التدريب والتعليم الالكتروني ودوره في تنمية مهارات طلبة الجامعات: دراسة شبه تجريبية – جامعة تبسة، مداخلة د. شعلال سليمـــة، أستاذ مساعد قسم – أ- علم المكتبات جامعة تبسـة و أ. فتيحة عزيز، ملحق بالمكتبات الجامعية – المركز الجامعي ميلة، الجزائر، بالمؤتمر الدولي الحادي عشر لمركز جيل البحث العلمي حول التعلم بعصر التكنولوجيا الرقمية والذي نظمه الاتحاد العالمي للمؤسسات العلمية بالتعاون مع جامعة تيبازة في طرابلس لبنان أيام 22 و23 و24 أبريل 2016، ولقد نشرت هذه المداخلة بسلسلة أعمال المؤتمرات الصادرة عن مركز جيل البحث العلمي بشهر أبريل 2016 بالصفحة 177.
(إضغط هنا لتحميل كل كتاب المؤتمر).
المستخـلص
في هذه الورقة طرح لمفاهيم مختلفة حول التدريب والتعليم الالكتروني، ومحاولة فهم الدور الذي يمكن ان يقدمه للطلبة، في تنمية معارفهم ومهاراتهم، وحتى يتم ذلك اتبع الباحث المنهج شبه التجريبي من خلال تطبيق برنامج تعليمي على عينة صغيرة مقصودة من الطلبة والباحثين مكونة من 60 فردا بجامعة تبسة، وتتبع نسبة المعارف المكتسبة لديهم من خلال قياس وتقويم قيلي وبعدي، ومحاولة فهم العلاقة بين التعليم والتدريب الالكتروني وبين ارتفاع نسبة المكتسبات لدى المبحوثين، واعتمدت الدراسة الملاحظة والاختبارات كأدوات لجمع البيانات . وتشير هذه الدراسة الى أهمية وضرورة تطبيق الأساليب الحديثة للتعليم انطلاقا من الحاجات الفعلية للطلبة.
الكلمات المفتاحية
التعليم الالكتروني، التدريب الالكتروني، المهارات، المعارف ، طلبة الجامعات، جامعة تبسة.
Abstract
Through this paper, we intend to portray various concepts related to the e-training and the e-education and to understand its impact on students in developing their knowledge and skills,This is led by semi-experiment method to link between the e-education and the Students’ progress using pretest And posttest. We have used observation and test (pretest And posttest ) as a tool to collecting information, and also the analysis of data which were collected during the study upon a simple of
60 students. We also highlight the importance of electronic training and education to show the serious need for benefitting from intense training programs that improve information skills.
Key words
e-education , electronic training, skills, knowledge, university students, University of tebessa .
مقدمة
كان لزاما على المؤسسات التعليمية خاصة الأكاديمية الاهتمام بتعليم وتدريب الطلبة والباحثين بغية اعدادهم وتأهيلهم لمواجهة المشكلات وابتكار الحلول ليكونوا قادة أكفاء قادرين على صناعة المعرفة ونشرها واستثمارها، ولا يخفى على أحد أن التكنولوجيا الحديثة أداة لا يستهان بقدراتها الهائلة ، لذا فإنه لو خيرنا بين تطبيق التدريب والتعليم الالكتروني أو التقليدي ، فلا شك أن الكفة تميل غالبا إلى الالكتروني, كما أن المكلفين بهذه العملية يضعون رهانات كبيرة على جدواها وفعاليتها، وعلى اعتبار أن فئة الطلبة والباحثين متعطشون لتعلم معارف متنوعة وشهيتهم مفتوحة للتدرب على مهارات جديدة بطرق حديثة، لذا من المهم جدا معرفة تأثير هذه الأساليب على كمية المعارف والمهارات التي يكتسبونها، وكذا التعرف على وجهة نظرهم في هذا المجال ، ومعرفة رأيهم وتوجهاتهم نحو التعليم والتدريب الالكتروني بغية تطوير مهاراتهم، وعلى هذا الأساس تم تطبيق دراسة شبه تجريبية حول التعليم والتدريب الالكتروني على عينة مقصودة بالاستعانة بقناة على يوتيوب تم تحميل مقاطع فيديو تعليمية ضمن محور من محاور المقرر الدراسي بالجامعة محل الدراسة “مدخل الى مناهج البيبليوغرافيا”.
وفي ورقات البحث سيتم طرح مفاهيم حول أساليب التدريب الالكتروني ومحاولة لمعرفة مدى جدوى أساليب التعليم والتدريب الإلكتروني وفعاليتها، وكذا توضيحا لإسهاماتها في اعداد الطلبة لمواكبة التطورات والاستعداد لمواجهة المشكلات وحلها ، والسؤال الرئيس المطروح هو:
– ماهو تأثير التعليم الالكتروني على تنمية معارف ومهارات طلبة جامعة تبسة مقارنة بالتعليم التقليدي ؟
تساؤلات الدراسة
إن هذا الإشكال يدعو إلى طرح العديد من التساؤلات نذكر منها ما يلي:
– هل يتجاوب الطلبة والباحثين بجامعة تبسة إيجابيا مع التدريب والتعليم الالكتروني ؟
– ما الفرق بين الفئة التي يتم تدريبها الكترونيا والفئة التي لم تستفد من التدريب الالكتروني؟
– ما مدى معرفة الطلبة والباحثين بجامعة تبسة بأساليب التعليم والتدريب الالكتروني؟
– ما هي الفروقات التي تظهر بين الفئة التي يتم تعليمها وتدريبها باستخدام الوسائل التكنولوجية، والفئة التي تتعلم بالطريقة التقليدية؟
– ما هي نسبة الرضا التي تحققها البرامج التدريبية في كل فئة ؟
الفرضيات
وللإجابة على التساؤلات المطروحة في سياق متسلسل طرحنا الفرضيات التالية كإجابات مؤقتة تنتظر التأكيد أو النفي:
– تتجاوب الفئة المتعلمة باستخدام الوسائل التكنولوجية أكثر من الفئة التي اعتمد في تعليمها على الوسائل التقليدية.
– يحقق المتعلم إلكترونيا نجاحا (درجة عالية) في اختبارات المكتسبات واضحا مقارنة بالمتدرب في بيئة تقليدية
– يتحسن أداء الطلبة والباحثين فور انتهاء من تقديم المحتوى الالكتروني بنسبة عالية.
– المستفيدون من المحتوى الالكتروني راضون أكثر من الفئة التي تستفيد من المحتوى التقليدي.
أهمية الدراسة
تكمن أهمية هذه الدراسة في توضيح فائدة التعليم والتدريب الالكتروني وذلك في أوساط الطلبة ، كما تلقي الضوء على مبررات اللجوء إلى أساليب التعليم والتدريب الالكتروني التي تعكس الحاجة الماسة والملحة للطلبة والباحثين عن المعلومات خاصة في البيئة الالكترونية، كما يمكن أن يأخذ هذا البحث طابع البحوث الاستكشافية أو التمهيدية لوصف ما هو موجود تمهيدا للشروع في بحوث أخرى أكثر تعمقا.
أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على حاجة الطلبة للخضوع إلى دورات في التدريب الالكتروني واعتماد التعليم الالكتروني في الاوساط الاكاديمية ، وإلقاء الضوء على الأساليب الشائعة الحديثة ومعرفة ما إذا كانت كافية.
كما تهدف أيضا إلى تطبيق برنامج متخصص بسيط، وقياس نجاعته ومدى تحقيقه للقيم المضافة في مسيرة الطلاب والمتدربين.
منهج الدراسة
المنهج المقترح لإتمام وتحقيق هذه الدراسة هو المنهج شبه التجريبي، كون البرنامج المقترح لم يكن موجودا سابقا فهو رهن التجريب والفئة التي يجب تعريضها للتجربة توضع تحت الاختبار وتقسم إلى قسمين بحيث تتعرض كلا الفئتين إلى نفس الظروف مع تغيير عامل واحد وهو العامل المراد التأكد من تأثيره في سلوك أفراد العينة، والنتائج المحصل عليها هي التي تبنى عليها مدى تحقق أو نفي الفرضيات.
وسنحاول في هذه الدراسة تبني المنهج شبه التجريبي من خلال تطبيق تجربة تدريب وتعليم طلبة بجامعة تبسة، وتعتمد التجربة أساسا على وضع برنامج تعليمي وضبطه وتحديد فترات تقديمه لأفراد العينة ، وباستخدام أو عدم استخدام الوسائل التعليمية الحديثة كون هذه المتغيرات هي التي نريد رصد آثارها وتقسيم المبحوثين إلى الفئة التجريبية والفئة الضابطة ، هذه الأخيرة التي تكون بمثابة مرجع لقياس نسبة التقدم في التعلم ومدى تطور المهارات.
الدراسات السابقة
أظهرت نتائج بعض الدراسات الأجنبية أن تعلم الطلاب الكترونيا يؤثر تأثيرا إيجابيا وفعالا على مهاراتهم، ففي دراسة أجرتها هايندز Hindes سنة 2000 استخدمت فيها مقررا الكترونيا تم نشره على شبكة الانترنيت أطلق على هذا المقرر “طرق البحث المتقدمة في المراجع الالكترونية” : ” Advanced Reference Online Searching Techniques”، وهدفه الأساسي هو مساعدة الطلاب على اكتساب مهارات تقنيات البحث عن المعلومات، وقد أظهرت نتائج هذا التدريب أن مشاعر الطلاب كانت ايجابية وأن التدريب المعتمد على الانترنيت وفر بيئة مكنت الطلاب من اكتساب المهارات المطلوبة كالقدرة على انتقاء المعلومات والأبحاث وتبادلها.[1]
وفي البرازيل أجريت دراسة مماثلة من طرف كوينثا 1999- Cuenca توصلت إلى نتائج ايجابية حول طلاب الدراسات العليا واختصاصيي العلوم الصحية، حيث طرح عليهم مقررا على قاعدتي المعلومات المتخصصتين، Medline و Lilacs، وأجرى كيركوفيتش وآوتريد، Churkovich and Oughtred (2002) على مجموعة من الطلاب تلقوا المحتوى وجها لوجه كجزء من برنامج ، والمجموعة الثانية تلقت المحتوى تقليديا، والنتائج أثبتت أن المجموعة الأولى كانت أكثر مهارة في تطوير قدراتهم وأكثر تجاوبا[2].
1 – ضبط المصطلحات
1-1 التعليم الإلكتروني :
يعرف الموسى ( ١٤٢٣هـ،ص٦) التعليم الإلكتروني بأنه : ” طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته و وسائطه المتعددة من صوت وصورة ، ورسومات ، وآليات بحث ، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواء كان عن بعد أو في الفصل الدراسي المهم المقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة. “[3]
كما يعرفه المحيسن ( ١٤٢٣ هـ) : ” التعليم الالكتروني أو الافتراضي هو ذلك النوع من التعليم الذي يعتمد على استخدام الوسائط الالكترونية في الاتصال بين المعلمين والمتعلمين وبين المتعلمين والمؤسسة التعليمية برمتها، وهناك مصطلحات كثيرة تستخدم بالتبادل مع هذا المصطلح منها :Online Education وWeb Based Education و Electronic Education وغيرها من المصطلحات .لكن الأفضل استخدام مصطلح التعليم الالكتروني بدلا من مصطلح التعليم الافتراضي، وذلك لأن هذا النوع من التعليم شبيه بالتعليم المعتاد إلا أنه يعتمد على الوسائط الالكترونية، فالتعليم إذن حقيقيا وليس افتراضيا كما يدل على ذلك مصطلح التعليم الافتراضي. يقول دوبس وفليب: ” إن المتعلم إلكترونيا هو متعلم حقيقي لكنه يتعلم في بيئة إلكترونية” ,Dubois, and Phillipp)[4]
1-2- التدريب الإلكتروني
يتعلق التدريب عموما بالمهارات التطبيقية، ويهدف إلى اكتساب القدرة على أداء وظائف ومهام معينة، ويختلف البعض في صلاحيته في أطوار التعليم أو في الحياة المهنية لكن يمكن أن نلحظ اتفاقا حول استهداف التدريب للتغيير والتحسين والتطوير في مجال معين وأساليب الأداء الأمثل، ويأخذ التدريب أشكالا مختلفة ويتم على أصعدة مختلفة فنجد: التدريب البدني، التدريب المهني، التدريب التعليمي، التدريب الروحاني والديني، والتطويري، والعقلي…، كما يمكن تطبيقه بطرق مختلفة منها التقليدية البحتة والحديثة التي تطبق التكنولوجيات الحديثة، والمختلطة التي تمزج بين الطريقتين، لكن المشكلة لدى البعض تتمثل في وضع صيغة أو تعريف شامل للتدريب باستخدام التقنيات الحديثة أو ما يعرف بالتدريب الإلكتروني. هذا الأخير يستخدم في مجالات مختلفة ومتعددة، ولا نبالغ إذا قلنا اليوم أنه يمكن استخدام التكنولوجيا في كل المجالات، وبالتالي لا يمكن الاستغناء عنها في التدريب، لكن ذلك قد يكون بدرجات مختلفة، وبمعنى آخر يمكن أن يكون إلكترونيا بحتا أو يكون بمزيج من الأدوات والوسائل الأخرى جنبا إلى جنب مع الوسائل التي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وهنا تجدر الإشارة إلى مشكل آخر لمعرفة المعنى الحقيقي والدقيق للتدريب الإلكتروني ألا وهو كثرة المترادفات والمفاهيم الجد متقاربة والمتداخلة وفيما يلي قائمة بأهم الواصفات والمصطلحات المفتاحية التي يمكن أن يستخدمها الباحث لمحاولة التمييز بين التعليم والتدريب:
– التعليم الالكتروني
– التدريب باستخدام الحاسب
– التدريب الرقمي
– التدريب الافتراضي
– التكوين الالكتروني
– E-learning
– E- training
– E-training 2.0/ 3.0
– Digital training
– Digital lerning
– Virtual training / lerning
– Computer-mediated Training
– Online training – learning
– Open and Distance Learning (ODL(
– Computer-Mediated Communication (CMC(
– la formation Web-Based Training (WBT(
– Apprentissage en ligne
– Formation en ligne
وعلى الرغم من كل هذه المفاهيم التي تتضمن وتعبر عن مدى تطور وغنى المعنى الحقيقي للتدريب الالكتروني، إلا أن الجوهر الحقيقي للتدريب يتمثل في صقل المهارات التطبيقية، بالاعتماد على المعارف النظرية والعملية.
2- أسس التدريب والتعليم الالكتروني
لتفعيل التدريب والتعليم ، لابد من توفر العديد من الأسس التي من دونها لا يمكن البدء في العملية أو حتى التفكير فيها، والتي من شأنها أن تحقق نجاحا في بيئة تفاعلية، ومن أهم هذه الأسس نجد: الاحتياجات الخاصة بالمتدربين والمتعلمين ، الهيئة القائمة والمشرفة ، المعلمون والمدربون، البرامج التدريبية والتعليمية الالكترونية، و المحيط ، وفيما يلي تفصيل لهذه العناصر:
2-1 الاحتياجات الخاصة بالمتدربين والنتعلمين:
يرى حسنين محمد حسن في دراسة منشورة بكتابه أساليب تحديد الاحتياجات المحلية أن المصطلحات التي تدل على احتياجات المتدربين والنتعلمين متفاوتة ومتتعددة لكنها تعتبر في رأيه من المترادفات نورد أهمها فيما يلي:
وصف الاحتياجات Needs description
تحليل الاحتياجات Needs Analysis
تقدير الاحتياجات Needs Estimation
قياس الاحتياجات Measurment Needs
تخمين الاحتياجات Appraisal Needs
تقويم الاحتياجاتEvaluation Needs
تعريف الاحتياجاتIdentification Needs
بحث الاحتياجاتSearching Needs
دراسة الاحتياجات Stadying Needs
تلمس/ تحسس الاحتياجاتQuestioning Needs
استكشاف / استطلاع الاحتياجات recognition Needs
التعرف على الاحتياجاتExploration Needs.[5]
لكن الملاحظ من هذه المصطلحات أنها تصلح لتكون خطوات ومراحل تحديد وضبط الاحتياجات بدقة قصد التعرف عليها وترتيبها كأولويات ومن ثمة تقويمها، وفيما يلي مخطط يوضح تصورا لمراحل تشخيص ودراسة الاحتياجات:
الشكل -01- مراحل تشخيص ودراسة احتياجات المتدربين
2-2 المعلمون والمدربون:
لا تكتمل العملية التدريبية أو التعليمية إلا بتوفر طاقم من المتخصصين والقائمين على نجاح هذه العملية، ويتدخل هؤلاء في تصميم البرامج وتجهيزها، كما يجب أن يتمتعوا بالقدرة على تقديم المحتوى بالشكل الإلكتروني كتقديم المحاضرات عن بعد أو تسجيلها في وسائط مختلفة، دون أن ننسى القدرات العادية للمعلم و للمدرب كالشرح المفصل عند الحاجة وربط وتفسير الحقائق والمفاهيم…،
على العموم هناك عدة شروط التي وجب توفرها في المعلمين والمدربين إلكترونيا نوردها فيما يلي:
– القدرة على الاتصال وبناء علاقات جيدة ، وخبرة في إدارة الصف الكترونيا وتقليديا عند الضرورة.
– لديه مهارة وخبرة كافية في استخدام الحاسب الآلي وشبكة الإنترنت و البريد الالكتروني والتواصل الاجتماعي عبر الشبكة .
– القدرة على تحرير وكتابة البرنامج التدريبي وصياغته بلغة واضحة حتى يشارك بفعالية في صياغة المحتوى التعليمي و التدريبي.
2-3 البرنامج أو المحتوى الإلكتروني:
البرنامج أو المادة التعليمية و التدريبية هي أحد الأسس والمتطلبات الرئيسة لنجاح العملية، وتكمل العناصر الأخرى ، وجنبا إلى جنب تتشكل المقومات الأساسية لبدء تنفيذ العملية الكترونيا، وتعتبر المادة العلمية المقدمة بمثابة الرسالة التي يتمحور كل المجهود المبذول حولها، ويجب على القائمين بالعملية أن يولو اهتماما كبيرا بتصميم وصياغة المحتوى.
2-4 المحيط أو الفضاء التعليمي والتدريبي:
ويقصد به المكان أو الفضاء الذي يتم فيه تقديم البرنامج المسطر، ويمكن أن يكون المحيط أو البيئة حقيقية كالقاعات والحجرات والورشات…أين يلتقي الأطراف مباشرة وتقدم المادة باستخدام أدوات الكترونية مختلفة، أو يمكن أن يتصل بهم عن طريق وسائل الاتصال الحديثة فيتفاعل معه المستفيدون مباشرة بالصوت والصورة ، ويمكن أن يكون فضاءً افتراضيا صرفا في هذه الحالة لا تحتاج العملية إلى فضاء حقيقي للالتقاء ويكتفي الجميع بالفضاء الافتراضي.
2-5- آلية تقييم
يعرف التقييم على أنه: تحديد ما تم تحقيقه من الأهداف ، حيث تبين النتائج مدى النمو والإضافة التي تحققت على مستوى المهارات والمعارف لدى المستفيدين، وتوضح إلى أي مدى قد نجح المعلم أو المدرب في عمله[6]، و تتم مثلا عن طريق الاختبارات التقييمية و في النهاية تعبر عنها بالعلامة (التنقيط) أو الملاحظة (ناجح أو راسب)، وفي الحالتين يجب تفعيل الملاحظة لأنه لا يمكن الحكم على المتدرب إلا بملاحظة ومراقبة مستواه عمليا.
2-6- التوقيت والمدة:
قد يعتبر البعض توقيت التعليم أو التدريب الإلكتروني وكذا المدة التي يستغرقها، من الأسس التي بدأت تتلاشى، على اعتبار أن العامل الزمني غير مذكور فهناك يتم تجاوز عامل الوقت لأن المستفيد يريد أن يلجأ إلى البيئة الالكترونية في أي وقت يشاء، لكننا لا يجب أن نتغاضى عن الاهتمام بالمدة التي تستغرقها العملية والتي تكفي كل فرد على انهاء وهضم المحتوى العلمي.
والأمر الذي نستخلصه من كل هذه الأسس أنكلا من اللتعليم والتدريب الالكتروني هو عملية متكاملة العناصر، ولا يمكن أن تقوم وتتطور إذا اختلت أو غابت احداها، والشكل التالي يوضح ذلك:
الشكل – 02- أسس التعليم والتدريب الالكتروني
3- أشكال التعليم والتدريب الالكتروني وفقا للزمن
يمكن تصنيفه إلى نمطين، حسب زمن ولوج المتدرب والمدرب إلى المكان الحقيقي أو الافتراضي الذي تتم فيه العملية ، وهذان النمطان هما كما يلي:
التدريب والتعليم غير المتزامن [7]Training Asynchronous :
يعتمد كل من التعليم والتدريب غير المتزامن على تقديم المحتوى عبر الشبكة في غير الوقت الحقيقي من خلال تفعيل المشروعات غير المتزامنة ، ويجمع التدريب غير المتزامن المتدربين والمدربين معا من أجل اكتساب المهارات والمعارف الجديدة.
التدريب والتعليم المتزامن:[8]Training Synchronous
يعتمد على تقديم المحتوى المتزامن على العمل الجماعي على الشبكة في نفس الوقت، وذلك من خلال المناقشات الفورية وحل المشكلات، بحيث يجب أن يتواجد المدرب والمتدربين على الشبكة في وقت واحد.
4- أشكال التدريب والتعليم الإلكتروني حسب المكان
يصنف كل من التعليم والتدريب الإلكتروني إلى نمطين حسب المكان الذي يتم فيه التقاء المتدربين بالمدربين، سواء كان حقيقيا أو افتراضيا، و يمكن تقسيمهما حسب المكان إلى :
التدريب والتعليم الالكتروني الصفي (داخل حجرة)
ويأخذ شكلا طبيعيا لدى المستفيدين منه على حد سواء، لأنه يتميز بالطابع المألوف، أي وجود قاعة وأماكن للجلوس واللقاء بالآخرين والتفاعل فيما بينهم وتبادل الأفكار دون حواجز، غير أنه يشترط أن تكون الوسائل المستعملة في الصف أو الورشة إلكترونية ومتطورة.
التدريب والتعليم الإلكتروني اللاصفي
يتم هذا النمط خارج القاعات والجدران، ويمكن أن نلمس تلقائيا أنه يأخذ الشكلين سابقي الذكر، من حيث الزمن، فنجد اللاصفي المتزامن، وغير المتزامن، كما يمكن أن يتم عبر شبكة الأنترنيت أو خارجها.
- الدراسة التجريبية
قبل الشروع في تفصيل نتائج التجربة المطبقة في جامعة تبسة وجب توضيح مجالات الدراسة:
- مجالات الدراسة
لتوضيح تفاصيل هذه التجربة لا بد من تحديد المجالات المكانية والزمنية والبشرية وهي كالتالي:
5-1-1- المجال المكاني
يحدد المجال المكاني للدراسة من خلال توضيح المدى الجغرافي الذي شغلته أو تم تغطيته، وفي هذه الدراسة فإن التدريب والتعليم الالكتروني كان من الممكن أن يكون على مدى واسع، لكن لاعتبارات منهجية وحتى يسهل التحكم في مدى العملية والمتغيرات المراد قياسها فإن المجال المكاني لم يتجاوز الحرم الجامعي بالنسبة للتدريب والتعليم الالكتروني الصفي و تم الاستعانة بقاعة المحاضرات ، والفضاء الافتراضي بالنسبة للتدريب اللا صفي.
وبما أن الدراسة التجريبية المتمثلة في الدورة التدريبية تمت بجامعة تبسة فيما يلي نورد لمحة عنها:
نبذة عن جامعة تبسة
تأسست جامعة تبسة بموجب المرسوم التنفيذي رقم 08-09 الصادر في 04 جانفي 2009 وقد جاء الإعلان عن ترقية المؤسسة إلى مصف جامعة، تتويجا للمجهودات الجبارة التي بذلتها الأسرة الجامعية بكل أطيافها، على مدار سنوات متواصلة، كانت بدايتها سنة 1985 ومرت بالمراحل التالية:
* تأسيس المعهد الوطني للتعليم العالي في المناجم بموجب المرسوم التنفيذي رقم 189-85 المؤرخ في 16 جويلية 1985،
* أنشئ كل من المعهد الوطني للتعليم العالي في علوم الأرض بموجب المرسوم التنفيذي 181-88 والمعهد الوطني للتعليم العالي في الهندسة المدنية بموجب المرسوم التنفيذي رقم 184-88 المؤرخين في 27 سبتمبر 1988،
*سنة 1992 تمت ترقية المعاهد الوطنية إلى مركز جامعي بموجب المرسوم التنفيذي رقم 297-92 الصادر في 27 سبتمبر 1992،
* وبموجب المرسوم التنفيذي رقم 272-06 الصادر في 16 أوت 2006 تمت هيكلة المؤسسة باعتماد تقسيم جديد للمصالح الإدارية وتوزيع الأقسام والمعاهد كما يلي.
الكليات والأقسام:
الشكل – 3-الكليات والأقسام
وهذه الأخيرة التي طبقت فيها الدراسة التجريبية وحدد منها أفراد العينة المقصودة الذين هم في الأساس يمثلون مستفيدي المكتبة الجامعية بالكلية.
5-1-2- المجال الزمني
بالحديث عن مجال الدراسة فلابد من التوضيح أن المقصود بالمجال الزمني هو المدى الذي استغرقته التجربة منذ مرحلة التصميم الى غاية تطبيق التجربة وقياس نتائجها، ولقد كانت الانطلاقة الفعلية لهذه التجربة منذ سبتمبر 2015، حيث تم تصميم النموذج الأولي للبرنامج ، وصولا إلى نوفمبر 2015 نشر مقاطع الفيديو على الخط ومن ثم تطبيق التجربة ، وضعت اللمسات الأخيرة في مطلع 2016.
5-1-3- المجال البشري
لقد بلغ التعداد النهائي حسب احصائيات خلية الإحصاء والاستشراف للسنة الجامعية 2015 -2016 بلغ 24605 طالبا وطالبة ، وحسب طبيعة الدراسة ذات الطابع التجريبي، فإنه وجب تضييق العينة بتحديد واحدة من الكليات سابقة الذكر حسب امكانيات الباحث وكذا امكانية التواصل مع أفراد العينة، لكن هذ الا يمنع أن المجتمع الكلي للدراسة هو ما يمثله تعداد الطلبة النهائي للكليات.
ولقد تم اختيار كلية العلوم الانسانية والاجتماعية التي بلغ تعداد الطلبة للسنة الجامعية 2015 – 2016 ، 5473 طالبا وطالبة.
عينة الدراسة
على اعتبار أن هذه الدراسة تجريبية، لا بد من الإشارة ان اختيار العينة يفترض أن يكون مقصودا حتى يسهل التحكم في المتغيرات ويسهل العودة لأفراد العينة بعينهم – تحديدا- في مراحل مختلفة من تطبيق التجربة، ولقد وقع الاختيار على أفواج السنوات الثانية من تخصص علم المكتبات بحكم قربهم من الاختصاص وسهولة التواصل معهم وتقييمهم على مرأى ومسمع من الباحث، وكذا امكانية الاتصال بهم – وبكل فرد منهم تحديدا- وإعادة تقييمهم بعد فترة من إجراء التجربة، على عكس العينة العشوائية لا يمكن الحفاظ على هذه الدقة في تحديد افراد العينة والاتصال بهم ، ووجب أن تكون العينة بشقيها متساوية لتحقيق شرط التكافؤ الإحصائي، وفيما يلي توضيح لعدد أفراد العينة وتقسيمهم
أقسام العينة | عددهم |
العينة التجريبية | 30 |
العينة الضابطة | 30 |
المجموع | 60 |
الجدول – 01- العينة
العينة الضابطة
في هذه الدراسة يقصد بها مجموع أفراد العينة الذين خضعوا إلى تعليم وتدريب تقليدي على امتداد ثلاث جلسات، وتم شرح كل المحتوى بشكل نظري بالاستعانة ببعض الصور والمخططات المطبوعة
العينة التجريبية
يقصد بها أفراد العينة الذين استعمل معهم “المتغير التجريبي”، أي الذين استفادوا من المحتوى الالكتروني على امتداد جلستين.
تمثيل العينة
أما عن تمثيل العينة في المجتمع الكلي فتجدر الإشارة أن البحوث التجريبية لا يمكن أن تأخذ عينة كبيرة لتكون ممثلة للمجتمع الكلي فقد يكتفي الباحث بنسبة ضئيلة إلى المجتمع الكلي لكنها تبقى دقيقة إلى حد ما مقارنة بالاستبانة أو البحوث التي تجمع الآراء عموما، فالبحث هنا يأخذ طابع الدقة من حيث النتائج – نسبة النجاح مثلا – وليس من نسبة الاتفاق من حيث الأجوبة
ولو حسبنا النسبة أعلاه مقارنة الى التعداد الكلي لطلبة اختصاص العلوم الانسانية لمستوى السنوات الاولى في الكلية كونهم يتلقون المادة التي وقع عليها الاختيار في التجربة، نجده يقارب 5 % فقد بلغ التعداد النهائي تقريبا 1200 طالبا وطالبة.
- أدوات جمع البيانات
إن الهدف من هذه الدراسة بالأساس هو قياس نسبة وكمية المهارات المكتسبة لدى المبحوثين الذين استفادوا من المحتوى الالكتروني ، ونظرا لصعوبة اختبار الأفراد كل على حدة اختبارا مباشرا – وجها لوجه- فإن السبيل الوحيد لقياس المهارات المكتسبة هو الاختبار، ولقد تم تحضير أسئلة اختبار قبل التجربة – اختبار قبلي – واختبار آخر للمكتسبات في نهاية كل جلسة ، – الاختبار البعدي أو اختبار المكتسبات-
التقويم محكي المرجع
- وهو التقويم الذي يستند النجاح أو الرسوب فيه إلى محك معين يحدده الشخص القائم على عمليات التقويم، كأن يكون المحك حصول الطالب على العلامة 50 من 100 كحد أدنى للنجاح.
بالنسبة للدراسة التي بين أيدينا فإن الاختيار الامثل هو الاعتماد على التقويم أو الاختبار محكي المرجع وتم الاعتماد على علامة 6/6 على أنها العلامة الكاملة أو المحك الايجابي وبطبيعة الحال المحك السلبي هو 00/6 وعلامة 3/6 تخول المتدرب الانتقال وتنقذه من الرسوب
- أثر التعليم والتدريب الالكتروني على مهارات الطلبة بجامعة تبسة
لقد تمت التجربة على مرحلتين ، تستهدف كل مرحلة مجموعة من المهارات ، وعلى هذا الأساس تم تحليل النتائج كما يلي:
أثر المرحلة الأولى
تعرض أفراد العينة في هذه المرحلة الى مجموعة من المعارف ، تهدف إلى تطوير مكتسباتهم في مادة مدخل الى البيبليوغرافيا ، ولقد استفاد أفراد العينة الضابطة من المحتوى التقليدي بينما طبق المحتوى الالكتروني على أفراد العينة التجريبية فقط، وفيما يلي تفصل النتائج المتحصل عليها استنادا إلى الاختبار القبلي- البعدي الأول- البعدي الثاني على الترتيب،
نسبة النجاح من خلال تقييم المكتسبات في المرحلة الأولى
يقصد بنسبة النجاح حساب نسبة المتدربين الذين كان تقييمهم يساوي أو يفوق 3من 6 علامات استنادا إلى التقويم المحكي المرجع المعتمد في الدراسة حيث يتم جمع النسب التي تساوي أو تفوق ≥ 3من 6
وتجدر الإشارة أنه من البديهي أن ترتقع نسبة النجاح في أي عملية تدريب وتعليمية بنسب متفاوتة، لكن في هذه الدراسة المهم هو مقارنة مدى ارتفاع نسبة النجاح بين المستفيدين من المحتوى الالكتروني والتقليدي.
تمثيل نسبة النجاح
تحسب نسبة النجاح في كل مستوى على حدى وحسب نوع المحتوى، وفيما يلي التمثيل بياني للنتائج:
الشكل -3- نسبة النجاح في المستوى الأول
يتجلى بوضوح أن نسبة النجاح لدى المتعلمين و المتدربين إلكترونيا، ترتفع بنسبة أكبر ، حيث فاقت في الاختبار البعدي الأول 80% ، أما نسبة النجاح لدى المتدربين تقليديا بلغت 44 %، أي تقريبا تأثير المحتوى الالكتروني على المكتسبات بلغ ضعف التقليدي.
أما بالنسبة للاختبار البعدي الثاني فإن نسبة النجاح لم ترتفع كثيرا كما أنها لم تنخفض ،على الرغم من أنه يمكن أن نراهن على انخفاضها بسبب عامل النسيان وعدم تذكر محتويات البرنامج ، إلا أنها تبدو تقريبا ثابتة.
فعلى الأقل يمكن القول مبدئيا أن المحتوى الالكتروني أثر مباشرة في انعدام العلامة – المحك السلبي – 00/06 بينما التقليدي فبلغت 10 % اختبار بعدي 1 و4,16 % اختبار بعدي 2.
تقييم أفراد العينة لنسبة الفائدة من الجلسة حسب السلم من 1-10 scale of one to ten
كان السؤال كما يلي من مقدار واحد الى عشرة ما هو تقييمك للاستفادة من الجلسة الأولى ؟
والنتائج ممثلة في الشكل الموالي:
الشكل -4 – تمثيل تقييم المتدربين للجلسة الأولى الالكترونية والتقليدية
يتضح أن الأغلبية أجمعت على مقدار 9 من 10 كتقييم للفائدة من الجلسة الالكترونية الأولى وذلك بنسبة 80 %، بينما قيم أفراد العينة الضابطة الجلسة الأولى التقليدية بالقيمة 8 وذلك بنسبة 100%، ويوحي لنا ذلك أن أفراد العينة راضون إلى حد كبير من الجلسة الأولى، سواء فيما يخص المحتوى الالكتروني أو التقليدي.
أثر المرحلة الثانية
تمحور محتوى هذا المستوى حول كيفية استخدام الفهارس والبيبليوغرافيات والكشافات في البيئة الالكترونية، وكما هو الحال بالنسبة للمرحلة الأولى فإن أفراد كل من العينة الضابطة والتجريبية استفادوا من مجوعة من الأنشطة وفي النهاية تفاوتت نتائج اختبارهم وهي مفصلة أدناه:
نسبة النجاح من خلال تقييم المكتسبات في المرحلة الثانية
بنفس الطريقة تم حساب نسبة النجاح لدى أفراد العينة الضابطة والتجريبية، وذلك من خلال الاختبار القبلي والبعدي 1 و2.
تمثيل نسبة النجاح في المرحلة الثانية
تحسب نسبة النجاح في كل مستوى على حدى وحسب نوع المحتوى، وفيما يلي التمثيل بياني للنتائج:
الشكل -5- نسبة النجاح في المستوى الثاني
إذا نظرنا إلى التمثيل البياني لنسبة النجاح في المستوى الثاني نجد أن الاختبار القبلي تقريبا نتائجه متقاربة جدا، أي أن أفراد العينة بشقيها مستواهم متقارب في بداية عرض المحتوى تقليديا والكترونيا ، لكن الفرق شاسع في نتائج الاختبار البعدي الأول بين الالكتروني والتقليدي، وزاد هذا الفرق وتعمق في الاختبار البعدي الثاني.
تقييم أفراد العينة لنسبة ا لفائدة من الجلسة الثانية حسب السلم من 1-10 scale of one to ten
ونجد فيما يلي تمثيلا لتقييم المبحوثين لمدى الاستفادة من الجلسة الثانية:
الشكل -6- تقييم المتدربين للجلسة الثانية الالكترونية والتقليدية
تراوح تقييم أفراد العينة للجلسة الثانية بين 6 و9، لكن الحصة الأوفر كانت من نصيب المحتوى الالكتروني كما هو موضح عند العلامة 9، وإذا قارنا النسب الأخرى للعلامات 6و7 و8 فإن الفروقات طفيفة ومتوسطة ، لكنها في مجملها تعبر عن شيء من الرضا.
5-4- النتائج العامة للدراسة.
إن الهدف من تطبيق التجربة هو دراسة المتغيرات ، وإحداث تغييرات مقصودة والتحكم بمتغيرات أخرى للوصول إلى علاقات سببية، وهناك فكرة أساسية يقوم عليها البحث التجريبي مفادها
قانون المتغير الواحد (Law of Signal Variable):
إذا كان هناك موقفات متشابهان ومتكافئان من كل الجوانب، وأضيف عنصر إلى أحد الموقفين دون الموقف الآخر فإن أي تغير أو اختلاف يظهر بين الموقفين يعزى إلى أثر العنصر المضاف.
كذلك في حالة تشابه الموقفين وحذف عنصر من أحد هذين الموقفين دون الآخر فأن أي اختلاف أو تغير يظهر يعزى إلى التأثير الذي يتركه غياب هذا العنصر”[9]
بناءا على ما سبق وبالاستشهاد بالأشكال السابقة فيمكن أن نستنتج:
بما أن الموقف التعلمي في التجربة ثابت، ومحاولة جعل الظروف قدر الإمكان متكافئة من حيث العدد والمستوى الدراسي والزمن … وبما أن المتغير المستقل هو تطبيق المحتوى الإلكتروني على العينة التجريبية فقط، وتغييب المتغير المستقل عن العينة الضابطة، يمكن أن نلمس أثر العنصر المضاف، ومعرفة العلاقة السببية بين الاستفادة من المحتوى الالكتروني ، وبين ارتفاع نسبة النجاح لدى أفراد العينة التجريبية وانخفاض نسب الرسوب وانعدام العلامة 00 .
على الرغم من ذلك لا بد من الإقرار أن بعض العوامل الجانبية قد تؤثر في صحة ودقة النتائج منها:
- نضج العينة: فالفترة التي ترك فيها أفراد العينة دون متابعة ( الفترة بين الاختبار البعدي الأول والثاني) يمكن أن يتعلم المتدرب مهارات جديدة بمفرده أو تحت الإشراف ، كما أن فضوله قد يدفعه لمعرفة المزيد حول المادة العلمية المقدمة ضمن محتوى البرنامج فيلجأ إلى تطوير مهاراته بنفسه بالاستعانة بمصادر خارجية.
- التسرب : يمكن أن يختلط أفراد العينة مع بعضهم البعض ، فمثلا لا يمكن منع تبادل مقاطع الفيديو إذا تم تحميلها وتداولها خارج الخط، وعليه يمكن أن يحصل بعض أفراد العينة الضابطة على مقاطع الفيديو، وهنا يفترض ألا يؤخذ كجزء من هذه العينة .
لكن هذه العناصر في مجملها لا تشكل قلقا كبيرا على تغيير نتائج البحث، لأنه مهما كانت واردة فهي نسبية وليست مطلقة خاصة أنه تم الحرص على توقيت التجربة بحيث سبق التقليدي الالكتروني.
- النتائج على ضوء الفرضيات.
على ضوء الفرضيات التي طرحت في بداية مشوار هذا البحث يمكن القول أن:
– الفئة التي تلقت المحتوى باستخدام الوسائل التكنولوجية تتجاوب أكثر من الفئة المستفيدة من العملية بالوسائل التقليدية، فالفرضية محققة وذلك استنادا لنتائج المنحنيات التي تلخص تطور نسبة النجاح على امتداد المستويين ، وبمقارنة النتائج بين التقليدي والالكتروني لم يعد هنالك شك في صحة الفرضية
– حقق المتعلمون إلكترونيا نجاحا (درجة عالية) في اختبارات المكتسبات واضحا مقارنة بالمتدرب في بيئة تقليدية وذلك موضح في المنحنيات سواءا في المرحلة الأولى أو الثانية
– يتحسن أداء المستفيدين فور انتهاء تقديم المحتوى الالكتروني بنسبة عالية، وذلك ما أثبتته نتائج الدراسة فلقد تضاعفت نسب النجاح ، وبلغت لدى أفراد العينة التجريبية ضعف نسب العينة الضابطة وذلك يتوضح في الاختبار البعدي الأول وهو الاختبار الفوري.
– المستفيدون من المحتوى الإلكتروني راضون أكثر من الذين لم يستفيدوا من المحتوى الالكتروني وتم تحقق الفرضية.
- تحليلات ومقترحات
يتبين لنا مما سبق أن سبل التدريب والتعليم عديدة ومتنوعة، لكن يجب التركيز على أحسن الطرق طالما أنها أثبتت جدواها، فالرهان الجديد ليس التحكم في كمية المعلومات فحسب بل نوعيتها وجودتها ودقتها، لذا فإن قيمة الطرق التعليمية و التدريبية الالكترونية أو التقليدية ترتفع كلما زادت كمية المعلومات، وفيما يلي بعض الاستنتاجات والتوصيات المستنبطة من التحليلات السابقة:
- لقد أثبتت هذه الدراسة إلى حد كبير أن التعليم والتدريب باستعمال الوسائط الالكترونية يساهم في تطوير مهارات الطلبة، خاصة إذا تعلق الأمر بالمصادر الإلكترونية، كما أنه يسمح باستثمار ميزة التدرب عن طريق التكرار لأكثر من مرة، فيمكن لهم أن يستعملوا مقطع الفيديو مرارا وتكرارا حتى تترسخ الفكرة، ويتمكن من صقل مهاراته.
- ينبغي على الجامعة الاهتمام أكثر بتطوير المحتوى الالكتروني بتنظيم دورات ومحاضرات، لتوعية المجتمع الجامعي بأهمية هذه المعارف، والتفكير بجدية في وضع برامج محكمة في البيئة الالكترونية والتقليدية على حد سواء.
- على المكتبة الجامعية أن تلعب دورها في تدريب وتعليم المستفيدين في البيئة الالكترونية، وذلك بخصوص الولوج إلى البيانات النصية، ويمكن أن تقوم بذلك داخل جدرانها أو خارجها إذا توفرت الإمكانات اللازمة لذلك.
- لضمان مواكبة الجيل القادم للويب لابد أن تتخذ إجراءات استشرافية كالاشتراك في الدوريات الالكترونية والورقية المتخصصة وإتاحتها للباحثين، وغرس ثقافة التدريب الذاتي لدى المجتمع الجامعي عموما، ولدى الطلبة والباحثين على وجه الخصوص.
- يمكن استغلال إمكانات الويب نفسه في تطوير مهارات الباحثين حيث أنه في أغلب الأحيان يتميز بالبساطة وقابلية الاستعمال من غير المتخصصين، وعليه يمكن استغلال الفضاءات الافتراضية المتاحة لتداول المحتوى الالكتروني.
خلاصة الدراسة
ولقد ثبت من خلال هذه الدراسة ان التعليم والتدريب الالكتروني له وقع واثر عميق على مستوى مهارات الطلبة، وان هناك أثرا مباشر للمحتوى الالكتروني واثرا غير مباشر بعيد المدى، يمكن اكتشافه حسب الحاجة وحسب المواقف التي يتعرض لها الطالب، وثبت أيضا أن تطبيقات التكنولوجيا الحديثة تسمح أن تصل الرسالة لأكبر قدر ممكن من الأفراد، وتتيح لهم أن يتفاعلوا ويعيدوا ويكرروا المحتوى عند الحاجة حتى يستوفي غرضه، فالأساس في العملية هو التمرن، وإذا كان القائمون عليها غير قادرين على تمرينهم جميعا مباشرة نظرا لعددهم وتشتتهم من حيث الزمان والمكان، فيمكن سد هذه الثغرة من خلال الاستفادة من الفضاءات الافتراضية ومنصات التعليم الالكترونية.
[1] paul. Signorelli. E-lerning : annotated bibliography for library training programs . [4/05/2015] Available at
http://paulsignorelli.com/PDFs/Bibliography–E-learning.pdf
[2] Ibid
[3] الموسى ، عبداالله عبدالعزيز : ” التعليم الإلكتروني ، مفهومه ، خصائصه ، فوائده ، عوائقه ” ، ورقة عمل مقدمة ( لندوة مدرسة المستقبل ): ٢٤-٢٣ أكتوبر ٢٠٠٢ م ، كلية التربية ، جامعة الملك سعود .
[4] لمحيسن ، إبراهيم عبداالله : ” التعليم الإلكتروني ترف أم ضرورة ” ، ورقة عمل مقدمة لندوة مدرسة المستقبل: ٢٤ -٢٣ أكتوبر ٢٠٠٢ م ، كلية التربية ، جامعة الملك سعود .
[5] – بن محمد. السالم. تحديد الاحتياجات في التخطيط للبرامج التدريبية مع إشارة خاصة إلى برامج المكتبات والمعلومات. التعليم والتدريب في مجال المكتبات. مج.4. الرياض. مكتبة الملك فهد. 2008 . ص.ص. 281.282.
[6] – عبد المجيد. منصور. التقويم التربوي: الأسس والتطبيقات . القاهرة، دار الأمين للنشر. 2000. ص. 19
[7] – الشهراني. ناصر بن عبد الله. مطالب استخدام التعليم الإلكتروني في تدريس العلوم الطبيعية بالتعليم العالي. أطروحة دكتوراه. جامعة أم القرى. المملكة العربية السعودية. 2009.ص.16
[8] المرجع نفسه
[9] أسماء زين صادق الأهدل، محاضرات المنهج التجريبي، جامعة الملك عبد العزيز، متوفر على الرابط
www.kau.edu.sa/GetFile.aspx?id=171165&fn