الاشتقاق؛ أيّ دور في التوليد المعجمي؟
On The Role of Derivation in Lexical Generation?
د. مجيد الخلطي، جامعة سيدي محمد بن عبد الله ـ فاس، المغرب.
Majid.kholti, University Sidi Mohamed Ben Abdallah, Fes, Morocco.
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية العدد 77 الصفحة 93.
ملخص |
تهدف هذه الدراسة إلى توضيح مفهوم الاشتقاق وأهميته باعتباره ظاهرة لغوية من خصائص اللغة العربية، وآلية أصيلة تتناسب وطبيعتها ذات الصرف غير السلسلي؛ إذ يسمح بتوالد ألفاظها من أصلها، وتنميتها، والإسهام في إثراء المعجم العربي.
وتبين أيضا أن الاشتقاق حظي باهتمام اللغويين القدماء واللسانيين المحدثين؛ لكونه يتيح إمكانية توليد وحدات معجمية تسمي المعاني والمفاهيم الجديدة.
وتكشف أن عملية التوليد لا تنحصر في الوحدات المعجمية العربية المشتقة، وإنما تتجاوزها إلى الوحدات المعجمية الأعجمية.
وتراهن على كون الاشتقاق يسمح بمواكبة الثقافات العالمية التي تقذف بالعديد من المفاهيم والمصطلحات باستمرار، وتضييق الفجوة المصطلحية، وتأصيل المصطلح العربي.
الكلمات المفاتيح: لاشتقاق، التوليد، الجامد، اللفظ الأعجمي، وحدات معجمية، تنمية المعجم العربي، تأصيل المصطلح العربي.
Abstract This study aims to clarify the concept of the derivation and its importance as a linguistic phenomenon that characterizes the Arabic language, and as an original mechanism that matches the nature of non-linear morphology. It allows the reproduction of its original vocabulary, its development and its contribution to enriching the Arabic dictionary. It turns out that the derivation has received the attention of ancient linguists and modern linguists for it allows the possibility of generating lexical units labelled new meanings and concepts. It reveals that the generation process is not restricted to the derived Arabic lexical units, but rather goes beyond it to the foreign lexical units. The study vouches for the fact that the derivation allows the Arabic language to keep pace with world cultures that constantly put forth several concepts and terms, narrow the terminological gap, bridge the terminological gap, and consolidate the Arabic term. |
Keywords: the derivation the generation non-derivative word foreign word : lexical units ،Development the Arabic lexicon Authenticize the Arabic term
0ـ مدخلإذا كان التوليد اللفظي في اللغة العربية ظاهرة لغوية أفرزتها شروط اجتماعية تمثلت بالأساس في تنوع الأجناس التي دخلت الإسلام، وشروط حضارية يأتي على رأسها التطور الفكري الذي عرفه المجتمع العربي الإسلامي، فإن هذه الظاهرة اللغوية أسهمت فيها آليات تباينت في مردوديتها، وتأرجحت بين الاتساع أحيانا، والضيق أحيانا أخرى. وتميزت بكون بعضها أصيلا كما هو الحال بالنسبة للاشتقاق، وبعضها الأخر غير أصيل ومستحدث؛ لأن العربي أقبل على استثمارها لاحقا لحاجته إليها، باستعارتها، أو نحتها، أو إضافة اللواصق إليها. وهي عمليات تقتضي وجود اللفظ سلفا بالفعل في الجماعة اللسانية. فما هو الاشتقاق؟ وما هي خصائصه؟ وما هي حدوده في التوليد المعجمي؟
1ـ الاشتقاق
الاشتقاق ظاهرة لغوية عرفها العرب على مر تاريخهم، واهتموا بها لأنها السبيل للحصول على الألفاظ التي احتاجوها في مختلف مناحي حياتهم. يقول ابن النديم (ت: 380 هـ): «لم يزل ولد إسماعيل على مر الزمن يشتقون الكلام بعضه من بعض، ويضعون للأشياء أسماء كثيرة بحسب حدوث الأشياء الموجودات وظهورها»[1]. وهو خاصية في الفصائل السامية ـ ومنها اللغة العربية ـ التي «تتكل في تولّدها الذاتي، وتكاثرها المعجمي على الحركة الانفجارية التي تكتسب بها طواعية داخلية، تمكـنها من معاودة الانتظام الذاتي واستئناف الارتصاف البنائي عند كـل حاجـة دلالية أو اقـتضاء اصطلاحي»[2].
وقد شغل الاشتقاق علماء العربية قديما على اختلاف انتماءاتهم اللغوية، والدينية، والفلسفية. وتناولوه بالدرس والتحليل. وفي هذا السياق يقول خالد اليعبودي: «وتكمن أسباب تعـرض هاته الطوائف مجتمعة (مـن نحاة، وصرفيين، ومعجميين، وفقهاء اللغة، وأصوليين، ومتكـلمين، ومناطقة) إلى الاشتقاق في اشتراكهم في معالجة قضايا القرآن الكريم الذي شكل نقطة وصل لهم جميعا، ودراستهـم لمسائل دلالية، نحوية، واشتقاقية.. مرتبطة فيما بينها ارتباطا وثيقا»[3].
إن الاشتقاق يمنح اللغة العربية طاقة تسمح بتوالد ألفاظها من أصلها، فينمو معجمها ويتكاثر، ويسمح للمتكلم بالتعبير والتواصل بلغته دونما حاجة إلى اعتماد الدخيل إلا في الحالات المستعصية التي تقتضي الحفاظ على دلالة ومفهوم الوحدات المعجمية والمصطلحية الوافدة.
1ـ1ـ التعريف اللغوي للاشتقاق
ورد عند ابن فارس (ت: 395هـ) في تعريف الاشتقاق «الشين والقاف أصل واحد صحيح يدل على انصداع في الشيء، ثم يحمل عليه ويشتق منه على معنى الاستعارة […]. ويقال اشتقَّ في الكلام في الخصومات يمينا وشمالا مع ترك القصد، كأنه يكون مرة في هذا الشق، ومرة في هذا»[4].
ولا يكاد يختلف تعريف ابن منظور (ت: 711هـ) للاشتقاق عن تعريف ابن فارس؛ حيث يقول: «الشَّقُّ مصدر قولك شَقَقْت العُود شَقًّا، والشَّقُّ: الصَّدْع البائن، وقيل: غير البائن؛ وقيل: هو الصدع عامة[…]. واشتقاق الشيء بنيانه من المرتجل. واشتقاق الكلام: الأخذ فيه يمينا وشمالا»[5].
1ـ2ـ التعريف الاصطلاحي
يؤكد ابن فارس أن الاشتقاق ظاهرة لغوية معروفة عـند العرب؛ إذ يقول: «أجمع أهل اللغة ـ إلا من شذ عنهم ـ أن للغـة العـرب قياسا، وأن العـرب تشتق بعـض الكلام من بعـض. وأن اسم الجن مشتق من الاجتنان»[6].
ويورد السيوطي (ت: 911هـ) قول ابن دحية في شرح التسهيل الذي يرى أن: «الاشتقاق أخذ صيغة من أخرى مع اتفاقهما معنى، ومادة أصلية، وهيئة تركيب لها، ليدل بالثانية على معنى الأصل بزيادة مفيدة لأجلها اختلفا حروفا أو هيئة كضارب من ضرب وحَذِرٌ من حَذِر»[7].
ويقول محمد علي التهانوي (ت: 1158هـ): «الاشتقاق Dérivation) (Derivation/عند أهل العربية يحد تارة باعتبار العلم كما قال الميداني: هو أن تجد بين اللفظين تناسبا في أصل المعنى والتركيب، فترد أحدهما إلى الأخر؛ فالمردود مشتق والمردود إليه مشتق منه. وتارة باعتبار العمل كما يقال: هو أن تأخذ من اللفظ ما يناسبه في التركيب فتجعلـه دالا على معنى يناسب معناه، فالمأخوذ مشتق والمأخوذ منه مشتق منه»[8].
ولعل من أشهر التعريفات القديمة للاشتقاق تعريف أبي البقاء الكـفوي (ت: 1093هـ): «الاشتقاق رد كلمة إلى أخرى لتناسبهما في اللفظ والمعنى، وهو أصل خواص كـلام العرب، فإنهم أطبقوا على أن التفرقة بين اللفظ العربي والعجمي بصحة الاشتقاق»[9].
تتفق التعريفات الاصطلاحية المقدمة في ثلاثة جوانب:
- يتحقق الاشتقاق بالاعتماد على أصول الكلمة المشتقة، وهي في العربية عند أغلب اللغويين ثلاثية.
- تتقاطع الكلمات المشتقة من الناحية الشكلية في عدد من الحروف المكونة لها.
- تحيل الكلمات المشتقة من الناحية الدلالية على معنى الأصل الذي اشتقت منه الكلمة.
لكن الجانب الدلالي، وإن كان حاضرا في كثير من المشتقات، فليس شرطا في الاشتقاق يتم الالتزام به في كل ما يشتق من الحروف الأصول؛ لأن عملية الاشتقاق تمكن من توليد الألفاظ بشكل قد يجعل معانيها متباعدة ومختلفة إلى درجة التناقض، وهو ما يعرف بالمشترك اللفظي.
2ـ التداخل بين الاشتقاق والتصريف
إن خضوع صيغة المشتق لنوع من التغيير إما بالزيادة أو الحذف، وارتباط المشتقات التي لها نفس القرابة العائلية فيما بينها، وكذلك خضوع الكلمة في مجال التصريف لتغييرات، كل ذلك يجعل الاشتقاق والتصريف متداخلين.
وقد أشار ابن جني (ت: 392هـ) إلى أن هذا التداخل حاصل بينهما نظرا لتشابههما، وارتباطهما الشديد الصلة. يقول: «وينبغي أن يعـلم أن بين التصريف والاشتقـاق نسبا قـريبا، واتصالا شديدا؛ لأن التصريف إنما هو أن تجيء إلى الكلمة الواحدة فـتصرفها على وجـوه شتى، ومثال ذلك أن تأتي إلى “ضرب” فتبني منه مثل “جعفر” فتقول: “ضرْبَب”. ومثل “عَلِمَ”: “ضَرِبَ”. ومثل “ظَرُفَ”: “ضَرُبَ”؛ أفلا ترى إلى تصريفك الكلمة على وجوه كثيرة. وكذلك الاشتقاق أيضا؛ ألا ترى أنك تجيء إلى الضرب الذي هو المصدر فتشتق منه الماضي فتقول: “ضَرَب”، ثم تشتق منه المضارع فتقول: “يَضْرِبُ”…، إلا أن التصريف وسيطة بين النحو واللغة يتجاذبانه، والاشتقاق أقعد في اللغة من التصريف، كما أن التصريف أقرب إلى النحو من الاشتقاق»[10].
إن التصريف هو سند متكلم العربية الأساس؛ لكونه يمكنه من معرفة بنيتها والتغييرات الطارئة عليها، و«يحتاج إليه جميع أهل العربية أتم حاجة، وبهم إليه أشد فاقة، لأنه ميزان العـربية، وبه تعـرف الأصول من كلام العـرب من الزوائـد الداخلة عليها، ولا يوصل إلى معرفة الاشتقاق إلا به»[11]. ويظهر من كلام ابن جني أن الاشتقاق هو توليد الكلمة من أصلها، وتحديد معناها الأصل، والتصريف يحـدد شكـلها الذي اكتسبت به معـنى إضافـيا بتقليبها في أوزان مختلفة.
أما ابن عصفور (ت: 669هـ) فيقسم التصريف إلى قسمين: «أحدهما جعل الكلمة على صيغ مختلفة لضروب من المعاني، نحو، ضَرَب وضَرَّب، وتَضَرَّب، وتضارب، واضطرب. فالكلمة التي هي مركبة من ضاد وراء وباء، نحو (ضَرْب)، قد بنيت منها هذه الأبنية المختلفة لمعان مختلفة…، والآخر من قسمي التصريف: تغيير الكـلمة عن أصلها، من غـير أن يكون ذلك التغيير دالا على معنى طارئ على الكلمة، نحو تغييرهم (قول) إلى (قال)»[12].
ويتضح من خلال كلام ابن عصفور أنه عندما يرافق تغير الصيغة تغيّر دلالي فذلك يفيد الاشتقاق، وفي حالة تغيّر الصيغة دون أن تضيف معنى فذلك يفيد التصريف.
إن التصريف علم يتمكن به متكلم العربية من ضبطها، ومعرفة أحوال بناء الكلمة المتغيرة، وبواسطته يتوصل إلى الاشتقاق. فكيف نظر المحدثون إلى الاشتقاق؟ وماهي الإضافات التي قدموها في هذا الباب الصرفي؟
3ـ الاشتقاق عند اللغويين المحدثين
يخلص الباحث في كتب اللغويين المحدثين إلى أن تعريفهم للاشتقاق لا يختلف عن تعريف القـدماء، رغم بعض الفوارق الجزئية، فهو آلية توليدية تمكن من إغناء المتن اللغوي العربي بوحدات معجمية جديدة.
لقد حدد توفيق محمد شاهين الاشتقاق في كونه «وسيلة رائعـة لتوليد الألفـاظ، وتجديد الدلالات، ففيها توليد مستمر، رغم ما توحي به ظاهرة السبك القالبي من رتابة وجمود في القياس، فإن هذا وذاك أسدى إلى العربية يدا طولى وأصبح لنا أن نزيد على الصيغ وأن ننقص منها، وأن نحيي الميّت، ونقيس على مثاله، ونشتق على منواله»[13].
وحصره عبد الصبور شاهين في «صوغ كلمة فرعية من كلمة أصلية على أساس قياس مطّرد، كاشتقاق الصفات وأسماء الزمان والمكان ونحوها»[14]. ومن خلال هذا التعريف للاشتقاق يتبين أن الباحث يضيف القياس المطّرد، ويحدد نوع المشتقات التي تشتق من الأصل[15].
والاشتقاق عند عبد السلام المسدي «هو هذا التقولب الصرفي المظهري في نطاق المادة الواحدة […]، في منطلقه تولد اصطلاحي ضمن الحقل الدلالي الواحـد ثم يصبح مقطعا عموديا يخـرق طبقات المادّة المعجمية فيشقّ مدلولاتها ويـؤلـف منها أسرا مفهومية قـد لا تعرف حـدّا في نمائها»[16].
أما الاشتقاق عند صبحي الصالح فهـو: «توليد لبعض الألفـاظ مـن بعض، والرجوع بها إلى أصل واحد يحدد مادتها ويوحي بمعناها المشترك الأصيل مثلما يوحي بمعـناها الخاص الجديد»[17].
وإذا كان توفيق محمد شاهين وعبد السلام المسدي قد اعتبرا الاشتقاق وسيلة للتوليد المعجمي، وإثراء المعجم العربي بالاستعانة بقوالب صرفية دون قيد، فإن عبد الصبور شاهين، وصبحي الصالح يوافقانهما الرأي، ولكن يخالفانهما في كونهما يقيّدان تصورهما للاشتقاق.
فالأول يرى أن المشتق الجديد فرع لأصله الاشتقاقي، ويشترط فيه القياس المطرد، والثاني يعتبر الاشتقاق عملية تتوالد فيها الألفاظ من الأصل (الجذر)، على أساس أن يكون هناك صلة وثيقة بين اللفظ المشتق ومدلوله الجديد، وإحالة المشتق إلى أصل اشتقاقه.
ويبدو أن في قيود الاشتقاق في تعريفي عبد الصبور شاهين وصبحي الصالح تضييقا لغويا يعوق تنمية اللغة، خاصة وأن حاجة المتكلم التواصلية هي التي كانت دوما وراء اعتماد ألفاظ وصيغ دون أخرى، وأن المتكلم نفسه، من خلال اعتماد صيغ بذاتها عمل على جعل نماذج مطّردة، وأخرى غير مطّردة على الرغم من قياسيتها، واستجابتها للضوابط اللغوية.
ويذهب خالد اليعبودي[18] إلى أن الاشتقـاق “علم”. وهو في العـربية لا يطابق مفهـوم Etymologie الذي يخـتص بـرد الأصل إلى الفرع، وتبيان السابق عـن اللاحـق، ولا يطابق كذلك بشكـل جامـع مانـع مفـهـوم Dèrivation المختص بتوليد الألفاظ، وأنه يضم المصطلحين الغربيين. ويقترح للأول مصطلح “الاشتقاق التاريخي”؛ لأنه يلجأ إلى مراحل سابقة ومتقدمة في اللغة؛ لتفسير انتساب ألفاظ إلى أخَر وتعليله. ويقترح للثاني مصطلح “الاشتقاق القياسي”؛ لأنه يعتمد كثيرا على “التقييس” في توليد المفردات.
والملاحظ من خلال كلام الباحث أنه، في معرض مناقشته، لا يبدي أي تحفظ على أن الاشتقاق علم، رغم اعتباره إياه في سياق آخر آلية، أو وسيلة، أو إحدى طرائق التوليد، بل أقدمها: «لما كان التوليد المورفولوجي من أهم الوسائل وأبرزها في تنمية اللغة العربية، نظرا لمرونة نظامها الصرفي والاشتقاقي؛ تعين النظر في ملابسات آلياته الأساسية والمتمثلة في الاشتقاق والنحت، فالاشتقاق هو أقدم طرائق إنماء المعجم وأهمّها وأكثرها توليدية»[19]. والراجح أن هناك فرقا بين العلم والوسيلة، أو الآلية المعتمدة في مجال علم من العلوم؛ ذلك أن العلم يكون قائما بذاته، وله منهجه، وآلياته الإجرائية، في حين أن الوسيلة أو الآلية هي إحدى مرتكزات العلم التي تسخر بهدف التحليل والكشف لاستخلاص النتائج. وإذا كان الاشتقاق علما فلماذا لم يعتبر الباحث ـ في كتابه ـ النحت والاقتراض علمين؟ والظاهر أن مرد ذلك هو الترجمة الحرفية للمصطلح المركبEtymologie ، ومحاولة الباحث إيجاد مقابل له في العربية أو تفسير المصطلح. وحتى إن كان الأمر كذلك، فإلى أي حد يحيل المصطلحان المقترحان في العربية “الاشتقـاق التاريخي” و”الاشتقاق القياسي” على المصطلحين الأعجميين: Etymologie وDèrivation؟
إن الدقة في تحديد المصطلح تقتضي اعتبار الاشتقاق إحدى وسائل أو آليات التوليد، أو اعتباره أحد أبواب الصرف العربي، يشكل إلى جانب الأبواب الأخرى علم الصرف، أو نظرية في أحسن الأحوال. وإن رواج المصطلح المقترح يقتضي إحالته على المفهوم، وتمريره عبر الهيئات المختصة، وإشاعته بهدف توحيده بين الباحثين حتى لا تتعدّد مصطلحات المفهوم الواحد، ويتّسع مجال اضطرابها.
4ـ أنواع الاشتقاق
اهتم النحاة واللغويون القدماء بالاشتقاق ودوّنوا مجموعة من الملاحظات فيه، ومنهم الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت: 175هـ)، وسيبويه (ت: 180هـ)، والمبرّد (ت: 285هـ)، ، وأبو الفتح بن جنّي، وابن فارس. لكن ابن جنّي وأستاذه أبا علي الفارسي (ت: 377هـ) يعتبران أكثر اهتماما به، وأوسع نظرا فـيه.
وقد حدد ابن جنّي الاشتقاق في ضربين: كبير وصغير. «فالصغـير ما في أيدي الناس وكـتبهم؛ كأن تأخذ أصلا من الأصول فـتـتقَّـراه فـتجمع بين معانيه وإن اختلفت صيغه ومبانيه. وذلك كتركيب (س ل م) فإنك تأخذ منه معنى السلامة في تصرفه؛ نحو سلم يسلم، وسالم وسلمان، وسلمى والسلامة…، فهذا هو الاشتقـاق الأصغـر. وأما الاشتقاق الأكبر فهو أن تأخذ أصلا من الأصول الثلاثية، فتعقـد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحدا، تجتمـع التراكيب الستة وما يتصـرف من كل واحد منها عليه، وإن تباعد شيء مـن ذلك[عنه] رُدَّ بلطف الصنعة والتأويل إليه؛ كما يفعل الاشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد…، نحو (ك ل م)، (ك م ل)، (م ك ل)، (م ل ك)، (ل ك م)، (ل م ك)، وهذا أعوص مذهبا، وأحزن مضطربا …»[20].
يبدو من خلال قول ابن جني أن الاشتقاق نوعان: صغير وكبير، ولكنه يزاوج في الاستعمال بين الصغـير والأصغـر، والكـبير والأكـبر. واختلاف الصيغة (التسمية) لا يعني أن الأصغر خلاف الصغير، وأن الأكبر خلاف الكبير، فقـد حدد الأول فيما يتعـلق بالمادة الواحدة التي تراعي ترتيب حروفها، وذلك كتركيب (س ل م) ومشتقاته (سلم، ويسلم، وسالم، وسلمان، وسلمى، والسلامة، والسليم). في حين حدّد الثاني في أخذ أصل من الأصول الثلاثية، وعقد معنى واحدا عليه وعلى تقاليبه الستة، تجتمع التراكـيب الستة وما يتصرف مـن كـل واحد منها عليه، مع الحـرص على إرجاع ما تباعد من ذلك بنوع من اللطف.
ويورد السيوطي مثالا للاشتقاق الأكبر، مما ذكره الزجّاج في كتابه، قال: «قولهم: شجرت فلانا بالرمح، تأويله: جعلته فيه كالغصن في الشجرة. وقولهم: للحـلقوم وما يتصل به شجـر؛ لأنه مع ما يـتصل به كأغـصان الشجـرة. وتشاجر القوم إنما تأويله: اختلفـوا كاختلاف أغـصان الشجرة، وكـل ما تفرع من هذا الباب فأصله الشجرة»[21]. ويرى توفيق محمد شاهين[22] أن السيوطي خطّأ ابن جني في الاشتقاق الأكبر بسوقه هذا المثال.
ويذهب عبد السلام هارون إلى أن الاشتقاق الصغير أو الأصغر عند ابن جني جدير بأن يسمى بالاشتقاق الكبير. يقول: «فإن المدلول الذي ساقه ابن جني للاشتقاق الصغير أو الأصغر يتناول أمرين: أحدهما هو: اشتقاق المشتقات السبعة من أفعالها…، والثاني فهو قرابة فعل وتصاريفه من أفعال المادة الواحدة، وتصاريفه من المادة نفسها، وهو الاشتقاق الذي لم يفـطن له مـن اللغويين إلا القليل: فطن له ابن جني، وفطن له معاصره ابن فارس فظنه أكمل وأشمل…، فهذا الاشتقاق الذي يدعوه ابن جني صغيرا أو أصغر، جدير بأن نسمية اشتقاقا كبيرا»[23].
إن تسمية الاشتقاق الصغير أو الأصغرـ كما حدّده ابن جنّي ـ بالاشتقاق الكبير الذي اقترحه عبد السلام هارون من شأنه ألا يقدم لصرف العربية إضافة نوعية، بل على العكس من ذلك سيسهم في تداخل مفهوم المصطلح المقترح مع مصطلح ابن جنّي. وسيتولد عن ذلك غموض، مما سينعكس سلبا على تسمية نوع المشتق، ومدلوله، ومجاله الصرفي، خاصة وأن مصطلح الاشتقاق الأصغر مبثوث في مصنفات النحاة القدامى: كالخليل، وسيبويه، وأبي عمرو، وأبي الخطاب، وعيسى بن عمر، والأصمعي، وأبي زيد، وابن الأعرابي، والشيباني واختلفوا فيه[24].
والملاحظ أن عبد السلام المسدي يستغرب مـن اعتبار الاشتقاق الكبير[25] من الوسائل التي نمـت بها العربية، ورجـع العـلماء والنقـلة إليه في صدر الإسـلام لوضع المصطـلحات. ويتبين من خلال كلامه أن اعتماد الاشتقاق الكبير (القلب) وسيلة من وسائل تنمية اللغة العربية أمر مستبعد؛ لأنه لا يتحقق له ما تحقق للاشتقاق الصغير؛ ومرد ذلك إلى كونه مظهرا معجميا. يقول: «قد يكون في أصل منشئه شذوذا في الوضع، أو لحنا في الاستعمال تداولته اللغة…، وربما كان تنوعا لهجيا ارتكزت عليه بدائل تعاوضية بين قبيلة وأخرى، أو بين حقبة وحقب أخر، فالقلب بهـذه الخصيصة يفضي إلى خلق أزواج معجمية خِلو من أي قيمة وظيفية إذ لم تنبن على مردود دلالي»[26].
ويتخذ الموقف ذاته من الاشتقاق الأكبر[27]، فهو لا يتمتع بمردود معجمي أو إثراء دلالي، باعتباره يعالج ظواهر صوتية، ويترتب عنه إنتاج بديلة لا تقدم في الغالب معنى إضافيا عن سابقتها.
إن هذا الطرح نفسه يتبناه خالد اليعبودي[28]؛ إذ يذهب إلى ضرورة إهمال الاشتقاقـين الكبير والأكـبر في التولـيد الاشتقاقي؛ لأنهما يرتكزان على خاصية الترادف الدلالي غير المرحب به في اللغات العلمية الدقيقة؛ ولانتمائهما إلى مجالي القلب والإبدال، وكذلك لاستحالة تطبيق الاشتقاق الكـبير في بعض المواد اللغوية. ولذلك فهو يرجح الاعتماد على الاشتقاق الصغير “القياسي”؛ لأنه ذو فائدة قصوى في عملية الوضع المصطلحي.
يظهر من كلام الباحثين (المسدّي واليعبودي) أنهما يتخذان من الاشتقاقين الكبير والأكبر موقفا سلبيا من حيث الإنتاجية. فالأول يستغرب من اعتمادهما في مجال التوليد، ويستبعد إنتاجيتهما؛ لكون الاشتقاق الكبير يشكل مظهرا معجميا، وغير ذي قيمة وظيفية، وكذلك الاشتقاق الأكبر ليس له مردود دلالي. ويبني حكمه على افتراضات تفتقر إلى التحليل المنطقي، الأمر الذي يتنافى والتحليل العلمي، وطبيعة المعجم العربي الذي يعجّ بالعديد من الألفاظ التي وقع فيها الاشتقاقان معا إلى درجة يستعصي معها تبيّن أصلها.
والثاني يدعو إلى إبعادهما في مجال التوليد؛ لأنهما يعتمدان الترادف الدلالي الذي يتنافى وخصوصيات اللغات العلمية.
إن إهمال الاشتقاقين الكبير والأكبر، كما يقول اليعبودي، يعارض فكرة أو مبدأ التوليد أو يحدّ منه؛ لأن القلب يضع أمام اللغوي/ المعجمي إمكانات لغوية تعبر عن المدلول، أما بالنسبة للمصطلحي فيمكنه من المفهـوم، ويجنبه اللجوء إلى الاقتراض والتعريب أحيانا، مما يسهم في تأصيل المصطلح.
وتجدر الإشارة إلى أن اختلاف الحروف والاتفاق في المعنى عند الإبدال ليس المراد منه تعويض حرف بآخر، وإنما هي لغات: “مدح: مده”، “مرث الخبز في الماء: مرد”، “نبض العرق: نبذ”[29]. ولكنه إذا كان عند الأسلاف يؤدي إلى الترادف، ألا يمكن في عصرنا هذا الذي انتظمت فيه الدراسات اللسانية في الجامعات، وفي المجامع اللغوية، والهيئات والمعاهد المختصة أن يكون من بين الحلول للفوضى التي تعرفها المصطلحية؟
ألا يمكن أن يكون القلب والإبدال مجالين أصيلين في اللغة العربية يتم اللجوء إليهما عند الضرورة القصوى، وسد العجز الحاصل في إيجاد المصطلح المناسب، وذلك بربط اللفظ بدلالة لغوية أو اصطلاحية بدل الاقتراض، أو النحت، أو النحت من جزء عربي وآخر أعجمي؟ ألم يعتمد العرب في العصر العباسي على القلب والإبدال؟
وإذا نحن سلمنا بفكرة الترادف الدلالي، ألا يتحقق أيضا بالاشتقاق الصغير، والاشتقاق الأكبر عند ابن جنّي؟ ألا يترتب عنه بالضرورة توليد ألفاظ أو مصطلحات مترادفة دلاليا رغم اختلاف بنيتها الصرفية، من حيث ترتيب الحروف وشكلها؟
إن هذا الرأي الذي ذهب إليه هذان الباحثان في الاشتقاق الأكبر قد ذهب إليه السيوطي قديما. يقول: «وهذا مما ابتدعـه ابن جني أبو الفتح، وكان شيخه أبو علي الفارسي يأنس به يسيرا، وليس معتمدا في اللغة، ولا يصح أن يستنبط به اشتقاق في لغة العرب»[30]. ويرى أن العـرب «أهملوه لأنهم رغبوا فـي أن يفيدوا بالتراكيب والهيئات أنواع المعاني الكثيرة غير المتناهية، ولــو اقتصروا على التقليب لاحتاجـوا إلــى حروف لا حصر لها»[31].
وعلى الرغم من المواقف السلبية من الاشتقاق الكبير، إلا أنه يتيح إمكانية وضع مصطلحات تسمي مفاهيم جديدة، ويجنب الباحثين الوقوع في المشترك اللفظي الذي يجعل اللفظ الواحد يحيل على أكثر من معنى. وإذا لم يكن العرب القدماء آنئذ في حاجة ماسة إليه، فإن العرب في العصر الحالي أحوج ما يكونون إليه، وما عليهم إلا حسن استثماره ليقدم لهم خدمة لغوية جليلة.
5ـ الاشتقاق والتوليد المعجمي
إذا كان الاشتقاق يتحقق بالاعتماد على أصول الكلمة المشتقة (الجذر)، ويمكّن من الحصول على ألفاظ وصيغ متعددة، ويسهم في تنمية المعجم، فإن التوليد[32]. هو الآخر يشاركه في تلك التنمية لكن بابتداع ألفاظ ليست من كلام العرب. يقول الخليل بن أحمد الفراهيدي في سياق تحديد الألفاظ العربـيـة الأصيلة: «فإن وردت عليك كلمة رباعيّة أو خماسيّة معرّاة من الذُّلْق[33]. أو الشفويّة ولا يكون في تلك الكلمة حـرف واحـد أو اثنان أو فوق ذلك، فاعلم أن تلك الكلمة محدثة مبتدعة، ليست مـن كلام العـرب […]، نحـو: الكَشعْـثج، والخَضَعْـثج، والكَشعْطج وأشباههن، فهذه مولَّدات لا تجوز في كلام العرب»[34].
وقد كان من بين العوامل التي أدت إلى شيوع التوليد في المجتمع الإسلامي اعتناق الأعاجم الإسلام في بداية الفتح الإسلامي، واختلاطهم بالعرب بفعل الزواج والتجارة، حيث دخلت العديد من الألفاظ الأعجمية اللسان العربي، سرعان ما اتسعت دائرتها لتشمل في العصر الأموي كل مرافق الحياة العامة والرسمية.
ويذكر أحمد شفيق الخطيب[35] أنه منذ أن أمر عبد الملك بن مروان بتعريب دواوين الدولة الأموية أقبل الكتاب من غير العرب على تعلم العربية وطعّموها بالعديد من مصطلحات لغاتهم بهدف سدّ النقص الحاصل في المفاهيم الجديدة في اللغة العربية. وسيعتمد العلماء العرب في العصر العباسي التوليد بشكل مطّرد عند ترجمة علوم الأمم المجاورة لهم.
وقد تطور مفهوم التوليد المعجمي بعد عصر الاحتجاج ليصبح عملية لغوية يلجأ فيها المتكلم إلى كفايته اللغـوية مُحمّلا الوحدات المعجمية الموجودة بالفعل فـي المتن العربي بدلالات مُستحدَثة (المجاز) أو مبتدعا، وحدات معجمية لم تكن متداولة بين العرب قديما، بالاستعانة بآليات التوليد: من اشتقاق وقياس، وتعريب، ونحت، سواء أكان مصدرها اللغة العربية أم اللغات الأعجمية. وسيحظى بمكانة مميزة في عصر النهضة العربية عند مجموعة من اللغويين الذين أولوه عناية خاصة؛ من بينهم: أحمد فارس الشدياق (ت: 1887)، وجورجي زيدان (ت: 1914)، وأنستـاس الكـرمـلـي (ت: 1947)، وعبد القـادر المغـربـي (ت: 1956)، ومصطفى الشهابي (ت: 1968)، ومصطفى جواد (ت: 1969). ومردّ تلك العناية إلى إدراكهم المسافة التي تفصل العرب عن الحـضارة الأوربية، وحاجتهم إلى عُدّة مصطلحية لمواكبتها. ولذالك كانوا حسب حلمي خليل: «أكثر تسامحا في قبول المولد وأكثر دقة في فهمه»[36]. وبالإضافة إلى هولاء اللغويين، هناك أيضا المجمع اللغوي بالقاهرة الذي أقرّ العديد من الصيغ الصرفية التي تسمح بالتعبير عن المدلولات والمفاهيم الجديدة وفق ضوابط محددة، وحلّ كثيرا من الإشكالات اللغوية والمفهومية التي واجهت العالم العربي في عصر النهضة، كما يذكر تمام حسان [37].
5ـ1ـ الاشتقاق من اللفظ الأعجمي
أقر اللغويون القدماء بأن العرب لم يقتصروا في الاشتقاق على الكلام العربي الأصيل، بل تجاوزوه إلى الأعجمي، ومنهم على سبيل التمثيل لا الحصر: ابن دريد، وابن الأعرابي، وأبو علي الفارسي الذي يقول: «إن العرب اشتقت من الأعجمي النكرة، كما تشتق من أصول كلامها؛ قال رؤبة:
هل يُنجِيَـني حَلِفٌ سِختيت *** أو فضة أو ذهب كبريت؟
قال: فَـــ “سِختيت” من السَّخت، كــ “زحليل”من الزَّحل»[38].
ومن حيث تصنيف الاسم الأعجمي، فقد جعلوه ثلاثة أقسام:
ـ قسم غيّره العرب وألحقوه بكلامهم فأصبح بمثابة الأصلي نحو درهم.
ـ وقسم غيّروه ولم يلحقوه بأبنية كلامهم، نحو آجُر، وسِفْسير.
ـ وقسم تركوه غير معرب، نحو خُراسان[39].
وبالإضافة إلى تقسيمه حدّدوا العلامات الدالة على عُجمته[40].
وقد اشتقّ العرب من اللفظ الأعجمي[41] مجموعة مـن المشتقات أذكر منها:
ـ الخندق: خَندقة، وتَخَندَق، والتَّخَندُق، ومُتَخَندِق، خنادق.
ـ ديوان: دَوَّن، ودُوٍّن، مُدوِّن، مُدوَّن، مُدَوَّنة، ودواوين.
ـ لجام: لَجَم، يَلجَم، مُلجِم، مُلجَم، لَجيم، ألجَمَ، تلجَّم.
ـ البستان: البستنة، بَستَنَ، بستانيّ، بُسَيتين، بساتين.
واشتقوا كذلك من الزَّرَجون والعُرْجون والحُلْقان ونَوْروز: مُزَرجَن، ومُعَرجَن، ومُحَلْقن، ونَوْرَز، ونَيْرَز، ومُنَوِرَز، ومُنَيْرَز.
واستعان العرب القدماء في الاشتقاق من الأعجمي بصيغة فَعْلَل، ومزيدها تَفَعْلَل، مما سمح لهم بالحصول على مجموعة من المشتقات، وأثْرَت لغتهم، ومكنتهم من تحقيق التواصل في مقامات تخاطبية مختلفة.
وفي هذا السياق يحكى ابن جني عن ابن الأعرابي رواية عن أبي علي الفارسي قال: «يقال دَرْهَمْت الخُبَّازى، أي صارت كالدراهم، فاشتق من الدّرهم وهو اسم أعجمي. وحكى “أبو زيد”: رجل مُدَرْهم. قال ولم يقولوا منه: دُرهِم؛ إلا أنه إذا جاء اسم مفعول فالفعل نفسه حاصل في الكفّ. ولهذا أشباه»[42].
إن هذه الأوزان وما ينتسب إليها من مشتقات لعبت دورا هامّا في حياة العربي سابقا؛ فقد مكنته من توليد ألفاظ ومصطلحات سمّى بها المعاني المستحدثة والمفاهيم التي أفرزتها الوقائع والأحداث.
وفي العصر الحديث قدمت صيغة فَعْللَة ومشتقاتها: فَعْلَل، يُفَعْلِل، مُفَعْلِل، مُفعْلَل إلخ، ومزيدتها تَفَعلُلٌ ومشتقاتها: تَفَعْلَلَ، يَتَفَعْلَلُ، مُتفْعلِل، مُتَفَعْلَل إلخ، للمتكلم العربي في مجال التوليد خدمة مهمة، خاصة مع الاحتكاك بالثقافات الأعجمية، وفي ظل نظام العولمة؛ إذ مكنته من توظيفها في متنه اللغوي عند اعتماد كلمات أعجمية. ومن أمثلة فَعْلَلَة:
ـ أكْسَدَة؛ أكْسَدَ، يُؤكْسِد، مُؤكْسِد، مُؤكْسَد.
ـ دَبْلجَة؛ َدَبْلجَ، يُدبلج، مُدبلِج، مُدبلَج.
ـ تلفزَة؛ تلفزَ، يتلفز، مُتلفِز، مُتلفَز.
ـ فَرْنَسَة[43]؛ فَرْنَسَ، يُفرنس، مُفرنِس، مُفرنَس.
ـ فَبْرَكة[44]؛ فَبْرَكَ، يُفبرك، مُفبرِك، مُفبرَك.
وأسوق نماذج من تَفعْلُل:
ـ تَأكْسُد؛ تأكْسَدَ، يتأكْسدُ، مُتأكْسِد، مُتأكْسَد.
ـ تَفرنُس[45]، تَفَرْنَسَ، يَتَفَرْنَسُ، مُتفرنِس، مُتفرنَس.
ـ تَأَمْرُك[46]، تأمْرَك، يتأمْرك، مُتأمْرِك، مُتأمرَك.
ـ تَلبْرُل[47]، تَلـبْرَل، يَتلبْرَل، مُتلبْرِل، مُتلبْرَل.
وتعتبر هذه الأوزان في عصرنا الحالي أساسا ترتكز عليه لغتنا العربية لمواكبة الركب الحضاري؛ ولها مـن الإمكانات الدلالية ما يجعلها تفي بالحاجة.
5ـ2ـ الاشتقاق من الجامد
قـد يوهم مصطلح الاشتقاق بأن اللغويين العـرب لم يهتموا في مـجال الصرف إلا بالاسم المشتق، وأهملوا الاسم الجامد، لكن الحقيقة خلاف ذلك.
إن استحضار الباحث المعجم العربي، والنبش في متنه يجعله يخلص إلى أنه يتضمن ألفاظا مشتقة تستغرق الصفحات، وألفاظا أخرى غير مشتقة بالكيفية التي توالدت بها بعض الأصول/ الجذور “الخصبة”، وطائفة ثالثة يكاد ينعدم فيها الاشتقاق، وهو ما يعرف بالاسم بالجامد[48].
وقد أولى اللغويون عناية فائقة للاسم الجامد، وعمدوا إلى الاشتقاق منه حيث ولّدوا مشتقات تتأرجح بين الاتساع والضيق تبعا لطبيعة الاسم الجامد، وتبعا لحاجتهم إليها. ومن أمثلة ذلك:
ـ قِشْرةٌ؛ قشّر، يقشِّر، تقشير، مُقشِّر، مُقشَّر.
ـ وِسادةٌ، توسّد، يتوسّد، توسُّد، مُتوسِّد، مُتوسَّد.
ـ قلَمٌ، قلَّم، يقلِّم، تقليم، مقلِّم، مُقلَّم.
ـ شجَرٌ؛ أشجر المكان، شجّر الحديقة، يشجّر، تشجير، مُشجَّر[49].
ـ عُشْبٌ؛ اعشوشب المكان، اعشوشاب، مُعشوشَب.
ـ حَجَرٌ؛ استحْجَر الطين، يستحجر، استحجار، مُستحجَر.
ـ ناقةٌ؛ اسْتنْوَقَ الجمل، يَستنوِقُ، استنواق، مُستنوَق.
ـ أسَدٌ؛ استأسَدَ الرجل، يستأسد، استئساد، مُستأسِد.
ـ نَسْرٌ؛ استنْسَر، يستنْسِر، استِنْسار، مُستنْسِر.
ـ نَمِرٌ، تنمّرَ، يتنمّرُ، مُتنمِّر.
ـ مِلْحٌ، ملّح، يملِّح، تمْليح، مُمَلِّح، مُمَلِّح.
ـ زهْرةٌ، أزهر، يُزهِر، إزْهار، مُزهِر.
ـ غُصْنٌ، أغْصَنَ، يُغْصِنَ، إغْصان، مُغْصِنَ.
إن الطرح القائل بالاشتقاق من الجامد طرح أكّد فاعليته عند النحاة واللغويين القدماء، ويزخر به المتن اللغوي على امتداد العصور.
وفي العصر الحديث تبناه جورجي زيدان؛ حيث يرى أن قسما كبيرا من أفعال اللغة العربية يرجع في اصله إلى الاسم الجامد. يقول محمد توفيق شاهين: «وإذا صح ما ذكره جورجي زيدان، من أن قسما عظيما من أفعال العربية أصله أسماء جامدة، ومنه ما هو مستعار من أسماء أجنبية، مع أنه من أعرق الكلمات في العربية، مثل: السراب من سرب الماء، وهـو فارسي من سبر بمعـنى مملوء، وآب بمعنى الماء…، إذا صح ذلك قوى ما قبله، وجـوز به الاشتقاق من الأعجمي الذي دخل لغتنا كالعربي»[50].
وقد أجاز المجمع اللغوي بالقاهرة [51] الاشتقاق من الجامد قياسا على أن ما اشتقه العرب من أسماء الأعيان كثير. وسنّ مجموعة من القـرارات، يهـدف من خـلالها تيسير قواعد الاشتقاق لتمكين اللغة العربية من تجاوز العوائق التي تعوق مواكبتها الركب الحضاري. وفي ذلك يقول إبراهيم مدكور: «وكم وضعت للاشتقاق من قيود تضيق آفاقه، وتحدد ما يشتق وما لا يشتق. وكان همّ المجمع أن ييسّر من أمره، ويفكّ بعض قيوده، ويشتق مما لا يشتق منه، ويجعله أداة طيعة في أيدي الأدباء والعلماء وتمكنهم من أن يجدوا الكلمات الملائمة لأداء ما يعن لهم من معان، وكلما نجحوا في الاشتقاق استغنوا عن العامي والأعجمي»[52].
ومن الأسماء الجامدة التي تم الاشتقاق منها في العصر الحديث بهدف تسمية الدلالات والمفاهيم المستحدثة:
ـ عالَمٌ: عَوْلم، يُعَوْلِم، عوْلمة، مُعولِم، مُعولَم.
ـ دَوْلةٌ: ـدَوّلَ، يُدَوّل، تَدْويل، مُدَوِّل، مُدَوَّل.
ـ أُمَّةٌ: أمَّم، يُؤَمِّم، تَأْميم، مُؤَمِّم، مؤَمَّم.
ـ عَصْرٌ: عَصْرَنَ، يُعَصْرِنُ، عَصْرَنَة، مُعَصْرِنٌ، مُعَصْرَنٌ.
ـ رَقْمٌ: رَقْمَنَ، يُرَقْمِنُ، رَقْمَنَة، مُرَقْمِن، مُرَقْمَن.
ـ صَحيفةٌ: صِحافةٌ، صِحافيٌّ، صَحَفيٌّ، صُحُفيٌّ. [53]
لقد مكّنت البنيات الصرفية للأسماء الجامدة من توليد وحدات معجمية ومصطلحية، وأسهمت في تسمية المعاني والمفاهيم الجديدة، ولعبت دورا مهما في تواصل الجماعة اللسانية العربية، وفي تأصيل المصطلح العربي، وإثراء المعجم العربي.
6ـ خاتمة
يتضح من التحليل المقدم أن الاشتقاق آلية مهمة في عملية التوليد المعجمي حظي باهتمام كبير من اللغويين العرب القدامى، وأيضا من اللسانيين المحدثين. ويتناسب وطبيعة اللغة العربية ذات الصرف غير السلسلي، وأنه ركيزة رئيسة في إثراء المعجم العربي. ولم يقتصر فيه العرب على اللفظ العربي فحسب، بل استثمروه في توليد اللفظ الأعجمي، ولم يحصروه في دائرة المشتق فقط، وإنما تجاوزوه إلى الجامد، وولّدوا ألفاظا كانوا في أمس الحاجة إليها لتسمية المعاني والمفاهيم المستحدثة في مختلف مجالات حياتهم: الاجتماعية، والأدبية، والفنية، والعلمية، والقطاعية.
ويعدّ الاشتقاق في عصرنا الحالي أساسا ترتكز عليه اللغة العربية في مواكبة الحضارات الإنسانية، فهو يقدّم خدمات لغوية عديدة؛ لكونه يتيح إمكانية وضع وحدات معجمية تسمي المستجدات والمكتشفات. وإضافة إلى ذلك يجنّب الباحثين الوقوع في الترجمة الصوتية (الحرفية) للألفاظ والمصطلحات الوافدة بتأصيلها، ويعمل على تضييق الفجوة المصطلحية، والحفاظ على أصالة اللغة العربية. والعرب في العصر الحالي أحوج ما يكونون إليه من أسلافهم بحكم انفتاحهم على الثقافات العالمية التي تقذف بالعديد من المفاهيم والمصطلحات باستمرار. ولذلك عمد المجمع اللغوي بالقاهرة إلى تيسيره؛ لتمكين اللغة العربية من تجاوز العوائق التي تعترض سبيل المتكلمين والأدباء والباحثين على السواء.
المراجع
ـ تمام، حسان، اللغة بين المعيارية والوصفية، دار الثقافة، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء 1400هـ ـ 1980م.
ـ التهـانوي، محمد علي، كشاف اصـطلاحات الفـنون والعلوم، تحقـيق علي دحروج، تقـديم وإشراف ومراجعة د. رفيق العجم، مكتبة لبنان، ناشرون، الطبعة الأولى 1996م.
ـ ابن جني، أبو الفتح، الخصائص، تحقيق محمد علي النجار، دار الكتب المصرية، المكتبة العلمية، الطبعة الثانية 1952م.
ـ ابن جني، أبو الفتح، المنصف، تحقيق إبراهيم مصطفى وعبد الله أمين، إحياء التراث القديم، إدارة الثقافة العامة، الطبعة الأولى 1373هـ ـ 1954م.
ـ حلمي، خليل، المولد في العربية، دراسة في نمو اللغة العربية وتطورها بعد الإسلام، دار النهضة العربية للطباعة والنشرـ بيروت ـ الطبعة الثانية 1405هـ ـ 1985م.
ـ الخطيب شفيق، تطوير منهجية وضع المصطلح العربي وبحث سبل نشر المصطلح الموحد، اللسان العربي، العدد 39 محرم 1416هـ/ يونيو (حزيران) 1995م.
ـ فهمي، حجازي، محمود، الأسس اللغوية لعلم المصطلح، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 1993م.
ـ السيوطي، جلال الدين، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، تحقيق محمد عبد الرحيم. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى (1425هـ / 1426هـ) ـ 2005م.
ـ شاهين، توفيق محمد، عوامل تنمية اللغة العربية، مطبعة الدعوة الإسلامية، القاهرة، الطبعة الأولى ربيع الأول 1400هـ ـ 1980م.
ـ شاهين، عبد الصبور، العربية لغة العلوم والتقنية، الدمام، دار الإصلاح، الطبعة الأولى 1983م.
ـ صبحي، الصالح، دراسات في فقه اللغة، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة 2009م.
ـ عباس، حسن، النحو الوافي، ج3، دار المعارف بمصر، الطبعة الرابعة، (د. ت).
ـ ابن عصفور، الإشبيلي، الممتع في التصريف، تحقيق فخر الدين قباوة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، لبنان، الطبعة الرابعة 1399هـ ـ 1979م.
ـ ابن فارس أحمد، معجم مقاييس اللغة، تحقيق وضبط محمد عبد السلام هارون، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع. 1399هـ ـ 1979م.
ـ ابن فارس أحمد، الصاحبي في فقه اللغة، تحقيق السيد أحمد صقر، مكتبة ومطبعة دار إحياء الكتب العربية، (د. ت).
ـ الفاسي الفهري، عبد القادر، ونادية العمري، معجم المصطلحات اللسانية (إنجليزي، فرنسي، عربي)، دار الكتاب الجديد المتحدة، 2007م.
ـ الفراهيدي، الخليل بن أحمد، كتاب العين، ترتيب وتحقيق د. عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأولى 1424هـ ـ 2003م.
ـ قنيبي، حامد صدقي، الاشتقاق وتنمية الألفاظ، اللسان العربي عدد 34، (1410هـ / 1411هـ) ـ 1990م.
ـ الكفوي، أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني، الكليات، تحقيق عدنان درويش، محمد المصري، دار النشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، 1419هـ ـ 1998م.
ـ المسدي، عبد السلام، النواميس اللغوية والظاهرة الاصطلاحية، الفكر العربي المعاصر، عدد 30ـ 31، صيف 1984م.
ـ ابن منظور، لسان العرب، طبعة صادر، الطبعة الثالثة 1414هـ ـ 1994م.
ـ ابن النديم، أبو الفرج محمد بن إسحاق، الفهرست، دار المعرفة للطباعة والنشر، تحقيق إبراهيم رمضان، الطبعة الثانية 1997م.
ـ اليعبودي، خالد، آليات توليد المصطلح وبناء المعاجم اللسانية، دار ما بعد الحداثة، فاس، الطبعة الأولى 2006م.
[1]ـ ابن النديم، الفهرست، ص: 5.
[2]ـ المسدي عبد السلام، النواميس اللغوية والظاهرة الاصطلاحية، ص: 18، الفكر العربي المعاصر، عدد 30 ـ 31.
[3]ـ آليات توليد المصطلح وبناء المعاجم اللسانية، ص: 69.
[4]ـ ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة شقّ،ج3، ص ص: 170 ـ 171.
[5]ـ ابن منظور، لسان العرب، مادة شقّ.
[6]ـ ابن فارس، الصاحبي في فقه اللغة، ص: 57.
[7]ـ السيوطي، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، ص: 269.
[8]ـ كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، ج1، ص ص: 206 ـ 207.
[9] ـ الكفوي أبو البقاء، الكليات، ج1، ص: 117.
[10]ـ ابن جني، المنصف، ج1، ص ص: 3 ـ 4.
[11]ـ ابن جني، المنصف، ج1، ص: 2.
[12]ـ ابن عصفور الإشبيلي، الممتع في التصريف، ص: 33.
[13]ـ شاهين توفيق محمد، عوامل تنمية اللغة العربية، ص: 93.
[14]ـ شاهين عبد الصبور، اللغة العربية لغة التقنية والعلوم، ص: 260.
[15]ـ في هذا السياق يذهب محمود فهمي، حجازي “الأسس اللغوية لعلم المصطلح”، ص: 37، 1993م إلى أن العصر الحديث يستلزم مشتقات من أفعال ومصادر جديدة لمواكبة متطلباته حيث يقول: “فمتطلبات العلوم والحضارة الحديثة لا تقتصر على المشتقات التقليدية كاسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة […]، بل ثمة حاجة أيضا إلى أفعال جديدة ومصادر جديدة”.
وبالفعل نجد أن الاعتماد على اشتقاق وحدات معجمية فعلية مستحدثة وارد عند الفاسي الفهري ونادية العمري “معجم المصطلحات اللسانية 2007″، مما يسهم في إثراء المعجم العربي في الحقل اللساني.
[16]ـ النواميس اللغوية والظاهرة الاصطلاحية، ص: 32، الفكر العربي المعاصر، عدد 30 ـ 31.
[17]ـ صبحي الصالح، دراسات في فقه اللغة، ص: 174.
[18]ـ اليعبودي خالد، آليات توليد المصطلح وبناء المعاجم اللسانية، ص ص: 70ـ 71.
[19]ـ نفسه، ص: 60.
[20] ـ ابن جني، الخصائص، ج2، ص: 134.
[21] ـ السيوطي، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، ص: 272.
[22] ـ د. شاهين توفيق محمد، عوامل تنمية اللغة العربية، ص: 91.
[23] ـ هارون عبد السلام، مقدمة الاشتقاق، لابن دريد، ص: 26 ـ 27 .(عن عوامل تنمية اللغة العربية ص: 91 ـ 92 ).
[24] ـ السيوطي، المزهر، ص: 270.
والراجح أن الاختلاف في الاصطلاح على العلم أمر طبيعي، وقضية يمكن تجاوزها، وعلى الخصوص إذا تم تأصيله. ومرده إلى اختلاف مدارك اللغـويين، وتباعـد الأزمنة بينهـم، وتشبعهم بمعارف تفضي إلى مخالفة السائد، واقتراح بديل له، لكن ليس من اليسير إعادة إنتاج المصطلح بعد شيوعه.
[25]ـ مصطفى الشهابي، المصطلحات العلمية، ص ص: 12 ـ 13، (عن عبد السلام المسدي، النواميس اللغوية والظاهرة الاصطلاحية، الفكر العربي المعاصر، ص: 19).
والمراد بالاشتقاق الكبير القلب: تقديم في أحد أحرف الكلمة مثل: جذب، جبذ/ عاث، عثى/ طفا، طاف.
[26]ـ المسدي عبد السلام، النواميس اللغوية، ص: 19.
[27]ـ نفسه، ص: 19. (المراد بالاشتقاق الأكبر الإبدال).
[28]ـ اليعبودي خالد، آليات التوليد، ص ص: 78 ـ 79.
[29]ـ السيوطي، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، ص: 342.
[30]ـ السيوطي، المزهر في علوم اللغة وأنواعها ، ص: 269.
[31]ـ نفسه، ص 270.
[32]ـ يحدّد ابن منظور (ت: 711هـ)، التعريف اللغوي للتوليد (لسان العرب، مادة ولد) بقوله: «ولـدت المرأة ولادا وولادة وأولدت: حان ولادها، وولَّدت الشـاةَ توليدا إذا حضرت ولادتها فعالجتها حـين يبين الولد منها. والمُوَلَّدة: الجارية المولودة بين العـرب وعربيّة مولدة. ورجل مولّد. إذا كان عربيّا غير محض. والمولّدة التي ولدت بأرض وليس بهـا لا أبوها ولا أمها».
[33]ـ الذُّلق: حروف الذلاقة: “الراء، واللام، والنون”. والشفوية: “الباء، والفاء، والميم، والواو”.
[34]ـ كتاب العين/1: 37 ـ 38.
[35]ـ تطوير منهجية وضع المصطلح العربي وبحث سبل نشر المصطلح الموحد، ص: 145، اللسان العربي، العدد 39 محرم 1416هـ/ يونيو (حزيران) 1995م.
[36]ـ حلمي خليل، المولد في العربية، ص: 180.
[37]ـ تمام، حسان، اللغة بين المعيارية والوصفية، ص: 35.
[38] ـ ابن جني، الخصائص،ج1، ص: 358 . (السختيت: الشديد/ الزحل: السريع).
[39]ـ السيوطي، المزهر، ص: 212.
[40]ـ نفسه، ص: 213. علامات عجمة الاسم الأعجمي هي:
ـ خروجه عن أوزان الأسماء العربية نحو إبرَيسَم.
ـ أن يكون أوله نون ثم راء نحو نرجس.
ـ أن يكون آخره زاي بعد دال نحو مهند س.
ـ أن يجتمع فيه الصاد والجيم نحو الصولجان.
ـ أن يجتمع فيه الجيم والقاف نحو المنجنيق.
ـ أن يكون رباعيا وخماسيا خاليا من حروف الذلاقة.
[41]ـ نفسه، ص ص: 219 ـ 228.
[42]ـ ابن جني، الخصائص،ج1، ص: 358.
[43]ـ يراد به اعتماد اللغة الفرنسية في التواصل والإدارة والتسيير. واشتق من العلم الأعجمي فرنسا “France”.
[44]ـ اشتق من “Fabrication”
[45]ـ أصبح الشخص كالفرنسي في مواصفاته وسلوكه.
[46]ـ أصبح الشخص كالأمريكي في مواصفاته وسلوكه.
[47]ـ تَلَبْرَلَ الشعب: يساير الليبرالية.
[48]ـ يعرف عباس حسن الجامد بأنه الاسم الذي لم يؤخذ من غيره، فليس له أصل ينتسب إليه؛ لأنه وضع في أصله على صورته الحالية، وهو اسم ذات؛ أي يدل على شيء محسوس: شجرة، قلم، أسد، حجر. النحو الوافي، ج 3، إحالة ص: 181.
ويذهب في إحالة ص: 184 إلى أن المجمع اللغوي بالقاهرة أجاز الاشتقاق من الجامد، وأورد قواعد الاشتقاق من الجامد العربي والمعرّب.
[49]ـ ترسيمة أو شكل عبارة عن أسهم.
[50]ـ شاهين محمد توفيق، عوامل تنمية اللغة العربية، ص: 85.
[51]ـ نفسه، ص: 184.
[52].ابراهيم مدكور، مجمع اللغة العربية في ثلاثين عاما “القاهرة: مجمع اللغة العربية 1964 م”، ص ص 42 ـ 43. (عن حامد صادق قنيبي، الاشتقاق وتنمية الألفاظ، اللسان العربي، عدد 34، ص: 85).
[53].صّحافي: المنتسب لمجال الصّحافة/ صَحَفيّ: الذي يمتهن مهنة الصّحافة/ صُحُفيٌّ: بائع الصحف.