
اتجاهات معلّمي المدارس لبرنامج إكساب الثقافة الاستهلاكية للطلبة: بحث تطبيقي
أ.د.بيداء ستار لفتة/مركز بحوث السوق وحماية المستهلك/جامعة بغداد،العراق
أ.م.د.محمد عبد الرزاق الصوفي/ مركز بحوث السوق وحماية المستهلك/جامعة بغداد،العراق
مقال صدر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 33 ص 111.
مخلص:يهدف البحث إلى التعرف على واقع الاتجاهات نحو مجالات إكساب الثقافة الاستهلاكية عبر استطلاع عينة من المعلمين في المدارس (الجنائن، الإبداع، النجاح، نور الهدى، الفيحاء، 14 تموز)، ومن ثم بيان درجة ترتيب تلك المجالات بحسب أولوياتها وأهميتها، فضلا عن الكشف عن الفروقات في استجابات المبحوثين لتحديد اتجاهاتهم نحو تلك المجالات بحسب المدارس، واستخدمت الاستبانة كأداة رئيسة في جميع البيانات والمعلومات من العينة البالغة 120 معلم، وحللت إجاباتهم باستخدام الأوساط الحسابية والانحرافات المعيارية والأهمية النسبية واختبار t بالاعتمادية على البرنامج الإحصائي الجاهز (SPSS)، وتوصل البحث إلى عدة استنتاجات أهمها:
- جاء مجال قيم ترشيد الاستهلاك بالمرتبة الأولى من حيث الأهمية من قبل العينة المبحوثة ثم يليه مجال المعرفة والوعي الاستهلاكي بالمرحلة الثانية وأخيرا مجال الممارسات السلوكية بالمرحلة الثالثة.
- ظهرت فروق في استجابات العينة المبحوثة نحو مجالات إكساب الثقافة الاستهلاكية للطلبة بحسب المدارس
الكلمات المفتاحية: الثقافة الاستهلاكية، معلمي المدارس، ترشيد الاستهلاك.
مقدمة:
يعد موضوع الثقافة الاستهلاكية من المواضيع المهمة والحيوية التي بات التركيز عليها بشكل كبير في الوقت الحاضر بسبب انتشار ظاهرة الاستهلاك المفرط والذي يعد من الأنماط السلوكية التي شاعت اليوم في مجتمعاتنا بنسبة كبيرة وهذه الأنماط تُقبل على الاستهلاك متجاوزة درجة إشباع الحاجات الضرورية إلى إشباع الحالات الثانوية، وتشير الدراسات إلى أن الأنماط الاستهلاكية متأصلة لدى الفرد منذ الصغر بالممارسة اليومية ، وعليه فأن التربية السليمة على إكساب ثقافة استهلاكية صحيحة تتطلب غرس معارف وقيم وممارسات سلوكية من خلال نشر الوعي بين صفوف الطلبة في المراحل التعليمية الابتدائية، لذا فأن للمدارس من خلال المعلمين دورا بارزا في التنشئة الاستهلاكية السليمة لا يقل شأنناً عن دور الأسرة في غرس قيم استهلاكية نحو ترشيد الاستهلاك وعادات غذائية جيدة.
لذا جاء هذا البحث ليتناول موضوع اتجاهات معلمي المدارس لبرنامج إكساب الثقافة الاستهلاكية للطلبة من خلال المباحث التالية:
المبحث الأول: منهجية البحث.
المبحث الثاني: المرتكزات الفكرية الأساسية للثقافة الاستهلاكية.
المبحث الثالث: مناقشة نتائج البحث وتفسيرها.
المبحث الرابع: الاستنتاجات والتوصيات.
المبحث الأول: منهجية البحث
أولا: مشكلة البحث:
تتحدد مشكلة البحث في قلة الدراسات والبحوث المحلية والعربية في مجال إكساب الثقافة الاستهلاكية للطلبة في المراحل الابتدائية لكونها المرحلة الأساس التي يتم فيها نشر الوعي بين صفوف الطلبة عن طريق إدارات تلك المدارس متمثلة بالمعلمين بوصفهم القادرين على التأثير وتغيير الأنماط السلوكية لديهم، كما لاحظ الباحثين من خلال زياراتهم ومشاهداتهم الميدانية للمدارس المبحوثة أن هناك بعض من المظاهر الاستهلاكية غير مرغوب فيها منتشرة بين الطلبة، من هنا أدرك الباحثين ضرورة الكتابة في هذا الموضوع وإجراء مثل هذا البحث، وعليه تكمن مشكلة البحث في الإجابة عن التساؤلات الآتية:
- ما درجة أهمية إكساب الثقافة الاستهلاكية للطلبة من وجهة نظر العينة المبحوثة؟
- هل هناك ميل لدى المعلمين في المدارس المبحوثة نحو برنامج إكساب الثقافة الاستهلاكية للطلبة؟
- هل هناك فروق في استجابات العينة المبحوثة لمجالات الثقافة الاستهلاكية بين المدارس؟
ثانيا: أهمية البحث:
- يكتسب البحث أهمية من حيث كونه يمس مرحلة عمرية مهمة وهي مرحلة الابتدائية والتي يكون فيها الفرد قادرا على اكتساب السلوكيات والممارسات السليمة والصحيحة بطريقة سهلة ومبسطة.
- تكمن أهمية البحث بما وصل إليه من نتائج تفيد في توجيه أنظار المسؤولين في وزارة التربية بأهمية موضع الثقافة الاستهلاكية بغية تضمينه في مناهج المواد الدراسية لتنشئة جيل يعي هذا المفهوم وتطبيعه بشكل سليم.
- يساهم هذا البحث في إبراز الدور الذي يمارسه المعلمين في تعديل السلوكيات الاستهلاكية غي السليمة والشائعة يسن الطلبة من خلال نشر الوعي بمفهوم قيم ترشيد الاستهلاك وتنميته بينهم.
- تأتي أهمية البحث من الحاجة إلى توجيه الباحثين والمختصين للكتابة فيه لأنه يتسم بقلة الأبحاث والدراسات التي لم تنل قدرا كافيا من الاهتمام على المستوى المحلي والعربي.
ثالثا: أهداف البحث:
- التعرف على واقع الاتجاهات نحو مجالات إكساب الثقافة الاستهلاكية عبر استطلاع آراء عينة من المعلمين في المدارس المبحوثة.
- بيان درجة ترتيب مجالات الثقافة الاستهلاكية بحسب أولويتها وأهميتها.
- الكشف عن الفروقات في استجابات المعلمين لتحديد اتجاهاتهم نحو مجالات الثقافة الاستهلاكية بحسب المدارس.
رابعا: أنموذج البحث:
بني أنموذج البحث بالاعتماد على([1]) ([2]) ([3]) ([4]) والشكل (1) يوضح أنموذج البحث.
مجالات الثقافة الاستهلاكية |
ج. المقتنيات الشخصية |
ب. مكونات الغذاء |
أ. التربية الغذائية |
المعرفة والوعي الاستهلاكي |
ج. قيم ترشيد الانفاق وتعزيز الادخار |
ب. قيم ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية |
أ. قيم ترشيد استهلاك الماء |
قيم ترشيد الاستهلاك |
ج. القصص والرسوم |
ب. الانشطة الحركية |
أ. التدريب |
الممارسات السلوكية |
الشكل (1): أنموذج البحث.
خامسا: فرضيات البحث:
- تميل اتجاهات المعلمين في المدارس المبحوثة نحو مجالات إكساب الثقافة الاستهلاكية للطلبة.
- توجد فروق ذات دلالة معنوية في استجابات العينة لمجالات الثقافة الاستهلاكية بين المدارس المبحوثة.
سادسا: منهج البحث:
اعتمد البحث المنهج الوصفي بأسلوبه الاستطلاعي الملائم لتحليل وتفسير البيانات المستحصل عليها واستخلاص النتائج منها.
سابعا: حدود البحث:
- الحدود المكانية: وتتمثل في الحدود الجغرافية لمحافظة بغداد/ قضاء الكرخ متمثلا في المدارس الابتدائية (الجنائن، الإبداع، النجاح) وقضاء الرصافة متمثلا في المدارس الابتدائية (نور الهدى، الفيحاء، 14 تموز).
- الحدود البشرية: وتشمل عينة من المعلمين في المدارس المبحوثة.
- الحدود الزمانية: وتتمثل بمدة إجراء البحث وتمتد من (2/ 1/ 2016) ولغاية (6/ 12/ 2016).
ثامنا: عينة البحث:
تم اختيار عينة عشوائية من المعلمين في المدارس الابتدائية المبحوثة والبالغ عددهم (120) معلم وبواقع ثلاث مدارس في قضاء الكرخ وثلاث مدارس في قضاء الرصافة، (والجدول، 1) يوضح وصف العينة:
جدول (1): وصف عينة البحث.
الخصائص | وصف عينة البحث | ||
التفاصيل | العدد | النسبة المئوية | |
القضاء | الكرخ | 60 | 50 |
الرصافة | 60 | 50 | |
اسم المدرسة | نور الهدى | 21 | 18 |
الفيحاء | 17 | 14 | |
14 تموز | 22 | 18 | |
الجنائن | 20 | 17 | |
الإبداع | 21 | 18 | |
النجاح | 19 | 15 | |
الجنس | ذكر | 31 | 25,8 |
انثى | 89 | 74,2 | |
العمر | 20 فأقل | 26 | 21,7 |
21 – اقل من 30 | 27 | 22,5 | |
31 – اقل من 40 | 31 | 25,8 | |
41 فأكثر | 36 | 30 | |
المؤهل العلمي | إعدادية | 8 | 6,7 |
بكالوريوس | 40 | 33,3 | |
دبلوم | 72 | 60 | |
عدد سنوات الخدمة | اقل من 10 سنوات | 47 | 39 |
10 – اقل من 25 | 52 | 43 | |
25 سنة فأكثر | 21 | 18 | |
120 | 100% |
يتضح من الجدول (1) الآتي:
- تساوت نسبة العينة المسحوبة من قضائي الكرخ والرصافة وهي 50% لكل منهما.
- توزعت نسبة العينة بحسب المدارس بين 14% إلى 18%.
- اغلب العينة هم من الإناث ويشكلون نسبة 74,2% في حين كانت نسبة الذكور 25,8.
- بلغت أعلى نسبة من أفراد العينة ضمن الفئة العمرية (41 سنة فأكثر) وهي تشكل 30% بينما كانت اقل فئة عمرية (20 سنة فأقل) وبنسبة (21,7%).
- المؤهل العلمي لأفراد العينة اغلبها كان حاصلا على شهادة الدبلوم وبنسبة 60% في حين اقل مؤهل للعينة المبحوثة الإعدادية وبنسبة 6,7%.
- كانت النسبة الغالبة من العينة المبحوثة ممن لديها خدمة (10 سنوات – اقل من 25 سنة) وهي تشكل 43%.
تاسعا: أداة البحث:
تم الاعتماد على الاستبانة كأداة رئيسة لجمع المعلومات المتعلقة بالبحث وقد تضمنت (45) فقرة موزعة على ثلاث مجالات (مجال المعرفة والوعي الاستهلاكي) و (مجال قيم ترشيد الاستهلاك) و (مجال الممارسات السلوكية) وبواقع (15) فقرة لكل مجال وعلى مقياس ليكرت الخماسي (اتفق بشدة، اتفق، محايد، لا اتفق، لا اتفق بشدة) وبأوزان (5، 4، 3، 2، 1) على التوالي.
عاشرا: صدق وثبات الاستبانة:
أ. صدق المحتوى:
تم اختبار صدق المحتوى بترتيب مجاميع الإجابات تصاعديا وتقسيمها الى مجموعتين متساويتين واخذ (27%) من أعلى الدرجات و(27%) من أدناها ثم تم قياس الفرق بين المجموعتين باستخدام (Mann-Whitney) لحساب الفرق وكانت قيمة (t) المحسوبة البالغة (8,2) وهي اكبر من الجدولية البالغة (2,7) عند مستوى معنوية (0,01) مما تؤكد تلك النتيجة إلى صدق المقياس في جميع فقراته.
ب. ثبات الاستبانة:
استخدام طريقة التجزئة النصفية في تحقيق ثبات الأداة وبحساب معامل الارتباط بيرمان والبالغ (0,81) وهو بذلك معامل ثابت عالي.
الحادي عشر: الأساليب الإحصائية:
تم الاستعانة بالتطبيق الإحصائي الجاهز (SPSS) في استخراج النسبة المئوية، الوسط الحسابي، الانحراف المعياري، الأهمية النسبية، اختبار t.
المبحث الثاني: المرتكزات الفكرية الأساسية للثقافة الاستهلاكية
أولا: مفهوم الثقافة الاستهلاكية و التعريف:
تعود جذور مفهوم الثقافة الاستهلاكية إلى ظهور المجتمعات الحديثة (مجتمعات ما بعد الصناعة المعاصرة) والتي حاولت تغيير مصطلح الثقافة الإنسانية المعتمد على القيم الثقافية الموروثة بثقافة استهلاكية تركز على المظاهر والكماليات الشكلية وتغذي لدى الفرد الإسراف بنسبة كبيرة متجاوزة درجة إشباع الحاجات الضرورية إلى إشباع الحاجات الثانوية غير الضرورية بحيث تفقد الأفراد القدرة على التفكير السليم وتضليل وعيهم ([5]) ([6])، إذ أن نمط السلوك الاستهلاكي لدى الفرد يتأصل في مرحلة الطفولة (أي منذ الصغر) ويتأثر بالعديد من العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية مثل التقليد والمحاكاة والدخل النقدي والإعلانات التجارية ووسائل الإعلام المختلفة ([7])، ولغرض تعريف الثقافة الاستهلاكية لابد لنا من معرفة ما المقصود بالثقافة أولا، فهي كلمة متكونة من عنصرين احدهم معنوي ويشمل القيم والأفكار والمعتقدات الدينية السائدة في المجتمع، والثاني هو مادي متمثل بالمباني والحاسبات والسيارات والأجهزة الكهربائية…الخ ([8])، أما ([9]) فقد عرف الثقافة بأنها عامل حاسم وأساس في إقرار الفرد لحاجاته لأنها تنبع من القيم والمعتقدات المقتبسة من المحيطين به وأصبحت معيارا شخصيا للتعامل مع الآخرين عبر تفسير الحالات التي يتفاعل معها بصفته ضمن المجتمع، أما معنى الاستهلاك، فأن المتتبع لهذه الكلمة في اللغة سيجد بأنها مأخوذة من الفعل هلك والذي يعني النفاد أو التغير أو التبديل ([10])، أما كلمة استهلاك كاصطلاح اقتصادي فأنها تعني استعمال المنتجات واستنفادها وإشباع حاجات الإنسان إشباعا مباشرا ([11])، كما يرمز مصطلح الاستهلاك إلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ([12])، ويؤثر التعليم في سلوك المستهلك وبرامج ترشيد الاستهلاك، فالرموز والحقائق المتولدة في المجتمع والتي تنتقل من جيل لآخر تكون محددة ومنظمة للسلوك الإنساني وتؤثر الثقافة على كل ما يحيط بالإنسان من فنون ونظام ومباني وملبس وغذاء وعمل، ويكون نظام القيم والعادات والتقاليد والسلوك الاجتماعي مكنونات ثقافية تنعكس على نمط الاستهلاك في كافة المجالات ([13]).
وفي سياق ما تقدم، يمكن تعريف الثقافة الاستهلاكية، بكونها مجموعة من الجوانب المعرفية النظرية والمكتسبة المصاحبة للعملية الاستهلاكية والتي تحدد آليات استعمال السلع والخدمات، فهي بذلك مرتبطة بمقومات الشخصية ونمط الحياة والعادات الاجتماعية السائدة في المجتمع والمكتسبة للفرد ([14])، كما عرفها كل من ([15]) بأنها: مجموعة من المعاني والرموز والصور التي تصاحب العملية الاستهلاكية والتي تضفي عليها معناها وتحقق دلالتها في الحياة اليومية.
وفي ضوء ما تقدم فان الباحثين وضعوا تعريفا إجرائيا للثقافة الاستهلاكية بكونها: عملية تحويل مجموعة من العناصر المقدمة للطلبة من معارف وقيم وممارسات سلوكية بهدف رفع مستوى الوعي الاستهلاكي لديهم في سنوات الدراسة ومن ثم المجتمع من خلال المدارس.
ثانيا: اتجاهات معلمات المدارس نحو التربية الاستهلاكية السليمة:
تساهم العديد من الجهات في توطين وترسيخ الثقافة الاستهلاكية الجيدة لدى الأفراد، وتعد الأسرة والمدرسة أول بيئتين حاضنتين لها، فالأسرة تزود الطفل بالقيم من خلال سنوات حياته الأولى ومن ثم تكون المدرسة المكان المناسب والأساس لتلقي وتدريس وممارسة الطلاب لسلوكيات يتم الاستفادة منها في الحياة اليومية، فبتوافق وتعاون جهود كل من الأسرة والمدرسة والمجتمع يتم تعزيز قيم الثقافة الاستهلاكية الصحيحة والجيدة.
تعد المرحلة الابتدائية في حياة الفرد مرحلة وضع البذور الأولى للشخصية التي يكون لها دور أساس في تبلور ملامحها، إذ تكمن أهمية هذه المرحلة في مراقبة الأطفال وتوجيه سلوكهم التوجيه السليم الذي يعد أمرا ضروريا حتى يمكنهم المشاركة في تنظيم الاستهلاك، لذا فأن المرحلة الابتدائية تعد مرحلة تربوية هامة من مراحل التعليم المختلفة التي يطلق عليها بمرحلة الطفولة المتأخرة والتي تتراوح الأعمار فيها بين 6 إلى 12 سنة ([16])، إذ يتم من خلالها تشكيل الصفات الشخصية للطفل وتحديد اتجاهاته وميوله، فهي فترة المرونة والقابلية على الحركة والتعليم وتطوير المهارات ([17])، كما يسهل في هذه السنوات تعديل السلوك وغرس الاتجاهات الاقتصادية نظرا لما يتمتع به أطفال هذه المرحلة العمرية من درجة عالية من التقبل، لذا فأن إكساب الطفل للقيم الايجابية في هذه الفترة تمثل حاجة ملحة يمكن للمعلمة أن تسهم بنصيب كبير منها، فالمعلمة لها دور تطبيقي في غرس القيم الاستهلاكية الجيدة وهي القدوة التي يقع على عاتقها مسؤولية تنشئة الجيل بتنشئة منسجمة وقيم المجتمع الذي ينشأ فيه متمثلة بتنمية المعارف والميول والقدرات والعادات بحيث تتولد لديه اتجاهات ايجابية نحو ترشيد الاستهلاك والمحافظة على الممتلكات العامة في المجتمع، كونها تتمتع بمجموعة من الخصائص الشخصية والاجتماعية والتربوية التي تميزها عن غيرها من معلمات المراحل العمرية الأخرى، لذا تكون الاتجاهات مدخل ضروري لفهم القيم، إذ أنها تعبر عن ميل الفرد نحو اتخاذ موقف معين أو تبنى فكرة ما في صورة تفضيل أو عدم تفضيل ([18])، فضلا عن ذلك فأنها تمثل الآراء الايجابية والسلبية نحو موضوع معين حسب ميول الأشخاص وخبراتهم ورغباتهم ([19])، فكلما زادت ثقافة المعلمة أو الأسرة التربوية، كلما ارتقى هذا الوعي الاستهلاكي وأصبح أكثر قدرة على التصرف المتوازن والرشيد بين الاستهلاك والاستثمار وزاد من قدرتهم في غرس هذه المفاهيم الاستهلاكية الصحيحة لدى الطلاب.
ثالثا: مجالات الثقافة الاستهلاكية
ركز البحث الحالي على المجالات الثلاثة الآتية:
أولا: مجال المعرفة والوعي الاستهلاكي:
يهتم هذا المجال بتنظيم الأفكار والمعلومات والخبرات المتعلقة بالتغذية الضرورية للمحافظة على صحة وسلامة العقل والجسم وبالتالي إدراك الطرق الصحيحة في استهلاك الغذاء التي تساعد على اكتساب الفرد للمعلومات والبحث عن المعارف وتشمل:
أ. التربية الغذائية:
يتم من خلالها تنمية الوعي الصحي من خلال إكساب أو تعديل مجموعة من المعارف والمهارات تتعلق بالتركيز على نوعية الغذاء وليس الكمية، فضلا عن، الالتزام بوجبات استهلاك الطعام في مواعيدها وبيان مخاطر الأطعمة المكشوفة وتجنب استهلاكها ([20]).
ب. مكونات الغذاء:
التركيز على اختيار طعام متكامل من حيث العناصر الغذائية والمناسب لاحتياجات الجسم ليحميه من سوء التغذية، فضلا عن، تعديل العادات الغذائية الخاطئة بهدف غرس مفاهيم غذائية سليمة، ويتطلب ذلك المعرفة بمصادر الغذاء ومكوناته، فضلا عن، التثقيف بأهم المأكولات والمشروبات الصحية وبأهمية تنوع أصناف الوجبات الغذائية ([21]).
ج. المقتنيات الشخصية:
التركيز هنا في التثقيف الاستهلاكي للتمييز بين ما هو ضروري وما هو فائض عن الحاجة واقتناء الألعاب والأجهزة الأخرى وفقا للحاجة إليها والمحافظة عليها أطول فترة ممكنة، فضلا عن، التعرف على كيفية التصرف بالمقتنيات الفائضة عن الحاجة من خلال إهدائها للآخرين.
ثانيا: مجال قيم ترشيد الاستهلاك:
إن ترشيد الاستهلاك لا يعني تقليل الاستهلاك وإنما الاستعمال الأمثل للوصول إلى الهدف المطلوب دون هدر أو ضياعات ([22]) ([23])، كما إنها تعني حسن استغلال الموارد المتاحة وعدم الإسراف في استعمالها وتقليل الفاقد منها قدر الإمكان ([24])، ومن ذلك نستشف أن لقيم ترشيد الاستهلاك غايات تهدف في النهاية إلى تحقيق حماية الأموال من العبث وسوء الاستغلال ([25])، وتشمل مجالات قيم ترشيد الاستهلاك جوانب متعددة منها:
أ. قيم ترشيد استهلاك الماء:
يشكل الماء عصب الحياة الرئيس ويعد من أثمن الموارد المتوافرة على سطح الأرض، إلا أن الإفراط في استعمالها ما يزال يزداد بشكل مضطرد مما يستوجب غرس قيم في هذا المجال للمحافظة عليها وعدم الإفراط بها من خلال الحث على تجنب ترك الحنفية مفتوحة باستمرار وإتباع آداب استعمال المياه بالأسلوب الصحيح، فضلا عن، غرس مفهوم المسؤولية المجتمعية والحرص الدائم بالمحافظة على الثروات الطبيعية.
ب. قيم ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية:
تشكل هذه الطاقة أهمية كبيرة في حياة الإنسان وأصبحت ضرورة ملحة له، وبما أن مصادر الحصول عليها تعتمد على النفط والغاز والمياه وهذه مصادر غير متجددة، لذا أصبح من الضروري التوجه بإجراءات تقنين استهلاكها والحد من الهدر فيها من خلال الحث على إطفاء المصابيح المضاءة نهارا وعدم الإسراف في استعمال الأجهزة المنزلية الكهربائية وتوعية الأصدقاء والمقربين بضرورة ترشيد استعمال الطاقة الكهربائية ([26]) ([27]).
ج. قيم ترشيد الإنفاق وتعزيز الادخار:
يتم هنا التعريف بمعنى الادخار، إذ انه يعني المتوفر من المال، ويتم ذلك من خلال التشجيع على اقتطاع جزء من المصروف اليومي لوقت الحاجة ([28])، كما يكون لغرس مفهوم قيمة المال للشراء وفق الحاجة أهمية كبيرة مع التشجيع على مساعدة المحتاجين من خلال التوفير، فضلا عن، تجنب الشراء من الأسواق المرتفعة الثمن بقصد التفاخر أمام الأصدقاء.
ثالثا: مجال الممارسات السلوكية
يتعلم الأطفال السلوك من خلال سلسلة من المواقف وتعامل الآخرين معهم ويكون ذلك من خلال:
أ. التدريب:
يتم تدريب الأطفال على كيفية استعمال النقود، ويمكن للأسرة أن تساعد في عملية تدريب قدرات الطفل المعرفية من خلال اصطحابهم إلى الأسواق وممارسة عملية الشراء عمليا ومحاسبة البائع عن المشتريات وقيامه بالشراء للهدايا بنفسه.
ب. المشاركة في الأنشطة الحركية:
تساعد هذه الأنشطة في تنمية مفاهيم ومدارك ومهارات الأطفال حركيا ومعرفيا ووجدانيا، وتكون من خلال تنظيم معارض لنتاجات الطلاب عن ترشيد الاستهلاك والتشجيع على إقامة الرحلات المدرسية وصنع أشياء وحاجات ملموسة من تجميع بعض مخلفات البيئة لترسيخ مفهوم إعادة التدوير وإجراء المسابقات لأفضل الأعمال اتقانا والمساهمة في زراعة بعض النباتات في حديقة المدرسة، فضلا عن، تدريب الأطفال على الأعمال الجماعية ومساعدة الآخرين ([29]) ([30]).
ج. القصص والرسوم:
بالإمكان استثمار القصص الواردة في المناهج التعليمية وتوضيح ذلك بأسلوب مبسط عن أهمية الترشيد من خلال ربط المفردات والمناهج ذات العلاقة كالقراءة والتربية الأسرية والدينية والوطنية بمفهوم ومواضيع الثقافة الاستهلاكية وتعزيز الترشيد ومكافأة الأطفال الجيدين، فضلا عن، تشجيع الأطفال على الرسم والتكوين.
المبحث الثالث: مناقشة نتائج البحث وتفسيرها
أولا: وصف استجابات العينة للمجالات المبحوثة:
بلغ الوسط الحسابي العام لمجالات الثقافة الاستهلاكية 4,36 وهو بذلك أعلى من الوسط الفرضي البالغ 3 وبانحراف معياري 0,75 ويعكس ذلك أن هناك اتفاقاً عالياً من قبل العينة على فقرات هذه الاستبانة (والجدول، 2) يوضح ذلك على النحو الآتي:
جدول (2): وصف استجابات العينة للمجالات المبحوثة.
المجالات | مقياس ليكرت | الوسط | الانحراف المعياري | الاهمية النسبية | |||||
5 | 4 | 3 | 2 | 1 | |||||
اتفق بشدة | اتفق | محايد | لا اتفق | لا اتفق بشدة | |||||
أولا: المعرفة والوعي الاستهلاكي |
ومن خلال ما تم الحصول عليه في أعلاه نلاحظ ما يأتي:
- وصف استجابات العينة لمجال المعرفة والوعي الاستهلاكي:
اتجهت إجابات العينة لإجمالي هذا المجال بالاتفاق العالي إذ بلغ المتوسط الحسابي له 4,38 وبانحراف معياري 0,756 وبأهمية نسبية 88%، فقد جاء بعد التربية الغذائية بالمرتبة الأولى من حيث الأهمية النسبية البالغة 89% وبوسط حسابي مقداره 4,45 وبانحراف معياري 0,876 إذ أن ابرز الفقرات التي أسهمت في ايجابية هذا البعد هي (الفقرة، 4) والتي تتضمن (التثقيف بضرورة غسل الخضار والفواكه بشكل جيد قبل استهلاكها) ومن الواضح أن اتجاهات معلمات المدارس نحو تثقيف الطلبة بسلوكيات مستحبة لسلامة ونظافة الخضار والفواكه قبل تناولها.
أما بعد مكونات الغذاء فقد جاء بالمرتبة الثانية من حيث الأهمية النسبية والتي مقدارها 87% وبمتوسط حسابي مقداره 4,43 وبانحراف معياري قدره 0,699، إذ حصلت (الفقرة، 3) على هذه الأهمية والتي تنص على (التثقيف بأهم المأكولات والمشروبات الصحية) وهذا يعني أن اتجاهات المعلمات في المدارس المبحوثة يؤكدون على أن التثقيف يركز على التعرف بأهم ما يتناوله الطلاب من مأكولات ومشروبات صحية تحتوي على جميع الأنواع الضرورية للجسم من بروتينات وكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن وكمية كافية من الماء ليكون غذاءً متوازناً.
أما بعد المقتنيات الشخصية فقد جاء بالمرتبة الثالثة من حيث الأهمية النسبية البالغة 86% وبوسط حسابي 4,29 وبانحراف معياري 0,772، وان ابرز العناصر التي أسهمت في اغناء هذا البعد هي (الفقرة، 2) والتي تشير إلى (التوعية بترتيب الاحتياجات وفقاً للإمكانات المادية للأسرة) فقد كان اتجاه المعلمات من هذه الفقرة باتفاق عالي إذ بلغ المتوسط الحسابي لها 4,36 وبانحراف معياري 0,696.
- وصف استجابات العينة لمجال قيم ترشيد الاستهلاك:
اتجهت إجابات العينة لإجمالي هذا المجال بالاتفاق وبدرجة عالية، إذ بلغ المتوسط الحسابي له 4,40 وبانحراف معياري 0,686 وبأهمية نسبية 90%، فقد جاء بعد قيم ترشيد استهلاك الماء بالمرتبة الأولى من حيث الأهمية النسبية والبالغة 91% وبمتوسط حسابي مقداره 4,57 وبانحراف معياري 0,652، وقد ساهمت (الفقرة، 2) في ايجابية هذا البعد والتي تنص على (الحث على تجنب ترك الحنفية مفتوحة والانشغال بعمل آخر) وتعكس تلك النتيجة على دور المعلمة في تثبيت متجه ترشيد استهلاك الماء لدى الطلبة من خلال حث الطلبة على إتباع آداب استخدام الماء من خلال الترشيد في الاستعمال.
أما بعد استهلاك الطاقة الكهربائية فقد جاء بالمرتبة الثانية من حيث الأهمية النسبية البالغة 90% وبمتوسط حسابي بلغ قيمته 4,51 وبانحراف معياري 0,671، فقد ساهمت (الفقرات، 1 و2 و4) في ايجابية هذا البعد إذ بلغ المتوسط لكل منها هو 4,66، إذ يمكن للمعلمات أن تنمي قيمة ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية وترسيخ مفهوم المحافظة عليها وتوعية الطلبة إلى وجود مصادر للطاقة أخرى يمكن أن يستفاد منها الإنسان مثل الطاقة الشمسية.
أما بعد قيم ترشيد الإنفاق وتعزيز الادخار فقد جاء بالمرتبة الثالثة من حيث الأهمية النسبية والبالغة 88% وبوسط حسابي 4,40 وبانحراف معياري 0,721 ومن ابرز الفقرات التي أسهمت في ايجابية هذا البعد هي (الفقرة، 1) والتي تشير إلى (غرس قيم ادخار جزء من المصروف لإنفاقه عند الضرورة) فقد كان اتجاه المعلمات نحو هذه الفقرة باتفاق عالي، إذ بلغ المتوسط الحسابي لها 4,58 وبانحراف معياري 0,574، إذ يمكن لها أن تنمي قيمة الادخار لدى الطلبة من خلال توجيههم لاقتناء صندوق خاص يضعون فيه جزء من مصروفهم فيه لتوضيح لهم عن فائدة الادخار.
- وصف استجابات العينة لمجال الممارسات السلوكية:
اتجهت إجابات العينة لإجمالي هذا المجال بالاتفاق وبدرجة عالية، إذ بلغ المتوسط الحسابي له 4,22 وبانحراف معياري 0,788 وبأهمية نسبية 84%، فقد جاء بعد القصص والرسوم بالمرتبة الأولى من حيث الأهمية النسبية والبالغة 86% وبمتوسط حسابي مقداره 4,32 وبانحراف معياري 0,766، وقد أسهمت (الفقرة، 5) في اغناء هذا البعد والتي تشير الى (مكافأة الطلاب في يوم رفعة العلم ممن يلتزم بما تعلمه من مفاهيم الترشيد ليكون قدوة لزملائه) تعكس هذه النتيجة إلى أهمية دور المعلمة في متابعة الطلاب وللتحقق من التزامهم بما تعلموه من المدرسة من قيم الترشيد ليتم مكافأتهم بذلك.
أما بعد الأنشطة الحركية فقد جاء بالمرتبة الثالثة من حيث الأهمية النسبية البالغة 83% وبوسط حسابي 4,12 وبانحراف معياري 0,771، إذ أن ابرز الفقرات التي أسهمت في اغناء هذا البعد هي (الفقرة، 4) والتي مفادها (التشجيع على إقامة الرحلات المدرسية) إذ بلغ المتوسط الحسابي لها 4,33 وبانحراف معياري 0,690 وتعكس تلك النتيجة على اتفاق المعلمات على أهمية النمو السليم للطلبة من خلال احتياجهم للحركة والتنقل ليكتسب ويتعلم قيم التعامل مع الجماعة.
أما بعد التدريب فقد جاء بالمرتبة الثانية من حيث الأهمية النسبية البالغة 84% وبمتوسط حسابي 4,20 وبانحراف معياري 0,814، فقد ساهمت (الفقرة، 1) في اغناء هذا البعد والتي تشير إلى (تدريب الطلاب على ممارسة العادات المستحبة لغسل الأسنان بعد تناول كل وجبة) إذ حصلت على أهمية نسبية 88% وبوسط حسابي 4,40 وانحراف معياري 0,760 وتلك النتيجة تدلل على أن اتفاق العينة المبحوثة وبدرجة عالية بضرورة التدريب والممارسة على أداء العادات المستحبة منها غسل الأسنان بعد كل وجبة وخصوصاً بعد الإفطار والعشاء.
وفي سياق ما تقدم يمكن توضيح ترتيب المجالات حسب الأهمية النسبية كما في (الجدول، 3)
جدول (3): ترتيب الأهمية النسبية لمجالات الثقافة الاستهلاكية
المجالات | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | الأهمية النسبية | الترتيب |
المعرفة والوعي الاستهلاكي | 4,38 | 0,756 | 88% | الثاني |
قيم ترشيد الاستهلاك | 4,49 | 0,686 | 90% | الأول |
الممارسات السلوكية | 4,22 | 0,788 | 84% | الثالث |
يتضح من الجدول أن مجال قيم ترشيد الاستهلاك حصل على المرتبة الأولى من حيث الأهمية النسبية وجاءت المجالات الأخرى متسلسلة بالأهمية النسبية (المعرفة والوعي الاستهلاكي، الممارسات السلوكية) لتمثل المرتبة الثانية والثالثة على التوالي من حيث الأهمية النسبية.
ثانياً: اختبار فرضيات البحث
- اختبار الفرضية الأولى للبحث:
لغرض اختبار صحة الفرضية الأولى للبحث والتي تشير إلى (تمثيل اتجاهات المعلمين في المدارس المبحوثة نحو إكساب الثقافة الاستهلاكية للطلبة)، فقد تم استخدام اختبار (t) لكل مجال من مجالات الثقافة الاستهلاكية (الجدول، 4).
جدول (4): قيمة (t) لمجالات وأبعاد الثقافة الاستهلاكية.
ت | المجالات | الأبعاد | قيمة t | قيمة p | مستوى الدلالة |
1 | المعرفة والوعي الاستهلاكي | التربية الغذائية | 138,532 | 0,000 | 0,025 |
مكونات الغذاء | 155,096 | ||||
المقتنيات الشخصية | 136,042 | ||||
الإجمالي | 246,100 | ||||
2 | قيم ترشيد الاستهلاك | قيم ترشيد استهلاك الماء | 171,547 | 0,000 | 0,025 |
قيم ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية | 164.563 | ||||
قيم ترشيد الإنفاق وتعزيز الادخار | 149,313 | ||||
الإجمالي | 277,911 | ||||
3 | الممارسات السلوكية | التدريب | 126,439 | 0,000 | 0,025 |
الأنشطة الحركية | 130,852 | ||||
القصص والرسوم | 137,947 | ||||
الإجمالي | 226,865 |
توضح النتائج المشار إليها في أعلاه أن قيمة (t) المحسوبة لكل من (المعرفة والوعي الاستهلاكي وقيم ترشيد الاستهلاك والممارسات السلوكية) هي 136,042 و277,911 و226,865 على التوالي وبما أن قيمة (p) لكل المجالات هي 0,000 اقل من مستوى الدلالة البالغ 0,025 وهذا بما يؤكد على قبول الفرضية الرئيسة الأولى للبحث أن المعلمين في المدارس المبحوثة يميلون نحو تطبيق برنامج لاكتساب الثقافة الاستهلاكية للطلبة لغرض تنمية الوعي الاستهلاكي لديهم كالتوعية بالغذاء الكامل من خلال الثقافة الغذائية وتكوين عادات غذائية سليمة، فضلاً عن، الحرص على أن تحتوي كل وجبة يتناولها الطالب العناصر الأساسية للغذاء.
- اختبار الفروق في استجابات العينة بين المدارس المبحوثة:
بغية التحقق من الفرضية الثانية للبحث ولتي تشير إلى (توجد فروق ذات دلالة معنوية في استجابات العينة للمجالات المبحوثة بين المدارس) تم استخدام اختبار (t) لإيجاد معنوية الفروق وبعد إجراء المعالجات الإحصائية تم الحصول على النتائج وكما موضحة في (الجدول، 5).
جدول (5): قيم (t) المحسوبة وبحسب المدارس المبحوثة.
المدارس | قيمة t المحسوبة | درجة الحرية | قيمة p | مستوى الدلالة |
نور الهدى والفيحاء | 3,555 | 16 | 0,000 | 0,025 |
نور الهدى و14 تموز | 7,794 | 21 | 0,000 | |
نور الهدى والجنائن | 2,080 | 11 | 0,038 | |
نور الهدى والإبداع | 5,756- | 21 | 0,000 | |
نور الهدى والنجاح | 9,817 | 18 | 0,000 | |
الفيحاء و14 تموز | 3,731 | 16 | 0,000 | |
الفيحاء والجنائن | 1,654- | 11 | 0,099 | |
الفيحاء والإبداع | 7,696- | 16 | 0,000 | |
الفيحاء والنجاح | 7,077 | 16 | 0,000 | |
14 تموز والجنائن | 5,098 | 11 | 0,000 | |
14 تموز والإبداع | 13,306- | 21 | 0,000 | |
14تموز والنجاح | 3,137 | 18 | 0,002 | |
الجنائن والإبداع | 3,804- | 11 | 0,000 | |
الجنائن والنجاح | 7,181 | 11 | 0,000 | |
الإبداع والنجاح | 14,999 | 18 | 0,000 |
يتضح من النتائج المستحصل عليها أن أقيام (t) المحسوبة والبالغة 3,555 و7,794 و2,080 و5,756- و9,817 و3,731 و1,654- و7,696- و7,077 و5,098- و13,306- و3,137 و3,804- و7,181 و14,999 وبدرجات حرية 16 و21 و11 و21 و18 و16 و11 و16 و16 و11 و21 و18 و11 و11 و18 لكل من المدارس (نور الهدى والفيحاء) و(نور الهدى و14 تموز) و(نور الهدى والجنائن) و(نور الهدى والإبداع) و(نور الهدى والنجاح) و(الفيحاء و14 تموز) و(الفيحاء والجنائن) و(الفيحاء والإبداع) و(الفيحاء والنجاح) و(14 تموز والجنائن) و(14 تموز والإبداع) و(14تموز والنجاح) و(الجنائن والإبداع) و(الجنائن والنجاح) و(الإبداع والنجاح) على التوالي وان قيمة p هي اقل من مستوى الدلالة 0,025 ماعدا الفروق بين مدرستي (نور الهدى والجنائن) و (الفيحاء والجنائن) وبذلك تقبل الفرضية الثانية للبحث التي توضح وجود فروق ذات دلالة معنوية في استجابات العينة يعزى سبب ذلك إلى اختلاف مستويات الثقافة فقد تبين ضمن وصف العينة أن اغلبها من حملة شهادة الدبلوم ثم تليها البكالوريوس.
المبحث الرابع: الاستنتاجات والتوصيات
أولا: الاستنتاجات:
- أظهرت النتائج أن مجال قيم ترشيد قد جاءت بالمرتبة الأولى من الاتفاق واهتمام العينة المبحوثة ثم يليها مجال المعرفة والوعي الاستهلاكي بالمرحلة الثانية وأخيرا مجال الممارسات السلوكية بالمرحلة الثالثة.
- تبين من النتائج أن مجالات إكساب الثقافة الاستهلاكية للطلبة قد حققت ميلا كافيا من قبل المعلمين في المدارس المبحوثة.
- أكدت النتائج إلى أن هناك فروقا دالة إحصائيا في استجابات المعلمين لتحديد اتجاهاتهم نحو مجلات إكساب الثقافة الاستهلاكية بحسب المدارس المبحوثة باستثناء بين المدارس (نور الهدى والجنائن) و (الفيحاء والجنائن).
التوصيات:
- ضرورة قيام وزارة التربية بإعادة صياغة المناهج الدراسية وتضمينها بمجالات ومفهوم الثقافة الاستهلاكية وعلى المراحل الدراسية كافة لكون نشر الثقافة الاستهلاكية والتوعية بها يجب أن تكون جزءا أساسيا من النظام التعليمي.
- قيام المدارس بالفعاليات والمناسبات التي تركز على ترسيخ مفهوم الوعي الاستهلاكي.
- إعداد وصياغة برامج توعوية وإرشادية من قبل المؤسسات التعليمية للمساعدة في تنمية الوعي الاستهلاكي السليم وغرس قيم الادخار وترشيد الاستهلاك.
- تقديم الحوافز المادية والمعنوية للمشاركين في البرامج التدريبية التثقيفية من الملاكات التربوية.
قائمة المراجع:
1- إبراهيم، احمد:“إدارة الحياة في ترشيد الاستهلاك” الطبعة الأولى، الدار الأكاديمية للعلوم، مصر، 2010.
2- البكري، ثامر ياسر:“الاتصالات التسويقية والترويج” الطبعة الأولى، دار ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع، عمان،الأردن، 2016.
3- أبو طالب، مها سليمان وعطوة، محمد جمال:“السلوك الشرائي واتجاهات ربات الأسر عند التسوق من وسائل البيع المباشرة”،مجلة الإسكندرية للتبادل العلمي، المجلد الرابع والعشرون، العدد الرابع، 2003.
4- الجسمي، عبد الله:“الهوية وثقافة العولمة” دار التنوير للنشر، الإمارات، 2008.
5- حبيل، محمد عمر:“المظاهر الاجتماعية والثقافية المحددة لنمط الاستهلاكي في المجتمع الليبي”،المجلة الجامعة، المجلد الثاني، العدد الخامس عشر، 2013.
6- حسن هيثم سعيد:“إمكانية ترشيد استهلاك الوقود وحماية البيئة عند تسخين الماء”، مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية، سلسلة العلوم الهندسية، المجلد السابع والثلاثون، العدد الأول، 2015.
7- راتب، أسامة كامل والخولي، أمين:“التربية الحركية للطفل” الطبعة الثالثة، دار الفكر، القاهرة، مصر، 1994.
8- الرفاعي حسن:“الاستهلاك والادخار في الاقتصاد” دار النفائس، بيروت، لبنان، 2006.
9- الرماني، زيد بن محمد:“الاستهلاك عند الأطفال”،مقال نشر في صحيفة الجزيرة السعودية، العدد 13140، الجمعة، 19 رمضان، 2008.
10- زريقة، يسري:“اثر التلفزيون في نمو الثقافة الاستهلاكية” رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة دمشق، سوريا، 2005.
11- طه، طارق:“التسويق بالانترنت والتجارة الالكترونية” دار الفكر الجامعي، الإسكندرية، مصر، 2006.
12- عمر، كامل عمر عارف وعيسى، عواطف محمود:“علاقة الاتجاهات الوالدية بالأداء الاستهلاكي للأبناء في مرحلة الطفولة (10-12)”، مجلة دراسات الطفولة. معهد الدراسات العليا للطفولة. القاهرة، أكتوبر، 2007.
13- عبدة، موفق محمد:“حماية المستهلك في الفقه الاقتصادي الإسلامي، دراسة مقارنة” الطبعة الأولى، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، عمان،الأردن، 2002.
14- العيسوي، إبراهيم:“ترشيد الاستهلاك في مصر”، مجلة مصر المعاصرة، القاهرة، العدد 384، 1991.
15- القرعان، احمد خليل:“الطفولة المبكرة” الطبعة الأولى، دار الإسراء للنشر، عمان، الأردن،2004.
16- القريوتي، محمد قاسم:“مبادئ التسويق الحديث” دار وائل للنشر، عمان، الأردن، 2001.
17- المجالي عبد الحميد:“مبادئ ترشيد استهلاك المياه في الفقه الإسلامي”، مجلة دراسات علوم الشريعة والقانون، المجلد الثاني والثلاثون، العدد الثاني، 2005.
18- المرسي، الصفصافي:“القيم الأسرية بين الأصالة والمعاصرة” دار الآفاق العربية، القاهرة، مصر، 2002.
19- المصري، رضوان والطبجي، احمد:“ترشيد استهلاك الطاقة وتحسين كفاءة استخدامها في بعض المنشآت الصناعية وتأثير ذلك على البيئة” نقابة المهندسين، دمشق، 2004.
20- الشريف، مها عبد الله:“اتجاهات أعضاء هيئة التدريس بجامعة ام القرى نحو الحوافز الجديدة” رسالة ماجستير، قسم الإدارة التربوية والتخطيط كلية التربية جامعة أم القرى، 2010.
21- نوفل، ربيع محمود:“اقتصاديات الأسرة وترشيد الاستهلاك” الطبعة الأولى، دار الناشر الدولي، الرياض، السعودية، 2006.
- Garcia, C.; Garcia, L.; Floyd, J & John, L: ” Improving public health through early childhood movement programs “. Journal of Physical Education, Recreation and Dance, Vol. 73, No. 1, 27-31, 2002.
- Spurrier, J.N.; Magarey, A.A.; Golley, R.; Curnow, F. and Sawyer, M: ” Relationships between the home environment and physical activity and dietary patterns of preschool children: a cross sectional study “. International Journal of Behavioral Nutrition and Physical Activity, Vol. 5, No. 31, 2008.
24.Weker, H.; Rudzka-Kantoch, Z.; Struciuska, M.; Maron, A.; Gozdalik, E.; Marcinkowska, M. and Klemarczyk, W: ” Nutrition of preschool age children, general considerations and assessment of child nutrition “. Roczniki panstwowego Zakladu Higieny, Vol. 51, No. 4, 385-392, 2000. [Article in Polish].
- World Energy Outlook, 2011 edition, (International Energy Agency, France, 2011).
[1] Weker, H.; Rudzka-Kantoch, Z.; Struciuska, M.; Maron, A.; Gozdalik, E.; Marcinkowska, M. and Klemarczyk, W: ” Nutrition of preschool age children, general considerations and assessment of child nutrition “. Roczniki panstwowego Zakladu Higieny, Vol. 51, No. 4, 2000. [Article in Polish].
2 حسن، هيثم سعيد:“إمكانية ترشيد استهلاك الوقود وحماية البيئة عند تسخين الماء”، مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية، سلسلة العلوم الهندسية، المجلد السابع والثلاثون، العدد الأول، 2015.
3 المجالي، عبد الحميد:“مبادئ ترشيد استهلاك المياه في الفقه الإسلامي”، مجلة دراسات علوم الشريعة والقانون، المجلد الثاني والثلاثون، العدد الثاني، 2005.
4 الرفاعي حسن:“الاستهلاك والادخار في الاقتصاد” دار النفائس، بيروت، لبنان، 2006.
1 زريقة، يسري:“اثر التلفزيون في نمو الثقافة الاستهلاكية” رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة دمشق، سوريا، 2005، ص72.
2 الجسمي، عبد الله:“الهوية وثقافة العولمة” دار التنوير للنشر، الإمارات، 2008، ص193.
3 الرماني، زيد بن محمد:“الاستهلاك عند الأطفال”،مقال نشر في صحيفة الجزيرة السعودية، العدد 13140، الجمعة، 19 رمضان، 2008، ص31.
4 إبراهيم، احمد:“إدارة الحياة في ترشيد الاستهلاك” الطبعة الأولى، الدار الأكاديمية للعلوم، مصر، 2010، ص100.
5 البكري، ثامر ياسر:“الاتصالات التسويقية والترويج” الطبعة الأولى، دار ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع، عمان، الاردن، 2016، ص80.
6 عبدة، موفق محمد:“حماية المستهلك في الفقه الاقتصادي الإسلامي، دراسة مقارنة” الطبعة الأولى، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، عمان،الأردن، 2002، ص30.
7 نوفل، ربيع محمود:“اقتصاديات الأسرة وترشيد الاستهلاك” الطبعة الأولى، دار الناشر الدولي، الرياض، السعودية، 2006، ص55.
8 حبيل، محمد عمر:“المظاهر الاجتماعية والثقافية المحددة لنمط الاستهلاكي في المجتمع الليبي”،المجلة الجامعة، المجلد الثاني، العدد الخامس عشر، 2013، ص230.
9 القريوتي، محمد قاسم:“مبادئ التسويق الحديث” دار وائل للنشر، عمان، الاردن، 2001، ص28.
10 نوفل، ربيع محمود:“اقتصاديات الأسرة وترشيد الاستهلاك” الطبعة الأولى، دار الناشر الدولي، الرياض، السعودية، 2006، ص36.
11 أبو طالب، مها سليمان وعطوة، محمد جمال:“السلوك الشرائي واتجاهات ربات الأسر عند التسوق من وسائل البيع المباشرة”،مجلة الإسكندرية للتبادل العلمي، المجلد الرابع والعشرون، العدد الرابع، 2003، ص35-36.
1 عمر، كامل عمر عارف وعيسى، عواطف محمود:“علاقة الاتجاهات الوالدية بالأداء الاستهلاكي للأبناء في مرحلة الطفولة (10-12)”، مجلة دراسات الطفولة. معهد الدراسات العليا للطفولة، القاهرة، أكتوبر، 2007، ص30.
2 القرعان، احمد خليل:“الطفولة المبكرة” الطبعة الأولى، دار الإسراء للنشر، عمان، الأردن، 2004، ص21.
3 طه، طارق:“التسويق بالانترنت والتجارة الالكترونية” دار الفكر الجامعي، الإسكندرية، مصر، 2006، ص365.
4 الشريف، مها عبد الله:“اتجاهات أعضاء هيئة التدريس بجامعة ام القرى نحو الحوافز الجديدة” رسالة ماجستير، قسم الإدارة التربوية والتخطيط كلية التربية جامعة ام القرى، 2010، ص26.
[20] Weker, H.; Rudzka-Kantoch, Z.; Struciuska, M.; Maron, A.; Gozdalik, E.; Marcinkowska, M. and Klemarczyk, W: ” Nutrition of preschool age children, general considerations and assessment of child nutrition “. Roczniki panstwowego Zakladu Higieny, Vol. 51, No. 4, 385-392, 2000, Page 385.
[21] Spurrier, J.N.; Magarey, A.A.; Golley, R.; Curnow, F. and Sawyer, M: ” Relationships between the home environment and physical activity and dietary patterns of preschool children: a cross sectional study “. International Journal of Behavioral Nutrition and Physical Activity, No. 5, No. 31, 2008, page 34.
3 حسن، هيثم سعيد:“إمكانية ترشيد استهلاك الوقود وحماية البيئة عند تسخين الماء”، مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية، سلسلة العلوم الهندسية، المجلد السابع والثلاثون، العدد الأول، 2015، ص 11.
[23] World Energy Outlook, 2011 edition, (International Energy Agency, France, 2011). Page 127
1 العيسوي، إبراهيم:“ترشيد الاستهلاك في مصر”، مجلة مصر المعاصرة، القاهرة، العدد 384، 1991، ص73.
2 المجالي، عبد الحميد:“مبادئ ترشيد استهلاك المياه في الفقه الإسلامي”، مجلة دراسات علوم الشريعة والقانون، المجلد الثاني والثلاثون، العدد الثاني، 2005، ص 274.
3 المصري، رضوان والطبجي، احمد:“ترشيد استهلاك الطاقة وتحسين كفاءة استخدامها في بعض المنشآت الصناعية وتأثير ذلك على البيئة” نقابة المهندسين، دمشق، 2004، ص 25.
4 المرسي، الصفصافي:“القيم الأسرية بين الأصالة والمعاصرة” دار الآفاق العربية، القاهرة، مصر، 2002، ص 257.
5 الرفاعي حسن:“الاستهلاك والادخار في الاقتصاد” دار النفائس، بيروت، لبنان، 2006، ص 70.
1 راتب، أسامة كامل والخولي، أمين:“التربية الحركية للطفل” الطبعة الثالثة، دار الفكر، القاهرة، مصر، 1994، ص 42.
[30] Garcia, C.; Garcia, L.; Floyd, J & John, L: ” Improving public health through early childhood movement programs “. Journal of Physical Education, Recreation and Dance, Vol. 73, No. 1, 27-31, 2002, page 27.