
مداخلة الباحثة اميمة سميح الزين، مركز جيل البحث العلمي (لبنان)، بالمؤتمر الدولي الحادي عشر لمركز جيل البحث العلمي حول التعلم بعصر التكنولوجيا الرقمية والذي نظمه الاتحاد العالمي للمؤسسات العلمية بالتعاون مع جامعة تيبازة في طرابلس لبنان أيام 22 و23 و24 أبريل 2016، ولقد نشرت هذه المداخلة بسلسلة أعمال المؤتمرات الصادرة عن مركز جيل البحث العلمي بشهر أبريل 2016 بالصفحة 9. ( إضغط هنا لتحميل كل كتاب المؤتمر).
ملخص
كان العلم ومازال وسيبقى السر الكامن وراء تقدم الأمم وتفوقها، وتستمر المساعي حثيثة لإيصال العلم للمتعلمين وفق أفضل السبل والتقانات الممكنة.فقد ادت التقانة الرقمية إلى تطورات كبيرة في المجالات المختلفة، ويمكن وصف العصر الحالي بالعصر الرقمي. أن التعليم في هذا العصر سيعتمد على المدرسة الإلكترونية، حيث التقانة الجديدة من الحواسب والأجهزة المرتبطة بها والشبكات وخاصة الإنترنت ستكون أدوات شائعة. وستؤدي هذه التقانة إلى تغير جذري في العملية التعليمية. فالتوجهات والمبادرات والقرارات العائدة للمدرسة الإلكترونية،مدرسة التعليم المستقبلي في المجتمعات المختلفة، ستشكل مستقبلاً لحجر الزاوية في اسس التعلم والتعليم .
مقدمة
في كل الأزمنة وعبر كل العصور كان العلم ومازال وسيبقى السر الكامن وراء تقدم الأمم وتفوقها، حيث تستمر المساعي حثيثة لإيصال العلم للمتعلمين وفق أفضل السبل والتقانات الممكنة.
وما ذلك إلا لأن التعلم يعتبرتغير أو تعديل في سلوك ومعارف الإنسان كما مهاراته واتجاهاته، فينشأ نتيجة الممارسة لما يظهر في تغيير أداء الفرد، هونشاط ذاتي يقوم فيه المتعلم ليحصل على استجابات ويكوّن مواقف يستطيع بواسطتها أن يجابه كل ما قد يعترضه من مشاكل في الحياة لإنّ عملية التعلّم تلازم الكائن الحي ما دام على قيد الحياة.
يكون التعلم”ذي المعنى” عندما يقوم الطالب من خلاله بإثارة أسئلة، فيعثر على مصادر معلومات، يعالج المعلومات ويخلق معرفة جديدة ذات صلة بعالمه الشخصي وبالحياة، في العصر التكنولوجي خلال القرن أل- 21 يعتبر الهدف من التعلم “ذي المعنى” تطوير القدرة على التفكير وعلى الابتكار والتعلم الذاتي وتشجيع التنمية الشخصية والتدخل الإجتماعي.
تمارس من قبل المعلّم لنقل المعارف المهاراتيّة إلى الطلبة، وتنمية اتّجاهاتهم نحوها، كما يعدّ من أساسيّات النهوض في المجتمع لتحسين مستوى ثقافته.أمّا علاقة التّعليم بالتعلّم فكلاهما يمدّ الآخر بالأفكار.
اليوم يمكن اعتبار التعليم الإلكتروني أسلوبا جديدا من أساليب التعليم يعتمد في تقديم المحتوى التعليمي وإيصال المهارات والمفاهيم للمتعلم على تقنيات المعلومات والاتصالات ووسائطهما المتعددة بشكل يتيح للطالب التفاعل النشيط مع المحتوى ومع المدرس والزملاء بصورة متزامنة أو غير متزامنة في الوقت والمكان والسرعة التي تناسب ظروف المتعلم وقدرته، وإدارة كافة الفعاليات العلمية التعليمية ومتطلباتها بشكل إلكتروني من خلال الأنظمة الإلكترونية المخصصة لذلك.
يجمع التعليم الإلكتروني كل الأشكال الإلكترونية للتعليم والتعلم، حيث تستخدم أحدث الطرق في مجالات التعليم والنشر والترفيه باعتماد الحواسيب ووسائطها التخزينية وشبكاتها. فقد أدت النقلات السريعة في مجال التقنية إلى ظهور أنماط جديدة للتعلم والتعليم، مما يزيد في ترسيخ مفهوم التعليم الفردي أو الذاتي، حيث يتابع المتعلم تعلّمه حسب طاقته وقدرته وسرعة تعلمه ووفقا لما لديه من خبرات ومهارات سابقة. ويعتبر التعليم الإلكتروني أحد هذه الأنماط المتطورة لما يسمى التعلم عن بعد بصورة عامة.
يعتمدالتعليم الإلكتروني أساسا على الحاسوب والشبكات في نقل المعارف والمهارات. وتضم تطبيقاته ومحتوى الدروس عبرالإنترنيت والأشرطة السمعية والفيديو وعبر السواتل والأقراص المدمجة.
أهمية البحث
تهدف هذه الدراسة إلى معرفة فوائد التعليم الالكتروني وكذلك معوقاته في عصر بداء ينفض عن كتفه الأساسيب التقليدية في التعلم والتعليم.
منهجية البحث:المنهج الوصفي التحليلي والذي يعبرعن هذه الظاهرة بمختلف أبعادها.
الكلمة المفتاح – التعلم التعليم -الرقمي
إشكالية البحث
للتعليم الالكتروني فوائد عديدة من الصعوبة حصرها،كما هناك أيضا عوامل أدت إلي ظهور هذا النوع من التعليم في زمننا المعاصرفهل هو رافدا للتعليم المعتادوداعما له.؟وهل أفراد المجتمع على وعي بهذا النوع من التعليم ؟ وهل هذا الاسلوب التعليمي يسعى الى تعديل كل القواعد القديمة التي تعوق الابتكار ؟ وهل تعديل كل القواعد القديمة التي تعوق الابتكار ووضع طرق جديدة تنهض بالابتكار في كل مكان وزمان للتقدم بالتعليم وإظهار الكفاءة والبراعة من مسؤولية التعليم الرقمي فقط؟ وما مدى استجابة الطلاب مع هذا النمط الجديد وتفاعلهم معه؟ وهل اختراق المحتوى والامتحانات أصبح من السهولة ليشكل معوقات التعليم الإلكتروني؟.وهل هذا التعليم تقدم معرفي ام تقهقر منهجي؟وللاجابة تضمن البحث الآتي:
المبحث الأول:: التعلم الرقمي من سبل التقدم المعرفي .
المطلب الأول:التقدم المعرفي تعريفا ومفهوما
المطلب الثاني:مكانة التقدم المعرفي في الإسلام
المطلب الثالث:خصائص التعليم والتعلم الالكتوني
المبحث الثاني:دور المناهج في التعلم والتعليم
المطلب الأول:المناهج التربوية مفهوما وهدفا
المطلب الثاني:الفروقات بين التعليم التقليدي والتعليم عن بعد
المطلب الثالث:سلطة المدرس والتعليم الرقمي
الخاتمة
المبحث الأول:التعلم الرقمي من سبل التقدم المعرفي .
مقدمة
لم تكن بداية الألفية الثالثة منعطفًا تاريخيًا فقط، وإنما حملت معها تحولات كبرى لعل أبرزها التطور الهائل في تقنية الاتصال والمعلومات (ICT)، حيث شكلت ضغوطًا متزايدة على النظم التربوية الحالية لمقابلة حاجات متغيرة في عالم متغير، فكتاب «بناء مدرسة المستقبل» “لهيدلي بير” أعلن سيناريو مستقبلي يقدم تصورًا عما يمكن أن تنطوي عليه المرحلة الحالية والمقبلة على السواء للمدرسة شكل انتفاضة في عمق السلوك التعلمي.
فاﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ كبيرة، وﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ أكثر اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ إﺣﻜﺎﻣًﺎ وﺗﻔﺘﺤًﺎ أن ﺗﺘﻮﻗﻊ ﺣﺠﻤﻬﺎ وتأثيرها، فاﻟﻠﺤﺎق بركب اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ، وﻣﻮاكبة اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث، ﺑﺤﺎﺟﺔ الى ﺒﻨﺎء الإنسان اﻟﻮاﻋﻲ واﻟﻤﻠﺘﺰم ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ أﻣﺘﻪ وﺷﺠﻮﻧﻬﺎ وأﺣﻼﻣﻬﺎ، فلا ﺳﺒﻴﻞ إﻟﻰ ذﻟﻚ الإﻧﺴﺎن اﻟﻤﺒﺪع اﻟﻤﺘﺠﺪد اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺘﻜﺎر واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺘﻠﻚ اﻻﻟﺘﺰامات إلا بمواكبة الركب الحضاري.
المطلب الاول : التقدم المعرفي تعريفا ومفهوما
” التقدُّم المعرفي ” يقصد به ” التنمية المعرفية “، التي تشكل جـزء من ” التنمية الشاملة “حيث أن ” التحدي المعرفي ” المعاصر، هو جزء من التحدي الأكبر، أي التحدي لتحقيق ” التنميـة الشـاملة “[1]، و كما أن ” الثقافة ” و ” العلم ” ونحوهما من وسـائل المعرفة هم المدخل إلى مواجهة ذلك التحدي، وأدواته والتغلُّب على صِعابه، لذا أصبح حديث المجتمعات المتقدمة اليوم هو بزوغ ” مجتمع المعرفة ” والتفاعل مع متطلباته ومقتضياته.
لذلك من الضروري تعريف التقدم والمعرفة، والتنمية، ووسائلهم مع صورهم كالثقافة، والعلم، وذلك لتسليط الضوء على أهمية التقدم المعرفي وتبيان مكانته مع التنمية العلمية والثقافية في المجتمعات الإنسانية.
التقدم لغة هو مصدر للفعل الخماسي تَقَدَّمَ، ويراد بذلك الانطلاق إلى الأمام والسبْق إلى مرتبة أعلى[2]، أما المعْرِفة فهي بمعنى العِلْم نقيض الجهل، يقال عرَفتُ الشيءَ معرفة علمتُه وتبيَّنتُ حاله[3]، والمعرفةُ بالشـيء: علمُ كُنْهِهِ وإدراكُه بحقيقته، وهـذا يشـمل ما يُطلـق عليه اليـوم: العلـوم الإنسانية النظرية، والعلوم الطبيعية التطبيقية التي تحتاج إلى تجربة ومشاهدة واختبار[4]، ولما كانت الثقافة والعلم من صور أنواع المعرفة فالثقافة لغة اسم مصدر للفعل الثلاثي ثَقُِف ( بفتح الثاء وبكسر القاف وضمها ).ويقال مُثَقَّف، وثَقِْف ( بسكون القاف وكسرها ). وللثقافة معان عديدة منهاالفهم، والفطنة، والآداب، والمعارف، التي ينبغي أن تتوفر في الفرد العادي وأن يحذِق فيها[5]، أما العلم لغة فهو مصدر للفعل الثلاثي عَلِم ( بفتح العين وكسر اللام ). ومن معانيه: معرفة الشيء وإدراكُه بحقيقته، وهذا يشمل العلوم التي تحتاج إلى تجربة ومشاهدة واختبار[6]، لكن التنمية هي باللغة مصدر للفعل الرباعي المتعدِّي بالتضعيف نمَّى فعلُه المجرَّد اللازم نَمَا. يقال: نَمَا الزرعُ، ونما المال، نُمُوَّاً. ويقالنمَّى الرجلُ المالَ تنمية ً…وكلٌّ تعبير يدل على حدوث الزيادة والكَثْرة[7]انما “النمو” يحدث تلقائياً بذاته، أما”التنمية”فلا تتم بذاتها، بل بتدخل خارجي.
لكن بالنسبة للتنمية المعرفية فقد ظهر مصطلح التنمية الشاملةبقوة عقب الحرب العالمية الثانية، في كتابات كثير من المفكرين و المنظِّرين، وفي كتابات المنظمات الدولية، وذلك أثناء الحديث عن تجاوز ما خلفته الحرب من دمار وضياع للمنجزات البشرية الفردية والحكومية[8]، ويكاد يجمع الباحثون والمهتمون بأمور التنمية عموماً، على أن التنمية المعرفية، ركن مهم يندرج في التنمية الشاملة لأي مجتمع، وأنه يراد بالتنمية المعرفية الازدياد من الثقافات والعلوم وطرق التفكير والإبداع، والقدرات الذهنية والسلوكيات ونحوها من الإمكانات الأخرى، التي يمكن للإنسان اكتسابها وإفادة المجتمع بها، من أجل التقدم نحو الكمال الإنساني[9]
هنا يمكننا القول إستنتاجا ان التقدم المعرفي اصطلاحاً هو مجموعة من العمليات، والنشاطات، والإبداعات الثقافية، والعلمية، والذهنية، التي تسهم في تحقيق النهضة الفكرية، والمعرفية لأي مجتمع، وتزيد في ارتقائه الإنساني، وتعزز وجوده الحضاري. ومفهوما يعني التقدم بحركة غير دائرية وغير تراجعية نحو هدف محدد كالتغيير في طرق التفكيرنحو تطورالفرد خاصة والإنسانية عامة فيصبح التقدم المعرفي نموذجا للتقدم في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية.. وأداة لعملية تسهيل الطريق نحوالأفضل، ويمكن ان يتم بتحديد اتجاه تقدم الإنسانية من الماضي إلى المستقبل واعتبار التنظيم العقلي أساسا للتقدم، مع الدعوة إلى تعميم المنهج العلمي ليشمل كل الميادين المعرفية واعتبار التقدم في العلم نموذجا للتطور بشكل عام.
المطلب الثاني: مكانة التقدم المعرفي في الإسلام
حثَّ الإسلام على التقدم المعرفي والتنمية الثقافية والعلمية ، لأنه دين النظر، والتفكير، والمعرفة، والعلم، والبحث، وهذه الأوصاف تلتقي جملة مع إحدى مقاصده الكلية الخمسة، في حفظ العقل وصيانته من الجهل، والخرافة، والضياع.فالنصوص القرآنية والنبوية التي تدعو إلى طلب العلم والمعرفة، مع الحث على التدبُّر والنظر والتفكير، للتمييز بين الحق والباطل كثيرة ومتعددة هدفها الدعوة إلى تعزيز هذا النوع من التقدم المعرفي وزيادته، وغايتُها خشيةُ الله تعالى وإعلاء كلمته، وباعثُها تكريم الإنسان والعمل على النهوض والارتقاء به.
يقول تعالى: ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾[10] أول آية قرآنية نزلت فيها الدعوة إلى طلب العلم والمعرفة، دون تحديد سن معينة،أو جنس، أو لون، أو… أو حتى مرحلة يقف عندها الطالب.
ويقول الله تعالى: ﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾[11]. وقوله تعالى ﴿يرفعِ اللهُ الذين آمنوا منكم والذين أُوتوا العلم درجات﴾ [12] وقوله جلا جلاله: ﴿و قل رَّبِّ زدني علماً﴾[13]. إشارة إلى ضرورة تعزيز التقدم المعرفي وتنمية الفكر والعقل بالتعليم المستمر والمعرفة الدائبة، وهو ما يُنادي به اليوم كثير من رجال التربية والتعليم، ويعتبرونه أمراً لازماً ومهماً في تطوير المجتمعات ورقيها وازدهارها.
وبالنسبةللأحاديث النبوية يقول -صلى الله عليه وسلم-: ” تعلَّموا العلم، فإنَّ تعلُّمَه لله خشية، وطلبَه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمَه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قُرْبة…”[14]
ويقول عليه السلام ” طلب العلم فريضة على كل مسلم “[15]. وهو يشمل المسلمة أيضاً، كما هو معروف من عموم أحكام الشريعة، إلا ما خُصَّ بدليل.
وحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: ” … كلُّ يوم لا أزدادُ فيه علماً يقرِّبني إلى الله تعالى، فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم “[16]
هذا، ومن خلال تتبع المادة العلمية وموضوعاتها، ومصادرها، يتبين أن الإسلام قد قام بدَوْر مهم في تعزيز وتقوية التقدم المعرفي والتنمية الثقافية والعلمية، عبر المساراتِ والمجالاتِ التي تنبَّه إليها المسلمون قديماً، فأقبلوا عليها بناءً، وإشادة، واهتماماً، ورعاية، وتطويراً، واستثماراً.
المطلب الثالث:التعليم والتعلم الالكتوني
بسبب الانفجار السكاني الذي يشهده العالم،لم يستطع التعليم التقليدي استيعاب كل الراغبين في التعلم لضآلة حجم وضعف إمكانات الجامعات المادية والمعنوية وغيرهما… كماأن الإقبال الكبير من الطلاب على التعليم، إلى جانب ما قد يكون من بعد في المسافة بين الراغبين في التعلم والمؤسسات التعليمية التي يرغبون الالتحاق بها،فكان التعلم الالكتروني أسلوب حديث من أساليب التعليم، توظف فيه آليات الاتصال الحديثة من حاسب، وشبكاته، ووسائطه المتعددة من صوت وصورة، ورسومات وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواء أكان عن بعد أم في الفصل الدراسي، وذلك من خلال استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت، وبأقل جهد لتحقيق أكبر فائدة.
- مفهوم التعليم والتعلم الالكتوني
التعلم الإلكتروني هو أسلوب من أساليب التعليم في إيصال المعلومة للمتعلم يعتمد على التقنيات الحديثة للحاسب والشبكة العالمية ووسائطهما المتعددة مثل الأقراص المدمجة، والبرمجيات التعليمية، والبريد الإلكتروني وساحات الحوار والنقاش.أما التعليم عن بعد فهو جزء مشتق من الدراسة الإلكترونية.
وفي كلتا الحالتين فإن المتعلم يتلقى المعلومات من مكان بعيد عن المعلم مصدر المعلومات، وعندما نتحدث عن الدراسة الإلكترونية فليس بالضرورة أن نتحدث عن التعليم الفوري المتزامن (online learning)، بل قد يكون التعلم الإلكتروني غير متزامن.فالتعليم الافتراضي هو أن، نتعلم المفيد من مواقع بعيدة لا يحدها مكان ولا زمان بواسطة الإنترنت والتقنيات.
جاءت ثورة المعلومات التي اعتمدت بشكل كبير على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، بوصفها الإنجاز التقني الحديث الذي أسهم في إلغاء المسافات، واختصار الزمن، وجعل العالم بقاراته، ودوله، وتنويعاته المختلفة قرية إلكترونية صغيرة حيث لا حدود بين أعضائها، ولا سدود تقف أمام تدفق المعلومات بينهم، وأصبح في مقدور أي منهم الوصول بصورة مباشرة إلى مراكز العلم، والمعرفة، والمكتبات، والاطلاع على كل جديد. هذا الواقع جعل التعليم عن بعد توجهًا حتميًا، فظهرالتعلم الالكتروني طريقة حديثة لأساليب التعليم، توظف فيها جميع آليات ألاتصال سواء أكان عن بعد أم في الفصل الدراسي. فاستخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت، وبأقل جهد، محققًا فائدة كبرى، وارتبط هذا النوع من التعلم بثورة المعلومات الممثلة بشكل كبير في شبكة الإنترنت، بوصفها أهم إنجاز تقني معاصر.
- تعريف التعلم والتعليم الالكتوني
التعلم الإلكتروني مصطلح مرن، يُستخدم لوصف وسيلة للتدريس من خلال التكنولوجيا، وقدعَّرفت الأكادمية العربية للتعليم الالكتوني بأنه التعليم الذي”يحقق فورية الاتصال بين الطلاب والمدرسين إلكترونيا من خلال شبكة أو شبكات إلكترونية حيث تصبح المدرسة أو الكلية مؤسسة شبكية”[17]. وعرفه المركز الوطني للتعلم الالكتروني والتعليم عن بعد بانه أسلوب حديث من أساليب التعليم، توظف فيه آليات الاتصال الحديثة … سواء أكان عن بعد أم في الفصل الدراسي[18] وهناك من عرفه على انه” منظومة تعليمية لتقديم البرامج التعليمية أو التدريبية للطلاب أو المتدربين في أي وقت و في أي مكان باستخدام تقنية المعلومات والاتصالات التفاعلية[19]” كذلك يمكن اعتبار “التعليم الإلكتروني أسلوبا من أساليب التعليم يعتمد في تقديم المحتوى التعليمي وإيصال المهارات والمفاهيم للمتعلم على تقنيات المعلومات والاتصالات ووسائطهما المتعددة بشكل يتيح للطالب التفاعل النشيط مع المحتوى والمدرس والزملاء بصورة متزامنة وغير متزامنة في الوقت والمكان والسرعة التي تناسب ظروف المتعلم وقدرته،وإدارة كافة الفعاليات العلمية التعليمية ومتطلباتها بشكل إلكتروني من خلال الأنظمة الإلكترونية المخصصة لذلك[20]وبشكل عام التعليم الإلكتروني هو “استخدام الوسائط الإلكترونية في عملية نقل وايصال المعلومات للمتعلم”[21] كما يمكن تعريف التعلم الالكتروني بانه صف دراسي يقوم بتأمين المادة الدراسية كما يقوم الهاتف الخلوي بتامين المكالمة الهاتفية في محطة للحافلات على سبيل المثال، يتيح لمنتسبيه التعلم في أي مكان وفي أي وقت طالما كان لديهم حاسب مناسب.مثلما يتيح الهاتف الخلوي الاتصال في أي وقت وفي أي مكان طالما كان لديكم جهاز هاتف مناسب[22].
يقول الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الموسي عميد كلية الحاسب والمعلومات بجامعة الإمام[23]“التعليم الالكلروني هو طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاتة ووسائطة المتعددة من صوت وصورة ورسومات واليات بحث ومكتبات الكترونية وكذلك بوابات الأنترنت سواء كان عن بعد او في الفصل الدراسي المهم المقصود هو استخدام التقنية بجميع انواعها في ايصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت واقل جهد واكبر فائدة[24]“. ويري كلا من كيسمان وكيسمان (Kaseman&kaseman 2000.13 )ان التعلم الالكتروني في مفهومه الشمولي هو ذلك النوع من التعلم المعتمد علي استخدام الوسائط الالكترونية في الاتصال بين المعلمين والمتعلمين، بهدف إيجاد بيئة تفاعلية غنية بالتطبيقات المعتمدة على تقنيات الحاسب الآلي والشبكة العالمية للمعلومات، وتمكّن الطالب من الوصول إلى مصادر التعلم في أي وقت ومن أي مكان[25].ومن المميزات الأخرى للتعليم الإلكتروني والتي ساهمت في تنمية ذكاء الطالب أنه غيّر مفهوم العلاقة بين الطالب والحاسوب .. فلم تعد العلاقة علاقة لعب وتسلية .. فالحاسوب الآن أداة مهمة للتعلم .. بل وممتعة أيضا لأنه يحبه في الأصل ويرغبه .ورغم أن التعلم الإلكتروني ليس بالكامل تعلم ذاتي إلا أنه يعتمد عليه بشكل كبير .. والتعلم الذاتي يعتبره علماء النفس والتربية من أفضل أساليب التعلم و من أهم العوامل التي تساعد الطالب على تكوين قواعد علمية راسخة وثبات المعلومات لديه لفترات طويلة من عمره وذلك لأنه يمّكن المتعلم من إتقان المهارات الأساسية اللازمة لمواصلة تعليم نفسه بنفسه. وكذلك احتكاك الطالب بالثقافات الأخرى لباقي الطلاب يزيد من حصيلته اللغوية والثقافية حول الشعوب الأخرى .. وإن كانت هذه النقطة أيضا تحتمل المعنى السلبي والإيجابي.
وهكذا يمكننا ملاحظة مما تقدم من تعريفات ان التعلم الإلكتروني منظومة مخطط لها ومصممة بشكل جيد بناءً على منحى النظم. ويعتمدعلى استخدام وسائط إلكترونية تفاعلية فيشكل أحد أنماط التعلم عن بعد كما يدعم مبدأ التعلم الذاتي والتعلم المستمر مدى الحياة من خلال تشجيع التعلم التعاوني.
- فوائد التعليم الالكتروني
من أهم وأبرز فوائد التعليم الإلكتروني هو التواصل السهل بين المعلّم والطالب في أيّ وقت وفي أي مكان حتى خارج أوقات الدوام الرسمية، كذلك منح الفرصة الكافية للطلاب لطرح استفساراتهم فيما يتعلّق بالمواد الدراسية لأنّ ضيق الوقت في الحصص الدراسية يعيق تنظيم الحصة من قبل المعلّم.
كما ان إنشاء غرف الحوار وجمع الطلاب والمعلّمين فيها يعطي فرصةً أكبر للطالب للنقاش وفهم المادة خاصة للطلاب الذين يريدون طرح أسئلتهم. اما الاستعانة بالصور والوسائل التوضيحيّة والفيديو لشرح المادة للطلاب يساعد أكثر في فهم المادة الدراسيّة، مع القدرة في الحصول على تسجيلات صوتيّة أو مرئيّة لتوضيح المادة، وهذا جليّاً في توضيح المعادلات الكيميائية على سبيل المثال التي يصعب فهمها بالقراءة فقط، بل يجب دعمها بالفيديو للتوضيح والفهم.
وكذلك بالنسبة لإمكانية التعلم عن بعد مع الجامعات العالمية والاستفادة من الخبراء الأجانب خاصّةً على مستوى الدراسات العليا.
إنّ الطالب الّذي يعاني من مستوى تعليم متواضع لا يشعر بالحرج أمام زملائه من مستواه المتدني لأنّه ينقل أفكاره إلى المعلم بكل خصوصية، وهذا يعطي الطالب فرصةً للمحاولة والخطأ دون التعرّض للإحراج، كما بالنسبة للطالب الخجول فالتعليم الالكتروني يعطيه الحريّة لطرح أسئلته على المعلّم بكل جراءة.
ان استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في تقييم الطالب، وذلك لوجود أدوات تقوم بتقييم درجات الطالب بناءً على الاختبارات التي قام باجتيازها.
و توفّر ايضا على مدار الوقت لدراسة المادة والقيام بالأبحاث المتعلقة بها حيث إنّ المعلومات المطلوبة متوفّرة على شبكة الإنترنت.والأهم من ذلك كله تحكّم الطالب بالوقت المناسب له للدراسة وتنظيم وقته ومسؤولياته دون الحاجة إلى الذهاب شخصيّاً إلى مكان دراسته خاصّةً للذين لديهم مسؤوليات أسريّة تمنعهم من الخروج من منازلهم، وهذا مما جعل للتعليم الإلكتروني أهمية كبيرة بالنسبة للمرأة ، نظرا لما عليها من واجبات ،فالتعليم الالكتروني يساعد المرأة على الجمع بين واجباتها وتعليمها وهذا عامل من العوامل التي ساعدت على ظهورهذا النوع من التعليم لذا يلقى التعليم الإلكتروني إقبالا كبيرا لدى النساء أكثر منه لدى الرجال وذلك لأنه يمكن المرأة من تلقى التعليم الجامعي الذي تطمح إليه دون الحاجة إلى الانتقال إلى مكان آخر غير بيتها فتحضر المحاضرات في بيتها وتهتم بالأطفال دون تكلفةحيث ستوفر تكلفة رعاية الاطفال اثناء غيابها لأنها لن تغادر منزلها، مع استغلال الوقت حيث ستحصل على درجة جامعية ولن يعطلها هذا عن واجباتها المنزلية.والأهم من ذلك، تجاوز صعوبة المرحلة العمرية في التأقلم مع الطلبة في الجامعات التقليدية، لكن في حالة التعليم بالمراسلة تتلاشى هذه المشكلة لعدم الاحتكاك المباشر بين الطلبه. إلا أن الرسوم العالية وغلاء المواد التعليمية المصاحبة لها إضافة إلى أن العديد من هذه الدورات غير معتمدة لدى جهات تعليمية كثيرة يقف عائق في وجه تقدمها.
وهكذا نرى إنّ مستقبل التعليم الإلكتروني آخذ بالتقدّم حتى وإن كانت المؤسّسات التي تعنى بالتعليم الإلكتروني لا زالت قليلةً، لكن هناك ما يشير إلى أنّ هذا التعليم سوف يزدهر وينتشر بشكل أكبر لما يوفّره من راحة ومرونة للطالب والمعلّم في الوقت نفسه.
أهداف التعليم الإلكتروني
تحدد اليونسكو أهداف التعليم الإلكتروني[26]بأنه يسهم في إنشاء بنية تحتية وقاعدة من تقنية المعلومات قائمة على أسس ثقافيةبغرض إعداد مجتمع الجيل الجديد لمتطلبات القرن الحادي والعشرين. ويسعى الى تنمية اتجاه إيجابي نحو تقنية المعلومات من خلال استخدام الشبكة من قبل أولياء الأمور والمجتمعات المحلية، وبذلك يتم إيجاد مجتمع معلوماتي متطور، يعمل على حل المشكلات والأوضاع الحياتية الواقعية داخل البيئة المدرسية، واستخدام مصادر الشبكة للتعامل معها وحلها.كما يمهدلإعطاء الشباب الاستقلالية والاعتماد على النفس في البحث عن المعارف والمعلومات التي يحتاجونها في بحوثهم ودراستهم، ومنحهم الفرصة لنقدالمعلومات والتساؤل عن مصداقيتها، مما يساعد على تعزيز مهارات البحث لديهم وإعداد شخصيات عقلانية واعية .
وإذ يمنح الجيل الجديد متسع من الخيارات المستقبلية الجيدة وفرصاً لامحدودة (اقتصادياً وثقافياً ، وعلمياً واجتماعياً) يقوم بتزويد الطلاب بخدمة معلوماتية مستقبلية قائمة على أساس الاتصال والاجتماع بأعضاء آخرين من داخل المجتمع أو خارجه، بغرض تعزيز التسامح والتفاهم والاحترام المتبادل، وفي الوقت نفسه تحفظ المصلحة والهوية الوطنية، مما يؤدي إلى تطوير مهارات التحاور، وتبادل الأفكار الخلاقة والبناءة، والتعاون في المشاريع المفيدة التي تقود إلى مستوى معيشي أفضل، هذا بالإضافة إلى تعريضهم إلى أجواء صحية من التنافس العالمي الواسع النطاق والتي تقودهم إلى تطوير شخصياتهم في حياتهم المستقبلية .
إن إمداد الطلاب بكمية كبيرة من الأدوات في مجال المعلوماتية لمساعدتهم علىالتطوير والتعبير عن أنفسهم بشكل سليم في المجتمع، بالإضافة إلى تطويرالمهارات والمعارف والخبرات تقود إلى تطوير الإنتاجية والاستقلال الذاتي . وتشجيع أولياء الأمور والمجتمعات المحلية على الاندماج والتفاعل مع نظامالتعليم بشكل عام، ومع نمو سلوك وتعلم أبنائهم بشكل خاص، وذلك من خلالالاطلاع على أداء أبنائهم وتحصيلهم الدراسي، بالإضافة إلى الإشعارات والتقاريرالتي تصدرها المدرسة حول ذلك، ينمي ويطور خدمة تقنية المعلومات فيالمنازل والمجتمعات المحلية بشكل غير مباشر، ومن ثم يؤدي إلى نمو المجتمعوالثقافة على الشبكة .
إن تزويد المجتمع بإمكانيات استراتيجية من أجل المنافسة الاقتصادية والتكنولوجيةلأن الثورة الكبرى في مجال المعلومات التكنولوجية في هذا القرن تمثل فرصةعظيمة للأمم التي تخلفت عن الرآب الحضاري، بحيث يمكنها أن تتجاوز مراحلتخلفها لتقارب الخط الذي وصل إليه الآخرون، وذلك من خلال استخدام وإدارة هذه التقنية وإدخالها ضمن خطط تنموية وطنية حقيقية .
المبحث الثاني: الخصائص المنهجية للتعلم والتعليم
مقدمة
يعود الإهتمام بالمنهج المدرسي إلى أيام الإغريق حيث لفت الفيلسوف اليوناني «أفلاطون» في حوالي القرن الرابع قبل الميلاد الأنظار إلى أهمية وجود «منهج» يمكن استخدامه كمسلك أو طريقه لإعداد أفراد مجتمعه «الطبقي» «المثالي»، كذلك أولى «كومينيوس»[27] في القرن السابع عشر الميلادي و«فرويبل[28]» في القرن التاسع عشر المنهجَ ومشاكله قدرًا طيبًا من الدرس والمناقشة. وفي القرن العشرين بدأت تتضح ملامح ظهور المنهج كعلم مستقل له علماؤه حيث شرعت الكثير من كبريات مؤسسات التعليم العالي في العالم في افتتاح كليات خاصة بالمنهج وطرق التدريس..
والحقيقة أن هذا الاهتمام المتزايد والتطور المستمر الذي شهدته «المناهج» في الحقل التربوي جعل هناك تباينا في وجهات النظر تجاه التعريف العلمي الدقيق لماهية «المناهج». فالبعض يرى أنها «مهام وإجراءات مسبقة الإعداد»، في حين يرى آخرون «أنها وثيقة عمل»، ومنهم من يرى أن المنهج خبرات وتجارب مسبقة التخطيط والتحضير. كما أن هناك من يعلن أن المنهج «هو كل ما ينبغي أن يعرفه الطالب ويتمكن من القيام به…»[29].
ومن هنا ظهرت أهمية تجريد وإفراغ المنهج الحديث من تلك النظرة القديمة التي كانت تحصره في المقرر المدرسي (الكتاب) إلى آفاق أوسع وأكثر شمولية لتشمل الطالب وأولياء الأمور والإدارة والمبنى المدرسي والوسائل التعليمية والمختبرات… أي أن المنهج الحديث يشمل كل ما يتعلق بالعمل التعليمي والتربوي.
يُعرف الإنسان عموما بأنه كائن حي مفكر ناطق ويعتبر العقل من أهم ما يميزه حيث يتميز الدماغ البشري بقدرته على التفكير والتحليل والإبداع فقد ميز الله سبحانه الإنسان و فضله على بقية خلقه بالعقل و الإدراك و العلم ووهبه الكثير من الجوارح و الحواس التي تمكنه من تفعيل الإدراك والتعلم بوسائل و أساليب مختلفة.
فكان اليوم التعلم الإلكتروني الذي يعد أسلوب من أساليب التعليم الحديثة في إيصال المعلومة للمتعلم، ويتم في استخدام آليات الاتصال الحديثة كالحاسب الآلي وشبكاته ووسائطه المتعددة في استدام التقنية بجميع أنواعها لإيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة وبصورة تمكن من إدارة العملية التعليمية وضبطها وقياس وتقييم أداء المتعلمين .فخلال العقد الماضي كان هناك ثورة ضخمة في تطبيقات الحاسب التعليمي بالرغم انه لا يزال استخدام الحاسب في مجال التربية والتعليم في بداياته التي تزداد يوماً بعد يوم، لكنه بدأ بأخذ أشكالا عدة من الحاسب في التعليم إلى استخدام الإنترنت في التعليم ثم ظهر مفهوم التعلم الإلكتروني الذي يعتمد على التقنية لتقديم المحتوى التعليمي للمتعلم بطريقة جيدة وفعالة، من اختصار الوقت والجهد والتكلفة إضافة إلى قدرة الحاسب على تحسين المستوى العام للتحصيل الدراسي، ومساعدة المعلم والطالب في توفير بيئة تعليمية جذابة، لا تعتمد على المكان أو الزمان ضمن مناهج محددة وفاعلة.فقد أكدت العديد من الدراسات[30] على ضرورة استخدام التعليم الإلكتروني في التدريس بدلاً من التعليم التقليدي، حيث أشارت هذه الدراسات إلى أن التعليم الإلكتروني يساعد على سهولة استيعاب المتعلمين للمادة التعليمية، وإكساب المتعلمين مهارات متنوعة مثل : اتخاذ القرارات، وحل المشكلات، والتواصل بين الأفراد، و القيادة، والعمل الجماعي[31].
إن المناهج الدراسية ترتبط إلى حد كبير بثقافة المجتمع وفكره واتجاهاته ومعاييره الدينية والاخلاقية، فالمناهج هي مصدر القوة لأي أمة، فمن خلالها يتم تهيئة الافراد روحياً وعقلياً وجسدياً، لحفز طاقتهم واتجاهاتهم ودوافعهم وميولهم،واستثمارها الاستثمار الأمثل لتحقيق أهداف وتطلعات المجتمع، ويدلل على ذلك النهضة التنموية التي حدثت لعدد من الدول التي عملت على فحص مناهجها وتقويمها، ودراسة مكامن القوة والضعف فيها لتطويرها وتعديلها بما يحقق أهداف خططها التنموية في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.
المطلب الآول:المناهج التربوية مفهوما وهدفا
المنهج هو عبارة عن سلسلة مترابطة ومتكاملة من الخبرات التربوية المخططة من قبل المؤسسة التعليمية بهدف تحقيق أهداف تربوية وتعليمية محددة، يتضمن المنهج الخبرات التربوية المفيدة، التي يتم تصميمها تحت اشراف المدرسة، لإكساب المتعلمين المعلومات والمهارات والاتجاهات المرغوبة،والتي تهدف إلى إحداث النمو الشامل والمتكامل للمتعلم، والذي يؤدي إلى تعديل سلوكه، أي تعلمه، وحصيلة هذا التعلم تساعد على تفاعل المتعلم بنجاح مع بيئته ومجتمعه واندماجه فيها فالمناهج تعرف بأنها عبارة عن سلسلة من الخبرات المخططة داخل المدرسة وخارجها وتبنى على اسس نفسية، ومعرفية، واجتماعية،وسياسية،وتهدف إلى تنمية المتعلم من الناحية الوجدانية، والمعرفية،والمهارية..وتنبثق الخبرات التربوية من الأسس العقدية ،والفلسفية، والاجتماعية، والسياسية للمجتمع ،حيث يبلور المجتمع أهدافه العامة حول تلك الاسس، ثم يعهد إلى النظام التربوي لتحقيقها عبر المناهج التي تصيغها في صورة أهداف خاصة ثم أهداف سلوكية دقيقة يقاس من خلالها مستوى التقدم الذي حققه المتعلمين في ضوء المخرج المتوقع. وحيث أن سمت المجتمعات التجدد والتغيير فإن هذا ينعكس بدوره على المناهج التعليمية التي ينبغي أن تتواءم مع هذا التغيير وفق تطلعات وتوجهات المجتمع الجديدة[32].
يعيش العالم اليوم في قرية كونية[33]واحدة، جعلت الإنسان ينفتح على ثقافات العالم ويتفاعل معها بصورة يصعب معها وجود مجتمع ينغلق على ذاته، فقد حدث تغير في دور الاسرة ووظيفة المدرسة، تبعاً لما يحدث في العالم من متغيرات وأحداث، وهذا يفرض بالضرورة على مناهج التعليم اتخاذ تدابير معينة لمواجهة ومراعاة تلك المتغيرات سواء أكانت محلية أو عالمية.
- المنهج بمفهومه التقليدي
هو عبارة عن مجموعة المعلومات والحقائق والمفاهيم التي تعمل المدرسة على إكسابها للتلاميذ بهدف إعدادهم للحياة وتنمية قدراتهم عن طريق الإلمام بخبرات الأخرين والاستفادة منها، وقد كانت هذه المعلومات والحقائق والمفاهيم تمثل المعرفة بجوانبها المختلفة.أي أنها كانت تتضمن معلومات علمية ورياضية ولغوية وجغرافية وتاريخية وفلسفية ودينية. وهناك سلسلة من الخطوات تتخذ لتحقيق أهداف هذا المنهج. كتحديد المعلومات اللازمة لكل مادة وفقا لما يراه المتخصصون في هذه المادة تشكل محتوى المادة، وكذلك توزيع موضوعات المادة الدراسية على مراحل وسنوات الدراسة ومن ثم توزيع موضوعات المادة الدراسية على أشهر العام الدراسي لياتي اخيرا تحديد أنواع الأسئلة والاختبارات والامتحانات المناسبة لقياس تحصيل التلاميذ في كل مادة دراسية.
- المنهج بمفهومه الحديث
هو مجموعة الخبرات التربوية التي تهيؤها المدرسة للتلاميذ سواء داخلها أو خارجها وذلك بغرض مساعدتهم على النمو الشامل المتكامل، أي النمو في كافة الجوانب العقلية والثقافية والدينية والاجتماعية والجسمية والنفسية والفنية نمواً يؤدي إلى تعديل سلوكهم ويكفل تفاعلهم بنجاح وابتكارهم حلول ما يواجههم من مشكلات. لذا يتضمن المنهاج خبرات مفيدة لإكساب التلاميذ مجموعة من المعلومات والمهارات والاتجاهات متنوعة الجوانب ولا تركز على جانب واحد فقط من جوانب النمو كما هو الحال في المنهج القديم فالتعليم هنا يحدث من خلال مرور المتعلم بالخبرات المختلفة ومعايشته ومشاركته في مواقف تعليمية متنوعة، فبيئة التعلم لا تقتصر على حجرة الدراسة أو ما يدور داخل جدران المدرسة، بل تمتد بيئة التعلم إلى خارج المدرسة، إن الهدف الذي يسعى إليه المنهج عن طريق هذه الخبرات هو النمو الشامل المتكامل للمتعلم والذي يؤدي إلى تعديل سلوكه أي إلى تعلمه، فتفاعل المتعلم بنجاح هو إعمال المتعلم لعقله في مواجهة التحديات والمشكلات التي توجد في بيئة مجتمعه ومحاولة التغلب عليها وحلها لذا أصبح تنمية قدرة المتعلم على التعلم هدفاً هاما من أهداف المنهج. وهكذا في عالم سريع التغير كعالمنا الذي نعيش فيه أصبح تنمية ابتكار المتعلم هدفا هاما من أهداف المنهج ينبغي إعطاء الأولوية له من بين الأهداف الأخرى.
- المنهج الرقمي
التعلـم في زمن الرقميـة يختلف بشكـل جذري عن التعلم التقليدي في صيـاغة المحتوى العلمي وأسلوب عرضه، وطرق التدريس، وفي الزمـان والمكـان الذي تتم فيه عملية التعلـم كالتعلم الذاتي على مستوى الأفراد، والميادين التعليمية من مدارس وجامعات على المستوى الجماعي. تتميز طرق التدريس في التعلم الرقمي بجذب وتحفيز المتعلمين على التعلم، فالمتعلم يشارك ويتفاعل مع المحتوى العلمي بصورة ايجابية على عكس التعلم التقليدي الذي يكون فيه دور المعلم هو التلقين وسلبية المتعلمين في التدوين، يتميز التعلم الرقمي بالتغذية التي نهب المتعلمين المعلومات بتركيز ودقة أكثـر.
التعلم الرقمي ينمي قدرة المتعلمين على إدارة الذات ويزيد من وعيهم من خلال تبادل الأفكار والآراء على شبكات التواصل الإجتماعي والمدونات، كما يوفر التعلم الرقمي فرصة التعـاون والتشـارك مع المتعلمين على مستوى محلي وعالمي على اختلاف ثقافاتهم وتوجهاتهم ودياناتهم من خلال أدوات رقمية كالWikiesوشبكات التواصل الاجتماعي والمستندات التي يوفرها Google مما يتيح التبـادل الثقافي في المعـارف على نطـاق أوسع من منهج تقليدي محدد. كمايقوي التعلم الرقمي التفكيـر الإبداعي بملامسة مستويات التفكيـر العليـا للمتعلمين من خلال مهـارة حل المشكلات التي توفرها الأدوات الرقمية والوسائط المتعددة والتي تستخدم في الإبداع والتخيـل واكتسـاب الخبرات.
كـان التعلم التقليدي سائدا لعقــود عديدة حينمـا كانت المعرفة محدودة وتتجدد بنحو بطئ. ومع التطور الكبيـر في التكنولوجيـا الرقمية وانفتـاح العـالم على المعارف التي تزايدت بشكل مطرد، تبين ضعف الأساليب التعليمية التقليدية وعدم قدرتها على احتواء الكم الغزير من المعرفة المتدفقة بشكل مستمر. لذا دعت الحـاجة إلى تطوير المنـاهج الدراسية في الميادين التعليميـة لتلائم متطلبـات العصـر الرقمي، فطرح التربيون فكرة استبدال المنهج التقليدي الورقي بمصطلح جديد وهو “المنهج الرقمي”. إن تحويل المنـاهج إلى الرقميـة يحتـاج إلى تعاون بين الخبراء التقنيين والتربويين، فبنـاء المنهج الرقمي مرتبط بنظريات التعلم ومنها النظرية البنائية والترابطية والتي على أساسها تتحدد البرامج الرقمية التعليمية المناسبة لكل محتوى علمي، ويتطلب لإعداد المنهج الرقمي تحديد أهداف المنهج وطرق تدريسه، وأساليب التقويم والمهارات الرقمية المطلوبة على المتعلمين، والأجهزة الرقمية التي يجب على المدارس توفيرها حيث تكلف أموالا طائلة، وكذلك تهيئة المعلمين وتدريبهم عليها. وُصف التعلم الرقمي على أنه “يمثل حقيبة تعليمية من مصـادر إلكترونية (بديلا عن الكتب الدراسية) تتألف من مدونات Blogs،Wikies،Twitter وغيرها من البرامج الرقمية وأفلام فيديو وصوتيات وشبكـات تعلم خاصة تستخدم في ربط وتقييم المتعلمين والمعلمين بحيث يتواصل كل منهما باستمرار في كل الجوانب العملية التعليمية “. يتضمن المنهج الرقمي مجموعة من الخبرات التربوية والعلمية التي يتم توفيرها للمتعلم عبر تقنيات الاتصالات التكنولوجية الحديثة لتحقيق عملية التعلم، حيث يتسم المنهج الرقمي بالتنوع والمرونة وأداء أكثر تأثيراً للمحتوى العلمي على المتعلمين، فالرقمية ساهمت في تحويل المنهج الورقي من صورته الجامدة في الأفكار والمفاهيم والحقائق في الكتب إلى أفكار ومفاهيم وحقائق مرئية كالأفلام التعليمية ثلاثية الأبعـاد أو صوتية بالتواصل الفوري عبر شبكة الانترنت أو باستخدام الألعاب الرقمية والمحاكاةفي اكتساب المهارات والخبرات للمواقف التعليمية المختلفة.
لقد طُبق المنهج الرقمي في العديد من المدارس باستخدام الأدوات الرقمية لتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة[34].
إن تطبيق المنهج الرقمي يجب أن يحقق التحول من بيئات تعلم مغلقة تعتمد على الكتب كمصدر وحيد للمعرفة إلى بيئات تعلم مفتوحة غنية بمصـادر المعرفة، فيسمح للمتعلمين اختيـار طريقة التعلم سواء كانت بشكل مباشر أو عن بعد باستخدام الوسائط المتعددة مراعية في ذلك مستويات المتعلمين المختلفة.فتتحقق الأهداف التربوية في إنشـاء أجيـال متعلمة منتجة لمجتمعاتها قـادرة على مواكبة التغيرات الجديدة في شتى مناحي الحياة.
المطلب الثاني:الفروقات بين التعليم التقليدي والتعليم عن بعد
نموذج التعليم التقليدي | نموذج التعليم عن بعد (الالكتروني) |
المدرس هو المصدر الأساسي للتعلم | المدرس هو موجه ومسهل لمصادر التعليم |
المتعلم يستقبل أو يستسقي المعرفة من المدرس | المتعلم يتعلم عن طريق الممارسة والبحث الذاتي |
المتعلم يعمل مستقلا بدون الجماعة (إلى حد ما) | المتعلم يتعلم في مجموعة ويتفاعل مع الآخرين |
كل المتعلمين يتعلمون ويعملون نفس الشئ | المتعلم يتعلم بطريقة مستقلة عن الآخرين وحسب ظروفه |
المدرس يتحصل على تدريب أولي ومن ثم على تدريب عند الضرورة | المدرس في حالة تعلم مستمر أو متواصل حيث يبدأ بالتدريب الأولي ويستمر بدون انقطاع |
المتعلم المتميز يستكشف ويعطى له الفرصة في تكميل تعليمه | المتعلم له فرصة الحصول على التعليم والمعرفة بدون عوائق مكانية أو زمانية ومدى الحياة |
المطلب الثالث: سلطة المدرس والتعليم الرقمي
لا شك أن الكفاءة والقدرة من أهم العناصر التي يتوجب توافرها لدى المدرس لتحقيق النجاح الذاتي في تدبير الشؤون التريوية والتعليمية خاصة في زمن غزو التكنولوجيا للحياة المدرسية والموؤسسات العامة والخاصة.
حيث “إن أي استتخدام للوسائل التقنية الحديثة في أي مجال من مجالات الحياة لابد أن تصاحبه قدرة وكفاءة على استخدام تلك الوسائل والاستفادة منها في ذلك المجال[35]“، فالمدرس سيظل يسعى إلى تدريب المتعلمين ويدير العمليات التعلمية، ويقود إلى تمرير التقنية للمتعلم بسلاسة ومرونة، إنما و كما أن هناك حدوث تغير في الوضع التعليمي التعلمي باعتماد التقنية الرقمية فإن هناك كذلك تغيير في وضعية الفاعلين أو الثالوث االتربوي المؤلف من المدرس/ المتعلم/والصيغةالتعليمية التعلمية، هذا التطور سيقود ربما الى تخلخل في بنية العلاقة التي تجمع هذا الثالوث وهذا ما يدل على أن هناك فعلا تغير من ان المعلم ” كونه مصدر للمعلومات الى كونه ميسرا ومدربا ومنظما ومخططا للعماية التعلمية/ التعَلُمية وغير ذلك من الادوار التي يقتضيها تحول المتعلم من مستقبل سلبي للمعلومات الى متعلم فعال وهذا الموقف التعليمي يتم في بيئة غنية بمصادر المعلومات وتقنية المعلومات والاتصالات..”[36].
إنما يبقى المعلم موجها يربي القيم في نفس الطالب من خلال ما يُِسمى ب ” التعليم الموجه” من تصويب مسار المتعلمين لجهة سلامة التعامل مع بعض المواقع خاصة التي تخدش الحياء وتؤذي النفس وتثير النعرات كي لا يقعوا في ما يسمى “الانحراف الرقمي”فنحصل على نتائج عكسيةلا تخدم مسار القيم والتنمية والتعلم الهادف.
الخاتمة
هناك ما يشير إلى أنّ هذا التعليم سوف يزدهر وينتشر بشكل أكبر لما يوفّره من راحة ومرونة للطالب والمعلّم في الوقت نفسه.
فالتدريس باعتماد الوسائط التكنولوجية الحديثة تسهم في تحقيق المتعة الصفية، والإفادة النوعية للطالب،واعتماد المنهج الرقمي لا يعني أبدا تراجع أدوار وسلطات المربي بقدرما يعني تطويرها وتحديثها بما يلائم العصر ويناسب التطورفرغم تخوف المدرسين من تهميشهم وتقليص دورهم في العملية التعليمية – التعلمية فاإن المدرسة الرقمية لن تلغي دور المدرس أو الاستاذ بل ستدعمه وتعطيه أدوارا أساسية أخرى داخل التعليم الالكتروني عبر تدبيرالتفاعلات البيداغوجية التي تسمح بها هذه الوسائط فقد أثبتت الابحاث التربوية المتخصصة أن تكنولوجيا المعلومات تُعتمد مدخلا لتيسير أهداف التعليم والتعلم تحقيقاً لجودة تربوية مضاعفة، وتُعتمدطريقة بيداغوجية جديدة لتمرير المعلومة بأيسر حال وأقل جهد.
أن أهم مزايا و مبررات و فوائد التعليم الإلكتروني تشير الى امكانية زيادة الاتصال بين الطلبة فيما بينهم ، وبين الطلبة و المدرسة لأن التعليم الإلكتروني يشجع على التعليم التعاوني والعمل الجماعي وعلى تحقيق تواصل أفضل بين المتعلمين . ويوفر التعليم للأشخاص الذين لا تسمح لهم طبيعة عملهم وظروفهم الخاصة من الالتحاق بالمركز.كما يسمح بإمكانية تكييف طريقة التدريس: فمن الممكن تلقي المادة العلمية بالطريقة التي تناسب الطالب، فالتعليم الإلكتروني ومصادره تتيح إمكانية تطبيق المصادر بطرق مختلفة وعديدة وفقاً للطريقة الأفضل بالنسبة للطالب مما يساهم في مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة. والأهم من ذلك يؤمن التعبير عن وجهات النظر المختلفة للطلاب بفضل المنتديات الفورية مثل مجالس النقاش و غرف الحوارويعطي الإحساس بالمساواة بما أن أدوات الاتصال تتيح لكل طالب فرصة الإدلاء برأيه في أي وقت ودون حرج
وهكذا أطلت أهمية تكنولوجيا التعليم وما يرتبط بها من التعلم عن بعد ببعديه التعلم الإلكتروني والتعلم المحمول كعامل مساعد في تحصيل العلم لما تتضمنه هذه التكنولوجيا من تفاعلية وتشويق وتمكين الطلاب والمتعلمين من الاستفادة بفرص التعلم النشط والمرن لحد كبير، والذي من الممكن أن يخلط بتوجيه المعلمين شخصيا عن بعد فيما يطلق عليه التعليم المختلط.
المراجع والمصادر
- الحربش جاسر “تجربة المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني في التعليم والتدريب الالكتروني”
- حسن الباتع محمد عبد العاطي والسيد عبد المولى السيد (يناير 2008). أثر استخدام كل من التعلم الإلكتروني والتعلم المدمج في تنمية مهارات تصميم وإنتاج مواقع الويب التعليمية لدى طلاب الدبلوم المهنية واتجاهاتهم نحو تكنولوجيا التعلم الإلكتروني، تكنولوجيا التربية : دراسات وبحوث، عدد خاص عن المؤتمر العلمي الثالث للجمعية العربية لتكنولوجيا التربية 2007 بالاشتراك مع معهد الدراسات التربوية وعنوانه ” (تكنولوجيا التعليم والتعلم) نشر العلم … حيوية الإبداع ” في الفترة 5 – 6 سبتمبر 2007 بمركز المؤتمرات بجامعة القاهرة .
- الحربي ، محمد صنت . ” مطالب استخدام التعليم الإلكتروني لتدريس الرياضيات بالمرحلة الثانوية من وجهة نظر الممارسين والمختصين ” رسالة دكتوراه غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة أم القرى . 1427هـ .
- الخان . بدر . استراتيجيات التعلم الإلكتروني . ترجمة علي الموسوي وآخرون . سوريا . دار شعاع . 2005م
- أبو خطوة ، السيد عبد المولى – التعلم المدمج و حلول مقترحة لمشكلات التعلم الإلكتروني- مدرس تكنولوجيا التعليمكلية التربية – جامعة الإسكندرية.
- درويش، إيهاب. التعليم الالكتروني ط1 (2009) دار السحابللنشر والتوزيع-القاهرة
- زيتون حسن حسين (2005). رؤية جديدة في التعليم “التعلم الإلكتروني” : المفهوم القضايا التطبيق – التقييم، المملكة العربية السعودية، الرياض : الدار الصولتية للتربية.
- سالم،أحمد .تكنولوجيا التعليم والتعليم الالكتروني. الرياض، مكتبة الرشد..2004م.
- سلامة، حسن علي حسن (2005 ) . التعلم الخليط التطور الطبيعي للتعلم الالكتروني.بلا.
- العريفي،يوسف.”التعليم الإلكتروني تقنية رائده وطريقة واعدة”. ورقة عمل مقدمة إلى الندوة الأولى للتعليم الإلكتروني خلال الفترة (19-21صفر 1424هـ) (21-23/4/2003م).مدارس الملك فيصل بالرياض.
- عبد المنعم إبراهيم محمد” التعليم الإلكتروني في الدول النامية آمال وتحديات ” ، الاتحاد الدولي للاتصالات ( الندوة الإقليمية حول توظيف تقنيات المعلومات والاتصالات في التعليم) – يوليو 2003/ مصر.
- العويد ، محمد صالح ، أحمد بن عبدالله الحامد (2002). “التعليم الإلكتروني في كلية الاتصالات والمعلومات بالرياض” : دراسة حالة، ورقة عمل مقدمة لندوة التعليم الإلكتروني، خلال الفترة 19-21 صفر 1424ﻫ.
- الغريب’ زاهر إبراهيم(2009) التعليم الإلكتروني من التطبيق إلى الاحتراف والجودة ’ط1’ عالم الكتب القاهرة
- غلوم ، منصور.” التعليم الإلكتروني في مدارس وزارة التربية والتعليم بدولة الكويت “. ورقة عملمقدمة لندوة التعليم الإلكتروني خلال الفترة (19/212 صفر 1424 هـ ) الموافق (21-23/4/2003م) . مدارس الملك فيصل . الرياض
- فادي اسماعيل- البنية التحتية لاستخدام تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات في التعليم، و التعليم عن بعد” دمشق 15-17 يوليو
- قسطندي شوملي (2007) . الأنماط الحديثة في التعليم العالي : التعليم الالكتروني المتعدد الوسائط ، المؤتمر السادس لعمداء كليات الآداب في الجامعات الأعضاء في اتحاد الجامعات العربية- ندوة ضمان جودة التعليم والاعتماد الأكاديمي – جامعة الجنان.
- المحيسن إبراهيم بن عبدالله (2002). التعليم الإلكتروني ترف أم ضرورة، ورقة عمل مقدمة إلى ندوة : مدرسة المستقبل، جامعة الملك سعود، المنعقدة في الفترة 16-17
- .الموسى، عبد الله” التعليم الكتروني :مفهومه …خصائصه..فوائده … عوائقه ” ندوة مدرسة المستقبل الرياض ، 1423هـ
- الـنجار، فريد (2003). استراتيجيات التعليم الرقمي : الموقف العربي، السيمينار الاقليمي لاستخدامات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم الإلكتروني، الجمهورية العربية السورية : 15- 17 يوليو 2003.
- هاشم، خديجة حسين. ” التعليم العالي المعتمد على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) وإمكانية الإفادة منه لتطوير الدراسة بنظام الانتساب بجامعة الملك عبد العزيز ( دراسة مقارنة)”. رسالة دكتوراه غير منشورة. كلية التربية- فرع جامعة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة. 2002م.
- Allen, M.W. (2003). Michael Allens guide to e-learning. Hoboken, New Jersey: John Wiley &Sons,Incorporated.
- Charles D. ,Joel L. Hartman, Patsy D. Moskal, (2004). Blended Learning , Center for Applied Research, Volume 2004, Issue 7,March 30, 2004.
- Educational Policy Improvement Center. Analysis of Deeper Learning Skills and Common Core State Standards, July 2011.
- http://www.hewlett.org/uploads/documents/Crosswalk_Analysis_of_Deeper_Learning_ Skills.pd
- Krause,. K.,(October 2007). Griffith University Blended Learning Strategy , Document number 2008/0016252.
- Richey, R. & Field, D.C. (2001). International Board of Standards for Training, Performance and Instruction competency study for instructional design competencies: TheStandards.(ASTD
- Milheim, W.D. (November-December 2006). Strategies for the Design and Delivery of Blended Learning Courses.EducationalTechnology, 46(6).
[1]أ.د. حسن عبد الغني أبو غدة- دوْر الوقف في تعزيز التقدُّم المعرفي(1-2)-الملتقى الفقهي – شبكة رسالة الاسلام-
[2]الصحاح والمعجم الوسيط: مادة: ( قدم).
[3]الصحاح والمعجم الوسيط: مادة: ( علم)
[4]المرجعان السابقان: مادة: ( علم )، وتنظـر: الموسوعة العربية العالميـة، المصطلحات التاليـة: ( التعلم ) 7/15، و ( العلم ) 16/366، و ( الفلسفة ) 17/457ـ 459.
[5]الصحاح والمعجم الوسيط: مادة: ( ثقف).
[6]المرجعان السابقان: مادة: ( علم ).
[7]الصحاح والمعجم الوسيط: مادة: ( نما ).
[8]المعجم النقدي لعلم الاجتماع، مصطلح: ( تنمية ) ص 205 و 209
[9]قاموس المصطلحات السـياسية والاقتصادية والاجتماعية مادة: ” التنمية ” ص 164- 165 والحضـارة والثقافة والمدنية ص 20 و 22
[10]سورة الغلق، الاية 1
[11]الزمر /9.
[12]المجادلة الآية 11
[13]طه الآية 14
[14]رواه الربيع بن حبيب في مسنده 1/ 30، وابن عبد البر في كتاب العلم، وهو حديث حسن كما في الترغيب والترهيب 1/66.
[15]رواه ابن ماجه في السنن 1/48 والحديث له طرق عديدة ضعيفة كما في مجمع الزوائد 1/119_120, وإنما ذُكـر هنا للتأكيد على اهتمام الإسـلام وعنايته بتعزيز التقـدم المعرفـي وبالتعليم المستمر والتنمية الثقافية والعلميـة المستدامة
[16]رواه الطبراني في المعجم الأوســط 6/367 واسحق بن راهويه في المسند 3/553 ورواه أبو نعيم في الحلية وابن عبد البر في كتاب العلم، وفي ســنده ضعف، كما في كشف الخفاء 2/126
[17]الأكاديمية العربية للتعليم الالكتروني و التدريب13 أبريل، 2011https:// ar.facebook.com/elearning…/1078946559 ·
[18]http://www.elc.edu.sa/?q=node/315
[19]رشيد التلواتي مدرس ومدون و مهتم بتكنولوجيا التعليم. عضو مؤسس و محرر بموقع ” تعليم جديدhttp://www.new-educ.com/quest-ce-que-le-learning “
[20]المرجع السابق
[21]التعليم والتعلم بالموبايل التكنولوجي الدكتوربدر نادر علي خلال المنتدي الثاني للمعلم ابريل 2009
[22]التعليم الالكتروني… ترف أم ضرورة…؟!ورقة عمل مقدمة لندوة: مدرسة المستقبل جامعة الملك سعود.رجب 1423
[23]جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
[24] حلقة النقاش الرابعة للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد في مؤسسات التعليم الجامعي أ.د إبراهيم بن عبدالله المحيسن ذو القعدة 1428 هـ
[25]Definitions of E-learning | التعلم الالكتروني والتعليم عن بعد– https://helearning.wordpress.com
[26]موقع اليونسكو على الانترنيت- بتصرف
[27]جون عاموس كومنيوسJohn Amos Comenius/28مارس 1592 – 15 نوفمبر 1670 تربوي وزعيمٌ مسيحي تشيكيُّ. انتقد البرامج التربوية الموجودة في عصره. ودعا إلى إعادة تنظيم التعليم.
[28]فريديريك فروبل 21 نيسان 1782 في أوبرفايسباخو 21 حزيران 1852 في شفايناهو مربِألمانياوجد فكرة روضة أطفال.
[29]مجلة المعرفة –ملف العدد –ما هو المنهج –بقلم الادارة العامة للمناهج-25-2-2012-http://www.almarefh.net/show_content_sub.php?CUV=393&SubModel=138&ID=1400
[30](هدى الكنعان، 2008؛ أحمدعبد المجيد 2008؛ مصطفى طنطاوي 2007)، (,2010Luchoomun, Dharmadeo؛Peak&Berge 2006))
[31]قد ذكر هذا سابقا انما يعاد للضرورة
[32]https://ar.wikipedia.org/wiki/منهج_دراسي
[33] تم عرض مفهوم القرية الكونية للمرة الأولى من قبل مارشال ماكلوهان، وهو باحث في وسائل التواصل، في كتابه 1962 المجرة غوتبورغ (The_Gutenberg_Galaxy): ولادة الرجل المطبعي/ Paddy Scannell – Media and communicatio
[34]فعلى سبيل المثـال في مدرسة Virtual High School الأمريكية في مادة الأحيـاء في درس أجهزة جسـم الإنسـان يتواصل المتعلمون من خلال المدونة فيختار كل متعلم الكتابة عن جهـاز ووظائفه فيكتب عن أهميته بحيث يتشارك المتعلمون في القراءة والتعليق فيما بينهم ليتم استكشاف الرابط بين الأجهزة.
[35]– د/ زياد هاشم السقا والاستاذ خليل إبراهيم الحمداني.مجلة أداء الموؤسسات الجزائرية. العدد2 -2012دور التعليم الاإلكتروني في زيادة كفاءةوفاعلية التعليم المحاصبي. ص 47
[36]التعلم الاإلكتروني على تحصيل طلبة دبلوم التأهيل التربوي في مقرر طرائق تدريس علم الأحياء ص197.