أثر برنامج تدريبي انتقائي في إرشاد الأعراض الاكتئابية
The effect of selective training program in guiding depression symptoms
د.صونيا عيواج/جامعة حاج لخضر، باتنة 1، الجزائر
د.آسيا عقون/جامعة العربي بن مهيدي، أم البواقي، الجزائر
Dr. Sonia Aiouadj /University Hadj Lakhdar/ Batna 1/ Algeria
Dr. Assia Aggoune /University larbi Ben M’hidi/ Oum El Bouaghi/ Algeria
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 90 الصفحة 57 .
ملخص:تسعى الدراسة الحالية لإعداد برنامج إرشادي انتقائي وتقصي أثره في تخفيف الأعراض الاكتئابية لدى (15) فراد، تم اختيارهم بطريقة قصدية من بين (30) مفحوصا وفقا لارتفاع درجاتهم على مقياس الاكتئاب. ولتحقيق أهداف الدراسة تبنت الباحثتان المنهج شبه التجريبي بتصميم المجموعتين (التجريبية، الضابطة) ذات الاختبار (قبلي، بعدي، مؤجل)؛ كونه الأنسب لقياس أثر متغير مستقل (البرنامج) على متغير آخر تابع (الاكتئاب)، مستعينتان ببعض أدوات جمع البيانات (الملاحظة؛ المقابلة العيادية؛ مقياس الاكتئاب؛ البرنامج الإرشادي المقترح).
وبعد إجراء المعالجات الإحصائية المناسبة لأداء المجموعتين على المقياس المعتمد قبل تطبيق البرنامج وبعده؛ أسفرت النتائج عن تفوق المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي، وما يحمله ذلك من مضامين علاجية ووقائية للإرشاد الانتقائي في التعامل مع اضطراب الاكتئاب.
الكلمات المفتاحية: انتقائية- اكتئاب.Abstract:
The current study aimed to elaborate a selective counseling program and to investigate its impact in reducing depression symptoms among (15) individuals, who were deliberately selected from (30) one; according to their high depression degrees. To achieve study goals we adopted the quasi experimental methodology; by designing of (experimental, control) group with (pre, post, deferred) test, we also used various data collection tools such as (observation; clinical interview; depression scale; suggested counseling program).
After making the appropriate statistical treatments for the performance of two groups on approved scale, results showed the superiority of experimental group at (post, follow- up) measurement, and what that includes therapeutic and preventive meanings for selective counseling; in dealing with depressive disorder.
Keywords: Selectivity- Depression.
مقدمة:
أصبح الاضطراب النفسي حقيقة من حقائق الحياة المعاصرة التي تعج بالمتغيرات الضاغطة والأحداث المتسارعة، حيث يمثل الاكتئاب أحد أهم مظاهره كشعور بعضنا بالإجهاد وثبوط العزيمة على إثر تعرضه لمواقف محبطة، بينما قد يستجيب البعض الآخر لنفس هذه الوضعيات برد فعل اكتئابي حاد؛ تكتسحه موجة من الحزن الانقباض والإحساس بالذنب الشديد مع إهمال المظهر العام. أما إذا استمر الأمر لأكثر من ستة أشهر اعتبر اكتئابا مزمنا تتخلله فترات يفقد الفرد فيها ذاكرته ويصعب عليه إدراك ما حوله؛ تبدو عليه البلادة الذهنية والانطواء، كما قد تراوده أفكار انتحارية ومشكلات صحية معقدة؛ تعيق فعاليته الاجتماعية والمهنية.
هذا وأشارت إحصاءات منظمة الصحة العالمية (WHO, 2009) في الهور (2016) إلى أن 3% من سكان العالم مصابون بالاكتئاب؛ مع توقع زيادة مضطردة لانتشاره مستقبلا، فهو يمثل أهم أسباب عبء من المرض في البلدان المتوسطة الدخل؛ وثالثها في البلدان المنخفضة الدخل بحلول سنة 2030[1]. وحسب الشربيني (2011) فهناك ما يدفع للاعتقاد بأن انتشار الاكتئاب يفوق كثيرا الأرقام التي تذكرها الجهات الصحية المختلفة، وأن مقابل كل حالة حادة متوسطة من الاكتئاب يتم تشخيصها والتعرف إليها؛ يوجد العديد من الحالات الأخرى التي تبقى مجهولة، فقد أكدت الدراسات الميدانية أن ما يقارب 80% من مرضى الاكتئاب؛ لا يذهبون إلى الأطباء ولا يتم اكتشاف حالتهم رغم معاناتهم الشديدة[2].
وعليه يمكن اعتبار الاكتئاب مشكلة جدية تعبث بالصحة العامة للأفراد وتحول دون تقدم اقتصاد
البلاد، حتى أضحت محل اهتمام العديد من الباحثين بمجال الصحة النفسية؛ سعيا منهم نحو تطوير طرق تشخيصه وتحديد الأساليب الفضلى لإرشاده. وحرصا منا على إثراء هذا الموضوع جاءت دراستنا كمحاولة متواضعة لتقصي الواقع النفسي لدى عينة من المكتئبين وتحديد احتياجاتهم التدريبية، ومن ثم الخروج بتصور مقترح لبرنامج إرشادي تكاملي (انتقائي)؛ قد تكون له أهميته في تخفيف ما أمكن من أعرض الاكتئاب.
1- الإشكالية:
تصنف الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA, 1994) الاكتئاب ضمن الاضطرابات المزاجية التي
تشمل الهوس والاكتئاب، ولم تختلف المعايير التشخيصية كثيرا لهذا الأخير بين الدليل التشخيصي الإحصائي الرابع والخامس من حيث أنه: “اضطراب يتميز بوجود خمسة أعراض أو أكثر تُمثل تغيراً في الأداء الوظيفي وهي المزاج المكتئب غالبية اليوم لمدة لا تقل عن أسبوعين؛ النقص الواضح في الاهتمام والمتعة بأي شيء؛ نقص الوزن الملحوظ بدون عمل رجيم أو زيادة الوزن؛ قلة أو عدم النوم أو زيادة في النوم؛ هياج نفس حركي أو بطء في النشاط النفسي والحركي؛ الشعور بالتعب أو فقدان الطاقة على العمل؛ الشعور باللامبالاة أو الشعور بالذنب الزائد عن الحد؛ النقص في القدرة على التفكير أو التركيز أو اتخاذ القرارات؛ أفكار متكررة عن الموت أو أفكار انتحارية متكررة بدون خطة أو محاولة انتحارية حقيقية، حيث تسبب هذه الأعراض اضطراباً واضحا في المجالات الاجتماعية والمهنية، وهي ليست نتيجة مرض عضوي ولا تعزى إلى فقدان شخص عزيز”[3]
فالاكتئاب يرتبط بأي درجة من درجاته بتدهور في الوظائف الفسيولوجية النفسية المعرفية السلوكية،
مما يستدعي بطبيعة الحال تدخلا متعدد الأبعاد يحول دون تفاقم الوضع إلى مستويات يستحيل التعامل معها؛ حيث تعتل الصحة النفسية البدنية وتتدنى الكفاءة والإنتاجية. ولعل التوجه نحو العمل وفق منحى انتقائي هو أقصر طريق لتحقيق هذا الهدف وبأكبر قدر من النجاح، لما يتيحه أمام الممارس النفسي من حرية في اختيار الطرق والتقنيات التشخيصية العلاجية؛ المتوافرة بمختلف النظريات الإرشادية، وتنظيم إجراءاتها وتنسيقها بما يناسب خصائص العميل وظروفه العامة، في صورة جلسات تدريبية (برنامج) يمكن اختبار فاعليتها تجريبيا.
تأسيسا على ما سبق تتحدد إشكالية بحثنا بطرح التساؤل الرئيس: ما مدى مساهمة برنامج إرشادي
انتقائي مقترح في تخفيف الأعراض الاكتئابية لدى عينة من المفحوصين؟ وينبثق عنه التساؤلين الفرعيين:
- هل يساهم البرنامج في تخفيف الأعراض الاكتئابية لدى المفحوصين مباشرة بعد الانتهاء من جلساته؟
- هل يستمر أثر البرنامج لدى المفحوصين بعد شهرين من انتهاء جلساته (فترة المتابعة)؟
2- الفرضيات: كحل مؤقت للإشكال المطروح نقترح الآتي:
- يساهم البرنامج في تخفيف أعراض الاكتئاب لدى المفحوصين مباشرة بعد الانتهاء من جلساته.
- يستمر أثر البرنامج لدى المفحوصين بعد شهرين من انتهاء جلساته (فترة المتابعة).
3- أهداف الدراسة:
نسعى من خلال دراستنا إلى تصميم برنامج إرشادي وفق الأسس العلمية للنظرية الانتقائية، في شكل
جلسات تدريبية تطبق على مجموعة من المكتئبين خلال فترة زمنية محددة، ومن ثم تفحص أثره تجريبيا في تخفيف مستوى الأعراض الاكتئابية لديهم؛ فور انتهائه وبعد شهرين من ذلك (فترة المتابعة).
4- تحديد المصطلحات: وردت في إشكالية البحث وتجلياتها مفاهيم أساسية تستدعي منهجيا الضبط هي:
- الانتقائية: يعرفها فنوش (دت، 18) في عيساوي وعماري (2015) على أنها عملية اختيار
الأشخاص أو الأشياء المناسبة؛ في جميع مجالات النشاط الإنساني العلمية الطبية التكنولوجية والرياضية[4]. وتعني اصطلاحا مقاربة إرشادية حديثة نسبيا تقوم في أساسها على التمييز والاختيار؛ بين أفضل إجراءات وأساليب تشخيص ومعالجة الاضطراب، للخروج بخطة علاجية متناسقة تتيح دراسة الحالة بعمق؛ وتسد احتياجاتها وفق قاعدة واسعة من البدائل والحلول، دون التحيز لنظرية بعينها[5]. ونقصد بها إجرائيا منهجا يجمع ويوفق بين الوقائع العلمية التحليلية السلوكية المعرفية ….، بما يحقق التعامل الفعال مع الشخص كله (جسمه؛ عقله؛ انفعالاته؛ روحه؛ محيطه)، تم الاعتماد عليه في إعداد وبناء وحدات برنامج إرشادي يتضمن (18) جلسة تدريبية جماعية، وذلك بهدف تخفيف الأعراض الاكتئابية لدى مجموعة من المفحوصين.
- الاكتئاب: يعني لغة “سوء الحال والانكسار من الحزن، واكتأب اكتئابا: حزن واغتم وانكسر”[6].
أما اصطلاحا فهو حالة نفسية وقتية أو دائمة؛ تميزها مشاعر الحزن التشاؤم والإحساس بالذنب، تكون مصحوبة بمجموعة أعراض فسيولوجية انفعالية معرفية سلوكية، قد تتفاقم إلى حد فقدان الشهية الانطواء وكراهية الذات؛ وحتى إيذاء النفس والإقدام على الانتحار[7]. ونقصد به إجرائيا الدرجة الكلية التي يحصل عليها المفحوص؛ بعد إجابته على جميع فقرات مقياس الاكتئاب المعتمد في الدراسة.
5- الطريقة والأدوات: لتحقيق أهداف الدراسة اتبعنا سلسلة خطوات منهجية هي:
1.5- اختيار المنهج المناسب:
تبنت الباحثتان المنهج “شبه التجريبي” باعتبار الدراسة الحالية تجربة تكشف عن أثر متغير مستقل
(البرنامج الإرشادي) على متغير آخر تابع (الاكتئاب). أما التصميم التجريبي المعتمد فيقوم على أساس المجموعتين المتكافئتين (التجريبية، الضابطة) ذات الاختبار (القبلي، البعدي، المؤجل)، والذي يتيح لنا اختبار فاعلية البرنامج بعد الانتهاء من جلساته مباشرة؛ وفيما إذا كانت تستمر بعد شهرين من ذلك.
2.5- حصر عينة الدراسة:
تكونت العينة الفعلية (الحقيقية) للدراسة من (30) فردا، يمثلون مجمل حالات الاكتئاب التي تتردد
على عيادة الفحص والعلاج النفسي المتواجدة بوسط مدينة العلمة/ ولاية سطيف، خلال سنتي 2019- 2020. وتماشيا مع أغراض البحث تم تقسيمهم عشوائيا إلى مجموعتين متساويتين: ضابطة (لا تستفيد من البرنامج) وأخرى تجريبية (تستفيد من البرنامج)، وهم يتوزعون حسب بعض خصائصهم الشخصية كالتالي:
جدول (1): توزيع أفراد العينة حسب بعض المتغيرات الشخصية
الأفراد |
يبدو أن معظم أفراد العينة (الفعلية) ذكور بنسبة 63.33 % ومتزوجون 53.33 %، لديهم
مستوى دون الجامعي بنسبة 70 % وغير بطالين 63.33 %. أما بالنسبة لمجموعة التجربة فأغلبهم ذكور بنسبة 60 %، تقل أعمارهم عن 30 سنة ومتزوجون بنسبة 53.33 %، عمال ولديهم مستوى دون الجامعي بنسبة 66.66 %.
ولاستبعاد أثر العوامل الدخيلة على نتائج التجريب الأساسي، قامت الباحثتان بفحص تجانس المجموعتين قبل تطبيق البرنامج؛ وفقا لبعض المتغيرات الشخصية وكذا التجريبية.
* بالنسبة للمتغيرات الشخصية: يوضح الجدول (1) التقارب الكبير بين نسب توزيع أفراد المجموعتين (الضابطة، التجريبية) حسب (الجنس؛ السن؛ الحالة الاجتماعية؛ المؤهل العلمي؛ الوضعية المهنية). وهو ما يمكن اعتباره كمؤشر على تكافئهما.
* بالنسبة للمتغير التجريبي (الاكتئاب): تشير قيم (t) (0.04) و(f) (1.03) الواردة في الجدول أدناه إلى عدم وجود فروق دالة إحصائيا؛ بين متوسطي درجات أفراد المجموعتين الضابطة والتجريبية في القياس القبلي للاكتئاب. وعليه فالمجموعتين متكافئتين في مستوى الاكتئاب قبل تنفيذ البرنامج.
جدول (2): مدى تكافؤ المجموعتين الضابطة والتجريبية في القياس القبلي للاكتئاب وفق قيمة (t) (f)
مج ضابطة |
المتوسط الحسابي، S: الانحراف المعياري
كما حرصنا على ضرورة توافر بعض الشروط لدى أفراد المجموعة التجريبية كخلوهم من أية
اضطرابات أخرى؛ عدم تلقيهم سابقا لبرامج إرشادية جماعية؛ الرغبة والاستعداد لحضور جلسات البرنامج.
- 3- أدوات الدراسة: تماشيا مع أغراض الدراسة استخدمنا الأدوات الآتية:
1.3.5- المقابلة الشخصية: علاقة مهنية دينامية مباشرة نسعى من خلالها لفهم ومساعدة المبحوث، لذا قامت الباحثتان بمقابلتين فرديتين (نصف موجهة) مع أفراد التجربة خلال الفترة (سبتمبر- أكتوبر 2019)، بغرض التشخيص الدقيق لحالتهم وتحفيزهم على المشاركة في فعاليات البرنامج.
2.3.5- الملاحظة: تعني الاهتمام والانتباه إلى حدث بشكل منظم عن طريق الحواس، وقد تم استخدامها من قبل الباحثتين خلال مجريات المقابلات الفردية والجماعية؛ كوسيلة متاحة وفعالة لمراقبة سلوكات المبحوثين.
3.3.5- مقياس الاكتئاب: تم إعداده وتصميمه من قبل الباحثتين وفقا للإجراءات الآتية:
* الاطلاع على الأدبيات السيكولوجية الخاصة بموضوع الاكتئاب: مع التركيز على العوامل التي تتسبب فيه؛ والمظاهر التي تميزه.كان من أهمها: كتاب الصحة النفسية وسيكولوجية الشخصية لعبد الحميد الشاذلي (2001)، الاكتئاب: الأسباب المرض والعلاج لطفي الشربيني (2001)، الطب النفسي المعاصر لأحمد عكاشة (2003)، .Cognitive therapies A. Beck (1997) , DSM-IV (APA, 1994)
* الاستفادة من محتوى البحوث والدراسات السابقة المشابهة لموضوع الدراسة الحالية: وذلك فيما يتعلق بالأدوات المعدة لقياس الاكتئاب لدى فئات مختلفة، كان من بينها:
– مقياس زونج لتقييم الاكتئاب (Zung Scale Depression Rating-Self, 1965): عبارة عن استبانه قصيرة مكونة من (20) فقرة، تغطي الخصائص المشتركة للاكتئاب ضمن ثلاثة أبعاد (جسمية نفسية انفعالية)[8].
– مقياس جبوري للاكتئاب 2010: يتكون من (36) عبارة لكل منها أربعة بدائل إجابة (كثيرا، نعم، نادرا، كلا( والتي تأخذ الدرجات (1، 2، 3، 4)، وبذلك تتراوح الدرجة الكلية ما بين [36، 144][9].
– مقياس الطائف للاكتئاب 1992: قام (الدليم وآخرون) بإعداد (47) بندا اعتمادا على الدليل التشخيصي الإحصائي للأمراض العقلية(DSM III) ؛ الموسوعة المختصرة للطب النفسي؛ كتاب أصول الطب النفسي لفخري الدباغ؛ مقياس الاكتئاب لبيك (BDI)؛ مقياس الاكتئاب للأطفال لكوفكس (CDI)[10].
* على ضوء ما سبق واستنادا إلى نتائج الملاحظات والمقابلات الاستطلاعية؛ ترى الباحثتان أن الاكتئاب هو: حالة من الانكسار والحزن والشعور بالتعاسة والضيق؛ تنتج إثر تعرض الفرد لمواقف حياتية ضاغطة، ويصاحب ذلك مجموعة أعراض فسيولوجية انفعالية معرفية سلوكية.
* وفقا لهذا التعريف الإجرائي يمكن استخلاص (4) عناصر أساسية للمقياس كمحاور رئيسية لأعراض الاكتئاب، والتي يمكن تعريفها إجرائيا كما يلي:
– المحور (1) الاستجابة الفسيولوجية: تتضمن تغيرات في وظائف الأعضاء نتيجة إفرازات بعض الغدد؛ وفعاليات الجهاز “الودي” الذي يسيطر على الأجهزة الحيوية اللاإرادية.
– المحور (2) الاستجابة الانفعالية: تتضمن اضطرابات المزاج والمشاعر السلبية التي تهدد الراحة النفسية.
– المحور (3) الاستجابة المعرفية: تتضمن تشوه نمط التفكير وما يرافقه من اختلال في الوظائف العقلية.
– المحور (4) الاستجابة السلوكية: تتضمن تغيرات سلبية في عادات وتصرفات الفرد الظاهرة.
* تحليل العناصر الأساسية إلى عناصر فرعية تمثل المكونات الدقيقة لأعراض الاكتئاب، في شكل عبارات (فقرات) روعي في صياغتها السهولة والوضوح؛ بما يتناسب وخصائص عينة البحث الفكرية والثقافية.
* وعليه اشتمل الملمح الأولي للمقياس على (20) بندا تندرج تحت (4) أبعاد هي: الاستجابة الفسيولوجية بواقع (5) بنود 1، 5، 9، 13، 17؛ الاستجابة الانفعالية (5) بنود 2، 6، 10، 14، 18؛ الاستجابة المعرفية (5) بنود 3، 7، 11، 15، 19؛ الاستجابة السلوكية (5) بنود 4، 8، 12، 16، 20.
* عرض المقياس بصورته الأولية على محكمين؛ من ذوي الخبرة والاختصاص في مجال علم النفس والتربية، لإبداء آرائهم فيما إذا كان يقيس ما وضع لأجله في ضوء التعريفات الإجرائية لأبعاده؛ ومدى تمثيل العبارات للمحور الخاص بها، وبناء عليه تم اعتماد كل فقرات المقياس مع تعديل صياغة البنود (8، 10، 11، 13).
* إعداد تعليمات المقياس ومفتاح التصحيح: يطلب من المبحوث قراءة كل عبارة جيدا لتحديد إلى أي درجة تنطبق عليه بوضع علامة (×) في الخانة المناسبة أمام واحدة من أربعة بدائل: دائما (4 درجات)، كثيرا (3)، أحيانا (2)، نادرا (1). حيث تمثل الدرجة الكلية للمبحوث مستوى اكتئابه وفقا للمعيار: اكتئاب خفيف [20- 34.9]؛ متوسط [35- 49.9]؛ مرتفع [50- 64.9]؛ اكتئاب حاد [65- 80].
* دراسة الخصائص السيكومترية للمقياس: تقتضي صلاحية الأداة للتطبيق ضرورة توافرها على معاملات صدق وثبات جيدة في ميدان البحث، خاصة وأن المقياس المعتمد غير مقنن على البيئة المحلية.
أولا/ الصدق: يشير إلى مدى صلاحية استخدام درجات المقياس في القيام بتفسيرات حول السمة محل
البحث (الاكتئاب)، لذا كان لزاما التحقق من صدق المقياس المعد بعدة طرق:
- الصدق الظاهري: تم اعتماد العبارات التي تحقق نسبة 75 % أو أكثر من موافقة الخبراء (المحكمين)
، ليستقر المقياس بصورته النهائية على (20) فقرة مع الاكتفاء بتعديل صياغة بعضها (ملحق 1).
بعد أن أصبح المقياس يتمتع بصدق المحتوى قمنا بتمريره على أفراد العينة (ن= 30)، حيث طلب
منهم أن يضعوا إشارة (×) إلى جانب كل فقرة يجدون فيه صعوبة أو غموضا، وبناءً عليه لم يبدوا أي ملاحظات. وقد تم استغلال نفس العينة في استكمال باقي إجراءات الصدق والثبات.
- الصدق البنيوي: تراوحت قيم معاملات الارتباط “r Pearson” بين درجة كل محور ودرجة المحاور
الأخرى ما بين (0.77- 0.96)، وانحصرت ما بين (0.83- 0.9) بالنسبة لدرجة كل محور والدرجة الكلية للمقياس. (الجدول 3)
جدول(3): معاملات ارتباط المحاور ببعضها وبالدرجة الكلية للمقياس وفق قيمة (r) Pearson
ن= 30 | المحور 1 | المحور 2 | المحور 3 | المحور 4 |
المحور 1 | – | 0.79 دالة | 0.77 دالة | 0.8 دالة |
المحور 2 | – | – | 0.82 دالة | 0.9 دالة |
المحور 3 | – | – | – | 0.96 دالة |
المحور 4 | – | – | – | – |
المقياس ككل | 0.87 دالة | 0.9 دالة | 0.83 دالة | 0.88 دالة |
في حين أنها تراوحت ما بين (0.88- 0.92) بالنسبة لدرجة كل بند والدرجة الكلية للمجال
الذي ينتمي إليه (الجدول 4)، وكلها قيم دالة إحصائيا لأنها تفوق القيمة المجدولة المقدرة بـ (0.46) عند مستوى الدلالة (0.01) وأمام درجات حرية (28)، وتشير إلى أن المقياس يتمتع باتساق داخلي.
جدول (4): معاملات ارتباط البنود بالمحور الذي تنتمي إليه وفق قيمة (r)
المحور 1 | المحور 2 | ||
رقم البند | (البند، المحور) r | رقم البند | (البند، المحور) r |
1 | 0.9 دالة | 2 | 0.91 دالة |
5 | 0.89 دالة | 6 | 1.89 دالة |
9 | 0.88 دالة | 10 | 0.88 دالة |
13 | 0.88 دالة | 14 | 0.9 دالة |
17 | 0.91 دالة | 18 | 0.9 دالة |
المحور 3 | المحور 4 | ||
رقم البند | (البند، المحور) r | رقم البند | (البند، المحور) r |
3 | 0.88 دالة | 4 | 0.9 دالة |
7 | 0.92 دالة | 8 | 0.88 دالة |
11 | 0.9 دالة | 12 | 0.88 دالة |
15 | 0.91 دالة | 16 | 0.91 دالة |
19 | 0.9 دالة | 20 | 0.92 دالة |
- الصدق التمييزي: يوضح (الجدول 5) أن قيمة (t) المحسوبة (6.32) تفوق القيمة المجدولة (6)؛
عند مستوى دلالة (0.01) وأمام درجات حرية (15). أي أن هناك فرقا دالا إحصائيا بين متوسطي درجات الربع الأعلى والربع الأدنى من عينة التقنين، وأن للمقياس قدرة تمييزية بين مرتفعي ومنخفضي الاكتئاب.
جدول (5) الفرق بين متوسطي درجات المجموعتين الطرفيتين في الاكتئاب وفقا لقيمة (t)
n | s | قيمة (t) | مستوى الدلالة | |
مرتفعي الاكتئاب | 8 | 49.25 | 6.22 | 6.32 دالة |
- الصدق الذاتي: يمكن الاستدلال على صدق المقياس أيضا من خلال مدى ثباته، حيث أن معامل
الصدق= الجذر التربيعي للثبات= 0.82√= (0.9). وهي قيمة معتبرة تنم عن صدق عال للمقياس.
ثانيا/ الثبات: لتحري دقة نتائج المقياس حيال السمة المعد لأجلها؛ حاولنا التحقق من ثباته بعدة طرق:
- ثبات إعادة التطبيق: بعد تمرير المقياس على أفراد العينة أعيد تطبيقه للمرة الثانية عليهم بعد مضي
شهرين. وقد أسفرت نتائج حساب معاملات الارتباط “r Pearson” بين درجات الأفراد في التطبيقين الأول والثاني الموضحة في (الجدول 6) أن قيمة معامل ثبات المقياس ككل بلغت (0.82)، أما عن ثبات كل بعد من أبعاده فقد تراوحت القيم ما بين (0.82- 0.91). وجميعها دالة لأنها تفوق القيمة المجدولة (0.46) عند مستوى دلالة (0.01) وأمام درجات حرية (28)، وتمكننا من الوثوق في نتائج المقياس.
جدول (6): معاملات ثبات المقياس ومحاوره وفق قيمة (r)
المحاور/ المقياس | دلالة الارتباط بين درجات التطبيقين الأول والثاني وفق قيمة (r) |
المحور 1 | 0.82 دالة |
المحور 2 | 0.85 دالة |
المحور 3 | 0.91 دالة |
المحور 4 | 0.9 دالة |
المقياس ككل |
|
- ثبات الاتساق الداخلي: يوضح (الجدول 7) أن معامل ثبات المقياس ككل قيمة 0.87 وفق معادلة
α Cronbach، أما بالنسبة لمحاوره فقد تراوحت معاملات ثباتها ما بين (0.79- 0.88). وكلها دالة تشير إلى ثبات جيد للمقياس لأنها تفوق القيمة (0.5).
جدول (7): معاملات ثبات المقياس ومحاوره وفق قيمة (α) Cronbach
المحاور/ المقياس | قيمة (α) |
المحور 1 | 0.8 دالة |
المحور 2 | 0.79 دالة |
المحور 3 | 0.88دالة |
المحور 4 | 0.8 دالة |
المقياس ككل |
|
- ثبات التجزئة النصفية: بلغت قيم معاملات الارتباط بين درجات الأفراد في الفقرات الفردية
ودرجاتهم في الفقرات الزوجية(r Pearson= 0.83, r Spearman= 0.86, r Gateman= 0.88) (الجدول 8). وهي دالة تفوق القيمة المجدولة (0.46) عند مستوى دلالة (0.01) وأمام درجات حرية (28)، وتشير إلى ثبات جيد للمقياس.
جدول (8): معاملات ثبات المقياس ومحاوره بطريقة التجزئة النصفية
تباين درجات البنود الفردية (ف) | تباين درجات البنود الزوجية (ز) | (R) Gateman |
~ وعليه: فالمقياس يتمتع بخصائص سيكومترية جيدة تجعله صالحا للتطبيق الأساسي.
4.3.5- البرنامج التدريبي: يعتبر الأداة الأساسية لإبراز أهمية الدراسة وتحقيق أهدافها، لذا عكفت الباحثتان على تطويره بما يتماشى والإجراءات العلمية الموصى بها:
1.4.3.5- تحديد الإطار العام للبرنامج: يعد مدخلا أساسيا للتعامل مع البرنامج بفعالية من خلال:
- تعريفه: نقصد به مجموعة إجراءات منظمة ومخططة في صورة جلسات تدريبية جماعية متسلسلة؛ على
ضوء الأسس العلمية للنظرية الإرشادية الانتقائية، بهدف إكساب مجموعة من الأفراد (المشاركين) منظومة مهارات انفعالية معرفية سلوكية؛ والتي قد تكون لها فاعليتها في تخفيف أعراضهم الاكتئابية.
- خلفيته النظرية:يستند البرنامج على الأسس العلمية للنظرية الانتقائية التي تقوم على فكرة الجمع
والتنسيق بين الوقائع العلمية التحليلية الإنسانية المعرفية والسلوكية، للخروج بمنهج تشخيصي علاجي نموذجي يحقق التعامل مع الشخص كله جسمه عقله نفسه وسلوكه، لأن الهدف الأسمى من الإرشاد النفسي هو مساعدة الفرد على حل مشكلاته وتغليب مصلحته على أية اعتبارات نظرية[11].
هذا ويدل تحليل حالات الاكتئاب على كثرة العوامل التي تتسبب فيه بين بيولوجية ممثلة باختلال
وظيفة المثيرات العصبية (مادة السيروتونين) والهرمونات (الغدة الدرقية وفوق الكلوية)؛ وراثية (العوامل الجينية التي تعزز الاستعداد للإصابة بالاكتئاب لدى الأبناء)؛ نفسية مثل (سمات الشخصية، نمط التفكير، مصادر المواجهة لدى الفرد)؛ أحداث الحياة الضاغطة مثل (وفاة عزيز، فقدان وظيفة، فشل دراسي، خسارة مالية).
كما تَتفاوت وتختلف شدة الأعراض ووفرة ظهورها؛ تبعاً لنوع ودرجة الاكتئاب، وعلى العموم يمكن
تصنيفها ضمن (4) فئات رئيسية: فسيولوجية مثل (فقدان الشهية، سرعة التعب وتراجع مستوى النشاط العام)؛ نفسية مثل (تقلب المزاج، تدني الثقة بالنفس، التشاؤم والحزن والشعور بالذنب)؛ سلوكية مثل (إهمال المظهر الشخصي العام، التفاعل الاجتماعي المحدود، التخلي عن الاهتمامات والميول)؛ معرفية (تأخر زمن الرجع، الشرود والسكون لدرجة الذهول، احتقار الذات وإيذائها مع إمكانية التفكير في الانتحار)[12].
~ وعليه: فالتعامل مع مشكلة الاكتئاب كاضطراب متغاير الخواص سواء بالنسبة لسببيته أو المظاهر الإكلينيكية التي تميزه، يقتضي لا محالة تنوعا في إجراءات التشخيص والمعالجة. لهذا ارتأينا إعداد وتصميم برنامج الدراسة الحالية وفق نظام انتقائي تكاملي، كونه الأفضل تلاؤما مع واقع حالات هذا الاضطراب.
- أهدافه: صمم هذا البرنامج أساسا لتخفيف الأعراض الاكتئاب لدى مجموعة من الأفراد (المشاركين)،
بتدريبهم على بعض الخبرات العلمية العملية التي تضمنته جلساته (كأهداف فرعية) هي:
– توعية المشاركين بمشكلتهم: من خلال تزويدهم بمعلومات تثقيفية عن “الاكتئاب” خاصة بما يتعلق بمصادره وأعراضه، وكيف أنه يتسبب في اعتلال صحتهم العامة وتدني مستوى أدائهم وفعاليتهم، مع توضيح أهمية التدخل المتعدد الأبعاد في علاج هذا الاضطراب؛ استشهادا بنتائج دراسات وبحوث في هذا السياق.
– إدراك العلاقة بين الأفكار المشاعر والسلوك: لتعميق معرفة المشاركين بأنفسهم، ولكي يصبحوا أكثر وعيا بطبيعة ردود أفعالهم حيال مختلف المواقف (استجابة= أفكار+ مشاعر+ سلوك).
– التعرف إلى الأفكار التلقائية: كأساس لعمل النظام المعرفي الداخلي.
– التعرف إلى التشوهات المعرفية الشائعة: باستخدام قائمة “بيك”.
– مراقبة وتحديد الأفكار التلقائية السلبية: باستخدام فنيات (المراقبة الذاتية، السهم النازل، الأسئلة السقراطية، السجل اليومي للأفكار المختلة وظيفيًا (DRDT.
– عقلنة الأفكار غير المتكيفة: باستخدام مهارات (المزايا والمساوئ، المقياس المزدوج، إعادة العزو، تحسين لغة الحوار الداخلي، التفكير بتدرجات الرمادي، إيجاد البدائل، تفحص الدليل، الإقلال من صفة الكارثية).
– معاينة ورفع مستوى النشاط: باستخدام فنيات (المهام المتدرجة، إدارة الوقت، جدول تفعيل الذات).
– حل المشكلات بأسلوب إيجابي: كطريقة فعالة للتعامل مع ضغوط الحياة.
– تحقيق أكبر قدر ممكن من النجاح في العلاقات الاجتماعية: بتدريبهم على مهارات توكيد الذات.
– تخفيف آثار الاكتئاب على النفس والجسد: من خلال (ممارسة الرياضة، التحلي بروح الدعابة والمرح، الأكل الواعي، التنفس العميق، التخيل الفعال، الاسترخاء العضلي).
– إزالة التحسس المفرط تجاه مصادر الاكتئاب: باستخدام أسلوب التعريض التدريجي (تخيل الموقف، لعب الدور بعرض مواقف سابقة أو متوقعة داخل الجلسة، التعامل الفعلي مع مواقف الحياة اليومية).
– الوقاية من الانتكاس: عن طريق تعزيز استجابات المشاركين الصحيحة والأفضل خلال الجلسات، حتى تصبح جزءا من سلوكاتهم الاعتيادية، وما يترتب عن ذلك من إحساس بالكفاءة والفعالية في التعامل مع الذات الآخرين ومتغيرات الحياة بشكل عام؛ حاضرا ومستقبلا.
2.4.3.5- إعداد البرنامج: قامت الباحثتان بتصميم برنامج إرشادي انتقائي وفق سلسلة إجراءات هي:
- الاطلاع على التراث النظري السيكولوجي المتعلق بالمتغيرات الأساسية للدراسة (الإرشاد النفسي،
الاكتئاب) والعمل على تحليلها وتحديدها بدقة، للاستفادة منها في بناء وحدات البرنامج وإثراء محتوى جلساته.
- مسح واستقراء لمحتوى البحوث والدراسات السابقة المشابهة لموضوع الدراسة الحالية، بهدف التعرف
على الأسس النظرية والتجريبية المعتمدة في إعداد وإدارة برامج علاج الاكتئاب، واتخاذها كمعلم يوجهنا نحو الإطار العام لتصميم برنامجنا وتفعيله وتقييمه.
- وضع الهيكل العام للبرنامج: في شكل وحدات رئيسية توازي مراحل العملية الإرشادية (تأسيس
العلاقة الإرشادية، تكوين المفاهيم، التدريب على المهارات، مواجهة المشكلة، الإنهاء والتقييم، المتابعة).
- اقتراح موضوعات كل وحدة من وحدات البرنامج: في صورة جلسات متسلسلة ومتسقة فيما بينها.
- رسم مخطط الجلسة: بحيث تتضمن كل حصة (العنوان، المدة، الهدف العام، الأهداف الفرعية،
الأدوات والوسائل المساعدة، الفنيات والمهارات المعتمدة، الإجراءات التنفيذية).
- إعداد محتوى الجلسة: وفق نظام يراعي التدرج في عرض الموضوع بدءا بالترحيب بالمشاركين إلى
تلخيص مضمون الجلسة السابقة؛ تصحيح الواجب المنزلي؛ الإجابة عن بعض الانشغالات؛ الوصف النظري للمهارة متبوعا بنشاطها التدريبي؛ مناقشة تساؤلات المشاركين؛ تزويدهم بتغذية راجعة حول مكاسبهم مع تعزيز الإجابات الصحيحة؛ تقديم الواجب المنزلي وتوزيع استمارة تقييم الجلسة.
- انتقاء فنيات البرنامج: استفادت الباحثتان بأشكال متعددة اقتباسا تعديلا ومنهجا من النماذج النظرية
والتطبيقية؛ لتفسير الاكتئاب وعلاجه، فضلا عن نتائج المقابلات الشخصية التمهيدية (الفردية) التي أسفرت عن تعدد مصادر اكتئاب المشاركين بين داخلية (نفسية؛ صحية؛ معرفية) وخارجية (مهنية؛ اجتماعية؛ اقتصادية)، وكذا تنوع مظاهر استجابتهم إزاءها بين (فسيولوجية؛ انفعالية؛ معرفية؛ سلوكية). في اقتراح ثلاث مجموعات من أساليب خفض أعراض الاكتئاب ممثلة بمهارات (إعادة البناء المعرفي، التهدئة والتسكين، تفعيل وتنشيط الذات).
- تجهيز أدوات البرنامج: لتسهيل تنفيذ محتوى الجلسات استخدمنا بعض الوسائل كجهاز (داتاشو)؛
لتوضيح المحاضرات وعرض الصور، السبورة والأقلام لشرح الأمور المبهمة.
- على ضوء ما سبق واستنادا لخبرة الباحثتين في مجال الخدمة النفسية تم تصميم الملمح الأولي للبرنامج
في شكل حصص تتوزع على (6) محاور أساسية هي: تأسيس العلاقة الإرشادية {الجلسة 1، 2}، تكوين المفاهيم {الجلسة 3}، التدريب على المهارات {الجلسات 4- 14}، مواجهة المشكلة {الجلسة 15، 16}، الإنهاء والتقييم {الجلسة 17}، المتابعة {الجلسة 18}.
- وعليه بلغ عدد جلسات البرنامج (18) بمعدل حصة أسبوعيا تستغرق مدة الواحدة (90) دقيقة.
- عرض البرنامج في صورته الأولية على السادة المحكمين من أساتذة قسم علم النفس ومختصين
نفسانيين، لإبداء رأيهم حول صلاحيته للتطبيق واقتراح بعض الجوانب التي يرون تعديلها. وقد أعربوا عن وضوح محتوى البرنامج ومناسبته للأهداف العامة والفرعية (بالنسبة للبرنامج وجلساته)، وكذا مناسبة الأساليب الأنشطة التدريبية والوسائل الإيضاحية لتنفيذه. كما قدموا بعض الملاحظات كالتركيز في الجلسات الأولى على تأسيس العلاقة الإرشادية مع المشاركين (التحالف العلاجي)، ثم مناقشة توقعاتهم من البرنامج وتصحيحها، بعدها الانطلاق في الأنشطة التدريبية؛ مع تخفيف كمية الواجبات المطلوبة منهم.
3.4.3.5- التجريب الاستطلاعي للبرنامج: تم في عيادة الفحص والعلاج النفسي التواجد بوسط مدينة
العلمة/ ولاية سطيف؛ والتي تتوافر على ظروف ملائمة لإجراء التجربة (إنارة، تهوية، نظافة، تجهيزات وأثاث)، خلال شهري (جانفي- فيفري) 2020 وبمعدل جلسة في الأسبوع تستغرق مدة الواحدة (90) دقيقة، وفقا للأوضاع الخاصة بـ (7) أفراد ممن أبدوا رغبة صادقة في خوض غمار هذه التجربة. حيث قامت الباحثتان مبدئيا بشرح عام لأهداف البرنامج ومراحله، معا الاكتفاء بتجريب بعض التدريبات فقط.
استفادت الباحثتان من المناقشات التي دارت بينهما وبين المشاركين خلال الجلسات، فقد عبروا عن
ارتياحهم لمثل هذه التجربة الجديدة التي أتاحت لهم فرصة التعبير عن مشكلاتهم وأفادتهم ببعض التوجيهات.
وعلى ضوء ذلك اقترحتا: تخصيص (10) دقائق استراحة بعد (45) دقيقة من بدء الجلسة، (10)
دقائق مع بداية كل جلسة لتصحيح الواجب المنزلي، (10) دقائق لشرح الواجب في نهاية الجلسة، مع إعطاء المشاركين دورًا ايجابيا في تفعيل مجريات الجلسة والمرونة في تطبيق الأنشطة التدريبية.
~ بعد تطوير الصيغة الأولية للبرنامج تبعا لتوجيهات السادة المحكمين ووفقا لنتائج التجريب الأولي، أخذ صورته النهائية من خلال تنظيم محتواه ضمن خمس (5) مراحل هي (القياس القبلي، التجريب الاستطلاعي، التجريب الأساسي (تنفيذ البرنامج)، القياس البعدي، القياس المؤجل). (ملحق 2)
4.4.3.5- التجريب الأساسي للبرنامج: جرى تنفيذ جلسات البرنامج التدريبية الجماعية البالغ عددها
(16) على أفراد المجموعة التجريبية (ن= 15)؛ في نفس الحدود المكانية ابتداء من 7 مارس إلى غاية 11 جويلية 2020. مع تحديد مواعيد الجلسات بناء على رغبة المشاركين لتسهيل التحاقهم بها، بمعدل حصة أسبوعيا مدة الواحدة (90) دقيقة، ليستغرق بذلك تنفيذ البرنامج (4 أشهر) تقريبا.
5.4.3.5- تقييم البرنامج: وذلك وفق ثلاثة مستويات هي:
- التقييم التكويني: يعتمد على تحليل استجابات المشاركين في:
– استمارة تقييم الجلسة: والتي تم توزيعها في نهاية الحصص (1- 16)، وقد بلغت نسبة استجابة المشاركين على أن (الجلسات مفيدة) ما بين 80- 90 %، في حين تراوحت بين 75- 95 % بالنسبة لـ (وضوحها سهولتها)، واتفق جميعهم (100) % على جدة المعلومات والتدريبات التي تضمنتها كل جلسة، هذا وقد عبر 85 % منهم عن مشاعر إيجابية بين (سعيد، مرتاح، راض) تجاه جلسات البرنامج (ملحق 3). وهو ما يمكن اعتباره كمؤشر إيجابي نسبيا؛ على تجاوب المشاركين مع البرنامج واستفادتهم من محتواه. (1)
– استمارة تقييم البرنامج: تم توزيعها في نهاية الحصة (17)، وقد عبر 95 % من المشاركين عن استفادتهم الكبيرة من مهارات البرنامج ككل خاصة فيما يتعلق بـ (تكوين مفهوم جيد عن اضطراب الاكتئاب؛ إدراك العلاقة بين التفكير المشاعر والسلوك؛ الوعي بالأفكار السلبية؛ زيادة مستوى النشاط والحيوية؛ الثقة بالنفس؛ المحافظة على الصحة البدنية النفسية) بنسبة 90 %، يليها (القدرة على تحديد المواقف الضاغطة؛ الوعي بردود الفعل تجاه المواقف؛ حل المشكلات بطريقة ايجابية؛ إدارة الوقت) بنسبة 85 %، ثم (تعديل الأفكار السلبية إلى إيجابية؛ تحسين لغة الحوار الداخلي؛ ضبط الانفعالات) بنسبة 70 %، وأخيرا (طلب المساعدة من الآخر؛ تقديم المساعدة للآخر؛ تحسين مفهوم الذات) بنسبة 65 %، كما شعر 90 % من المشاركين بانخفاض شدة أعراض الاكتئاب لديهم (ملحق 4). وهو ما يمكن اعتباره كمؤشر إيجابي نسبيا؛ على أهمية فنيات البرنامج في تخفيف الأعراض الاكتئابية لدى المشاركين. (2)
– استمارةالحضور والغياب: بلغت نسبة حضور المشاركين للجلسات 85.71 %؛ بواقع غيابين فقط طيلة فترة تطبيق التجربة. وهو ما يدل على رغبتهم الصادقة واستعدادهم الكبير للاستفادة من محتوى البرنامج. (3)
~ يمكن اعتبار النتيجة (1، 2، 3) كمؤشرات ايجابية نسبيا على نجاح البرنامج في تحقيق الأهداف المسطرة.
- التقييم الختامي: بعد توزيع مقياس الاكتئاب على المشاركين في نهاية الجلسة (17)؛ وفي اليوم التالي
على أفراد المجموعة الضابطة، قمنا بعملية المقارنة بين نتائج أداء المجموعتين (التجريبية، الضابطة) في القياسين (القبلي، البعدي) لأعراض الاكتئاب، وذلك بهدف الكشف عن الأثر الفوري للبرنامج.
- التقييم التتبعي: بعد تمرير المقياس على المشاركين خلال جلسة المتابعة (بعد شهرين من انتهاء
البرنامج)، قمنا بعملية المقارنة بين نتائج أدائهم في القياسين البعدي والتتبعي لأعراض الاكتئاب؛ من أجل الكشف عن الأثر المؤجل للبرنامج.
4.5- أساليب المعالجة الإحصائية:
للإجابة عن تساؤلات الدراسة استخدمنا مجموعة أساليب إحصائية وصفية (التكرار؛ النسبة المئوية؛
المتوسط الحسابي؛ الانحراف المعياري؛ التباين) لوصف خصائص أفراد العينة واستجاباتهم على أدوات الدراسة. فضلا عن أساليب تحليلية كمعامل الارتباط (r Pearson) لحساب الصدق البنيوي والثبات بالإعادة لمقياس الاكتئاب، معامل Cronbach) α( لحساب ثبات المقياس بطريقة الإتساق الداخلي. اختبار (t) للكشف عن دلالة الفروق بين متوسطي درجات المجموعتين الضابطة والتجريبية في القياس القبلي للاكتئاب، وكذا للتأكد من الصدق التمييزي للمقياس. اختبار (f) للتحقق من تجانس العينتين الضابطة والتجريبية على المتغير التابع (الاكتئاب) قبل تطبيق البرنامج. اختبار (Z Wilcoxon)للكشف عن دلالة الفروق في نتائج أداء المجموعتين (الضابطة، التجريبية) على القياس (القبلي؛ البعدي؛ التتبعي). معاملات (d) (η2) لمعرفة حجم تأثير المتغير المستقل (البرنامج) على المتغير التابع (الاكتئاب).
6- النتائج ومناقشتها: نتناول هنا اختبار فروض الدراسة باستخدام المعالجات الإحصائية الملائمة:
1.6- نتائج معالجة الفرضية الأولى: نصت على مساهمة البرنامج المقترح في تخفيف الأعراض الاكتئابية لدى مجموعة التجربة (المشاركين)، والتي يمكن ترجمتها إلى ثلاث فرضيات صفرية جزئية (H0):
- لا توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي للاكتئاب.
- لا توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات المجموعة الضابطة في القياسين القبلي والبعدي للاكتئاب.
- لا توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات المجموعتين في القياس البعدي للاكتئاب.
لاختبار هذه الفرضيات تم تطبيق معادلة (Wilcoxon) للكشف عن دلالة الفروق بين أداء
المجموعتين (التجريبية، الضابطة) في القياسين (القبلي، البعدي) لأعراض الاكتئاب؛ وفق قيمة (Z)كما توضحه الجداول (9، 10، 11).
جدول (9): الفرق بين القياسين القبلي والبعدي للاكتئاب وفق قيمة Z (المجموعة التجريبية)
الفروق (+) | الفروق (-) | ترتيب الفروق | الفروق | درجات القياس البعدي | درجات القياس القبلي |
3,5 | / | 3,5 | 6,0 | 35 | 41 |
3,5 | / | 3,5 | 6,0 | 24 | 30 |
8 | / | 8 | 8,0 | 31 | 39 |
11,5 | / | 11,5 | 9,0 | 24 | 33 |
11,5 | / | 11,5 | 9,0 | 40 | 49 |
3,5 | / | 3,5 | 6,0 | 37 | 43 |
11,5 | / | 11,5 | 9,0 | 47 | 56 |
14.5 | / | 14.5 | 10,0 | 32 | 42 |
3,5 | / | 3,5 | 6,0 | 34 | 40 |
1 | / | 1 | 5,0 | 30 | 35 |
8 | / | 8 | 8,0 | 42 | 50 |
6 | / | 6 | 7,0 | 52 | 59 |
8 | / | 8 | 8,0 | 38 | 46 |
11,5 | / | 11,5 | 9,0 | 39 | 48 |
14.5 | / | 14.5 | 10 | 32 | 42 |
∑=91 | 0 =∑ | ||||
S = 7.69 | S = 8.03 | ||||
-3.4 دالة عند مستوى (0.01) | قيمة Z Wilcoxon | ||||
0.89 دال (مرتفع) | حجم التأثير d كوهين | ||||
0.28 دال (مرتفع) | حجم التأثير |
يتضح من خلال الجدول (9) أن هناك فروقا دالة إحصائيا بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية في
القياسين القبلي والبعدي للاكتئاب؛ عند مستوى دلالة (0.01) وأمام درجات حرية (15)؛ ولصالح القياس الثاني بمتوسط حسابي أقل (عدم تحقق الفرضية الصفرية الأولى). مما يشير إلى انخفاض مستوى الأعراض الاكتئابية لدى أفراد مجموعة التجربة عقب انتهاء الجلسات التدريبية مباشرة، والذي يستدل عليه من خلال ارتفاع حجم تأثير البرنامج وفق قيم (d, 2 η).
جدول (10): الفرق بين القياسين القبلي والبعدي للاكتئاب وفق قيمة Z (المجموعة الضابطة)
الفروق (+) | الفروق (-) | ترتيب الفروق | الفروق | درجات القياس البعدي | درجات القياس القبلي |
/ | 00 | 40 | 40 | ||
/ | 00 | 32 | 32 | ||
5 | 5 | 1 | 36 | 37 | |
5 | 5 | 1 | 32 | 33 | |
5 | 5 | 1 | 50 | 51 | |
5 | 5 | 1 | 43 | 44 | |
5 | 5 | -1 | 56 | 55 | |
/ | 00 | 38 | 38 | ||
5 | 5 | 1 | 39 | 40 | |
/ | 00 | 39 | 39 | ||
5 | 5 | 1 | 50 | 51 | |
5 | 5 | -1 | 59 | 58 | |
5 | 5 | -1 | 49 | 48 | |
/ | 00 | 47 | 47 | ||
/ | 00 | 35 | 35 | ||
∑ = 30 | ∑ = 15 | 43 | 43.78 | ||
/ | S = 8.43 | S = 8.09 | |||
-2.55 غ دالة عند مستوى (0.01) | قيمة Z |
يظهر الجدول (10) أنه لا توجد فروقا دالة إحصائيا بين متوسطي درجات المجموعة الضابطة في
القياسين القبلي والبعدي للاكتئاب (تحقق الفرضية الصفرية الثانية). مما يشير إلى استقرار مستوى الأعراض الاكتئابية لدى أفراد المجموعة الضابطة، وهو أمر متوقع نظرا لعدم مشاركتهم في البرنامج.
جدول (11): الفرق بين المجموعتين (التجريبية، الضابطة) في القياس البعدي للاكتئاب وفق قيمة Z
الفروق (+) | الفروق (-) | ترتيب الفروق | الفروق | درجات مج التجريبية | درجات مج الضابطة |
3 | / | 3 | 5 | 35 | 40 |
9.5 | / | 9.5 | 8 | 24 | 32 |
3 | / | 3 | 5 | 31 | 36 |
9.5 | / | 9.5 | 8 | 24 | 32 |
14 | / | 14 | 10 | 40 | 50 |
5.5 | / | 5.5 | 6 | 37 | 43 |
12.5 | / | 12.5 | 9 | 47 | 56 |
5.5 | / | 5.5 | 6 | 32 | 38 |
3 | / | 3 | 5 | 34 | 39 |
12.5 | / | 12.5 | 9 | 30 | 39 |
9.5 | / | 9.5 | 8 | 42 | 50 |
7 | / | 7 | 7 | 52 | 59 |
15 | / | 15 | 11 | 38 | 49 |
9.5 | / | 9.5 | 8 | 39 | 47 |
1 | / | 1 | 3 | 32 | 35 |
∑ =46 | ∑ =0 | 35,8 | |||
S = 7,69 | S = 8.43 | ||||
– 3.4 دالة عند مستوى (0.01) | قيمة Z |
يبين الجدول (11) أن هناك فروقا دالة إحصائيا بين متوسطي درجات المجموعتين التجريبية والضابطة
في القياس البعدي للاكتئاب، ولصالح المجموعة الأولى بمتوسط حسابي أقل (عدم تحقق الفرضية الصفرية الثالثة). مما يشير إلى التحسن الذي أحرزه أفراد مجموعة التجربة؛ على إثر انتهاء الجلسات التدريبية (مقارنة بالمجموعة الضابطة)، والذي يرجع في تقديرنا إلى استفادتهم من محتوى البرنامج.
تأسيسا على نتائج اختبار الفرضيات الجزئية (1) (2) (3) نستخلص أن للبرنامج الإرشادي المقترح
أثرا إيجابيا فوريا في تخفيف أعراض الاكتئاب. وهو ما تفسره الباحثتان على ضوء فاعلية تدريبات البرنامج في إكساب المشاركين (أفراد التجربة) استراتيجيات التعامل الفعال مع مشكلة اكتئابهم؛ والتي تنوعت بين:
* مهارات إعادة البناء المعرفي الجلسات (3- 8): تمثلت في تزويد المشاركين بمعلومات تثقيفية حول موضوع “الاكتئاب” لزيادة وعيهم بمشكلتهم (مصادرها، أعراضها، علاجها)، وكذا تبصيرهم بالعلاقة بين (الأفكار المشاعر السلوك) وفق تقنية ملء الفراغ ABC؛ باعتبارها المحدد الأساسي لنمط استجاباتهم تجاه مختلف المواقف، أيضا مساعدتهم على مراقبة وحصر الأفكار السلبية المرتبطة بسلوكاتهم غير المتكيفة تجاه أنفسهم الآخرين والحياة بشكل عام باستخدام فنيات (المراقبة الذاتية، الأسئلة السقراطية، السجل اليومي للأفكار المختلة وظيفيًا (DRDT، ومن ثم تمكينهم من تعديل نمط تفكيرهم على نحو أكثر عقلانية بتدريبهم على فنيات (إعادة العزو، تحسين لغة الحوار الداخلي، التفكير بتدرجات الرمادي، إيجاد البدائل، تفحص الدليل، الإقلال من صفة الكارثية). وما يرافق كل ذلك من مشاعر ايجابية ومرونة في التعامل مع الضغوط.
* مهارات تفعيل وتنشيط الذات الجلسات (9- 12): إن إكساب المشاركين عادات سلوكية جديدة مثل (تدريج المهام، إدارة الوقت، حل المشكلات، توكيد الذات) ساعدهم في تحديد وتصحح المعرفيات التي تقف وراء سلوكاتهم غير المتكيفة كالشعور بالعجز الفشل اليأس وعدم القدرة على الاستماع بأي شيء، فضلا عن تعديل مزاجهم؛ تجديد طاقاتهم؛ زيادة دافعتيهم وكفاءة أدائهم لمختلف أدوارهم الحياتية.
* مهارات التهدئة والتسكين الجلسات (13- 14): استفاد المشاركون من فنيات (وقف تدفق الأفكار؛ الاسترخاء؛ التحلي بروح الدعابة والمرح؛ تحسين لغة الحوار الداخلي؛ ممارسة الرياضة والتغذية الصحية) في خفض آثار الاكتئاب على صحتهم النفسية والجسدية؛ وتبينهم لردود فعل أكثر تحكما وأقل توترا.
تتفق هذه النتيجة مع نتائج العديد من الدراسات التي أكدت فاعلية برامج تعتمد على تنوع المهارات؛ في خفض الأعراض الاكتئابية ولدى فئات متباينة مثل متعالجي الاكتئاب في دراسة
Rush et al (1977); Black burn et al (1981); Fava et al (1994) في (بكيري، 2012)[13]، طلبة المرحلة الثانوية بغزة في دراسة (النجمة، 2008)[14] ، المراهق السكري (بكيري، 2012) الجزائر[15]، المصابون بالعقم (بودحوش، 2016) الجزائر[16]، أطفال الأمهات المصابات بمرض مزمن (علاء الدين وقزق، 2017) الأردن[17]، جرحى الحرب الليبيين (الهلاك والشوبكي، 2019)[18].
2.6- نتائج معالجة الفرضية الثانية: نصت على استمرار أثر البرنامج في خفض أعراض الاكتئاب خلال فترة المتابعة (بعد شهرين من انتهاء جلساته). لاختبار هذه الفرضية تم تطبيق معادلة (Wilcoxon) للكشف عن الفروق بين القياسين (البعدي، التتبعي) لأعراض الاكتئاب لدى المجموعة التجريبية؛ وفق قيمة (Z) كما يوضحه الجدول (12).
جدول (12): الفرق بين القياسين البعدي والتتبعي للاكتئاب وفق قيمة Z (المجموعة التجريبية)
الفروق (+) | الفروق (-) | ترتيب الفروق | الفروق | درجات القياس التتبعي | درجات القياس البعدي |
3.5 | / | 3.5 | 1 | 34 | 35 |
10 | / | 10 | 2 | 22 | 24 |
3.5 | / | 3.5 | 1 | 30 | 31 |
3.5 | / | 3.5 | 1 | 23 | 24 |
10 | / | 10 | 2 | 38 | 40 |
10 | / | 10 | 2 | 35 | 37 |
10 | / | 10 | 2 | 45 | 47 |
3.5 | / | 3.5 | 1 | 31 | 32 |
3.5 | / | 3.5 | 1 | 33 | 34 |
10 | / | 10 | 2 | 28 | 30 |
10 | / | 10 | 2 | 40 | 42 |
3.5 | / | 3.5 | 1 | 51 | 52 |
10 | / | 10 | 2 | 36 | 38 |
14.5 | / | 14.5 | 3 | 36 | 39 |
14.5 | / | 14.5 | 3 | 29 | 32 |
∑ = 70 | ∑ = 0 | 34.06 | 35,8 | ||
S = 7.66 | S = 7,69 | ||||
-3.4 دالة عند مستوى (0.01) | قيمة Z |
يتضح من خلال الجدول (12) أن هناك فروقا دالة إحصائيا بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية
في القياسين البعدي والتتبعي للاكتئاب؛ عند مستوى دلالة (0.01) وأمام درجات حرية (15)؛ ولصالح القياس الثاني بمتوسط حسابي أقل (تحقق فرضية الدراسة الثانية). مما يشير إلى استمرار التحسن لدى المشاركين في البرنامج؛ حتى بعد شهرين من انتهاء جلساته، أي نجاحهم في الاحتفاظ بمكاسبهم الفعلية من البرنامج وقدرتهم على تعميمها خلال مواقف حياتهم اليومية (انتقال الأثر الإيجابي للتعلم من القصدية إلى التلقائية).
ترى الباحثتان أن هذه النتيجة تعزى إلى بعض العوامل التي سهلت استفادة المشاركين من محتوى
البرنامج فهما وممارسة، كالواجبات المنزلية التي كانت تقدم مع نهاية كل جلسة لتناقش وتصوب مع بداية الحصة المقبلة، كذلك أسلوب الإرشاد الجماعي المتبع في الجلسات؛ وما يتسم به من الحرية التفاعل المشاركة الوجدانية التعاون والاحترام المتبادل بين أعضاء الجماعة، أيضا الحاجة الملحة لدى المشاركين في تخفيف معاناتهم التي تظهر من خلال دافعيتهم المرتفعة لحضور جلسات البرنامج والتزامهم بقواعده. فضلا عن توخي الباحثتين الدقة والتنظيم في بناء البرنامج وتفعيله، عملا بآراء محكمين من ذوي الخبرة لتلافي أخطاء قد تحول دون تحقيق الأهداف المسطرة.
تتفق النتيجة مع رأي (عبد الله، 2000)؛ حيث تزود البرامج الانتقائية المتدربين بدفاعات نفسية
مستقبلية؛ بما له صلة بالوقاية والتحصين من الانتكاس، إذ يمتد أثرها يمتد لفترة طويلة بعد انتهاء الجلسات التدريبية[19]. ومع نتائج بعض الدراسات التي أثبتت الأثر المؤجل للبرامج الانتقائية في خفض الأعراض الاكتئابية ولدى فئات متباينة مثل متعالجي الاكتئاب في دراسة [20]Rush et al (1977) وذلك بعد مرور سنة على علاجهم؛ وحتى بعد مرور سنتين في دراسة Fava et al (1994)[21]، مرضى الفشل الكلوي (فايد، 2010)[22] ، أطفال الأمهات المصابات بمرض مزمن (علاء الدين وقزق، 2017) الأردن[23].
خاتمة:
تمثل الدراسة الحالية تجربة علاجية معدة ومخططة وفق الوضعيات المحلية؛ لأكثر الاضطرابات النفسية
شيوعا في مجتمعنا، فالاكتئاب بما يحمله بين طياته من جوانب العجز والفشل لدى الأفراد في شتى مناحي الحياة، كان دافعا قويا لوضع تصور مقترح لبرنامج يتضمن توليفة مهارات وفنيات منتقاة بعناية من مصادر إرشادية مختلفة؛ منظمة ومتسقة فيما بينها في شكل جلسات تدريبية متسلسلة، لإكساب عينة من المكتئبين مجموعة خبرات علمية عملية قد تكون لها فعاليتها في تخفيف معاناتهم. وبعد إجراء المعالجات الإحصائية المناسبة لأداء المجموعتين الضابطة والتجريبية على مقياس “بيك” للاكتئاب؛ قبل تطبيق البرنامج وبعده، أظهرت النتائج تفوق مجموعة التجربة في القياسين البعدي والتتبعي لأعراض الاكتئاب، وما يحمله ذلك من مضامين علاجية ووقائية للبرامج الإرشادية الانتقائية في التعامل مع مشكلة الاكتئاب.
وعلى ضوء ذلك اقترحت الباحثتان بعض النقاط التي قد تكون لها أهميتها البحثية والسريرية:
-الدراسة الإكلينيكية المعمقة للمفحوصين قبل إخضاعهم للعلاج، لأنها تسمح “بالتشخيص الفارق” للاضطراب محل الدراسة؛ وتسهل علينا اختيار الأساليب الفضلى لعلاجه.
– تطوير برامج إرشادية لحالات اكتئاب وغيره من الاضطرابات النفسية على غرار برنامج الدراسة الحالية، لتوسيع مجالات استخدام الأسلوب الانتقائي، كونه الأكثر تلاؤما لواقع تفرد الحالات وتعدد مشكلاتهم؛ والأفضل مواكبة للتطورات الحاصلة في مجال المعالجة النفسية.
– إجراء دراسات تتبعية لبرامج انتقائية وعلى مدى أطول؛ للكشف عن أثرها المؤجل في تخفيف حدة الاكتئاب وغيره من الاضطرابات، وهو ما يخدم موضوعات ذات العلاقة بـ “الوقاية من الانتكاس”.
قائمة المراجع:
- ابن منظور، لسان العرب، دار لسان العرب، بيروت، (د. ت).
- بكيري نجيبة، أثر برنامج معرفي سلوكي في علاج بعض الأعراض النفسية للسكريين المراهقين، رسالة دكتوراه في علم النفس العيادي، جامعة باتنة، الجزائر، 2012.
- بودحوش نصر الدين، أثر برنامج علاجي في التخفيف من حدة الأعراض الاكتئابية لدى المصابين بالعقم، رسالة ماجستير في علم النفس العيادي، جامعة وهران 2، الجزائر، 2016.
- تونسي عديلة، القلق والاكتئاب لدى عينة من المطلقات وغير المطلقات في مدينة مكة المكرمة، رسالة ماجستير في الإرشاد النفسي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 2002.
- سرى إجلال محمد، علم النفس العلاجي، عالم الكتب، القاهرة، ط2،
- الشربيني لطفي، الاكتئاب: الأسباب المرض والعلاج، دار النهضة العربية، بيروت، ط 1، 2001.
- الصطوف لارا ، الانفصال العاطفي بين الزوجين وعلاقته بالاكتئاب والقلق لدى الأبناء المراهقين، رسالة ماجستير في الصحة النفسية للطفل والمراهق، جامعه دمشق، سوريا، 2015.
- عبد الله محمد، العلاج المعرفي السلوكي: أسس وتطبيقات، دار الرشاد: مصر، 2000.
- علاء الدين جهاد، وأمل قزق، برنامج إرشاد جمعي في خفض القلق والاكتئاب لدى أطفال الأمهات المصابات بمرض مزمن، المجلة الأردنية في العلوم التربوية، 13 (1)، 2017، ص ص. 31- 45.
- عيساوي إيمان، وعماري نسيبة، فاعلية برنامج إرشادي انتقائي للتخفيف من درجة الاحتراق النفسي لدى الأستاذ الجامعي، رسالة ماستر في علوم الإرشاد والتوجيه بجامعة حمة لخضر: الوادي، الجزائر، 2015.
- النجمة علاء، فاعلية برنامج إرشادي نفسي للتخفيف من أعراض الاكتئاب عند طلاب المرحلة الثانوية، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الإسلامية، غزة، 2008.
- الهلاك مصطفى، والشوبكي نايفة، فاعلية برنامج إرشادي جمعي معرفي سلوكي في خفض مستويات أعراض الاكتئاب واضطراب ضغط ما بعد الصدمة لدى عينة من جرحى الحرب الليبيين، المجلة الإنسانية بجامعة النجاح، نابلس، 17 (1)، 2019، ص ص. 10-11.
- هندية محمد، مدى فاعلية برنامج علاجي معرفي سلوكي في تخفيف حدة الاكتئاب لدى الأطفال، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة عين شمس، مصر، 2003.
- الهور علاء، فاعلية برنامج نفسي إسلامي لخفض أعراض الاكتئاب النفسي، رسالة ماجستير في الصحة النفسية والمجتمعية، الجامعة الإسلامية، غزة، 2016.
15- Beck Aron, Cognitive therapies: Essential papers psychoanalysis, University Press: New York, USA, 1997.
16- Capuzzi David, Counseling and psychotherapy and integrative perspective, 2000.
17- DSM IV, Diagnostic Criteria, American Psychiatric Association, Washington, 1994.
ملحق الجداول:
ملحق (1): مقياس الاكتئاب بصورته النهائية
العبارات | إلى أي حد تنطبق عليك كل عبارة من العبارات؟ | |||
دائما | كثيرا | أحيانا | نادرا | |
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
12.أنا غير جاد في إنجاز أي عمل | ||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
ملحق(2): مختصر البرنامج الإرشادي الانتقائي المقترح لتخفيف الأعراض الاكتئاب لدى عينة من المفحوصين
المجموعة | رقم الجلسة | تاريخ الجلسة | موضوع الجلسة |
التجريبية | نوفمبر- ديسمبر 2019 | التطبيق الأولي لمقياس الاكتئاب على المجموعتين | |
الضابطة | |||
عينة استطلاعية | جانفي – فيفري 2020 | التجريب الاستطلاعي للبرنامج (ن= 7) | |
التجريبية | 7 مارس- 18 جويلية | التجريب الأساسي للبرنامج (تنفيذه على مجموعة التجربة) | |
التجريبية | 1 | 7 مارس 2020 | التعارف والتعريف بالبرنامج |
التجريبية | 2 | 14 مارس 2020 | أهداف و توقعات المشاركين من البرنامج |
التجريبية | 3 | 21 مارس 2020 | تطويق مشكلة الاكتئاب (مفهومه، أسبابه، أعراضه) |
التجريبية | 4 | 4 أفريل 2020 | الوعي بالذات: إدراك العلاقة بين (التفكير، المشاعر، السلوك) |
التجريبية | 5 | 11 أفريل 2020 | مراقبة وتحديد الأفكار غير المتكيفة (1) |
التجريبية | 6 | 18 أفريل 2020 | مراقبةوتحديد الأفكار غير المتكيفة (2) |
التجريبية | 7 | 25 أفريل 2020 | تعديل الأفكار غير المتكيفة (1) |
التجريبية | 8 | 2 ماي 2020 | تعديل الأفكار غير المتكيفة (2) |
التجريبية | 9 | 16 ماي 2020 | معاينة مستوى النشاط وتحسينه (1) |
التجريبية | 10 | 23 ماي 2020 | معاينة مستوى النشاط وتحسينه (2) |
التجريبية | 11 | 6 جوان 2020 | حل المشكلات |
التجريبية | 12 | 13 جوان 2020 | توكيد الذات |
التجريبية | 13 | 20 جوان 2020 | تهدئة وتسكين العقل والجسم (1) |
التجريبية | 14 | 27 جوان 2020 | تهدئة وتسكين العقل والجسم (2) |
التجريبية | 15 | 4 جويلية 2020 | التهيؤ لمواجهة المشكلة (الاكتئاب) |
التجريبية | 16 | 11 جويلية 2020 | المواجهة الفعلية للمشكلة |
التجريبية | 17 | 18 جويلية 2020 | الإنهاء والتقييم (التطبيق الثاني لمقياس الاكتئاب وتوزيع استمارة تقييم البرنامج) |
18- 19 جويلية 2020 | القياس البعدي | ||
التجريبية | / | 18 جويلية 2020 | التطبيق الثاني لمقياس الاكتئاب بعد انتهاء البرنامج مباشرة |
الضابطة | / | 19 جويلية 2020 | التطبيق الثاني لمقياس الاكتئاب بعد انتهاء البرنامج مباشرة |
التجريبية | 18 | 19 سبتمبر2020 | القياس التتبعي (التطبيق الثالث للمقياس والمتابعة النفسية) |
ملحق (3): نموذج لاستمارة تقييم الجلسة (1- 17)
ضع علامة (×) في الخانة المناسبة | |||||||
الجلسة | ما رأيك في المعلومات والتدريبات التي قدمت خلال الجلسة؟ | كيف كانت مشاعرك في الجلسة؟ | |||||
مفيدة | واضحة | سهلة | جديدة | سعيد | مرتاح | راض | |
1 | |||||||
2 | |||||||
3 | |||||||
4 | |||||||
5 | |||||||
6 | |||||||
7 | |||||||
8 | |||||||
9 | |||||||
10 | |||||||
11 | |||||||
12 | |||||||
13 | |||||||
14 | |||||||
15 | |||||||
16 | |||||||
17 |
ملحق (4): نموذج لاستمارة تقييم البرنامج الموزعة نهاية الجلسة (17)
ضع علامة (×) في الخانة المناسبة | نعم | نوعا ما | لا |
هل كونت مفهوم جيدة عن مشكلتك (الاكتئاب)؟ | |||
هل تستطيع تحديد المواقف التي تتسبب في شعورك بالاكتئاب؟ | |||
هل أصبحت أكثر معرفة بردود أفعالك على تلك المواقف؟ | |||
هل تدرك الآن العلاقة بين (التفكير، المشاعر، السلوك)؟ | |||
هل أصبحت أكثر وعيا بالأفكار المرتبطة بمعاناتك؟ | |||
هل تعلمت تعديل أفكارك السلبية إلى أفكار إيجابية؟ | |||
هل تعلمت استبدال الحديث الذاتي السلبي بحديث ذاتي إيجابي؟ | |||
هل تشعر بأنك أكثر نشاطا وفعالية عن السابق؟ | |||
هل تعلمت انتقاء الحلول الملائمة لمشكلاتك؟ | |||
هل تحسنت نظرتك إلى نفسك (ذاتك)؟ | |||
هل تحس بثقة أكثر في نفسك عند تعاملك مع الآخرين؟ | |||
هل يمكنك طلب المساعدة من الآخرين إن احتجت لها؟ | |||
هل يمكنك تقديم المساعدة لآخرين في حاجة إليها؟ | |||
هل تستطيع ضبط انفعالاتك عند مواجهتك لمواقف ضاغطة؟ | |||
هل تعلمت كيف تدير وقتك بفعالية؟ | |||
هل تعلمت كيف تحافظ على سلامة صحتك البدنية والنفسية؟ | |||
هل شعرت بانخفاض مستوى الاكتئاب لديك بعد انتهاء البرنامج؟ | |||
هل شعرت بأن البرنامج قد حقق لك فائدة كبيرة؟ |
[1]علاء الهور، فاعلية برنامج نفسي إسلامي لخفض أعراض الاكتئاب النفسي، رسالة ماجستير في الصحة النفسية والمجتمعية، الجامعة الإسلامية، غزة، 2016، ص 3- 4.
2لطفي الشربيني، الاكتئاب: الأسباب المرض والعلاج، دار النهضة العربية، بيروت، ط 1، 2001، ص 7- 12.
[3] DSM IV, Diagnostic Criteria, American Psychiatric Association, Washington, 1994.
[4]إيمان عيساوي، ونسيبة عماري، فاعلية برنامج إرشادي انتقائي للتخفيف من درجة الاحتراق النفسي لدى الأستاذ الجامعي، رسالة ماستر في علوم الإرشاد والتوجيه، جامعة حمة لخضر: الوادي، الجزائر، 2015، ص 17.
[5]إجلال محمد سرى، علم النفس العلاجي، عالم الكتب، القاهرة، ط2، 2000، ص274.
[6]ابن منظور، لسان العرب، دار لسان العرب، بيروت، (د. ت).
[7]محمد هندية، مدى فاعلية برنامج علاجي معرفي سلوكي في تخفيف حدة الاكتئاب لدى الأطفال، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة عين شمس، مصر، 2003، ص 8.
[8]مصطفى الهلاك، ونايفة الشوبكي، فاعلية برنامج إرشادي جمعي معرفي سلوكي في خفض مستويات أعراض الاكتئاب واضطراب ضغط ما بعد الصدمة لدى عينة من جرحى الحرب الليبيين، المجلة الإنسانية بجامعة النجاح، نابلس، 17 (1)، 2019، ص 10-11.
[9]لارا الصطوف، الانفصال العاطفي بين الزوجين وعلاقته بالاكتئاب والقلق لدى الأبناء المراهقين، رسالة ماجستير في الصحة النفسية للطفل والمراهق، جامعه دمشق، سوريا، 2015، ص 53- 54.
[10]عديلة تونسي، القلق والاكتئاب لدى عينة من المطلقات وغير المطلقات في مدينة مكة المكرمة، رسالة ماجستير في الإرشاد النفسي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 2002، ص 69- 71.
[11]David Capuzzi, Counseling and psychotherapy and integrative perspective, 2000.
[12]Aron Beck, Cognitive therapies: Essential papers psychoanalysis, University Press: New York, USA, 1997, p 40.
[13]في نجيبة بكيري، أثر برنامج معرفي سلوكي في علاج بعض الأعراض النفسية للسكريين المراهقين، رسالة دكتوراه في علم النفس العيادي: جامعة باتنة: الجزائر، 2012، ص 27- 36.
[14]علاء النجمة، فاعلية برنامج إرشادي نفسي للتخفيف من أعراض الاكتئاب عند طلاب المرحلة الثانوية، رسالة ماجستير غير منشورة: الجامعة الإسلامية، غزة، 2008.
[15]نجيبة بكيري، أثر برنامج …،
[16]نصر الدين بودحوش، أثر برنامج علاجي في التخفيف من حدة الأعراض الاكتئابية لدى المصابين بالعقم، رسالة ماجستير في علم النفس العيادي: جامعة وهران 2، الجزائر، 2016.
[17]جهاد علاء الدين، وأمل قزق، برنامج إرشاد جمعي في خفض القلق والاكتئاب لدى أطفال الأمهات المصابات بمرض مزمن، المجلة الأردنية في العلوم التربوية، 13 (1)، 2017، ص ص. 31- 45.
[18]مصطفى الهلاك، ونايفة الشوبكي، فاعلية برنامج …، ص 10- 11.
[19]محمد عبد الله، العلاج المعرفي السلوكي: أسس وتطبيقات، دار الرشاد: مصر، 2000، ص 148.
[20] في نجيبة بكيري، أثر برنامج …، ص 27- 28.
[21]في المرجع السابق نفسه، ص 35- 36.
[22] في علاء الهور، فاعلية برنامج، …، ص 98.
[23]جهاد علاء الدين، وأمل قزق، برنامج إرشاد …، ص 31- 45.