المسيح المخلص في الأديان والحضارات القديمة ( الزرادشتيّة نموذجًا)
The messiah Savior in Ancient Religions and Civilizations محمد عوني بدران طالب دكتوراة، جامعة محمد الفاتح الوقفيّة كلية الدراسات العليا، إسطنبول، تركيا (Zoroastrianism as a Model) Muhammad Awny Badran
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 75 الصفحة 91.
ملخص: يحاول هذا البحث الوقوف على تقليد المخلّص في الحضارات المشرقيّة مما نثر في بطون الكتب والشواهد المختلفة متخذًا من الديانة الرزادشتيّة نموذجًا بحثيًا، بدءًا من المعاني اللغويّة الدلاليّة مستعرضًا الحضارات المشرقية والوقوف على المفهوم الخلاصي في الزرادشتية، وممّا لا شك فيه أن هذا البحث هو جزء يسير من مكانة هذا المخلّص في الحضارات المشرقية والديانات السماويّة والّتي لا تنحصر في ديانة ما أو حضارة خاصة بما يتعلق لاحقًا في الديانات السماوية. الكلمات المفتاحيّة: المخلّص، الزرادشتية، زرادشت، المسيح.
Abstract:
This research attempts to identify the tradition of the Savior in Eastern civilizations, which was scattered in the different books and various testimonies, taking the Zoroastrian religion as a research model.
Starting with the semantic linguistic meanings, reviewing the eastern civilizations and identifying the concept of salvation in Zoroastrianism. There is no doubt that this research is touching the tip of the ice berg regarding salvation in eastern civilizations and the Abrahamic faiths that is not limited to any religion or civilization, especially with regard to later in the Abrahamic faiths.
Keywords: Savior, Zoroastrianism, Zoroaster, The messiah
مقدمة:
نشأ الإنسان وفي يديه خوفه الدائم من الفناء، ونشأت تصوراته حول نهاية العالم وما بعده داخل فضائه الديني، فصار ينهل مما بين يديه من آيات كتبه الدينية تارة ويعتدّ بأقوال مفسريه تارة أخرى مؤمّلًا أن يجد جوابًا يوصله للسكينة النفسيّة سيّما أن هذا الموضوع يقع في باب العلوم الماورائيّة ( الميتافيزيقية) التي تعتمد على الايمان أكثر من اعتمادها على الدليل الملموس.
تعددت الأسباب التي دعت البشر الى التفكير في الخلاص، فمن ذلك أسباب دينيّة، وأخرى دنيويّة، وقد بدأت فكرة الخلاص متعلقة بداية بفكرة الموت نفسه، فقد ورد في الغصن الذهبي لجيمس فريزر العديد من أفكار التضحية والتي تسوقنا الى خلاص الفرد أو الجماعة لاستمرار الحياة، مما يشي بأن قدوم المخلّص مرتبط بطريقة أو أخرى بالفداء يقول فريزر:” رأينا التقليد الذي سمح لآون ملك السويد أن يذبح تسعة من أبنائه للإله أودين في أبسولا لكي ينجو بحياته. وبعد أن ضحّى بابنه الثاني تلقى من الإله رسالة تقتضي بوجوب ذبح أحد أبنائه كل تسع سنوات كي يبقى ح
يًّا…”[1]، هذا لأن الخلاص أمنية بشرية تحرّك الجمع الإنساني فهذا الملك لا يدخر جهدًا في التضحية بأبنائه تباعًا ليبقى في سدة الحكم، ومعلوم اشتراك السلطتين الدينية والدنيوية في العالم القديم وحتى في الإسلام إذ جمع الرسول (ص) بين السلطتين الدينية والدنيوية في فترة حياته وبعثته الشريفة، ولن نطيل في هذا الباب كي لا يحيد البحث عن المرجو منه، ولكن هذا الفداء الشخصي أخذ في أماكن أُخرى صفة الفداء الجمعي تحقيقًا لمصالح القبيلة ونسوق مثالًا على ذلك أيضًا” ففي ليبسيك كان أبناء الزنا والنساء العموميات يصنعون مجسمًا من القش كل سنة عند الصوم الأوسط. ويحملونه في الشوارع ويغنون ويرونه للمتزوجات الصبايا، ثم يرمونه في نهر بارث. بهذا الطقس يستبشرون بجعل الزوجات الصبايا أكثر خصوبة ويطهرون المدينة ويحمون سكانها من المرض والأوبئة طوال تلك السنة”[2].
وما يعنينا هو تبيان العلاقة بين الخلاص ووجود المخلص لاستمرار الحياة، وهذا المخلّص لم يأت فقط لاستمرارها بل في حضارات أخرى كان قدوم هذا المخلص متعلق بأحداث آخر الزمان وهو موضوع البحث، فمثلًا في الزرادشتية في المرحلة الأخيرة من التاريخ، سوف يظهر المخلّص المدعو ساو شياط، وهو الذي سيقود المعركة الأخيرة ضد الشيطان ويقضي عليه.[3] وهذا انما يدلّ على أن المخلص بصفته مخلصًا مع اختلاف اسمائه هو عنصر أصيل من عناصر الحكاية الدينية والشعبية والاجتماعية في الحضارات عامّة، والذي لم يكن حكرًا على حضارة دون غيرها قد وجد لنفسه وصفًا في الديانات السماوية الثلاث باسم المسيح.
يعد الأمل عمومًا هو الشعور الأكثر تداولًا في الطبع الإنساني، فالأمل بالخلاص وإحقاق الحق، وأخذه، وإرساء العدل من الأفكار الجمعيّة المتداولة ذات المعنى الذي يبعث السرور في النفس. ولكل خلاص مخلّص، والمخلّص يـأتي ليمسح الماضي ويغير الحال حقًّا أو كناية فصار مسيحا ومخلّصًا قال تعالى” (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)[4]، أي أزال ما به من الأثر، والمسيح أو المخلّص هنا قياسًا يأتي ليمسح، كل الأثر السيء الذي سبق وصوله.
المسيح المنتظر: إن كلمة المسيح جاءت من كلمة (ماشیح) وهي كلمة عبرية تعني (المسيح المخلص)، ومنها (مشيحوت) أي المسيحانية، وهي الاعتقاد بمجيء الماشيح والكلمة مشتقة من الكلمة العبرية (مشح) أي (مسح) بالزيت المقدس، وكان اليهود على عادة الشعوب القديمة يمسحون رأس الملك والكاهن بالزيت قبل تنصيبهما علامة على المكانة الخاصة الجديدة[5].
والمسيح ليس اللقب الوحيد لهذه الشخصية القادمة فإن المراجع الدينية والتاريخية تحدثنا من خلال رؤية قدومه عن معتقد اليهود فيه وبخاصة اسمه فيطلقون عليه القابا وأسماء عديدة منها: ابن الإنسان[6].ويطلقون عليه أيضا (المختار) و(المخلص) و (ابن داود) ويصفونه بانه رسول السماء، وأنه يبقی في السماء حتى تحين ساعة ارساله، وأنه مخلوق قبل الدهور، وأنه وان ظهر بصورة إنسان إلا أن طبيعته تجمع بين الله والإنسان[7].
ان ما ورائية قدوم المسيح المخلص كانت أسطورة حيكت بالقداسة الدينية فكان لابد لأجل تحفيز الناس على قدومه وتشجيعهم لاتباعه ومذهبه الدمج بين الرغبة والرهبة طمعا في خلق هالة من القداسة حوله ومتبعيه لذا عمد رواة هذه القصة (الاسطورة) الى تقديمه وتقديم نموذج الحياة عند قدومه بطريقة شاعرية ملحمية تتوق لها كل النفوس فبالغوا في وصف طبيعة الحياة عند ظهور مخلصهم[8]، ولم يقتصر هذا الخيال إن صح القول على المعقول أو المدرك من الأشياء، ذلك لأن الاساطير لا تلتزم بالمحسوس والمُدرَك بل تأخذنا إلى مخيالها الجمعي لدى أهلها.
هذا المسيح هو الشخصية القادمة في آخر الزمان، مُخلِّصًا لكل شعب وملّة، يأتي لينقذ أتباع الملّة نفسها وينصرها على أعدائها مُؤيَّدًا بنصر إلهيّ يقول ابن القيّم رحمه الله:” والأٌمم الثلاث تنتظر منتَظَرًا يخرج في آخر الزمان؛ فانهم وعدوا به في كل ملّة”[9]، وهذا المسيح القادم، لا يأتي فقط لمجرّد المجيء بل إنّه يخوض معارك كبرى بهدف دحر أعداء الأمة التي يمثلها هو، وتتفق الأديان الثلاثة على وجود معركة كبرى بين معسكرها وعدوّها (أو أعدائها) وينتصر فيها دينها ومعتقدها ويكون حامل لواء هذه المعركة هو شخص يدعى المسيح.
تزامنت فكرة المخلّص وضرورتها مع ظهور الشيطان وكما قيل قديمًا فالضدّ بالضدّ يعرف، ولقد أدى ظهور فكرة الشيطان في المعتقد الدينيّ الى تكوين المفهوم الديناميّ للتاريخ. فالشيطان هو الخلل، والخلل ينبغي تصحيحه دون الإخلال بمبدأ الحرية الذي قاد الى ظهوره. ويتم التصحيح عبر جدليّة تاريخيّة تقوم على صراع الخير والشرّ، وتنتهي بانتصار الأول وهزيمة الثاني، ولأجل هذا الزوال كان لا بد من تقديم الشخصيّة التي ستسدل الستار على هذا الصراع بين الخير والشر، لأن الحروب في مفاهيمها قديمًا وحديثًا كانت مقرونة بوجود القائد المُحارب لانتصار طرف على طرف، كان ظهور شخصية القائد وصفتّه المخلّص أي القادم لخلاص الشعوب، ضرورة ملحة في الكثير من الديانات والحضارات إن لم يكن في كلها.
إن موضوع المسيح المخلص هو فكرة انسانية قديمة تمتد جذورها الى أعماق التاريخ السحيق بين القبائل والشعوب، فلقد آمنت القبائل الحمر في القارة الأمريكية بفكرة المسيح المخلص. كما آمن المصريون القدماء بتلك الفكرة بعد زوال الدولة القديمة. وفى كتاب (نور من الشرق القديم) روى بريستيد عن الحكيم أبيور أن المخلص المنتظر يلقى بردا على اللهيب ويتكفل برعاية جميع الخلائق ولم شمل قطعانه[10].
والمسيح هذا متواتر وجوده عند أغلب الأمم وإن تغيّر اسمه وظروف قدومه وما يترتب عليها الا أن فكرة الخلاص وقدوم المخلّص واجبة الحضور في أغلب الحضارات، ورد في المصادر الفرعونيّة “بينما آمن البعض الآخر أنَّ هذا العصر الجديد يمكن أن يجيء على يد ملك عادل ينقذ الناس ويعيد تنظيم المجتمع…. وهذا كاتب من الفريق الثاني ويدعى (نفرروهو) يصف ما آلت اليه حالة البلاد من سوء ويتنبأ بمجيء ملك يخلص الناس مما هم فيه ويسمى هذا الملك آميني”.[11]
والأمر نفسه يُساق في أكثر من دين ومعتقد فقد آمن البابليون بعودة مردوخ، وآمن المجوس بظهور رسول من إله النور كل ألف سنة على صورة انسان، ومما لا شك فيه أن هذا الايمان وجد لنفسه مدخلا في الديانة اليهودية أيضا ومن الممكن الافتراض أن تكون الديانة الزردشتية كانت عاملا مساهما في ظهور هذا المفهوم في الديانة اليهودية وهو ما أكده أكثر من باحث؛ فيمكن أن تكون الديانة الزرادشتيّة قد ساعدت على نشوء فكرة المخلص في البوذيّة في هيئة ميترايا بوذا… إن لإيران دور في تطور ونمو الحركات الباطنيّة والصوفيّة وفكرة المخلص كما أن المفاهيم اليهودية اللاحقة حول الشيطان والجحيم والحياة والآخرة والبعث ونهاية العالم وصورة المخلّص، كلها قد اصطبغت بصبغة زرادشتية، وحيثما وجهت نفسك في كتب المعتقدات القديمة تجد المخلّص حاضرًا شاخصًا في بعض المعتقدات بشكل كبير وفي بعضها بشكل أقل إلا أنّ المؤكد هو وجوده؛ وهذا الوجود قد يختلف عليه في الاسم المندائيون مثلًا يعتقدون أنَّ التحرّرَ يمكن أن يحصَلَ في الزمان والمكان الراهنين بفعل “هيبل زيوا”، مخلص دخل العالم السفليّ وهزم الأرواح الشريرة، وعلى الطريقة نفسها يرى المانويون أنه: يتحقق التحرّر عن طريق الزهد ومعرفة الطبيعة الحقيقيّة للنفس، ودحر الشياطين من قبل المخلّص، والذي هو نفسه خلصه الله من براثنهم، وفي المانوية نرى أنَّ هناك مخلصًا وهو ابن الله الذي أرسلته القوة العلوية، ويقوم هذا المخلّص بتنبيه آدم من رقدته ويطلعه على حقيقته. [12]
المخلّص في الزرادشتيّة:
إنّ المطّلع على الديانة الزرادشتيّة سيلامس نضوجها من ناحية تقديمها لمفهوم الخلاص وإنّنا لنجاور الصواب إنْ قلنا إن مفهوم الخلاص الزرادشتي كان باكورة مفاهيم الخلاص الناضجة، فزرادشت بميلاده الاسطوري/المعجز ابتداءً قدّم لنا ما تهواه النفس الآدميّة من تصور الإعجاز، ولا مراء في كون هذا الميلاد من الناحية الفنيّة والاسطوريّة سيتكرر في مولد السيد المسيح، وإنّ شذرات غير قليلة من هذا المفهوم تكررت على مدى التاريخ البشري ايضًا.
يتحدث الزرادشتيون عن حماية للعالم تشبه فكرة القيامة عند أتباع الرسالات السماوية ولهم فلسفتهم الخاصة حول هذا الأمر غير اننا نجد عندهم من التفصيل ما لا يمكن رؤيته في الديانات السماوية ربما أن الفرق الأساسي هو احتكام الأديان الثلاث لشريعة واحدة (المصدر الإلهي الواحد) فيتحدثون: ” بأن العالم يقترب من نهايته المحتومة، ذلك بأن مولد زرادشت[13] كان بداية الحقبة العالمية التي طولها ثلاثة آلاف سنة. وبعد أن يخرج من صلبه في فترات مختلفة ثلاثة من النبيين، ينشرون تعاليمه في أطراف العالم، يحل يوم الحساب الأخير، وتقوم مملكة أهورامزدا، ويهلك هرمان هو وجميع قوى الشر هلاكا لا قيام ما بعده. ويومئذ تبدأ الأرواح الطيبة جميعها حياة جديدة في عالم خال من الشرور والظلام والآلام “[14]. وكما أنهم يؤمنون بكل هذه القصة حول القيامة فهم أيضا يؤمنون بالرجعة، وفكرة ظهور من ينشر العدل: ” أشيز ريكا ” أي الرجل العالم[15].
وقد تنبه غير باحث من الباحثين المسلمين الأوائل حول هذا الفكر الزرادشتي وقدوم المخلص لديهم لا عجب في ذلك نظرا لانتشار بقعة الإسلام والتبادل الحضاري والثقافي بين العرب والفرس حتى قبل البعثة النبوية وفي هذا يقول الشهرستاني: ” ومما أخبر به زرادشت في كتاب زندوستا أنه قال: سيظهر في آخر الزمان رجل اسمه ” أشيز ريكا “، ومعناه: الرجل العالم يزين العالم بالدين، والعدل، ثم يظهر في زمانه “بتياره، فيوقع الآفة في أمره، وملکه عشرين سنة، ثم يظهر بعد ذلك أشيزريكا على أهل العالم. ويحي العدل، ويميت الجور، ويرد السنن المغيرة إلى أوضاعها الأولى، وتنقاد له الملوك، وتتيسر، وينصر الدين والحق، ويحصل في زمانه الأمن والدعة، وسكون الفتن، وزوال المحن “[16].
وكان لابد للاهوتيين أن يقدموا للناس ما يملأ قلوبهم بالطمأنينة حول هذا المعتقد خاصة عندما أخذت الفكرة اشكالها الجديدة وبناء عليه قاموا بتقسيم الحياة الى مراحل كثيرة يعنينا منها مرحلة ظهور المخلّص، حضرت شخصيّة المخلّص في الزرادشتيّة منذ بدايات نشوء الديانة، بل من القائلين إن المخلّص هو (زرادشت) نبي الفرس الأكبر، وهذا الرأي لم يتعارض مع آراء أخرى في الزرادشتية والتي تفيد بقدوم مخلصين آخرين ليسوا زرادشت بل من نسله وخلقته إذ أن الغالب حول شخصيّة المخلص هو غير ذلك ففي الزرادشتية مخلصون تأثّر حضورهم بالحقبة الزمنيّة، إذ تعود فكرة المخلّص إلى أناشيد زرادشت القديمة. فلقد بشَّر بقرب انتهاء مرحلة التمازج، وحلول مرحلة الفصل الأخيرة، وقرن ذلك بقدوم المخلِّص وألمحَ في أكثر من موضع في مجموعة الغاثا إلى أنّه سيأتي من بعده ليحل الحق ويدحر البهتان، ودخلت هذه الفكرة في صلب العقيدة الزرادشتيّة منذ بداياتها. ولكنّ الفكرة قد أخذت أشكالًا جديدة خلال الفترات اللاحقة. ففي العصر الأخمينيّ قال اللاهوتيون بظهور ثلاثة مخلّصين، وذلك في نهاية كل الفيّة من الألفيَّات الأخيرة من عمر زمن الأرض. في نهاية الألفيّة الأولى يظهر المخلّص المدعو أوخشاتريتا، وفي نهاية الألفية الثانية يظهر المدعو أوخشياتنيما، وفي نهاية الألفية الثالثة يظهر المخلِّص شاو شنياط من نسل زرادشت من عذراء البحيرة. ولكن هذه التصوّرات اللاهوتيّة اللاحقة لم تتأصل في صميم المعتقد الشعبيّ، وبقي الناس مثبتين قلبهم على المخلّص الأخير منتظرين ظهوره، والذي تقرر ظهوره في المرحلة الثالثة والأخيرة ليشكل فصلا جديدا في الحياة وهي فترة نهاية العالم ففي المرحلة الثالثة تبدأ عملية الفصل بين الخير والشرّ، والتي تنتهي بدحر الشيطان ورهطه ليعود الكون كاملًا وطيّبًا الى الأبد، ويأتي التاريخ الى نهايته ليعقبه زمن سرمديّ لا تتناوبه التناقضات والمتعارضات، وينتفي منه المرض والألم والحزن والموت. ولقد ابتدأت المرحلة الثالثة بميلاد زرادشت وتأتي الى خاتمتها بميلاد المدعو شاو شنياط (أو شوشانز)، وهو الذي يقود المعركة الأخيرة الفاصلة بين قوى النور وقوى الظلام، وهذه المرحلة الثالثة وهي الأخيرة سيقود شاو شنياط المعركة الفاصلة الأخيرة ضد الشيطان ويقضي عليه.
وهذا المخلّص كدأب العديد من الحضارات والمعتقدات لا بد له من ميلاد معجز، كيف لا وهو الذي سيأتي للفصل بين الخير والشر كما ذكرنا سابقًا والمطالع لما قيل في موضوع ميلاد هذا المخلّص في الزرادشتيّة يرى أنه سوف يولد المخلّص من عذراء تحمل به عندما تنزل للاستحمام في بحيرة كانا سافا، فتتسرب إلى رحمها بذور زرادشت التي حفظتها الملائكة هناك الى اليوم الموعود. وبذلك تُفتح فترة التاريخ الأخير بزرادشت وتختتم بمخلّص أو مهدي من نسله تحمله أمّه بشكل إعجازيّ. ورغم المعجزة الإلهية التي قادت إلى ولادة هذا المهديّ، فإنّه يبقى إنسانًا مولودًا من أبويْن بشريين، لأنّ خلاص العالم في النهاية هو مسؤولية الإنسان، ويقوده إبن الإنسان الذي سيُعلن عن نفسه في الوقت المناسب، فيلقي الرعبَ في قلوب جند الظلام ويطاردهم في كل مكان ويمحو عن الأرض أثرهم[17]. فهو إبن العذراء المعجز الآتي من بذور معجزة حُفظت خصيصًا لهذه المهمة وكأن حلقة التاريخ تعيد الكون الى بدايته بقدوم هذا المخلّص حيث بدأ كل شيء وكان كل شيء نقاء خالصًا.
شخصية المنقذ في الديانة الزرادشتية
لقد أتی زرادشت ليخلص شعبة من تسلط الكهنة ومن عبادة الكواكب والنجوم الضالة، تماما كما فعل نبي الله إبراهيم (ع). لذلك يعد زرادشت المنقذ الأول في الديانة الزرادشتية حيث أتى لينقذ الناس من أيدي السحرة والجهل والملوك الظالمين والشرور وليطهرهم من أدناس الذنوب وليرتقي بهم حتى يكونوا جنود الخير وصناعه ضد جنود الشر ومعاونيه، لقد ولد زرادشت في الفترة الزمنية المنحصرة من 1000 ق.م إلى 650 ق.م[18] ، ولد في المناطق الريفية القريبة من بحر قزوين ، ويقال أن الطبيعة احتفلت بميلاده وانتشرت صوت قهقهاته التي أبعدت الأرواح الشريرة في الأرجاء عند ولادته ، وأحاط البيت الذي ولد فيه نور ساطع ولذا تحققت نبوءة أحد الكهنة الذي أخبر الملك بأن هناك مولودا سيزول ملكه على يديه وسيولد وعند ولادته ستتحقق معاجز عديدة ومنها التور والثور الذي تكلم میشرا بولادته ، لذا حاول الملك قتل الطفل زرادشت بعدة محاولات منها ألقاه في النار كي تحرقه لكن كانت النار عليه بردا سلاما كما كانت على إبراهيم النبي ( ع )[19] وكانت المعاجز والبراهين كانت تظهر على يديه کشفاء المرضى ومعالجتهم ، حتى أنه قد شفا جواد الملك الذي كان يحبه كثيرا وكان هذا العمل لقاء اخراجه من السجن وكذلك طلب من الملك معاقبة كل من كاده ودبر له الفخاخ [20]فقام الملك بتلبية ما طلبه زرادشت وآمن به والملكة وولي العهد وحاشية الملك ووزرائه، ومنهم الشخصية المشهورة جماسب ، الذي أصبح فيما بعد حواري زرادشت ، وقد وثق زرادشت هذه العلائق بتزويجه أخته من جماسب الوزير الأول، وتزوج هو من أخت الوزير الثاني فراشا أوسترا ، فانتشر الدين في البلاد وعم ذکر الزرادشتية وتعاليمها في الأراضي ، حتى اعتنق الزرادشتية معظم أهالي إيران[21]، كانت نهاية زرادشت الذي قضى قتيلا وهو ابن السابعة والسبعين في جمع من الكهنة ورجال الدين في احد الهياكل حيث كانوا يوقدون النار المقدسة فأغار عليهم أعداؤهم الطورانيون وتم طعنهم بالسيوف وقتلهم جميعا فامتدت دماؤهم إلى الموقد وأخمدت دماءهم النار المقدسة[22]
المخلص القادم أوالسوشيانت الموعود:
تشير المصادر الزرادشتية إلى أفول نجمها عند نهاية كل ألفية وانحطاط الأنظمة والقوانين، فيصعب العيش على المؤمنين فتترقب العيون ظهور المنقذ الموعود (العالم في نهاية كل ألفية، عالم ممتلئ بالظلم والكفر، يخرب العالم وكل الأشخاص وكل الأشياء تتحرك بطريق الانحدار وتبلغ القلوب الحناجر من الظلم والكفر والسيئات وهذا من علائم ظهور سوشیانت)[23]. عندها سينتشر الفساد ويفضل الأحرار الموت على هذه الحياة (الفساد سينتشر بشكل واسع وحياة للأحرار غير قابلة للتحمل فهم يحبون الموت على الحياة وأيضا العيش للناس صعب والشر والفساد والسرقة والكذب منتشرة ولا أحد يقول الصدق).[24]
لقد آمنت الزرادشتية بمجيء ثلاثة منقذين مخلصين على رأس كل ألفية من الألفيات الثلاث الأخيرة ، بمعدل منقذ واحد في نهاية كل ألف سنة ، واخر منقذ هو المسيا الموعود والذي سيولد من عذراء طاهرة[25] ، وهؤلاء المنقذين هم : هوشیدر ، وهوشیدر ماه ، وسوشیانت وهؤلاء المنقذون هم أبناء زرادشت وولدوا جميعا من بذرته التي تركها في بحيرة وقد حفظت بأعجوبة في هذه البحيرة المقدسة ، وتعد ألفية هوشیدر وهوشیدر ماه المقدمة للإصلاح ، ويتم تجديد ديانة زرادشت ثانية مع بداية كل واحد منهما ، ويتم القضاء في هاتين الألفيتين على الحيوانات المفترسة والضارة[26] . وعلى ما يبدو لي أن الديانة الزرادشتية تطرح فكرة التدرج في مراحل الإنقاذ، وبالتوافق مع هذه النظرية هناك ثلاثة منقذين مهمين كل منقذ وأنيطت به مهمة أنجاز مرحلة من مراحل الإنقاذ حتى تتم مراحل الإنقاذ وتتم على يد المنقذ الأخير سوشیانت.
ففي مرحلة المنقذ الأول هوشیدر حیث تعج الأرض بمختلف أنواع البلايا (یبقی هوشدر مائة وخمسين سنة في الأرض والألفية ممتلئة بالبلايا السماوية مثل: القحط في الأرض، الثلج الأسود والأحمر وكلها بلايا ثقيلة تنزل على الأرض). وفي هذه الألفية تبقى الشمس عشرة أيام في وسط السماء وهذا الأمر غير متوقع بل وعجیب. وفي هذه الألفية يأتي هوشیدر منقذة للتعاليم الدينية الزرادشتية فيصبح هو المسؤول عن التنظيم والمحافظة على المسائل الدينية الزرادشتية[27]، أما المنقذ الثاني هوشیدر ماه يزيل الشيخوخة والغضب والخصم والفقر والشهوات ويزيد الإخوة والهدوء والمحبة والراحة[28] . ونتيجة للإصلاحات التي يعملها المنقذ فإن الديانة الزرادشتية تنتشر ويزيد أتباعها وتزيد المحبة حتى بين الحيوانات في هذا الزمن يكتمل علم الطب ولا يموت الناس إلا بالقتل وتزول الشيخوخة والأمراض[29].
ويعلم الناس بالألفية الأخيرة الألفية السعيدة التي تتحقق فيها جميع أماني البشرية حيث يدوم الفرح والعافية من المرض والشرور وتطول الأعمار والتي تبدأ بظهور المنقذ الموعود[30]، وعند بدء ظهور المنقذ الموعود ستظهر علامات عديدة وكأنها إشارات تنبيه للمذنبين والعاصين ليرجعوا عن طغيانهم ويتوبوا في هذه الفرصة الأخيرة قبل أن يظهر المنقذ وعندها لن ينفعهم الاعتذار والتوبة ومن هذه العلامات أن الشمس ستتوقف في كبد السماء ( تقف الشمس ثلاثين يوما ، في كبد السماء ، وهذه العلائم من أجل الناس الخاطئين والمدنيين عجيبة ويفهم الناس مره أخرى أن شيئا عجيبا يظهر في العالم وفي هذا الوقت (ظهور سوشیانس) كانت تستقر وتكتمل الديانة الزرادشتية)[31] ، عندما يظهر السوشیانس سيأمر الناس الطيبين أن يكونوا اتباعا له وجنودا کي يحاربوا الشر معه، وقبل يوم البعث وقبل يوم القيامة سوشیانس بأمر الناس أن يصبحوا جنودا ويحاربوا ضد اهرمن وينهزم الكذب والامراض والموت والسيئات والظلم والكفر وفي زمن سوشیانس كل حلقة جديدة باني السرور لمدة سبع عشرة سنة بأكل الناس الحشيش ويتناولون المياه ثلاثين سنة)[32] وفي هذا إشارة بالغة إلى ارتفاع الحقد ودوافع العنف والقسوة الكامنة في النفوس واستقرار الطبية والمحبة والوداعة محلها حتى تصبح النفوس غیر مسشينة لإزهاق نفس حيوان من أجل تناول اللحم والطعام وبعد الانتصار ودوام الفرح والخير والبركات عنده سيبث حتى بعض الموتى المؤمنين ( يوم القيامة يخرج الأحياء من القبور وتعود الحياة إليهم ويعيشون مع الأحياء ) وستطول أعمارهم ( ولا يصيبهم الموت ) ، عندها سیزدان العالم بمجيئ المنقذ الموعود (وفي هذا الزمن يجيء سوشیانس ویزین العالم )[33].
وهنا تذكر أسطر من ترنيمة نصف عودة المخلص وتمجيده والدعاء له (دعه يأتي إليك ذلك الذي ترغب فيه، المجد لفارنو -الكافاني العظيم) وهو اسم العصر الأخير الذي سيظهر فيه المخلص الموعود، في نهاية الترنيمة الدعاء بحفظ المخلص (احفظ الرجل المخلص إلى الأبد بزرادشت، والعدو من الغدر لا تدعه يضرب الأمين ولا تدعه يسبب الأذى)[34]
الخاتمة: حاول البحث بشكل موجز تقديم فكرة الخلاص في الحضارات البشريّة، والفكر الخلاصيّ في عدد من الأمم نموذجًا لوجود هذه الفكرة أو الشخصيّة عندها، ثم قدّم لهذه الفكرة وأسبابها، ونعكاسها في الحضارات المختلفة، ثم انتقل الى الزرادشتيّة نموذجًا.
تمتعت الديانة الزرادشتيّة بنضوج في تقديمها للمخلّص فيها، فقد فرّقت بين زراشت بوصفه مخلّصها الأول، وبين المخلّصين القادمين بعده، حاول هذا البحث تقصّي شخصية هذا المخلّص في الديانة الزرادشتية بدءًا من النبي الأول وصاحب الديانة، معرّجًا على حياته، وشرح الايمان المتعلّق بكونه مخلّصًا ثم تقديم المخلّصين المنتظرين في هذه الديانة وما يتعلق بقدومهم.
المصادر والمراجع:
القرآن الكريم الكتب العربيّة:
- فراس السواح، الرحمن والشيطان (الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقيّة)، منشورات علاء الدين، دمشق، (ط1)، 2000
- عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية الصهيونيّة، (مج2)، (ج1)، (ط1)، دار الشروق، مدية نصر، 1999م.
- أحمد شلبي: اليهودية، (ط8)، مكتبة النهضة المصريّة، القاهرة، 1988.
- أحمد حجازي السقا وعبد الله المنشاوي: هرمجدون حقيقة ام خيال، (ط1)، مكتبة جزيرة الورد، القاهرة، 2002 م.
- راشد عبد الله الفرحان: الأديان المعاصرة، ((ط1))، ب.د، 1405هـ، 1985م.
- ظفر الإسلام خان: التلمود تاريخه وتعاليمه، دار النفائس، بيروت، لبنان، 1400هـ -1980.
- محمد بن ابي بكرالجوزيّة، (ابن القيم الجوزية) بكر إغاثة اللهفان، تحقيق: محمد حامد الفقي، مكتبة المعارف، الرياض، المملكة العرية السعوديّة، (ج2)، (ط2).( د.ت).
- نبيل الغندور: المسيح المخلص في المصادر اليهودية والمسيحيّة، (ط1) ، مكتبة النافذة، الجيزة، مصر، 2006.
- فراس السواح: موسوعة تاريخ الأديان، (ج5)، (ط2) ، منشوارات علاء الدين، دمشق، سوريا، 2010.
- أسعد الحمراني: الصانة -الزرادشتية-اليزيدية، (ط1) ، دار النفائس، بيروت، لبنان، 1997.
- محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، تحقيق: أحمد فهمي محمد، (ج1)، (ط2)، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1992.
- فراس السواح: الرحمن والشيطان (الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقيّة)، منشورات علاء الدين، دمشق، (ط1)، 2000.
- صبري المقدسي: الموجز في المذاهب والأديان، (ط1)، د. د، أربيل، ميديا، 1428هـ، 2007م.
- علي عبد الواحد وافي: الأسفار المقدّسة في الديانات السابقة للإسلام، مكتبة البيان العربي، القاهرة، 1384هـ، 1964م.
- حبيب سعيد: أديان العالم، (د.ط)، دار الكنيسة الأسقفية، القاهرة، (د.ت).
- خليل عبد الرحمن، افستا الكتاب المقدس للديانة الزرادشتية، (ط2)، روافد للثقافة والفنون، سوريا، 1429ه\ 2008 م). الكتب المترجمة للعربية:
- جيمس فريزر، الغصن الذهبي (دراسة في السحر والدين)، ترجمة: نايف الخوص، دار الفرقد للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، (ط1)، 2014
- جيمس بريستيد: The Conquest of civilization انتصار الحضارة تاريخ الشرق القديم، ترجمة: أحمد فخري، د.ط، المركز القومي للترجمة، 2011.
- ول ديورانت دايزل: قصة الحضارة (نشأة الحضارة-الشرق الأدنى)، ترجمة زكي نجيب محمود، (ج1). (د.ط)، دار الجيل، بيروت، 1998.
- جيمشيد يوسفي: زرادشتية الديانة والطقوس والتحولات اللاحقة بناء على نصوص الافستا، (ط1)، (دار الوسام العربي للنشر والتوزيع، مكتبة زين الحقوقية والأدبية، 1434ه\2012م).
- فرزدخاد آذر فرنبغ، دينكرد، ترجمة: تفضلي وأموزكار، انتشارات مرواريد، طهران، 1401ه\ 1980 م)
- زاله اموزكار وأحمد تفضلي، دين كرد، (مج 7)، (ج9)، نشر بيوشنسنجانا، طهران، 1413ه\1992م).
- فرينبغ دادكي، بيندهشين، ترجمة: مهرداد بهار، انتشارات توس، طهران، 1411 ه\1990 م).
- رستم شهزادى: خرده اوستاه، انتشارت فروهر، طهران، 1349هـ.
- ويراف نامة آرادى ـ بهشت ودوزخ در أيين مزديسني ترجمة: رحيم عفيفي، مشهد،1384 هـ، 1964 م.
[1] جيمس فريزر، الغصن الذهبي (دراسة في السحر والدين)، ترجمة: نايف الخوص، دار الفرقد للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، (ط1)، 2014، ص377.
[2] جيمس فريزر، الغصن الذهبي، مرجع سابق، ص401.
[3] فراس السواح، الرحمن والشيطان (الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقيّة)، منشورات علاء الدين، دمشق، (ط1)، 2000، ص53.
[4] سورة المائدة: آية 6
[5]عن كلمة المسيح يُنظر: عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية الصهيونيّة، (مج2)، (ج1)، ((ط1))، دار الشروق، مدية نصر، 1999م، ص 104/ أحمد شلبي: اليهودية، (ط8)، مكتبة النهضة المصريّة، القاهرة، 1988، ص 214/ أحمد حجازي السقا وعبد الله المنشاوي: هرمجدون حقيقة ام خيال، ((ط1))، مكتبة جزيرة الورد، القاهرة، 2002 م، ص41.
[6] عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية الصهيونيّة، (مج2)، (ج1)، ((ط1))، دار الشروق، مدية نصر،1999م، ص104.
[7] ينظر: أحمد شلبي: اليهودية، (ط8)، مكتبة النهضة المصريّة، القاهرة، 1988، ص 214/ راشد عبد الله الفرحان: الأديان المعاصرة، ((ط1))، ب.د، 1405هـ، 1985م، ص 28.
[8] ينظر، ظفر الإسلام خان: التلمود تاريخه وتعاليمه، دار النفائس، بيروت، لبنان، 1400هـ -1980 م، ص60.
[9] محمد بن ابي بكرالجوزيّة، (ابن القيم الجوزية) بكر إغاثة اللهفان، تحقيق: محمد حامد الفقي، مكتبة المعارف، الرياض، المملكة العرية السعوديّة، (ج2)، ((ط2))، ص 338، ت 751هـ.
[10] نبيل الغندور، نبيل: المسيح المخلص في المصادر اليهودية والمسيحيّة، ((ط1))، مكتبة النافذة، الجيزة، مصر، 2006، ص7.
[11] جيمس بريستيد: The Conquest of civilization انتصار الحضارة تاريخ الشرق القديم، ترجمة: أحمد فخري، د.ط، المركز القومي للترجمة، 2011، ص 114-115.
[12] يُنظر: فراس السواح: موسوعة تاريخ الأديان، (ج5)، ((ط2))، منشوارات علاء الدين، دمشق، سوريا، 2010، ص34-36 17،75 بتصرّف.
[13] زرادشت: (628 ق م -551 ق.م) واختلف في تاريخ وجوده، وفي أنه شخص تاريخي أو خرافي، يقال إنه من قبيلة ميديا (في الجزء الغربي الشمالي من فارس)، ونشأ في أذربيجان. هجر موطنه إلى الجبل، حيث أقام عشر سنوات، وفي أثناء ذلك رأي بع رؤى، ثم أعلن دعوته فانتشرت، غير أن الاسكندر المقدوني أتلف کتب ديانته عام 331 ق.م، ولكنها أعادت نشاطها إلى أن جاء الفتح الإسلامي، فهاجر بعضهم إلى الهند المرجع نفسه ص 107.
[14] ول ديورانت دايزل: قصة الحضارة (نشأة الحضارة-الشرق الأدنى)، ترجمة زكي نجيب محمود، (ج1)، مرجع سابق، ص 435.
[15] أسعد الحمراني: الصانة -الزرادشتية-اليزيدية، ((ط1))، دار النفائس، بيروت، لبنان، 1997، ص 60، 61.
[16] محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، تحقيق: أحمد فهمي محمد، (ج1)، (ط2)، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1992، مرجع سابق
[17] فراس السواح: الرحمن والشيطان (الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقيّة)، منشورات علاء الدين، دمشق، (ط1)، 2000، ص 88،57، 89. (بتصرف)
[18] صبري المقدسي: الموجز في المذاهب والأديان، (ط1)، د. د، أربيل، ميديا، 1428هـ، 2007م، ص 57.
[19] علي عبد الواحد وافي: الأسفار المقدّسة في الديانات السابقة للإسلام، مكتبة البيان العربي، القاهرة، 1384هـ، 1964م، ص 127.
[20] علي عبد الواحد وافي: الأسفار المقدّسة في الديانات السابقة للإسلام، مرجع سابق، ص 133
[21] علي عبد الواحد وافي: الأسفار المقدّسة في الديانات السابقة للإسلام، مرجع سابق، ص 133-134
[22] علي عبد الواحد وافي: الأسفار المقدّسة في الديانات السابقة للإسلام، مرجع سابق، ص 135
[23] جيمشيد يوسفي: زرادشتية الديانة والطقوس والتحولات اللاحقة بناء على نصوص الافستا، (ط1)، (دار الوسام العربي للنشر والتوزيع، مكتبة زين الحقوقية والأدبية، 1434ه\2012م)، ص 343.
[24] جيمشيد يوسف: زرادشتية الديانة والطقوس والتحولات اللاحقة بناء على نصوص الافستا، (ط1)، مرجع سابق، ص 343.
[25] حبيب سعيد: أديان العالم، (د.ط)، دار الكنيسة الأسقفية، القاهرة، (د.ت)، ص 156.
[26] جيمشيد يوسفي: زرادشتية الديانة والطقوس والتحولات اللاحقة بناء على نصوص الافستا، (ط1)، مرجع سابق، ص 340.
[27] فرزدخاد آذر فرنبغ، دينكرد، ترجمة: تفضلي وأموزكار، انتشارات مرواريد، طهران، 1401ه\ 1980 م)، ص 668.
[28] زاله اموزكار وأحمد تفضلي، دين كرد، (مج 7)، (ج9)، نشر بيوشنسنجانا، طهران، 1413ه\1992م)، ص8-9.
[29] فرينبغ دادكي، بيندهشين، ترجمة: مهرداد بهار، انتشارات توس، طهران، 1411 ه\1990 م) ص 188.
[30] رستم شهزادى: خرده اوستاه، انتشارت فروهر، طهران، 1349هـ، ص 22.
[31] جيمشيد يوسفي، زرادشتية الديانة والطقوس والتحولات اللاحقة بناء على نصوص الافستا، (ط1)، مرجع سابق، ص 343.
[32] زاله اموزكار، وأحمد تفضلي، دين كرد، (مج 7)، (ج9)، (طهران، نشر بيوشنسنجانا،1371ش\1413ه\1992م)، ص3
[33] ويراف نامة آرادى ـ بهشت ودوزخ در أيين مزديسني ترجمة: رحيم عفيفي، مشهد،1384 هـ، 1964 م، ص 11.
[34] خليل عبد الرحمن، افستا الكتاب المقدس للديانة الزرادشتية، (ط2)، روافد للثقافة والفنون، سوريا، 1429ه\ 2008 م) ص 399.