
بحث مقدم من قبل االأستاذة بوخملة فوزية باحثة دكتوراة في علم المكتبات والتوثيق، أستاذة مؤقتة بكلية العلوم الإنسانية قسنطينة للمشاركة بملتقى تمتين أدبيات البحث العلمي المنظم من قبل المركز بالتعاون مع المكتبة الوطنية الجزائرية والذي نشر بسلسلة أعمال المؤتمرات الصادرة عن مركز جيل البحث العلمي بشهر ديسمبر 2015، ص 113. لتحميل العدد الخاص بهذا الملتقى يرجى الضغط على غلاف هذه السلسلة:
الملخص :لقد جلب التطور التكنولوجي جملة من التحولات مست جميع القطاعات دون استثناء، بما في ذلك البحث العلمي الذي يعتبر أساس التقدم والازدهار لكل أمة، فالبحث العلمي هو محاولة لدراسة أو إعطاء حلول لمشكلة تواجه الباحث في محيطه أو في مجتمعه. وقد اختلفت طرق البحث عن المراجع العلمية والمصادر الرقمية في البيئة الرقمية التي تمثل بيئة الانترنت عن البيئة التقليدية حيث كان الباحث يعتمد على المكتبة في بحوثه العلمية فيستخدم الفهرس الموجود بها ليحصل على المراجع أو المصادر التي يحتاج إليها ، أما في بيئة الانترنت فإنه قد غير من ممارساته البحثية لأنها تعتبر نظام معلوماتي يعتمد على عملية الإدخال وتتمثل في انتقاء كلمات مفتاحيه تدخل في نطاق اهتمام الباحث ليحصل على نتائج البحث وهو المخرجات لذا وجب عليه الإلمام بتقنيات وإستراتجيات البحث في هذه البيئة المعقدة والمتميزة بالكم الهائل من المعلومات والمراجع حتى لا يضيع فيها. ونحن في هذه الدراسة سنحاول التعرف على البيئة الرقمية ، والطرق والإستراتيجيات المناسبة لاسترجاع المصادر والمراجع العلمية بها ، والتحديات التي يواجهها الباحث أثناء القيام بالبحث في هذه البيئة مع اقتراح حلول لها ، وطرق تهميش المصادر والمراجع العلمية المتحصل عليا . كلمات مفتاحيه: البحث العلمي ، البيئة الرقمية ، المصادر والمراجع الرقمية ، طرق واستراتيجيات البحث ، التهميش . مقدمة : أثرت التقنيات الحديثة المتمثلة في تقنيات الاتصال والمعلومات على كافة ميادين الحياة ولم يسلم منها قطاع واحد ، ومنها قطاع البحث العلمي الذي يعتبر ركيزة القطاعات الأخرى ووجد الباحث نفسه أمام بيئة جديدة مختلفة كليا عما ألفه حيث كان من السهل عليه إن يكتفي بالذهاب للمكتبة والبحث في فهارسها للحصول على المراجع والمصادر العلمية التي يحتاج إليها لانجاز بحوثه العلمية ، أو يستشير أمين المكتبة مباشرة أما في هذه البيئة الرقمية المعتمدة كليا على الشبكات والحواسيب ، فقد أصبح لزاما عليه إن يتكيف معها حتى لا يضيع في الكم الهائل من المعلومات والمراجع والمصادر التي تحتويها . و اختلف الباحثون حول البيئة الرقمية فهناك من يعتبرها مكتبة رقمية وهناك من يقول إنها بيئة الانترنت، فهل هناك فرق بين المكتبة الرقمية البيئة الرقمية ؟ وما هو مفهوم البيئة الرقمية فيما تتمثل مكوناتها ؟ وما هي المراجع والمصادر العلمية التي تحتويها البيئة الرقمية ؟ وما هي التحديات التي يواجهها الباحث في البيئة الرقمية ؟والطرق والتقنيات التي يجب على الباحث التحكم فيه للقيام بالبحث في البيئة الرقمية ؟ وما هي طرق التهميش المعتمدة في تهميش المراجع المصادر التي يتحصل عليها الباحث في البيئة الرقمية ؟ 1. البحث العلمي: تعريف البحث العلمي : يعرفه “هيلواي” “Hillway” بأنه طريق للدراسة يمكن بواسطته الوصول إلى حل للمشكلة من خلال التقصي الدقيق والشامل لجميع الأدلة الواضحة التي يحتمل أن تكون لها علاقة بالمشكــلة المحددة . ويعرفه موريس أونجار ” Maurice Angers ” بأنه نشاط علمي يعتمد على عملية جمع وتحليل البيانات بهدف الإجابة عن مشكلة بحث محددة . كما يعرفه “عمار بوحوش وزميله” بأنه: ” ذلك التحري والاستقصاء المنظم الدقيق الهادف للكشف عن حقائق الأشياء وعلاقتها مع بعضها البعض، وذلك من أجل تطوير أو تعديل الواقع الممارس لها فعلا” . • التعريف الإجرائي: من التعريفات السابقة نستنتج أن البحث العلمي هو محاولة لدراسة أو إعطاء حلول لمشكلة تواجه الباحث في محيطه أو في مجتمعه. أهمية البحث العلمي: لا أحد يشكك في أهمية البحث العلمي ودوره في نهضة الشعوب والأمم ومواجهة التحديات التي تعترضها على جميع الأصعدة، فقد أصبح الوسيلة الأساسية لتحقيق التنمية وحل مشاكل المجتمع، ويمكن أن نلمس أهمية البحث العلمي من خلال الحقائق التالية: – يساعد على فهم الظواهر وتفسيرها والتحكم فيها والاستفادة منها. – يساعد على تفادي المخاطر التي قد يتعرض لها الإنسان مثل الأخطار الناجمة عن بعض الظواهر كالأعاصير وغيرها من الظواهر. – يساعد الإنسان في الحفاظ على صحته وسلامته مثل إيجاد الأدوية للأمراض والأوبئة الفتاكة. – يساعد على تهيئة وتوفير ظروف الراحة للإنسان والتقليل من جهده مثل اختراع وسائل النقل والسفر وغيرها من وسائل الراحة. – يساعد على ربح الوقت والجهد وزيادة الإنتاج مثل اختراع الآلات التي تستخدم في الصناعة. – يساعد الدول على تطوير قدراتها العسكرية للدفاع عن نفسها وردع أعدائها. – يزيد من القوة الاقتصادية للدول من خلال مساهمته المباشرة في زيادة الإنتاج وتحسين جودته وخلق ميزة تنافسية للمؤسسات وللاقتصاديات هذه الدول. – يساعد في حل المشكلات التي تواجه المجتمع وتعيق تقدمه مثل مشكلة البطالة والجريمة والفقر وغيرها. إن البحث العلمي هو العامل المحوري في دفع عجلة التقدم للمجتمعات بقطع النظر عن درجة تطورها وتقدمها، باعتباره الأداة التي تمدها بالحقائق حول الواقع المعيش لكي يتم الاعتماد عليها في رسم المشروعات وإنجاز المخططات . كما يعتبر الوسيلة الأساسية لتحقيق التنمية المتكاملة للمجتمع، حيث “يشكل البحث العلمي استثمار غير مادي يحقق مردوده على المدى الطويل، وهو يؤدي إلى زيادة النمو الاقتصادي، ويمكن المؤسسات من مواجهة تحديات البيئات التنافسية ، حيث ” تبين التجارب بأنه لا يمكن لأي دولة تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية دون وجود باحثين ومهندسين ومختصين يأخذون على عاتقهم مسؤولية القيام بالبحث الأساسي و التطبيقي الذي تحتاجه الدولة” . إن أهمية البحث العلمي تزداد يوما بعد يوم خاصة أمام التغيرات المتسارعة التي تميز هذه الألفية الجديدة بفعل ثورة المعلوماتية وتكنولوجيا الإعلام والاتصال واستناد الاقتصاد الحالي إلى رأس المال الفكري المبني على المعرفة والموارد البشرية الكفؤة والمؤهلة، حيث “أنه لم يعد يخفى على أحد ونحن ندخل الألفية الثالثة أن رصيد الدول لا يقاس بما تمتلكه من ثروات طبيعية ومادية فحسب بل بما تملكه من متخصصين وإطارات ومن أدمغة علمائها ومفكريها الذين يقومون بصناعة المعرفة وهندستها للوصول إلى مستوى من الدخل المعرفي الإجمالي الذي يصون استقلالها وسيادتها” ، ومنه صار لزاما على كل امة تريد التطور والرقي وتسعى لبناء حضارة أن تولي الأهمية البالغة للبحث العلمي وجعله في المرتبة الأولى في قراراتها . 2. البيئة الرقمية: الفرق بين المكتبة الرقمية والبيئة الرقمية : عند الإطلاع على أدبيات الموضوع لا يجد الباحث منا تعريفا دقيقا للبيئة الرقمية فقد اختلف حولها الباحثون والمتخصصون فمنهم من يعرفها بأنها المكتبة الرقمية ، ومنهم من ينفي ذلك ، لكون المكتبة الرقمية عبارة عن نظام معلوماتي متكامل موجه إلى المستفيدين ويقدم خدمات ويسهر عليه مؤسسو المكتبة الرقمية ويزودونها بكل ما هو جديد . وتعرف المكتبة الرقمية بأنها: • المكتبات الرقمية : “هي تلك المكتبة التي تقتني مصادر معلومات رقمية، سواء المنتجة أصلاً في شكل رقمي أو التي تم تحويلها إلى الشكل الرقمي، ولا تستخدم مصادر تقليدية مطبوعة بغض النظر عن أن تكون متاحة على الإنترنت أو لا، وتجري عمليات ضبطها ببليوجرافيا باستخدام نظام آلي، ويتاح الولوج إليها عن طريق شبكة حواسيب سواء كانت محلية أو موسعة أو عبر شبكة الإنترنت” وتعتبر البيئة الرقمية حاضنة للمكتبات الرقمية إن لم نقل جزءا منها . و تعرف بأنها : “تلك المكتبة التي تتجه سياستها نحو زيادة رصيدها من المصادر الرقمية ، سواء المنتجة أصلا في شكل رقمي أو التي تم تحويلها إلى الشكل الرقمي (المرقمنة) ، وتتم عمليات ضبطها ببليوجرافيا وتنظيمها وصيانتها باستخدام نظام آلي متكامل ، يتيح أدوات وأساليب بحث واسترجاع لمختلف أنواع مصادرها ، سواء على مستوى بدائل وأساليب بحث واسترجاع لمختلف أنواع مصادرها ، سواء على مستوى بدائل الوثائق (الميتاداتا) أو الوثائق نفسها ( المحتوى) ، ويتاح الولوج إلى مستودعاتها الداخلية والخارجية والاستفادة من خدماتها المختلفة عن طريق شبكة حاسبات ، سواء كانت محلية أو موسع أو عبر شبكة الإنترنت” • البيئة الرقمية: أما البيئة الرقمية فهي بيئة يكون اتصال المستفيد بها من أي مكان ومن أي حاسوب ولا تكون المعلومات والمراجع فيها منظمة بل يحتاج الباحث فيها إلى استخدام استراتيجيات وطرق معينة لاسترجاع المراجع والمصادر التي يبحث عنها ، ومن هنا نلاحظ أنها بيئة الانترنت فلا يحتاج الباحث سوى شبكة وحاسوب للاتصال بها . إذن يمكن إن نطلق على شبكة الانترنت مسمى البيئة الرقمية . المكونات الأساسية للبيئة الرقمية : يرى تيليي (Tellier, 1993) أن المكونات الأساسية التي يجب توفرها في البيئة الرقمية هي: • المعلومة على الشكل الرقمي؛ • التكنولوجيات الحديثة لنقل المعلومات والاتصال؛ • الوسائل التقنية المستعملة من قبل المستعمل للوصول إلى المعلومة. الأدوات البحثية في البيئة الرقمية : هي تلك الأدوات التي تقوم بتنظيم المواقع والصفحات المتاحة في البيئة الرقمية وتيسر استرجاعها من جانب المستفيد. • الأدلة البحثية :تجميع لمواقع الانترنت وترتيبها وفقاً لقطاعات موضوعية عريضة ، اعتماداً علي الخبرات البشرية. • محركات البحث :هي عبارة عن برامج تقوم بالبحث في الوثائق المتاحة على الانترنت عن كلمات مفتاحية معينة ، ويعتمد محرك البحث على برنامج العنكبوت الذي يقوم بالبحث عن الوثائق في الفضاء المعلوماتي وتجميعها، وبرنامج المكشف الذي يقوم بقراءة الوثيقة وإعداد كشاف يعتمد على الكلمات المفتاحية • الموجودة بها. • برنامج الزاحف :وينتقل من موقع إلي موقع و هو عبارة عن مجموعة برمجيات تقوم باستكشاف الانترنت وتحديداً الويب • أخر. ويتمكن هذا البرنامج من الفحص –بشكل دوري- لملايين الصفحات مكوناً قاعدة بيانات ضخمة بالمواقع التي قام بزيارتها. • برنامج المفهرِس :هو البرنامج الذي يقوم بتنظيم صفحات الويب وفهرستها وتوصيفها. • برنامج محرك البحث :هو البرنامج المرتبط بالواجهة الجرافيك الخاصة بالبحث حيث تعطي الفرصة للمستفيد لصياغة استفساره إلي جانب استعراض الصفحة المتضمنة للإجابات في شكل قائمة بالنتائج. • محركات البحث المتعددة :هي تلك المحركات التي لا تمتلك قاعدة بيانات فعلية وإنما تقوم بإرسال الاستفسار إلى العديد من قواعد البيانات ثم تجميع النتائج وترتيبها اعتماداً على لوغاريتمات محددة. 3. المصادر والمراجع الرقمية : تعريف مصادر ومراجع المعلومات : يعرفها زكي حسين الوردي ومجبل لازم المالكي بانها: “اي مادة (وعاء) تحتوي على معلومات يمكن الإفادة منها لسد حاجة بحثية ، تعليمية ، إخبارية ، إعلامية ، ثقافية ، ترفيهية ، أو للمساعدة في اتخاذ قرار معين ” ، اما بالنسية للبيئة الرقمية فانها تضم اعدادا هائلا من المصادر الرقمية التي انشئت رقميا او التي تم رقمنتها واتاحتها على شبكة الانترنت ومواقع الويب . المراجع والمصادر التي تضمها البيئة الرقمية : • أعمال الباحثين الأكاديميين: حيث مكّنت شبكة الأنترنت الباحثين من تبادل معلوماتهم العلمية مع نظرائهم من خلال عرض المقالات والبحوث والكتب والدراسات، إما مجانا أو من خلال بيعها ونشرها عن طريق المؤسسات الرسمية . • الدوريات الإلكترونية العلمية: إن الإمكانات التي تتيحها شبكة الانترنت لنقل المعلومات العلمية لم تكن غائبة عن أذهان الباحثتين والناشرين، إذ اتجهوا نحو وضع دورياتهم العلمية على الرابط المباشر وبما أن هذه الدوريات تتميز باحتوائها على مقالات حديثة تضم معلومات علمية فإن التوجه نحو الدوريات المتاحة عبر الأنتًرنت أصبح في تزايد مستمر خاصة بين فئة الباحثين العلميين. • مواقع المكتبات الإلكترونية: حيث تتيح شبكة االانترنت للباحث العديد الموسوعات وكشافات الدوريات والأدلة، الكتب، الفهارس والبيبليوغرافيات، حيث تقدم هىذه المواقع كل الخدمات التي كانت تقدمها المكتبات التقليدية مع إمكانيات السرعة والدقة والتفاعلية. 4. طرق واستراتيجيات البحث في البيئة الرقمية : إستراتيجية الطلقة في الظلام : A shot in the dark وهىي تتلائم مع الإستفسارات ذات المفهوم الواحد شريطة أن يتم التعبتير عنه بكلمة واحدة، وقد أخذت هذه التسمية لأن الباحث يدخل كلمة واحدة تكوف بمثابة طلقة في الظلام من الصعب أن يصيب بها الهدف إلا إذا كانت تلك الكلمة دقيقة. إستراتيجية البنجو : Bingo نسبة إلى لعبة البنجو التي يفوز فيها اللاعب إذا كانت الأرقام التي اختارها عشوائيا تتطابق مع تلك الموجودة على بطاقات اللعبة، وهذا الأسلوب يصف وجها موضوعيا واحدا ولكن التعبير عنه يتم بواسطة عبارة كاملة أي مجموعة من الكلمات التي تصف ذلك الموضوع الواحد. إستراتيجية إفعل ما بوسعك : Every think but the kitchen sink حيث يستخدم الباحث هنا جميع العبارات الممكنة للتعبير عن الإستفسار الذي يأخذ أكثر من وجهينمع اعتبار تقديم المصطلحات ذات الأبنية أثناء صياغة الإستراتيجية. إستراتيجية القضمة الكبيرة :The big bite وتستخدم لإجراء بحث حول موضوع يتضمن عدة أوجه، إذ يتم البحث عن وجه واحد بواسطة إستًراتيجية الطلقة في الظلام أو البنجو، ثم البحث ضمن النتائج عن الأوجه الأخرى، وبذلك تكون النتيجة الأولى بمثابة قضمة أولى يحصل عليها الباحث ثم يواصل ليحصل على القضمات الأخرى. إستراتيجية زراعة اللؤلؤ من الاستشهاد المرجعي : Citation pearl growingيتم تطبيق هذه الإستراتيجية بطريقة آلية في بعض محركات البحث مثل googleو Excite وغيرها من المواقع، ففي حالة معرفة الباحث لوثيقة معينة يستطيع الضغط على أمر find similar pages أي ابحث عن صفحات مماثلة، أو related pages أي صفحات ذات صلة والتي تظهر في نهاية البيانات الخاصة بالموقع، ليقوم محرك البحث بتزويده بالصفحات ذات الصلة بالصفحة التي بين يديه حيث يمكن استخدام إحدى استراتيجيات البحث الأخرى مثل إستراتيجية الطلقة في الظلام للتعرف إلى المواقع ذات الصلة بموضوع البحث.وبمراجعة النتائج قد يتبين للباحث أن موقعا واحدا فقط من بين المواقع هو المتصل بموضوع بحثه وبالرجوع إن ذلك الموقع يمكن أن يجد الباحث بداخله روابطا متعددة بمواقع أو معلومات ذات صلة بموضوع البحث، وبالتالي يمكن للباحث الرجوع إليها كما يمكنه الحصول على بعض المصطلحات ذات الصلة بموضوع بحثه، التي يمكنه استخدامها كمصطلحات بحث أخرى والبحث عنها بالتتابع في محرك البحث باستخدام أي من استراتيجيات البحث السابق ذكرها. الحصول على مساعدة من الأصدقاء Getting a little help from your friends :ويرمز في هذه الإستراتيجية للأدلة الموضوعية والبوابات بالصديق الذي يمكن الرجوع إليه لاستشارته والحصول على مساعدته لتحديد استراتيجيات البحث، ففي بعض الأحيان لا يكون لدى الباحث معرفة بأي مصطلح من المصطلحات التي يمكن استخدامها لإجراء البحث وبالتالي فإنه يكون بحاجة للاستعانة بصديق، أين يكون الباحث محتاجا للحصول على معلومات محددة حول موضوع معين ولكن ليست لديه أي فكرة مسبقة حول الموضوع بشكل عام . 5. التحديات التي تواجه الباحثين في البيئة الرقمية : تواجه الباحث في البيئة الرقمية تتمثل في : المعوقات اللغوية : مع الانفجار المعرفي والتطور التكنولوجي الحاصل في جميع المجالات أصبحت اللغة الإنجليزية هي اللغة السائدة والمسيطرة وبالتالي فإنه من لا يتحكم في هذه اللغة فسوف لن يتحكم في تطور المعلومات والمعارف المتاحة في أغلبها بهذه اللغة. المعوقات التكنولوجية: إذ تعتبر المعوقات التكنولوجية من أهم العراقيل التي تعترض الباحث في تحصيله للمعلومات إما لقلة توافر هذه الوسائل التكنولوجية أو لجهل الباحث بطريقة استخدامها، أو حتى لتخوفه من اعتمادها وذلك راجع لضعف أو نقص التكوين أو انعدامه. المعوقات التشريعية كالقانونية: بظهور الانترنت التي فتحت الحدود بين الدول متجاوزة كل الفوارق اللغوية، الزمنية والجغرافية تفاقمت العوائق القانونية إذ يصعب معها كشف عمليات القرصنة وتجريم المعتدين على حقوق الملكية الفكرية. المعوقات المالية: تعتبر مشكلة الميزانية وضعف الجانب الاقتصادي والمالي للباحث من أهم معوقات البحث واسترجاع المعلومات ، كما أن المعلومات أصبحت تكتسي اليوم الطابع الاقتصادي من خلال اعتبارها كسلعة تساهم في الدخل الفردي والقومي. المعوقات النفسية كالاجتماعية: إن انعدام روح المطالعة والبحث تشكل حاجزا رئيسيا في تحصيل المعلومات المطلوبة ، كما أن العوائق التكنولوجية تعتبر في حد ذاتها عوائق نفسية يعد تحكم الباحث في استراتيجيات البحث عن المعلومات وعد إلمامه بإمكانات وأدوات البحث تجعل منه ينفر من استخدام هذه الأدوات وبالتالي التقليل من حظوظه في الحصول على المعلومات المطلوبة. 6. تهميش المراجع في البيئة الرقمية : عند القيام بعملية التهميش يجب التأكد وكتابة : – المؤّلف: سواء أكان شخصاً أم مؤسسة أم جهة . – عنوان البريد الإلكتروني أو البريد الصوتي أو رقم الهاتف أو الفاكس إن وجد: وتفيد هذه المعلومات في الاتّصال بالشخص أو الجهة إذا استدعى الأمر ذلك بغرض الحصول على بيانات أكثر . – وسيلة الإتاحة: مباشر / مطبوعات/ دوريات/ تسجيلات الفيديو/ أقراص مضغوطة…إلخ، وكذا تاريخ تحديث العمل في حالة تحديثه (Last update) – توضيح خصائص العمل بين أقواس كبيرة ما لم يسبقها تعريف الخاصية مثل (en ligne) أو الاكتفاء بالتعريف بالخاصية ، . (update 24/03/ 03) – موقع العمل: وهو بديل لمعلومات الناشر في المراجع والمصادر المنشورة طباعة، والتي تعني اّتفاقية تبادل ftp/www ويسبق تحديد الموقع تحديد المصدر الذي قد يكون والتي تعني الوصول إلى القوائم المتخصصة للتعرف على المواقع gopher /، المعلومات وتوضع بعد كلمة ،(Available at) الخاصة بالموضوعات الموجودة عليها، ويسبقها متاح على أو في العلامات الشارحة (=) تميزا لها عن باقي علامات الترقيم التي توجد في عناوين ومواقع الملفات الموجودة عليها الأعمال . – تاريخ زيارة الموقع والاقتباس من العمل . ( date de consultation) – رقم الصفحة في حالة تعدد الصفحات أو الشاشات المنشور عليها الموضوع . مثال توضيحي على مرجع أو مصدر مأخوذ من موقع على الانترنت: البسيوني ، بدوية محمد و نوال عبد العزيز راجح. الأدوات البحثية على الانترنت دراسة في أنماط الإفادة والاستخدام من جانب أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بجامعة الملك عبد العزيز. متاح على الرابط : http://libraries.kau.edu.sa/Files/12510/Researches/63482_34526.pdf تمت الزيارة يوم 01_12_2015 على الساعة : 21:16 (بتصرف) – وفي حالة وجود بيانات للنشر الأصلي للعمل قبل عرضه في الملّفات على الشبكة فإّنه يضاف إلى البيانات journal of communication مثل الأعمال المنشورة في الخاصة بالدورية وهي التي توضع في الموقع وليس العمل ذاته مثل: Journal Of Communication, vol – 47, _ autumn 97, available at: http:// www,ou. Uni,ou p.co.u k jnlcom/hdb_ – وفي حالة عدم إسناد العمل إلى مؤّلف أو مؤسسة أو جهة تعتبر هي المسئولة عن العمل، فإن التوثيق يبدأ بالعمل نفسه وتاريخه ونوع الوسيلة ثم بيانات الإتاحة، وهي التي تحدد المصدر في معظم الأحوال . وفي هذه الحالة يتم البحث أولاً عن المصدر الذي يمكن أن يتمّثل في الجهة التي تنشر مختصرة في بيانات الموقع مثل: Jnlcom للإشارة إلى journal of communication فيبدأ به النشر. – أما إذا كانت هناك صعوبة في تحديد الجهة أو عدم إمكانية تحديد الأسماء في بنائها الأصلي من خلال العنوان، فيبدأ التوثيق بعناوين الأعمال ثم خصائصها ويليها بعد ذلك بيانات الإتاحة كما سبق أن ذكرنا. ويتبع نظام التوثيق في المطبوعات في حالات تعدد المؤّلفين أو أصحاب العمل، أو وجود عمل أساسي وعمل فرعي ( مقالة في مجّلة أو فصل في كتاب) وغيرها من الأمور، يتبع نفس النظام في حالة الإتاحة من خلال الشبكات. – وفي حالة استقبال أعمال الغير كجواب لرسالة سابقة من خلال البريد الإلكتروني فإنّه يتم التوثيق بذكر اسم المرسل وعنوان بريده الإلكتروني وأي بيانات خاصة تيسر عملية إعادة الاتّصال به، وتاريخ استقبال الرسائل، ثم موضوع العمل إذا كان له عنوان ينتمي إليه في البحث . مثال: Omran, kamel., (dr omran kamel @ HOTMAIL. COM 007806542,18/022003, el ahram reader ship. – وفي حالة إجراء حوار مع أشخاص آخرين من خلال الشبكة باستخدام الدردشة أو فإن الباحث يسجل الأشخاص الذين usenet أو telnet المؤتمرات من خلال الشبكات تحاور معهم وبياناتهم الإلكترونية، وتاريخ إجراء الحوار أو المؤتمر كما هو معمول به في البريد الالكتروني. وفي جميع الأحوال فإن الباحث يراعي الاحتفاظ بالأعمال التي قام باستخدامها من خلال الملفّات الموجودة على الشبكات، وعرضها كاملة أو بعض منها في الملاحق باعتبارها أدّلة بحثية تعامل معاملة التسجيلات الإذاعية أو تسجيلات الفيديو غير المتاحة للجميع، ويتم ذلك كّلما عجز الباحث عن مراجعة المصدر الأساسي للحصول على أصل العمل مطبوعاً أو مسجلاً بصفته الوثيقة الأساسية الكاملة التي يمكن أن يتوسع الباحث في الاستفادة منها ومراجعتها . خاتمة : نستنتج أن البيئة الرقمية ليست مكتبة رقمية ، حيث تضم البيئة الرقمية عددا هائلا من المكتبات الرقمية ، المصادر والمراجع التي تحتوي عليها المكتبات الرقمية المتاحة على الخط، كما أن البحث عن هذه المراجع والمصادر واسترجاع المعلومات التي تضمها المكتبات الرقمية يختلف كليا عن البحث في مكتبة تقليدية تعتمد الفهارس التقليدية أو الفهارس المحسبة ، فهناك مجموعة من التقنيات التي تسهل عملية البحث ألا وهي : إستراتيجية الطلقة في الظلام ، إستراتيجية البنجو ، إستراتيجية افعل ما بوسعك ، إستراتيجية القضمة الكبيرة ، إستراتيجية زراعة اللؤلؤ من الاستشهاد المرجعي . وعند حصوله على المراجع والمصادر التي يحتاج إليها وجب عليه الإلمام بطرق تهميشها وإسنادها لمؤلفيها ، ولابد للباحث أن يستعد للمعوقات والتحديات التي تواجهه كالتحديات القانونية المتعلقة أساسا بالسرقات العلمية ، التحديات المالية المتمثلة في التكلفة المالية المتعلقة بالاشتراك في الدوريات والحصول على المقالات العلمية ، كذا التحديات التقنية واللغوية والنفسية الاجتماعية التي تتمثل في عدم تحكم الباحث في استخدام تقنيات المعلومات وإجادة اللغات الأخرى التي تصدر بها المقالات العلمية والمصادر والمراجع .
قائمة المراجع :
باللغة العربية :
1.البسيوني ، بدوية محمد و نوال عبد العزيز راجح. الأدوات البحثية على الانترنت دراسة في أنماط الإفادة والاستخدام من جانب أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بجامعة الملك عبد العزيز. متاح على الرابط : http://libraries.kau.edu.sa/Files/12510/Researches/63482_34526.pdf . 2.الوردي ، زكي محمد ومجبل لازم المالكي . مصادر المعلومات وخدمات المستفيدين في المؤسسات المعلوماتية . ط. 2 .عمان : مؤسسة الوراق . 2002 .ص.8 3.عبد الرحمان، برقوق. تحرير وبناء قائمة المراجع في الرسائل الجامعية. مجّلة العلوم الإنسانية. جامعة محمد خيضر بسكرة. متاح على الرابط : http://www.webreview.dz/IMG/pdf/_3-4.pdf . 4.عبد الحميد، بوقصاص. البحث العلمي كأساس للتنمية الشاملة. محاضرات الأسبوع العلمي الوطني الرابع للجامعات حول موضوع: التكوين تحدي القرن الحادي والعشرين، جامعة أبو بكر بلقايد، تلمسان. الجزائر، أيام 16-21 أفريل2005 . 5.عتيقة ، لحواطي .استرجاع المعلومات العلمية والتقنية في ظل البيئة الرقمية ودوره في دعم الاتصال العلمي بين الباحثين . اطروحة مقدمة لنيل شهاد دكتوراة ل م د في علم المكتبات والتوثيق . قسنطينة.2014 . 6.علي ، أحمد . المكتبة الرقمية:الأسس، المفاهيم والتحديات التي تواجه المكتبات الرقمية العربية . مجلة جامعة دمشق–المجلد 27 -العدد الأول والثاني 2011 . متاح على الرابط : http://www.damascusuniversity.edu.sy/mag/human/images/stories/635-686.pdf 7.عمار، بوحوش و ذنيبات محمد. مناهج البحث العلمي: الأسس والأساليب. مكتبة المنار. عمان . 1989 . 8. عمار، عماري وقطاف ليلى. الجامعة الجزائرية: الواقع والآفاق. فعاليات الملتقى الدولي حول إشكالية التكوين والتعليم في أفريقيا والعالم العربي أيام 28-29-30 أفريل 2001. سلسلة إصدارات مخبر إدارة وتنمية الموارد البشرية. جامعة فرحات عباس. سطيف(الجزائر). ع.1. 2004. 9.محمد، عماد عيسى صالح و محمد فتحي عبد الهادي. المكتبات الرقمية : الاسس النظرية . والتطبيقات العملية . القاهرة : الدار المصرية اللبنانية .2006.
باللغة الأجنبية :
10.Hillway, Tyrus,(1964). Introduction To Resarch. 2nd ed, Honghton Mifflin company. Boston. 11.Maurice، Angeres. Initiation pratique à la Méthodologie des sciences Humaines. Casbah Université. Alger. 1997. 12.Tellier, Sylvie. La bibliothèque virtuelle: l’information au bout des doigts. Direction informatique . 14 Nov. 1993. vol. 6.