شعر أبي نواس: مقال في قراءاته النقدية اللغوية القديمة
The poetry of Abu Nawas, an article on his ancient critical linguistic readings
أ. د وليد شاكر نعاس (أستاذ الأدب والنقد الحديث ـ كلية التربية / جامعة المثنى. العراق)
Prof. Dr. Walid Shaker nieas, College of Education / University of Al-Muthanna. Iraq
د. آمنة فهمي محمد أحمد) الجامعة الإسلامية الفرع الإقليمي الأول بمينيسوتا. أمريكا(
Dr. Amna Fahmy Mohamed, The Islamic University, the first regional branch in Minnesota. America
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية العدد 77 الصفحة 109.
الملخص :شعر أبي نواس له مكانته في النقد العربي القديم، إذ كان مجالًا خصبًا في توجه القراءات النقدية في شعره وبروز النزعات المختلفة في تحليله، بناء على تصورات وروئ لها مرجعياتها وفرضياتها المتباينة.
كشف البحث ملامح تحليلية في نموذج من تراثنا النقدي بما فيه من استنباط وفرضيات، منبعثة من دوافع ذاتية وذوقية أو من معاينات تجزئة في شعر أبي نواس، مسوغين التجوال بينها في ضوء مناهج النقد الحديثة، بما نعده ملامح يمكن أن تنتظم مع تلك المقاصد، ونتأملها قراءة تقترب من فضاء المناهج النقدية اللغوية الحديثة، واجراءاتها التطبيقية، مع بيان ملامح الجانب اللغوي للبناء الفني في شعره.
وهذا كله يسوغ أن نتحرى تلك القراءات النقدية التراثية في شعر أبي نواس ميدانًا لاختبار ما نحسبه وجودًا خيطيًا أوليًا لتلك المناهج الأحادية.
الكلمات المفتاحية: الأفعال الكلامية، الاستلزام الحواري، المناهج النقدية.
Abstract:
Abu Nawas’s poetry has its place in the old Arab criticism, as it was a fertile area in the orientation of critical readings about his poetry and the emergence of different tendencies in his analysis, according to perceptions and narrations of its different references and hypotheses.
The research revealed some analytical features in a model of our critical heritage, including the development and hypotheses, emanating from subjective and tasteful motives or from fragmentation previews in the poetry of Abu Nawas, justifying roaming between them according to the modern approaches of criticism, what we prepare features that can be organized with those purposes, and contemplated by a reading approaching the space of the critical language curriculum And its applied procedures, with a statement of the linguistic aspect of the artistic construction in his poetry.
All this warrants that we investigate these traditional critical readings about Abu Nawas’s poetry as a field to test what we consider to be a preliminary thread of these monogamous approaches.
Keywords: Speech Verbs, Conversational Implicature, Critical Approaches.
مقدمة:
لم يكن النزوع إلى قراءة شعر أبي نواس بدعة في خطاب النقد قديمة وحديثة، بفعل حضوره المؤثر أدبيًا وجماليًا، وكل له وسائله وأدواته الاجرائية في قراءة شعره، مما ينتج عنه تمايزًا في وجهات النظر التي أفصحت عن ثقافة متمايزة باصرة، تحاول أن تتحرى مواطن القوة والضعف فيه، تارة في لغته الشعرية وتارة أخرى بما يحيطه من مؤثرات ظاهرة أو خفية. ومعاينة شعره في ضوء تصوراتهم النقدية.
والمقال يحاول أن يسمى تلك الوقفات النقدية بأسمائها المتفاوتة، عمقًا معرفيًا في استبصار متنه الشعري. ربطًا بوسائلها وطرائقها واستنادًا إلى حقيقة أن المناهج المستقلة، ذات الرؤى والتصورات، إنما هي مناهج تحليل قارئ له اجراءات القراءة النصوصية تسمح بتعدد مداخليها الباصرة للمتون المقروءة؛ لأنها ممارسات تحليل تستدعي طرائق كشف مستويات النص وما يحيط به، مع أن الجهود النقدية -في معظمها- اهتمت ببعد واحد من أبعاد شعر أبي نواس.
ونتيجة لما ذكر من تباين القراءات النقدية، آثرنا استبصارها على وفق تداخل تحليل نقدي حركي، استنادًا إلى الزمان والذات القارئة.
أولاً – بين الاتباعية والإبداعية
لاشك أن النقد العربي القديم في قرنيه الأول والثاني قد كان في جانب كبير من المرجعية اللغوية ذات اللمسات النقدية الاتباعية الخجولة، ويكفي استحضار آراء العلماء، أمثال أبي اسحاق الحضرمي (ت-116 هـ)، عيسى بن عمي الثقفي (ت -149 هـ)، أبي عمرو بني العلاء (ت-154 هـ)، الأصمعي (ت-216 هـ) وسواهم ممن نبش في أشعار الفرزدق وجرير وبشار وأضرابهم المعاصرين لهم، نجد طغيان القراءة اللغوية وشيوعها حقلاً خصبًا ([1])، عضدتها نقداتهم الحجاجية في تفضيل القديم على كل جديد محدث من الشعر، حتى إن الأصمعي ذكر حكاية عن أستاذه أبي عمرو بن العلاء، يقول جلست إليه عشر حجج، فما سمعته يحتج ببيت إسلامي، وسئل عن المولدين، فقال ما كان من حسن فقد سبقوا إليه، وما كان من قبيح فمن عندهم([2]).
وهذا النزوع سببه المرجعية القرآنية؛ لأنها السبب الرئيس في تأهيل المعايير اللغوية واستنباط أصولها وضوابطها، بوصفها أدوات قراءة النص القرآني وبيان معانيه وغامضه، وتوضيح الملتبس في غريبه وتفسير ما غمض من مفرداته وتراكيبه([3])، وذلك يتحقق باستدعاء مدونات الشعر الجاهلي، فهي الرافد الذي اتكأ عليه الجيل الأول من المفسرين؛ ليكون معمارًا للأجيال اللاحقة، مصداقه مقولة ابن عباس (رض):« إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر، فإن الشعر ديوان العرب»([4])، وهو ما تحقق عيانًا بما سمي سؤلات نافع بن الازرق لابن عباس.
وهذه الاتباعية التي تأصلت يفضل بها الشعر الجاهلي على سواه من العصور اللاحقة ليتبعه التراتب الزمني معيارًا نقديًا، فيعد الإسلامي أعلى منزلة من الأموي، والأموي أعلى منزلة من العباسي، وعلته «إنما مثل القدماء والمحدثين كمثل رجلين، ابتدأ هذا ببناء فأحكمه وأتقنه ثم أتى الآخر فنقشه وزينه، فالكلفة ظاهرة على هذا وإن حسن، والقدرة ظاهرة على ذلك وإن خشن) ([5])، ثم يتم التفاضل بين أصحاب الحاضنة الزمنية الواحدة على أساس الانتماء المكاني والعرقي.
والمشكلة أن الاتباعية تسربت لدى النقاد الذين يفترض أنهم عاشوا ذهنية جديدة فهذا قدامة بن جعفر (ت-337 هـ) في كتابة (نقد الشعر)، يتمثل قواعد الشعر العربي المتميزة صناعة من الشعراء القدامى حصراً، ليوازنها بالشواهد المعيبة، بما تمثل لدى المحدثين فقط. ولم يكن الآمدي (ت-371 هـ) إلا امتدادًا لتلك السلفية النقدية في مفاضلته بين أبي تمام والبحتري، ليشير ضمنًا إلى تفضيل البحتري على أبي تمام، لا لشيء إلا لأنه سار على نهج الأقدمين في نظمه، وخالفه أبو تمام في العدول عن نظم الأوائل، وبهذا المنظار قُرِأَ شعر المولدين.
ثانيا – بين التجزيئية وملامح الانطباعية.
الانطباعية منهج معياره تأثرية الذات فيما تقرأه، أي الاحتكام إلى الفطرة والمكتسب المعرفي، وسيلة تقرب القارئ إلى مدونة النص، وهي مهمة يؤديها ناقد صاحب حدس نافذ، دون قواعد ومقاييس منبثقة من العمل الأدبي، إلا المقاييس التي تنوجد في ذات الناقد القارئ، ليرصدها في ثنيات النص، أثرًا في نفسه لما يقرأ ([6]).
والقراءات النقدية العربية القديمة الدائرة في شعر أبي نواس غير معلمة تأصيلاً نقديًا بقدر ما هي أذواق تأثرية تجزيئية، فنجدها تبيحه من القواعد المنهجية تارة وتعلل تارة وتتحيز دون تعليل، وتارة ثالثة تستنبط رأي وفق الذاكرة الذوقية.
وواحدة من تلبية الذائقة المنحازة سلفاً بفعل عوامل دينية، ما ذكره المبرد (ت-286 هـ) في شأن أبيات أنكرها على أبي نواس أنه قال: «نعص جبار السماوات، فذكر المعصية مع ذكر الجبار عز اسمه، وأنه إياه يقصد بالعصيان» ([7]). وبسببها يقصي أبا نواس استنادًا إلى المدخل الديني، الذي استقر في ذهنية المبرد معيارًا أعلى في تذوقه للشعر.
بينما ينقل لنا الجاحظ (ت-276هـ) عن أبي عبيدة (ت-209 هـ) بشأن شعر أبي نواس «هو بمنزلة بان…، ونقص بنائه وكان ينبغي أن يكون بناؤه أجود» ([8])، وهو رأي يفتقد إلى السند التطبيقي، إنما نزعة يعتقدها المبرد تجاه شعر أبي نواس.
وبهذا الاستقراء الذوقي -المتحامل أحياناً- يتعصب إسحاق بن إبراهيم الموصلي (ت-189هـ) على أبي نواس، تارة يخطئه فيما يقول نصرة للأوائل من الشعراء، وتارة في خروجه عن نمط الأوائل؛ ليعلن تذمره «ما ظننت أني أعيش إلى زمان أرى شعر أبي نواس ينفق فيه هذا النفاق» ([9])، دون أن يوقفنا على نماذج يحللها إقناعاً للمتلقي، إنما هي محض آراء متأثرة بنزعة تعصبية.
وثمة آراء أخرى تستنبط في شعره نظريات جزئية، منها قول الثعالبي: – «فإنه لم يجتمع بباب أحد من الخلفاء والملوك ما اجتمع بباب الرشيد من فحولة الشعراء المذكورين كأبي نواس» ([10])، وهو خلط بين معيار السياسي (أبواب الخلفاء) ومعيار النموذج (فحولة الشعراء).
وعلى وفق تلك الانطباعية التجزيئية يورد الثعالبي (ت-429 هـ) أفكاره التي هي منبهات تفتقد التحليل المركز على خصائص ما يرتبط بتلك المقولات، منها -مثلًا- ما أخذه أبو نواس من غيره وما أخذه الغير منه أو ما قيل عن سرقاته من غيره، وما أخذه الآخرون من معان شعرية ذكرها أبو نواس ([11]).
وإلى مثل هذه التعمية في إطلاق الأحكام العامة المنبثقة عن ذائقة تعتني بالهامش والعارض من الآراء نجد ياقوت الحموي (ت- 656 هـ) يذكر أبا نواس في إشارات سريعة منها ما نسب من أقوال لأبي نواس، ومنها ما جرى من حوارات في مجلس الخليفة الواثق بالله عن شعر أبي نواس، دون أن يذكر ياقوت الحموي رأيه، وربما في موضع واحد أدلى برأيه، من أن أبا نواس كان يغير على معاني الحسين بن الضحاك «في الخمر، وإذا قال شيئًا فيها نسبه الناس إلى أبي نواس» ([12]).
اما ابن خلكان (ت-681 هـ) فقد وقف على إشارات السابقين الذاتية في شعر أبي نواس، محاولًا أن يكشف انبثاقها التأثيري تارة عن مقدرة الشاعر في مجاراة الخطباء في البديهة والارتجال، وأخرى في نظرات جزئية تذوقية، كما روي عن الحاتمي وما نسبه إلى أشياخه من أن «الأفضل ابتداء صنعه شاعر من القدماء والمحدثين» ([13])، يتمثل بما قاله أبو نواس:
صِفَةُ الطُلولِ بَلاغَةُ القِدمِ | فَاِجعَل صِفاتَكَ لِاِبنَةِ الكَرمِ ([14]) |
وتارة ثالثة تستشعر الانطباعية في أحكام يمكن أن تكون نقطة انطلاق من شعر أبي نواس، في تفضيله على غيره «لأنه ينصرف في كل طريق ويبدع في كل مذهب، إن شاء هزل وإن شاء جد» ([15]).
ويلتمس عند أبي حجة الحموي (ت-837 هـ) آراء تقع ضمن دائرة التأثرية التي تقترب من لذة الرأي المعلل، وكأنه يشرك القارئ فيما رصده في شعر أبي نواس، ويمكن أن يعثر على جانب منها:
- يراه من أهل الحشمة في خطاب الدمن.
- يراه من أصحاب النوادر والهزل.
- يراه ممن يحسنون المراجعة.
- يراه ممن يحسنون التصريح.
- يراه ممن يجيد حسن التخلص.
- يراه ممن أجادوا بالعكس.
- يراه ممن أبدع بفن التردد.
- يراه ممن حفل بالتشبيهات.
- يراه ممن بعد غوره بالتورية.
- يراه ممن يجيدون حسن الاتباع.
- يراه ممن يجيدون حسن النسق.
- يراه ممن أحاطوا بالاحتراس.
- يراه ممن أجادوا حسن الختام.
وقد يذكر نظرات عامة، وأخرى سلبية في جانبي النظم والمضمون ([16]).
ومن المتحصل من جانب تلك الآراء النقدية القديمة تفاوت في التذوق لشعر أبي نواس جانب منه اتباعي وآخر يتحرى جيده، وثالث يستقصي عيوبه في نظرات تجزيئية، ما يتأكد منه ضرورة الغوص في هذا الموروث اللغوي لأبي نواس لاستجلاء كوامنه والنظر إليه على أنه مرآة عصره، نقلت إلينا بصورة فنية متنوعة وغنية غريبًا ونحوًا وصرفًا وعروضًا ووزنًا وقافية وأسلوبًا وتتبع آلية الدلالة في نصوص شعره وما هيتها في تحديد البِنَي المكونة له في ظل تحليل لغوي بنائي للوقوف على عمق الازدواج الثقافي والتأصيل اللغوي عنده.
ثالثا – مقتربات المنهج الاجتماعي.
منهج يتحرى الأدب في ضوء علاقته بالبيئة والمجتمع، أي ثمة رابط بين مدونات النصوص الأدبية والعوامل الأيديولوجية التي انبثق عنها النص أو خلالها، صياغة تكشف النظم والأخلاق والدين والعادات قوة مؤثرة فيه ([17]).
ونحسب أن النقد العربي القديم لم يؤثر عنه معرفة المنهج الاجتماعي، لكن ثمة مقتربات خبيئة، فيها إشارات ترتبط بهذا الاتجاه، بما يخص الملاحظ في شعر أبي نواس أثرًا مندمجًا مع المجتمع، لما أصاب هذا المجتمع من تبدل في منظومته الأخلاقية انفتاحًا على الأمم، مع واقع حياتي جديد في ترفه المدني، ولم يكن أبو نواس بدعًا من هذا التأثير لمظاهر الحياة الجديدة في شعره.
فقد ذكر الجاحظ (ت-276 هـ) آراء تبين أثر السياق الاجتماعي في شعر أبي نواس منها-مثلًا-تعليله تفوق أبي نواس في الأراجيز، بسبب تعاطي الشاعر بيئيًا مع الكلاب لأنه كان قد لعب بالكلاب زمنًا، وعرف منها ما لا تعرفه الأعراب، وذلك موجود في شعره وصفات الكلاب مستقاة من أراجيزه ([18]).
واستتباعًا للمؤثر البيئي في مسألة التواصل الكلامي لدى مستخدمي اللغة سياقًا ثقافيًا، وهو ما اتضح في تصورات النقاد القدامى في توظيفها للمتداول اللساني اليومي، إذا استحسن فئة منهم اللين والسهولة والوضوح أسلوبًا في أدائه الشعري، بما عد تبريرًا في تذوقهم لتلك المفردات والتراكيب الاجتماعية، وهو ما استنبطه أبو محمد بن علي بين وكيع (ت-393 هـ) عن شعر أبي نواس، «إنما تروى لعذوبة ألفاظها ورقتها وحلاوة معانيها وقرب مأخذها» ([19]).
مع أن ثمة قضية ترتبط ضمنًا بصياغات أبي نواس الشعرية، وهي اللحن مثل ما وجد عند المبرد (ت-286 هـ) والمرزباني (ت-384 هـ) فالأخير ساق أمثلة منها لكن القارئ المتبصر يرى أن جانبًا منها لا يعود إلى الخطأ الصرفي أو النحوي…، إنما يتعلق بجانب الأصوات وهذا أمر يعانيه الأعاجم في نطقهم للحروف، أو استعمال المفردة المتداولة بديلًا عن الفصيح.
وعطفًا عليه، كان الالتفات نحو البيئة مدخلًا يستعان به في قراءة النصوص الشعرية؛ لأن «لكل قوم ألفاظ حظيت عندهم….، وقد لهج وألف ألفاظها بأعيانها» ([20])، وهو ما رصد في رسوخ هوية أبي نواس حضورًا اجتماعيًا أنه «لم يكن شاعراً في عصر أبي نواس الا وهو يحسده لميل الناس إليه، وشهوتهم لمعاشرته، وبعد صيته وظرف لسانه» ([21])، وهو ما عزز قراءة شعره إبداعًا وافق مقامات الناس الذهنية.
ومن ملامح النقد الاجتماعي ما تجسد في موجودات البيئة، منها ما وقف عليه النقاد في لباس النساء، بوصفه اغراء جماليًا، وبه فضل بعضهم أبا نواس على سواه في قوله: –
كأن ثيابه اطلعن | من أزراره قمرا | |
يزيدك وجهه حسنًا | إذا ما زدته نظرا ([22]) |
والأمر عينه في استدعاء البيئة من قبل أبي نواس، ونخص بالذكر شعر الغلمان الشائع لدى الطبقات المترفة في العصر العباسي، وهو ما تنبه له النقد العربي القديم لدى مطيع بن إياس وواليه بن الحباب والحسين بن الضحال، وقد وقف الأصفهاني على جانب منه في شعر أبي نواس، وكيف جعله في مطالع بعض قصائده ([23])، استدلالًا منه أن شعر أبي نواس في هذا الجانب تمثل للعصر الذي كان فيه.
ولم تكن متون أبي نواس الساخرة من الأعراب وطرائق عيشهم، وما جهلوه من الحاضرة إلا امتدادًا لوعيه بالحاضرة التي يعيشها، وهو ما استوقف بعض النقاد القدامى في عده شعوبيًا، يريد النيل من العروبة، ويتعصب لقومه الفرس ([24])
رابعاً – استبصار المنهجين النفسي والتاريخي.
المنهج النفسي يتقصى فيه الناقد الذات المنتجة للأثر الفني ربطًا بمدونه، بوصف الأديب «يسعى عن طريق أعماله الفنية إيجاد منافذ ينفس بها عن رغباته المكبوتة» ([25])، وهذا المنهج يتحرى فيه الناقد تقديم إجابات ثلاث، أولها: دراسة الأثر الأدبي في ضوء علاقته بمنتجه، وثانيها: دراسة الأثر الأدبي في ضوء الدلالات الكامنة فيه، وثالثها: دراسة الأثر الأدبي في ضوء علاقته بالقراء ([26]).
وعليه فإن ثمة اسهامات نقدية عربية قديمة، تبصرت جانبًا من مسميات المنهج النفسي، وهذا ما بينته الدراسة القيمة للدكتور محمد خلف الله التي تناول فيها ملامح نفسية في التراث النقدي، واقفاً على محطات منها وعارضًا ما استنبطه من مقولاتهم النقدية ([27]).
أما الاسهام النقدي القديم الذي يلمح فيه جانبًا من الآراء التي قرأت شعر أبي نواس استنادًا إلى المؤثر النفسي للذات أو ما يحيط بها، فمظاهره مما قاله فئة منهم في أسباب جودة صياغته التي تعود إلى الدافع النفسي؛ لأنه لا يقول جيد الشعر حتى تطيب نفسه «وفي بشاش مونق، وعلى حال…، من صلة أو وصل لها أو عد بصلة ([28])»، كونها مؤثرات نفسية تلهمه وتغذيه أجود الشعر صياغة.
على أن الجاحظ (ت-255 هـ) قد أشار بطرف خفي إلى جانب الغرائز البشرية في صناعة الشعر بوصفها مثيرًا مضمرًا، له خصوصيته النفسية في انشاد الشعر ([29]). وهو ما لوحظ في تحرره من تقاليد شعرية متوارثة ولعل أبرزها سخريته من الميل العربي في مقدمات القصائد، إذ يقول:
دَعِ الأَطلالَ تَسفيها الجَنوبُ | وَتُبلي عَهدَ جِدَّتِها الخُطوبُ | |
وَلا تَأخُذ عَنِ الأَعرابِ لَهوًا | وَلا عَيشًا فَعَيشُهُم جَديبُ | |
دَعِ الأَلبانَ يَشرَبُها رِجالٌ | رَقيقُ العَيشِ بَينَهُمُ غَريبُ ([30]) |
وقد تتسامى غريزته النفسية انتماءً في المفاضلة بين عالمين.
فَأَينَ البَدوُ مِن إيوانِ كِسرى | وَأَينَ مِنَ المَيادينِ الزُروبُ ([31]) |
وقد وقف النقاد القدامى عنده أثرًا نفسيًا عند الشاعر بإظهار التفوق على العرب، وفي هذا تثار العصيبة الانتمائية مقياسيًا في جودة الشعر ([32])، مع أن تلك العصيبة المدونة شعرًا «بمثابة وثيقة يمكن أن يكتشف تحليلها عن القوى النفسية اللاشعورية في شخصية» ([33]) الشاعر أبي نواس، بعيدًا عن استدعاء ذهنية النسب من جهة مولده.
على أن ارتداد ذات الشاعر في الانتماء النفسي، يبدي جانبًا من صناعته اللغوية، وهو ما أبرزه ابن جني (ت-393 هـ)، كي يتم الاحتفاء به على وفق المنحى الأعرابي الخالص وأنه حاجة نفسية منه في لفت انتباه علماء اللغة ([34]).
أما المنهج التاريخي فهو يبرز زاوية من شخصية الأديب مرتبطة بالظروف التاريخية؛ ليستدل منها على لون التفكير السائد في عصره، وعن منحاه في رؤية الاديب تبعًا للحادث التاريخي ([35]).
وربما كانت قضية المجون في شعر أبي نواس من أبرز معالم العصر الذي عاشه، إذ يمكن عد هذه الظاهرة وثيقة تاريخية يحتكم إليها بهذا الشأن.
ولم يكن النقد العربي القديم بعيدًا في تصوراته عن ملامح المنهج التاريخي، وهو ما نتلمسه خيوطًا نقدية في كتاب طبقات فحول الشعراء، لابن سلام الجمحي (ت-231 هـ) وعند الجاحظ (ت-225 هـ) في كتابه البيان والتبين وغيرها من الآراء النقدية المنثورة في ثنيات كتب التراث.
أما ما لحظناه من قراءات تخص شعر أبي نواس من هذا المنحنى فقد كانت نادرة في استجلاء هذا المؤثر التاريخي أو بيانه في شعره، وربما يذكر أحدهم نسقًا مضمرًا يتمثل في بطش السلطة متخيلًا تاريخيًا، في قول أبي نواس:
فَسَمعٌ أَميرَ المُؤمِنينَ وَطاعَةٌ | وَإِن كُنتَ قَد جَشَّمتَني مَركَبًا وَعرا ([36]) |
بأن هذا الواقع التاريخي المتمثل بطاعة السلطة، ومنه «وصف الأطلال والفقر، إنما هو خشية الإمام، وإلا فهو عنده فراغ» ([37])
من جانب آخر يمكن عد ما في شعره من صراع عربي وأعجمي مؤثرًا تاريخيًا يتجه إليه النقاد في المفاضلة بين الشعراء وهو ما أشار إليه الجاحظ (ت-255 هـ) في تأمل نمط من شعر أبي نواس وتفضيله على غيره، إلا أن تعترض عليك فيه عصبية ([38]) الصراع التأريخي في تلك الحقبة بين العربي وسواهم وهو ما تمثل في نصوص شعرية لأبي نواس، أبرز فيها الجانبين الاجتماعي والتاريخي، وبسبب هذا المتخيل التاريخي تعصب إسحاق بن إبراهيم الموصلي (ت-235 هـ) على أبي نواس، ولم ينصره على شعراء العربية نسبًا ([39])، وإن كان لشعره مؤثراته الفارسية اللغوية من خلال ما دونه في شعره من صور فنية مرئية ومسموعة وملموسة و مشمومة ومحسوسة عظيم الأثر في ماهية الدلالة وفهم النص وتطور تراكيبه الشعرية
خامسا: تداولية الحجاج اللغوي في شعر أبي نواس
بين اللغويين القدامى كالسكاكي والقزويني والمحدثين كسيرل وفاندرفاكن بدت حجاجيات الهرمينوطيقا ومستوياتها الانطولوجية المتعددة في شعر أبي نواس جلية في تأويل رصده لمشكلات عصره ومعاناته، مع التمعن في استقصاء معانيه بين التأويل العقلي في شعره ومنطوق لغته الطبيعي من خلال استعماله للبنيات النحوية، وتوظيف الضمائر، والأساليب الإشارية والجمل الاستفهامية عبر ما يتضمنه الاستفهام من طلب فهم النص مع استباق اعتراض المتلقي ومحاصرة شكوكه، فضلا عن المخزون المعجمي الذي استدعى كلماته وازدانت ببلاغتها الإيحائية والاستعارية نصوصه الشعرية من أجل تحقيق التواصل والتأثير تأكيدًا لحجاجه الإقناعي وحتميات اللاوعي وفلسفته في الإباحة والغفران. ([40])
مثال ذلك قوله في غلام:
«ومستطيل به الجمال على … كلّ جميل عديم أشباه
لو كان للشمس حسن صورته … لاستنكفت عن عبادة الله
ومما ورد في المآخذ قول:« محمد بن يحيى الصولى، قال: قال لنا المكتفى بالله: أىّ أبيات الشعر أهنك وأفجر قائلا؟ فقال له يحيى بن على: لا أعرف مثل قول أبى نواس
ألا سقّنى خمرا، وقل لى: هى الخمر! … ولا تسقنى سرّا إذا أمكن الجهر» ([41])
أفعال الكلام في شعره: –
- فعل القول والأصوات التي تضمنها شعره سواء أكانت مباشرة صريحة في الدلالة على الغرض إخبارًا أم طلبًا بالمعنى الحرفي الحقيقي للفظ أم كانت غير مباشرة ناتجة من استعمال اللفظ على غير ما هو له وخروجه عن مقتضى ظاهره كما وجد ذلك في كلام النقاد القدامى، ووجهة ارتباط لغة أبي نواس الشعرية مع العالم والواقع الخارجي ، ذلك أن كل ما في شعره من التقريريات والحكميات يتجه فيها مطابقة فعله الكلامي من اللغة للعالم ، أما الوعديات و الأمريات فاتجاه المطابقة من الواقع إلى اللغة في حين أن التعبيريات والتي يعنى بها المشاعر للآخر فهي مجرد حالة نفسية .([42])
ومن ذلك قوله:
يزيدك وجهه حسنًا … إذا ما زدته نظرا ([43])
فالفعل مسند لغير فاعله الحقيقي فالحسن غير مبني حقيقة على وجه المحبوب وإنما عن سرور واطمئنان بإطالة النظر له ناتج عن راحة نفسية شعور داخلي ينعكس على الظاهر إيجابا؛ وهو مثال للفعل الكلامي غير المباشر، بما يتضمنه من مفردات صوتية معجمية صرفية نحوية، والفعل الانجازي لها بالإخبار عن حسن المحبوب، والفعل التأثيري الناتج عن السعادة والفرح والحسن الناتج عن النظر إليه.
- الفعل الإنجازي المتضمن في الأقوال مثل الأمر والاستفهام والنفي والنهي والتمني والدعاء بما تحويها هذا الأساليب وأمثالها في شعره من حمولة دلالية لها انعكاساتها الإيقاعية الفنية
- الفعل التأثيري الناتج عن القول بما يحويه من درجة شدة الفعل ونمطه الإنجازي فأفعال الأمر الواردة في شعره قد تكون بحسب علاقته بالمخاطب أمرًا، أو طلبًا، أو رجاءً، أو اقتراحًا، أو التماسًا …
الاستلزام الحواري في شعره: –
تأسيسًا على قواعد نظرية الاستلزام الحواري وقواعدها التي طرحها غرايس والتي تعد من مبادئ البراجماتية اللسانية وهي قاعدة الكم، والكيف والمناسبة أو العلاقة، والطريقة أو الجهة التي يلزم منها استعمال معايير: ما قل ودل ،والصدق ولكل مقام مقال، والوضوح في أداء المعنى تحقيقًا لمبدأ التعاون بين المتكلم والمتلقي؛ فإن الاستلزام الحواري يتحقق عند خرق أي من هذه القواعد، وهذا ينطبق على ما ورد في شعر أبي نواس ما كان منها مجازًا لغويًا بين الألفاظ أو مجازًا عقليًا يتم تقديره في ضوء معطيات معتقداته وشخصيته وثقافته التي تعد مزيجا من الفارسية والعربية وبيان ذلك من خلال رد الجمل إلى اللغة الشعرية لديه، وآثره في كونه اشكالا دلاليًا معتمدًا على المعاني غير الصريحة، وغير المباشرة للجمل ارتكازًا على السياق في دلالة المفهوم ،والمعنى المقامي، والمعنى الفرعي . ([44])
وهذا الجانب تحديدا يحتاج إلي بحث منفرد في الجانب التطبيقي لشعر أبي نواس في ضوء قواعد الاستلزام الحواري الغربية وتحليل الخطاب الأدبي في ديوانه وصولا للمعنى وانتقالا للدلالة الضمنية المستلزمة مقاميا اعتمادا على الدلالة الصريحة في شعر ديوانه وهو ما نأمل الله أن يوفقنا إليه لاحقا إن شاء الله.
الخاتمة
اكتسب شعر أبي نواس أهمية واضحة في القراءات النقدية القديمة، وقد حاولت الدراسة استبصار جانبًا من الآراء النقدية التي دارت حول شعره تارة أو حياته تارة أخرى أو رابطًا بالسياق العام المحيط به.
وقد أوضح المقال ما يمكن عده تصورات نقدية متباينة بين المنهج الانطباعي والمناهج السياقية الأخرى التي تتفق والرؤى النقدية القديمة، بما انطوت عليه من نظرات تجزيئية أو ذائقة غير معللة، أو كشف لمزالق ومآخذ على شعره، مع ما شابها من تداخل بين المناهج، راجع إلى علة الارتجال والذاتية في إطلاق الأحكام النقدية.
على أن استقراء التراث العربي النقدي في المقال به حاجة إلى دراسة مستفيضة تروم تقديم نظرة إجمالية عن حظوظ شعر أبي نواس، أغراضًا وأسلوبًا في نظمه، متجاذب بين تياري الاتباع والإبداع.
وقد سجلنا ما نعتقده من جهود نقدية، تنطلق من محاولة أولئك النقاد استبصار شعر أبي نواس على وفق المرجعيات الثقافية التي ينتمون إليها. وبها كانت مقاييسهم النقدية، اجتهد كل منهم في صياغة رأيه النقدي سلبًا او إيجابيًا في شعر أبي نواس.
وربما يشكل بعضهم أن المناهج النقدية الحديثة لا تتوافق مع المآخذ المسجلة سلبًا في الشعر…، لكن الوجه بيان موجهات القراءة النقدية من قبل النقاد القدامى بشكل شمولي بما يسوغ اختبار تلك الآراء المختلفة مع الرؤى المنهجية الحديثة.
أهم مصادر البحث:
- أخبار أبي نواس، لأبي هفان عبد الله المهزمي (ت-257هـ)، تحقيق: فرج الحوار، دار مصر للطباعة.
- البيان والتبيين: لأبي عثمان عمر بن بحر الجاحظ (ت- ٢٥٥هـ)، تحقيق: علي أبو ملحم، مصر، مكتبة الخانجي.
- تفسير ارجوزة أبي نواس، أبي الفتح عثمان بن جني (ت٣٩٢ هـ)، تحقيق: محمد بهجت الأثري، دمشق، ط٢.
- تفسير القرطبي: ابو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي (ت-٦٧١ هـ)، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، ط1، 2006
- خزانة الأدب وغاية الأدب، لأبي بكر علي بن حجة الحموي (ت-٨٣٧ هـ)، تحقيق، كوكب دياب، بيروت، دار صادر، ط٢، ٢٠٠٥ م.
- دراسات في الأدب الإسلامي: محمد خلف الله، مصر، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، ط١، ١٩٤٧.
- ديوان أبي نواس بشرم الصولي (ت-٣٣٥ هـ)، تحقيق: بهجت عبد الغفور الحديثي، ابو ظبي، هيئة ابو ظبي للثقافة والتراث، ط١، ٢٠٢٠
- الشعر والشعراء، ابن قتيبة (ت-٢٧٦ هـ)، تحقيق: أحمد محمد شاكر، بيروت، دار أحياء العلوم، ط٦، ١٩٩٧.
- العمدة في محاسن الشعر وآدابه، ابن رشيق القيرواني (ت-٤٥٦ هـ)، تحقيق: محمد عبد القادر، بيروت، دار الكتب العلمية.
- كتاب الحيوان: الجاحظ (ت-٢٥٥ هـ)، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، بيروت، دار أحياء التراث، كتاب الاغاني: ابو الفرج الاصفهاني (ت-٣٥٦ هـ)، تحقيق: د. إحسان عباس، بيروت، دار صادر.
- معجم الادباء: ياقوت الحموي (ت-٦٥٦ هـ)، تحقيق: د. إحسان عباس، بيروت، دار الغرب الإسلامي، ط١، ١٩٩٣.
- مفتاح العلوم: يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكاكي الخوارزمي الحنفي أبو يعقوب (ت ٦٢٦هـ) ضبطه وكتب هوامشه وعلق عليه: نعيم زرزور الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة: الثانية، ١٤٠٧ هـ – ١٩٨٧ م.
- مقدمات في فلسفة الفن: د. رياض عوض، بيروت، طرابلس، مطبعة جروس بروس، ط١، ١٩٩٤.
- الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء، ابو عبيد الله المرزباني (ت-٣٨٤ هـ)، تحقيق: محمد حسين شمس الدين، بيروت، دار الكتب العلمية.
- النقد الأدبي الحديث قضاياه ومناهجه: وليد شاكر نعاس، بغداد، مطبعة الرضا، ٢٠٠١.
- النقد اللغوي عند العرب حتى نهاية القرن السابع الهجري: د. نعمة رحيم العزاوي، بغداد، جامعة الإمام الصادق، ط١، ٢٠٠٥.
- وفيات الأعيان وأنباء الزمان، أحمد بن محمد ابن خلكان (ت-٦٨١ هـ)، تحقيق: د. إحسان عباس، بيروت، دار صادر.
- يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، لأبي منصور الثعالبي (ت-٤٢٩ هـ)، تحقيق: د. مفيد محمد، لبنان، بيروت، دار الكتب العلمية، ط١، ٢٠٠٠م.
([1]) ينظر النقد اللغوي عند العربي:٦٣
([2]) العمدة: 1/95، ينظر النقد اللغوي عند العرب:٦٤
النقد اللغوي عند العرب:٨١ ([3])
([6])ينظر النقد الأدبي الحديث قضاياه ومناهجه: ٢٧١
([11]) ينظر م. نفسه:٥/١،٩٢/١٦٦،٢٣٦
([12]) معجم الأدباء: ٥/٣،٢٠١٧/١٤٣٨
([14])ديوان أبي نواس برواية الصولي: ٦٨٥
([16]) ينظر خزانة الأدب وغاية الأدب: ١/٢،٣٣/٥١٦،٤٩٨،٤٤٧،٤١٩،٤٠٣،٤٠٠،٢١٠،١٩٩،١١٨
([17]) ينظر النقد الأدبي الحديث قضاياه ومناهجه: ٢٧٢
([18]) البيان والتبيين: ٢/٢٣، وينظر: ١/٢،٦٥/٤،١٧١/٢٣
([22]) ديوان أبي نواس برواية الصولي: ٢٨٨
([23]) ينظر كتاب الاغاني: ١٤/٢٠٣، أخبار أبي نواس: ١١٤ الشعر والشعراء: ٢/٧١
([24]) ينظر أخبار أبي نواس: ٨١
([25])مقدمات في فلسفة الفن: ٨٥
([26])ينظر النقد الأدبي الحديث قضاياه ومناهجه: ٢٦٨
([27])ينظر دراسات في الأدب الإسلامي: ٦١
([29])ينظر كتاب الحيوان: ١/٣٧٩
([30])ديوان أبي نواس برواية الصولي: ٥٦
([33])النقد الأدبي الحديث قضاياه ومناهجه: ٢٦٧
([34]) ينظر تفسيرا ارجوزة أبي نواس: ٨-٩
([35])ينظر النقد الأدبي الحديث قضاياه ومناهجه: ٢٦٠
([36])ديوان أبي نواس برواية الصولي: ٣٧٢
([40])ينظر: الحمري، بدر. (2016). منطق الحجاج اللغوي في هرمينوطيقا بول ريكور. مجلة التأويل، ع3، 273 – 279. مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/789433
([41] ) ينظر: المرزباني، أبو عبيد الله بن محمد بن عمران بن موسى. (1995). الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء. ت:محمد حسين شمس الدين، دار الكتب ،بيروت- لبنان ،ص 360. مسترجع من https://shamela.ws/book/9427/360#p15
([42])ينظر: بلخير، ذيب. (2013). تجليات الفعل الكلامي عند جلال الدين القزويني. مجلة مقاليد، ع 5، 53 – 65. مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/493244
([43] ) ينظر: القزويني، جلال الدين. (2003). الإيضاح في علوم البلاغة.وضع حواشيه: إبراهيم شمس الدين ، دار الكتب العلمية،بيروت- لبنان ،ط،1،79/1. مسترجع https://al-maktaba.org/book/7380/95#p4
([44])ينظر: الكنج، عثمان جميل قاسم. (2020). الاستلزام الحواري في الفكر اللغوي عند العرب القدامى: وصف وتحليل. اللسان العربي، ع80,81، 203 – 229. مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/112351