن ما هو مألوف في المجتمع من قيم وعادات وتقاليد اجتماعية أساسية تحصن الفرد وتضبطه وتذكره دائمًا بأهمية الإلتزام بها وعدم الخروج عنها وذلك من خلال ممارستها لدورها الأساس في توعية وتنبيه الأبناء بالمخاطر التي قد تنتج عن استخدام شبكة الإنترنت وكيفية الابتعاد عنها. ومن هنا اخترنا الأسرة نموذجًا للدراسة لموضوع بحثنا هذا في حماية الأبناء من مخاطر الإنترنت. وتتحدد مشكلة الدراسة الراهنة في تساؤل رئيس مؤداه « دور الأسرة في حماية الأبناء من مخاطر شبكة الإنترنت دراسة ميدانية في مدينة سوهاج بصعيد مصر».
ثانيًا: أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى تحقيق هدف رئيس يتمثل في: « معرفة على دور الأسرة في حماية أبنائها من مخاطر شبكة الإنترنت دراسة ميدانية في مدينة سوهاج بصعيد مصر». ويتحقق الهدف العام للدراسة، من خلال مجموعة من الأهداف الفرعية التي يمكن عرضها فيما يلي:
(1) التعرف على تصورات الأسرة لمخاطر الإنترنت التي يمكن تؤثر سلبًا على الأبناء.
(2) التعرف على التدابير والإجراءات التي تتخذها الأسرة لحماية الأبناء عند استخدامهم للإنترنت.
(3) وضع مقترحات وتوصيات في ضوء نتائج البحث.
ثالثًا: الأهمية النظرية والتطبيقية للدراسة:
تكمن أهمية هذه الدراسة في بعدين أساسيين هما:
(أ) الأهمية النظرية للدراسة: ترجع الأهمية النظرية للدراسة في أنها تسعي إلى سد ثغرة مهمة في بحوث ودراسات الأسرة، تتعلق بالتعرف على دور الأسرة في حماية الأبناء من مخاطر الإنترنت، وبذلك يمكن أن تسهم الدراسة الراهنة في استكمال جوانب القصور في دراسات الأسرة، والتي يركز معظمها على دراسة الأسرة من داخلها، في إطار علاقتها بالمؤسسات الاجتماعية التقليدية، مع إغفال وسائل الإتصال الجديدة، التي تعتبر شبكة الإنترنت من أبرزها.
(ب) الأهمية التطبيقية للدراسة: تربط الدراسة الراهنة الأسرة بشبكة الإنترنت من جانبها الاجتماعي، لذلك فمن المتوقع أن تقدم هذه الدراسة بيانات إمبيريقية، وهو ما قد يمكن الجهات المعنية بالأسرة من التخطيط لتوعية الأسرة بطرق وأساليب حماية الأبناء من مخاطر الإنترنت على أسس علمية.
رابعًا: تساؤلات الدراسة:
تسعى الدراسة إلى الإجابة على تساؤل رئيس مؤداه: « ما دور الأسرة في حماية أبنائها من مخاطر شبكة الإنترنت دراسة ميدانية في مدينة سوهاج بصعيد مصر». ويمكن الإجابة على التساؤل الرئيس من خلال الإجابة على التساؤلات الفرعية الآتية:
(1) ما تصورات الأسرة لمخاطر الإنترنت التي يمكن تؤثر سلبًا على الأبناء؟
(2) ما التدابير والإجراءات التي تتخذها الأسرة لحماية الأبناء عند استخدامهم للإنترنت؟
خامساً: الدراسات السابقة:
تأتى فى صدارة الدراسات المصرية السابقة،دراسة عز العرب (2003)([2])، التي هدفت إلى الوقوف على مدى تأثير ثورة المعلومات على الكيان الأسري. وقد استخدمت المنهج الوصفي، كما اعتمدت على استمارة الاستبيان والمقابلة الشخصية مع المبحوثين، وقد أجري البحث على عينة عشوائية مكونة من 258 مفردة من أرباب الأسر الحضرية. وقد توصلت إلى أن بعض الأسر لا تمارس دورها في عملية التنشئة الاجتماعية. بالإضافة إلى ضعف الرقابة والتوجيه في بعض الأسر. انفتاح الأفق لدى الأبناء من الشباب، خاصة وأنه ليس كل الشباب يسعى فقط إلى الرفاهية. وقد حاولت دراسة محمد (2007)([3])، الكشف عن الآثار الاجتماعية للثورة المعلوماتية على الأسرة المصرية، باستخدام منهج المسح الاجتماعي بالعينة. واستمارة الاستبيان، واختار الباحث عينة عمدية بلغ حجمها 150 من الشباب في الفئة العمريـة من (15– 35) سنة من أربع أحياء من القاهرة والجيزة (العمرانية، مصر الجديدة، المعادي، حلون). وقد توصلت الدراسة إلى أن شبكة الإنترنت أدت إلى تقلص أوقات تجمع أفراد الأسرة. وأن أسباب استخدام الإنترنت هي البحث عن الصداقات وعن المعلومات والدردشة. بينما هدفت دراسة سلطان (2010)([4])، إلى معرفة أثر التغيرات المعاصرة على دور الأسرة الريفية في التنشئة الاجتماعية بمحافظة أسيوط، باستخدام منهج المسح الاجتماعي، واستمارة الاستبيان، وكان حجم العينة 644 أسرة تمتلك الأجهزة التكنولوجية الحديثة وهى (القنوات الفضائية، مدخل إلى شبكة المعلومات العالمية، الهاتف المحمول). وتوصلت الدراسة إلى أن: الأسرة لها دور هام ومؤثر في التنشئة الاجتماعية، ولكن هذا الدور تأثر بالتغيرات التكنولوجية. وأن أكثر الآثار الإيجابية هي شغل أوقات الفراغ، ومشاهدة البرامج التعليمية والدينية والمباريات الرياضية. وأن أكثر الآثار السلبية لها هي إهدار الوقت، وزيادة النفقات.
أما فيما يتصل بالدراسات العربية، حاولت دراسة أبوعرقوب، والخدام (2012)([5]) معرفة تأثير الإنترنت على الاتصال الشخصي بالأسرة وبالأصدقاء، وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، واستمارة الاستبيان، وقد أجريت الدراسة على عينة قوامها 300 طالبة في كلية عجلون الجامعية، وتوصلت إلى إن لشبكة الإنترنت تأثيرًا على سلوك الطالبات لأنه قلل من رغبتهن في الاتصال الشخصي وجهًا لوجه بأسرهن وبصديقاتهن. وهدفت دراسة جعفر، ومسلم (2012)([6]) معرفة أهم تأثيرات استخدام شبكة الإنترنت في التفكك الأسري والاجتماعي من قبل طلبة الجامعات العراقية. وقد اعتمدت الدراسة على منهج المسح الاجتماعي، كما اعتمدت في جمع البيانات على استمارة الاستبيان، وتم أخذ عينة بنسبة 30% من حجم المجتمع الأصلي البالغ 168 طالب وبذلك بلغ حجم العينة 50 طالبًا. وانتهت الدراسة الى وجود تأثير سلبي من قبل طلبة الجامعة على العلاقات الأسرية داخل المنزل، نتيجة لعدم مشاركة أفراد الأسرة بما يتم الاطلاع في الإنترنت، ولعدم قضاء وقت مع الأسرة يوازي وقت تصفح الإنترنت. بينما هدفت دراسة داؤد (2012) ([7])، معرفة دور الأسرة الموصلية في الحد من جرائم التقنية الحديثة. باستخدام منهج المسح الاجتماعي بطريقة العينة، واستمارة الاستبيان، وقد أجريت هذه الدراسة عينة عشوائية تحدد حجمها بـ 100 مبحوث من أرباب الأسر، وتوصلت إلى أن التقنية الحديثة للمعلومات أثرت على الأسرة والمجتمع بشكل كبير وملحوظ. وأن دور الأسرة الموصلية فعال في عملية الحد من مخاطر التقنية الحديثة على الأبناء، من خلال المتابعة والتوجيه والإرشاد للأبناء ومحاولة ضبط سلوكهم وممارسة الأسرة دورها في التنشئة الأسرية السليمة للأبناء.
وعلى صعيد الدراسات الأجنبية حاولت دراسة كيمبيرلي وأخرون، Kimberly et al (2005)([8])، الكشف عن السمات المرتبطة بقرارات الأسرة في وقف استخدام برنامج التصفية للمواقع، كما في ذلك إجراء تحليل نقدي لبعض التفسيرات حول أسباب استخدام أو عدم استخدام الأطفال والمراهقين للإنترنت في المنازل. وقد توصلت إلى إن 33٪ من الآباء والأمهات يستخدمون برامج التنقية، مع وجود 5٪ توقفوا عن استخدامها في غضون السنة الماضية. إن الآباء الذين اعتمدوا على برامج التنمية كانوا ممن لديهم أطفال صغار في سن (10- 15 سنة) وكانوا قلقين من تعرضهم للمواد الجنسية على شبكة الإنترنت. بينما هدفت دراسة جستافوس Gustavos (2006) ([9])، إلى معرفة أنماط استخدامات الأسرة للإنترنت. ومدى تأثير هذه الاستخدامات على الأسرة، ومدى اختلاف سلوكيات وخصائص الأسرة التي تستخدم الإنترنت عن بقية الأسر التي لا تستخدم الإنترنت، وقد توصلت إلى أن المعلومات والمواد التي يقوم أفراد الأسرة بتحميلها من الإنترنت تؤدى إلى تغير في خصائص وبناء الأسرة الاجتماعي. وأن استخدام الإنترنت أدى إلى تغير في نوع التفاعلات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة، مما جعل شكل الأسرة يختلف عما قبل، وأن استخدام الإنترنت أدى إلى تفكك الكيان الأسرى، وتراجع دور الأب والأم في السيطرة على الأبناء، بسبب انشغالهم في استخدام الإنترنت، وتخاذلهم عن أدوارهم الحقيقية. وقد توصلت دراسة لان جان Lanigan (2009) ([10])، إلى أن استخدام الكمبيوتر بشكل عام يؤدي إلى العزلة. أجهزة الكمبيوتر لها تأثيرات ايجابية وأخرى سلبية وثالثة مختلطة. ومن أبرز استخدامات الأسرة للكمبيوتر هو الحصول على معلومات. ومن أبرز السلبيات إضعاف العلاقات الاجتماعية للأسرة. أما دراسة ساره هسمان، وآخرون Sarah Huisman et al (2012)([11]): التي هدفت إلى معرفة أثر التكنولوجيا على الأسرة. توصلت إلى أن التكنولوجيا أدت إلى وجود صراع أسري. وأن هناك مخاوف من التأثيرات السلبية لاستخدم الأطفال للانترنت. وأن التكنولوجيا تتسبب في إهدار الوقت. بيما أجريت دراسة ميكو نوكاياما Michiko Nokayama (2012)([12])، بهدف معرفة مدى تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على علاقة الآباء بالأبناء. وقد توصلت الدراسة إلى وجود فجوة بين الآباء والأبناء خلقتها التكنولوجيا. وعدم قدرة الأسرة على الإشراف والمتابعة حينما يستخدم الأبناء وسائط التكنولوجيا الحديثة نظرًا للسعي وراء كسب المال وعدم وجود الوقت الكافي للتوجيه.
مفاهيم الدراسة:
(1) مفهـوم الأسـرة:
لقد اختلف العلماء في تعريف الأسرة طبقًا لوجهة نظر كل منهم، فالأسرة بمعناها الواسع تعني: “مجموعة من الأفراد الذين يعتقدون أنهم ينتمون إلي جماعة مستقلة داخل المجتمع وتربطهم علاقات خاصة، فالأسرة تتوسط بين الفرد والمجتمع، وتساعد الفرد علي أخذ مكانته في المجتمع”([13]). أما الأسرة بالمعني الضيق تعني: “تعايش امرأة ورجل أو أكثر في إطار علاقات يقرها المجتمع، وتترتب عليها حقوق وواجبات، لعل أكثرها بروزًا تربية الأطفال ورعايتهم وتوزيع السلطة بين الأطراف، إلا أن الوظيفيين نظروا إليها باعتبارها نسقًا تحيل وحدة الإنجاب البيولوجي إلى إنجاب اجتماعي وثقافي، أما البنيويون فتعاملوا مع الأسرة باعتبارها وحدة واحدة أو مؤسسة تتألف من مجموعة من العلاقات بين الزوجين والأبناء، علاقات تتنزل ضمن إطار قيمي يحكم تلك العلاقات وتمثل الأساس لعملية التنشئة الاجتماعية”([14]). ويمكن تعريف الأسرة إجرائيًا بأنها “جماعة اجتماعية تتكون من رجل وامرأة تقوم بينهما رابطة زواجيه وأبنائهما، ومن أهم وظائفها إشباع حاجات عاطفية، وممارسة العلاقات الإنسانية، وتلبية حاجة الغريزة الجنسية، وتهيئة المناخ الاجتماعي، والثقافي الملائم لرعاية، وتنشئة، وتوجيه الأبناء. وقد اقتصرت الدراسة علي الأسر التي تستخدم شبكة الإنترنت، وتتكون من أب وأم، وأولاد بغرض تحقيق أهداف الدراسة.
(2) مفهوم مخاطر الإنترنت:
يعرف “جورج ريتزر” (George Ritzer)، الإنترنت بأنها: “شبكة عالمية مترابطة من أنظمة أجهزة الحاسوب والبرمجيات، مما يجعل من الممكن تخزين وتجهيز المعلومات والاتصالات واسترجاعها وتداولها عبر الزمان والمكان”([15]). أما “أنتوني جيدنز” يعَرف شبكة الانترنت بأنها: “شبكة عالمية تربط بين عدد من أجهزة الكمبيوتر، و تسمح للناس بالاتصال والتواصل بعضهم مع بعض واكتساب المعلومات من الشبكة الممتدة إلي جميع أرجاء الأرض بوسائل بصرية وصوتية ونصية مكتوبة، وبصورة تتجاوز حدود الزمان والمكان والكلفة وقيود المسافات، وتتحدي في الوقت نفسه سيطرة الرقابة الحكومية”([16]). ويعرف الباحث «مخاطر الإنترنت» إجرائيًا بأنها السلبيات التي قد يتعرض لها الأبناء اثناء استخدام الإنترنت والتي من أبرزها الفيروسات وبرامج التجسس، المواقع الإباحية، مواقع الترويج للإرهاب، المواقع الدينية المتطرفة، مواقع العنف والإنتحار، مواقع القمار وإدمان الألعاب، مواقع وبرامج الدردشة الغير هادفة، مواقع الترويج للأفكار العنصرية، مخاطر صحية من كثرة الجلوس أمام الكمبيوتر.
الإجراءات المنهجية للدراسة:
1- منهج الدراسة: لقد اعتمد الباحث على منهج المسح الاجتماعي بطريقة العينة بوصفه من أنسب المناهج استخدامًا في الدراسات الوصفية.
2- أداة جمع البيانات: اعتمدت الدراسة على استمارة استبيان، التي تم تحكيمها من قبل عدد من المختصين والمهتمين والخُبراء(*) فى مجال علم الاجتماع، لمراجعتها منهجيًا وعلميًا، والوقوف على مدى كفاءة الأسئلة في تحقيق أهداف الدراسة.
4- صدق وثبات الأداة: تم قياس صدق الاستمارة عن طريق عرضها على مجموعة من المحكمين، وقد تم مناقشتها وابداء الملاحظات والتعديلات اللازمة والتى ساهمت فى إعداد الاستمارة فى شكلها النهائى لتكون صالحة للتطبيق على العينة. كما تم قياس الثبات بعمل اختبار قبلى بعدى Pretest للاستمارة يسبق عملية جمع البيانات الأساسية وقد قام الباحث بإجراء هذا الاختبار عن طريق تطبيق الاستمارة مع مجموعة من الأسر فى مجتمع الدراسة، حيث اشتمل الاختبار على (20) رب أسرة، وتم إعادة التطبيق بعد عشرة أيام من التطبيق المبدئى وذلك لمعرفة مدى ملائمة الاستمارة لجمع البيانات اللازمة، ومدى فهم المبحوثين للأسئلة واكتشاف الصياغة واللغة والغموض، مما أدى إلى تعديل بعض الأسئلة وحذف بعضها بعد معرفة درجة استجابتهم لها.
مجالات الدراسة:
(1) المجال الجغرافي (المكاني): وقد وقع اختيار الباحث على منطقة مدينة ناصر بسوهاج لعدة أسباب، أبرزها انتشار استخدام الإنترنت بين عدد كبير من الأسر المقيمة في هذه المنطقة. وقربها من محل إقامة الباحث. وسهولة التواجد في جميع الأوقات لتطبيق الدراسة الميدانية.
(2) المجال البشرى: لقد تم اختيار عينة عمدية، بلغت 150 أسرة تستخدم بالفعل شبكة الانترنت.
(3) المجال الـزمني: لقد استغرقت الدراسة الراهنة قرابة ثلاثة أشهر من أول يناير2014 م، حتي نهاية شهر مارس 2014 م، ثم بدأ الباحث بعد ذلك في مرحلة تفريغ البيانات وتحليلها، واستخلاص النتائج.
نتائج الدراسة الميدانية- تحليل ومناقشة
(أ) خصائص عينة الدراسة
تشمل خصائص العينة توزيع أفراد العينة وفق النوع، والعمر، والعمل، والمستوى الدراسي، ومستوى دخل الأسرة الشهري.
الــنـوع | التكرار | النسبة | العمــــــر | التكرار | النسبة |
ذكر | 83 | 55.3 | – أقـل من 30 عامًا. | 20 | 13.3 |
أنثى | 67 | 44.7 | – من 30 إلى أقل 35 عامًا. | 21 | 14.0 |
المجموع | 150 | 100% | – من 35 إلى أقل من 40 عامًا. | 36 | 24.0 |
الحالة التعليمية | التكرار | النسبة | – من 40 عامًا فأكثر. | 73 | 48.7 |
– ابتدائية. | 4 | 2.7 | المجموع | 150 | 100 % |
– إعدادية. | 5 | 3.3 | دخل الأسرة الشهري | التكرار | النسبة |
– تعليم متوسط. | 28 | 18.7 | – من 500 إلى أقل من 1000 جنيه. | 14 | 9.3 |
– فوق متوسط. | 20 | 13.3 | – من 1000 إلى أقل من 1500 جنيه. | 26 | 7.3 |
– جامعي. | 73 | 48.7 | – من 1500 إلى أقل من 2000 جنيه. | 41 | 27.3 |
– فوق جامعي. | 20 | 13.3 | – من 2000 جنيه فأكثـر. | 69 | 46.0 |
المجمــــوع | 150 | 100% | المجمــــوع | 150 | 100 % |
عدد الأبناء | العدد | % | العمل أو الوظيفة | العدد | % |
2- 4 | 134 | 89.3 | – القطاع الحكومي. | 96 | 64.0 |
5- 6 | 13 | 8.7 | – القطاع الخاص. | 25 | 16.7 |
7 فأكثر | 3 | 2.0 | – عمل حرفي . | 2 | 1.3 |
المجمـوع | 150 | 100% | – أعمال حرة. | 9 | 6.0 |
– متقاعـد/ محال إلى المعاش. | 2 | 1.3 | |||
– ربة بيت (خاص بالإناث). | 16 | 10.7 | |||
المجمــوع | 150 | 100% |
من خلال قراءة بيانات الجدول السابق، نلاحظ أن نسبة الذكور(الآباء/أرباب الأسر)، في عينة الدراسة بلغت 55.3%، بينما بلغت نسبة الإناث (الأمهات/ربات الأسر)، 44.7%، ويمكن أن نلاحظ من هذه المعطيات الإحصائية وجود تقاربًا بين نسبة الذكور والإناث؛ أما فيما يتصل بالتوزيع العمري لأفراد العينة نجد أن عينة الدراسة مُقسمة إلى أربع فئات عمرية، وقد جاءت الفئة الأولى (من 40 عامًا فأكثر)، ويمثلون 48.7% من إجمالى أفراد العينة، ثم الفئة العمرية (من 35 عامًا إلى أقل من 40 عامًا)، ويمثلون 24.0%، وتلتها الفئة العمرية (من 30 عامًا إلى أقل من 35 عامًا) بنسبة 14.0%، أما بالنسبة إلى الفئة العمرية (من 30 عامًا فأقل) كانت نسبتها 13.3%، وتدل النسب السابقة على أن معظم أفراد العينة هم من الفئة العمرية الأكبر سنًا (من 40 عامًا فأكثر)، بينما كان هناك انخفاض ملحوظ في نسبة الفئة العمرية (أقل من 30 عامًا)، ويرجع ذلك نظرًا لأن الدراسة كانت تشترط وجود أبناء يستخدمون شبكة الإنترنت. أما فيما يتصل بالحالة التعليمية نجد أنَّ نسبة 48.7% من إجمالى أفراد العينة حاصلين على مؤهل جامعي، بينما جاءت نسبة 18.7% من أفراد العينة حاصلين مؤهل متوسط، وجاءت نسبة 13.3%، حاصلين على مؤهل فوق الجامعي، بينما جاءت نسبة 13.3% حاصلين على مؤهل فوق المتوسط، و جاءت نسبة 3.3%، حاصلين على الشهادة الإعدادية، في حين جاءت نسبة 2.7% من أفراد العينة حاصلين على الشهادة الابتدائية، ويتضح من هذه النسب انخفاض نسبة أفراد العينة من الحاصلين على المؤهلات (الإعدادية، والابتدائية)، في مقابل ارتفاع نسبة الحاصلين على مؤهل جامعي، وذلك يشير إلى المستوى التعليمي المرتفع لأفراد العينة وتمتعهم بوعي وثقافة عالية. كما توضح بيانات الجدول السابق أن الحالة المهنية لنسبة 64.0% من أفراد العينة في الأسر المبحوثة يعملون بالوظائف الحكومية، بينما جاءت نسبة 16.7% من أفراد العينة يعملون بالقطاع الخاص، في حين جاءت نسبة 10.7% من العينة ربات بيوت وكان هذا الاختيار مخصص للإناث فقط، وجاءت نسبة 6.0% من أفراد العينة يعملون بالأعمال الحرة، وهؤلاء يفضلون الأعمال الحرة نظرًا للظروف الاقتصادية التي يمر بها المجتمع المصري، وارتفاع الأسعار، وقد جاءت نسبة 1.3% من أفراد العينة من المتقاعدين/ المحالين إلى المعاش، وجاءت نسبة 1.3% يعملون أعمال حرفيه.
أما فيما يتصل بتوزيع أفراد العينة حسب الدخل بالجنيه المصري، فقد بلغت نسبة أفراد العينة الذين يعيشون في أسر يتراوح دخلها الشهري (من 2000 فأكثر) حوإلى 46 %، وهي النسبة الغالبة وهذا مؤشر على ارتفاع المستوى الاقتصادي لأفراد العينة؛ بينما بلغت نسبة أفراد العينة الذين يعيشون في أسر يتراوح دخلها (من 1500 إلى أقل من 2000) 27.3%، أما الذين يتراوح دخلهم الشهري (ما بين 500 إلى أقل من 1000) فقد بلغت نسبتهم 9.3%، وتنخفض نسبة الذين يتراوح دخلهم (ما بين 1000 إلى أقل من 1500) إلى 7.3%، ومن الملاحظ على البيانات السابقة أن أغلب أفراد العينة من ذوي الدخول المرتفعة، وذلك يؤكد أن هناك علاقة بين المستوى الاقتصادي ومعدلات استخدام الأسرة للإنترنت، فكلما ارتفع مستوي الدخل زاد استخدام الانترنت، كما يدل أيضًا على وجود فجوة بين الأسر الغنية والأسر الفقيرة في استخدام الوسائل الإلكترونية، حيث يشكل ذلك عبئًا لا تحتمله ميزانية الأسر الفقيرة. أما فيما يتصل بعدد الأبناء في الأسر المبحوثة فقد اتضح من الجدول السابق أن الغالبية العظمى من أفراد العينة لديها من 2-4 أبناء، وذلك بنسبة 89.3% من جملة العينة، بينما بلغت نسبة 8.7% من أفراد العينة التي لديها من 5-6 أبناء، ونسبة 2.0% من العينة لديها من 7 أبناء فأكثر، ويرجع انخفاض عدد الأبناء للعديد من الأمور أهمها ارتفاع معدلات التعليم وتغير النظرة إلى عدد الأبناء في الأسرة مع ارتفاع سن الزواج، وخروج المرأة للعمل فلم تعد المرأة تهتم بأن يكون لديها عدد كبير من الأبناء، كما أن نظرة الرجل اختلفت عما كانت عليه في الماضي، بالإضافة إلى ذلك تحول نمط الأسرة من الأسرة المركبة أو الممتدة إلى الأسرة النواة، حيث كانت الجدة أو الأقارب يشاركون في تربية الأبناء، أما الآن فهناك استقلالية للزوجة من البداية عن أسرة الزوج وذلك وفق طبيعة الحياة العصرية.
ثانياً: تصورات الأسرة لمخاطر وسلبيات استخدام الإنترنت
جدول (2) يوضح تصورات الأسرة لمخاطر وسلبيات استخدام الإنترنت.
العبــــــــــارات | الاستجابات | العدد | % | كا2 | درجة الحرية | مستوي الدلالة |
1- كثرة استخدام شبكة الانترنت يؤدي إلى الكسل والخمول. | نعم | 105 | 70.0 | 24.000 | 1 | 0.01 |
لا | 45 | 30.0 | ||||
المجموع | 150 | 100 | ||||
2- استخدم شبكة الانترنت لفترات طويلة يؤدي إلى إدمانها. | نعم | 139 | 92.7 | 109.227 | 1 | 0.01 |
لا | 11 | 7.3 | ||||
المجموع | 150 | 100% | ||||
3- شبكة الانترنت تروج للقيم التي تضر بالأسرة والمجتمع. | نعم | 76 | 50.7 | 0.27 | 1 | غير دالة |
لا | 74 | 49.3 | ||||
المجموع | 150 | 100% | ||||
4- استخدام شبكة الانترنت يُسهل الوصول للمواد الإباحية. | نعم | 109 | 72.7 | 30.827 | 1 | غير دالة |
لا | 41 | 27.3 | ||||
المجموع | 150 | 100% | ||||
5- استخدام شبكة الانترنت يُسهم في نشر الثقافة الاستهلاكية. | نعم | 105 | 70.0 | 24.000 | 1 | 0.01 |
لا | 45 | 30.0 | ||||
المجموع | 150 | 100% | ||||
6- استخدام شبكة الانترنت يعرض خصوصيات أفراد الأسرة للخطر. | نعم | 92 | 61.3 | 7.707 | 1 | 0.01 |
لا | 58 | 38.7 | ||||
المجموع | 150 | 100% |
يتضح من الجدول السابق أن نسبة 70.0% من إجمالى أفراد العينة ترى أن كثرة استخدام الإنترنت تؤدى إلى الكسل والخمول. ويتضح أن 92.7% من إجمالى أفراد العينة ترى أن كثرة استخدام الإنترنت تؤدى إلى إدمانها. أما فيما يتصل بالقيم التي تضر بالأسرة والمجتمع يتضح أن نسبة 50.7% من إجمالى أفراد العينة ترى أن شبكة الإنترنت تروج للقيم التي تضر بالأسرة والمجتمع. أما بالنسبة الى تسهيل الوصول إلى المواد الإباحية، يتضح أن غالبية أفراد العينة بنسبة 72.7% يرون أن شبكة الإنترنت تسهل الوصول إلى المواد الإباحية، وتجدر الإشارة إلى أن هناك شيئا أخطر من مشاهدة الأفلام الإباحية وهو الممارسة عن طريق الدردشة “الشات” على الإنترنت، وهذا بالطبع نتيجة الكبت الجنسي للشباب لسوء الأوضاع الاقتصادية والفقر والبطالة، وارتفاع سن الزواج ومصاريفه الباهظة والطلبات المُغالى فيها، كل ذلك أسهم في وجود الكبت الجنسي للشباب([17]). وفيما يتعلق بنشر الثقافة الإستهلاكية، يتضح أن غالبية أفراد العينة بنسبة 70.0% من إجمالى أفراد العينة يرون أن شبكة الإنترنت تُسهم في نَشر الثقافة الاستهلاكية، وفي المقابل نفت نسبة 30.0% ذلك. في حين يتضح من الجدول السابق أن 61.3% من إجمالى أفراد العينة ترى أن شبكة الإنترنت يمكن أن تُعرض خصوصيات أفراد الأسرة للخطر.
ثالثا: التدابير والإجراءات التي تتخذها الأسرة لحماية الأبناء عند استخدامهم للإنترنت.
جدول (3) يوضح مدى قيام الأسرة بمنع الأبناء من تصفح المواقع الضارة.
المتغيــــــــرات | العدد | النسبة | كا2 | درجة الحرية | مستوي الدلالة |
نعم | 103 | 68.7 | 20.907 | 1 | [دالة عند 0.01] |
لا | 47 | 31.3 | |||
المجمــــــوع | 150 | 100% |
بالنظر إلى الجدول السابق نلاحظ أن نسبة 68.7% من إجمالى أفراد العينة تقوم بمنع الأبناء من تصفح المواقع الضارة، وفي المقابل جاءت نسبة 31.3% لاتقوم بمنع الأبناء من تصفح بعض المواقع الضارة، والجدير بالذكر أن من أخطر ما نواجه بشكل رئيسي على شبكة الإنترنت ذلك المحتوى المتطرف والذي يتنوع بين المحتوى الأخلاقي والديني والسياسي، وفي جميع الحالات هناك حاجة إلى إيجاد وسائل للحماية. وبغض النظر عن الإمكانيات التقنية المتوفرة لحجب مثل هذا المحتوى إلا أنها غير كافية في بعض الأحيان وتصادف في طريقها كثير من الصعوبات الأمر الذي يتطلب إيجاد أليات فعالة تحقق عنصر الردع لحماية المجتمع والأجيال الشابة، وإذا كانت أفضل الوسائل في هذا الصدد هي الردع التربوي الوقائي.
جدول (6) يوضح أبرز المواقع التي تقوم الأسرة بمنع أبنائها من تصفحها. [استجابات متعددة]
المتغيــــــــرات | ك | % | كا2 | درجة الحرية | مستوي الدلالة |
– مواقع الشبكات الاجتماعية. | 11 | 7.3 | |||
– مواقع مشاهدة الأفلام. | 41 | 27.3 | |||
– مواقع الأغاني. | 20 | 13.3 | |||
– مواقع الألعاب. | 15 | 10.0 | |||
– المواقع الإباحية . | 89 | 59.3 | 111.98 | 4 | [دالة عند،0.01]. |
جملة من سئلوا | 103 |
نلاحظ من البيانات الواردة في الجدول السابق أن المواقع الإباحية احتلت الترتيب الأول في المواقع التي تحرص الأسرة على منع أبنائها من تصفحها، حيث ذكرت نسبة 59.3% أنها تمنع أبنائها من هذه المواقع، ومن التأثيرات المخيفة لمشاهدة الأطفال المواقع الاباحية، أنَّ تلك المواقع يُوجد عليها شبكات استغلال الأطفال جنسيًا وقد حدث بالفعل تعرض العديد من الأطفال من الجنسين لحالات اغتصاب جماعى بعد ان سقطوا فى هوة هذه الشبكات الموجودة على المواقع الأباحية([18]). كما احتلت مواقع مشاهدة الأفلام (يوتيوب) الترتيب الثاني حيث ذكرت نسبة 27.3% من أفراد العينة أنها تمنع أبنائها من مشاهدة مواقع الأفلام (اليوتيوب) وذلك لأن هذه المواقع تتيح مشاهدة أفلام الرعب والعنف، إضافة إلى الأفلام الممنوعة من العرض، التي يمكن أن تضر بأبنائهم كما أنها لا تتلاءم مع القيم والأخلاق العربية والإسلامية. بينما احتلت مواقع الأغاني والفيديو كليب الترتيب الثالث، حيث ذكرت نسبة 13.3% أنها تمنع أبنائها من تصفح مواقع الأغاني. في حين احتلت مواقع الألعاب الترتيب الرابع، حيث ذكرت نسبة 10.0% أنها تمنع أبنائها من الدخول على مواقع الألعاب وقد أرجع بعض أفراد العينة سبب منع أبنائهم من الدخول على مواقع الألعاب إلى أنها تستهلك أوقاتهم وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى إهمالهم لواجباتهم المدرسية. وقد جاءت مواقع الشبكات الاجتماعية في الترتيب الخامس، حيث ذكرت نسبة 7.3% أنها تمنع أبنائها من تصفح مواقع الشبكات الاجتماعية، وذلك نظرًا للظروف السياسية المتوترة التي تمر بها مصر حاليًا.
جدول (7) يوضح أسباب منع الأسرة للأبناء من تصفح بعض المواقع. [استجابات متعددة]
المتغيــــــــرات | ك | % | كا2 | درجة الحرية | مستوي الدلالة |
– لأنها تهدر الوقت. | 21 | 14.0 | |||
– من أجل إنهاء واجباتهم المدرسية. | 17 | 11.3 | |||
– من أجل النوم مبكرًا. | 18 | 12.0 | |||
– لأن هذه المواقع خاصة بالكبار فقط. | 27 | 18.0 | |||
– لأنها تتعارض مع قيمنا وأخلاقنا. | 93 | 62.0 | 120.36 | 4 | [دالة عند،0.01]. |
جملة من سئلوا | 47 |
يوضح الجدول السابق أسباب منع الأسرة للأبناء من تصفح بعض المواقع، وجاءت الأسباب بالترتيب على النحو التالي:
(1) لأنها تتعارض مع قيمنا وأخلاقنا: ذكرت نسبة 62.0% من أفراد العينة أنها تمنع أبنائها من تصفح بعض المواقع لأنها تتعارض مع قيمنا وأخلاقنا، وفي مقدمة هذه المواقع (المواقع الإباحية)، ومواقع الأفلام كـ (يوتيوب) لأنها تعرض أفلام العري والخلاعة وتروج للإباحية.
(2) لأنها خاصة بالكبار: ذكرت نسبة 18.0% أنها تمنع أبنائها من تصفح هذه المواقع لأنها مواقع خاصة بالكبار فقط ولا تصلح للأبناء.
(3) لأنها تهدر الوقت: ذكرت نسبة 14.0% أنها تمنع أبنائها من تصفح هذه المواقع لأنها تهدر الوقت، وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة “ساره هسمان، وآخرون“([19])، حيث توصلت إلى أن الإنترنت يتسبب في إهدار الوقت.
(4) من أجل النوم مبكرًا: ذكرت نسبة 12.0% أنها تمنع أبنائها من تصفح هذه المواقع من أجل النوم مبكرًا.
(5) من أجل إنهاء واجباتهم المدرسية: ذكرت نسبة 11.3% أنها تمنع أبنائها من تصفح هذه المواقع من أجل إنهاء واجباتهم المدرسية.
جدول (8) يوضح مدى اهتمام الأسرة بتنظيم استخدام الأبناء للإنترنت .
المتغيــــــــرات | العدد | % | كا2 | درجة الحرية | مستوي الدلالة |
نعم | 125 | 83.3 | 66.667 | 1 | [دالة عند،0.01]. |
لا | 25 | 16.7 | |||
المجمـــــــــوع | 150 | 100% |
يتضح من الجدول السـابق، أن نسبة 83.3% تحرص على تنظم وقت استخدام الأبناء للإنترنت، بينما في المقابل نجد أن نسبة 16.7% لا تنظم استخدام الأبنـاء لشبكة الإنترنت، ويتضح مما سبق أن غالبية أفراد العينة تحرص على تنظيم استخدام الأبناء لشبكة الإنترنت، وترجع أهمية تنظيم استخدام الأبناء لشبكة الإنترنت، إلى أنه يساعد في معرفة طبيعة الاستخدام ومدى بعده أو قربه من حالة الإدمان، إضافة إلى إن تحديد أوقات مناسبة حسب استخدامات الأبناء لشبكة الإنترنت يحد من الآثار السلبية على حياتهم الشخصية و الأسرية، والدراسية أيضًا التي قد تنتج من استخدامهم لشبكة الإنترنت.
جدول (9) يوضح أبرز أسباب اهتمام الأسرة بتنظيم استخدام الأبناء الإنترنت [استجابات متعددة] (*).
المتغيـــــرات | ك | % | كا2 | درجة الحرية | مستوى الدلالة |
– حتى لا يُهملون واجباتهم المدرسية. | 90 | 60.0 | 36.51 | 5 | [دالة عند 0.01]. |
– حتى لا يسهرون لوقت متأخر. | 55 | 36.7 | |||
– خوفًا عليهم من إدمان استخدام الانترنت. | 56 | 37.3 | |||
– حتى أكون موجود وقت استخدامهم. | 41 | 27.3 | |||
– حتى يتعودن على النظام. | 47 | 31.3 | |||
– للمحافظة على صحتهم. | 33 | 22.0 | |||
جملة من سئلوا | 125 |
يتضح من الجدول السابق أن نسبة 60.0% من العينة تحرص على تنظيم استخدام الأبناء للإنترنت، وذلك حتى لا يهملون واجباتهم المدرسية، في حين ذكرت نسبة 37.3% من أفراد العينة تحرص على تنظيم استخدام الأبناء للإنترنت لشدة خوفهم من إدمان الأبناء استخدام الإنترنت، وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ أهم النتائج السلبية لإدمان استخدام الإنترنت، ارتكاب الطفل لأي سلوك منحرف، فضلاً عن فقدان الحس الاجتماعي للطفل داخل الأسرة بسبب تحطُم القيم والمبادئ المثلي من خلال غرف المحادثة، أو إدمان الدخول إلى المواقع الإباحية، الأمر الذي كثيرًا ما يدفع الأطفال للإصابة بعدوي الأمراض الاجتماعية والنفسية التي قد تجعل الباب مفتوحاً لأنواع السلوك المنحرف([20]). بينما ذكرت نسبة 36.7% أنها تحرص على تنظيم استخدام الأبناء لشبكة الإنترنت حتى لا يسهرون لوقت متأخر، وقد ذكرت نسبة 31.3% أنها تحرص على تنظيم استخدام الأبناء لشبكة حتى يتعودوا على النظام، ويكون ذلك عن طريق تخصيص أوقات معينة لإستخدام الأبناء لشبكة الإنترنت، والمواقع المسموح تصفحها حسب عمر الأبن، ووضع جهاز الحاسب الآلي في مكان مرئي للوالدين، حتى يشعر الأبناء بأنهم مراقبين، وبذلك يتجنب الأبناء الدخول وتصفح المواقع المشبوهه، إضافة إلى ضرورة تقوية الجانب الديني للأبناء، وغرس القيم والمبادئ في نفوسهم منذ الصغر. وأخيرًا ذكرت نسبة 22.0% أنها تحرص على تَنظيم استخدام الأبناء لشبكة، للحفاظ على صحتهم.
جدول (10) أبرز أسباب عدم تنظيم الأسرة لاستخدام الأبناء الانترنت [استجابات متعددة] (*).
المتغيـــرات | ك | % |
– لأنَّ الأبناء يستخدمون الانترنت في دراستهم. | 4 | 2.7 |
– لأنَّ الأبناء يستخدمون الانترنت في وقت الفراغ. | 15 | 10.0 |
– لا أُحب الضغط على أبنائي. | 6 | 4.0 |
جملة من سئلوا | 25 |
يتضح من الجدول السابق أن نسبة 10.3% لا تحرص على تنظيم استخدام الأبناء للإنترنت وقد بررت هذه النسبة في أن السبب في ذلك هو أن الأبناء يستخدمون الإنترنت في وقت الفراغ، بينما ذكرت نسبة 4.0% أنها لا تحرص على تنظيم استخدام الأبناء لشبكة لإنترنت لعدم الضغط على الأبناء، وقد أشارت احدي الدراسات إلى أن ترك الحرية للأبناء باستخدام شبكة الانترنت خاصة بعمر المراهقة و انشغال آبائهم وأمهاتهم عنهم بهذه المرحلة الحرجة يخلف أثارًا سلبية عليهم قد تقودهم لمخاطر ومشاكل اجتماعية تبدأ من محاولة تقليد ما يرونه وتنتهي بضياعهم الحقيقي([21]). في حين ذكرت نسبة 2.7% أنها لا تحرص على تنظيم استخدام الأبناء للإنترنت لأن الأبناء يستخدمونه في دراستهم، وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة “صمويل إيبرسول“([22])، حيث أكدت الدراسة أن الطلاب ذكروا أن هدفهم من استخدام الإنترنت يتمثل في(البحث والدراسة).
جدول (11) يوضح أساليب العقاب التي يستخدمها أفراد العينة في توجيه الأبناء.
المتغيـــــرات | ك | % | كا2 | درجة الحرية | مستوى الدلالة |
– الضرب. | 53 | 35.3 | |||
– التوبيخ. | 81 | 54.0 | |||
– حرمانه من استخدام الإنترنت. | 97 | 64.7 | |||
– أتحاور معه واعرفه أن ذلك خطأ . | 91 | 60.7 | |||
– تحذيره باتخاذ موقف في حالة تكرار ذلك. | 74 | 49.3 | |||
– حرمانه من مصروفه. | 44 | 70.7 | 53.0 | 7 | [دالة عند 0.01]. |
– حرمانه من الخروج من البيت. | 43 | 28.7 | |||
– اعقابه بأني مكلمهوش (أتجاهله). | 45 | 30.0 | |||
جملة من سئلوا | 150 |
طرح الباحث على أفراد العينة سؤال مؤداه “لو حد من أبنائك عمل حاجة غلط هتعاقبه إزاي؟” وقد اتضح من خلال الجدول السابق أن نسبة 70.7% من أفراد العينة تحرم الابن من مصروفه اليومي، بينما ذكرت نسبة 64.7% من أفراد العينة أنها تقوم بحرمان الابن من استخدام الإنترنت، ويتضح من ذلك أن شبكة الإنترنت أصبحت وسيلة مستحدثة من وسائل الثواب والعقاب التي تستخدمها الأسرة، في حين جاءت نسبة 60.7% تقوم بالتحاور مع الابن لتوضح له أن ذلك خطأ، ويكون ذلك إذا اخطأ الابن للمرة الأولي، وفي حالة تكرار ذلك الخطأ يمكن استخدام طرق للعقاب تختلف باختلاف الخطأ والمرحلة العمرية للابن. وجاءت نسبة 54.0% تقوم بتوبيخ الأبناء، وتشير بعض الدراسات إلى أن توبيخ الأبناء يجب أن يكون بدون استهزاء وتحقير لشخصية الطفل، وتؤكد الدراسات أن توبيخ الأبناء بالكلام الجارح أشد ضررًا من الضرب. وقد ذكرت نسبة 49.3% أنها تحذر الأبناء باتخاذ موقف في حالة تكرار ذلك، وتجدر الإشارة إلى أن التهديد وحده دون تنفيذ العقوبة مثل تهديد الابن بالضرب أو حرمانه من شيء يحبه ونفَّذت التهديد، فالسلبيات تدخل في أنواع العقوبة المؤذية التي لها آثار سلبية فضلاً عن عدم جدواها في التأديب، وإذا لم ينفذ التهديد فهو خطأ جسيم آخر لأنه يضعف من شخصية الأم أو الأب أمام الطفل، ومن هنا نلحظ أن التهديد سواء نفذ أم لم ينفذ فلا فائدة مَرْجوَّة منه، ولا يصل بالوالدين إلى الهدف الذي ينشدانه في تأديب الطفل([23]). في حين تقوم نسبة 35.3% بضرب الابن، ويعتبر لجوء الوالدين إلى الضرب دون التدرّج في الوسائل التربوية عائدٌ إلى الاعتقاد السائد أن الضرب له نتائج سريعة لتعديل السلوك بينما الحقيقة هي أنه الأسلوب الأسهل لانتهاجه في ظل الضغوطات والمسؤوليات المُلقاة على عاتق الأهل فلا يكلِّفوا أنفسهم عناء التوجيه والصبر على الأبناء والتفتيش عن الباعث الذي أدّى إلى الخطأ لعلاج المشكلة الحقيقية في السلوك ([24]). وقد جاءت نسبة 30.0% تقوم بمعاقبة الابن بعدم مخاطبته، و أخيرًا جاءت نسبة 28.7% بمعاقبة الابن بحرمانه من الخروج من المنزل.
جدول (12) يوضح أساليب الثواب التي يستخدمها أفراد العينة في توجيه الأبناء[استجابات متعددة].
المتغيــــــــرات | ك | % | كا2 | درجة الحرية | مستوى الدلالة |
– أعطيهم مبلغ مبالى . | 53 | 35.3 | |||
– الخروج للتنزه. | 69 | 46.0 | |||
– زيادة وقت استخدامهم للإنترنت. | 55 | 36.7 | |||
– شراء هدية. | 61 | 40.7 | |||
– أشكره و أشجعه على تكرار عمله. | 106 | 70.7 | |||
– لا أفعل شيئــًا. | 118 | 78.7 | 48.9 | 5 | [دالة عند 0.01] |
جملة من سئلوا | 150 |
يتضح من الجدول السابق أن نسبة 78.7% من أفراد العينة لا يكافؤن الأبناء في حالة قيامهم بفعل يستحون عليه المكافأة، بينما ذَكرت نسبة 70.7% أنها تتبع أسلوب المكافأة المعنوية من خلال توجيه الشكر للأبناء وتشجعيهم على تكرار الأفعال المرغوبة، بينما تقوم نسبة 46.0% بمنح الأبناء فرصة للتنزه، وتقوم نسبة 36.7% بزيادة وقت استخدام الأبناء لشبكة الإنترنت، ويُؤكد ذلك أن شبكة الإنترنت أصبحت وسيلة مُستحدثة من وسائل الثواب والعقاب التي تستخدمها الأسرة، وذكرت نسبة 35.3% بأنها تكافئ الأبناء بإعطائهم مبلغ مالي. وعلى الرغم من أن المكافأة من أنجح أساليب التربية التي تأتي بنتيجة جيدة في تقويم سلوك الطفل، لكن أحيانًا يُفرط الآباء في مكافأة أبنائهم من أجل أن يوفروا على أنفسهم قدرًا من المجهود والوقت، فتتحول المكافآت لنوع من «الرشوة» التي يعتاد الطفل على الحصول عليها حتى يقدم على سلوك معين، الأمر الذي ينتج عنه شخصية انتفاعية تعتاد على الأخذ فقط ولاتقدم شيئا إلا إذا ضمنت أنه سيترتب عليه المزيد من العطاء.
جدول (15) يوضح دور الأسرة في مواجهة سلبيات الإنترنت.
العبــــــــــارات | الاستجابات | العدد | % | كا2 | درجة الحرية | مستوي الدلالة |
(1) مدى قيام الأسرة بالتنبيه على الأبناء بعدم استلام الرسائل الالكترونية من أشخاص غرباء. | نعم | 111 | 74.0 | 34.560 | 1 | 0.01 |
لا | 39 | 26.0 | ||||
المجموع | 150 | 100% | ||||
(2) مدى اهتمام الأسرة بنصح الأبناء بعدم تصديق ما ينشر على الإنترنت من معلومات. | نعم | 128 | 85.3 | 74.907 | 1 | 0.01 |
لا | 22 | 22.0 | ||||
المجموع | 150 | 100% | ||||
(3) مدى حرص الأسرة على معرفة أصدقاء أبنائهم على الإنترنت | نعم | 120 | 80.0 | 54.000 | 1 | 0.01 |
لا | 30 | 20.0 | ||||
المجموع | 150 | 100% | ||||
(4) مدى اهتمام الأسرة بتوعية الأبناء بخطورة نشر المعلومات والصور الشخصية على الإنترنت. | نعم | 129 | 86.0 | 77.760 | 1 | 0.01 |
لا | 21 | 14.0 | ||||
المجموع | 150 | 100% | ||||
(5) مدى الاهتمام بمعرفة سبب جلوس الأبناء لمدة طويلة لاستخدام الانترنت. | نعم | 118 | 78.7 | 49.307 | 1 | 0.01 |
لا | 32 | 21.3 | ||||
المجموع | 150 | 100% | ||||
(6) مدى حرص الأسرة على مناقشة الأبناء حول ما يتعرضون إليه أثناء استخدام الإنترنت. | نعم | 103 | 68.7 | 20.907 | 1 | 0.01 |
لا | 47 | 31.3 | ||||
المجموع | 150 | 100% | ||||
(7) مدى اهتمام الأسرة بمنع الأبناء من الدردشة مع أشخاص غرباء. | نعم | 102 | 68.0 | 19.440 | 1 | 0.01 |
لا | 48 | 32.0 | ||||
المجموع | 150 | 100% | ||||
(8) مدى اهتمام الأسرة بمتابعة ما ينشره الأبناء على حساباتهم في المواقع الاجتماعية. | نعم | 105 | 70.0 | 24.000 | 1 | 0.01 |
لا | 45 | 30.0 | ||||
المجموع | 150 | 100% |
يتضح من الجدول السابق أن نسبة 74.0% من العينة، تحرص على التنبيه على الأبنـاء على عدم استلام رسائل الإلكترونية من أشخاص غرباء، وأشارت نسبة 85.3% من عينة الدراسة، إلى أنها تقوم بنصح الأبناء بعدم تصديق ما ينشر على الإنترنت من معلومات إلا بعد التأكد من صحة هذه المعلومات، كما نجد أن 80.0% من أفراد العينة تحرص على معرفة أصدقاء الأبناء على شبكة الإنترنت، وذكرت نسبة 86.0% تبين لأبنائها المخاطر الاجتماعية الناجمة عن نشر المعلومات والصور الشخصية على شبكة الإنترنت، وأكدت نسبة 78.7% بأنها تقوم بسؤال الأبناء عن سبب جلوسهم لمدة طويلة في استخدام الانترنت، بينما ذكرت 68.7% أنها تناقش الأبناء حول ما يتعرضون إليه أثناء استخدام الإنترنت، و ذكرت نسبة 68.0% بأنها تمنع الأبناء من الدردشة مع أشخاص غرباء. وأن 70.0% من إجمالى أفراد العينة تحرص على متابعة ما ينشره الأبناء على حساباتهم في مواقع الشبكات الاجتماعية، وتفسر ارتفاع النسب السابقة إلى حرص من أغلب أفراد العينة بمتابعة الأبناء وتوجيههم ونصحهم بعدم استلام رسائل مجهولة. أو تصديق ما ينشر على الإنترنت.
– وانطلاقا مما سبق وضعت الدراسة الراهنة مجموعة من التوصيات تتمثل فيما يلي:
(1) يجب على الأسرة غرس الأخلاق، والقيم، والوعي اللازم لاستخدامات للإنترنت، و من الطبيعي أن ذلك لا يكون إلا إذا توفرت أسر واعية ومستقرة، يسودها الحب والتفاهم، العلاقات الإيجابية بين الكبار والصغار، وتعرف أصول التنشئة الصحيحة في مواجهة مخاطر شبكة الإنترنت وغير ذلك من تقنيات، لإن الأسر المفككة التي يسودها القسوة، النبذ، الحرمان، التفرقة، أو الإفراط في الرعاية.. تجعل الصغار والمراهقين يهربون من هذا الواقع المؤلم، من المشاكل الأسرية الى الآلة ليتوحدوا معها فلا يستجيبون لنصائح أو إرشادات الكبار من حولهم، يصبح مرجعهم شبكة الإنترنت والكمبيوتر وما يحتويه من عوامل بناء أو هدم.
(2) توصي الدراسة في ضوء ما توصلت إليه من نتائج إلي ضرورة تنمية مهارات الآباء في استخدام التقنية، ومتابعة الجديد والاطلاع على آخر المستجدات فيها، ومن الضروري أن تقوم الأسرة بوضع برامج مراقبة على الأجهزة المتصلة بشبكة الإنترنت، مع ضرورة توعية الأبناء بالمخاطر بين الحين والآخر، مع تعليمهم الاستخدام الصحيح بالتطبيق المباشر، والدخول على المواقع الجيدة، وفي نفس الوقت يجب أيضًا عدم التعويل على برمجيات الحماية المتوفرة الآن لحجب المواقع و المعلومات السيئة على شبكة الإنترنت، لأن الأبناء الآن وهم ماهرون أكثر مما نتوقع في استعمال الكومبيوتر والإبحار في شبكة الإنترنت، قد يستطيعون فك شفرات الحظر، وبالتالي ارتكاب أخطاء أو انحرافات غير حميدة، خاصة عند الاطمئنان بأن الأسرة مشغولة عنهم.
(3) يجب على الأسرة تنظيم استخدام أفرادها للإنترنت لساعة أو اثنتين على الأكثر يوميًا، دون طغيان على أوقات الحاجات والمتطلبات الشخصية الأخرى، وذلك لأن الأبناء لديهم حاجات شخصية، ومدرسية، وأسرية، وحياتية أساسية أخرى يجب الوفاء بها بجانب الإبحار على شبكة الإنترنت ..الأمر الذي يقتضي منهم توزيع أوقاتهم اليومية بمساعدة وتوجيه الأسرة كلما لزم، من أجل تغذية هذه الحاجات حسب أفضلياتها أو أهميتها الفردية لهم.
(4) يجب على الأسرة تشجيع الأبناء علي التحدث عن أي شيء يشاهدونه أو يطلعون عليه بشبكة الإنترنت سواء كان جيدًا ومفيدًا، أو سلبيًا محرجًا أحيانًا، كما يجب وضع الكمبيوتر في مكان مرئي بالمنزل من الجميع كي تتمكن الأسرة من مراقبة أبنائها عن كثب، وإعلام الأبناء أن كل ما يفعلونه على شبكة الإنترنت مراقب بشكل دوري، حيث يمكن أن يسهم ذلك تلقائياً في انضباط الأبناء ذاتيًا والابتعاد عن الاستخدام السلبي للكمبيوتر و الإنترنت.
(5) يجب على الأسرة التنبيه على الأبناء بعدم إعطاء أي معلومات شخصية كالعنوان أو رقم الهاتف أو اسم المدرسة وعنوانها أو اسم أحد الوالدين لأصدقائهم علي شبكة الإنترنت، كما يجب علي الأسرة أن تَعرف أصدقاء الأبناء على شبكة الإنترنت، كما يجب تحذيرهم من تصديق أي حديث أو معلومات علي شبكة الإنترنت، لأن هناك أشخاص قد يغيرون هوياتهم لأغراض فاسدة أو منحرفة، فذلك قد يُجنب الأسرة والأبناء الوقوع في شراك مواقع أو جهات منحرفة والمعاناة من مشاكل لا طائل لها أحيانًا.
(6) يجب أن يكون استخدام شبكة الإنترنت لتحقيق غرض إيجابي محدد: علمي، أو ثقافي، أو دراسي، أو اجتماعي، أو ترفيهي، أو تربوي …الخ، دون استخدامها للإدمان وإهدار الوقت، كما يجب على الأسرة توعية الأبناء حول المخاطر والمشاكل المحتملة على شبكة الإنترنت، حفاظًا عليهم من الانحراف والوقوع في مكائد الغير، فينطبق هذا السلوك الأسري الإداري الوقائي في واقع الحياة اليومية، على عمل الأبناء في عالم مجهول غير مرئي على شبكة الإنترنت.
(7) يجب علي الأسرة تعليم الأبناء ثقافة وآداب استخدام شبكة الإنترنت، و الابتعاد عن الألفاظ المسيئة والذم والسباب على شبكة الإنترنت، والتحلي بالأدب واللياقة والقيم الاجتماعية السائدة في التعامل مع الغير على شبكة الإنترنت، و تربية الأبناء وتعويدهم بالقول و العمل على مبادىء الأمانة و الصدق و صراحة الكلام، و التصرف ذاتيًا على شبكة الإنترنت، وفي الواقع بهذه القيم، سواء كانوا على مرأى من الأسرة أو بمفردهم أو بصحبة أقران لهم خارج المنزل، فالأطفال الآن يسمون عند علماء الاجتماع (الأطفال الرقميين) أي أنهم ولدوا في عصر التقنية ولا يستطيعون تخيل العالم دونها، فضلاً عن كون سماع هذه المعلومات من آبائهم خير لهم من سماعها من أصدقائهم وهم يشجعونهم عليها.
وفي ضوء ما سبق يقترح الباحث ما يلي:
(1) إجراء دراسات عن تأثير الثورة المعلوماتية على السلوك الاجتماعي وعلاقته الاجتماعية، وأيضا دراسات عن علاقة الثورة المعلوماتية بالوعي الاجتماعية والسياسي.
(2) إجراء المزيد من البحوث التي تتعلق بدور الأسرة وأهميتها في تبصير الآباء للأبناء بمخاطر التقنية الحديثة وأضرارها الاجتماعية والأخلاقية والدينية.
(3) إجراء دراسات عن دور وسائل الإعلام في الحد من سلبيات التقنية الحديثة.
(4) إجراء دراسات عن ثورة المعلومات و علاقتها بالتفكك الأسري.
قائمة المراجــع :
- إيمان محمد عز العرب: ملامح التغير في الأسرة المصرية في ظل مجتمع المعلومات، دراسة ميدانية لاتجاهات أرباب الأسر الحضرية نحو دور التقنية الحديثة في التنشئة الاجتماعية للأبناء، ورقة قدمت إلى الندوة السنوية التاسعة لقسم الاجتماع،7- 8 مايو 2002.
- أنور إبراهيم محمد: الآثار المترتبة للثورة المعلوماتية على الآسرة المصرية- دراسة ميدانية على عينة من مستخدمة شبكة الإنترنت بمدينة القاهرة، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم الاجتماع، كلية الآداب، جامعة عين شمس،2007.
- راندا يوسف محمد سلطان: أثر التغيرات المعاصرة على دور الأسرة الريفية في التنشئة الاجتماعية، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم الاجتماع الريفي، كلية الزراعة ، جامعة أسيوط، 2010.
- إبراهيم أحمد أبو عرقوب، حمزة خليل الخدام: تأثير الإنترنت على الاتصال الشخصي بالأسرة وبالأصدقاء- دراسة ميدانية، مجلة دراسات للعلوم الإنسانية والاجتماعية، المجلّد 39 العدد (2)، 2012.
- سفانة احمد داؤد : دور الأسرة الموصلية في الحد من جرائم التقنية الحديثة – دراسة ميدانية في مدينة الموصل، مجلة أبحاث كلية التربية الأساسية، المجلد (12)، العدد (1)، 2012.
- ضمياء عبد الإله جعفر، سعاد حمود مسلم: أثر استخدام الإنترنت في التفكك الأسري والاجتماعي- دراسة مسحية لطلبة الجامعات العراقية، مجلة مركز المستنصرية للدراسات العربية والدولية، العدد (39)، 2012.
- محمود الشامي: أنماط التنشئة الاجتماعية السائدة لدى الأسرة الفلسطينية في عصر العولمة من وجهة نظر طلبة جامعة الأقصى في خان يونس، مجلة جامعة النجاح للأبحاث والعلوم الإنسانية، المجلد (26)، العدد (10)، 2012.
- صافيناز الطرابيشى: الأفلام الإباحية وراء انهيار العلاقات الحميمة، مجلة نصف الدنيا، 3 يونيو 2011،<http://digital.ahram.org.eg>
- محمد طاهر ابو الجود: تحذير للآباء.. احموا أطفالكم من غزو المواقع الإباحية ،<http://www.vetogate.com/1297474>
- أمل كاظم حمد: إدمان الأطفال والمراهقين على الانترنت وعلاقته بالانحراف، مجلة العلوم النفسية، العدد (19)، ص 107.
- رقابة الأهل على الإنترنت ضرورة ..الألعاب مدخل الأطفال للمواقع الإباحية، 2009/03/02،<http://www.startimes.com/f.aspx?t=15183843>
- Kimberly J. et al: Protecting Youth Online: Family Use of Filtering and Blocking Software, Journal child abuse, Neglect (29). 2005, <http://www.unh.edu/ccrc/pdf/jvq/CV49 .pdf>
- Mesch Gustavos: Family Characteristics and Intergenerational Conflicts Over the Internet, Information, Communication, Society, Vol (9), Issue (4), August 2006. <http:// www.tandfonline.com /doi/abs/ 10.1080/136 91180600858705>
- Jane D. Lanigan: Computers in the Family Context: Perceived Impact on Family Time and Relationships, Family Science Review, Vol (14), 2009.
- Sarah Huisman, et al: The impact of Technology on Family, International Journal of Education and Psychology in the Community IJEPC, Vol (2), No (1), January 2012.
- Michiko Nokayama: Parenting Style and Parental Monitoring with Information Communication Technology: A Study on Japanese Junior High School Students and their Parents, Computers in Human Behavior, Vol.(27), September 2011.
- Jack Nobbs, et al: Sociology, Second Edition, Macmillan Education, New York, 1979.
- Samuel Ebersole: Uses and Gratifications of the Web Among Students, Journal of Computer Mediated Communication, Article First Published Online, JUN 2006, <http://onlinelibrary .wiley.com/doi/10.1111/j.10836101.2000.tb00111.x/full>
- George Ritzer et al: The Concise Encyclopedia of Sociology, Blackwell Publishing, 2011.
- Anthony Giddens: Sociology, 6th Edition, Polity Press, Cambridge, 2009..
([1]) سفانة أحمد داؤد : دور الأسرة الموصلية في الحد من جرائم التقنية الحديثة – دراسة ميدانية في مدينة الموصل، مجلة أبحاث كلية التربية الأساسية، المجلد (12)، العدد (1)، 2012، ص 85.
([2]) إيمان محمد عز العرب: ملامح التغير في الأسرة المصرية في ظل مجتمع المعلومات، دراسة ميدانية لاتجاهات أرباب الأسر الحضرية نحو دور التقنية الحديثة في التنشئة الاجتماعية للأبناء، ورقة قدمت إلى الندوة السنوية التاسعة لقسم الاجتماع،7- 8 مايو 2002.
([3]) أنور إبراهيم محمد: الآثار المترتبة للثورة المعلوماتية على الآسرة المصرية- دراسة ميدانية على عينة من مستخدمة شبكة الإنترنت بمدينة القاهرة، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم الاجتماع، كلية الآداب، جامعة عين شمس،2007.
([4]) راندا يوسف محمد سلطان: أثر التغيرات المعاصرة على دور الأسرة الريفية في التنشئة الاجتماعية، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم الاجتماع الريفي، كلية الزراعة ، جامعة أسيوط، 2010.
([5]) إبراهيم أحمد أبو عرقوب، حمزة خليل الخدام: تأثير الإنترنت على الاتصال الشخصي بالأسرة وبالأصدقاء- دراسة ميدانية، مجلة دراسات للعلوم الإنسانية والاجتماعية، المجلّد 39 العدد (2)، 2012.
([6]) ضمياء عبد الإله جعفر، سعاد حمود مسلم: أثر استخدام الإنترنت في التفكك الأسري والاجتماعي- دراسة مسحية لطلبة الجامعات العراقية، مجلة مركز المستنصرية للدراسات العربية والدولية، العدد (39)، 2012، ص ص 214، 236.
([7]) سفانة أحمد داؤد : دور الأسرة الموصلية في الحد من جرائم التقنية الحديثة – دراسة ميدانية في مدينة الموصل)، مرجع سابق.
([8]) Kimberly J. et al: Protecting Youth Online: Family Use of Filtering and Blocking Software, Journal child abuse, Neglect (29). 2005, P.P, 753- 765, <http://www.unh.edu/ccrc/pdf/jvq/CV49 .pdf>
([9]) Mesch Gustavos: Family Characteristics and Intergenerational Conflicts Over the Internet, Information, Communication, Society, Vol (9), Issue (4), August 2006, P.P 473, 495. <http:// www.tandfonline.com /doi/abs/ 10.1080/136 91180600858705>
([10]) Jane D. Lanigan: Computers in the Family Context: Perceived Impact on Family Time and Relationships, Family Science Review, Vol (14), 2009, p p 17, 32.
([11]) Sarah Huisman, et al: The impact of Technology on Family, International Journal of Education and Psychology in the Community IJEPC, Vol (2), No (1), January 2012,P P 44, 62.
([12]) Michiko Nokayama: Parenting Style and Parental Monitoring with Information Communication Technology: A Study on Japanese Junior High School Students and their Parents, Computers in Human Behavior, Vol.(27), September 2011, P.P, 1800-1805.
([13]) Jack Nobbs, et al: Sociology, Second Edition, Macmillan Education, New York, 1979, P.48.
([14]) محمود الشامي: أنماط التنشئة الاجتماعية السائدة لدى الأسرة الفلسطينية في عصر العولمة من وجهة نظر طلبة جامعة الأقصى في خان يونس، مجلة جامعة النجاح للأبحاث والعلوم الإنسانية، المجلد (26)، العدد (10)، 2012، ص 2245.
([15]) George Ritzer et al: The Concise Encyclopedia of Sociology, Blackwell Publishing, 2011, P.327.
([16]) Anthony Giddens: Sociology, 6th Edition, Polity Press, Cambridge, 2009, P1122
(*) السـادة المحكميـن:
– أ.د / عليـاء شكري : | أستاذ علم الاجتماع، بكلية البنات جامعة عين شمس. |
– أ.د / اجـلال حلمي: | أستاذ علم الاجتماع، بكلية الآداب جامعة عين شمس. |
– أ.د/ أسامة عبدالباري: | أستاذ علم الاجتماع، بكلية الآداب، جامعة الزقازيق. |
– د/ ابتسام مرسي: | مدرس علم اﻻجتماع، بكلية الدراسات اﻻنسانية، جامعة الأزهر بالقاهرة. |
– د/ نهي حسين عسل: | مدرس علم الاجتماع، بكلية الآداب، جامعة حلوان. |
– د/ محمد بيومي: | مدرس علم الاجتماع، بكلية الآداب، جامعة عين شمس. |
– أ.د/ مديحة أحمد عبادة: | أستاذ علم الاجتماع المتفرغ، بكلية الآداب جامعة سوهاج. |
– د/ حمدي أحمد عمر: | مدرس علم اجتماع التنمية، بكلية الآداب جامعة سوهاج. |
([17]) صافيناز الطرابيشى: الأفلام الإباحية وراء انهيار العلاقات الحميمة، مجلة نصف الدنيا، 3 يونيو 2011،
<http://digital.ahram.org.eg>
([18]) محمد طاهر أبو الجود: تحذير للآباء.. احموا أطفالكم من غزو المواقع الإباحية، <http://www.vetogate.com/1297474>
([19]) Sarah Huisman, et al: The Impact of Technology on Family, Op Cit, P P 44,62.
(*) عدد المستجيبين في هذا الجدول (125) مبحوث، انظر جدول (8).
([20]) أمل كاظم حمد: إدمان الأطفال والمراهقين على الانترنت وعلاقته بالانحراف، مجلة العلوم النفسية، العدد (19)، ص 107.
(*) عدد المستجيبين في هذا الجدول (25) مبحوث، انظر جدول (8).
([21]) رقابة الأهل على الإنترنت ضرورة ..الألعاب مدخل الأطفال للمواقع الإباحية، 2009/03/02،
<http://www.startimes.com/f.aspx?t=15183843>
([22]) Samuel Ebersole: Uses and Gratifications of the Web Among Students, Journal of Computer Mediated Communication, Article First Published Online, JUN 2006, <http://onlinelibrary .wiley.com/doi/10.1111/j.10836101.2000.tb00111.x/full>
([23]) http://www.al-shia.org/html/ara/atfal/index.php?mod=tarbieh&id=30
([24]) http://family2014blog.blogspot.ae/2014/12/blog-post_95.html