
الإضطرابات الجلديّة:رمزيّة العرض ودفاع ضدّ الألم النفسي
د.آمال فاسي/جامعة محمّد لمين دبّاغين،سطيف2
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الإنسانية والإجتماعية العدد 36 الصفحة 9.
ملخّص:إنّ تزايد الإهتمام بالوحدة النّفس-جسدية أصبح اهتمام شتّى العلوم،حيث أصبح علم النّفس-الجسدي من بين العلوم التي لا يتمّ الإستغناء عنها في تفسير الصّحةأو المرض.فالعلوم الطّبية أكدت أهميته سواءً في تفسير الإضطرابات أو في علاجها، ومن بين التّخصصات التي فرضت على الأطباء تناول المريض في إطاره النّسفوجسدي نجد الاضطرابات الجلدية. فهم لايستطيعون معالجة المريض إلّا من خلال الرّجوع إلى الأسباب النّفسية. وعلى هذا الأساس ارتأينا في هذا المقال تبيّين دور الألم النّفسي و المعاناة النّفسية المفسّرة لهذه الإضطرابات ومدى الدّلالة السميولوجية للعرض لدى كلّ من مرض الصّدفية و الأرتيكاريا و الإكزيما.
الكلمات المفتاحية: الإضطرابات الجلدية،المعاناة النّفسية،رمزية العرض.
مقدّمة:
تُعرّف السيكوسوماتية من ناحية الطبّ عموما و طبّ الأمراض الجلديّة خصوصا بأنها مجموعة من الإضطرابات الجسديّة المرتبطة بإصابات تشريحية أو وظيفية مضافاإلى أسبابها العضوية مجموعة من العوامل النّفسية (ظروف الحياة، المعاش النّفسي ،عوامل مجهدة، خصائص و مكونات الشخصيّة، المحيط الإجتماعي للفرد)التي تعتبر المساهم الأساسيّ في نشأة المرض.ومن بين هذه الإضطرابات السيكوسوماتية و التي تحمل قراءات نفسية كثيرة:الإضطرابات الجلدية،لدرجة أصبحت تعرف بـ:La psychodermathologie الذي عوّض كلمة الإضطرابات السيكوسوماتيّة الجلديّة.
إنّ التّوجه الأنجلوسكسوني يستعمل هذا المفهوم ليس فقط للدّلالة على الإضطرابات السيكوسوماتية الجلديّة و إنما أيضا على مجموعة من الإضطرابات الأخرى و المحصورة في مايلي:
– التّظاهرات الجسدية الجلدية الوظيفية مثل الحكة النّفسية.
– الإضطرابات الجلديّة الناتجة عن الاضطرابات الغريزيّة و السلوكيّة.
-التظاهرات ذات التعبير الجسدي الذي يدل على اضطرابات التّفكير و اضطرابات الهويّة.
-التّظاهرات الجسدية الجلدية النّاتجة عن القلق و الإكتئاب.
-الإضطرابات الجسديّة الجلديّة النّاتجة عن اجتياح الجوانب الاجتماعية و النّفس-عاطفية مثل الصّدفية أو تصلّب الجلد المعمم La sclérodermie généralisée.
بصفة عامة يتناول مفهوم La psychodermathologieالفرد من كل الأبعاد (النّفسيةوالإجتماعية،و حامل الإستعداد لبعض الأمراض )فهو نظام من المقاربات المحتملة لتفسير الإضطرابات الجسديّة الجلديّة كالصدفيّة و حب الشباب و سرطانات الجلد التي ترجع إلى تفسير العديد من النّظريات مع احترام الأساس التّفسيري الطبيّ البيولوجي للمرض[1] وعلى هذا الأساس سوف نتطرّق إلى أهم الإضطرابات الجلديّة مثل الصّدفية،الأرتيكاريا و الإكزيما،حيث أُعطيت لهذه الاضطرابات العديد من التّفسيرات النّفسيّة سواءا من الناحية النّفسو-نشوئية أو مدى دلالة العرض ورمزيته .
الصّدفية:
هو مرض التهابيّ جلدي مزمن، يتميّز بظهور بقع حمراء، مغطاة بقشور بيضاء، فضيّة اللّون، ولامعة، شبيهة بصدف البحر. ولهذا يسمى المرض باللغة العربية “الصّدفية” ويمكن أن تظهر هذه البقع بأحجام مختلفة في أي مكان على الجسم، وخاصة في منطقة الكوع والركبة وفروة الرأس، وأحياناً تصاب الأظافر واليدان والقدمان. وفي الحالات الشديدة تنتشر البقع على الجسم كلهإضافة لظهور البقع الحمراء ذات القشور البيضاء.
يشكو بعض المرضى من وجود حكّة خفيفة، ولا يسبّب المرض الألم إلّا في حالات نادرة، يعاني فيها المريض من أوجاع حادّة في المفاصل (5% من المرضى) مع ارتفاع في درجة الحرارة، وهو ما يعرف بالتهاب المفاصل الصّدفي[2].
هو مرض له علاقة مع الجهاز العصبيّ و التّظاهرات المناعيّة ،كما أنّ لديه بعض المحددات و العناصر المشتركة مع مرض الإكزيما، لذااُفترض لهذا المرض قراءة سيكوسوماتية و على هذا الأساس سوف نعرضالسيميولوجيا السيكوسوماتية للصّدفية التي تعتبر أعقد من مرض الإكزيما و التي سنشرحها من خلال الدّراسات التالية:
قام Philip Pongyسنة 2008 بدراسة 31 حالة تعاني من الصّدفية ،حيث أظهرت هذه الدراسة نتائجا تتمثل في أن هناك دورا للعوامل الجينيّة، بمعنى أنّ هناك دورا للسّوابق العائلية و الوراثة في إحداث المرض و هذا بنسبة 60٪ من الحالات. كما أكـدّأن العمر الذي تظهر فيه الصّدفـية منـتشر مــــابين 0-44 سنة مع وجود خاصّيتين لدى هذه الحالات :ظهور المرض متزامنا مع انكسار أو جرح نفسي للفرد مع محيطه الخارجي وهذا قبل 4 سنوات،وأن مرضى الصّدفية قد تعرّضوا لصدمات نفسيّة أوليّة مفاجئة،وظهور الصّدفية كان متزامنا مع هذه الصّدمات .
لقد اظهرت الدّراسة أن 97٪ من الحالات عاشوا أحداثا صدميّة شديدة مفاجئة و مؤلمة ،أما العوامل المشتركة بين هذه الحالات فيذكر مايلي: حدث صدميّ لدى 7 حالات ، تواجد حدث صدميّ نتيجة انقطاع في العلاقات لدى 6 حالات،موت قريب لدى 3 حالات ،رحيل ،ميلاد أخ صغير،اعتداء لدى 5 حالات و اعتداء جنـسيّ لـدى حالتـين مع تحرشّ جنـسيّ و إكـتئاب،حوادث كارثيـّة لــدى 4 حالات ،صدمة اجهاض ،صدمة خيانة .
حيث صنّف Philip Pongyهذه الصّدمات إلى أربعةأنواع منها المتعلّقة بالحوادث ،الفقدان ، الإعتداء و الكوارث، حيث أن طبيعة الصّدمات مؤشّر أوليّ لظهور الصّدفية[3].
فهذه الصّدمات تقوم بتنشيط نمط من القلق الذاتيّ للشّخص،الذي قد يدلّ مثلا على قلق الإنفصال ، كما نجد لدى هؤلاء المرضى تناذر مابعد الصّدمة PTSD .
فظهور الصدفية قد يتزامن مع ثلاث مراحل تتمثل في مايلي:
*الذّهول الصّدمي أو المرحلة الكامنة:تظهر الصّدفية عادة بعد مرحلة كامنة من حدوث الصّدمة تقدّر من 15 الى 20 يوم، و هذا في مناطق محدّدة من الجسم،هذه المرحلة الكامنة تعرف بالذّهول الصّدمي، و لايحدث فيها إعادة البناء أو التركيب النّفسي،فيظهر رد فعل جسديّ كدليل على وجود الصّدمة و الحلقة الدّفاعية للأنا.
*الصدمات اللّاحقة المتفاقمة:مع مرور الوقتتظهر الصّدفية في مناطق أخرى نتيجة للصّدمات اللّاحقة و المتفاقمة فتُحيي المناطق الأولى الخاصّة بالصّدمات الأوليّة .
*إختفاء أو نكوص الصّدفية: قد يحدث إعادة للتّعقيل نتيجة للتّفريغ الغريزيّ النزويّمن خلال العلاج النّفسي أو قد يحدث نكوص و ترجع الصّدفية نتيجة حدث هام، أو مدى تأثيرها النّفسيّو دلالتها العميقة في حياة الفرد.
فالتّعقيل لدى مرضى الصّدفية قد يكون أوليا بدائياأو يكون كلياو الذي يُفسَّر كالتالي:الصّدمة تؤدي إلى غياب التّعقيل و تظهر كما ذكرنا مسبّقا من خلال الذّهول النّفسيّ وحالة الرّعب التي تخلّف العصاب الصّدميّ .فمن الصّعب تقييم مدّة عدم التّعقيل كون المريض يأتي بعد سنوات من حدوث الصّدمة ،و أيضا كون هذه الفترة جدّ قصيرة ولا تحتفظ بذكريات كافية وهذا راجع إلى عجز في الإرصان النّفسي و الذي ينخفض تدريجيا .
في هذا الصّدد يعرض لنا Philip Pongy حالة فتاة Priscilla التي ظهرت لديها الصدفية في فترة البلوغ نتيجة تعرضها إلى اكراه جنسيّ من طرف قريب لها، و الذي خلّف لها فقدان ذاكرة كلي في فترة المراهقة وبداية البلوغ. فالذاكرة لم ترجع لها إلا أثناء علاقتها بزوجها المستقبلي.[4]
أما عن التّعقيل الكليّ: فهو قد يختلف من شخص إلى آخر. فقد يكون انتشارا كليّا للصّدفية و يكون تعقيلا كليّا و هذا نتيجة تفريغ كل الطّاقة في الجسد وبالتّالي يتحسّن الجهاز النفسي.أما إذا كانت القدرات الإرصانية متعلّقة بالجهاز النفسي و الصّدمات الأولية،فيظهر عجز في التّعقيل.كما قد تظهر مع الصدفية تظاهرات عقليّة تختلف من شخص لآخر. وقد يعاني المريض من إكتئاب أو حصر ولكن ليس بالضرورة أن تكون تظاهرات واضحة. كما تظهر لدى بعض الحالات تظاهرات سيكوسوماتيّة متأرجحة،و نلاحظ لدى العديد من الحالات التي تعاني من الصّدفية ظهور اكتئاب بأعراض إيجابية يتزامن مع غياب الصّدفية.
في هذا الصّدد يذكرPhilip Pongyحالة Leonard الذي ظهرت لديه الصّدفية في سن 16 سنة حيث غابت الصّدفية لديه عندما كان في حالة إكتئاب و إنهاك و إجهاد مع صراعات خاصة او موت قريب و ظهرت مجددا عندما تحسنت حالته النّفسية[5].
فالإكتئاب و الإنـهاك و الإجهاد يدلّ على وجود تعقيل في الجهاز النّفسيّ و الأنا يقاوم من أجل حلّ الصّراع و الدّفاعات في حالة عمل. و تحسُّنLeonard في الحالة النّفسية ليس حقيقيا و إنما هو اختزال للصّراع في الجسد و الهروب منه وظهور الصّدفية دليل على ذلك ليصبح الاهتمام بالجسد بدلا من المعاناة النّفسية و ايجاد مخارج تعويضية لهذه الآلام النّفسية بدلا من الإكتئاب و القلق و الصراع.كما قد نجده يعيش حالة من الاكتئاب المقنّع أو الأساسي غير الواضح ،و القلق يكون آليّا أوتوماتيكيّا.
يتميز مرضى الصّدفية بنوبات غضب مكبوتة أو داخلية مع طبع منطوي و قمع للعدوانية خاصّة أثناء الوضعيات الصّدمية، و نجد أغلب الحالات يعانون من صدفية اليدين.و في هذا الصدد نتطرق إلى الرمزية الموضعية للصّدفية انطلاقا من شرح توبوغرافيا المرض.
توبوغرافيا الجروح و الآثار الموضعية لمرض الصدفية:
من الصّعب تحديد العلاقة مابين التوبوغرافيا و الجروح المتعلقة بالصّدفية وذلك بسبب انتشارها من مكان لآخر، و لكن من المحتمل تحديد بعض الفرضيات التي تفسر ذلك والتي ترتبط بمختلف الصّدمات و بعض المفاهيم مثل المنطقة الهشّة أو الضعيفة و المنطقة الدفاعية و المناطق الهجومية و المناطق الشّبقية وكلها تدخل ضمن إطار رمزية العرَض و دلالته السيميولوجية.
–المنطقة التشريحية الهشة:توجد مناطق تشريحية هشة ضعيفة تكون راجعة إلى تثبيتات جسدية أو صدمات نفسية قابلة لاحداث خلل وظيفيأو تشريحي، وهذا ماتحدث عنه Pierre Martyتحت اسم خلل التنظيمات السيئة Inorganisationأو ما هو معروف بنظرية العضو الهشّأوخلل العامل سأو عامل الاستعداد كما سمّاه Franz Alexander .
بمعنى أن الفرد يرث ضعفا في بنيته العضوية أو في قدرته على مقاومة الأمراض ،حيث تعمل العوامل الإنفعالية على ترسيب هذه الاصابة مرة أخرى في شكل اضطراب سيكوسوماتي[6] فالصّدفية في هذه الحالة تتموضع في العضو الضعيف الهشّ.
–المناطق الدفاعية:قد تظهر الصّدفية في المناطق الدّفاعية خاصة أثناء الصّدمات كردّ دفاعيّ من أجل حماية الفرد ، مثلا في الكوعين أو اليدين.
–المناطق الهجومية: تكون عادة مرتبطة بالتهديدات،فالصدفية تستقر كدفاع جسدي ميؤوس منه ،و يكون الفرد في مواجهة أو إلغاء الموضوع المهدّد أو الكفاح،فتظهر الصّدفية في المكان المتعلّق بهذا الكفاح و قد يكون مكانا جسديا مستثمرا بطريقة دفاعية حقيقيّة.
في هذا الصدد توجد حالة تعرضت إلى تحرشّ جنسيّ من طرف خالتها في مرحلة الطفولة ،حيث كانت الخالة تضع يد الطّفلة في أعضاءها التّناسلية و تقوم بالاستمناء. الطّفلة لم تستطع اخبار الأهل، كما قمعت عدوانيتها اتجاه الخالة فطورت في يديها صدفية تدلّ على الكفاح و الاستعداد المستمر و الصّراع النّفسي الذي تعاني منه و التهديد الناتج من خلال الخالة،كما ان هناك دلالة رمزية للعرَض وهي عدم تلطيخ اليدين و حمايتهما و الاشمئزاز من هذه الحالة. فتعتبر الصدفية هنا كغلاف جلدي يحمي الذات و كسُمك حمائي دال على القمع.
–المناطق الشّبقية:إن الجلد يعتبر من وجهة نظر جماعة التّحليل النفّسي منطقة شبقية لا تقتصر على مثيرات اللمس فقط. فأحاسيس الحرارة هي مصدر لذّة شبقية و هو عنصر هام في الجنسية ،كما أن أحاسيس البرودة هي مصدر ضيق و ألم، بالاضافة إلى ذلك فإن الألم يمكن أن يكون مصدر لذة شبقية جلدية.وفي الحالات التي تكون فيها الرغبة الجنسية في معاناة الضرب سائدة (ماسوشية) تصبح هذه اللّذة الجلدية مهيمنة،و الصراعات السادية الماسوشية توجد في الأساس اللاشعوري للأمراض الجلدية[7]
و بالتالي قد تظهر الصّدفية في المناطق الشبقية التي قد تدل على صراعات لاواعية لعدم القدرة على ارصانها نفسيا،كما قد تدل على صراعات واعية و عدم ايجاد مخارج تعويضة لها.
فصدفية القضيب لدى بعض الأفراد حسب Philip Pongyتدلّ على وجود مشاكل أسرية متعلّقة بزنا المحارم،وصدفية الخصيتين تظهر لدى الأشخاص الذين عايشو صدمة خيانة من طرف الزوجة،كما أنّ الشعور بالذنب الخاص بالعلاقات الجنسية يبرز صدفية خاصة بالغدد و الحشفة و العجان، و كذلك يظهر هذا المرض لدى الشخص المتوفى والده،كما يتميز هؤلاء المرضى بوجود صراعات كامنة غير مرَضية،إلّا ان العلاج النفسي أكّد على مؤشر القلق مع الشعور بالذنب.[8]
يكون تفشي الصّدفية مرتبطاأيضا بعامل الاجهاد. ففيعام 1998، نشرت المؤسسة الوطنية للصدفية(NPF) النّتائج الأولية لاستبيانﹴ تمّت الإجابة عليه من قبل 18000 مريض يعاني منالصّدفية ،فأجاب 52٪ من المرضى أنالإجهادالعاطفيكانالأكثرشيوعا. أما 41٪ منالمرضى فقد ارجعوا الأسباب إلىتغيراتموسمية، 9٪ من المرضى رجّحوا الكفّة للمواد الكيميائية، 8٪ للأدوية، 8٪ لبعض الأطعمة أو الوجبات الغذائية، 7٪ للكحولو 29٪ من المرضى لايعرفون السبب. وهكذا، اعتُبر الإجهاد العاطفي العامل الأكثر أهمية في تفجير المرض. وقد يكون مرتبطا أيضا بمستويات التّعبير العاطفي و عدم القدرة على تنظيم الإنفعالات.[9]
كماوجدKimball،Jacobson، Weiss،Vreelandو آخرون أن هناك ارتباطا قويا بين نوعية الحياة و مرض الصّدفية،فهي تظهر مع وجود عامل الخوف من الرّفض و أيضا مع المعاناة من مشكل في صورة الجسد وتقلّبات مزاجية فيما يخص الأنشطة اليومية و الإجتماعية.
أشارت دراسات Gupta (2006)وRichards،Fortune،Griffiths،Main(2005)إلى أنّلدى مرضى الصّدفية و بعض الأمراض الجلدية ارتباط قوي بين ما يُعرف بمصطلح الألكستيميا أو عجز التّعبير الإنفعالي الذي قد يُعدّ بروفيلا يُميّز شخصيّتهم. أماPicardi،Pasquini،Cattaruzza،Gaetano،Baliva(2003)فقد أكّدو أنّ تواجد الألكستيميا سمة مستقرة و ليست ردّا دفاعيا ضد المرض.[10]
قام Jacques Martel بتحديد بعض الملامح و الدّلائل الرّمزية الخاصّة بمرضى الصّدفية و التي إذا تمعنّا فيها، قد نجدها تَـمُتُّ بالصّلة إلى الألكسيتميا أو بالعوامل المسبّبة لها، فأدرَج مايلي: أنّهم يتميّزون بالحساسية الزّائدة و الحاجة للعطف و الحبّ، لذلك فإنّ الصّدفية تغطّي تلك المساحات التي تحتاج للعطف أو تذكّر الفرد بالوضعيّات الصّعبة في حياته، سواءً كانت تتعلّق بالأشخاص أو الأشياء التي لديها دلالة عنده. فهم يعانون من التّعرض للإنفصال المزدوج، بمعنى أن هناك انفصالًا عن شخصينأو انفصالًا لنفس الشّخص مرتين. و عادة تظهر الصّدفية عند انفصال الأمّ والأب، فالجلد يتأذى لغياب الاتّصال الجسدي من طرف الوالدين و يصبح الطّفل مجبرا على الاتصال مع أشخاص غير مرغوب فيهم ،حيث تصبح هذه العلاقة مستحيلة وبالتالي تتموضع الصّدفية كطبقة خارجية تحدّ من الاتّصال الجديد كدفاع ضد الآخر ،فهي نوع من الحواجز ما بين الذّات و الآخرين و هي طريقة جديدة لحماية الجسد تـــقي الفرد من الهشاشة النّفسية التي يعاني منها وكأنها درعٌ واقﹴ،لأن الفرد يعيش صراعات داخلية متناقضة بين الحاجات ، الرّغبات و الاتصال مع الاخرين،و الذي يتوجّب المسافة الأمنية،فيُكوّن قمعًا للإنفعالات مع العيش في قلق مستديم و أيضا المراقبة الحياتيّة لمواجهة الإنفعالات الذّاتية.[11]
الأرتيــكاريــا:
الأرتيكارياUrticaire تعرف أيضا بمصطلح الشّري و هو عبارة عن طفح جلدي يكون على شكل بثور بارزة تسبب حكاكًا شديدًا و هي نوع شائع من أنواع حساسية الجلد التي يمكن اعتبارها عرضا و ليست مرضا. حيث أنها حالة جلديّة يعبّر بها الجسم عن ردّة فعله تجاه مُحسّس ما، أو عامل لم يتقبّله الجسم. و تظهر هذه الحساسية على شكل مناطق مرتفعة و نتوءات تصيب أي مكان في الجسم مع ظهور احمرار و التهاب بالجلد.
هناك عدة تصنيفات للأرتيكاريا، فعندما تُصنّف حسب المدة التي تتكرر فيها الأعراض، فإنها تنقسم إلى قسمين هما:
- الأرتيكاريا الحادة و هي النوع الذي تتكرر فيه الأعراض لمدة لا تزيد عن ستة أسابيع و غالبا ما يكون نتيجة أطعمة أو دواء غير معتاد تعرض له الشخص.
- الأرتيكاريا المزمنة و هي التي تتكرر فيها الأعراض لمدة تزيد عن ستة أسابيع و قد تستمر لعدة شهور أو لعدة سنوات و هنا يكون المسبب عاملا مستمر الوجود.[12]
أكدت العديد من الأبحاث النفسية على دور العوامل النفسية في إحداث أو تفاقم المرض، فبعض الدّراسات ركّزت على مدى ارتباط الاجهاد وهذا المرض و البعض الآخر تناول إشكالية الأعراض الحصرية و الإكتئابية و الحساسية الجلدية المزمنة، و لكن لا توجد أي دراسة تؤكد على كيفية عمل هذه الأسبابأو النتائج بطريقة واضحة إلّا الدّراسات المتعلّقة بالإجهاد.
توجد دراسات قد ركزت على حالات عيادية و معظمها أكّدت على أهميّة التّواجد الحقيقي للعوامل النّفسية لدى المرضى الذين يعانون من الأرتيكاريا المزمنة و هذا حسب Consolis Sylvie. فيرى أن للإجهاد دورا في استجابةالنّواقل العصبيّة ، الجهاز العصبيّ،الجهاز الغديّ وخاصة الجهازالجلديّ، حيث أنّ النّواقل العصبيّة تسمحبزوال الحبيبات من الخلايا البدينة،النفوذية المطلقة للأوعية الدموية و تسرب خلايا الدم البيضاء.[13]
في هذا الصّدد يعرضPhilip Pongyدراسة لـG Guillet(1998)و المصرح عنها في اطار انعقاد المؤتمر الخاص بجمعية أمراض الحساسية و المناعة بـToulouse أن نتائج الدراسة لـ 236 حالة تعاني من الشّري أظهرت نتيجة مفادها وجود 82٪ من الحالات تؤكد على أن ظهور المرض كان نتيجة لعوامل نفسية . من بين هذه العوامل يتصدر الإجهاد القائمة لدى 80٪ من الحالات وخاصة الذين يعانون من الأرتيكاريا الكولينية Urticaire Cholinergiques.
كما يدرج Consolis Sylvieدراسات تخصّKeegon(1976)حول دور التّغيُّر العلائقي مع الشّخصالمقرّب، ظهور الحدث الصّدمي و الوضعيات الصراعية المحبطة والمتشابكة خاصة المتعلقة بالعمل أو العائلة او كليهما معا في تفسير هذا الإضطراب.[14]
نجد أيضا في مقدمة العلماء الذين درسوا علاقة الإنفعالات بالأرتيكاريا L. Saul و Bernsteinو هذا من خلال كتابهما The emotional setting of some attacks of urticaria .psychosomatic medicine حيث انتهيا الى النتائج التالية:
-في معظم الحالات يكون ظهور الأرتيكاريا بسبب التّوتر و الفشل في الحبّ و الزواج.
-كثيرا ما تظهر أعراض الأرتيكاريا لدى الكثيرين من أفراد الأسرة الواحدة.
-معظم المصابين بالأرتيكاريا حُرموا من عطف وحنان الأم و ارتبطوا بالأب الذي كان ماسوشيًا خضوعيًا.
– إن أعراض الطفح هي بمثابة منافذ أو مخارج يعبّر فيها المريض عن صراعات الطّفولة المكبوتة.[15]
ركّزت العديد من الدراسات على دور و شدة الإكتئاب في ظهور هذا المرض وارتباطه به، من بينها نجد دراسة Juhlin(1981)، Hashiro(1994)،Badoux(1994)،Hein (1996)حيث أظهرت نتائج دراساتهم بيانات مختلفة فيما يخص الحالة الاكتئابية و الحصرية،ولكن كانتجميعا متعلقة بالمعاناة الجسدية الوظيفية لدى مرضى الأرتيكاريا.فـPhilip Pongyيؤكد على نجاعة و فعالية الأدوية الخاصة بمضادات الإكتئاب ثلاثية الحلقة لدى هؤلاء المرضى،و يُقرّ على اختفاء الأرتيكاريا لدى 43 فردامن الحالات التي كان يعالجها وهذا يدلّ على أنّ الإكتئابعامل مسبّب للمرض.
حيث قام Philip Pongyبدراسة في عيادته سنة 2008 على 15 فردايعانون من الأرتيكارياو توصّل إلى وجود خصائص عامة مشتركة لدى هؤلاء المرضى:
-توتر عام لدى جميع المرضى.
-سوابق مرضية مع الحساسية أو ظهور الزكام التّشنجي و الشّقيقة و مرض الرّبو.
-الإستثارات العلائقية الجديدة الناتجة عن وضعيات جديدة و التي يُعبَّر عنها بالتّفريغ الإنفعالي و محتويات عاطفية سلوكية.
-الأرتيكاريا قد تظهر نتيجة فيض استثارات طاقويّة غريزيّة نزويّة ظلّت محبوسة لوقت مُعيّن و التي تُوزّع بطريقة ثانوية لدى أغلب الحالات كنوبات.
-اختلاف في مستويات التعقيل من مريض لآخر في غياب الأزمة ،كما يعانون من الالكستيميا.
فمن خلال دراسته تَوصّل إلى أنّ الأرتيكاريا تنشأ وتظهر أثناء الوضعيات الضّاغطةأين يكون هناك عجز في تصريف الطّاقةو بعض هذه الوضعيات غير محدّدة و خالية من الشبقية، فتكون هذه الأخيرة متعلقة بالحرمان الحركي أي ما يخص الملامسة الجسديةو التّوازن الداخلي مثل الحيوان الذي يقع في الفخ. و بعض الحالات ظهر لديهم صراعات داخلية راجعة إلى مشاكل شبقية مع الشّعور بالذنب غالبًا ماتكون متعلقة بالماسوشية، و بالتالي يمكن أن نحدد علاقة متناقضة مع الموضوع ،الموضوع المرغوب و في الوقت نفسه الموضوع المهدّد والمضطهد.[16]
قد تدل الأرتيكاريا على دلالة رمزية تفسر ظهورها، و من بين علماء النّفس الذين تناولوارمزية هذا الاضطراب نجد Winnicot الذي نشر مقالا تحت عنوانLes sentiments de l’enfant souffrant d’urticaire papuleuseمشاعر الطفل الذي يعاني من الارتيكاريا، فاعتبر هذا المرض راجعاإلى الوحدة النّفسية الجسدية، حيث يُماثل عملية الإنتصاب التي تحدث على مجال الغدد ،القضيب،البظر،الحلمةو الإفرازات الأنفية،بمعنى أنّ هناك استثارة تحدث على مستوى الجلد فيظهر ذلك الانتفاخ.
كما اشار بأن الأرتيكاريا عبارة عن كبت لعملية الإستمناء و تعويضها في الجلد باللمس و الحكة لتحقيق الإشباع بطريقة غير واعية لا تتعارض مع الشّعور بالذنب،بحيث يصبح الجلد حقلا للصّراع . كما أضاف بأن الإستمناء الإضطراري أو القهري يكون عادةً مصحوبًا بأرتيكاريا الأعضاء التّناسلية ،التي تعوض الشّبقية التّناسلية و الشّرجية.[17]
فالأرتيكاريا تشير إلى وجود دوافع غريزية محبطة ، إلى جنسية مكبوتة و إلى صراعات ماسوشية يعاقب بها الفرد ذاته لسبب أو لآخر،ويظهر ذلك بوضوح في حالة الحكّة الجلدية لدرجة الإدماء ،وكذلك فالحكّ الجلديّ يعتبر مصدرًا للإستثارة الجنسية، وقد يحلّ ذلك محلّ الإستمناء الذاتيّ خاصة في حالة حكّة الإست و الأعضاء التّناسلية و الأماكن الشّبقية الأخرى، بحيث يعطي ذلك لذّة جنسية و يحقّق اشباعا جزئيا، ويكون الألم و الحرقان و الإدماء أحيانا بمثابة عقاب داخلي بسبب المشاعر الجنسية الـمُثارة .ومن الحالات التي وردت الى العيادة النّفسية ،حالة سيدة تركت زوجها حديثا،وكانت تعاني من سلس البول تم علاجه بواسطة وضع جهاز في مجرى البول،وكانت طريقة العلاج تسبب لها تهيّجا جنسيا، فأصبحت قلقة تنتابها مشاعر الإثم حيال هذه الأمور الجنسية و أصيبت بحكّة في أعضائها الجنسية، فكانت تهرش الجلد بعنف لتشبع مشاعرها الجنسية.فالهرش يؤدي الى تنبيه الخلايا العصبية المشرفة على الأعضاء التناسلية، يلي ذلك معاناتها للألم و الأرق كعقاب على تلك اللّذة غير الطّبيعية.[18]
أمافيمايخصالبروفيلالنّفسيأوالشّخصيةالقابلةللإستعدادفهيلمتُحدَّدفيهذاالمرضبطريقة واضحة رغم أن فيصل خير الزرادأشارإلى أنّ الأرتيكاريا تنتشر لدى الشّخصيات ذات السّمات الهستيرية التي تعبّر عن صراع داخلي ثلاثي وعدم القدرة على الإشباع بسبب وجود منافس. كما تظهر لدى الأشخاص الذين يستعملون الميكانيزمات الدفاعية الموجودة لدى المنغولين و المكتئبين.أماJacquesMartelفقد أبرز بعض السّمات والخصائص التي تُميّز شخصيّة مرضى الأرتيكارياو هي بأنهم يعانون من الضُّغوطات الحياتية و يقومون بأفعال كثيرة لصالح الأخرين ولكن يكون الآخرون في العادة غير معترفين لهم بهذا الدَّور، فنجدهم بحاجة إلى الإهتمام و الرعاية ،لا يتحمّلون الإنتقاداتالموجّهة لهم،و لديهم حساسيّة مفرطة،كما يرفضون شخصياتهم التي قد عانت في العادةمن رفض الاخرين لهم مع الخوف من التَّعرض إلى الأذى و توقّعه من طرف الآخرين، أصحاب هذه الشّخصيات يكرسونأنفسهم للغير لكن في المقابل لا يستطيعون القيام بأي عمل لصالح الذاتكمالا يجرؤون على الإقدام على المشاريع الجديدة و انجازها مما يزيد مستوى الشّعور بالعجز، و يتقبلون الإنفصال عن الآخرين بدلًا من تفاقم الوضعيات.[19]
الإكزيما:
تعرف اليوم بـDermatite atopique و رغم توفّر وسائل الكشف و العلاج إلّا أنّ هذا المرض مازال يسوده الغموض خاصة من وجهة نظر النّشوئية . ينتشر أكثر لدى الأطفال الصّغار و يترك معاناة لدى الأولياء بسببالبكاء المطول و النّوم القليل و الحكّة التي تكون مخلفاتها دامية في بعض الأحيان.[20]
طرح الحقل السيكوسوماتي للإكزيما مسألة دلالة العَرَض الجسدي لدى الفرد و العائلة، مع التّفسير النفسودينامي لأسبابها الخفيّة من النّاحية التّحليلة.
حيث تظهر الإكزيما لدى الرّضع بين الشّهر الثاني و الثالث، و تتميز بالحكّة مع طفح يظهر عليه قشر و سوائل. كما يعتبر الوجه المستهدف الأول و في بعض الأحيان الجبهة، الخد،أو الفم، الأنف، الذقن ولكن بتحفظ، كما تظهر أيضا في الأذنين و الشعر أو في أي المناطق الملاحظة.
أكدR.Spitz أن هناك علاقة مابين الإكزيما و الخصائص الأساسية لنموّ العلاقة الموضوعية بين الطفل و الأم و هذا بعد عزلﹴ للعوامل الجسدية المفسرة لذلك.
حيث وجد في دراسة تخص الأمهات في احدى المؤسسات العقابية أنّهن ولدن أطفالهن في السجن ،وبعد عزل أولئك الأطفال، ظهر لديهم الإكزيما مقارنة مع الأطفال الذين تربو في أسر.
فقد لاحظ أن هناك عاملين مختلفين يظهران لدى هؤلاء الاطفال الذين يعانون من الإكزيما ،العامل الأول يتمثل في الوراثة، حيث يكونون عرضة لاستثارات جلدية من ميلادهم،اما العامل الثاني فهو متعلق بالعامل النفسي الخاص بالبنية التكوينية للطفل التي تقتصر على العلاقة أم-طفل ومدى تأثير هذه العلاقة و التظاهرات الحصرية المتعلقة بقلق الشهر الثامن الخاص بالغرباء.ﹴ
كما لاحظ لدى بعض الامهات اللواتي اُعتقلن بسبب مشاكل جنسيةرفضاللمس أطفالهن،كما أنّهن يقمن بإقناعاحدى المقيمات بإعداد الرضاعة لأطفالهن أو يطلبن منهن القيام باستحمام أولادهن و في الوقت نفسه يتميّزن بأنهن حصريات عن ضعف وهشاشة أولادهن.[21]
و حسب R.Spitzفإنّ لدى هؤلاء الأطفال استعدادًا خلقيًا للإستجابة الجلدية بطريقة سريعة ،حيث يستثمر الطّفل كل التّمثيلات النّفسية للإدراك الجلدي ،بمعنى تحويل الطّاقة اللّيبدية الغائبة على واجهة الجلد أو قد يدلّ على الحاجة للأم التي رفضتهو لم تحقق له إشباعاتنفسية فتظهر عدم القدرة على التّقمص الأوليلها.
أما مارتي فقد ربط الإكزيما و القدرة على تحقيق الإشباع من خلال هلوسة الرغبة ،فتظهر فوبيا اللمس اتجاه الأم ،بحيث تكون اشباعات غير كافية،أو لايستطيع الطفل تكوين هلوسة الرغبة، وعلى هذا الأساس يُكوّن رد فعل عدائي تعويضا للملامسة الجسدية ،فهي تظهر فوق الجلد كتعويض للّمس الغائب من طرف الأم أو نقص صاد الإثارة الأمومي.
GerardSzwecأشار الى أمهات الرضع اللواتي كن تعانين من الإساءة الجسدية في طفولتهنو تعانين أيضا من الإكزيما حيث ظهر لديهن هوامات لا واعية تتمثل في تلويث الطفل أو نقل العدوى له ،بينما أن الأمهات الاخرياتيُظهرن العكس ،فلديهن هوامات مقلقة تتعلق بخوفهن من انتقال العدوى من أولادهن إليهن خاصة أولائك الامهات اللواتي تعانين من الهيبوكندريا، فيظهر لدى الطفل حرمان لمسي أو هناك لمس مع حصر شديد.
فالطفل الذي لا يُحضَن يصبح مفرط النّشاط أو يُظهر اضطرابات جلدية نتيجة الصّمت الذّاتي الذي يطبع على الجلد و يشير إلى نوع من التّكوين البنيوي و الألم النّفسي.فالإكزيما وسيلة تعبيرية عن المشاعر في العلاقة التحويلية كما أنها اسقاط و اتهام للآخرين من خلال المرض الجلدي ،كما تدل على احباط ناتج عن غياب الملامسة الجسدية .
اما Franz Alexander فيُرجع الإكزيما والكشط الى المشاكل العدوانية و التّشوّه الناتج عن العار و الفضيحة،التحقير و الإذلال أو الترك و الهجرمع انخفاضﹴ لمشاعر العدوانية و الشّعور بالذنب .[22]
تطرقت J. Mac dougallإلى الإكزيما النمطية لدى الرّضع حيث أَوعزت أسبابها إلى القلق الأمومي الثابت مع وجود علاقة إلتحاميّة تتميز باستحالة تحويل الحبّ للأم أو للأب.كما أشارت إلى دور التّبادل الجنسي في العلاقة أم–طفل الذي يحمل بصمات لا واعية في المصفوفة المستقبلية جسم/نفس أين يُرسَم التّكوين البنيوي للرّضيع، حيث تدل الإكزيما الموضعية للرضيع على عدم القدرة على التعبير،بحيث يظهر تعبير العقل على الجلد الناتج عن المشكل العلائقي.[23]
يشيرGerardSzwecإلى أهمية قلق الشهر الثامن ،فقلق الطفل اتجاه الغرباء يدل على قدرته على التميّيز بين الموضوع المنفصل عن الذات و البدائيو القدرة على التفكير في الموضوع المنفصل مع عدم استثمار التفكير من خلال قلق مخيف يتمثل في وجه آخر ، و غيابه يُظهر العكس ،الذي يدل حسب سبيتز على نظام دفاعي موجه ضد النمو و ليس ضد التمثيلات حيث يترك للطفل التميّيز بين فردين.[24]
تناول Didier Anzieu مشكلة الطفل الذي يعاني من الاكزيما على أنها تتعلق بالغلاف النفسي ،حيث يظهر افلاس مع فقر للانا الجلدي الذي يعمل كوعاء، فالإكزيما محاولة لاثبات التواجد من خلال الحكّة و الأحاسيس الجلدية كما تعكس صورة الجسد النظام العائلي.[25]
يمكن أن نلخص من كل ما سبق بأن الجسدنة الجلدية تُترجَم عادةًفي العديد من العوامل النّفسية خاصة المتعلقة بالخلل العلائقي، قلق الانفصال، الصدمات الحياتية، الهجر، قلق الاضطهادو الانكسارات النّفسية التي تُغيّر المنحى المساريّ للنّشاط العقليّ الذي يعجز أمام هذه الاستثارات الطّاقوية و استحالة ارصانها نفسيًا ،فيظهر العرض جسديًا ليبيّن دلالةً رمزيةًأو نمطا دفاعيا مستقرًا نسبيًا أو كليًا،و يكون الجلد المستهدف الأول لهذا النّشاط الذي يتميّزبانفصال الجهاز النّفسي و حَلَّ محلّه الجسد كتعبير رمزيّعن الآلام و المعاناة النَّفسية.
قائمة المراجع:
1-الجمعية السعودية للامراض الجلدية،ماهو مرض الصدفية و ماهو علاجه، 2012
http://www.ssdds.org/index.php?option=com_content&view=article&id=1416:2012
2-عبد الله صالح المسعود ،، الشري، المرض الغامض،2015
http://www.panarabderm.org/248
3-فيصل خير الزراد،الأمراض النفسية-جسدية ،أمراض العصر، طبعة أولى دار النفائس للنشر،2000.
4- Consoli S. G. , Psychosomatique en dermatologie, 2012, p.1
http://www.therapeutique-dermatologique.org/spip.php?article1388
5-GerardSzwecﹴ,2006,les maladies de peaudansquelquesmodèles psychosomatiques,3.20p34-49 revue française de cairn.
https://www.cairn.info/revue-francaise-de-psychosomatique-2006
6-Jacques Martel ,2007, Le grand dictionnaire des malaises et des maladies , Éditions Quintessence.ISBN : 291328177X
7-Philippe Jaeger , 2006,Prurits, Irritations chroniques de la peau, et Urticaire, « Quand il n’y a personne pour porter le bébé » Presses Universitaires de France | « Revue française de psychosomatique »
https://www.cairn.info/revue-francaise-de-psychosomatique.
8-Philip Pongy,2016, Traité de médecine psychosomatique , : Edition DésIris ISBN: 978-2-36403-109-8.
9-Ramón Martín-Brufau, Jorge C. Ulnik,2012,Personality in Patients with Psoriasis,inMedicine » Dermatology » “Psoriasis”, book edited by Jennifer Soung and Bonnie Koo, ISBN 978-953-307-878-6.
10-Romy Pasteur,2010,L’enveloppe familiale des enfants souffrant d’eczéma,In Press« Le Divan familial »,N° 25.ISBN : 9782848351933.
https://www.cairn.info/revue-le-divan-familial-2010-2-page-99.htm
[1]Consoli S. G. , Psychosomatique en dermatologie, 2012, p.1
http://www.therapeutique-dermatologique.org/spip.php?article1388
[2]الجمعية السعودية للامراض الجلدية،ماهو مرض الصدفية و ماهو علاجه، 2012، ص1
http://www.ssdds.org/index.php?option=com_content&view=article&id=1416:2012
[3]Philip Pongy,2016, Traité de médecine psychosomatique , : Edition DésIris ISBN: 978-2-36403-109-8, p.433
[4]Philip Pongy ,Traité de médecine psychosomatique , Edition DésIris ISBN: 978-2-36403-109-8, 2016, p.436
[5]La même référence, p.437
[6]فيصل خير الزراد،الأمراض النفسية-جسدية ،أمراض العصر، طبعة أولى دار النفائس للنشر،2000، ص128.
[7]فيصل خير الزراد،الأمراض النفسية-جسدية ،أمراض العصر، طبعة أولى دار النفائس للنشر،2000، ص295.
[8]Philip Pongy ,Traité de médecine psychosomatique , Edition DésIris ISBN: 978-2-36403-109-8, 2016, p.439
[9]Ramón Martín-Brufau, Jorge C. Ulnik ,Personality in Patients with Psoriasis,inMedicine » Dermatology » “Psoriasis”, book edited by Jennifer Soung and Bonnie Koo, ISBN 978-953-307-878-6,2012 , p.210
[10]Ramón Martín-Brufau, Jorge C. Ulnik ,Personality in Patients with Psoriasis,inMedicine » Dermatology » “Psoriasis”, book edited by Jennifer Soung and Bonnie Koo, ISBN 978-953-307-878-6,2012 , p.212
[11]Jacques Martel ,Le grand dictionnaire des malaises et des maladies , Éditions Quintessence.ISBN : 291328177X, 2007, p.334
[12]عبد الله صالح المسعود ،، الشري، المرض الغامض،2015
http://www.panarabderm.org/248
[13]Philip Pongy ,Traité de médecine psychosomatique , Edition DésIris ISBN: 978-2-36403-109-8, 2016, p.451
[14]Philip Pongy ,Traité de médecine psychosomatique , Edition DésIris ISBN: 978-2-36403-109-8, 2016, p.451
[15]فيصل خير الزراد،الأمراض النفسية-جسدية ،أمراض العصر، طبعة أولى دار النفائس للنشر،2000، ص298.
[16]Philip Pongy ,Traité de médecine psychosomatique , Edition DésIris ISBN: 978-2-36403-109-8, 2016, p.451
[17]Philippe Jaeger ,Prurits, Irritations chroniques de la peau, et Urticaire, « Quand il n’y a personne pour porter le bébé » Presses Universitaires de France | « Revue française de psychosomatique », 2006, p.53
https://www.cairn.info/revue-francaise-de-psychosomatique.
[18]فيصل خير الزراد،الأمراض النفسية-جسدية ،أمراض العصر، طبعة أولى دار النفائس للنشر،2000، ص296.
[19]Jacques Martel ,Le grand dictionnaire des malaises et des maladies , Éditions Quintessence.ISBN : 291328177X , 2007, p.336
[20]Romy Pasteur ,L’enveloppe familiale des enfants souffrant d’eczéma,In Press« Le Divan familial »,N° 25.ISBN : 9782848351933,2010, p.99
https://www.cairn.info/revue-le-divan-familial-2010-2-page-99.htm
[21]Gerard Szwecﹴ,les maladies de peaudansquelquesmodèles psychosomatiques,p34-49 revue française de cairn ,2006, p.35
https://www.cairn.info/revue-francaise-de-psychosomatique-2006
[22]Gerard Szwecﹴ,les maladies de peaudansquelquesmodèles psychosomatiques,p34-49 revue française de cairn ,2006, p.36
https://www.cairn.info/revue-francaise-de-psychosomatique-2006
[23]Romy Pasteur,L’enveloppe familiale des enfants souffrant d’eczéma,In Press«Le Divan familial »,N° 25.ISBN: 9782848351933,2010, p.99
https://www.cairn.info/revue-le-divan-familial-2010-2-page-99.htm
[24]Gerard Szwecﹴ,La même référence, p.40
[25]Romy Pasteur ,L’enveloppe familiale des enfants souffrant d’eczéma,In Press« Le Divan familial »,N° 25.ISBN: 9782848351933,2010, p.99
https://www.cairn.info/revue-le-divan-familial-2010-2-page-99.htm