التّداخل اللّغويّ بين العرب والفرس بعد الفتح الإسلامي لبلاد إيران
Linguistic overlap between Arabs and Persians after the Islamic conquest of Iran
د. محمد آدم عبدالرحمن صالح ـ أستاذ مساعد – جامعة الخرطوم – كلية التربية – قسم اللغة العربية ـ السودان
Mohamad Adam Abdalrhman Saleh
University of Khartoum – College of Education – Department of Arabic Language
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية العدد 80 الصفحة 139.
مستخلص:
هدف البحث إلى دراسة التداخل اللغوي بين العرب والفرس بعد الفتح الإسلامي لبلاد إيران، وبيان تأثر كل أمة بالأخرى لغوياً، اتبع البحث المنهج التحليلي المقارن وذلك بالوقوف عند اللغتين وبيان أثر اللغة الفارسية على المفردات الداخلة عليها من اللغة العربية، من حيث الصوت والمعنى. توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها: شيوع الفارسية في البلدان العربية أدى إلى استخدام العامة الكثير من الألفاظ الفارسية في لغتهم اليوميّة، وكانت الفارسيّة هي المسؤولة إلى حد كبير عن اللكنات التي أصابت الخواص والعوام على السواء. من أبرز ملامح تأثير العربيّة على الفارسيّة هو استعمال الفرس للحرف العربيّ في الكتابة، واستعمال الألفاظ والمصطلحات العربيّة في اللغة الفارسيّة. ذخرت المعاجم الفارسيّة بمجموعة ضخمة من المفردات العربيّة، حتى أن بعض الأبواب تكاد تكون في مجملها عربيّة.
الكلمات المفتاحية: تداخل لغوي، البهلوية، الحرف العربي
Abstract:
The aim of the research is to study the linguistic interaction between Arabs and Persians after the Islamic conquest of Iran. In order to clarify the linguistic influence of each nation on the other, the research followed the comparative analytical method by standing at the two languages and showing the impact of the Persian language on the vocabulary entered into it from the Arabic language In terms of sound and meaning. The study reached a number of results, the most important of which are The prevalence of Persian in Arab countries led to the common use of many Persian words in their daily language, and Persian was largely responsible for the accents that affected private and common people alike. One of the most prominent features of the influence of Arabic on Persian is the Persians’ use of the Arabic letter in writing, and the use of Arabic words and terms in the Persian language. Persian dictionaries are stocked with a huge collection of Arabic vocabulary, so that some chapters are almost entirely Arabic.
key words: Linguistic interference, Pahlavi, Arabic letter
شيوع الفارسية في البلدان العربية
بعد الاطلاع على تاريخ الفتوحات الإسلامية ودخول الأمم المختلفة في دين الله أفواجا نلاحظ أنّ ما نتج عن توسع الخلافة الإسلاميّة ودخول أصحاب الثقافات الأخرى واختلاط المسلمين مع غيرهم أدّى إلى نشأة الفِرق والمذاهب المختلفة؛ نتيجة لمسالك التفكير الدينيّ للدفاع عن العقيدة بالأدلّة العقليّة فظهر الخوارج والمعتزلة وظهر علم الكلام، وكان للخلفاء والسّلاطين والوزراء دور في تسهيل طرق الانتقال الثقافيّ والفكريّ الفارسيّ إلى المجتمع الإسلاميّ.
فرغم بداية الانفتاح الثقافيّ الذي حصل في الدولة الأمويّة إلاّ أنّه لم يكن يتعدى سياسة الدولة وإدارتها، ومع اهتمام الخلفاء بالعلم إلاّ أنّه لم تبرز الأهميّة لترجمة الكتب واقتصر على تشجيع الدراسات الإسلاميّة والعربيّة وقد اقتصر التعريب في عهد عبد الملك على الدواوين([1]) والأمور المتعلقة بالمعاملات الرسميّة، بيد أنّه في عهد الخليفة هشام بن عبدالملك وجد في مكتبته كتاباً يروي تاريخ الساسانيين تُرجم من اللغة الفارسيّة إلى اللغة العربيّة ويتضمن فصولاً عن أساليبهم السياسيّة وعن علوم الفرس وأهم آثارهم القوميّة في فن العمارة وكانت استعانة هشام بهذا الكتاب لدراسة نظام الحكومة في الامبراطورية الفارسيّة([2]).
نستنتج من هذا أنّ التداخل اللغويّ العربيّ الفارسيّ بدأ مبكِّرًا جداً وكانت تلك البداية مصحوبة بمحاولة فارسيّة لتوجيهه في الديوان الأمويّ، بينما كانت السلطة مدركة المحاذير التي تحف بهذا العمل، لكن التحولات اللاحقة في القرن الثاني وما بعده ستجعل من محاولة العرب حفظ نقاء العربيّة مجرد حلم لم يتحقق، وكان الجاحظ من الذين اهتموا بذلك التداخل فتتبع بعض مظاهره ورصد آثاره في كتابه البيان والتبيين حيث اللغة العربيّة خلقًا آخر بعد أن تماشت أكثر من قرن في حالة تماذج بالفارسيّة، يقول: “ألا ترى أن أهل المدينة لمّا نزل فيهم ناس من الفرس في قديم الدهر علقوا بألفاظ من ألفاظهم ولذلك يسمون البطيخ الخربز، ويسمون السميط الرزدق، ويسمون المصوص المزور، ويسمون الشطرنج الاشترنج، في غير ذلك من الأسماء، وكذلك أهل الكوفة فإنهم يسمون المسحاة بال وبال بالفارسية … ويسمي أهل الكوفة الحوك الباذروج والباذروج بالفارسية والحوك كلمة عربيّة، وأهل البصرة إذا اجتمعت أربعة طرق يسمونها مربعة ويسميها أهل الكوفة الجهار سوك والجهار سوك بالفارسيّة([3])“نلتمس من هذا النص أثر البعد الزمني والجغرافي واضحاً، ذلك أنً انتقال الألفاظ من جهة إلى أخرى كان محكوماً بالزمن والجغرافيا معاً.
ويشرح الجاحظ سبب انتشار ورواج بعض الألفاظ الفارسيّة في المجتمعات العربيّة قائلا: “والعامة ربما استخفّت أقلّ اللغتين واضعفها وتستعمل ما هو أقلُه في أصل اللغتين استعمالاً وتدع ما هو أظهر وأكثر، ولذلك صرنا نجد البيت من الشعر قد سار ولم يسر ما هو أجود منه وكذلك المثل السائر([4])“
وكذلك شاعت الفارسيّة في البصرة شيوعًا عظيمًا حتى وصلت إلى الصبية الذين كانوا يفهمونها ويتكلّمون بها، وقصة الشاعر يزيد بن مفرغ مع عبدالله بن زياد تدل على هذا، فإنّه حين قبض عليه سقاه مسهلا شديداً وأخذ يطوف به في أنحاء البصرة وكان يزيد يسلح طوال الطريق والصبيان يتبعونه ويعبثون به ويقولون له بالفارسيّة( اين چیست؟) أي؛ ما هذا؟ فيجيبهم([5]):
آبست نبيذ است عصارات زبيب است
سميه رو سپید است
أي: إنّه ماء ونبيذ وعصارات زبيب وسمية بيضاء الوجه.
وانتشرت الفارسيّة في العراق لعهد الدولة الأمويّة انتشاراً دعاهم للتعبير بها في بعض المواقف، فيروي الطبري أنّه لمّا بلغ اتباع المختار ما لقي أخوانهم من الهزيمة في حربهم مع ابن شميط لم يصدّقوا مبلِّغهم وقالوا بالفارسيّة (این بار دورغ گفت) أي:إنّه كذب هذه المرة([6]).
وكانت الفارسيّة مسؤولة إلى حد كبير عن اللكنات التي أصابت الخواص والعوام على السواء ومن أمثلة ذلك ما يروى عن أبي الجهير الخراسانيّ النحّاس حين قال له الحجاج: أتبيع الدواب المعيبة من جند السلطان؟ قال: ( شريكاننا في هوازها وشريكاننا في مداينها وكما تجيء نكون) فلم يفهم الحجاج شيئاً من لكنة الأعجمي حتى فُسّرت له، وكان يريد أن يقول: شركاؤنا بالأهواز والمدائن يبعثون إلينا بهذه الدواب فنحن نبيعها على وجوهها([7]). ويعلق ندا طه على ذلك بأنّ الأعجميّ لم يستطع أن يجمع شريك جمعًا عربيّاً فقاسها على القاعدة الفارسيّة في جمع العاقل وأضاف إلى الكلمة (ان) فصارت شريكان بمعنى شركاء، وكذلك فعل بالأهواز والمدائن فإنّه قاسها في جمعها على القاعدة الفارسيّة لجمع غير العاقل وأضاف إليها (ها) وهذه لكنة ترجع إلى استخدام أنواع من الصيغ والقياس لا يستخدمها العرب، جهلاً بالقاعدة العربيّة المتّبعة في مثل هذا الحال([8]).
وقيل أنّ عبيدالله بن زياد والي العراق كان ألكن وإنّما أتته هذه اللكنة لأنّه نشأ بين الفرس في البصرة عند شيرويه الأسواري زوج أمّه مرجانة، وكان من لكنته لا يستطيع نطق الحاء فيجعلها ( هاء) قال لهاني بن قبيصة ( اهرورى سائر اليوم) يريد ( إحرورى) كما كان يقلب القاف كافاّ، ومثله في ذلك أبو مسلم صاحب الدعوة الذي كان يقول ( كلت لك) يقصد (قلت لك) رغم جودة ألفاظه وحسن معانيه([9]).
وأمثلة هذا في كتب الأدب والتاريخ كثيرة إلاّ أنّ اللكنة لم تقف عند العوام فقط بل تجاوزتهم إلى الخواص ومع أنّ بعضهم برع في اللغة العربيّة والعلوم الإسلاميّة إلاّ أنّ لسانهم لم يسلم دائمًا من عيوب النطق، فقد ذكر ابن قتيبة في المعارف أنّ معمر بن المثنى مع معرفته ربما لا يقيم البيت إذا أنشده حتى يكسره ويخطئ إذا قرأ القرآن نظرًا([10]).
ومن أمثلة هؤلاء من الشعراء زياد بن سليمان أبو أمامة المعروف بزياد الأعجم لغلبة العجمة على لسانه ويقال إنّه كان ينزل اصطخر فغلبت العجمة على لسانه، وقيل بل مولده ونشأته في أصبهان ثم انتقل إلى خراسان فلم يزل بها حتى مات([11])، ومن حكايات لكنته أنّه أرسل غلامًا له في حاجة فأبطأ عليه فلمّا عاد سأله ( منذ لدن دأوتُك إلى أن قلت لي ما كنت تسنأ) يريد: منذ لدن دعوتك إلى أن قلتَ لبيك ماذا كنت تصنع([12]).
وشاعت الفارسيّة بين سكان الأقاليم الإسلاميّة على اختلاف أجناسهم وأدبائهم، واورد طه ندا نقلاً عن طبقات الأطباء أنّ جبريل بن يختيشوع كان سريانيّاً إلاّ انّه كان يجيد الفارسيّة، ولمّا عاد الفضل بن سهل وهو محموم وجد معه القرآن فسأله: تشون ( چون ) بينى نامه ايزد؟ أي كيف تجد كتاب الله؟ فأجابه الفضل: خش ( خوش) فنشون ( چون) کلیله فدمنه (ودمنه)، أي حسن مثل كليلة ودمنه([13])، ويذكر أنّ آل يختيشوع جميعًا كانوا يجيدون الفارسيّة رغم أنّهم من السريان، فكان جبريل بن يختيشوع مثلاً يجيدها وكان جبريل بن عبدالله بن يختيشوع عالمًا باللغة الفارسيًة وكان جورجيس بن جبريل حين وصل إلى حضرة المنصور دعا إليه بالفارسيّة والعربيّة([14]).
وهكذا ترى انّ الفارسيّة قد تركت أثرها وأدخلت الضيم على العربيّة في ألسنة الناس على اختلاف أجناسهم وأديانهم اللهمّ إلاّ القلّة التي استقام لسانها في اللغتين على السواء. ومن هذه القلّة موسى بن سيار الأسواريّ الذي كانت فصاحته بالفارسية في وزن فصاحته بالعربيّة، وكان هذا -كما يقول الجاحظ – من أعاجيب الدنيا([15]).
وإذا تجاوزنا ما تركته الفارسيّة من الأثر في اللسان العربي وجدناها قد شقت طريقها إلى معجم اللغة العربيّة نفسه وإلى الأدب شعره ونثره.
ويتصل كثيرٌ من هذه الألفاظ الدخيلة بمظاهر الحضارة وقد تعرّض لهذه الألفاظ بالدراسة عدد من المؤلفين العرب كالخفاجي في شفاء الغليل والجواليقي في المعرب، وقام إدى شير بجمع طائفة كبيرة من هذه الألفاظ في كتابه: الألفاظ الفارسيّة المعرّبة.
الحروف والمفردات العربية في اللغة العربية.
وكان تأثير اللغة العربيّة في اللغة الفارسيّة هو الأقوى والأوضح ؛وذلك لرصانة اللغة العربيّة وقوّة أسسها البنيويّة، فجاء القرآن الكريم بعد ذلك ليقوّي دعائم هذه اللغة وليزيد من رصانتها ويحافظ عليها وليكون السبب الرئيس في التأثير على لغات البلدان التي أنظوت تحت لواء الإسلام .
ونلاحظ أنّ تأثير اللغة العربيّة في اللغة الفارسيّة كبير جداً، ولا يمكن أن يلخص هذا التأثير بكل جوانبه؛ لذلك لا بد لنا أن ننتقي بعض هذه الجوانب، ليسعنا أن ندرك مدى التأثير الكبير للغة العربيّة في اللغة الفارسيّة ، فكان أبرز ملامح هذا التأثير هو استعمال الفرس للحرف العربي في الكتابة، و أهم الخطوط التي استعملت للكتابة ، أما الجانب الآخر هو استعمال الألفاظ والمصطلحات العربية في اللغة الفارسية وعلى نطاق واسع جداً وبكافة مجالات الحياة: الدينيّة و الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة والأدبيّة والعلميّة والعسكريّة وغيرها.
أوّلا ً – استخدام الحرف العربيّ في الكتابة
استخدم الفرس الحرف العربيّ في الكتابة؛ وذلك لصعوبة الكتابة بالحروف البهلوية ولما فيها من تعقيد في رسم الحرف عند الكتابة لذلك كان الفارسيّ غير مستعد لتعلمها وهو يجد ضالته في الحرف العربيّ لسهولة الكتابة به .
ومن هنا جاء فضل العربيّة على الفارسيّة في إتمام النقص وسد الحاجة من المفردات والاصطلاحات المنتشرة في اللغة الفارسيّة مع اتشار الإسلام والعربيّة في بلاد الشرق المسلم، وبحلول الخط العربيّ محل الخط البهلوي كان لزاماً أن يرسموا أبجديتهم كرسم الأبجدية العربيّة واخترعوا رسماً لأربعة من الحروف لا وجود لها في العربيّة وهي ( پ ، ژ ، چ ، گ ) فرسموها هكذا لقربها من نطق الحروف ( ب ، ز ، ج ، ك )([16]).
تتكون الألف باء الفارسيّة من ( 33 ) حرفاً ، وهي الألف باء العربيّة ويُزاد عليها أربعة أحرف وهي (ﭖ ، ﭺ ، ﮋ ، ﮒ ) بالإضافة إلى الهمزة . أما الحروف الأربعة المزادة فتلفظ كالآتي([17]) :
1- حرف الـ (ﭖ ) : فيلفظ مثل ( P ) في اللغة الإنكليزية مثال ذلك : پدر : أب ، پسر :أبن ، پا: قدم ، پاک : طاهر .
- حرف الـ (ﭺ) : يلفظ مثل ( CH ) في اللغة الانكليزية مثال ذلك : ﭽای : شاي ، ﭽادر : خيمة ، ﭽراغ : مصباح ، ﭽهار : أربعة ، ﭽب : شمال أو أيسر .
- حرف الـ ( ﮋ) : يلفظ مثل ( (Jالانكليزية أو الجيم المعطشة . مثال ذلك : رﮋيم: نظام ، ﮋرف : عميق ، مـﮋده ، بشارة ، نـﮋاد : أصل
- حرف الـ ( گ ) : ويلفظ مثل الـ ( G ) الانكليزية أو الجيم في اللهجة المصرية . مثال ذلك : گل : ورد ، بزرگ : كبير ، گوهر : جوهر ،گرگان : مدينة وقد عربت إلى (جرجان) ، کاو : بقرة ، گناه : أثم .
وهنالك ثمانية حروف خاصة بالكلمات العربيّة الأصل والمستعملة في اللغة الفارسيّة وهذه الحروف هي : ث ، ح ، ص ، ض ، ط ، ظ ، ع ، ق .
وإن هذه الحروف الثمانية لاتُنطق في اللغة الفارسيّة بالمخارج العربيّة بل تنطق على النحو التالي وكما في الجدول أدناه :
الرقم | الحرف | اللفظ الفارسي | الأمثلة |
1 | ث ، ص | س | ثروت – سروت ، صبر – سبر |
2 | ح | هـ | صبح – سبح ، حسن – هسن ، حيف – هيف |
3 | ض ، ظ | ز | شاه رضا – شاه رزا ، ظاهر – زاهر ، ظهر – زهر |
4 | ط | ت | طرف– ترف ، طهران – تهران ، طهمورث – تهمورث ، طاهر– تاهر |
5 | ع | الهمزة | علم – إلم ، علي – ألي ، عمو – أمو ، طعام – تآم |
6 | ق | تنطق مابين( ق) و(غ) | آقا – آغا ، أطاق – أتاغ |
أمّا حرف الواو فإنّه إذا كان متحركاً فينطق ( V ) في اللغات الأوربية، فنقول : ديو – شيطان ، ميوه – فاكهة ، نوشتن – الكتابة ، ديوار – حائط .
وإذا كان الواو حرف مدّ، فانه ينطق مثل النطق العربيّ تقريباً فنقول : زور – قوة ، دور – بعيد ، مور – نملة ، ﭙول – نقود .
أمّا لفظ الهمزة والألف فهي على النحو الآتي :
- إذا كان الألف متحرّكاً فهو الهمزة مثل : أميد – أمل ، اِمروز – اليوم ، اِمشب – الليلة
- إذا كان الألف ساكناً فهو الألف مثل : ما – نحن ، خدا – الله ، شما – أنتم ، جدا – منفصل ، كتابخانه – مكتبة ، نان – خبر ( وتلفظ نون في العامية ) . وتلفظ الألف مفخمة بخلاف نطقها في اللغة العربيّة .
وإنّ الهمزة في اللغة الفارسيّة تقع في أوّل الكلمة فقط ، فإذا جاءت الهمزة في وسط الكلمة أو آخرها نفهم من ذلك أنّ أصل هذه الكلمة عربيّة دخلت على اللغة الفارسيّة . ويلاحظ في كلمة (مؤبد ) وهي بمعنى ( موبد ) أو الكاهن من الديانة الزرادشتية ، فالفارسية ( مُوبد ) بدون همزة([18]).
لم يكتف الفرس باستخدام الحروف العربيّة في الكتابة بل أخذوا عن العرب أيضاً طرق الخط والتهذيب، فابتكروا نوعاً جديداً من أنواع الخط الكوفي الذي تظهر فيه مدّات الحروف أكثر وضوحاً، وسمي بـ ( الكوفي الإيراني ) الذي يُرى في المصاحف السلجوقية خلال القرنين الخامس والسادس الهجريين، كما أوجدوا خطاً آخر وهو (خط التعليق) خلال القرن السادس الهجري، وهو من الخطوط الصعبة لايعرفه إلاّ من تعلّمه ومارسه من خطاطي إيران ، ويمتاز بميل حروفه ومن خلال تسميته يبدو أن حروفه قد علقت بعضها ببعض، ويتصف كذلك بالتباين الواضح في شكل الحروف ومساحتها، ويعود السبب في ذلك إلى كتابته بقلمين مختلفي العرض، إذ يبلغ عرض احدهما ثلث عرض القلم الآخر، فلا يكاد يستقر القلم في عرضه حتى يتغير بشكل مفاجئ إلى ثلث عرضه، وكذلك يحتاج إلى رسم الكثير من أجزاء الحروف بواسطة رأس القلم حتى يكتمل شكلها . ويغلب على أشكال حروفه استدارات بيضوية الشكل ومفتوحة ليتولّد عنها فراغات واسعة وهي ذات أهمية كبيرة في إبراز شكلها المميز([19]).
وهنالك خط آخر وهو خط ( النستعليق ) الذي أسس على يد ( مير علي تبريزيّ ) أعظم أساتذة الخط في القرن السادس الهجري وأبرزهم ، ويتصف هذا الخط بأنه أكثر رشاقة من باقي الخطوط الليّنة، ويتكون هذا الخط من خطي ( النسخ ) و ( التعليق ) ، ويحتفظ في ذات الوقت بصفات كل من خط النسخ وخط التعليق ، وأصبح فيما بعد من أكثر الخطوط شيوعاً([20]). ونتج عن خلط كل من خطي ( الكوفي ) و ( النستعليق ) خط ثالث يسمى بـ (شكسته) .
ثانياً – استخدام المصطلحات العربيّة وإدخالها الى ثنايا القاموس الفارسيّ
أدّى الانتقال الكبير من استخدام اللغة البهلويّة الى اللغة العربيّة واستعمال الحرف العربيّ للكتابة بعد الفتح الإسلاميّ لإيران ثم استعمال لغة جديدة وهي اللغة الدريّة، أدّى كل ذلك إلى الاستعانة باللغة العربيّة لتكون المنهل الرئيس للغة الفارسيّة الجديدة والمورد الذي تستقي منه اللغة الفارسيّة كل ما يلزمها من كلمات ومصطلحات لتغني بذلك قاموسها خصوصاً في نهضتها الفتيّة، فقد استعارت هذه اللغة من العربيّة الكثير من المعاني والمصطلحات بشكل عام والدينيّة والفقهيّة بشكل خاص . وإذا ما أردنا البحث عنها فإننا سنجد أن هناك سيل فيّاض منها وسنلاحظ أنّ القاموس العربيّ قد دخل في ثنايا القاموس الفارسيّ وبشكل واسع جداً([21]).
ما تزال اللغة الفارسيّة ومنذ نشأتها الأولى حتى وقتنا الحاضر تستعمل المصطلحات العربيّة وبكافة مجالات الحياة وفي شتّى الأغراض العلميّة والفنيّة، ويلاحظ الدارسون والمهتمّون باللغة الفارسية هذا الكم الهائل من المصطلحات والمعاني في كتب الفقه والتفسير والتاريخ والفلسفة والشعر والتصوف والطب والرياضيات، وإنّ الكثير من الكتب الفارسيّة قد عُنوِنت بأسماء عربيّة ، وتبدو بأنّها مؤلفات عربيّة، على حين إنّها مؤلفة باللغة الفارسيّة ، ولا يفهمها إلاّ دارسو هذه اللغة بشكل جيد ، ومنها على سبيل المثال : التوسل الى الترسل ، مجمع التواريخ والقصص ، مجمع الفصحاء ، حبيب السير ، لباب الألباب ، جوامع الحكايات، تذكرة الشعراء ، …الخ([22]) .
بدأ علماء الفارسيّة خلال القرن الخامس الهجري بتأليف ووضع كتب عن لغتهم على غرار الكتب التي ألفت في العربيّة، وكان أقدمها كتاب ( لغة الفرس ) لـ ( علي بن أحمد الأسديّ الطوسيّ ) المتوفي سنة 465هـ، ووُضعت كذلك كتب لتعلّم العربيّة لغير العرب مثل (مقدمة الأدب ) لـ ( جار الله الزمخشري ). وإن المطلعين على الكتب اللغوية الفارسيّة يلاحظون أنّها وضعت باسلوب الكتب العربيّة ومنها ( صحاح العجم ) لـ (هندوشاه النخجواني) المتوفي سنة 730 هـ وهذا الكتاب معارض لكتاب ( صحاح العرب ) للجوهري. واستعارت اللغة الفارسيّة من العربيّة أيضاً مصطلحات النحو والصرف العربيّة لبناء قواعد لغتها، فالأفعال ومشتقّاتها وكذلك الأسماء وأقسامها والمبتدأ والخبر والفاعل والمفعول وغيرها، إذ استعملت في الفارسيّة بدون أي تغير. واستُغنيَ في الوقت نفسه عن بعض المصطلحات التي لا تحتاجها وزيدت لها أُخر أقتضاها التصريف الفارسيّ مثل الماضي القريب والبعيد والشكلي والالتزامي([23]).
بعد مجيء السلاجقة إلى الحكم ، أصبحت اللغة الفارسية لغة البلاط والأدب، ممّا أدّى ذلك الى إضعاف نفوذ اللغة العربيّة، لكنّها لم تفقد مركزيّتها لأنّها استمرت لغة العبادة والفقه، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى قيام المدارس النظاميّة التي أًنشئت في هذا العهد وبرعاية واهتمام عربي وذلك تطبيقاً لسياسة السلاجقة الدينية المحافظة([24])، ممّا دفع ذلك إلى زيادة دخول المفردات والمصطلحات العربيّة إلى اللغة الفارسيّة([25])، فظلّت اللغة العربية بذلك اللغة الرئيسيّة للتعبير عن مظاهر الحضارة الإسلاميّة من طب وعلوم وفلسفة وغيرها . وهنا لابد من الإشارة إلى أنّ مشاهير الفلاسفة والعلماء من أمثال : الغزالي وابن سينا و الرازيّ كتبوا معظم مؤلفاتهم بالعربية مع قدرتهم العالية في الكتابة باللغة الفارسيّة، وما هذا إلاَ لأنّ اللغة العربيّة هي لغة الحضارة الإسلاميّة، بالإضافة الى طواعية اللغة العربيّة في الاشتقاق والتعبير عن كافة الأفكار المستجِدّة([26])
وكوّنت الألفاظ العربية جانبًا ضخماً من مفردات اللغة الفارسيّة لدرجة أنّنا إذا نظرنا في معجم اللغة الفارسيّة وجدنا مفردات بعض الأبواب تكاد تكون في مجملها عربية، ففي باب التاء مثلا نجد في لغت نامه فارسي فارسي الكلمات الآتية([27]): تبهج: شاد ومسرور شدن/ تبهل، تباهل يكديگر را لعنت كردن. مباهله كردن/ تبهم. تبهم أمرى بسته وگنگ شدن/ تبهنس. خرامیدن. تبختر ومنه قول بشر بن عوانه يصف الأسد: تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ….خراميدن وبرفتار شير رففتن/ تبهيج زيبا كردانيدن/ تبهية. فراخ ساختن خانه را/ تبيان. واضح وآشكار شدن، پیدا وآشكار كردن/ تبيان. يكى از نامها قرآن است/ تبييت. شبيخون كردن، شبيخون برآوردن بر كسى، شب كارى ساختن، اراده كارى كردن در شب وتدبير آن نمودن/ تتفل ج تتافل روباه يا روباه یچه/ تتليه در پی کسی رفتن، نزديك بمردن رسيدن، نماز نوافل را تابع فرائض ساختن/ تتوق آرزومندي/ تثابر. برجهيدن/ تثاقف. خصوت كردن وغلبه كردن بريكديگر در حذاقت/تثاقل. گرانی کردن. گرانی خاطر. تثاقل عنه وتباطأ گرانی نمودن . بد دلی کردن قوم در جنگ/تثبُت. تانى وشتاب نكردن در امرى ودر راى. تانى ومشاورت وفحص كردن در امر وراى/ تثبط. درنگی شدن. تثبط از امری بازایستادن از آن. تثبط بر امری واقف شدن بر آن/ تثبیت. بر جای بداشتن. ثابت گردانیدن وبر جای داشتن. بر قرار داشتن وثابت گردیدن. چیزی را ثابت قرار دادن/ تثقیف. راست کردن نیزه. تعلیم وتهذیب وتلطیف کودک را./ تثلم– رخنه دارگردیدن. رخنه شدن/ تثنی- دوتاه شدن. بدو دار امدن. گردیده شدن. بازگردید/تثؤب– خمیازه کردن. دهان دره کردن از فرط کسالت/ تجاحد– باهم انکار کردن/ تجاحف– بشمشیر وعصا فراگرافتن بعض ایشان مر بعض را. بشمشیر وعصا فراگرفتن یکدیگر/ تجادع– با هم دشنام دادن وخصومت کردن./ تجادل– با یکدیگر جدل کردن. با هم خصومت کردن. باهمدیگر جدال کردن.
وتوجد في هذا الباب غير هذه الكلمات مئات الكلمات ذات الأصل العربي، ويلاحظ في الترجمة الفارسية لهذه الكلمات كلمات أخرى عربية في السياق، واستشهد دهخدا – وهو كغيره من الأدباء الفرس – بكثير من الأبيات الشعريّة والأقوال المأثورة العربيّة توضيحاً لمعنى من المعاني، فمثلاً في تجاوُل يقول([28]): با یکدیگر بگشتن در حرب. تجاولوا إذا جال بعضهم على بعض في الحرب، والخيل تعلم أنّا في تجاولنا ** يوم الحفاظ أولى بوسى وإنعام.
هذا وبالإضافة إلى هذه المفردات ذات الأصل العربيّ فقد ركّبت الفارسيّة كلمات عربيّة مع أخرى فارسيّة تؤدي معنى واحد، ففي باب الراء نجد من هذه الكلمات المركّبة مثلا([29]):
رعايت كردن- مراعاة/ رفاقت كردن- مصادقة/ رفع كردن – إزالة/ رغبت كردن- رغبة/ رسمي كردن- صنّف/ رسوب كردن – رسب/ رسم كردن- رسماّ/ رجوع كردن – الرجوع/ رحلت كردن- الموت/ رحم كردن- الرحمة/ رخصت دادن- ترخيصاّ/ رد كردن- رفضاّ/ رد كننده- الرافض/ ردگرفتن- اقتفاء- تتبع/ رديف شدن – رصفاّ/ رديف كردن- صفاّ/ رايج شدن – روجاّ ورواجاّ/ رايج كردن –روّج ترويجا/ راي دادن- تصويباّ- صوّب – انتخاباّ- انتخب/ راى دهنده – ناخب – منتخب/ راى زدن- تشاور/ راى گیری- تصويب- انتخاب – اقتراع/ ربا خوار – الرابي- مراب/ ربط دادن- ربطاً – وصلاً وصلةً/ ربط يافتن – ارتباطاً – ارتبط/ رتق وفتق كردن – ترتيبا- تنظيما – نظم الامور/ راضى شدن- رضا ورضوانا ومراضاة/ راضى كردن- ارضاء وترضية.
ومع هذا التداخل العميق والأخذ غير المحدود من العربيّة إلاّ أن الفارسيّة احتفظت ببنيتها التركيبيّة الخاصة بها فهي عكس العربيّة تبدأ جملتها بالاسم وتنتهي بالفعل، وقد حصر رشيد يلوح طرق ورود المفردات العربيّة إلى الفارسيّة في ثلاثة عناصر([30])
أولاً: عندما لا يكون للمفردة العربية مقابل في اللغة الفارسيّة
ثانياً: عندما تكون المفردة العربيّة أبسط من مقابلها في الفارسيّة
ثالثاً: عندما تكون المفردة العربيّة مفيدة معنويّاً للغة الفارسيّة
وخضعت الكلمات العربيّة التي دخلت الفارسيّة لكثير من القواعد الصوتية الخاصة بالفارسيّة، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه إلى تغييرات حدثت في المعنى أيضاً، ونلاحظ أن الفرس لا يراعون مخارج بعض الحروف العربية المستعملة في لغتهم، فمثلا ينطقون الثاء والصاد كالسين وينطقون الضاد والظاء كالزاي وينطقون الطاء كالتاء هذا بالإضافة إلى أنهم ينطقون حرف القاف كالغين وحرف العين كالهمزة وحرف الحاء كالهاء والواو كالحرفV)) أحياناً، كل هذا يدخل بطبيعة الحال في الاختلافات الصوتية التي تطرأ على الكلمات العربية الدخيلة في الفارسية كما بيّنا ذلك في جدول سابق.
وقد أجمل محمد نورالدين([31])التغييرات التي تطرأ على الكلمات العربيّة المستعملة في الفارسية في الآتي:
1/ تغييرات في نطق الكلمة ويكون ذلك في طريقة تغيير الحركات مثل: (متَواضِع) التي تنطق (متْواضع)، ومثل: ربَاب ومعدِن ومتداوَل التي تنطق: رُباب ومعدَن ومتداوِل. كما يحذف التنوين أيضاً من بعض الكلمات العربيّة المستعملة في الفارسيّة ومثال ذلك قولهم ( صافْ ) بدلاً من (صافٍ) و( ابدا) بدلا من ( أبداً) وقد يكون تغيير نطق الكلمات عن طريق تغيير الحروف من حذف أو زيادة أو تبديل، ومثال الحذف ما يحدث بالنسبة للحرف المشدّد مثل كلمة (ماليّات) التي تنطق بدون تشديد و( طبيعيّ) التي تنطق بدون تشديد أيضاً و( أعضاء) التي تنطق بدون الهمزة الأخيرة (أعضا) وأبو علي التي تنطق بوعلي، وقد تحذف عدة حروف في وقت واحد مثل فولهم ( واسطة عقد) بدلا من قولهم ( واسطة العقد)، ومثل الزيادة في الحرف أن تشدّد بعض حروف الكلمات العربية في حين أنها ليست مشدّدة أصلاً في العربيّة مثل قولهم ( كراهيّت) بدلا من (كراهية)، ومثال التبديل قولهم ( ليكن) بدلا من (لكن) فأبدلت الألف ياء أو ( سليح) بدلا من ( سلاح )أو ( جزو) بدلا من ( جزء) أو ( مايل) بدلا من (مائل).
2/ تغييرات في معاني الكلمات، تستعمل الفارسيّة بعض الكلمات العربيّة ولكن بمعان تختلف عن المعانيّ التي تستعمل بها في العربيّة، إذ خصص الفرس هذه الكلمات لمعان معيّنة اصطلحوا عليها، ومثال ذلك كلمة ( رعناء) وهي تعني في العربية المرأة الحمقاء أو الهوجاء في منطقها، وتعني في الفارسية المرأة الجذّابة الجميلة المنظر والمديدة القوام. وكلمة ( الملّة) تعني في العربية الشريعة أو الدين، وتعني في الفارسية الشعب، وكلمة ( كثيف ) تعني في العربية غليظ أو كثير وهي في الفارسيّة بمعنى قذر
3/ تغييرات في النطق والمعنى: أحيانًا يتغير نطق الكلمة العربيّة ومعناها في آن واحد عند استعمالها في الفارسية، ومثال ذلك كلمة ( مصافْ) وهي في العربيّة مشددة ( مصافّ) كما أنّها تجمع ( مصفّ) أي موضع الصف أثناء الحرب، ولكن (مصاف) في الفارسيّة تعني الحرب نفسها ومنها صيغ المصدر ( مصاف كردن) أن يحارب، ومثلها كلمة ( تماشا) وهي في الأصل( تماشي) أي الذهاب والإياب، وتعني في الفارسيّة الآن: التفرج والتطلع إلى الشيء وقد اشتق منها ( تماشا خانه) = المسرح
4/ تغييرات في الشكل والإملاء: تأثرت الكلمات العربيّة التي دخلت الفارسيّة بطريقة الكتابة الفارسيّة، ومن ذلك أنّ التاء المربوطة إذا كانت ملفوظة عادة ما تكتب مفتوحة في الفارسيّة مثل: إرادة ورحمة ومراجعة التي تكتب في الفارسية أرادت ورحمت ومراجعت، ويستثنى من هذه القاعدة بعض الكلمات مثل زكاة وصلاة.
وقد أثارت كثرة هذه الألفاظ العربيّة حساسية عند بعض الإيرانيين في العصور المختلفة، وقد حاول الفردوسي بدافع من تحمّسه للغته واعتداده بفارسيّته أن يُخلِي منظومته المشهورة (الشاهنامه) من الألفاظ العربية وبذل في هذا جهدًا كبيراً وإن كان في آخر الأمر لم يوفق تماماً([32])، ومصدر هذه الحساسية عند هؤلاء أنّهم يعتبرون هذه الألفاظ العربيّة مظهرًا للتغلغل وسيادة اللغة العربيّة، وفات هؤلاء أنّ هذا التبادل بين اللغتين العربيّة والفارسيّة دليل على أنّ الشعب العربي والإيراني قد تجاورا وتعاونا وآمنا بدين واحد، وحُكم التجاور والتعاون والإيمان بدين مشترك واحد يهيّئ الفرص لمثل هذا التبادل اللغويّ، والعربيّة هي لغة الدين الإسلاميّ ولهذا الاعتبار تعلّمها الفرس وأجادوها وقدّموا للعلوم العربيّة والإسلاميّة ما قدّموه من جهود ممتازة وخدمات جليلة فهي لغة دينهم.
الخاتمة
بعد هذا المرور السريع على التداخل اللغوي والثقافي بين العرب والفرس توصلت الدراسة إلى عدة نتائج نجملها في الآتي:
- شيوع الفارسية في البلدان العربية أدى إلى استخدام العامة الكثير من الألفاظ الفارسية في لغتهم اليومية، وكانت الفارسية هي المسؤولة إلى حد كبير عن اللكنات التي أصابت الخواص والعوام على السواء.
- من أبرز ملامح تأثير العربية على الفارسية هو استعمال الفرس للحرف العربي في الكتابة، واستعمال الألفاظ والمصطلحات العربية في اللغة الفارسية.
- ذخرت المعاجم الفارسية بمجموعة ضخمة من المفردات العربية، حتى أن بعض الأبواب تكاد تكون في مجملها عربية.
- احتفظت الفارسية ببنيتها التركيبية الخاصة التي تبدأ فيها الجملة بالاسم وتختم بالفعل.
- هناك بعض التغييرات اللفظية والمعنوية طرأت على بعض المفردات العربية التي دخلت اللغة الفارسية.
المصادر والمراجع
- الأدب المقارن، طه ندا، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت 1991م.
- الأغاني لأبي فرج الأصفهاني، طبعه أفندي ساسي المغربي، مطبعة التقدم بشارع مصر.
- البيان والتبيين، عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)، دار ومكتبة الهلال، بيروت، 1423ه.
- تاريخ الادب في إيران من الفردوس إلى السعدي، ادور جرانفيل براون، نقله إلى العربية إبراهيم أمين الشواربي، مكتبة الثقافة الدينية، بدون تاريخ
- تاريخ الطبري( تاريخ الرسل والملوك)، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)، دار التراث بيروت، ط2 1387ه.
- التداخل الثقافي العربي الفارسي من القرن الأول إلى القرن العاشر الهجري، رشيد يلوح، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت ط1 2014م.
- التكوين الفني للخط العربي وفق أسس التصميم ، أياد حسين عبد الله الحسيني ،بغداد : دار الشؤون الثقافية العامة، 2002م
- الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار، علي محمد محمد الصلابي، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت، لبنان، ط2 2008م
- سبك شناسي يا تاريخ تطور نثر فارسي، محمد تقي بهار، جلد 3 ، ﭽاب 4 ( تهران : مؤسسة انتشارات أمير كبير ، 1321 هـ .ش)،
- طبيبيان (فرهنگ جیبی فارسی – عربی)، سيد حميد طبيبيان، مؤسسة انتشارات امير كبير، تهران 1387ه ش.
- فصول من معالم التراث الفارسي، فيكتور الكك، بيروت :مؤسسة التخصص للخدمات الجامعية، 1975م.
- الفنون الاسلامية، ديماند .م . س : ترجمة أحمد عيسى ( مصر : دار المعارف ، 1982 ).
- القواعد والنصوص الفارسية، فؤاد عبد المعطي الصياد.
- لغت نامه، علي أكبر دهخدا، زير نظر دكتر محمد معين ودكتر سعيد جعفر شهيدي، مؤسسة لغت نامه دهخدا.
- المعارف، أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، تحقيق ثروت عكاشة، الهيئة المصرية العامة للكتاب ط2 1992م
- مفتاح اللغة الفارسية ، عبد الله الخالدي ، طلال المجذوب
المجلات:
- التسرب اللغوي بين العربية والفارسية، محمد التونجي ، مجلة الدراسات الأدبية : الجامعة اللبنانية ، السنة السابعة ، العددان 1 و 2 ،
الرسائل:
- أثر علوم الفرس علي علوم العرب من الفتح الاسلامي إلى نهاية العصر العباسي، بدرية لافي رميثان اللهيبي، رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في التاريخ والحضارة، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، 2014م.
[1] / الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار، علي محمد محمد الصلابي، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت، لبنان، ط2 2008م ج1 ص663
[2] / أثر علوم الفرس علي علوم العرب من الفتح الاسلامي إلى نهاية العصر العباسي، بدرية لافي رميثان اللهيبي، رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في التاريخ والحضارة، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، 2014- 2015م، ص256
[3] / البيان والتبيين، عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)، دار ومكتبة الهلال، بيروت، 1423ه،ج1 ص40
[4] / السابق، ج1 ص41
[5] / الخبر في الأغاني ج18 ص264
[6] / تاريخ الطبري( تاريخ الرسل والملوك)، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)، دار التراث بيروت، ط2 1387ه،ج6 ص98
[7] / البيان والتبيين، الجاحظ ج1 ص148
[8] / الأدب المقارن، طه ندا، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت 1991م،ص58
[9] / المرجع نفسه الصفحة نفسها
[10] / المعارف، أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، تحقيق ثروت عكاشة، الهيئة المصرية العامة للكتاب ط2 1992م ص543
[11] / الأغاني لأبي فرج الأصفهاني، طبعه أفندي ساسي المغربي، مطبعة التقدم بشارع مصر ج 14 ص98
[12] / الأغاني طبعة ساسي ج 14 ص99
[13] / الادب المقارن، طه ندا ص61
[14] / المرجع نفسه ص61
[15] / البيان والتبيين، ج1 ص293
[16] / التسرب اللغوي بين العربية والفارسية، محمد التونجي ، مجلة الدراسات الأدبية : الجامعة اللبنانية ، السنة السابعة ، العددان 1 و 2 ، ص 129
[17] / مفتاح اللغة الفارسية ، عبد الله الخالدي ، طلال المجذوب، ص 29
[18] / القواعد والنصوص الفارسية، فؤاد عبد المعطي الصياد ص 25 -29
[19] / التكوين الفني للخط العربي وفق أسس التصميم، أياد حسين عبد الله الحسيني ( بغداد : دار الشؤون الثقافية العامة، 2002)، ص 32 ، 97
[20] / الفنون الاسلامية، ديماند .م . س : ترجمة أحمد عيسى ( مصر : دار المعارف ، 1982 ) ، ص 181 . وانظر التكوين الفني للخط العربي وفق أسس التصميم ، أياد حسين عبد الله الحسيني ، ص32 .
[21] / القواعد والنصوص الفارسية، فؤاد عبد المعطي الصياد، ص 11
[22] / السابق، ص 11 ، 12
[23] / القواعد والنصوص الفارسية، فؤاد عبد المعطي الصياد ، ص 13
[24] / سبك شناسي يا تاريخ تطور نثر فارسي، محمد تقي بهار، جلد 3 ، ﭽاب 4 ( تهران : مؤسسة انتشارات أمير كبير ، 1321 هـ .ش) ، ص 232
[25] / فصول من معالم التراث الفارسي، فيكتور الكك، بيروت :مؤسسة التخصص للخدمات الجامعية، 1975م، ص 27
[26] / مفتاح اللغة الفارسية ، عبد الله الخالدي ، طلال المجذوب ، ص 23 .
[27] / لغت نامه، علي أكبر دهخدا، زير نظر دكتر محمد معين ودكتر سعيد جعفر شهيدي، مؤسسة لغت نامه دهخداج5 ص 6409
[28] / لغت نامه، دهخدا ج5 ص6441
[29] / طبيبيان (فرهنگ جیبی فارسی – عربی)، سيد حميد طبيبيان، مؤسسة انتشارات امير كبير، تهران 1387 ص
[30] / التداخل الثقافي العربي الفارسي من القرن الأول إلى القرن العاشر الهجري، رشيد يلوح، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت ط1 2014مص153
[31] / اللغة الفارسية ص36
[32] / تاريخ الادب في إيران من الفردوس إلى السعدي، ادور جرانفيل براون، نقله إلى العربية إبراهيم أمين الشواربي، مكتبة الثقافة الدينية، بدون تاريخ.ص174