![](http://jilrc.com/wp-content/uploads/2023/02/مجلة-جيل-العلوم-الإنسانية-والاجتماعية-العدد-94.png)
تدبير أخطار الحركات الكتلية بفرنسا: نحو صياغة خطة وطنية خاصة بتدبير الأخطار الطبيعية بالمغرب
Management of the risks of mass movements in France: towards the formulation of a national plan for the management of natural hazards in Morocco
ظريف جواد/ كلية الآداب والعلوم الإنسانية –مراكش-، المغرب
Research Darif jawad/ Faculty of Arts and Human Sciences – Marrakech- Morocco
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية العدد 94 الصفحة 73.
Abstract:
France witnessed, during the beginning of the seventies of the 20th century AD, devastating mass movements, in which many people lost their lives, so the state moved to formulate a national plan based on developing designs, maps and documents to determine the degrees of danger in each region, and sensitizing the population to the danger of mass movements, and the procedures and measures that must be taken before and during it. After the occurrence of a natural hazard, it also worked to incorporate maps of this natural hazard into the construction documents, thus preventing construction in very dangerous areas, and recommending appropriate techniques to protect buildings from movement, and citizens were urged to engage in insurance for natural hazards.
Keywords: France, management, risk, mass movements.
ملخص:
شهدت فرنسا خلال بداية السبعينيات من القرن 20م حركات كتلية مدمرة ذهب ضحيتها العديد من الأشخاص، فاتجهت الدولة إلى صياغة خطة وطنية ترتكز على وضع تصاميم، وخرائط ووثائق لتحديد درجات الخطر بكل منطقة، وتحسيس السكان بخطورة الحركات الكتلية، وبالإجراءات والتدابير الواجب اتخاذها قبل وخلال وبعد حدوث الخطر الطبيعي، كما عملت على إدماج خرائط هذا الخطر الطبيعي في وثائق التعمير، فمنعت بذلك البناء في المناطق الخطيرة جدا، وأوصت باتخاذ التقنيات الملائمة لحماية البنايات من الحركة، كما تم حث المواطنين على الانخراط في التأمين عن الأخطار الطبيعية.
الكلمات المفتاحية: فرنسا، تدبير، خطر، حركات كتلية.
مقدمة:
تعتبر التجربة الفرنسية رائدة في مجال تدبير الأخطار الطبيعية، حيث تتحمل الدولة الفرنسية حسب المادة 1-562 من مدونة البيئة، مسؤولية تدبير الأخطار الطبيعية (فيضانات، وحرائق الغابات والسيول الجارفة والزلازل ثم العواصف والأعاصير والانزلاقات الأرضية والجريانات/التدفقات الوحلية…)، ويتكلف مكتب الأبحاث الجيولوجية والمنجمية (BRGM)، بإنتاج معظم تصاميم وخرائط الأخطار الطبيعية[1]، لتحسيس وتوعية السكان وتحقيق وسط عيش آمن ومستقر، عبر تحديد المناطق المهددة بحدوثها، واقتراح تقنيات للحماية والوقاية وتوجيه التعمير نحو المناطق المستقرة.
تطورت خرائطية احتمال حدوث الخطر الطبيعي المرتبط بالحركات الكتلية بفرنسا ابتداء من سنتي 1969 و1970، بعد حوادث مأساوية تسببت في عدة وفيات، حيث أدى الجريان الوحلي بهضبة داسيplateau d’Assy ووادي إزير Val d’Isère في موت أكثر من 71 شخصا، فظهرت بها خرائط وتصاميم وبرامج للوقاية من الأخطار الطبيعية عامة والحركات الكتلية خاصة، نذكر منها؛ خرائط المناطق المعرضة لأخطار حركات التربة وما تحت التربة ZERMOS، وتصاميم المناطق المعرضة للأخطار PER، ثم تصاميم الوقاية من الأخطار PPR، ثم التصميم الوطني للوقاية من الأخطار المرتبطة بانهيار التجاويف الباطنية 2013-2015، وبرنامج عمل للوقاية من أخطار التجاويف، وأنجزت وثائق وملفات تهدف لإخبار وتحسيس وتوعية السكان بنوع الأخطار التي تهدد منطقة سكنهم، وحثهم على الانخراط في التأمين عن الأضرار الناتجة عنها، واتخاذ مجموعة من التقنيات والوسائل الوقائية، والتي تتناسب مع درجات الخطر (ضعيفة، متوسطة ومرتفعة ومرتفعة جدا) بكل منطقة، كما يتم الاعتماد على خرائط درجات حدوث الحركات الكتلية في وثائق التعمير، لتوجيه التعمير نحو المناطق غير المهددة.
1-الإطار المنهجي للبحث:
1-1-إشكالية البحث:
تشهد فرنسا باستمرار حدوث أخطار الحركات الكتلية، والتي تكلف خسائر بشرية ومادية واقتصادية باهظة، حيث تسبب حدوث الانزلاق الأرضي في 13 نونبر 1932 بتل بالميس بمنطقة ليون في مقتل 40 شخصا، وأدى الانزلاق الأرضي بمنطقة إزير في 9 يناير 1994، إلى تهدم 9 منازل بسبب تدفق 1.3 مليون متر3 من المنقولات وبلغت قيمة الخسائر بحوالي 6 ملايين يورو، كما تشكل هذه الحركات عائقا أمام إنجاز البرامج التنموية وتوسع الرقعة الحضرية، لذلك اتجهت الدولة إلى تدبير هذا الخطر عبر تطوير تصاميم وخرائط ذات مقاييس كبيرة، لتحديد المناطق الخطيرة والآمنة من حدوث الحركات الكتلية، وجعلها في متناول المواطنين وتحسيسهم بالإجراءات الواجب اتخاذها قبل وخلال وبعد حدوث الحركات الكتلية.
1-2-منهجية البحث:
تم الاعتماد على القراءة البيلبيوغرافية لدراسة إشكالية البحث، من خلال تفحص مجموعة من التقارير، والدراسات والمقالات والمواقع الالكترونية، التي تطرقت للتصاميم والخرائط والتقنيات المعتمدة من طرف الدولة الفرنسية لتدبير الحركات الكتلية قبل وخلال وبعد حدوثها، خصوصا وأن هذه الأدوات تعتمد على الإنسان كفاعل أساسي في إنجاح عملية التدبير، وكهدف ينبغي تأمينه والحفاظ على سلامته وممتلكاته.
تم في هذا العمل تطبيق ثلاث مناهج أساسية؛ الأول تاريخي؛ من خلال جرد للخرائط والتصاميم التي تم تطبيقها في فرنسا بين 1970 إلى 1995 لتدبير أخطار الحركات الكتلية، والثاني وصفي/مقارن؛ من خلال وصف تعليمات الحماية للأفراد الواجب القيام بها، قبل وخلال وبعد حدوثها، إضافة إلى وصف مميزات وخصائص المناطق المحددة في خرائط وتصاميم ZERMOS وPPR، والمقارنة بينها من ناحية درجات الخطر والتدخلات والأساليب التي يمكن القيام بها لضمان استقرار الأراضي.
1-3-أهداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى التعرف على الخطط، والاستراتيجيات والأساليب المعتمدة من طرف الدول المتقدمة مثل فرنسا، في تدبير الأخطار الطبيعية عامة والحركات الكتلية خاصة، لأن التجارب الدولية تعتبر كركيزة أساسية يمكن للدول النامية مثل المغرب الاعتماد عليها لصياغة خطة وطنية خاصة بتدبير الأخطار الطبيعية.
1-4-المفاهيم الأساسية في البحث:
*الخطر الطبيعي: تهديد أو حدث فجائي محتمل غير مؤكد الوقوع، ينتج عن حدوثه أضرار بالرهانات، وتتمثل في حدوث خسائر في الأرواح، أو إصابات أو آثار صحية أخرى أو إلحاق الضرر بالممتلكات، أو فقدان سبل العيش والخدمات أو الاضطراب الاجتماعي والاقتصادي، أو الإضرار بالصحة البيئية، خصوصا بالمجالات الهشة غير القادرة على مواجهة ومقاومة القوة التدميرية للظاهرة، وتشتد آثار هذه الظواهر الطبيعية، عندما تهدد المنشآت البشرية ذات الكثافات السكانية المرتفعة.
*الحركات الكتلية: تحرك أو انتقال الصخارة الهشة أو الصلبة فوق السطح وفي باطن الأرض، أي من مكانها الأصلي إلى مكان آخر (شكل 1)، وتعرف بالنقل الكتلي أو النقل بالجاذبية، ويتكرر حدوثها بالمنحدرات الشديدة ذات الصخارة الهشة، وتصنف ضمن الأخطار الطبيعية الجيومورفولوجية، وتنقسم إلى حركات كتلية بطيئة (انسياخات وانزلاقات وانخسافات/انتفاخات أرضية) وسريعة (انهيارات وانهيالات صخرية، وانهيار التجاويف والتدفقات/الجريانات الوحلية).
شكل 1: بعض أنواع الحركات الكتلية
(https://www.vie-publique.fr/sites/default/files/rapport/pdf/283821.pdf)
(http://infoterre.brgm.fr/rapports/RR-40172-FR.pdf)
2- تتوفر فرنسا على تصاميم وخرائط ووثائق للوقاية من الحركات الكتلية:
2-1- خرائط المناطق المعرضة لأخطار حركات التربة وما تحتها ZERMOS:
هي وثيقة لإخبار وتوجيه الفاعلين في التهيئة، وملف تقني يتم الاعتماد عليه من طرف مصالح وزارات الداخلية، والتجهيز والفلاحة والبيئة والسلطات المحلية، للتعرف على الاختيارات المتاحة في مجال أمن السكان، والتعمير والمحافظة على التربة وحماية المشاهد.
تتشكل خرائط ZERMOS عبر دراسة وتحليل العوامل الطبيعية المسؤولة عن عدم استقرار الأراضي، وتتمثل في؛ الطبوغرافيا (انحدار السطح ونوع التضاريس…) والجيولوجيا (الصخارة والبنية…) والجيومورفولوجيا (دينامية المنحدرات والحركات…) والهيدروجيومورفولوجيا (جريان الماء الباطني والصرف السطحي…) والعوامل الظرفية في الماضي والحاضر (المناخ والنبات) والتدخلات البشرية (الطرق والبنايات…)[2]
يرجع ظهور خرائط ZERMOS إلى سنة 1970م، حيث عرفت فرنسا حدوث جريان وحلي قوي جدا بمنطقة (عالية صافوا Haute-Savoie)، وتسبب في تدمير مصحة، ووفاة 40 شخصا[3]، فقامت جامعة كرينوبل بوضع هذه الخرائط، التي تم العمل بها إلى حدود سنة 1982م، والهدف منها هو الإشعار بالأماكن التي يمكن أن تقع فيها الحركات الكتلية، وتنقسم مجالاتها إلى ثلاثة مناطق:
– الأولى باللون الأحمر: منطقة يحتمل أن تظهر بها حركات كتلية، نظرا لتوفر جميع الأسباب المؤدية لحدوثها.
– الثانية باللون البرتقالي: ذات احتمال متوسط على حدوث الحركات الكتلية، وتشير أيضا إلى الحركات القديمة، وتتضمن أيضا الوسائل الكفيلة التي تؤدي للاستقرار.
– الثالثة بالأخضر: تحدد المناطق المستقرة.
2-2- قامت فرنسا بتعويض ZERMOS بتصاميم المناطق المعرضة للأخطار PER:
قامت فرنسا بتعويض خرائط ZERMOS بتصاميم المناطق المعرضة للأخطار PER، استناد للمادة 5 من قانون 13يوليو 1982، المتعلق بتعويض ضحايا الكوارث الطبيعية، والذي سيعمم خرائطية الأخطار الطبيعية في الممارسة الإدارية. وينبني هذا القانون على مبدأين، الأول؛ التضامن الوطني، والثاني؛ مسؤولية المتدخلين، ويركز تصميم المناطق المعرضة للأخطار الناتجة عن الظواهر الهيدرولوجية، والزلزالية والحركات الكتلية[4]، ويهدف إلى تحديد المناطق المهددة بحدوثها (تصميم 1)، والتدابير والتقنيات الوقائية، والترتيبات الواجب اتخاذها خلال فترات حدوث الخطر الطبيعي[5].
وتتميز تصاميم PER بقدرتها على الضغط على مستعملي المجال، من خلال تحديد المناطق التي يمنع أن تشهد توسعا عمرانيا باللون الأحمر، والمناطق الخطيرة الأخرى باللون الأزرق المتدرج، وهي ذات سلم كبير 5000/1.
وفي سنة 1984م كانت المرحلة التجريبية، حيث تم تطبيق هذا النوع من الخرائط على 169 قرية منتشرة في حوالي 15 مقاطعـة، تـم تحـديـدها سـابقا من خـلال الجرد الذي كان يـتم في إطار خـرائـط ZERMOS، وارتفع عدد القرى من 399 إلى 431 قرية سنة 1986م، وتنقسم إلى 127 قرية خصصت للحركات الكتلية و304 قـريـة للـفـيـضانـات[6].
تصميم 1: تصميم التنطيق للمناطق المعرضة للأخطار بجماعة Valette
http://www.var.gouv.fr/IMG/pdf/valette-du-var-la_per_19890111_carte.pdf
2-3- من تصاميم المناطق المعرضة للأخطار PER إلى تصاميم الوقاية من الأخطار PPR:
تعتبر تصاميم الوقاية من الأخطار PPR وثيقة للتخطيط الحضري، والتي تنظم استعمال التربة في علاقتها بالأخطار الكبرى. ظهر هذا التصميم اعتمادا على قانون 2 فبراير 1995[7] المتعلق بحماية البيئة، ويغطي هذا التصميم 11395 جماعة إلى حدود 1 أغسطس 2017[8].
يهتم هذا التصميم حسب المادة L.652-1 من قانون البيئة، بتحديد التدابير التقنية التحسيسية للوقاية من الأخطار الطبيعية، والتخفيف من خسائرها البشرية، والاجتماعية والبيئية والاقتصادية والمادية، وحماية البنايات السكنية والمؤسسات والفضاءات العامة والمساحات الخضراء[9].
يهدف هذا التصميم إلى تحقيق التنمية المستدامة، عبر ضبط وتحديد نوع البناء والأشغال والتهيئة، والاستغلال الزراعي والغابوي والحرفي والتجاري والصناعي، والفضاءات الثقافية والزراعية، وتقنيات الحماية والوقاية، وذلك حسب مميزات كل منطقة ودرجة خطورتها، فالمناطق الخطرة تتميز بصعوبة تهيئتها وتعميرها، عكس المناطق المتوسطة والأقل عرضة للأخطار.
يتم إدراج المناطق المهددة بخطر الحركات الكتلية في تصميم PPR، اعتمادا على مجموعة من الخطوات (شكل 27)، وتتمثل في؛ تحديد المنطقة المهددة، والقيام بجرد ووصف أشكال الحركات وتحديد الرهانات البشرية والسوسيواقتصادية ثم تقدير حجم الأخطار[10].
ينقسم تصميم الوقاية من الأخطار PPR إلى ثلاث مناطق حسب احتمال حدوث خطر الحركات الكتلية، وهي على الشكل الآتي :
- المنطقة الحمراء: منطقة ذات احتمال قوي أن تحدث بها حركات كتلية، لذلك وجب العمل على تأمين السكان والممتلكات، وعدم زيادة الرهانات لكي لا تتعرض للخطر. يمنع في هذه المنطقة القيام بالعمليات المرتبطة بالأشغال والبناء والتشييد والتهيئة، وخصوصا التي قد تتسبب في تفاقم الخطر، مثل؛ حفر وتقليب وردم ونقل التربة، والعمل على منع تسرب مياه الأمطار والصرف الصحي للطبقات الصخرية، ويجب العمل على تصريف هذه المياه في شبكة عامة، أو تصريفها عن طريق خط أنابيب خارج منطقة الخطر، كما يجب أن يخضع هدم المباني للشروط الوقائية، فلا يجب أن تشكل بقايا الهدم حملا زائدا في منطقة الخطر، وأن تخضع الممتلكات والأنشطة الموجودة حاليا لإجراءات الوقاية. يسمح بإنجاز بعض المشاريع المرتبطة بالبنيات التحتية المساهمة في الخدمات العامة، في حدود ما تحتاجه الساكنة، ويتطلب إنجازها اتخاذ التدابير الوقائية.
- المنطقة البرتقالية: منطقة ذات احتمال متوسط على حدوث خطر الحركات الكتلية، وهي منطقة قابلة للتعمير، ويستحسن تعميرها بمشاريع ذات مساحات صغيرة خصوصا في المراكز الحضرية. يجب اتخاذ جميع التدابير الوقائية والتقنية لحماية هذه المنطقة من احتمال حدوث الأخطار، من خلال مراقبة التدخلات البشرية المخلة باستقرار المنحدرات والحفاظ على المجالات الطبيعية، وتجنب إزالة الغابات وقطع الأشجار، وإجراء دراسة جيوتقنية للمشاريع التي تتعدى مساحتها 20 متر² [11]، ويرخص للمشاريع التي تأخذ بعين الاعتبار الأخطار في تصميمها، والعمل على تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي بشكل لا يساهم في تشبع الطبقات الصخرية. تمنع جميع الأعمال والتعديلات والمشاريع التي قد تؤدي إلى زيادة الأخطار، مثل أعمال الحفر والتنقيب وتعديل الإنشاءات.
- المنطقة الصفراء: منطقة ذات احتمال ضعيف على حدوث خطر الحركات الكتلية، وهي منطقة قابلة للتعمير دون إكراهات، ويمكن أن تستقبل مشاريع استراتيجية، ويجب إجراء دراسة جيوتقنية للمشاريع التي تتجاوز مساحتها 50 متر².
3- يرتكز تدبير خطر الحركات الكتلية بفرنسا على إخبار السكان بالمناطق المهددة:
تنص المادة R.125-11 من مدونة البيئة سنة 2000، على أحقية المواطنين في الحصول على المعلومات الكافية حول الأخطار الكبرى، التي تهدد مناطق سكنهم وعملهم وترفيههم، والنتائج المحتملة في حالة حدوثها على الأفراد والممتلكات والبيئة، ثم التدابير والإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها. لذلك تعمل الجماعات المحلية بفرنسا على توفير هذه المعلومات وخصوصا في الجماعات الأكثر تهديدا، وتتميز بالرهانات البشرية والاقتصادية والثقافية، ونصت على ذلك أيضا المادة 21 من قانون 22 يوليو 1987[12].
ألزم قانون 30 يوليو 2003، المتعلق بالوقاية من الأخطار الصناعية والتكنولوجية والطبيعية، صاحب الملك العقاري المسجل ضمن المجال الخاضع لتصميم الوقاية من الأخطار، بضرورة إخبار المشتري أو المكتري لعقاره، بالأخطار التي تهدد المنطقة حيث يوجد الملك العقاري. ومنذ 1 يونيو 2006 أصبح لزاما على البائع والمؤجر لملك عقاري في منطقة خطر طبيعي، أن يدرج حالة الخطر في عقد البيع والكراء، وقائمة الأضرار التي يمكن أن تلحق بالملك ونتائجها[13].
وضح مرسوم 11 أكتوبر 1990 الملفات والوثائق اللازمة، لتقديم المعلومات للمواطنين فيما يتعلق بالأخطار التي تهدد منطقة سكنهم، وتتمثل في؛ الملف الإداري للأخطار الكبرى، والملف الجماعي التركيبي ووثيقة المعلومات الجماعية حول الأخطار الكبرى.
3-1- الملف الإداري للأخطار الكبرى (DDRM):
يشكل هذا الملف مساهمة من مصالح الدولة في التعرف على الأخطار[14]، ويتكلف الوالي بالإشراف على إنجازه، طبقا للمادة R125-11 من مدونة البيئة، ويقدم جردا للأخطار الكبرى الطبيعية، والتكنولوجية والصناعية التي يحتمل حدوثها بمنطقة إشرافه. يتكون هذا الملف من خرائط تحدد الجماعات التي يحتمل أن تحدث بها الأخطار الكبرى ومن ضمنها الحركات الكتلية (خريطة 1).
خريطة 1: الجماعات المهددة باحتمال حدوث الحركات الكتلية بولاية فوندي Vendée
Source : https://www.vendee.gouv.fr/IMG/pdf/DDRM_de_la_Vendee.pdf
يقدم هذا الملف أيضا التدابير والتقنيات والتعليمات الواجب اتخاذها من طرف المواطنين، لحمايتهم من الأخطار الكبرى (جدول 1)، كما يتضمن جردا للجماعات التي يجب إخبار الساكنة بالأخطار الكبرى التي تهدد منطقة سكنهم، ويتولى هذه المهمة العمدة. يتقاسم الوالي هذا الملف مع المنتخبين والفاعلين في الميدان والمواطنين للوصول لتدبير أحسن للأخطار.
جدول 1: تعليمات الحماية للأفراد من خطر الحركات الكتلية كما هي محددة في DDRM لمنطقة Isère
تعليمات الحماية للأفراد: 1-اختبئ 2-استمع للمذياع 3-احترم التعليمات | ||
قبل | خلال | بعد |
في حالة انهيال وتساقط الحجارة وانزلاق أرضي | ||
استفسر عن الأخطار وتعليمات الحماية. | -اهرب جانبا. لا ترجع للخلف. -اصعد إلى نقطة مرتفعة. لا تدخل مبنى متأثر بالحركة. -احتمي تحت قطعة أثاث صلبة بعيدا عن النوافذ. | -قم بجرد الخسائر -أخبر السلطات. |
في حالة تهدل التربة | ||
في الداخل: -منذ الإشارات الأولى للحركة، اخرج من العمارة ولا ترجع لها ولا تستعمل المصعد. في الخارج: -ابتعد عن منطقة الخطر. -احترم تعليمات السلطات. -التحق بمكان التجمع المشار إليه. |
Source :http://www.isere.gouv.fr/content/download/51401/350670/file/DDRM_2020_RisquesNaturels.pdf
3-2- الملف البلدي التركيبي للأخطار الكبرى (DCS):
وثيقة تنظيمية تقدم الأخطار الطبيعية والتكنولوجية التي تهدد الجماعة، ويهدف إلى إخبار وتحسيس المواطنين، ويوضع هذا الملف تحت مشورة عمادة المدينة.
3-3- وثيقة المعلومات الجماعية حول الأخطار الكبرى (DICRIM):
وثيقة للتواصل بين السلطات العمومية والمواطنين فيما يتعلق بالأخطار التي يحتمل أن تحدث بمنطقة سكنهم[15]، ويقوم بإعدادها العمدة بالمنطقة التي يشرف على تسييرها، لإخبار السكان وتأمين منطقة عيشهم وممتلكاتهم، من الأخطار الطبيعية والتكنولوجية، ويتلقى المساعدة من طرف جميع الإدارات العمومية، وتشرف عليه الشرطة. تقدم هذه الوثيقة جردا للأخطار الكبرى بما فيها الحركات الكتلية، ومعززة بخرائط توضيحية (خريطة 2).
خريطة 2: خريطة لإخبار السكان بالأخطار الطبيعية بجماعة جيفيني Juvigny
Source :www.hautesavoie.gouv.fr/content/download/5972/30797/file/DCS_JUVIGNY_cle6178e9-1.pdf
تقترح وثيقة المعلومات الجماعية حول الأخطار الكبرى، وسائل للإنذار بحدوث الخطر، والتقنيات والتدابير الوقائية الواجب اتخاذها من طرف الساكنة، والجهات المتدخلة في عمليات البناء (شكل 2) والتهيئة للوقاية من الأخطار.
شكل 2: بعض التدابير الوقائية من الحركات الكتلية ب DICRIM جماعة غيدي GIDY
Source:cdn1_2.reseaudescommunes.fr/cities/249/documents/b0yz2qh0o2u3ak9.pdf
تقدم DICRIM أيضا تعليمات وتوصيات للسلامة الفردية، الواجب احترامها وإتباعها قبل وخلال وبعد حدوث الحركات الكتلية (شكل 3)، ويتم إرفاق هذه الوثيقة ببلاغ عند إدراج الجماعة ضمن تصميم الوقاية من الأخطار PPR.
شكل 3: بعض التدابير الوقائية قبل وأثناء وبعد حدوث الحركات الكتلية ب DICRIM بجماعة غيدي GIDY
Source:cdn1_2.reseaudescommunes.fr/cities/249/documents/b0yz2qh0o2u3ak9.pdf
4- تتميز الشوارع الفرنسية بملصقات لتحسيس السكان بالأخطار التي تهدد منطقة عيشهم:
تتوفر مجموعة من الجماعات على ملصقات توضع في الشارع العام (صورة 1)، وتقدم معلومات عن الأخطار الطبيعية، والصناعية والتكنولوجية التي تهدد السكان بمنطقة سكنهم، باستعمال رموز توحي بالخطر الذي يحتمل حدوثه (شكل 4)، وتتضمن هذه الملصقات أيضا، الإجراءات الواجب اتخاذها من طرف المواطن في عين المكان. يمكن للسلطات المحلية وضع هذه الملصقات في محلات الاستقبال لأكثر من 50 نسمة، وفي العمارات التي تضم أكثر من 15 مسكنا، وفي المعسكرات ومواقف السيارات التي تضم أكثر من 50 نسمة، كما يتوجب على مالكي الأراضي والعمارات وضع هذه الملصقات في مداخل البنايات، أو بمعدل ملصق واحد في كل 5000 متر².
http://www.mementodumaire.net/wpcontent/uploads/2012/03/pr%C3%A9vention-mouvement-terrain-2012.pdf |
صورة 1: ملصق بالشارع العام لإخبار السكان بالأخطار التي تهدد منطقة سكنهم والتدابير الواجب اتخاذها.
Source :www.mementodumaire.net/wp-content/uploads/2012/09/demarche_prevention_risques_majeurs.pdf
شكل 4: الرموز المستعملة لإخبار السكان بالأخطار الكبرى بمنطقة سكنهم
Source :www.mementodumaire.net/wp-content/uploads/2012/09/demarche_prevention_risques_majeurs.pdf
5- تم بفرنسا إنشاء موقع إلكتروني لتوضيح طبيعة الخطر الذي يهدد المناطق السكنية:
قامت الإدارة العامة للوقاية من الأخطار، بإنشاء موقع إلكتروني http://georisques.gouv.fr في 10 يوليو 2014[16]، ليتمكن السكان من معرفة طبيعة الخطر الطبيعي، والصناعي والتكنولوجي الذي يهدد منطقة سكنهم، وبالتالي يمكن للمواطنين بفرنسا إدخال معلوماتهم الشخصية المتعلقة بعنوان السكن، أو المعلومات حول اسم الجماعة التي ينتمون لها (صورة 2)، وتحميل ملف يوضح طبيعة الأخطار التي تهدد منازلهم وبلديتهم (صورة 3)، ويمكن لهذه المعلومات أن تشكل قاعدة أساسية لاتخاذ التدابير الوقائية من طرف المتدخلين والفاعلين في المجال، كما وضعت الدولة أيضا خريطة أخرى بموقع rpcache-aa.meteofrance.comلإخبار السكان بالأخطار المناخية التي تهدد منطقة سكنهم.
صورة 2: بوابة georisques.gouv.fr
Source :https://www.georisques.gouv.fr/mes-risques/connaitre-les-risques-pres-de-chez-moi#main
صورة 3: المعلومات المقدمة من بوابة georisques.gouv.fr، وتبين أن المنطقة ذات احتمال قوي على حدوث انخساف-انتفاخ أرضي، واحتمال ضعيف جدا على حدوث الزلازل، إضافة إلى تركزات صناعية.
Source:https://www.georisques.gouv.fr/mes-risques/connaitre-les-risques-pres-de-chez-moi#main
6- يعتبر تأمين الأفراد عن الأخطار الطبيعية إجراء أساسي بفرنسا:
تنص المادتين 5-125 L و26-125 Rمن مدونة البيئة بفرنسا على ضرورة تعويض المتضررين من الأخطار الطبيعية، وهو ما نص عليه سابقا قانون 13 يوليو 1981 المتعلق بتعويض ضحايا الأخطار الطبيعية، والذي جعل التأمين عن الأخطار الطبيعية إجباريا على الأفراد في جميع المناطق المهددة بحدوثها، وحتى التي تتميز بدرجة خطر ضعيفة أو منعدمة[17]، وقد بينت الإحصائيات، أن أكثر من 99% من الأسر منخرطة في عقود للتأمين عن الممتلكات بمقر إقامتهم، وتتضمن هذه العقود أيضا التغطية عن الكوارث الطبيعية[18].
تقدم فرنسا وإسبانيا ونيوزيلاندا نماذج مجربة ومختبرة للتأمين المختلط من خلال إدماج الأخطار الطبيعية. حسب المادة L125-1 من مدونة التأمين، فإن شركات التأمينات ملزمة على إدماج تأمين الأفراد عن الأخطار الطبيعية إلى جانب التأمين عن الأضرار التي تلحق الممتلكات والانقطاع عن العمل[19]، ويشمل برنامج تعويض الكوارث الطبيعية 80000 منزلا سنويًا، بمعدل يصل إلى 20000 يورو منذ عام 2017، وقد تم تعويض 780 ألف شخص، أو 340 ألف منزل، بإجمالي 5.5 مليار يورو[20].
7- يتم بفرنسا إدماج خطر الحركات الكتلية في وثائق التعمير:
تنص المادة L.121-1 من مدونة التعمير على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الأخطار في وثائق التعمير، وفي المشاريع والقرارات التي تهم استعمال التربة، وحسب المادتين R.111-2 وR.111-3 فإن عمليات البناء والتشييد في المناطق الخطرة، تخضع لضرورة التوفر على رخصة مسلمة من طرف الجهات المسؤولة[21].
تعتبر خريطة الخطر الطبيعي المرتبط بالحركات الكتلية وثيقة أساسية، لأنها تحدد المناطق المهددة باحتمال حدوث هذه الحركات، وتعتمد عليها فرنسا في وثائق التعمير لتوجيه نمو وتوسع المدن، حيث يحتمل حدوث الحركات الكتلية، وهي المدن التي تخضع لتصميم الوقاية من الأخطار، ففي تصاميم التنطيق (تصميم 2)، يتم تقسيم المجال حسب قابليته للتعمير، إلى :
منطقة باللون الأحمر: غير قابلة للتعمير، لأنها تتميز بخصائص طبوغرافية وصخرية محرضة على حدوث الحركات الكتلية، كما تتميز بصعوبة اتخاذ تدابير وتقنيات الوقاية والحماية.
منطقة باللون الأزرق: قابلة للتعمير، إذا تم اتخاذ بعض التقنيات الوقائية لتثبيت التكوينات الصخرية بالمنحدرات، وتجفيفها من الماء خلال الفصل الرطب، ثم تدابير وتقنيات أخرى خلال فترة إنشاء المساكن والمنشآت العامة والخاصة، كما أنها مناطق لا تتحمل كثافات سكانية مرتفعة.
منطقة باللون الأبيض: قابلة للتعمير، دون اتخاذ تدابير وتقنيات الوقاية والحماية، لأنها لا تطرح أي مشاكل وتحديات طبوغرافية، وهي مناطق ثابتة ومستقرة وغير مهددة بالحركات الكتلية، وتعرف هذه المنطقة غالبا تركز أغلب التجمعات السكنية.
تصميم 2: تصميم التنطيق 2000/1 لجماعة الشمس الجميلة Beausoleil بإقليم الألب البحري Alpes-Maritimes
المصدر: ظريف جواد 2020. مرجع سابق، ص 123.
8- بعض التقنيات المستعملة بفرنسا لتثبيت المنحدرات والوقاية من الحركات الكتلية:
يتم بفرنسا استعمال مجموعة من التقنيات (صور 4 و5 و6 و7 و8 و9 و10 و11) لتثبيت المنحدرات وتجنب حدوث الحركات الكتلية، وتكتسي هذه التقنيات أهمية بالغة، حيث يتم إنشائها في المناطق ذات درجة الخطر المتوسطة والمرتفعة والمرتفعة جدا، للتخفيف من قوة الحركات الكتلية السريعة الفجائية المدمرة.
صورة 4: حواجز سطحية لعرقلة التدفقات الوحلية بمنطقة الألب البحري Alpes-Maritimes
Source:http://observatoire-regional-risques-paca.fr/article/coulees-boues-mesures-protection
صورة 5: تقنية الرواق المسلح (القبعة) بمنطقة عالية الألب Hautes-Alpes
صورة 6: تقنية الحاجز بفرنسا
Source : Autoroutes du Maroc, Ecole hassania des travaux publics 2012. Op cit, p 51.
صورة 7: تقنية صرف المياه السطحية بمنطقة الألب البحري Alpes-Maritimes
Source :http://observatoire-regional-risques-paca.fr/article/stabilisation-glissements-terrain
صورة 8: استعمال تقنية جدار غابيون بجماعة أرفيو Arvieux
Source :http://observatoire-regional-risques-paca.fr/article/stabilisation-glissements-terrain
صورة 9: تقنية الشباك المعلقة والمثبتة بأعمدة بمنطقة لاكلوز وميجو La Cluse-et-Mijoux
Source :https://www.doubs.gouv.fr/content/download/31168/196469/file/Le%20risque%20MVT.pdf
صورة 10: تقنية العمود الخرساني بفرنسا
Source :http://observatoire-regional-risques-paca.fr/article/mesures-protection-contre-instabilites-rocheuses-parades-actives
صورة 11: تقنية تطهير وإعادة تشكيل المنحدرات بجماعة شورونش Choranche en Isère
Source:https://acrobatx.fr/medias/reprofilage-de-paroi-rocheuse-isere/
خلاصة:
تعتبر التجربة الفرنسية رائدة في مجال تدبير أخطار الحركات الكتلية، وبالتالي يمكن للمغرب أن يستفيد منها لتعزيز مرونة المناطق المهددة بهذا الصنف من الأخطار الطبيعية. راكمت فرنسا خبرتها في مجال تدبير الأخطار منذ عدة سنوات، فانتقلت من خرائطZERMOS إلى PER ثم PPR، وترتكز الخطة الفرنسية على عدة مبادئ أساسية، نذكر منها: إخبار وحماية السكان من الخطر، عبر إنجاز خرائط، ووثائق إدارية ومواقع إلكترونية، توضح طبيعة الخطر الذي يهدد منطقتهم، وكيفية التصرف قبل وخلال وبعد حدوث الحركات الكتلية، إضافة إلى منع التعمير في المناطق الخطيرة جدا وتوجيهه نحو المناطق الآمنة، وتحديد وضبط نوع البناء، والأشغال والتهيئة بالمناطق متوسطة الخطر، من خلال إدماج خرائط درجات الخطر في وثائق التعمير، ثم حث السكان على الانخراط في التأمين عن الأخطار الطبيعية.
*قائمة المصادر و المراجع:
ظريف جواد 2020. أهمية خريطة الأخطار الجيومورفولوجية للحركات الكتلية بالمناطق الجبلية: دراسة مقارنة بين المغرب وفرنسا، المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل، المجلد 21، العدد 2.
*ظريف جواد 2015. تدبير مخاطر الحركات الكتلية للسفوح، حالة القصر الصغير (الريف، المغرب)، أطروحة لنيل الدكتوراه في الجغرافية، جامعة الحسن الثاني، كلية الآداب والعلوم الإنسانية –المحمدية.
3. *Autoroutes du Maroc, école Hassania des travaux publics 2012. Eléments de stabilité des pentes au rocher, 1ère édition.
Bérenger N 2017. La gestion du risque cavités souterraines, guide à l’usage des collectivités, centre d’études et d’expertise sur les risques, l’environnement, la mobilité et l’aménagement (CEREMA) .
5. *Cadiot B, Delaunay J M, Humbert M, Vogt J 1979. Inventaire et étude des risques géologiques en France au service géologique national. In: Espace géographique, tome 8, n°1, pp 49-56.
6. *Centre d’études sur les réseaux, les transports, l’urbanisme, et les constructions publiques 2009. 30 fiches pour mieux intégrer les risques dans l’aménagement, rapports d’étude, ISSN 1263-2570, 111.
7. *Commissariat général au développement durable 2014. Les déterminants du cout des catastrophes naturelles : le rôle du changement climatiques en France, études et documents, n°103.
8. *Commune de GIDY 2020. Document d’information communal sur les risques majeurs.
9. *Direction départementale des territoires de la Moselle, service risques énergie construction circulation urbanisme et prévention des risques 2017. Plan de prévention de risque naturel de glissements de terrain, Commune de Clouange.
10. *Maquaire O 2002. Aléas géomorphologiques (mouvements de terrain) – processus, fonctionnement, cartographie, mémoire de recherche, pour obtenir le diplôme d’habilitation à diriger des recherches, Université louis pasteur Strasbourg.
11. *Ministère de l’aménagement du territoire et de l’environnement, ministère de l’équipement, des transports et du logement 1999. Plans de prévention des risques naturels, risques des mouvements de terrain, guide méthodologique, la documentation française, paris.
*Ministère de l’environnement, de l’énergie et de la mer 2015. Prévention des risques liés aux effondrements de cavités souterraines, actes du colloque, 2e rencontre nationale.
13. *Nachbar P 2017. Les systèmes d’indemnisation des catastrophes naturelles, direction de l’initiative parlementaire et des délégations.
14. *Observatoire Régional des Risques Naturels 2009. Cartographie de susceptibilité aux mouvements de terrain de la région Languedoc-Roussillon, rapport final, BRGM/RP-56409-FR
*لائحة الويبوغرافيا:
*cdn1_2.reseaudescommunes.fr/cities/249/documents/b0yz2qh0o2u3ak9.pdf
*http://infoterre.brgm.fr/rapports/RR-40172-FR.pdf
*http://observatoire-regional-risques-paca.fr/article/coulees-boues-mesures-protection
*http://observatoire-regional-risques-paca.fr/article/stabilisation-glissements-terrain
*http://observatoire-regional-risques-paca.fr/article/mesures-protection-contre-instabilites-rocheuses-parades-actives
*http://www.isere.gouv.fr/content/download/51401/350670/file/DDRM_2020_RisquesNaturels.pdf
*http://www.var.gouv.fr/IMG/pdf/valette-du-var-la_per_19890111_carte.pdf
*https://acrobatx.fr/medias/reprofilage-de-paroi-rocheuse-isere/
*https://www.doubs.gouv.fr/content/download/31168/196469/file/Le%20risque%20MVT.pdf
*https://www.georisques.gouv.fr/mes-risques/connaitre-les-risques-pres-de-chez-moi#main
*https://www.haute-savoie.gouv.fr/content/download/5972/30797/file/DCS_JUVIGNY_cle6178e9-1.pdf
*https://www.senat.fr/cra/s20211021/s20211021_0.html
*https://www.senat.fr/rap/1989-1990/i1989_1990_0318.pdf
* https://www.vendee.gouv.fr/IMG/pdf/DDRM_de_la_Vendee.pdf
*https://www.vie-publique.fr/sites/default/files/rapport/pdf/283821.pdf
*www.hautesavoie.gouv.fr/content/download/5972/30797/file/DCS_JUVIGNY_cle6178e9-1.pdf
*www.mementodumaire.net/wp-content/uploads/2012/09/demarche_prevention_risques_majeurs.pdf
[1]https://eduscol.education.fr/sti/sites/eduscol.education.fr.sti/files/ressources/pedagogiques/8525/8525-les-glissements-de-terrains-modelisation-et-prevision-ensps.pdf
[2] Cadiot B, Delaunay J M, Humbert M, Vogt J, 1979. Inventaire et étude des risques géologiques en France au service géologique national. In: Espace géographique, tome 8, n°1, p.p 54-55.
[3]Ministère de l’aménagement du territoire et de l’environnement, ministère de l’équipement, des transports et du logement 1999. Plans de prévention des risques naturels, risques des mouvements de terrain, guide méthodologique, la documentation française, paris, p 7.
[4]Observatoire Régional des Risques Naturels 2009. Cartographie de susceptibilité aux mouvements de terrain de la région Languedoc-Roussillon, rapport final, BRGM/RP-56409-FR, p 26.
[5] https://www.senat.fr/rap/1989-1990/i1989_1990_0318.pdf
[6] ظريف جواد 2015. تدبير مخاطر الحركات الكتلية للسفوح، حالة القصر الصغير (الريف، المغرب)، أطروحة لنيل الدكتوراه في الجغرافية، جامعة الحسن الثاني، كلية الآداب والعلوم الإنسانية –المحمدية-،ص 167.
[7] Ministère de l’aménagement du territoire et de l’environnement, ministère de l’équipement, des transports et du logement 1999. Op, cit, p 8.
[8] ظريف جواد 2020. أهمية خريطة الأخطار الجيومورفولوجية للحركات الكتلية بالمناطق الجبلية: دراسة مقارنة بين المغرب وفرنسا، المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل، المجلد 21، العدد 2،ص 122.
[9] Bérenger N 2017. La gestion du risque cavités souterraines, guide à l’usage des collectivités, centre d’études et d’expertise sur les risques, l’environnement, la mobilité et l’aménagement (CEREMA) p 5.
[10] Ministère de l’aménagement du territoire et de l’environnement, ministère de l’équipement, des transports et du logement 1999. Op cit, p 17.
[11] Direction départementale des territoires de la Moselle, service risques énergie construction circulation urbanisme et prévention des risques 2017. Plan de prévention de risque naturel de glissements de terrain, Commune de Clouange, p 8.
[12] https://www.haute-savoie.gouv.fr/content/download/5972/30797/file/DCS_JUVIGNY_cle6178e9-1.pdf
[13]Centre d’Études sur les réseaux, les transports, l’urbanisme, et les constructions publiques 2009. 30 fiches pour mieux intégrer les risques dans l’aménagement, rapports d’étude, ISSN 1263-2570, p 47.
[14] Observatoire Régional des Risques Naturels 2009. Op cit, p26.
[15] Commune de GIDY 2020. Document d’information communal sur les risques majeurs, p 1.
[16] Ministère de l’Environnement, de l’Énergie et de la Mer 2015. Prévention des risques liés aux effondrements de cavités souterraines, actes du colloque, 2e rencontre nationale, p 13.
[17] Maquaire O 2002. Aléas géomorphologiques (mouvements de terrain) – processus, fonctionnement, cartographie, mémoire de recherche, pour obtenir le diplôme d’habilitation à diriger des recherches, Université louis pasteur Strasbourg, p 21.
[18] Commissariat général au développement durable 2014. Les déterminants du cout des catastrophes naturelles : le rôle du changement climatiques en France, études et documents, n°103, p 10.
[19] Nachbar P 2017. Les systèmes d’indemnisation des catastrophes naturelles, direction de l’initiative parlementaire et des délégations, p 16.
[20] https://www.senat.fr/cra/s20211021/s20211021_0.html
[21] Centre d’Études sur les réseaux, les transports, l’urbanisme, et les constructions publiques 2009. Op, cit, p 44.