نظرية الحقول الدلالية، مفهومها، أسسها، انتقالاتها.
Semantic field theory, its concept, foundations, and transitions.
لطيفة السالمي، طالبة بسلك الدكتوراه، جامعة محمد الخامس، الرباط.
Latifa ES-Salmi Ecole Normale Supérieure, Mohammed V University – Rabat. Morocco
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية العدد 77 الصفحة 121.
ملخصيعد انتقال النظريات من أهم الظواهر التي عرفتها مجالات مختلفة، سيما المجال البيداغوجي؛ إذ انفتح على منابع معرفية متنوعة؛ أدبية، نقدية، لسانية، نفسية، اجتماعية […]. فاستفاد منها في تقديم مختلف المكونات المدرجة داخل الكتاب المدرسي، بدءا بمكون النصوص، مرورا بمكون الدرس اللغوي، وصولا إلى مكون التعبير والإنشاء.
وعلى هذا الأساس؛ شكل مكون النصوص مجالا خصبا، لبلورة وظهور هذه النظريات الكثيرة، بطرق متباينة. ونستشهد في هذا السياق بنظرية واحدة، ستكون موضوع اشتغالنا داخل هذا المقال، ويتعلق الأمر بنظرية الحقول الدلالية.
يعتبر الحقل اللساني المجال الأول الذي نشأت داخله الحقول الدلالية، لتنتقل بعد ذلك إلى المجال البيداغوجي. وسنحاول أن نفصل في ثنايا هذا البحث، مظاهر هذا الانتقال وخصائصه.
الكلمات المفاتيح: نظرية -الحقول – الدلالية-البيداغوجية […]Abstract
The transmission of theories is one of the most important phenomena in different fields, especially the pedagogical field. It was opened to various sources of knowledge; Literary, critical, linguistic, psychological, social […]. He benefited from it in presenting the various components included in the textbook, starting with the component of texts, passing through the component of the linguistic lesson, leading to the component of expression and construction.
based on this; The text component formed a fertile field for the crystallization and emergence of these many theories, in different ways. We cite in this context one theory, which will be the subject of our work in this article, and it is related to the theory of semantic fields.
The linguistic field is considered the first field in which the semantic fields arose, and then moved to the pedagogical field. We will try to separate in this research the manifestations and characteristics of this transition, adopting the following plan:
Keywords: theory – fields – semantic – pedagogical
مدخليعد تحديد المصطلحات، خطوة أساسية في البحوث جميعها؛ ذلك أن التعريف بهذه الكلمات، يساعد في فهم البحث جيدا من جهة، كما يرفع اللبس الذي قد يحصل بين الباحث والقارئ من جهة ثانية.
واستحضارا لقول الدكتور “محمد مفتاح”، بخصوص المعجم؛ إذ اعتبره لحمة النص، فلا بد أن نسعى في بحثنا إلى الحفاظ على هذه اللحمة، بإزالة الغموض عن مختلف المصطلحات الواردة في عنوان البحث؛ لغة واصطلاحا. وعليه؛ يمكننا أن نوضح ذلك على النحو الآتي:
- التطبيقات:
- لغة؛ من طَبَّقَ، يُطَبِّقُ، تَطْبِيقاً. “وطَبَّقَ الغيثُ الأرضَ: ملأها وعمَّها، والمُطَبِّقْ من الرجال: الذي يصيب الأمور برأيه.”[1]
- اصطلاحا: “تطبيق Application مستوى من المستويات المعرفية، يستطيع المتعلم فيها أن يطبق ما سبق تعلمه في موقف جديدة، حيث تظل قيمة ما تعلمه الشخص في موقف ما محدودة إلى أن تتاح له الفرصة لتطبيقه في مجالات الحياة اليومية.”[2]
بناء على ما ورد في التعريف أعلاه، يتبين أن مصطلح التطبيق، يحيل على الأجرأة الفعلية لمختلف المعارف النظرية، بهدف قياس مدى قابليتها للتطبيق من عدمها.
- البيداغوجية:
- لغة: البيداغوجيا كلمة يونانية معربة، تتكون من حيث الاشتقاق اللغوي من شقين؛ هما: Péda وتعني الطفل أو التوجيه، Agogé وتعني القيادة والسياقة. وبناء على هذا؛ كان البيداغوجي، هو الشخص المكلف بمراقبة الأطفال ومرافقتهم في خروجهم للتكوين أو النزهة، والأخذ بيدهم ومصاحبتهم. وقد كان العبيد يقومون بهذه المهمة في العهد اليوناني القديم[3].
- اصطلاحا: لقد أُخِذَتْ كلمة بيداغوجية بمعان عدة، من حيث الاصطلاح، ومن التعاريف التي عرفت بها ما يلي:
- “مجموع الممارسات الواعية التي تهدف إلى ضمان وظيفة تربوية”[4] أو “كل نشاط يبذله شخص قصد تطوير تعلم محدد لدى الآخرين”[5]
إن الحديث عن البيداغوجية، هو الحديث عن الحقل التربوي، بمجمل مكوناته، فهو التجلي الواضح للبيداغوجية؛ ويقصد بها -بناء على ما تم ذكره سابقا-مجموع النظريات التربوية التي تهتم بشؤون التربية والتعليم، وتهدف إلى تحسينها بشتى الطرق.
- النظرية:
- لغة: (مفرد): جمعها؛ نظريات، وحسب المعجم الصافي في اللغة العربية، فإن النظرية مأخوذة من الجذر اللغوي: “نَظَرَ، يَنْظُرُ، نَظْراً”[6]
- اصطلاحا: “نقصد عادة بالنظرية، مجموعا منسجا من الافتراضات، القابلة للتقصي، فالافتراض والانسجام والتقصي، مفاهيم أساسية، تحدد بعد النظرية.”[7]
يتبين أن مصطلح “النظرية” ارتبط في بداياته بالمجال العِلمي، لتستفيد منه مجالات معرفية أخرى، ومن ثم فهو يحيل على المعارف النظرية، التي لم تخضع بعد للتطبيق.
- الحقول:
- لغة: ورد في معجم المنجد ما يلي: “حقِلَ، حَقَلاً وحَقْلَةً البعير أو الفرس: أصابه وجع في بطنه من أكل التراب. الحِقْلُ والحَقْلَةُ (طب): وجع في بطن الفرس أو الجمل من أكل التراب مع البقل”[8].
- اصطلاحا: هو العمود الذي تندرج ضمنه وحدات لغوية تجمعها خصائص مشتركة، كالألوان والأمراض، والصفات وغيرها، فهو يجمع كلمات مرتبطة دلاليا، يصنفها ضمن لفظ عام، في زمن محدد، ولغة معينة محددة[9]
- الدلالية:
- لغة: الدلالية من “دِلالة (مفرد)، مصدر دل بدلالة كذا. دَلالة؛ ما يفهم من اللفظ عند إطلاقه “لهذه الكلمة دِلالة خاصة”.[10]
- اصطلاحا: عرف هذا المصطلح كثيرا في مجال اللسانيات، باعتباره يشكل أحد فروعها ومكوناتها الأساسية، ومن تعريفاته ما يأتي:
- يستعمل هذا المصطلح عادة في مقابل مصطلح المعنى، وقد يأتي أحيانا مكافئا له.”[11]
تأسيسا على ما سبق؛ يمكن القول إن العنوان الذي اخترناه موضوع مقالنا، يشير إلى ظاهرة من الظواهر الهامة، التي اكتسحت المجال المعرفي في الآونة الأخيرة على نحو مخصوص؛ بحيث شهد (المجال المعرفي) انتقال نظريات كثيرة من حقل إلى آخر. وتعتبر نظرية الحقول الدلالية أهمها، وسنأتي إلى التفصيل كل هذا في محاور مقالنا.
المحور الأول: الأسس النظرية للحقول الدلالية
لقد عنونا المحور الأول من مداخلتنا ب “الأسس النظرية للحقول الدلالية”، لأسباب عدة؛ أهمها يمكن أن نشير إلى اعتماد مبدأ التدرج في البحث؛ لأن دراسة موضوع الحقول الدلالية في المجال التربوي، تفرض العودة إلى البحث في أصول هذه النظرية في اللسانيات، باعتبارها تشكل الانطلاقة الفعلية للاهتمام بهذا الموضوع، وتوجيه العناية أكثر إلى علم الدلالة كفرع رئيس في اللسانيات.
وعليه؛ سنسعى في هذا المحور إلى بيان الأسس التي تقوم عليها نظرية الحقول الدلالية معتمدين في ذلك على كتاب علم الدلالة لأحمد مختار عمر، على النحو الآتي:
لقد اخترنا كتاب علم الدلالة “لأحمد مختار عمر“، مرجعا رئيسا نستند إليه في توضيح مختلف الأسس، التي تنبني عليها نظرية الحقول الدلالية. ويعد هذا الكتاب من أهم الكتب التي انشغلت بدراسة علم الدلالة والتفصيل فيه، فتعرضت لكل جوانبه بالدراسة.
وبالرجوع إلى موضوعنا الأساس، نشير إلى أن الكاتب تناول موضوع الحقول الدلالية في الفصل الرابع من الباب الثاني المعنون “مناهج دراسة المعنى”، وسنركز اهتمامنا على هذا الفصل دون غيره، من خلال المحاور التالية:
- مفهوم النظرية:
عرف أحمد مختار عمر الحقل الدلالي في قوله “الحقل الدلالي Semantic field أو الحقل المعجمي Lexical field هو مجموعة من الكلمات ترتبط دلالاتها، وتوضع عادة تحت لفظ عام يجمعها. مثال ذلك كلمات الألوان في اللغة العربية. فهي تقع ضمن المصطلح العام “لون” وتضم ألفاظا مثل: أحمر-أزرق-أصفر-أخضر-أبيض … “[12].
وبالإضافة إلى هذا، يشير إلى أن فهم كلمة ما يتطلب فهم مجموع الكلمات المرتبطة بها دلاليا، أو دراسة العلاقات الرابطة بين هذه المفردات داخل الحقل أو ما يتصل به من مواضيع فرعية كما أكد[13]Gohn Lyons ، الذي عرف معنى الكلمة في قوله بأنه: “محصلة علاقاتها بالكلمات الأخرى في داخل الحقل المعجمي”[14].
يستفاد من التعريف الذي قدمه المُؤَلِّف أن الحقل الدلالي أو الحقل المعجمي هو قائمة من الألفاظ، التي اشتركت في المعنى نفسه، حتى شكلت حقلا دلاليا واحدا. وللوصول إلى هذا المعنى لا بد من دراسة الكلمة في اتصالها بالكلمات المجاورة لها، نظرا لاختلاف معناها وتغيره؛ فمعناها وهي منعزلة ليس هو نفسه عندما تدخل في سياق جملة من الألفاظ.
وعليه؛ فإن الغاية من تحليل الحقول الدلالية هي جمع شتات الكلمات التي تنضوي ضمن حقل ما، وبيان صلاتها فيما بينها، سواء أكانت ظاهرة أم مضمرة من أجل الوصول إلى علاقتها بالمصطلح العام “الحقل العام”.
إن المتأمل لتعريف “أحمد مختار عمر” للحقول الدلالية يلاحظ أنه لم يميز بين الحقل المعجمي والحقل الدلالي؛ إذ فصل بين الأول والثاني ب “أو” التي تفيد التخيير؛ فهما (الحقل الدلالي/الحقل المعجمي) حسبه (المُؤَلِّف) يشتركان في دلالة واحدة. وقد أدى هذا إلى البحث خارج متن الكتاب للتأكد من ذلك، إما لإثباته أو نفيه فتبين أن لكل واحد دلالته الخاصة التي تفرض أن نتعامل معه على نحو مخصوص، وفي هذا الصدد يقول الأستاذ “عبد القادر الفاسي الفهري” في كتابه اللسانيات واللغة العربية، “يبدو أن كل لغة تنتظم في حقول دلالية، وكل حقل دلالي له جانبان حقل تصوري وحقل معجمي، ومدلول الكلمة مرتبط بالكيفية التي تستعمل بها مع كلمات أخرى في الحقل المعجمي نفسه لتغطية الحقل الدلالي وتمثيله. وتكون كلمتان في الحقل الدلالي إذا أدى تحليلهما إلى عناصر تصورية مشتركة. وبقدر ما يكثر عدد العناصر المشتركة بقدر ما يصغر الحقل الدلالي”[15]. من خلال هذا التعريف نخلص إلى أن الحقل الدلالي غير الحقل المعجمي، فالأول عام والثاني خاص؛ لأن الحقل الدلالي يتكون من جانبين اثنين؛ تصوري ومعجمي، إذ إنّ الجانب المعجمي هو الفضاء الذي يشهد علاقات كثيرة بين الكلمات التي تنضوي ضمنه لتغطية وتمثيل الحقل الدلالي. ومنه نخلص إلى أن الحقل الدلالي يرتبط بالتصور في حين يرتبط الحقل المعجمي بأجرأة ذلك التصور الذهني.
لعله اتضح الآن المقصود بالحقول الدلالية من خلال ما قدمه الكاتب “أحمد مختار عمر”، كما تبين الفرق بينه وبين الحقل المعجمي بناء على ما أوردناه من كتاب اللسانيات واللغة العربية لصاحبه “عبد القادر الفاسي الفهري”، والآن فإذا كان الحقل الدلالي هو خلاصة العديد من الألفاظ التي لها معنى واحدا، نصل إليه بواسطة السياق الذي وردت فيه، فما هي المبادئ والأسس التي لا يمكن العدول عنها في التعامل مع موضوع الحقول الدلالية؟
- مبادئ النظرية:
حدد الدارسون للحقول الدلالية مجموعة من المبادئ، التي لا يمكن الخروج عنها، وقد أُجْمِلَتْ في أربعة حسب المؤلف نفسه دائما، وسنوردها على الشكل التالي:
المعطيات المتضمنة في الخطاطة مقتطفة من كتاب علم الدلالة لأحمد مختار عمر ص: 80
تهدف هذه المبادئ الأربعة إلى تصنيف الكلمات إلى حقولها تصنيفا مضبوطا، يستحضر مختلف الشروط الأساسية التي تقوم عليها؛ فلا يمكن أن ندرج الكلمة في أكثر من حقل، كما لا يمكننا أن ندرسها منعزلة عن سياقها التركيبي، استحضارا للمبدأ الرابع الذي يؤكد استحالة وجود لفظة خارج حقل دلالي ما. إلى جانب هذا؛ يضيف المؤلف أنواعا أخرى للحقول الدلالية، وهي:
وردت هذه الأنواع في الصفحة: 80/81 من كتاب “علم الدلالة” لأحمد مختار عمر
لعله تبين الآن الطريقة التي تشتغل بها الحقول الدلالية، وكيف تتعامل مع الألفاظ بغية تصنيفها داخل الحقل المناسب. وعلاوة على هذا كلّه، لا يمكن للحقول الدلالية أن تشتغل ما لم تراع بعض العلاقات التي تربط بين الألفاظ داخل كل حقل على حدة. فما هي هذه العلاقات؟ وما خصوصية كل علاقة منها؟
- العلاقات داخل الحقل المعجمي:
تربط الألفاظ داخل كل حقل معجمي علاقات كثيرة، حددها أحمد مختار عمر في خمس، يمكننا بيانها كما يلي:
- الترادف Synonymy: “يتحقق الترادف حين يوجد تضمن من الجانبين. يكون (أ) و (ب) مترادفين إذا كان (أ) يتضمن (ب)، و (ب) يتضمن (أ). كما في كلمة “أم” و “والدة””[16].
- الاشتمال أو التضمن Hyponymy: أشار المؤلف إلى أهمية هذه العلاقة في السيمانتيك التركيبي[17]. والاشتمال مخالف للترادف؛ نظرا لأنه تضمن من طرف واحد، بحيث يكون (أ) مشتملا على (ب) حين يكون (ب) أعلى في التقسيم التصنيفي أو التفريعي (Toxonomic). ويقدم مثالا على هذا ب “فرس” الذي ينتمي إلى فصيلة أعلى “حيوان”. وبهذا يكون معنى فرس متضمنا معنى حيوان، ويسمى اللفظ المتضمن في هذا التقسيم عدة مسميات اللفظ الأعم، الكلمة الرئيسة-الكلمة الغطاء-اللكسيم الرئيس-الكلمة المتضمنة-المصنف).
- علاقة الجزء بالكل Part-whole relation: اعتبر المؤلف هذا النوع من العلاقات شبيها بعلاقة اليد بالجسم، والعجلة بالسيارة. وبين مكامن الاختلاف بين هذه العلاقة وعلاقة الاشتمال أو التضمن؛ ذلك أن اليد جزء من الجسم وليست نوعا منه. عكس الإنسان الذي هو نوع من الحيوان وليس جزءا منه.
- التضاد Antonymy: مجموعة من المتقابلات اصْطَلَحَ عليها اللغويون التضاد.
- التنافر Incompatibility: يرتبط بفكرة النفي كما هو الحال بالنسبة للتضاد، ويتحقق داخل الحقل الدلالي إذا كان (أ) لا يشتمل على (ب)، لا يشتمل على (أ)؛ أي عدم التضمن من طرفين، مثل العلاقة بين الخروف والفرس والقط والكلب.
قد تبينت الآن بعض المبادئ والخصائص التي تُؤَسِّسُ للحقل الدلالي، مما يجعلنا نتساءل عن أنواع الحقول التي قد تتفرع بناء على تلك العلاقات، وهو ما سنسعى إلى توضيحه في المحور التالي.
- أنواع الحقول: يمكن توضيح الأنواع التي تأتي عليها الحقول الدلالية في الشكل التالي:
بناء على ما تم تناوله أعلاه، لا بد من الخروج بجملة من الخلاصات الأساسية، التي سنوضحها في النقط التالية:
- اقتران ظهور نظرية الحقول الدلالية بالمختصين في التركيب، خاصة ما يعرف بالسمانتيك التركيبي.
- خلط المؤلف بين الحقل المعجمي والحقل الدلالي في الفصل ككل.
- لا يمكن فهم كلمة ما إلا بفهم مجموع الكلمات المرتبطة بها دلاليا أو دراسة العلاقات الرابطة بين هذه المفردات داخل
- الحقل.
- استحالة إدراج وحدة معجمية في أكثر من حقل، أو وجود وحدة لا تنتمي إلى أي حقل.
- الاحتكام إلى السياق عنصر مهم في تحديد دلالة الكلمة.
- الحقل الدلالي يتضمن: الكلمات المترادفة والمتضادة، والأوزان الاشتقاقية، وأجزاء الكلام وتصنيفاتها النحوية…
- الحقل الدلالي مجموعة من العلاقات الرابطة بين وحداته المعجمية، وأهم هذه العلاقات نجد: الترادف، الاشتمال أو التضمن، علاقة الجزء بالكل، التضاد، التنافر …
- تنوع الحقول الدلالية واختلافها، بحيث نجد: الحقول المحسوسة المتصلة، والحقول المحسوسة ذات العناصر المنفصلة، والحقول التجريدية […]
تعد الخلاصات أعلاه أهم ما توصلنا إليه انطلاقا من تعاملنا مع الفصل الذي خصه المؤلف لدراسة نظرية الحقول الدلالية، وكان ينبغي إدراجها نهاية هذا الفصل، حتى نتمكن من مقارنتها بما سيأتي في المحاور المقبلة، خاصة في انتقالات هذه النظرية إلى الحقل البيداغوجي. فما تجليات هذا الانتقال؟ وما خصائصه؟
المحور الثاني: التطبيقات البيداغوجية لنظرية الحقول الدلالية
انطلاقا من المحور الأول تبينت الخصائص التي تؤسس لنظرية الحقول الدلالية؛ وهي خصائص متعددة لا يمكن الاشتغال في غيابها. وبناء على تلك المعطيات سنسعى في هذا المحور من مقالنا إلى قياس مدى احترام الكتب المدرسية لأسس هذه النظرية، وتوظيفها توظيفا سليما يراعي مجمل خصائصها. ولتحقيق ذلك اتبعنا الخطة التالية:
- الحقول الدلالية في السلك الثانوي –دراسة مقارنة بين الإعدادي والتأهيلي
لقد اخترنا “الحقول الدلالية في السلك الثانوي-دراسة مقارنة بين الإعدادي والتأهيلي” عنوانا لهذا المحور من مُنْجَزِنَا، من أجل البحث في مدى حضور الحقول الدلالية في السلك الثانوي بنوعيه: الإعدادي والتأهيلي، للمقارنة بين السلكين أولا، ثم معرفة الطريقة التي استفاد بها الحقل التربوي من اللسانيات، خاصة علم الدلالة منه، علما أننا اطلعنا على الأسس التي تنبني عليها نظرية الحقول الدلالية في أصولها اللسانية في المبحث الأول.
وعليه؛ للوصول إلى هذه الغايات اخترنا عينة من الكتب المدرسية، بعضها يُدَرَّسُ في السلك الثانوي الإعدادي، وبعضها الآخر في السلك الثانوي التأهيلي. وهي كما يلي:
- المفيد في اللغة العربية، كتاب التلميذ والتلميذة، السنة الأولى من التعليم الثانوي الإعدادي، مصادق عليه من لدن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.
- في رحاب اللغة العربية، كتاب التلميذ والتلميذة، السنة الثانية من التعليم الثانوي الإعدادي، مصادق عليه من لدن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.
- في رحاب اللغة العربية، كتاب التلميذ والتلميذة، الجذوع المشتركة للتعليم الثانوي التأهيلي، جذع التعليم الأصيل وجذع الآداب والعلوم الإنسانية، مصادق عليه من لدن وزارة التربية الوطنية.
- في رحاب اللغة العربية، كتاب التلميذ والتلميذة، السنة الثانية من سلك البكالوريا، مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، مصادق عليه من لدن وزارة التربية الوطنية.
وعليه؛ نشير إلى طريقة تعاملنا مع هذه الكتب المختلفة، ستعتمد مبدأ التدرج؛ إذ سنبدأ بالسنة الأولى ثانوي إعدادي، ثم الثانية والثالثة وهكذا حتى نصل إلى السنة الثانية بكالوريا من السلك الثانوي التأهيلي، إلا أننا نشير أنه قبل إنجاز هذه الدراسة المقارنة في مجموع هذه الكتب، لا بد من معرفة الطريقة التي تحضر بها الحقول الدلالية في التوجيهات الرسمية الخاصة بتدريس مواد اللغة العربية؛ إذ لا يمكننا أن نقرأ هذا المستوى الدالي في الكتاب المدرسي في غياب مرجعية تحكم توظيفه. ومنه؛ فقد جاء في التوجيهات ما يلي:
“طبيعة المعجم: هل هو موضوعي أم ذاتي؟ مجرد أم محسوس؟ غامض أم واضح؟ عام أم خاص؟ تقريري أم إيحائي؟ هل يرتبط بالوصف أم بالتحليل؟ هل المعجم بسيط أم متكلف؟ منزاح؟ عامي؟ مألوف؟ أي حقول معجمية تنتظم داخلها الألفاظ؟ هل هناك حقول معجمية خاصة؟ ما هي العلاقات بين الحقول؟ أهي علاقة تكامل أم تعارض؟”[18]
بناء على القول أعلاه، نلاحظ أن التوجيهات تناولت الحقول الدلالية تحت عنوان “المعجم”، واستبدلت مصطلح الحقل الدلالي بالحقل المعجمي، وأشارت إلى إمكانية وجود حقول معجمية خاصة، ولم تشر إلى حقول عامة حتى تذكر الخاصة، وعلاوة على هذا؛ فقد بينت زاوية النظر إليها، وحددتها في البحث عن العلاقات التي تحكم هذه الحقول، وحصرتها في علاقتين فقط؛ الأولى تكاملية والثانية تعارضية، مما يجعلنا نتساءل عن سبب هذا الحصر، هل هذه العلاقات وحدها التي تحكم اشتغال الحقول داخل النصوص أم هناك علاقات أخرى؟ لماذا تم التركيز على هذه العلاقات فقط؟ وما المعايير المتحكمة في ذلك؟
إن الإجابة على مجموع هذه التساؤلات تقودنا مباشرة إلى البحث في الكتب المدرسية، لبيان الأسس التي قامت عليها الحقول الدلالية داخلها، وذلك كما يلي:
- المفيد في اللغة العربية، السنة الأولى من التعليم الثانوي الإعدادي
تحضر الحقول الدلالية في كتاب المفيد في اللغة العربية على النحو الآتي:
- وصايا لقمان لابنه منها ما يتعلق بالعقائد، ومنها ما يتعلق بالعبادات، ومنها ما يتعلق بالأخلاق والسلوك. بين (ي) الوصايا التي ترتبط بأخلاق المسلم وسلوكه.[19]
- استخرج (ي) من النص ما تملأ (ين) به الجدول التالي:[20]
سلوكيات إيجابية | سلوكيات سلبية |
- استخرج (ي) من النص ما يشير إلى إيمان الحاج المكي ورفاقه بالقضاء والقدر.[21]
- يدور النص حول مدح الرسول، استخرج (ي) أدلة على ذلك من النص.[22]
- استخرج (ي) من النص العبارات التي تبرز دعوة الكاتب إلى معاملة جميع الناس على قدم المساواة.[23]
- حدد (ي) المفردات الدالة على الطبيعة.[24]
نلاحظ من خلال القراءة الوصفية التي أنجزناها في كتاب “المفيد في اللغة العربية”، في الشق المتصل بالمعجم “الحقول الدلالية”، أن هذه الأخيرة تحضر بشكل باهت جدا، لا يرقى إلى مستوى تطلعات المتعلمين والمعلمين على حد السواء؛ ذلك أن النصوص المقترحة كثيرة، حيث يبلغ عددها في كل مجال ستة، والمنهجية المقترحة للاشتغال عليها واضحة؛ إذ تولي عناية قصوى للمعجم داخلها، ولم لم يكن كذلك لما كان المستوى الأول الذي تتأسس عليه القراءة التحليلية، فلا يمكننا أن نمر إلى تحليل النص بمعزل عن هذا المستوى، الذي اعتبره محمد مفتاح “لحمة النص”.
وبانتقالنا إلى الطريقة التي طرحت بها الأسئلة المتعلقة بالمعجم، يتبين أنها لم تخرج عن ثلاث صيغ، وهي: حدد، استخرج، ويدور، وكل هذه الصيغ قد تم فيها تحديد الحقول المتضمنة في النص، وما على التلميذ/المتعلم إلا استخراج الألفاظ وتصنيفها حسب الحقل الذي يمثلها.
- في رحاب اللغة العربية، السنة الثانية من التعليم الثانوي الإعدادي
- ضع (ي) الأوامر والنواهي الواردة في النص في جدول من خانتين، إحداهما للفضائل، والأخرى للرذائل؟[25]
- استخرج (ي) من النص العبارات الدالة على العاطفة الدينية للشاعر؟[26]
- استخرج (ي) من الفقرة الأولى الألفاظ الدالة على مظاهر الطبيعة بالمغرب وما يقابلها من صفات.[27]
- استخرج (ي) من النص بعض الألفاظ أو العبارات الدالة على تفاؤل الشاعر وإيمانه بالانتصار.[28]
- استخرج (ي) من النص العبارات التي تدل على انفتاح المغرب على الثقافات الأخرى.[29]
- استخرج (ي) من النص العبارات الدالة على ظروف أهل البلدة الاجتماعية.[30]
- يدعو الشاعر الضرير إلى الرضا والتفاؤل بالحياة. ما الألفاظ الدالة على ذلك؟[31]
يتضح من خلال الأمثلة المقتطفة من كتاب “في رحاب اللغة العربية”، الموجه لفائدة تلاميذ وتلميذات السنة الثانية من التعليم الثانوي الإعدادي، أنه سار على النهج نفسه الذي لاحظناه في كتاب “المفيد في اللغة العربية”، إذ حضرت الحقول الدلالية بصيغة واحدة في الغالب الأعم وهي: “استخرج”، بحيث يتوجه المتعلم إلى البحث عن الألفاظ والعبارات من النص وملء الجدول بها فقط، دون منحه فرصة للتمعن في النص والوصول إلى الحقول المكونة لمعجمه بطريقة استقرائية تحترم مجموعة من الشروط. وعلاوة على هذا، فإن مطالبة المتعلم باستخراج كل ما له صلة بالحقول التي حددت مسبقا من قبل المشرفين على تأليف الكتب المدرسية، لم تقتصر فقط على الألفاظ بل شملت أيضا العبارات، وعليه؛ يتضح أن الكتاب المدرسي لم يحترم الأسس التي قامت عليها نظرية الحقل الدلالي.
- في رحاب اللغة العربية، الجذوع المشتركة للتعليم الثانوي التأهيلي، جذع التعليم الأصيل وجذع الآداب والعلوم الإنسانية:
يتكون هذا الكتاب “في رحاب اللغة العربية” من أربع مجزوءات، سنحاول أن نتتبع حضور الحقول الدلالية داخل هذا الكتاب، في كل مجزوءة على حدة، وسنكتفي بجردها لننتقل بعدها إلى الوصف، كالآتي:
– “تتنوع اللغة في النص تبعا لتنوع الشخصيات والمواقف، وهي لغة تصور الحالة النفسية عند السارد وزملائه، اعتمادا على معجم متأرجح بين حقلي الترقب والتحول، وأسلوب يجمع بين المباشرة والاقتصاد في التصوير الفني.
- استخرج من النص بعض الألفاظ الدالة على حالة الترقب والانتظار لدى الشخصيات.
- املأ الجدول الآتي بما يناسب:”[32]
الألفاظ والعبارات التي تدل على السارد قبل التحول | الألفاظ والعبارات التي تدل على التحول الذي طرأ على السارد |
- تتميز لغة النص بالمزاوجة بين سرد الوقائع والتعبير عن أحاسيس الشخصيات وموقفها بألفاظ وعبارات تجمع بين التقرير والإيحاء:
- في النص حقلان معجميان متداخلان هما: حقل الرؤية، وحقل الحزن. اجرد من النص العبارات والألفاظ الدالة على هذين الحقلين موظفا الجدول الآتي”[33]:
حقل الرؤية | حقل الحزن |
- تخير الكاتب في وصف الحاج محمد معجما خاصا ينسجم ومظاهر الموصوف المادية والمعنوية. لتتعرف ذلك أجب عن الأسئلة الآتية:
- ما الحقل المعجمي الغالب على النص؟
- صنف، في جدول من خانتين، المفردات الدالة على الملابس الصيفية والمفردات الدالة على الملابس الشتوية.
- اجرد من النص ما يأتي”[34]:
الألفاظ الدالة على اللون | الألفاظ الدالة على الحجم | الألفاظ الدالة على المناخ |
- اجرد من النص الحقول المعجمية الدالة على الأضواء والأشكال والأحجام والألوان.[35]
- يغلب على معجم النص حقلان دلاليان هما حقلا الشجاعة والكرم. استخرج الألفاظ والعبارات الدالة على هذين الحقلين، مستعينا بالجدول الآتي[36]:
الألفاظ والعبارات الدالة على الشجاعة | الألفاظ والعبارات الدالة على الكرم |
- في النص حقلان دلاليان تدور مفرداتهما حول مظاهر الطبيعة وفن العمران. أبرزهما مستعينا بالجدول الآتي[37]:
محور الطبيعة | محور العمران |
- استعمل الشاعر معجما غنيا بمعاني الوصال والصدود، استخرج الألفاظ والعبارات الدالة على ذلك، مستثمرا الجدول الآتي[38]:
الألفاظ والعبارات الدالة على الوصال | الألفاظ والعبارات الدالة على الصدود |
- يغلب على النص حقلان معجميان محورهما الحب والمعاناة. اجرد الألفاظ الدالة عليهما مستعينا بالجدول الآتي:[39]
محور الحب | محور المعاناة |
- يمكن التمييز في معجم القصيدة بين حقلين دلاليين، صنف هذا المعجم مستثمرا الجدول الآتي[40]:
الألفاظ والعبارات الدالة على الحب والشوق | الألفاظ والعبارات الدالة على المعاناة والحزن |
- عين في النص الألفاظ والعبارات الدالة على إحساس الشاعر بالنهاية.[41]
- استخرج من النص ما يدل على معاناة الشاعر من داء في الجسم وغربة في المكان، مستعينا بالجدول الآتي[42]:
ألفاظ وعبارات دالة على المرض | ألفاظ وعبارات دالة على الغربة |
- في القصيدة حقلان دلاليان الأول تعبر ألفاظه عن مظاهر العدوان على الوطن، والثاني تعبير عن تحدي هذا العدوان. استخرج هذه الألفاظ وضعها في الجدول الآتي:[43]
الألفاظ والعبارات الدالة على العدوان | الألفاظ والعبارات الدالة على تحدي العدوان |
- “ما الألفاظ والعبارات التي عبر بها الشاعر في المقطع الأول عن وحدة مصير أبناء وطنه؟
- استخرج من المقطع الثالث الألفاظ والعبارات التي تدل على إصرار الشاعر على مواصلة المقاومة والنضال.
- استخرج من النص ما يدل على أن الشاعر أسير محبة وطنه”[44].
بناء على هذا الجرد الذي قمنا به من كتاب “في رحاب اللغة العربية”، تبين أن توظيفه لنظرية الحقول الدلالية شمل مجزوءات معينة دون الأخرى وهي: الحكي، والشعر العمودي، وشعر التفعيلة. وما يلاحظ على هذا التوظيف هو أنه امتاز بعدة خصائص، لعل أهمها هو الديباجة التي يبدأ بها الكتاب المدرسي في التمهيد لهذه النظرية، وهي خطوة جد مهمة، ذلك أنه حاول وضع المتلقي في سياق النص، ومن خلاله يمرر أهم الموضوعات التي عبر عنها النص بسلاسة، فيطالبه بالإجابة عن الأسئلة المرتبطة بالحقول الدلالية، بعد أن حددها معتمدا في ذلك جدولا من خانتين أو ثلاث. وبهذا لا نرى أي مجهود للمتعلم في البحث عن تلك الحقول واكتشافها بنفسه. إذ يكتفي فقط باستخراج الكلمات والعبارات وتصنيفها في الحقل المناسيب لها. وإلى جانب هذا؛ نلاحظ أيضا أن كتاب في رحاب اللغة العربية، يستعمل الحقول الدلالية والحقول المعجمية بمعنى واحد، في حين أن الأمر غير ذلك، كما سبق ورأينا في الفصل الأول من بحثنا. ونسجل ملاحظة أخرى على هذا الكتاب، وهي خرقه الواضح لبعض المبادئ التي قامت عليها نظرية الحقول الدلالية، سيما حين تجاوز الألفاظ إلى العبارات، فجميع الأسئلة المتعلقة بهذا الجانب، اشتغلت على هذين العنصرين (الألفاظ والعبارات)، شأنها في ذلك شأن الكتب التي اخترناها عينة للدراسة.
وعلاوة على هذا؛ فقد اشتغلنا سابقا على هذا الكتاب وخلصنا إلى جملة من الملاحظات، منها “أن هذا الكتاب يجهل موقع الحقول الدلالية ضمن مستويات التحليل، فأحيانا يدرجها في المحور الخاص بعناصر النص، وأحيانا أخرى تدرس تحت عنوان لغة النص وبلاغته، ويوضح هذا سوء فهم الكتاب المدرسي لهذا المستوى الفهم الصحيح، الذي يمكنه من توظيفها توظيفا يستجيب لخصوصياتها وموقعها في دراسة النصوص. هذا من جهة؛ وإذا نظرنا إلى النصوص التي درست في ضوء هذا المستوى، يتبين جليا قصرها الواضح، نظرا لتدخل المؤلفين فيها تدخلا تعسفيا، يكون بحذف أهم أجزائها، مما يؤدي بالنص إلى فقدان دلالاته وتماسكه العام، وفي ظل هذا الحذف والقصر الذي يطبع نصوص الكتاب المدرسي، لا يمكننا أن نوظف هذه النظرية توظيفا صحيحا، نظرا لأن اشتغالها الصحيح يستدعي نصوصا طويلة حمالة لمعاني كثيرة مترابطة فيما بينها.[45]
وعموما يمكننا أن نلخص معطيات حضور نظرية الحقول الدلالية داخل الكتاب المدرسي، نموذج “في رحاب اللغة العربية” في المبيان التالي:
لعله تبين الآن، من خلال هذا المبيان الدائري، الذي خصصناه كما أشرنا إلى بيان النسب المئوية التي تحضر بها بعض المعطيات الخاصة بنظرية الحقول الدلالية في الكتاب المدرسي، إذ بلغت نسبة استعمال مصطلح الحقول الدلالية والحقول المعجمية %20، وهذا ما يؤكد استعمال المصطلحين معا بغرض الترادف. وإذا قارنا عدد المرات التي استعمل فيها الكتاب المدرسي كلمة “ألفاظ” مقابل تعبير “الألفاظ والعبارات”، نلاحظ أن نسبة حضور الثاني (الألفاظ والعبارات) بلغت %45، مقابل %15 للألفاظ.
- في رحاب اللغة العربية، السنة الثانية من سلك البكالوريا، مسلك الآداب والعلوم الإنسانية:
على غرار الكتب المقررة يشمل “في رحاب اللغة العربية” أربع مجزوءات موزعة على دورتين من سنة دراسية كاملة، حيث تتضمن الدورة الأولى مجزوءتين؛ تحمل الأولى عنوان “من إحياء النموذج إلى سؤال الذات”، في حين تمتد الثانية من “تكسير البنية إلى تجديد الرؤيا”، لتهتم في الدورة الثانية بالمجزوءات التالية: الأشكال النثرية الحديثة والمناهج النقدية.
وبالعودة إلى موضوعنا الأساس “الحقول الدلالية” فقد حضرت كما يلي:
- ينفتح معجم النص على حقلين دلاليين أساسيين، هما: حقل المعاناة النفسية، وحقل الصبر والتفاؤل.
استخرج من النص ما يدل على ذلك من ألفاظ وعبارات، مستثمرا الجدول الآتي[46]:
حقل المعاناة | حقل الصبر والتفاؤل |
- زاوج الشاعر في بداية القصيدة بين ألم الشكوى وحماسة الفخر. استخرج من النص الألفاظ والعبارات الدالة على ذلك، مستثمرا الجدول الآتي:[47]
موضوع الشكوى | موضوع الفخر |
- يشكل الحزن الحقل الدلالي المهيمن في النص، استخرج الألفاظ الدالة على ذلك.[48]
- يتجاذب النص حقلان دلاليان، يرتبط الأول منهما بذات الشاعر، والثاني بمظاهر الطبيعة. استخرج من القصيدة الألفاظ والعبارات الدالة على كل منهما، مبينا نوع العلاقة بينهما، مستثمرا الجدول الآتي[49]:
ذات الشاعر | الطبيعة | العلاقة بينهما |
- في النص حقول دلالية متعددة، منها حقلا الزمان والمكان. استخرج من معجم النص ما يدل على ذلك، وبين دلالته على نفسية الشاعر.[50]
- يناجي الشاعر الطيف بروح مفعمة بالأمل والتفاؤل، ما الألفاظ والعبارات الدالة على ذلك؟[51]
- تهيمن في النص ثلاثة حقول دلالية، هي: السفر، الطبيعة، الأمكنة. استخرج ما يدل على ذلك من ألفاظ وعبارات، وضعها في جدول مناسب.
- انطلق مما توصلت إليه في الجدول، وبين علاقة الحقول الدلالية الثلاثة بنفسية الشاعر؟[52]
- يهيمن في النص حقل دلالي يرتبط بالبحر. استخرج الألفاظ والعبارات الدالة على هذا الحقل، مبرزا علاقتهما بالتجربة الإنسانية التي يعبر عنها النص.[53]
يظهر من خلال دراسة نظرية الحقول الدلالية داخل الكتاب الموسوم “في رحاب اللغة العربية” المقرر على تلامذة السنة الثانية بكالوريا آداب وعلوم إنسانية، بعض التطور الملموس في توظيفها (نظرية الحقل الدلالي)، إذا ما قارناه بباقي الكتب الأخرى التي اشتغلنا على أمثلة منها؛ بحيث تم تجاوز مجموعة من الثغرات التي بيناها أعلاه، سيما في الجانب المصطلحي الخاص بهذه النظرية، وبهذا وظفت المصطلحات التالية: الحقول الدلالية، الألفاظ، العلاقة الرابطة بين هذه الحقول، عِوَضَ المصطلحات الأخرى مثل الحقول المعجمية، الألفاظ والعبارات … مما يدل على أن الكتاب المدرسي قد أدرك بعض خصوصيات هذه النظرية.
ومن جهة أخرى نلاحظ أيضا أن النظرية لم تحضر بالقوة التي حضرت بها في الكتب الأخرى، إذ اقتصر توظيفها على بعض النصوص الشعرية القليلة، خاصة المجزوءة الممتدة من إحياء النموذج إلى سؤال الذات. ولم تستثمر في تحليل النصوص السردية، خاصة النصوص المسرحية والقصصية المتضمنة في هذا الكتاب.
ومما يؤكد صحة ما ذهبنا إليه المبيان المرافق لهذا التعليق الوجيز، أكثر توضيحا للمقاييس التي تحققت بها نظرية الحقول الدلالية داخل الكتاب المدرسي. حيث بلغت نسبة توظيف مصطلح الحقل الدلالي %73 مقابل %0 فيما يتعلق بمصطلح الحقل المعجمي، وهي نسبة مهمة جدا تبين مدى نضج الكتاب المدرسي وفهمه لبعض خصوصيات هذه النظرية. خلافا لكتب أخرى، كما رأينا سابقا، إذ استبدلت الحقل الدلالي بالحقل المعجمي في الكتاب ككل، وكأنهما سِيَان.
وبالنظر إلى المنهجية المتبعة في استخراج هذه الحقول الدلالية من النصوص الشعرية أو النثرية، يتضح أن الكتاب المدرسي لم يتجاوز الخطأ الذي وقعت فيه الكتب الأخرى، سيما في الجانب المتعلق بحصر الحقول الدلالية في الألفاظ والعبارات دون الاقتصار على الألفاظ لوحدها، نظرا لكونها تشكل وحدات معجمية حَمَّالَة لدلالات مختلفة، تستنبط من السياق الذي وردت فيه.
يوضح المبيان أسفله نسب حضور جملة من المعطيات المتصلة بالنظرية داخل الكتاب المدرسي، بحيث بلغت نسبة استعمال عبارة الألفاظ والعبارات %15، مقابل %12 للألفاظ، ويدل هذا على بعض الثغرات الواضحة في استيعاب مبادئ هذه النظرية، والارتجال الذي يطبع توظيفها في الحقل البيداغوجي.
عموما يمكننا إجمال جميع المعطيات التي ذُكِرَتْ سابقا في المبيان التالي، حتى نسهل استيعابها ومقارنتها بباقي المبيانات الأخرى، باعتبارها آلية من الأليات المسعفة في التوضيح.
تقييم عام لتوظيف نظرية الحقول الدلالية في المجال البيداغوجي
تأسيسا على ما سبق، أفردنا المبحث الثاني من هذا الفصل بغية تقييم مدى استثمار نظرية الحقول الدلالية من عدمه. وعلى هذا الأساس، جعلنا هذا المبحث في قسمين اثنين؛ الأول خصصناه لرصد إيجابيات هذا الانتقال، والثاني للوقوف عند الهفوات التي تخللت استثمار النظرية في حقل غير حقلها الأصلي. وعليه؛ نوضح ذلك على النحو الآتي:
- الإيجابيات:
- اتساع نظرية الحقول الدلالية، إذ شملت تراكيب مخصوصة بعدما كانت مقتصرة على الكلمات المنضوية ضمن حقل من الحقول.
- تعدد أدوار وغايات نظرية الحقول الدلالية بانتقالها من حقل معرفي إلى آخر، فبعدما كانت تدرس في ذاتها ومن أجل ذاتها في اللسانيات، أصبحت وظيفتها متمثلة في الفهم بانتقالها إلى نقد الشعر، ثم صارت وسيلة للتعليم بعد انتقالها إلى التأليف المدرسي.
- إخضاع نظرية الحقول الدلالية في الحقل البيداغوجي للملاءمة؛ وإهمال كثير من مقوماتها وخصائصها، وتبيئتها وطبيعةَ المجال الذي انتقلت إليه.
- توظيف نظرية الحقول الدلالية في تحليل النصوص الشعرية بدل النصوص السردية، نظرا لاستجابة الأولى لهذه النظرية أكثر من الثانية.
- إسهام الحقول الدلالية في تعرف المتعلم على مجموعة من الموضوعات المتضمنة لكلمات وتراكيب مختلفة تؤدي في شموليتها إلى موضوعة واحدة.
- السلبيات:
- عدم اهتمام الكتاب المدرسي بالعلاقات التي تربط الألفاظ داخل كل حقل على حدة. ولا يمكن إغفال هذه النقطة، لأهميتها في تصنيف الكلمات في حقل دون آخر. تبعا للسمات التي تشترك فيها وحدات الحقل المعني، وفي هذا الإطار يؤكد محمد غاليم أهمية تلك العلاقات التي تحكم البناء الداخلي لحقل ما قائلا: “فكلما كشف تحليل مجموعة من الكلمات عن سمات قاعدية مشتركة كلما كان ذلك دليلا على انتماء المجموعة المذكورة إلى نفس الحقل الدلالي.”[54]
- اقتصار تطبيقات نظرية الحقول الدلالية في الكتاب المدرسي على نصوص قصيرة، والأصل أن تطبق على نصوص طويلة؛ بحيث لا يمكن لهذه النظرية أن تحقق النتائج المرجوة إلا في النصوص الطويلة.
- انتقال النظرية من مجال إلى آخر ترتب عنه مجموعة من الخروقات في قانونها الأساس الذي عرفت به؛ ذلك أن المجالات التي انتقلت إليها لم تحترم تلك الخصائص في عموميتها.
- التعبير عن بعض الحقول بشكل فضفاض، دون تحديد دقيق لهذا الحقل.
- عدم احترام التراتبية في طرح الأسئلة المتعلقة بنظرية الحقول الدلالية داخل الكتاب المدرسي.
- الجمع بين أكثر من حقل داخل نفس الخانة، وكأن جميع هذه الحقول تشترك في نفس الألفاظ الخصائص.
- دعوة التلميذ إلى البحث عن الألفاظ الممثلة لحقل من الحقول، داخل مقطع أو فقرة من النص. علما أن الحقول الدلالية لا تقتصر على فقرة من النص وإنما تستنبط من مجموع الأجزاء المكونة له. ولعل في الأمثلة التي قدمناها مثالا واضحا لهذا النوع من الأسئلة.
المعاجم:
- المعجم التربوي، إعداد ملحقة سعيدة الجهوية، إثراء، شنان فريدة، هجرسي مصطفى، تصحيح وتنقيح، آيت مهدي عثمان، المركز الوطني للوثائق التربوية، 2009.
- بريور غاري ماري نوال، المصطلحات المفاتيح في اللسانيات، ترجمة، عبد القادر فهيم الشيباني، الجزائر، الطبعة الأولى، 2007.
- بدر الدين بن تريدي، قاموس التربية الحديث، مرجع إلكتروني.
- صالح العلي الصالح، أمينة الشيخ سليمان الأحمد، المعجم الصافي في اللغة العربية، الرياض، غرة محرم الحرام، 1401ه.
- علوش سعيد، معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة، دار الكتاب اللبناني بيروت، سوشبريس الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1985م.
- مختار عمر أحمد، معجم اللغة العربية المعاصرة، المجلد الأول والثاني والثالث، ط1، 2008، القاهرة، عالم الكتب.
- معلوف لويس، المنجد في اللغة والأدب والعلوم، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، الطبعة 19، معجم إلكتروني، تاريخ الإضافة 02/12/2010.
- الكتب:
- الفاسي الفهري عبد القادر، اللسانيات واللغة العربية، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، 1986.
- آيت أوشن علي، الأدب والتواصل، بيداغوجية التلقي والإنتاج، دار أبي رقراق، الرباط، 2009.
- أحمد مختار عمر، علم الدلالة، ط 5، سنة 1998، عالم الكتب (القاهرة).
- عبد القادر عبد الجليل، علم اللسانيات الحديثة، دار صفاء، ط1، 2002، عمان.
- مفتاح محمد، تحليل الخطاب الشعري (استراتيجية التناص)، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، الطبعة الرابعة، 2005.
المراجع المدرسية:
- التوجيهات التربوية والبرامج الخاصة بتدريس مادة اللغة العربية بسلك التعليم الثانوي التأهيلي، نونبر 2007.
- المفيد في اللغة العربية، كتاب التلميذ والتلميذة، السنة الأولى من التعليم الثانوي الإعدادي، مصادق عليه من لدن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.
- في رحاب اللغة العربية، كتاب التلميذ والتلميذة، السنة الثانية من التعليم الثانوي الإعدادي، مصادق عليه من لدن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.
- في رحاب اللغة العربية، الجذوع المشتركة للتعليم الثانوي التأهيلي، جذع التعليم الأصيل وجذع الآداب والعلوم الإنسانية، كتاب التلميذ (ة)، تأليف جماعة من المفتشين، الدار العالمية للكتاب، مكتبة السلام الجديدة، الدار البيضاء، طبعة 2013.
- في رحاب اللغة العربية، السنة الثانية من سلك البكالوريا، مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، كتاب التلميذ(ة)، تأليف جماعة من المفتشين، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، طبعة 2015.
المراجع الأجنبية:
- Semantic fields and lexical structure, A. Lehrer, Amsterdam-London, 1974.
- Theory of meaning, William Alston, in theory of meaning. S.A, 1970.
البحوث العلمية:
- السالمي لطيفة، نظرية الحقول الدلالية وتطبيقاتها البيداغوجية، نماذج تحليلية من الكتاب المدرسي، بحث لنيل شهادة الماستر، ، إشراف الدكتور أحمد بوعنان.
المجلات:
- غاليم محمد مقال “في بنية الحقول الدلالية”، مجلة أبحاث لسانية، المجلد 1، العدد 1، مارس 1996، منشورات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب بالرباط.
[1] صالح العلي الصالح، أمينة الشيخ سليمان الأحمد، المعجم الصافي في اللغة العربية، الرياض، غرة محرم الحرام، 1401ه، ص: 369.
[2] المعجم التربوي، إعداد ملحقة سعيدة الجهوية، إثراء، شنان فريدة، هجرسي مصطفى، تصحيح وتنقيح، آيت مهدي عثمان، المركز الوطني للوثائق التربوية، 2009، ص: 10
[3] مستجدات التعليم: مفهوم البيداغوجية والديدكتيكي، موقع 87.html _ https://www.taalime.com/2018/12/blog-post، نقل بتاريخ: 02-08-2022،
[4] بدر الدين بن تريدي، قاموس التربية الحديث، ص: 89.
[5] المرجع نفسه، ص: 90.
[6] صالح العلي الصالح، أمينة الشيخ سليمان الأحمد، المعجم الصافي في اللغة العربية، الرياض، غرة محرم الحرام، 1401ه، ص: 674.
[7] علوش، سعيد، معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة، دار الكتاب اللبناني بيروت، سوشبريس الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1985م، ص: 219
[8] لويس معلوف، المنجد في اللغة والأدب والعلوم، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، الطبعة 19، معجم إلكتروني، تاريخ الإضافة 02/12/2010، ص: 145
[9] عبد القادر عبد الجليل، علم اللسانيات الحديثة، دار صفاء، ط1، 2002، عمان، ص: 559، وينظر: عبد القادر الفاسي الفهري، اللسانيات واللغة العربية، منشورات عويدات، ط2، 1989، بيروت، ص: 370
[10] مختار عمر أحمد، معجم اللغة العربية المعاصرة، المجلد الأول، ط1، 2008، القاهرة، عالم الكتب، ص: 764.
[11] بريور، غاري ماري نوال، المصطلحات المفاتيح في اللسانيات، ترجمة، عبد القادر فهيم الشيباني، الجزائر، الطبعة الأولى، 2007، ص: 98
[12] Semantic fields and lexical structure, A. Lehrer, Amsterdam-London, 1974. P:1.
[13]Gohn Lyons (1932), Stretford ou Manchester, linguiste/ professeur d’université.
[14] Theory of meaning, William Alston, in theory of meaning. U.S.A, 1970, p: 14
[15] عبد القادر الفاسي الفهري، اللسانيات واللغة العربية، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، 1986، ص: 202.
[16] علم الدلالة، أحمد مختار عمر، ط 5، سنة 1998، عالم الكتب (القاهرة).ص: 98
[17] السيمانتيك علم الدِّلالة، وهو أحد فروع علم اللغة ويبحث في دلالات الألفاظ والتَّراكيب وتطوُّر هذه الدِّلالات. نقلا عن الموقع التالي: https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar
[18] التوجيهات التربوية والبرامج الخاصة بتدريس مادة اللغة العربية بسلك التعليم الثانوي التأهيلي، نونبر 2007.
[19] المفيد في اللغة العربية، كتاب التلميذ والتلميذة، السنة الأولى من التعليم الثانوي الإعدادي، مصادق عليه من لدن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، 10.
[20] المفيد في اللغة العربية، كتاب التلميذ والتلميذة، السنة الأولى من التعليم الثانوي الإعدادي، مصادق عليه من لدن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، ص: 23.
[21] المرجع نفسه، ص: 30
[22] المرجع نفسه، ص: 43
[23] المرجع نفسه، ص: 65
[24] المرجع نفسه، ص: 147
[25] في رحاب اللغة العربية، السنة الأولى من الثانوي الإعدادي، ص: 11
[26] المرجع نفسه، ص: 37
[27] المرجع نفسه، ص: 48.
[28] المرجع نفسه، ص: 75.
[29] المرجع نفسه، ص: 101.
[30] المرجع نفسه، ص: 133.
[31] المرجع نفسه، ص: 147
[32] في رحاب اللغة العربية، الجذوع المشتركة للتعليم الثانوي التأهيلي، جذع التعليم الأصيل وجذع الآداب والعلوم الإنسانية، مرجع سابق، ص: 16/17.
[33] المرجع نفسه، ص: 21.
[34] المرجع نفسه، ص ص: 31/32.
[35] المرجع نفسه، ص: 36.
[36] في رحاب اللغة العربية، الجذوع المشتركة للتعليم الثانوي التأهيلي، جذع التعليم الأصيل وجذع الآداب والعلوم الإنسانية، ص: 106
[37] في رحاب اللغة العربية، الجذوع المشتركة للتعليم الثانوي التأهيلي، جذع التعليم الأصيل وجذع الآداب والعلوم الإنسانية، ص: 121.
[38] المرجع نفسه، ص: 135
[39] المرجع نفسه، ص: 139.
[40] المرجع نفسه، ص: 154
[41] المرجع نفسه، ص: 165
[42] المرجع نفسه، ص: 169
[43] المرجع نفسه، ص: 179
[44] المرجع نفسه، ص: 183
[45] نظرية الحقول الدلالية وتطبيقاتها البيداغوجية، نماذج تحليلية من الكتاب المدرسي، بحث لنيل شهادة الماستر، لطيفة السالمي، إشراف الدكتور أحمد بوعنان، 2018، ص: 126.
[46] في رحاب اللغة العربية، السنة الثانية من سلك البكالوريا، مسلك الآداب والعلوم الإنسانية، مرجع سابق،2015، ص: 28
[47] المرجع نفسه، ص: 39
[48] المرجع نفسه، ص: 61.
[49] المرجع نفسه، ص: 68.
[50] المرجع نفسه، ص: 91
[51] المرجع نفسه، ص: 100
[52] المرجع نفسه، ص: 122
[53] المرجع نفسه، ص: 130
[54] مقال “في بنية الحقول الدلالية”، محمد غاليم، مجلة أبحاث لسانية، المجلد 1، العدد 1، مارس 1996، منشورات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب بالرباط، ص: 73.