
صورة “الربيع العربي” في الإبداع الروائي المغاربي: موضوعات الروايات العربية في الألفية، د. عبد الرحمان إكيدر، جامعة القاضي عياض. مراكش – المغرب –
بحث نشر بكتاب أعمال مؤتمر الرواية العربية في الألفية الثالثة ومشكل القراءة في الوطن العربي: الجزائر العاصمة 21-22|08|2016 ، ص 69. (للتحميل يرجى الضغط هنا)
تقديم :
شكلت أحداث “الربيع العربي” عنوانا لمرحلة تاريخية عدت منعطفا حاسما شهدته المنطقة العربية من مغربها إلى مشرقها منذ نهاية العقد الأول من الألفية الثالثة. وقد شكلت هذه الأحداث مادة دسمة تستمد منها بعض الروايات المغاربية واقعيتها المتخيلة وقوتها وتوهجها، وهي أحداث مفعمة بالمشاعر والآلام. فقد كان لهذا الواقع الأسود الأثر البارز في إسالة المداد وتفجير الكلمات المصورة لتلك الأحداث والمآسي التي تسبر أغوار الشخصية المغاربية وتوثق أحداثا دامية، وذلك في قالب فني إبداعي يزاوج بين الواقعي والمتخيل.
- الرواية وثورة الربيع العربي :
يشير الروائي الطاهر بنجلون إلى أن “هذا الربيع العربي القادم في عز الشتاء لا مثيل له في التاريخ الحديث للعالم، إلا إلى حد ما ثورة القرنفل في البرتغال (أبريل / نيسان 1974). حتى لحظة اندلاع هذه الحركات، كانت الشعوب العربية معتادة على أن تقبل بمصيرها وتخضع له مستسلمة. شهدت المنطقة، من حين لآخر، بعض حركات التمرد، والتي قمعت في كل مرة بقسوة، وقضي على كل المعارضين. يشترك المغرب والمشرق في هذا الأمر”[1]. وقد عمل مجموعة من الروائيين على توثيق هذه اللحظات، فأغلب الروائيين في المغرب العربي خاضوا الحدث وواكبوه بأعمال إبداعية. ذلك أن الرواية ومقارنة بباقي الأجناس الأدبية لها قدرتها على سرد مختلف الأحداث الحياتية اجتماعية وسياسية وغيرها، نظرا لما تمتلكه من قدرة على تصوير حياة المجتمعات، ولما لها من قدرة على رصد ما شهده ربيع العالم العربي. وعلى هذا الأساس سنحاول في هذا الصدد إبراز صورة الربيع العربي في بعض المتون الروائية المغاربية المتميزة، وسيكون متن الاشتغال على الروايات الآتية :
- ورقات من دفتر الخوف (أبو بكر العيادي).
- فرسان الأحلام القتيلة (إبراهيم الكوني).
- عدو الشمس البهلوان الذي صار وحشا (محمد سعيد الريحاني).
وذلك بالتركيز على رصد عدد من التيمات المشتركة والأكثر ترددا في هذه النماذج، والتي تصور واقع المجتمعات المغاربية خصوصا في تونس وليبيا إبان حراك الربيع العربي.
- صورة الربيع العربي في رواية “ورقات من دفتر الخوف” :
تدور أحداث الرواية حول واقع المجتمع التونسي خلال فترة حكم الرئيس السابق بن علي، وتسلط الضوء على الفساد المتفشي في البلاد وما ترتب عن ذلك من معاناة وتضييق على الحريات، ثم ترصد مجريات ثورة الياسمين منذ أول يوم، وكل هذه الوقائع يسردها أبو بكر العيادي الذي يتابع الأحداث ويتفاعل معها من المهجر. راصدا في ثنايا الرواية مجموعة من التيمات والمتمثلة في : الخوف، واستبداد السلطة، ومطلب الحرية والكرامة، ووضعية المثقف العربي، وواقع الإعلام.
- تيمة الخوف:
لمدة عقود أطبقت السلطات الحاكمة سياسة التخويف، متسلحة بشتى الأساليب والأدوات لزرع الخوف في النفوس والاستبداد بالعباد، وتصور روايات الربيع العربي هذه التيمة بمختلف تمظهراتها مبرزة تفشي حالات الخوف بين المواطنين، وهذا ما تكشفه رواية “ورقات من دفتر الخوف” لأبي بكر العيادي، فقد استهل الكاتب هذا العمل بالإهداء الآتي : (إلى كل من لم يبع ضميره زمن الخوف)[2]. ثم بمقتبسات عبارة عن أبيات شعرية :
وكنت أخاف الدهر ما كان باقيــــــــا فلما تولى مات خوفي من الدهر (أعرابية)
لا يصلح الناس فوضى لا سرة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
تُهدى الأمور بأهل الرأي ما صلت فإن تولت فبالأشرار تنقادُ[3] (الأفوه الأودي)
وقد عرض المؤلف مجموعة من الأمثلة الدالة عما كان الشعب يعانيه من قمع وتنكيل ونفي واستيلاء على الممتلكات، وعما كانت البطانة والحاشية تمارسانه من ابتزاز واضطهاد. فكلمة (خوف) تتردد بقوة في فصول هذه الرواية، التي تنقل أيضا خوف كاتبها وهو في المنفى يتابع التطورات المتلاحقة والمتسارعة التي تشهدها ساحات الاحتجاج “من منفاي الباريسي، وبي خوف من أن تدور الدوائر على المتظاهرين في الشارع الرئيسي، فالطاغية سفاح لا يعرف الرحمة، سيرته معمدة بالقتل، ملطخة بدماء ضحاياه من أبناء الشعب الأعزل”[4].
وقد يبدو هذا الخوف هاجسا يسكن كل فرد حتى صار لا يأنس لمحدّثه ولو كان من المقرّبين، يقول السارد : “بذلك حكمنا بن علي وأركب علينا طغمته وعائلته الفاسدة، وما هم في الأصل سوى أصنام من رمل اندثرت لأول موجة”[5]. لكن مع بداية الحراك، ونزول الناس إلى الميادين سرعان ما انقلبت الآية وتحول الخوف إلى السلطة الحاكمة في شخص بن علي وزبانيته، يقول أبو بكر العيادي : “وعجبت للناس يتحدونه، أمام معقل جهازه الأمني الذي أقام عليه مجده وكرس بقاءه، وهم يعرفون من بطشه ما لم يعد خافيا على أحد. وعجبت أكثر لشبان يطاولونه (…) خيّل إليّ ساعتها أن الخوف انتقل من المستضعف إلى الآمر الناهي”[6]. لقد حمل شباب تونس لواء التغيير وكسر جدار الخوف الذي عمّر لسنوات، فرفع صوته عاليا منددا بكل تلك الممارسات التخويفية.
- استبداد السلطة :
لم تكتف الروايات التي تلت سنة 2011 بسرد الأحداث الحافلة بالثورة أو تلك التي عكست أوجها من الظلم، بل صوّرت السلطة الحاكمة كأبشع ما يكون، وأطلق الروائيون العنان لخيالهم لتلمس حال القهر والظلم الذي جثم على قلوب الملايين. ف”مع وجود إمكانية صنعتها تلك الأنظمة التي بالغت في الحلول الأمنية مع شعوبها، بل لا يوجد في الحقيقة في أجندتها إلا حلا واحدا صرفا لا بديل عنه وهو لغة القوة والقبضة الحديدية، ومع انكسار حاجز الخوف لم تعد القبضة الأمنية كافية، ولم تعد السجون قادرة على استيعاب من خرجوا ولديهم قناعة بالتغيير ورغبة في واقع جديد”[7]. تركز هذه الرواية في مجملها على شطط تلك الأنظمة وممارسات أجهزتها القمعية من بوليس وعسكر ومخابرات بل حتى بعض الأحزاب التي كانت متواطئة ضد إرادة الشعب. “بوليس، ذلك هو (زعبع). مجرد بوليس لا يفهم من الحكم غير مراقبة المواطنين والتجسس عليهم والتربص بهم، للإيقاع بهم في هذا الخندق أو ذاك، خندق الوشاية أو خندق الركوع والانسحاق، وقد غدا لديه الشعب كله في حالة سراح شرطي، محكوما عليه سلفا، ولا يدري متى يعاد إلى الحبس”[8].
تصور رواية أبي بكر العيادي قمع هذا الجهاز وتسلطه ناسيا أو متناسيا أنه في خدمة الشعب وليس في تخويفه والزج به في غياهب السجون والمعتقلات المعلنة والسرية، “عاد البوليس إلى قمع الأيام السابقة. أيام سود كان أعوانه خلالها يصيدون البشر كما تصاد الأرانب، حتى أثناء الجنائز والناس يدفنون قتلاهم، بلا شفقة ولا رحمة وكأنهم يحاربون أعداء”[9]. ويضيف الكاتب بعض المشاهد الأخرى التي تكشف تجاوزات هذا الجهاز، “البوليس السياسي وهو يعتقل الناس دون تمييز فيمارس ضدهم وسائِله البشعة، حرق وجلد وقلع أظفار واغتصاب لا يفرقون بين صغير وكبير، ولا بين ذكر وأنثى. ميليشيات الحزب الحاكم تقتحم بيوت حفظ الموتى لتختلس الجثث وتلقي بها في الوديان والمقابر الجماعية لإزالة آثار الجريمة”[10].
- مطلب الحرية والكرامة :
شكل موضوع الحرية والمطالبة بالكرامة الإنسانية ميسما ميز الرواية العربية منذ بداياتها الأولى، ولعب رواد الرواية العربية دورا في بناء مؤسسة الإبداع الروائي الملتزم بالقضايا الإنسانية الجوهرية. فقد “تناولت الرواية العربية مسألة الحرية في مواجهتها للاستبداد في فترتي : النظام الاستعماري، والحكم الوطني، بمختلف تلويناتهما الإيديولوجية، بحيث يمكن القول إنه لا تكاد تخلو رواية عربية من عرض أنواع الاضطهاد والتعذيب التي مورست على الإنسان العربي، وأصناف الصمود التي تحدى بها ذلك الاضطهاد، من أجل تحقيق حريته وصموده”[11]، وقد برزت هذه التيمة في روايات الربيع العربي من مغربه إلى مشرقه، خصوصا رواية (ورقات من دفتر الخوف) التي تربط الحرية بالعدالة والكرامة الإنسانية، وبالتالي كان ثمن هذا المطلب هو الجهر بصوت عالٍ لتكسير القيود، سيما وأن النشيد الوطني التونسي الذي أبدع أبياته الشاعر أبو القاسم الشابي يشي بدور الشعب في تحقيق مطالبه، ولعل أهم هذه المطالب هي الحرية :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بــــد لليل أن ينجلـــــي ولا بـــــد للقيد أن ينكســـــر
لقد “كان نظام بن علي يُقارن باحتلال استعماري، أي لا شرعي ومتوحش. لقد أمضى عشرين عاما في إرساء الشبكات والتنظيمات الضرورية لإخضاع البلد لإرادته. تحت ذريعة حماية البلاد من الخطر الإسلامي، أجاز لنفسه كل شيء، وهذا تحت بصر ورضا الدول الأوروبية”[12]. لكن إرادة الشعب تأبى إلا أن تكون حاضرة في الميادين والشوارع الرئيسة للبلاد منددة بأعلى صوتها وبطرق سلمية وحضارية عن حريتها وكرامتها، وذلك من خلال شعارات رفعت في وجه نظام فاسد. يقول أبو بكر العيادي : “وجدت رسائل كثيرة وشرائط بالجملة. فتحت أحدها فإذا مسيرة ضخمة فاضت عن شارع بورقيبة، والناس رجالا ونساء، شبانا وبنات، يرفعون علم تونس ولافتات كتب عليها : RCD DEGAGE
ويهتفون :
تونس تونس حرة حرة والتجمع على برة”[13].
ويقول في مقطع سردي آخر: “لاح الأصدقاء الافتراضيون على الفايسبوك وقد استعاض أغلبهم عن صورته بعلم تونس أو بشعارات مثل:
ثورة الحرية والكرامة BEN ALI DEGAGE
ثورة 14 جانفي
الشهيد محمد البوعزيزي”[14].وقد جوبهت هذه الشعارات بالعنف والدماء، “قناصة يعتلون سطوح المباني ويطلقون نيرانهم على شباب يطالب بالحرية، ليس له من سلاح سوى غضب فاضت به الصدور”[15]. وقد تحقق هذا المطلب بعد فرار الحاكم وبطانته الفاسدة، وسقوط رموز الفساد تباعا، وتبرز الرواية هذا الحدث بصوت أحد المناضلين الذي يبشر بانجلاء الكابوس الذي جثم على البلاد أعواما :
تحيا تونس الحرة
المجد للشهداء
المجد للشعب التونسي
الحرية للتوانسة[16].
- المثقف العربي :
إن المبدع العربي من حيث هو إنسان ومواطن معني بالأحداث التي تشهدها بلاده، فيعبر عن ذلك بصيغ إبداعية مختلفة وفي قوالب فنية تمزج بين الواقعي والتخييلي. وقد كان لحدث الربيع العربي في المنطقة المغاربية فرصة سانحة للروائيين، وذلك للتعبير عن مواقفهم الشخصية والفكرية إزاء هذا الحدث العظيم، والتي كانت تجسد الواقع المعتم للمجتمع في ظل نظام استبدادي دفع ثمنه كذلك المثقف العربي.
لقد صورت مجمل هذه الروايات واقع المثقف العربي بشكل مضمر يستشف من خلال بعض المقاطع وأحيانا أخرى بشكل صريح. وخير مثال عن ذلك رواية (ورقات من دفاتر الخوف)، والتي هي عبارة عن سيرة مثقف يتابع من منفاه ما يجري في وطنه آناء الليل وأطراف النهار، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الأجنبية، غربية كانت أم عربية. فقد حاول أبو بكر العيادي أن يقدم لنا واقع تونس قبل الثورة وإبانها، حيث ترتد ذاكرة بطل الرواية إلى وقائع كان طرفا فيها، قبل أن يضطر إلى الهجرة، برغبته في المرة الأولى، ومُكرها في المرة الثانية. ويشير إلى ذلك في أحد المقاطع : “كان ذلك قبل أن يضطرني النظام إلى العيش في المنفى، مجتثا من تربتي، محروما من رائحة بلادي. لذت بعزلتي أدون في الورق ما يساورني كل ليل”[17]. لقد كشف الكاتب عن ما يتعرض له المثقف من مضايقات ومصادرة المؤلفات ومنع ترويجها بدعوى أنها تدين الاستبداد وتعري الحكم الفردي المطلق، ذلك أن هذه الأصوات تؤمن بالكلمة الصادقة، لا تبتغي مناصب وأوسمة زائفة.
- الواقع الإعلامي :
تعتبر حرية الإعلام من أهم مؤشرات الديمقراطية في أي دولة، غير أن الواقع الإعلامي في العالم العربي لمدة عقود يكشف عن أن جل الصحف والقنوات التلفزية غالبا ما تسخر لخدمة مشروع الأنظمة التي جعلتها أبواقا تمرر من خلالها أفكارها التضليلية التي لا تصور الواقع إلا كما أراده الحكام. و”لأننا في زمن الإعلام المفتوح فإن هذه الأنظمة فشلت في إعادة إنتاج نفسها وبالغت في الهاجس الأمني على سلامتها الشخصية، واستمرت في أسلوبها القديم القائم على أجهزة المخابرات ولم تشعر بأن الزمن قد تغير، ولهذا فقد فوجئت، بل صعقت، بما حدث، وكانت النتيجة ما رأيناه ونراه يوميا على الفضائيات الإخبارية[18].
ولم تغفل الروايات المغاربية دور الإعلام في ثورة الربيع العربي سواء الإعلام المفبرك للأنظمة الاستبدادية أو الإعلام العالمي الحر والذي غالبا ما يصور الواقع والأحداث كما هي. يقول السارد في رواية (ورقات من دفتر الخوف) : “فتحت قناة الجزيرة، فإذا الخبر يتصدر نشراتها على مدار الساعة … في حين كانت قناة تونس 7، وليس لنا ست قبلها لتحوز تلك المرتبة، ماضية في جدل عقيم ومنوعات تافهة. ثم صارت متابعة الجزيرة شغلي الشاغل منذ رجوعي من العمل حتى ساعة متأخرة من الليل”[19]. والأمر نفسه ينطبق على الجرائد التي أضحت صوتا للنظام، فلا يسمح لها بالنشر إلا بعد موافقة الأجهزة الرقابية التي تسهر على تطبيق سياسة النظام وتلميع صورته، والويل لمن يخرج عن هذه الإرادة، لقد “صارت الصحف أبواق دعاية، وافتتاحياتها مباراة في موضوع إنشاء يحدد عشية صدورها، بل إن صور سيادته هي الأخرى كانت مرقمة، لا ينشر منها في الصفحة الأولى إلا ما يسمح لنا بنشره في اليوم المضبوط. كانت المكالمات تنزل على رؤساء التحرير في شكل أوامر تأتي مباشرة من القصر، تلزمهم بالمواضيع الواجب التباري فيها على هدي سياسة الرئيس الرشيدة، وسياسة الحكام العرب رشيدة وجوبا … وويل لمن عصى، أو فاه بكلام لا ينسجم مع الخط العام الذي رُسم للإعلام في تونس”[20].
ولم يسلم السارد نفسه من هذا الواقع ومن التهميش بعدما وجد نفسه في الشارع مستبعدا بعد رفضه الانصياع والانبطاح لتوجهات الجريدة التي كان يعمل فيها، “سمعت بوكالة الاتصال الخارجي طبعا … هذه التي جعلت لتلميع صورة تونس في الخارج. لقد صارت بقدرة ذلك الذي يسميه الصحافيون (عبعب)، أخبث مستشاري القصر وألأمهم، تستعمل سلاحا لإخماد الصحف التي ترفض الانبطاح، حيث تهب الإشهار لمن تشاء وتمنعه عمن تكره. والويل للمؤسسات التي تتجاوزه فتتعامل مباشرة مع جريدة مغضوب عليها. ولك أن تتخيل البقية. وقع تهميش الجريدة، وإبراز جرائد أخرى صارت تحتل الواجهة، بعد أن رحب أصحابها وكتبتها بتحبير ما يريده النظام، والتجني على من لا يروقه، فوجدت نفسي في الشارع”[21].
توثق رواية أبي بكر العيادي لأبرز الأحداث التي شهدتها تونس إبان ثورة الياسمين، ويشير الناقد عبد الدائم السلامي إلى أن هذه الرواية “تستنسخ الواقع، خصوصا وأنه واقع لزج قابل للزيادة والنقصان، فيه ما فيه من الخفايا والأسرار التي لم تنجل بعد، لا في لحظة استهلال الرواية، ولا عند الانتهاء منها، ولكن الكاتب استطاع أن يحيلنا إلى حكايات كثيرة، واستخدم لعبة التقاطعات بمهارة فتداخلت الأمكنة والأزمنة والحالات، وسرى الخوف في أعراق الرواية مثلما سرت الشجاعة، وانجلى النضال ضدّ الطاغية وزبانيته عن سقوط الدكتاتور في انتظار سقوط الدكتاتورية. ولتحقيق ذلك، استخدم ألاعيب الحكي، وعدّد الأصوات ومستويات التبئير، ونوّع الخطاب السردي، وكثّف سجلات القول حين يلزم التكثيف، واستبطن شخصياته بمهارة”[22].
- أبعاد الثورة الليبية في رواية “فرسان الأحلام القتيلة” :
لم يفوّت إبراهيم الكوني فرصة استثمار ثورة 17 فبراير الليبية دون أن يجسدها في عمل روائي يصور حراك الربيع العربي في بلد عانى من جبروت الحاكم المتفرد بالسلطة والمتحكم بمقاليد الحكم. جعل السارد شخصية (غافر) راويا للأحداث، وهي شخصية مثقفة تعرضت للاضطهاد والطرد من عمله كمدرس بسبب اعتراضه على مضامين المناهج الليبية، لينخرط مع بداية الشرارة في معارك طاحنة بين الثوار وكتائب القذافي، إذ كانت مهمته حفر الجدران للوصول لبناية الضمان.
تتطرق الرواية للانتفاضة المجتمع الليبي بعد فترة من الجمود والخضوع شبهها الكاتب بالموت والسجن، ويعبر عن ذلك بقوله : “وقد جربت هذا الموت، كما جرب جيلي هذا الجنس من الموت، جربت موتا ننتظر فيه موتا. جربت موتا أسوأ من الموت المنتظر”[23]. غير أن بداية الشرارة جعلت الشعب يؤمن بالبعث وإمكانية التغيير والانعتاق من هذا السجن وذلك بعدما تبين أن الانتفاضة أعطت أكلها في كل من تونس ومصر. “ويبدو أن الأحداث التي سبقت الزلزلة قد لعبت دورا في بعثنا، أو اكتشافنا المفاجئ لأنفسنا على النحو الذي شهده ميدان المحكمة بالمدينة في ذلك اليوم. لقد تابعنا زلزلة جارة الغرب بلا مبالاة تليق بجيل اللامبالاة. أو ما ظنناه لا مبالاة، ثم تابعنا بذهول انهيار هرم الدهر في جارة الشرق”[24].
وقد عالجت الرواية أيضا جانبا من المضايقات التي يفرضها النظام الاستبدادي لتكبيل المثقف وكبح جماح إبداعه، ومحاسبته، فقد قادته كلمة صرح بها منتقدا واقع التعليم إلى دروب من المساءلة “زيارة مقر تلك الإدارة كانت رحلة طفت بها أركان كل الأجهزة الأمنية التي يمكن أن تتفتق عنها عبقرية بشر : الأمن الداخلي، الأمن الخارجي، الاستخبارات العسكرية، ثم .. اللجان سيئة السمعة”[25].
ركزت رواية الكوني على فضح أدلجة المناهج التعليمية التي اعتمدها النظام الديكتاتوري في ليبيا، حيث عدت هذه المناهج متجاوزة ورجعية ومتخلفة تربي الناشئة على الخضوع التام منذ نعومة الأظافر، فقد شكلت وسائل لإعادة إنتاج القمع وتبليد الناشئة، وقد رسم إبراهيم الكوني صورة قاتمة لمضامين هذا المنهاج الذي يكرس سلطة الحاكم وتنزه وتقدسه، والغريب أن وضع المنهاج وتنزيله مهمة يضطلع بها أناس لا يفقهون شيئا في هذا التخصص بعيدون كل البعد عنه، “ها هو الغلاف الواجهة مشفوع بعبارة (اللجنة الشعبية العامة للتعليم العام)، يليه العنوان الفرعي بخط النسخ : (التاريخ المعاصر). حسنا. فلنقلب الصفحة لنقف على حقيقة هذه المُلحة السمجة. المؤلفون. أسماء معروفة حقا، ولكن .. في مجال أبعد ما يكون عن العلم والتعليم أو التأليف ! إنهم كبكبة متداولة من فرسان الجيش. يا رب الأرباب، ما هذا ؟
ضباط القوات المسلحة يتطاولون في مناهج الجيل ؟!”[26].
لقد غيّر الديكتاتور معمر القذافي المناهج التعليمية وفقاً لفلسفات هجينة لدراسة أفكاره وتوجيهاته الثورية، وغالبا ما تضمنت هذه المقررات مغالطات تاريخية تعتمد تجهيل الشعب وطمس ماضيه المجيد وكل أبطاله ورموزه في مقابل تمجيد القائد الزعيم الذي تتغنى به كل الكتب المدرسية. “كدت أحتج فأقول إن المنهج الدراسي ليس قرآنا منزلا، ولكني تذكرت أن آراء سادة هذه الدنيا كثيرا ما كانت متونا أكثر حُرمة من القرآن”[27].
وقد شكلت لحظة سقوط النظام لدى شعوب المنطقة بداية الانفراج وتحقيق المبتغى المنشود، غير أن هذا السقوط تلته مباشرة مجموعة من الظواهر الفوضوية من أعمال نهب وسلب للممتلكات العامة والخاصة وتخريب اجتاح البلاد وحرق للمؤسسات، أضف إلى ذلك التجاوزات الأخلاقية وكذا الانتقام دون محاكمة عادلة. وقد عبرت الأصوات الروائية المغاربية عن هذه الممارسات التي خلفت لدى المبدعين إحباطا وصدمة لكل الآمال والتطلعات، ولقد سبب هذا الوضع جرحا عميقا بعد ما آل إليه الوضع من انتكاسات وممارسات دامية، يقول إبراهيم الكوني في الفصول الأخيرة من روايته : “ولكن الجرح الذي فجعني أكثر من جراحي ومن جراح الأب هو ما آلى إليه المآل بعد كل هذه القرابين. لقد رأيت بعد تحرير الأحلام أناسا يتجاهلون القيمة ويتقاتلون قتالا في سبيل الفوز بالغنيمة”[28].
لقد صاغ إبراهيم الكوني أحداث هذه الرواية من خلال ضمير المتكلم الذي يحيل على شخصية (غافر) بوصفه راويا مشاركا في مجريات الأحداث، وذلك بلغة مفعمة بالرموز المشاعر الإنسانية، وقد لجأ الكاتب إلى توظيف أسلوب الاستفهام الذي تردد بقوة في المتن الروائي، إذ تطرح الرواية مجموعة من التساؤلات تتخذ أحيانا أبعاد فلسفية تستدعي التأمل.
غير أن هذا العمل لقي بعضا من الانتقادات التي تصب في مجملها حول عدم ارتقاء هذا العمل لقامة إبراهيم الكوني بسبب التسرع وبرودة السرد. يشير (سلمان زين الدين) إلى “أن قراءة متأنية للنص تخلص إلى أنه يقفز فوق العامل الخارجي الذي لعب دوراً حاسماً في الصراع، ولا يتوقف عند الثمن الكبير الذي دفعته ليبيا للتحرر، ويفتقر إلى درامية الواقع، ويتناول الحدث المتسارع الساخن بسرد بطيء بارد، ويغلّب الحيّز الداخلي في الوقائع بما هو أفكار وانطباعات على الحيّز الخارجي بما هو حركة في المكان، ما يجعل النص مثقلاً بالأفكار، وينتقص من روائيته.
يدس الكاتب في روايته، من خلال قناعه الراوي، شيئاً من الأيديولوجيا، وشيئا من التنظير، فتحضر الأفكار على حساب الوقائع الخارجية أحيانا، ويجنح نحو الوعظ والخطابة أحيانا أخرى، كما في قوله: «أردت أن أقول إننا يجب أن نتعلم الاعتزاز بهويتنا الأثرى لا الأفقر! يجب أن نتعلم أن نفخر بتعددنا لأن التعدد ضمان وجودنا في البعدين، الأفقي والعمقي، كما يجب أن نتعلم الفخر بتنوعنا لأن في تنوع الثقافات واختلاف الديانات يكمن امتدادنا الروحي وعراقتنا الإلهية… »”[29].
- صورة الطاغية في رواية “عدو الشمس البهلوان الذي صار وحشا” :
ترصد رواية (عدو الشمس البهلوان الذي صار وحشا) لكاتبها المغربي (محمد سعيد الريحاني) صورة الطاغية معمر القذافي منذ بداية الثورة الليبية إلى يوم مقتله، وتكشف عن تناقضات هذا الحاكم المستبد الذي يعاني جنون العظمة والفصام. فقد فرض سلطته بقبضة حديدية لا تعترف بالمواثيق الدولية التي تدعو لاحترام حقوق الإنسان، كما لا تؤمن بمقولات الديموقراطية والنقد والمساءلة وحرية التعبير، وقد وفق الكاتب محمد سعيد الريحاني في رسم صورة هذا الدكتاتور الذي يصرح علانية : “إن السلطة والحكم ينتجان (الطاغية). وعليه، ارتأيت أن أقتسم معكم القوانين لضمان الفعالية: فلكم أنتم الشعب السلطة، ولي أنا القائد الحكم. كما أن حراسة الثورة والتصرف فيها تنتجان (الإسراف والتبذير). وعليه ارتأيت أن أقتسم معكم الدورين : فلكم، أنتم الشعب، حراسة الثورة النفطية وباقي الثروات الطبيعية، ولي، أنا القائد، صلاحية التصرف فيها”[30]. ويضيف في مقطع آخر يبين انفراد الطاغية بمقاليد الحكم وتسيير البلاد، فلا رأي إلا رأيه المقدس الذي لا يقبل النقد والمحاسبة.
“لقد أوقفنا التاريخ …
فلا أحزاب، بعد اليوم، ولا نقابات ولا جمعيات …
لا نقد ولا محاسبة ولا مطالب ولا أسئلة …
لا كتب مقدسة …
لا شيء غيري وغير كتابي وخطبي …”[31].
وقد يصل الأمر بالطاغية إلى حد الفتك بكل أفراد شعبه شبابا وشيوخا ثوارا كانوا أم عزل، وحرق البلاد وإسالة الدماء من أجل البقاء والاحتفاظ بكرسي الحكم، ومن يخرج عن إرادته فهو متآمر وإرهابي وجرذ حقير، “أنا لست رئيسا : أنا زعيم ثورة. أنا لا منصب لي، ولذلك، لا يمكنني التنحي. فأنا مقاتل ثائر وسأدافع عن ثورتي إلى آخر رجل من رجالي. أنا ليس لي سوى بندقيتي. سأقاتكم وأقتلكم جميعا. سأحرق ليبيا على الموقف ولو في بحر من الدماء فأنا الشعب أما أنتم فمجرد متآمرين على الشعب …. جيرانكم لم يعرفوا، قبل هذا العام، ثورة عبر كل مراحل تاريخهم. ثم إن ثوراتهم جاءت لتغيير رئيس برئيس وتبديل حزب بحزب … أما هنا، فلا توجد أحزاب ولا يوجد رئيس. هنا، الشعب هو الذي يحكم. ولا يمكن لأحد أن يثور على الشعب. لا يمكن لأحد أن يثور على نفسه إلا إذا كان مجنونا أو مدمن حبوب هلوسة”[32]، ويضيف في إحدى خطبه التي تسجلها رواية (عدو الشمس البهلوان الذي صار وحشا) بالحرف :
“الليلة، ستنتهك حرمات البيوت.
الليلة ليلة الزحف، الزحف في كل الاتجاهات : زنقة زنقة، دارا دارا، غرفة غرفة، فردا فردا …
الليلة ليلة الزحف عليكم، أيها الجرذان …
سنمسككم واحدا واحدا
لتختبئ الجرذان وليرقص الأنصار في الشوارع ويغنوا ويستعدوا لقتل الجرذان وبقر بطونهم وحرق جثثهم
وإنه لزحف حتى النصر”[33].
كما أبرز محمد سعيد الريحاني في الرواية دور الإعلام الذي تسخره هذه الأنظمة لتمرير مخططاتها، وإذا كان واقع الإعلام في تونس – كما تتبعنا مع أبي بكر العيادي – معتما ومضللا، فإن الوضعية في القُطر الليبي تزداد عتامة وتضليلا، ذلك أن وسائل الإعلام الرسمي كهيئة خطاب تتوكأ على عكاز وحيد نظرا لغياب أي خيار إعلامي آخر غير رسمي كما في بقية البلدان. لقد جعل العقيد من هذا الإعلام وسيلة لتمرير هلوساته بل يصل الحد إلى درجة التحكم الفعلي في البرامج المذاعة حسب ما يملي عليه المزاج والأهواء، “ثم يوقف الخطاب بضغطة على الزر ليُرْبَط الاتصال مجددا بين الجهتين المنتظرتين، أستوديوهات الإذاعة والتلفزة المركزيتين في العاصمة وجمهور المستمعين والمشاهدين من المواطنين عبر أرجاء البلاد، ممن ألفوا خرجاته وتخريجاته واعتادوا على قطع البرامج والمسلسلات والأخبار لفسح المجال لخطابات العقيد الثائر الذي، إذا ما لم يعجبه برنامج من المباشرة والمسجلة على السواء، ضغط من تحت ملاءته على السرير، على الزر لتتوقف البرامج أو يتوقف البث برمته. كما يحدث أحيانا ألا يروقه برنامج على فضائيات أجنبية، فيهاتف إدارة الاستخبارات التي تبدأ للتو برشق الفضائية المعنية في القمر المعين مباشرة من (فيللا الاستخبارات) بالرسائل الخاطئة والرموز المشوشة فتعطل عمل الفضائيات المزعجة أو تشل حركتها بالمرة …”[34].
يتوقف الكاتب عند إحدى هلوسات قائد ثورة الفاتح والمتمثلة في (الكتاب الأخضر) الذي جعله العقيد الأساس العقائدي للدولة الليبية، وتشير رواية (عدو الشمس البهلوان الذي صار وحشا) إلى ذلك في إحدى خطب الزعيم :
“أيها الشعب العظيم، إن وحدة الشعوب من وحدة الخطاب المتداول بينها. لذلك، فقد عكفت مؤخرا على إعداد كتاب يكون لكم مرجعا في وضوئكم وصلاتكم وحجكم وشهادتكم وموتكم وبعثكم. وهذا سيتطلب مصادرة كل الكتب الوافدة من الخارج ومراقبة كل الكتب المطبوعة في الداخل.
وحده (الكتاب الأخضر) حر في التداول وحاضر في كل ربوع البلاد حيثما انتصبت الرفوف : في البيوت ومقرات العمل والأرصفة والسهول والهضاب والوديان والتلال والجبال … وحده (الكتاب الأخضر) يُقرأ ويُشرح في كل مكان …”[35].
وقد توسل الكاتب بتقنية الحذف الذي يولد السخرية بفعل الارتطام المستمر مع اللامتوقع. ومن ذلك سماع زغاريد تولي العقيد مقاليد الحكم :
“الزغارید في كل مكان…
البعض روج بأن رائد الفضاء لویس آرمسترونغ سمع الزغارید من على سطح القمر حین وطأت قدماه لأول مرة في تاریخ البشریة
ومیض الكامیرات في كل مكان…
البعض روج بأنه رأى صورته منقوشة على قرص القمر في اللیالي البیض من منتصف الشهر الهجري…
صدى خطابه الأول في كل مكان، على أمواج كل الإذاعات والتلفزات، بین مواد كل الجرائد
والمجلات والمناشیر”[36].
ومن مظاهر السخرية كذلك أن يقود البلاد شخص متقلب المزاج أشبه ما يكون بالبهلوان على حد تعبير محمد سعيد الريحاني :
“ألم تقل قبل قلیل بأنك تفاجأت لكونه لم تحدث ثورة في البلد ومع ذلك فهو يقودها ؟ كیف يمكنه قیادة ثورة لم تحدث ؟ ألیس هذا سیركا ؟ ألیس الرجل بهلوانا ؟!
– ومع ذلك، فالمرحلة تحتاج إلى القلیل من الفكاهة للترویح عن النفس من الإحباطات المتلاحقة ربما، من الأفضل أن یكون الرئیس بهلوانا على أن یكون شیخا وقورا یدعي الجد ويجهد نفسه في إقناعنا بمظاهره ونيته…”[37]. وعلى الرغم من أن عدد صفحات الرواية لا يتجاوز الخمسين، فإن الكاتب لجأ لعملية التكثيف والاختزال لمجموعة من الأحداث، مع هيمنة الحوار بشقيه الداخلي والخارجي، كما يظهر صوت العقيد بشكل قوي في فصول الرواية سواء في محاوراته أو في خطبه الشهيرة وأحيانا حتى في كوابيسه. كما توسل الكاتب بعدد من الأساطير والحكايات الشعبية والرموز (نيرون- كاليغولا- كركللا- تيتوس)، إضافة إلى اعتماد أسلوب السخرية، ولغة الحديث اليومي في بعض المقاطع (جايين لك، يا معمر، جايين لك .. )(ص 11) مما يجعل الأحداث أكثر واقعية.
- خاتمة :
إن المتتبع للمنجز الروائي بعد سنة 2011 سيستشف أن موضوع الربيع العربي كان حاضرا بقوة في الرواية العربية عموما والمغاربية خصوصا سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وقد تبين من خلال النماذج الروائية الثلاث أن مجموعة من المواضيع التي كانت من المحظورات كانت حاضرة بقوة منها ما هو مرتبط بالوضعية السياسية والاجتماعية التي أسهمت في اندلاع شرارة الربيع العربي في هذه الأقطار، ومنها ما هو مرتبط بمطالب الشعوب كالحرية والكرامة والديموقراطية. ومهما ترتب عن هذا الحدث العظيم من إيجابيات أو سلبيات أو تداعيات، فإن المشهد الإبداعي حقق قفزة نوعية إذ أوجد أعمالا روائية لم تنجبها القريحة العربية منذ عقود، لسبب بسيط هو أن الخمول الذي خدر القريحة الأدبية سابقا أماتته صيحات الثوار وزرعت مكانه حماس الكاتب المتفاعل مع تلك الصيحات، فالثورات العربية جعلت للحضور الأدبي بكل أجناسه نكهة جديدة في الأقطار العربية مهما تعددت الاختلافات، فهي مسيجة بحرية التعبير المفقود سابقا. مما جعل النقاد يعتبرون هذا الإبداع مرحلة جديدة تتسم بالحماسة والنزعة التغييرية الجادة.
- المراجع المعتمدة :
- إبراهيم الكوني، فرسان الأحلام القتيلة، كتاب دبي الثقافية، الإصدار 63، دار الصدى، ط 1، يونيو 2012.
- أبو بكر العيادي، ورقات من دفتر الخوف، مومنت كتب، لندن، ط 1، 2013.
- أحمد اليبوري، في الرواية العربية التكوّن والاشتغال، شركة النشر والتوزيع المدارس، الدار البيضاء، ط 1، 2000.
- سلمان زين الدين، مقال : إبراهيم الكوني في أول رواية عن ثورة ليبيا، جريدة الحياة، 12 يوليوز 2012.
- سيف المري، أجراس الحروف، كتاب دبي الثقافية، الإصدار 74، دار الصدى، ط 1، يناير 2013.
- الطاهر بن جلون، الشرارة انتفاضات في البلدان العربية ويليها بالنار، ترجمة : حسين عمر، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط 1، 2012.
- عبد الدائم السلامي، مقال : ورقات من دفتر الخوف، رواية تتهم السياسيين بسرقة الربيع العربي، جريدة العرب، نشر في : 1/5/2014، العدد 9545.
- محمد سعيد الريحاني، عدو الشمس البهلوان الذي صار وحشا، طوب بريس، ط 1، 2012.
[1] الطاهر بن جلون، الشرارة انتفاضات في البلدان العربية، ترجمة : حسين عمر، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط 1، 2012، ص 29.
[2] أبو بكر العيادي، ورقات من دفتر الخوف، مومنت كتب، لندن، ط 1، 2013، ص 3.
[3] نفسه، ص 5.
[4] نفسه، ص 7.
[5] ورقات من دفتر الخوف، ص 63.
[6] نفسه، ص 8.
[7] سيف المري، أجراس الحروف، كتاب دبي الثقافية، الإصدار 74، دار الصدى، ط 1، يناير 2013، صص 193-194.
[8] ورقات من دفتر الخوف، ص 16.
[9] نفسه، ص 8.
[10] ورقات من دفتر الخوف، ص 9.
[11] أحمد اليبوري، في الرواية العربية التكوّن والاشتغال، شركة النشر والتوزيع المدارس، الدار البيضاء، ط 1، 2000، ص 128.
[12] الطاهر بنجلون، الشرارة انتفاضات في البلدان العربية، ص 37.
[13] ورقات من دفتر الخوف، ص 39.
[14] نفسه، ص 19.
[15] ورقات من دفتر الخوف، ص 9.
[16] نفسه، ص7.
[17] ورقات من دفتر الخوف، ص 48.
[18] سيف المري، أجراس الحروف، ص 188.
[19] ورقات من دفتر الخوف، ص 9.
[20] نفسه، ص 47.
[21] نفسه، ص 15.
[22] عبد الدائم السلامي، مقال : ورقات من دفتر الخوف، رواية تتهم السياسيين بسرقة الربيع العربي، جريدة العرب، 1/5/2014، العدد 9545، ص 15.
[23] فرسان الأحلام القتيلة، ص 62.
[24] نفسه، ص 101.
[25] نفسه، ص 91.
[26] فرسان الأحلام القتيلة، ص 27.
[27] نفسه، ص 58.
[28] نفسه، ص 227.
[29] سلمان زين الدين، مقال : إبراهيم الكوني في أول رواية عن ثورة ليبيا، جريدة الحياة، 12 يوليوز 2012.
[30] محمد سعيد الريحاني، عدو الشمس البهلوان الذي صار وحشا، طوب بريس، ط 1، 2012، ص 12.
[31] عدو الشمس البهلوان الذي صار وحشا، ص 16.
[32] نفسه، ص 29.
[33] نفسه، ص 31.
[34] عدو الشمس البهلوان الذي صار وحشا، ص 17.
[35] نفسه، ص 16.
[36] عدو الشمس البهلوان الذي صار وحشا، ص 12.
[37] نفسه، ص 13.