المدينة العربية المعاصرة وإشكاليات الاندماج والاغتراب “مدينة أم درمان أنموذجاً“
The contemporary Arab city and the problems of integration and alienation
“Omdurman City as a Model”
أ.د. أبكر عبد البنات آدم، جامعة بحري، السودان
د. فتح الرحمن عدلان موسى، جامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم، السودان
Prof Abaker Abdelbanant Adam- University of Barhi, Sudan
Dr.Fatahelrhman Adlan Musa/ University of the Holy Quran and Taseel of Sciences , Sudan
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية العدد 93 الصفحة 89.
ملخص :
تناولت هذه الدراسة موضوع “المدينة العربية المعاصرة وإشكاليات الاندماج والاغتراب والإبداع مدينة أم درمان أنموذجاً” عبر التاريخ وموقعها الجغرافي وتعريف مفهوم الثقافة وارتباطها بالظواهر المدنية كالتحضر سماته وخصائصه ومظاهره المختلفة، ثم توالت الدراسة لمعرفة مدى فعالية المدينة لتكوين المدينة المعاصرة، وما هي معايير المعاصرة على الرغم من اختلاف العادات والتقاليد بين مكوناتها. كذلك استعرضت الدراسة مراحل تطورها قديماً وحديثاً، ولتحقيق تلك الأهداف استخدم المنهج الاستقرائي بإتباعه للأسلوب الوصفي والتحليلي للتعريف على مدينة أم درمان وتحولاتها من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والحضرية؛ وأثر تلك التحولات الديمغرافية على الهجرات المتوالية وتأثيرها على الاستقرار السياسي بالسودان.
الكلمات المفتاحية: المدينة المعاصرة، الثقافة، الاندماج، الاغتراب، مدينة أم درمان.
Abstract
This study dealt with the topic of “The Contemporary Arab City and the Problems of Integration, Alienation and Creativity, Omdurman City as a Model” throughout history and its geographical location, and the definition of the concept of culture and its connection with urban phenomena such as urbanization, its features, characteristics and various manifestations. Despite the difference in customs and traditions between its components. It also reviewed the stages of its development, past and present. To achieve these goals, the inductive approach was used, following the descriptive and analytical method, to define the city of Omdurman and its transformations from the economic, social and urban aspects; And the impact of demographic shifts and forced migrations on political stability in Sudan.
Keywords: Contemporary city, culture, integration, alienation, Omdurman city, Sudan.
مقدمة :
تمثل مدينة أم درمان في بواكيرها جسراً التواصل بين مكوناتها الإثنية والقبلية مما ساعد في ازدهار الحركة التجارية والاقتصادية وقبلة لكثير من العلماء من مختلف الطرق الصوفية والمذاهب الفكرية المعاصرة، الذين وفدوا من داخل السودان وخارجها. وقد انعكس ذلك في التلاقح والتلاحم والتعايش السلمي، حتى أصبحت المدينة شبه دولة مصغرة حيث أخذت المدينة تعيش حالة من التوسع الأفقي والرأسي بل خلّف واقعاً مغايراً عندما توسعت أطرافها نتيجة للهجرات المترامية ومتتالية التي شهدتها المدينة.
مشكلة الدراسة:
تطورت مدينة أم درمان التي تمثل نموذجاً من نماذج المدن السودانية العريقة، نتيجة للمتغيرات الديمغرافية مما أكسبت هذه المدينة مكانتها الثقافية والفكرية والاقتصادية والتجارية والسياسية، والنمو الحضري والعمراني. ورغم ما تعرض له المدينة من الضغط السكاني، وتضييق المساحات، والهجرات المتتالية، إلا أنها حافظت على الشكل الهرمي للمدينة في كثير من الأحايين. لذا فإن ظهور ما يعرف بالضغط الاجتماعي التي تعبر عن مدى قدرة المدينة على الاستجابة لحاجات الأسر والتخلص من تحديات المنافسة من خلال تطور البنية الاقتصادية والسياسية كل هذه العوامل ساعدت في اكتظاظ الأحياء الطرفية بالسكان مما أدى إلى فرض واقعاً مغايراً نتجت من خلالها ضرورة توسع المدينة في ظل تحدي جديد ألا وهو كيف يمكن المحافظة على سماتها العريقة؟
أهمية الدراسة:
لا شك أن الإنسان يحتاج في حياته إلى تطور ونماء خاصةً في هذا العصر الذي يعج بمشاكل التحضر والمدنية، وقد سعت الدول النامية لتخرج من العزلة الدولية، والدخول في مجال العصرنة لتحقيق معاني المدنية. ومدينة أم درمان، كغيرها من المدن السودانية العريقة، حاولت الحكومات المتعاقبة الكشف عن الظواهر الإيجابية لموقع المدينة، والتخلص من الظواهر السلبية التي غيرت من مفهوم المدينة الأنموذجية؛ رغبةً في تحقيق التنمية المتوازنة، ورفع إمكانيات إنسانها، والاستفادة من طاقاته العقلية لتحقيق الكفاءة الذاتية في الإبداع والابتكار.
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة إلى التعرف على مراحل تطور المدينة منذ نشأتها وحتى وقتنا الحاضر، ودراسة الملامح الحضارية للمدينة التي تعكس عراقتها، ومعرفة دور منظمات المجتمع المدني في الحفاظ على المقتنيات الثقافية بالمدينة، والكشف عما تقدمه مراكز الشباب من أنشطة وبرامج، ودورها في ترقية مواهب الشباب والأطفال والتعرف على المشكلات والتحديات البيئية التي تواجه مدينة أم درمان كإحدى المدن العربية المعاصرة.
أسئلة الدراسة:
تكمن أسئلة الدراسة فيالإجابة على السؤال الرئيسي الآتي: ما هي السمات المميزة للمدينة المعاصر؟ والتي تدل على أن أم درمان مدينة تاريخية من الطراز الأول؟ ما دور الحكومات الوطنية المتعاقبة في الحفاظ على مقتنيات مدينة أم درمان؟ ما هي الجوانب الطبيعية المؤثرة في تخطيط مدينة أم درمان؟ وإلى أي مدى تمثل إشكاليات اندماج ثقافي محدداً لنماء مدينة أم درمان؟ وكيف يمكن تجاوز ثقافة الاغتراب في ظل التغيرات والتحولات الحضرية السريعة التي يعاني منها المجتمع السوداني؟ وهل هنالك مراكز تساعد في تنمية مواهب الشباب والأطفال للتعرف على المبدعين؟
فرضيات الدارسة
- تعتبر مدينة أم درمان من المدن السودانية ذات الطابع المعاصر.
- سعت كثير من الحكومات المتعاقبة في الحفاظ على شكل المدينة.
- تفتقر الجهات ذات الصلة بالتخطيط إلى النظرة الشمولية للمنطقة.
- شكلت الهجرات الجماعية وتمركزها في أطراف المدينة ضغطا كبيرا على الخدمات المحدودة، كما ساهمت في زيادة الأزمات البيئية.
منهجية الدراسة: استخدم الباحثان الوصفي التحليلي والاستقرائي لدراسة الحقائق التاريخية لمدينة أم درمان منذ نشأتها ومراحل تطورها هذا بالإضافة إلى تحليل الظواهر الطبيعية والجيومرفولوجية والجيولوجية وأثرها في تكوين بيئة المدينة.
وسائل وطرق جمع المعلومات
- المصادر الأولية: الملاحظة الميدانية للمدينة بمختلف أحيائها والاستطلاع على أهم المعالم بها.
- المصادر الثانوية: الكتب والمراجع والمخطوطات وصفحات الإنترنت وتقارير الشهرية للمسئولين بالمدينة.
الإطار المفاهيمي للدراسة
تعتبر مدينة أم درمان ذات أبعاد زمانية ومكانية تشكلت منها حضارة السودان العريقة، وتمتد جذور هذه المدينة إلي عهود مختلفة، ثم تطورت في مراحل مختلفة تاريخها الطويل، نشأت هذه المدينة كقرية جنوب الموقع الحالي وتعرف بأبو سعد؛ وذلك إبان ظهور الثورة المهدية بقيادة محمد أحمد المهدي الذي اتخذ عاصمةً لدولته وبنى فيها مسجده وقبته الشهيرة ولكن سرعان ما وافته المنية. وواصل تخطيطها الخليفة عبد الله التعايشي الذي جاء من غرب السودان، والذي اعتمد على النمط الدائري، كعادة المدن العربية التقليدية التي يتوسطها المسجد والسوق ومكاتب الإدارة، وأعطي لكل قبيلة رقعة سكنية خاصة بها للحفاظ على العادات والتقاليد والموروثات الثقافية الأخرى، وحدد فيها ثلاثة شوارع رئيسية من أشهرها شارع الأربعين الذي يربط السودان بمصر وهو من أشهر الطرق التجارية، مما أكسب المدينة موقعاً استراتيجياً جذب السكان من مختلف بقاع السودان أن يتوافدوا إليها، وخاصةً الذين يتبعون الطريقة الأنصارية، وسميت بالبقعة المباركة. ولأهمية موقعها الجغرافي غرب النيل مما جعلها منطقية تجارية ورعوية وزراعية، ثم تمدد حتى شمل كل من ولايتي شمال كردفان والشمالية من الغرب والشمال الغربي، وولاية النيل الأبيض من الجنوب، كل هذه السمات جعلتها أن تكون منطقة ذات خصوصية في التكوين الثقافي المتعدد الأعراق والاندماج العشائري، الأمر دفع أهل أم درمان أن يشكلوا بوتقة ثقافية تجمع كل ألوان الطيف السوداني غربه وجنوبه وشماله وشرقه، هكذا تطور المجتمع الأمدرماني من خلال مراكزه الثقافية ونواديه المفعمة بالكثير من المعاني الروحية والمادية التي تعبر عن اتساع أفق التعايش والتآلف في الأحياء المختلفة.
تمتاز مدينة أم درمان بالطراز الثقافي القديم، وسميت بالعاصمة الوطنية التي انصهرت فيها كل عناصر التنوع العرقي والثقافي في السودان. وعندما اجتاحت موجات الجفاف والتصحر معظم ولايات السودان، أصبحت مدينة أم درمان بمثابة قبلة لأهل الريف، ومن خلال تلك الهجرات ظهرت بوادر التحضر أو التمدن أي انتفلت مظاهر حياة المهاجرين الجدد من الحياة القروية إلى المدنية. وبالتالي شكلت أم درمان لوحة للتعايش السلمي في كل مرافقها الإدارية وفي الحياة اليومية رغم ما تعانيه من ويلات التحضر السريع أو الانفجاري التي فرضته ظروف الكوارث الطبيعية والبشرية. فظهرت ثقافة التمدد الأفقي، الذي جعل المدينة تعاني من اشكاليات الاندماج.
المبحث الأول: مفهوم المدينة لغة واصطلاحا
المدينة لغةً: وردت لفظة المدينة مرادفةً لكلمة قرية في كثير من الآيات القرآنية، وجاءت في عدة مواضع (مدن، مدائن، حاضرة، أم القرى)، كذلك وردت في الدراسات الحضرية مرادفة لكلمة حاضرة، وجمعها مدن، حضر، تحضر وتمدن(Cities, city dweller, urbanite, become urbanization) ،[1].
أما اصطلاحا يطلق على التحضر أو التمدن ويعني الانتقال إلي حياة المدن والعيش فيها. وفي الوقت الحاضر أصبحت المدن تعاني من مشكلات عديدة فرضتها ظاهرة سرعة النمو الحضري الناتج عن التطور العلمي والتكنولوجي. ولذلك اختلف العلماء في تفسير مصطلح المدينة فمنهم من يراها على أنها هي ظاهرة اجتماعية تاريخية ارتبط وجودها بوجود المجتمع الإنساني، ويختلف باختلاف المراحل التاريخية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية[2]. وهنالك من عرّفها على ضوء عدد السكان وهو ما أشارت إليه الاتفاقيات الدولية على أنها المكان الذي يعيش فيه أكثر من 20000 نسمة فأكثر. أيضاً يرى علماء الجغرافيا أن المدينة هي مجموعة من العادات والتقاليد المتأصلة في المجتمع. كما عرّفها” بارك” بأنها منطقة طبيعية لإقامة الإنسان المتحضر؛ ولها أنماط ثقافية خاصة بها، وتشكل بناءً متكاملاً يخضع لقوانين طبيعية واجتماعية على درجة عالية من التنظيم[3]. ويرى” ماكس فيبر” أن المدينة هي بمثابة شكل اجتماعي يؤدي إلى ظهور أنماط متعددة وملموسة لأساليب وطرق الحياة يسمح بإظهار الفروق الاجتماعية، وهي وسيلة للتغير الاجتماعي والتاريخي[4]. وقد ضع صافيتا معايير تميز المدينة عن القرية منها التباين في الحجم وارتفاع الكثافة السكانية وعدم التجانس الاجتماعي، وكبر المساحة الذي يؤدي إلى ضعف العلاقات الاجتماعية كنتيجة لتعدد الجماعات واختلاف الثقافات وتباعدها[5].
المبحث الثاني: مدينة أم درمان: النشأة والتطور
أم درمان Omdurman هي أحد المدن السودانية المكونة لولاية الخرطوم؛ وتعرف قديماً بالعاصمة القومية، وتشكل واقعاً حضرياً يبلغ إجمالي عدد سكانه حوالي 7.830.479 نسمة حسب تعداد عام 2008م.
تقع أم درمان على دائرة العرض 41´ 15 ° شمالاً، وخط الطول 37´ 32° شرقاً، بارتفاع 280 متراً فوق سطح البحر، على الضفة الغربية لنهر النيل قبالة النيل الأبيض، وترتبط بجسر النيل الأبيض مع الخرطوم وبجسر شمبات مع الخرطوم بحري. ويحدها من الشمال ولاية نهر النيل ومن الغرب والشمال الغربي ولاية شمال كردفان ومن الجنوب ولاية النيل الأبيض ومن الشرق النيل الأبيض ونهر النيل. وقوع المدينة في الإقليم الجاف جعل مناخها يتسم بالجفاف وقلة الأمطار إذ لا تتعدى 181ملم في الموسم. ومتوسط درجات الحرارة لا يقل عن 31.7 درجة مئوية معظم أيام السنة[6](أنظر خريطة1). أما اسم أم درمان فقد تعددت حوله الروايات، وأشهرها هو أن الرومانيين قد اتخذوها قبل الفتح الاسلامي عاصمتهم على الضفة الشرقية للنيل عند موقع قبة خوجلي، وبنى الحاكم “ديرمان” قصراً لوالدته على الضفة الغربية؛ وسمي قصر “أم ديرمان” ثم اُهمل لفظ قصر وحُرّفت مع مرور الزمن فصارت أمدرمان[7].
والراجح كانت أم درمان بمثابة قرية صغيرة تقع إلى الجنوب من موقع المدينة الحالية، مع أنها لم تكن متصلة بها عند بداية نشأتها. ولمدينة أم درمان أهمية تاريخية قل ان نجدها في كل مدن السودان حيث تضم كافة إثنيات (أعراق) وثقافات هذا الوطن. بيد أن أهميتها في العصر الحديث – كما هو معلوم – مستمدة من كونها حاضرة دولة المهدية (1885 – 1898م) التي تعتبر أول حركة وطنية قام بها السودانيون في العصر الحديث ضد المستعمر، رغم أن طابعها وأهدافها كانا تقليديين وإسلاميين أكثر مما كانا لدوافع دنيوية محضة[8].
أيضاً تعتبر مدينة أم درمان حديثة النشأة بعض الشيء إذا ما قورنت بالخرطوم. وكانت أم درمان أول أمرها قرية، بعد مقتل القائد البريطاني غردون باشا، ودخول محمد أحمد المهدي الخرطوم في 26يناير1885م، أراد المهدي أن تكون له عاصمته الخاصة به بعيداً عن الخرطوم التي أسسها الحكم الأجنبي، فاختار لها أم درمان، ولهذا سميت بـ “بقعة المهدي” واختصاراً “البقعة”، ونمت المدينة بسرعة فائقة لأنها عبارة عن نقطة التقاء الوافدين من غرب السودان، حيث تشير بعض الدراسات أن في السنوات الثلاث الأولى من عمر الدولة المهدية دخلتها حوالي نصف مليون نسمة في الفترة من 18885-1888م، معظمهم من أتباع المهدي مما جعل المدينة الأولى في السودان، ومن أكبر المدن الإفريقية كثافة في التنوع الإثني. وأصبحت منذ ذلك الوقت عاصمة الدولة المهدية، ولكن انخفض هذا العدد إلى 25 ألفاً في عام 1900م بسبب تغير الظروف المناخية التي أدت إلى ظهور مجاعة عام1889م مما دفعت الكثير من الناس إلى العودة إلى أريافهم[9]، ويرى بعض المؤرخين أن السبب الأساسي لتلك المجاعة هو إهمال الإنتاج الزراعي. وعندما استقرت الأحوال بعد بضع سنين، ارتفعت عدد السكان مرة أخرى حيث بلغ نحو 271403 نسمة عام 1997م[10]، هكذا واصلت المدينة في نموها الحضاري والثقافي، الأمر الذي دعا الكثيرين على أن يختاروا أم درمان كمدينة للحضارة السودانية.
وقد ذكرت بعض الروايات التاريخية الشفاهية أن مدينة أم درمان من أعرق المدن السودانية في الماضي ولا زالت هذه الروايات متداولة حتى يومنا هذا، وتكمن أهمية هذه الروايات في أنها تدلل على مكانة أم درمان والتي تمثل عنصر من عناصر التواصل بين الريف والمدن، مما دفع مجموعات كبيرة من سكان السودان الهجرة إليها بين الفينة والأخرى. هذا بالإضافة إلى تأثر معظم أنحاء السودان بالمتغيرات الطبيعية كالجفاف والتصحر، وغياب التنمية، مما حدأ ببعض القوميات إلى اتخاذ مدينة أم درمان منطقة التقاء الثقافات والحضارات. فقد كانت أم درمان قبل المهدية مجرد(حلة) صغيرة تقوم في سهل فسيح رملي لا شجر فيه وكانت محطاً لتجار الغرب قبل دخولهم الخرطوم[11].
خريطة (1) موقع منطقة الدراسة
المصدر: الهيئة العامة للمساحة- ولاية الخرطوم، 2021م
المبحث الثالث: الخصائص الجيولوجية والجيومرفولوجية لمدينة أم درمان
اثبتت الدراسات التي أجريت للبحث عن العوامل الجغرافية لمدينة أم درمان من عدة صخور أرضية[12]، وهذا مصداقاً، لقوله تعالى:( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) إذ أن الطين نفسه مستمد كله من صخور القشرة الأرضية؛ ويضم الآتي:
أ/ الصخور الرملية النوبية التي تكونت في العصر الكريتي.
ب/ التكوينات القاعدية المتحولة.
ج/ رسوبيات السهول الطينية أو ما يعرف بتربة الجزيرة السوداء.
د/ الرمال التي تجرفها الرياح والحصى والصخور البركانية ذات العلاقة بالعصر الثالث.
ه/ تكوينات أم روابة التي تغطي معظم منطقة الدراسة ( أنظر خريطة رقم2).
وتشكل الظواهر الجيومرفولوجية العنصر الأساسي للبيئة الطبيعية بمنطقة أم درمان، وهي ذات صلة وثيقة بخصائص المياه الكمية والنوعية تشمل هذه الظواهر ممثلة في انحدار الأرض ببط نحو اتجاه النيل في الشرق مثل انحدار خور شمبات وخور أبو عنجه وبعض المسيلات المائية الصغيرة التي تغذي هذه الخيران. ويتراوح ارتفاع المنطقة بين 250-960متر فوق مستوى سطح البحر؛ وهي منطقة خالية من التلال والجبال ماعدا جبال المرخيات، وجبال مندرة، وجبال كرري، والجبل الأسود في غرب أم درمان وشمالها[13](أنظر خريطة 3).
أما الخصائص البيدولوجية، فهي تربة صخرية حديدية رملية حمراء في الجزء العلوي منها، مختلطة بطفل رملي أحمر ويغلب في مجملها التكوين الصخري الحديدي الحصوي الذي يقع تحت المادة الأساسية التي تأثرت بعوامل التجويف من الصخر الرملي النوبي، وصنفت هذه التربة حديثاً ضمن التربة الصحراوية (أنظر الخريطة4).
(خريطة (2) التركيب الجيولوجي لمنطقة الدراسة
المصدر: الهيئة العامة للمساحة- ولاية الخرطوم، 2021م
خريطة رقم (3) التكوينات الجيومورفولوجية لمنطقة الدراسة
المصدر: الهيئة العامة للمساحة-ولاية الخرطوم، 2021م
خريطة (4) التربة بمنطقة الدراسة
المصدر: الهيئة العامة للمساحة- ولاية الخرطوم، 2021م (بتصرف)
المبحث الرابع: السمات الحضرية لمدينة أم درمان وخصائصها
لعب الاستعمار دوراً بارزاً في شكل التحضر في الدول النامية عامة والسودان على وجه الخصوص، حيث تم تأسيس المدن وفق حاجته، فجمع المدن كل الجوانب الإدارية والتنموية والتطور الصناعي والتجاري والسياسي مما أدي إلى ظهور المدن المهيمنة(Primate City). أما في السودان تعتبر مدينة الخرطوم من المدن التي جمعت كل خصال المدن المستعمرة في شكلها الحضري والبنائي[14]، أما إذا نظرنا إلى مدينة أم درمان فالأمر هنا يختلف عما هو في الخرطوم، فهي مدينة حضرية ريفية. وهنالك فوارق كبيرة بين أوضاع المدن الحضرية في الدول المتقدمة والدول النامية حيث يزيد عدد السكان في الدول المتقدمة بنسبة 75% من جملة سكان الدولة، وبينما يقل في الدول النامية بنسبة 43%[15]، كذلك الذين يعيشون في الحضر تتسم حياتهم بالرفاهية والتقدم في كل مناحي الحياة المختلفة، كما يزيد دخل الفرد الأمر الذي أدى إلى جذب سكان الريف للاغتراب والهجرة نحو المدن نسبة لارتفاع الأجور والمرتبات وتوفر الخدمات من الصحة والتعليم وغيرها فمدينة أم درمان من المدن ذات السمات الحضرية والريفة من حيث البناء الحضري أو التكوين الثقافي والفكري والعادات والتقاليد، كل هذه المعطيات وفرت بيئة مناسبة للعيش المشترك بين مكوناتها الأثنية.
ويتسم النمو الحضري في مدينة أم درمان بالحداثة النسبية في الإطار التاريخي والاجتماعي، والاستمرارية بمعدلات متسارعة لانتعاش الحركة التجارية بين الولايات المتاخمة لها، حيث أصبحت منطقة ذات ثقل سكاني جمع معظم سكان السودان بأطيافها المختلفة. لذا أصبحت من المدن القابلة للتغير والتحول، بل اتصفت بأنها من المدن ذات مظاهر ومؤشرات معيارية مناسبة في الوطن العربي والإسلامي من حيث المحافظة على التراث الثقافي، إضافةً إلى ارتباطها الوثيق بالصناعات التحويلية التي ساعدت في تمويل المناطق الريفية ذات الحاجة العالية لتسيير دفة الحياة. ونتيجة لتلك المقومات أصبحت شكل النمو الحضري في أم درمان يشبه الكثير من المدن المعاصرة من حيث شكل العمران خاصة في المساجد ودور العلم، والخلاوي، هذا بالإضافة لبعض المؤسسات التي تحمل بعض ملامح التراث الإسلامي.
ومن أهم الظواهر المرتبطة بالتحضرهيالهيمنة الحضرية (Urban Primacy) والتي تُعنى بالمركزية السياسية والاقتصادية والسكانية في المدينة[16]، وتعتبر مدينة أم درمان من المدن الكبرى المهيمنة من حيث الحجم، وكثافة السكان، فمثلاً مؤشر الهيمنة في الدول المتقدمة لا يتعدى33%، ولكن في المدن النامية يتراوح بين 2-3 مما يدل على أقصى درجات التمركز في المدينة المهيمنة[17].
كذلك اتسمت الموقع الجغرافي لمدينة أم درمان بنوع من ترييف المدن (Realization)، والتي تُعني بكثافة المهاجرين الجدد من الريف إلى المدن والتمركز في أطرافها مما أكسبها طابعاً ريفياً شكلاً ومضموناً، ويظهر ذلك في السلوك الريفي المنتشر في الجوانب الاجتماعية والثقافية والفكرية. وتحولت تلك القيم السلوكية بمرور الزمن إلى ولادة ثقافة جديدة عبارة عن مزج بين النمط الريفي والحضري. مثال لذلك بلغت نسبة أريفة مدينة الخرطوم 60%، حسب ما ورد في تقرير صحة البيئة في عام 2013، بينما يرى البعض أن ذلك التأثير كان سلباً على الحياة العامة، وزاد من تشويه الصورة الجمالية للمدينة، يرى الباحثان أن تلك الظاهرة تشكل حالة إيجابية على بيئة المدينة؛ خاصة أن تلك الظاهرة ساعدت في إيجاد نوع من التعاون بين مكونات المدينة، بل دفعت إلى تفعيل القواسم المشتركة بين أهل الريف والمدن، كما جعل الجميع يتقاسمون الخدمات بالتساوي؛ وهذا ما كان مفقوداً في السابق.
فالتمدد الحضريUrban Sprawl) )التي تمتاز بها مدينة أم درمان هي ظاهرة التمدد الأفقي للمدينة، نتيجةً لعدم مقدرة الأفراد على البناء الرأسي لتدني الوضع الاقتصادي للسكان، وتعدد السكن العشوائي في أطراف المدينة، كما وأن طبوغرافيا المنطقة وخلوها من التضاريس ساهمت في تمدد المدينة، وخير مثال لذلك مدينة أم بدة والتورة والفتيحاب وغيرها.
أما التضخم الحضريOver Population)) حدث هذه الظاهرة لعدة أسباب منها:
أولاً: الهجرة المتزايدة من الريف إلى المدينة مما جعل قطاع المهن الثانوية ليس لها القدرة على امتصاص واستيعاب المهاجرين.
ثانياً: ضعف القاعدة الاقتصادية في الدولة السودانية.
ثالثاً: عدم توفر الخدمات الصحية والتعليمية وسط المهاجرين[18].
المبحث الخامس: مفهوم الثقافة
الثقافة لغةً تعني الفطنة والنشاط، والحذق، وثقف الرمح أي ساواه وعدله[19]. عندما يوصف بها شخصُ أنه مثقفٌ في حياته اليومية، فهذا يعني أنه متعلماً ومهذباً ومتمكناً من العلوم والفنون والآداب. أما الثقافة في الاصطلاح فأختلف العلماء في تفسيرها فمنهم من يرى أن الثقافة تعني الكل المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفنون والآداب والقانون والعرف وما يكتسبه الفرد من مجتمعه. وآخرون يرون أن الثقافة تمثل طرق الحياة المختلفة من سبل كسب العيش والحياة الروحية والفكرية التي تساهم في ترقية وتطوير الأوضاع الإنسانية[20]. ومما سبق يمكن أن نلخص مفهوم الثقافة بأنه هو مجموعة العادات والقيم والتقاليد التي تعيش وفقها جماعة أو مجتمع بشري، بغض النظر عن تطوره. وكما أن الثقافة عرفت في إحدى مؤتمرات اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة) بأنها” جميع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعاً بعينه أو فئة اجتماعية بعينها. وهي تشمل الفنون والآداب وطرائق الحياة كما تشمل الحقوق الأساسية للإنسان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات”. أضف إلى ذلك أن الثقافة هي التي تمنح الفرد القدرة على التفكير في ذاته وتجعله كائناً يتميز بالإنسانية قادراً على النقد وملتزماً أخلاقياً. وبين أبوبكر حسن مسعود (2012) ثلاثة معاني أساسية تعبر عن الثقافة منها التذوق المتميز للفنون الجميلة والعلوم الإنسانية، النمط المتكامل للمعرفة البشرية، مجموعة من الاتجاهات المشتركة والقيم والأهداف والممارسات[21]. كما أن مفهوم الثقافة له دلالتين: الأولى شيء مكتسب ولا صلة له بالغريزة في الإنسان، أما الثانية فهي متبادلة التأثير مع الإنسان وتؤثر بصفة خاصة على السلوك الفردي والجماعي. أما مكونات الثقافة فهي العموميات وتتضمن اللغة والدين والمعتقدات والقيم الاجتماعية وهي مقاومة للتغير، الخصوصيات وهي الظواهر التي تفل فيها مشاركة الأفراد كالمهن وتقل مقاومتها للتغير، والبديلات وتشمل الاهتمامات والأذواق وعرضة للتغير. ومن أهم الأوعية الثقافية في أم درمان منها المكتبات العامة التي أنشأتها الدولة مثل مكتبة أم درمان المركزية هي أقدم مكتبة عامة في السودان، أنشأتها وزارة المعارف عام 1951م، والمراكز الثقافية منها مركز الشباب والأطفال والذي أسسه اللواء جعفر نميري في سبعينيات القرن الماضي لتدريب الشباب في مجالات الثقافة والفنون والمهن الأخرى، ومركز عبد الكريم ميرغني الثقافي الذي يقع في شمال حي العمدة، بمساحة قدرها (500) متر مربع. أنشأته أسرة المرحوم عبد الكريم ميرغني تخليداً لذكراه عام (1998) م، وهو مؤسسة ثقافية وطنية غير حكومية، ذات شخصية اعتبارية غير ربحية، والمسارح منها المسرح القومي وغيرها، والأندية الرياضية مثل نادي ود نوباوي الذي أُنشئ في العام 1944م، ونادي الموردة ونادي الهلال ونادي المريخ، ونادي الربيع في العباسية وغيرها.
أما بالنسبة للاندماج الثقافي تتكون مدينة أم درمان من خليط من الاندماج الاثني والقبلي فريد في نوعه يشمل كل أنحاء السودان، بل والعالم، فقد كان بالمدينة الوليدة عدد من الاجانب كالمصريين واليونانيين والنمساويين والأتراك تطوعوا على الاندماج في المجتمع الجديد والزواج منه خدمة لدعوة المهدية. ومن صور الاندماج القبلي جمع شمل أهل السودان تحت راية السودان للسودانيين، من الأحياء القديمة والحديثة، وكلما توسعت المدينة القديمة دخلتها الحضارة من كل حدب وصوب، تكونت المدينة من عدد كبير من الإحياء تضم في طياتها معظم ألوان الطيف السوداني، بل اصبحت قبلة تجذب الزوار من داخل وخارج السودان، ومن أشهر احيائها حي المسالمة وحي المواليد والعباسية والموردة أحياء أم بدة والمهندسين وودنوباوي والثورات والفتيحاب ودار السلام، هذا بالإضافة إلى أنها موطن لأول جمعية وطنية سميت باللواء الأبيض التي ساهمت في جمع شمل الخريجيين الذين تحدثوا باستقلال السودان، كذلك تضم في جوانحها عدد من النوادي والمراكز الثقافية المنتشرة في أنحاء المدينة عكست تاريخ المدينة في جميع النواحي الثقافية والفكرية والحضارية لمواطني المدينة بمختلف سحناتها.
المبحث السادس: مفهوم الاغتراب الثقافي والاجتماعي
يعد مفهوم الاغتراب من أكثر المفاهيم استخداماً في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية. ويعتبر منهجاً مميزاً لدراسة وتحليل كلٌ من الاستلاب والقهر والأوضاع السيكلوجية للفرد في سياق تفاعله مع معطيات وجوده الاجتماعي[22]. فالاغتراب هنا يقصد به مقاومة الثقافة المحلية والتقليدية للثقافات الوافدة من الدول الغربية أي ما يعرف بالاختراق الثقافي وخاصةً في المناطق الحضرية، وما يترتب عليه معاناة الإنسان العربي المعاصر من قهر ثقافي وضياع وعطالة وجمود وجداني. وكثيراً ما يستخدم المفهوم في الإطار الثقافي ليشير إلى حالة الشخص النفسية وإلى تكوينه الثقافي بما يمس شخصية أمته الثقافية ومكوناتها. ومدينة من المدن السودانية التي تعرضت لموجة من الاغتراب الثقافي والفكري والاجتماعي. فالإنسان كما يقول “هنري ليفيبفر “يؤثر في الطبيعة ويتأثر بها، وعندما يسرع في تغييرها يتغير معها جميع مظاهر الحياة، وبالتالي فإن العلاقة الوثيقة بين المهاجرين والطبيعة لا تنطوي على خفايا وأسرار؛ لأن هذه العلاقة تتم عبر العمل بصورة مركزية، فالإنسان يستطيع عبر العمل أن يتجاوز حدود الحياة العفوية المباشرة في الطبيعة، فهو ينتج ويبدع أشياء متعددة تلبية لحاجاته ورغباته وطموحاته، ولكنها في الوقت نفسه تولد حاجات جديدة من خلال التطور المعرفي والتكنولوجي، ففي عملية الاغتراب، كثيرا ما يتنازل المرء عن نفسه إزاء استسلامه لقيم المجتمع السائدة خاصة في المجتمع المتعدد الأعراق، هكذا هو حال إنسان أم درمان استطاع أن يتخطى تلك الصعاب لبناء علاقة تعايش وتسامح، فالإنسان له كينونة جوهرها الروح والعقل وكل ما من شأنه أن يحول الاغتراب والقهر والتسلط إلى بناء فكري يتسم بقول الآخر.
خاتمة :
أكدت الدراسة أن مدينة أم درمان تمثل أحد المدن التاريخية الهامة في السودان بالرغم من الاختلالات الاجتماعات التي عاشتها هذه المدينة عبر تاريخها الطويل. كما خلصت الدراسة أن لمدينة أم درمان أهمية تاريخية قل أن نجدها في كل مدن السودان حيث تضم كافة الإثنيات بيد أن أهميتها في العصر الحديث – كما هو معلوم – مستمدة من كونها حاضرة دولة المهدية (1885 – 1898م) التي تعتبر أول حركة وطنية قام بها السودانيون في العصر الحديث ضد المستعمر، رغم أن طابعها وأهدافها كانا تقليديين وإسلاميين أكثر مما كانا لدوافع دنيوية محضة،أيضاً أكدت الدراسة أن مدينة أم درمان تمثل أحد المدن التاريخية الهامة في السودان بالرغم من الاختلالات الاجتماعات التي عاشتها هذه المدينة عبر تاريخها الطويل.
أهم التوصيات:
- ضرورة دراسة البيئة الثقافية والفكرية لمدينة أم درمان.
- إعادة التخطيط السليم لمدينة أم درمان.
- ضرورة الاهتمام بتنمية الريف حتى نستطيع وقف الهجرات إلى العاصمة.
قائمة المراجع :
- أحمد، التجاني عامر (2004) أم درمان. مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية، الخرطوم
- بابكر، إنصاف علي عمر (2014). النمو الحضري في السودان. المجلة العالمية للتخطيط الحضري والتنمية المستدامة، المجلد1 والعدد 1.
- بانقا، شرف الدين إبراهيم (2004). إدارة المدن الإسلامية بين مفاهيم الأصل والعصر. هيئة الأعمال الفكرية، الخرطوم.
- بخيت، نضال محمد (2010). العوامل الاقتصادية المؤثرة على الاستخدام الحضري للأرض بالتطبيق على إقليم الخرطوم الكبرى. جامعة جوبا-كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية.
- بخيت، نضال محمد (2012). الهيمنة الحضرية للخرطوم الكبرى: الأسباب والحلول، مجلة جامعة بحري للآداب والعلوم، العدد (2) ديسمبر 2012.
- الزين، قيصر موسى (2006م). ورشة الهوية والإندماج: مسألة الهوية في السودان الظاهرة والمنظور. مركز التنوير المعرفي-الخرطوم، ط2.
- الشمري، ظاهر نباح (2012). الأحوال الاقتصادية في مدينة الحلة منذ 495ه وحتى نهاية القرن الثامن الهجري وآثارها في بناء مدينة الحلة. مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية، ط1.
- صافيتا، محمد (2009). ظاهرة التحضر أو البيئات الحضرية في الوطن العربي واقعها، سماتها، مشكلاتها، الآفاق المستقبلية لتطويرها. جامعة دمشق-كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ط5.
- عثمان، صلاح الدين محمود (2012م). التخلخل الإجتماعي في المراكز الحضرية المتسارعة النمو: دراسة مقارنة عن أثر الحرب والسلم على النسيج الحضري في مدينتي الخرطوم ونيالا، المعهد العربي لإنماء المدن.
- محمد، السيد البشرى وآخرون (2006)، التحضر في الدول النامية. معهد الدراسات الحضرية جامعة الخرطوم، ط3.
- محمد أحمد، حسن مكي (2011م). الواقع الثقافي في السودان: مدخل تحليلي ورؤية مستقبلية، مجلة دراسات أفريقية، العدد 46-جامعة أفريقيا العالمية. الخرطوم.
- محمد صالح، الطاهر مصطفى (2009م). المدن وثقافة التواصل الاجتماعي في السودان في الفترة بين 1504-1820م، جامعة إفريقيا العالمية، الخرطوم.
- مسعود، أبوبكر حسن أحمد (2012م). اللغة العربية والهوية الثقافية (الحالة السودانية أنموذجاً): مؤتمر هوية اللغة العربية بين ثقافة العولمة: صراع ثقافات أم صراع هويات، الأردن 15 أكتوبر 2012.
- مهدي، ناصر صالح (2006). النمو السكاني والتطور العمراني لعدد من المدن العربية المعاصرة، مجلة المخطط والتنمية، العدد (15).
- وطفة، علي أسعد (2013). الاغتراب الثقافي المعاصر: الإنسان المدجن بثقافة الهزيمة، الكويت.
[1] – الشمري، ظاهر نباح (2012). الأحوال الاقتصادية في مدينة الحلة منذ 495ه وحتى نهاية القرن الثامن الهجري وآثارها في بناء مدينة الحلة. مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية ط1ص33.
[2] – أحمد، التجاني عامر (2004) أم درمان. مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية، الخرطوم، ط1، ص30.
[3] – أحمد، التجاني عامر (2004). مصدر نفسه، ص45.
[4] – المصدر نفسه، ص47.
[5]– صافيتا، محمد (2009). ظاهرة التحضر أو البيئات الحضرية في الوطن العربي واقعها، سماتها، مشكلاتها، الآفاق المستقبلية لتطويرها. جامعة دمشق-كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ط5، ص13.
[6] – بابكر، إنصاف علي عمر (2014). النمو الحضري في السودان. المجلة العالمية للتخطيط الحضري والتنمية المستدامة، المجلد1 والعدد1، ص56.
[7] – أبو سليم، محمد(1971)، أوفاهى(1999م) . الدولة والمجتمع في دارفور، ترجمة عبد الحفيظ سليمان عمر، النرويج، جامعة بيرجن، ص 24.
[8] – مهدي، ناصر صالح (2006). النمو السكاني والتطور العمراني لعدد من المدن العربية المعاصرة، مجلة المخطط والتنمية، العدد15، ص76.
[9] – بخيت، نضال محمد (2010). العوامل الاقتصادية المؤثرة على الاستخدام الحضري للأرض بالتطبيق على إقليم الخرطوم الكبرى. مجلة جامعة جوبا-كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية، العدد5، ص14 .
[10] – بانقا، شرف الدين إبراهيم (2004). إدارة المدن الإسلامية بين مفاهيم الأصل والعصر. هيئة الأعمال الفكرية، الخرطوم،ط1ص56.
[11] – شقير، نعوم(1989). جغرافية وتاريخ السودان. دار العلم، القاهرة، ط1ص23.
[12] – الزين، قيصر موسى (2006م). ورشة الهوية والإندماج: مسألة الهوية في السودان الظاهرة والمنظور. مركز التنوير المعرفي-الخرطوم، ط2ص8.
[13]– مهدي، ناصر صالح (2006). النمو السكاني والتطور العمراني لعدد من المدن العربية المعاصرة، مجلة المخطط والتنمية، العدد15،ص34.
[14] – شقير، نعوم (1989) مصدر سابق،ص22.
[15] – محمد صالح، الطاهر مصطفى (2009م). المدن وثقافة التواصل الاجتماعي في السودان في الفترة بين 1504-1820م، جامعة إفريقيا العالمية، الخرطوم، ط1 ص49.
[16] – بخيت، نضال محمد (2012). الهيمنة الحضرية للخرطوم الكبرى: الأسباب والحلول، مجلة جامعة بحري للآداب والعلوم، العدد (2) ديسمبر 2012.
[17] – عثمان، صلاح الدين محمود (2012م). التخلخل الاجتماعي في المراكز الحضرية المتسارعة النمو: دراسة مقارنة عن أثر الحرب والسلم على النسيج الحضري في مدينتي الخرطوم ونيالا، المعهد العربي لإنماء المدن، ط1ص33.
[18] – مسعود، أبوبكر حسن أحمد (2012م). اللغة العربية والهوية الثقافية (الحالة السودانية أنموذجاً): مؤتمر هوية اللغة العربية بين ثقافة العولمة: صراع ثقافات أم صراع هويات، الأردن 15 أكتوبر 2012، ط1ص41.
[19] – محمد صالح(2009م)، مصدر سابق، ص9.
[20] – محمد أحمد، حسن مكي (2011م)، الواقع الثقافي في السودان: مدخل تحليلي ورؤية مستقبلية، مجلة دراسات أفريقية، العدد 46-جامعة إفريقيا العالمية، الخرطوم، ص65.
[21] – مسعود(2012م)، مصدر سابق، ص37.
[22] – وطفة، علي أسعد (2013). الاغتراب الثقافي المعاصر: الإنسان المدجن بثقافة الهزيمة، الكويت ط2ص34.