المشهد التصوري للهوية والذات في الخطاب النقدي لعمر عتيق
Identity and self-conceptual view in Omar Atiq’s critical discourse
د. شيخة عبدالله المنذرية، جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالرستاق، سلطنة عمان
Dr.Shaikha Abdullah Al.Mantherei (Rustaq Colleqe of Education University of Technology and Applied Sciences)
مقال منشور كتاب أعمال ملتقى المنجز النقدي الفلسطيني وخصوصيته عند عمر عتيق في اصفحة 81.
Abstract:
The term identity opens to the overlapping expression of the writer’s subjectivity, the specificity and depth of his cultural, intellectual, philosophical, and metaphysical product. The focus of identity in the Palestinian literary production is manifested in Omar Atique’s production in the form of an active element that enters the artistic production continuum from creativity to influence, in an intense semantic glow referred to by Bart in his book The Pleasure of the Text by Formation which relies on references, quotations, symbolic construction and ideological climate, and was expressed by Qada Aqaq in the same sense in the form of a deep suggestion, as an indication of a crumbling reality, and an epistemological reference, considering the metaphysics of the human entity, and this conceptual dimension forms part of the textual identity in the critical production of Omar Ateeq.
Our research focused on the context of identity in the critical discourse of Omar Ateeq, the specificity of the features of identity in his critical production, and research in the semiotics of identity and its national, religious, historical, and cultural aspects, as well as the measures of the conceptual dimension in consolidating identity in light of the challenges of obliterating it that the critic was able to crystallize in his critical discourse. This study highlighted the following topics:
- Identity and its features in the critical discourse of Ateeq.
- The critical aesthetic paradox between identity and self.
- Ateeq’s visionary dimension of identity.
The study concluded that the diversity of the analytical and critical horizon in the researcher’s product, the breadth of the imaginary horizon, and his ability to use procedural tools in the artistic conceptual analysis of the harvest songs of the Palestinian heritage, and to weave the Palestinian folklore into a diverse, harmonious and integrated fabric distributed over the forms of heritage material and literary art, that expresses the relationship of man to the place (The homeland) and embodies the national identity that distinguishes it from other societies.
ملخص:ينفتح مصطلح الهوية على تداخل التعبير عن ذاتية الكاتب وخصوصية نتاجه وعمقه الثقافي والفكري والفلسفي والميتافيزيقي ، وتتجلى بؤرة الهوية في النتاج الأدبي الفلسطيني في نتاج عمر عتيق بصورة عنصر فاعل يدخل بتواصلية النتاج الفني من الإبداع إلى التأثير ، في وهج دلالي مكثف أشار إليه بارت في كتابه لذة النص بتشكيل يعتمد الاحالات والاقتباسات والبناء الرمزي والمناخ الإيديولوجي ، وعبر عنه قادة عقاف بالمعنى نفسه في صورة إيحاء عميق ،بوصفه إشارة دالة إلى واقع حضاري متهافت، ومرجعية معرفية ، باعتبار ميتا فيزياء الكيان الإنساني وهذا البعد التصوري يشكل جزءًا من الهوية النصية في النتاج النقدي لعمر عتيق .
اشتغل بحثنا في سياق الهوية في الخطاب النقدي لعمر عتيق ، وخصوصية ملامح الهوية في نتاجه النقدي ، والبحث في سيمائية الهوية وجوانبها الوطنية ، والدينية، والتاريخية ، والثقافية ، وماهي مقاييس البعد التصوري في ترسيخ الهوية في ظل تحديات طمس الهوية والتي استطاع الناقد من بلورتها في خطابه النقدي، وركزت هذه الدراسة على المحاور الآتية :
1) عبق الهوية وملامحها في الخطاب النقدي عند عمر عتيق .
2) المفارقة الجمالية النقدية بين الهوية والذات .
3) البعد الرؤيوي للهوية عند عمر عتيق .
وخلصت الدراسة لتنوع الأفق التحليلي والنقدي في نتاج الباحث ، واتساع الأفق التخيلي ، وتمكنه من الأدوات الإجرائية في التحليل التصوري الفني لأغاني الحصاد من الموروث الفلسطيني، ونسجه من التراث الشعبي الفلسطيني نسيجا متنوعا ومتناغما ومتكاملا يتوزع على الأشكال التراثية المادية والأدبية الفنية ، ويعبر عن علاقة الإنسان بالمكان (الوطن) ويجسد الهوية الوطنية التي تميزه عن غيره من المجتمعات.
المقدمة
تجلى البعد التصوري للنتاج الفلسطيني في ملامح الهوية الفلسطيني من خلال النتاج الغنائي في مواسم الحصاد، والشعبونية ، وعبرت النصوص الغنائية عن سيرورة لامتناهية من الايحاءات التخيلية الدلالية ، وولدت مسارًا من الانطباعية الانفعالية ، وخلقت بنية تشكيلة خطابية مازجت الإبداع في الصور الفنية الايحائية ،وخاصة فيما يتصل بالذات والهوية الفلسطينية ، حيث ظهرت الأغنية الفلسطينية باستبطان شعري يشمل الماضي والحاضر والمستقبل ، في صورة حيوية متجددة ومتنوعة.
اشتغلت مشهدية الأغنية الفلسطينية في موسم الحصاد والشعبونية بملامح الزمكان ، وتفاصيل الهوية ، حيث انطلقت الكلمات من معانيها في أبعاد هذا الكون ، حرة طليقة، لتعبر عن مكنون الهوية الفلسطينية مرة باللغة نفسها وما تحمله من رموز ومجازات ، ومرة بإشراك الطبيعة بشتى مظاهرها ، في بنية الإبداع الغنائي ، وفي شبكة من العلاقات التي تندرج من خلالها في بنية الامتزاج بين الذات والهوية والزمكان. وقامت الدراسة على فاعلية الخطاب النصي في الأغنية الفلسطينة في مواسم الحصاد والشعبونية ، وبنية الهوية والذات ، والتي تشكلت بإبداعيتها من خلال فاعليتها وانطباعيتها الفنية في المشهد التصوري ، في شبكة علائقية بين اللغة والنص ، والكاتب ، والقارئ ، في شكل حركة ديمومة تفاعلية ، في علاقة نسيجية مترابطة برؤية داخلية عميقة وراء الأغنية الفلسطينية ، تكشفت بتحليلنا للبنى النصية بتنوع أشكالها ، ومشهديتها الحضارية بالتركيز على المحاور الآتية :
1) عبق الهوية وملامحها في الخطاب النقدي عند عمر عتيق .
2) الجمالية النقدية بين الهوية والذات .
3) البعد الرؤيوي للهوية عند عمر عتيق .
المحور الأول : عبق الهوية وملامحها في الخطاب النقدي عند عمر عتيق .
إن ما نشير إليه لفظ الهُوية من وحدة الذات عبر التطورات والمظاهر المختلفة ، بتماثل الهوية بــ(الماهية) ، فهُوية الشيء هي حقيقته الخاصة به ، أي جوهره وكينونته ، وهذا الجوهر يرتبط في أصله بنسق الموروثات الحضارية ومن الأسئلة والأجوبة المتعلقة بالكون والسلوك الإنساني من المعايير الأخلاقية ومن العقائد الدينية ، وخصوصية الذات من الأعراف والتقاليد ، والارتباط الذاتي بالتراث والطبيعة والحاضر والتاريخ ، وكل هذه التداخلات تفضي إلى تماهي الهوية الذاتية الفردية للناقد عمر عتيق في هوية الأمة وخصوصية التراث الفلسطيني التي تنتمي إليها ذات الناقد ، ومن ترابط الهُوية بين الذاتية والخصوصية تنشأ علاقة التداخل بين الماحول والذات ، ويظهر امتزاج القيم والمبادئ والمثل التي تمثل الشخصية للناقد عتيق مع المجتمع ، بتداخلية هويته وعقيدته ولغته ، وثقافته ، وحضارته، وتاريخه ، مع هوية المجتمع من الروح المعنوية والجوهر الأصيل للكيان والأمة ، ويبرز ذلك في النتاج الذي أبدعه كاتبنا ومنه (التراث الشعبي في محافظة جنين والجليل ، هوية وانتماء الأغنية الشعبية في المواسم الزراعية) ، (الشعبونة في مدینة نابلس بین التقالید والدین) ، وسنتناولهم بالتحليل والتفصيل .
ركزت الدراسات التحليلية النقدية لعتيق على العمق التحليلي للخطاب النصي في التراث الشعبي للأغنية الشعبية التي شاعت في موسم الحصاد ، و رصد الأبعاد اللغوية والنفسية والاجتماعية في الأغنية الشعبية ، حيث رصد الكاتب التحولات اللغوية الممثلة في الخطاب النصي ، ورسم من التراث الشعبي الفلسطيني نسيجا متنوعا ومتناغما ومتكاملا يتوزع على الأشكال التراثية المادية والأدبية الفنية ، ويعبر النسيج كله عن علاقة الإنسان بالمكان (الوطن) ويجسد الهوية الوطنية التي تميزه عن غيره من المجتمعات . ولكل نوع من أنواع التراث مزايا خاصة ؛ تمازج الإبداع النقدي للكاتب في روح التغني وممازجة الموروث الفلسطيني في تحليله الأغنية الشعبية التي امتازت بخصائصها الإيقاعية عن الحكاية الشعبية، ورسم منها عنصر التفرد والتميز في أنواع الزجل الشعبي . وعلى الرغم من وجود المزايا الخاصة لأنواع التراث، إلا أن التراث كله يعد ثقافة واحدة وموحدة تحدد الهوية الوطنية التي سطرها الكاتب في خطابه النصي ، وتجسدت بها مظاهر العلاقات الاجتماعية، ، في تراسم التعالق بين الإنسان والأرض ، وتكشفت عن الحاجات الفطرية للإنسان ، وتميزت هذه العلائق النصية من البعد التركيبي لمكون الخطاب النصي في رسم نوعه، ومميزاته ، ونسيجة ، وعلاقاته ، و” تحديد هويات المتخاطبين ، وهوية النص / الخطاب ذاته ، من خلال أصواته ومعجمه وتراكيبه …” [1]، ذلك لما في الضبط والتحديد من نجاح في تحليل مكونات الخطاب، وكيفية التعامل معه، حيث يعد الفرع المعرفي هو الأساس في مراقبة عملية إنتاج الخطاب “فهو يعين له حدودًا بواسطة لعبة الهوية التي تأخذ شكل عملية بعث دائم للقواعد”[2] ، وقد شكل الناقد ذلك في ممازجة الأغنية الشعبية في موسم الحصاد ، وتجلى التحليل التفصيلي لها في مضامين تنوعت بين دلائل المعنى واشارات المضمون التي نهجها الكاتب ، والتي عبرت عن الآتي :
_ البعد النفسي الوجداني ( أغاني الحث والنشاط /أغاني الغزل العفيف )
_ البعد الديني والوطني لشجرة الزيتون ومضامين الترميز .
_ البعد الروحي التضميني للغة النصية.
قدم الناقد (الكاتب) تحليلا منهجيا للأغنية الشعبية في موسم الحصاد ، وقد ركز على عناصر الخطاب النصي التي أشارت لها (ليندا فلاور) ما يتصل بالخطاب في عرضها لمكوناته ، وعقدت الربط بين (النص ، والكاتب، والقارىء) ، من خلال اللغة ،والتمثلات الذهنية ، الوسط الاجتماعي المحيط بالخطاب ، وعرضت ( ليندا فلاور)[3] نموذجاً تصويرياً لمكونات الخطاب موضحة فيه كل ما يتصل به كالآتي ( اللغة، والمعرفة النشطة، والأهداف ، والسياق الاجتماعي ، والتمثلات الذهنية ) ، وظهرت هذه التمثلات في تحليل الكاتب لأغاني موسم الحصاد من التقصي للمعنى اللغوي من الدلائل التي تعبر الأغنية الشعبية في المواسم الزراعية عنها وارتباطها بالعاطفة الإنسانية ، وهي عاطفة فطرية عفوية يصور بها الرجل عاطفته تجاه المرأة . ولا يتعارض هذا الأمر مع ثقافة المجتمع الزراعي المحافظ ، لأن كلمات الأغنية لا تخدش الحياء ،فهي أقرب إلى الغزل العذري في الشعر العربي . ولا يوجد مجتمع بشري يخلو من الأغاني أو الشعر الذي يصور العاطفة المتبادلة بين الرجل والمرأة .[4]
سار التحليل النصي وفقا لما رسمه ( محمد مفتاح ) من تفاصيل مكون الخطاب النصي من الناحية التحليلية في دراسة مستويين، وهما : المستوى الأفقي والمستوى العمودي في النص ، كما يأتي [5]:
المستوى الأفقي |
أصوات ، معجم ، تركيب ، معنى ، تداول |
إن البعد التحليلي لعتيق برز في تحليله للشعبونية في مدينة نابلس بين التقاليد والدين [6]، وتحليل العلاقة الدلالیة الخفیة التي تجمع بین دلالة تسمیة شهر شعبان وطقوس الشعبونة ؛ إذ إن ذهاب القبائل العربیة إلى الملوك لالتماس العطایا والهبات في شهر شعبان یتقاطع من الناحیة الاجتماعیة مع الدعوة إلى الولائم والموائد الشعبانیة التي تعد مظهرا اجتماعیا تتجلى فیه قیم الكرم وحسن الضیافة والاستقبال وتقدیم الهدایا النقدیة والعینیة، إن هذين الخطين ، لا يقتصران على مكون الخطاب الشعري بعينه، إذ كل خطاب يحتوي عليهما [7] ، كما أن التفاوت ليس في هذا التأطير النظري بل طبيعة النتاج الأدبي وخصائصه، وكيفيته ، وهي معيار التفاوت في كل ذلك ، وقد قام الكاتب بتحليل الأغنية الفلسطينية في موسم الحصاد في تجليات التصور لكلمات الأغنية في السياق الزمني لموسم الحصاد الذي يحين في الصيف الحار ، ارتسمت كلمات الأغنية بصورة ذهنية بصرية للمزارع الذي يتصبب عرقا في أثناء الحصاد . وعلى الرغم من أن التمني في الأغنية مستحيل إلا أن العاطفة صادقة ، فالتصوير الفني في الأغنية مؤسس على الخيال في الغالب ، أما المشاعر فتصدر من القلب .
تشكل حقل الخطاب النصي في دراسة أغنية في موسم الحصاد وفق المكونات النصية بين :
* حقل الخطاب : العلاقة بين النص والموضوع
*نوع الخطاب : العلاقة بين المخاطب والمتلقي
فحوى الخطاب : العلاقة بين المخاطب والمتلقي في بعض مقامات التفاعل الاجتماعي[8]، وتمثل التفاعل الخطابي في التحليل النصي للأغاني التي تسخر من الكسل في العمل ، وتقترب دلالتها من صورة درامية أن السخرية أسلوب يظهر عند التعب والمشقة ، ويهدف إلى اضفاء المرح كي يتحمل الفلاح أعباء الحصاد ، وتنسجم السخرية في الأغنية مع مواقف السخرية في الثقافة الشعبية ، إذ إن أكثر المجتمعات سخرية ونكتة هي المجتمعات الأكثر معاناة وتحملا. تمثل الأغنية مرجعا تراثيا للأدوات التي كانت تستعمل في موسم الحصاد .
اكتسب الأدوات الزراعية في النسيج اللغوي والتصويري في تحليل الأغنية الفلسطينية المرتبطة بالحصاد بالرونق الجمالي والتفاعل الدلالي الوجداني ، لأن أدوات الحصاد في الأغنية تتحول إلى صورة من مشاهد الحصاد وطقوسه ، نحو توظيف آلة ” المنجل ” في الأغنية ، تشبه الأغنية مشهد حصاد القمح بميدان الفروسية ،ويبدو المنجل حصانا أصيلا يمتطيه الحصاد ، ويتحول المنجل إلى فارس يمتطي الزرع . وترسم هذه الصورة الفنية معالم العلاقة الحميمة بين الحّصاد والمنجل . ويتحول التصوير في الأغنية من ميدان الفروسية إلى تصوير المنجل الذي يحرص الحصاد على تزيينه بـ” ” الخراخش ” . ويكشف تزيين المنجل عن انتماء الفلاح للأرض ، والتعالق الوجداني بين موسم الحصاد والحّصادين . كما أن تكرار كلمة ” منجل ” سبع مرات في مقطوعة غنائية قصيرة يؤكد الانتماء والتعالق ؛ لأن تكرار الاسم دليل على التعلق والحب.
يرتكز عمق التحليل إلى التوصل إلى فحوى ومكون الخطاب وخصائصه في نتاج عمر عتيق النقدي، وتحديد وظائفه المتعددة المرتبطة (بالتعبيرية، والافهامية، والمرجعية، والانتباهية، والمعجمية ، والشعرية)[9]، وظهر ذلك في البعد التصوري بتشبيه الزيتونة بالعروس يجسد الجمال المثالي في الثقافة الشعبية التي ترى في العروس مثالا للجمال والكمال والنشوة ، فلا موصوف يتفوق عليها ، فهي سيدة الجمال والمثال والاكتمال ، كما أن نفي ارتباط الزيتونة بالقيمة المالية (ما بتثمن بالفلوس) يؤكد القيمة النفسية والاجتماعية لشجرة الزيتون التي يراها الفلاح درعا حصينا يحميه من الجوع أو الفقر ، وهي الذخيرة التي يطمئن لها، وتمنحه الأمان والسكينة والرضا، وينسجم هذا البعد النفسي والاجتماعي لشجرة الزيتون في الأغنية الشعبية مع دلالة بعض الأمثال الشعبية الخاصة بشجرة الزيتون والزيت.
المحور الثاني : المفارقة الجمالية النقدية بين الهوية والذات .
انفتحت الهُوية في الخطاب النقدي لعمر عتيق على التمظهر الزمكاني في بعد إنساني عميق ، وعلى خصوبة في التكثيف الروحي ، في دراما إبداعية مثلت طاقة التدليل العميق للهوية في رسوخ المكان، وعلاماته ،كما اشتغل نتاجه النقدي بحضور مكاني متنوع في فضاء إيحائي بالعشقية الحميمية في ملامح الأغنية الفلسطينية المرتبطة بموسم الحصاد ، حتى بلغت ملامح الهوية في نتاج حراكها الجمالي بالذوبان الكلي في روح المكان وتفاصيله من الشجر والبشر والمظاهر المتنوعة ، في فاعلية الفضاء الزمكاني ظهر التحفيز التخيلي المشهد التصوري، ومن اشتغال المشهد النقدي في علاقة الذات بالمكان ، في بعد تصوري ،كما امتد حضور الذات بين أبعاد الملامح التصورية ، ليمزج الذات بالتاريخ والمكان والزمن والهوية الفلسطينية .
ركز الناقد في نتاجه النقدي على التعبير عن الهُوية في إطار حضاري متسارع تاريخيا، يبحث فيه عن ذاته محاولا تأصيلها وتجذيرها في ملامح الريف ، وبين الأصالة والمعاصرة ، وبهذه المفارقة تمكن الناقد من رسم البعد التصوري ومن ترسيخ وتأصيل ثوابت الهوية في نتاجه النقدي ، في شبكة تصورية رؤياوية إبداعية مزجت بين الأمكنة والأزمنة ،ترسم الأغنية الشعبية صورًا فنية ترتقي إلى المشاهد البصرية المخزونة في الذاكرة.
إن الأغنية ليست تسجيلا تاريخيا للطقوس الاجتماعية في مواسم الزراعة وحسب ، بل هي تسجيل بصري يشبه شريطا سينمائيا يوقظ الذاكرة حينما نقرأ كلمات أغنية”[10]، ” وهناك بنية نفسية ، وسياقا تاما وراء أي خطاب لغوي، وهناك أحوال نفسية ضمن ذلك المقام النفسي العام، لذلك فإن الخطاب يتشكل بحسب تلك الأحوال”[11]، وفي هذا الترابط السيكيولوجي بين الذات والنتاج تتجلى قوة الخطاب، في صورة من التعالق والتداخل التصوري بالاتجاه الضدي في العلاقة السلبية ، وهذه العلاقة التي يتجاوز بها حدود التصور إلى الانفعال في شكل قوة نفسية تنبعث من الذات إلى الواقع والقارئ .
أبداع الكاتب من الخيال والإيحاء في تحليل رمزية صورة الزيتون في الأغنية الشعبية في موسم الحصاد “تعبّر شجرة الزيتون عن العلاقة التاريخية بين الإنسان والوطن ، وترمز جذورها للبعد التاريخي لارتباط الفلسطيني بأرضه، وتشكل دليلا على التمسك بأرض الأجداد . وتشكل شجرة الزيتون في الأدب الفلسطيني وخاصة الشعر أيقونة رمزية تختزل دلالات دينية وسياسية .ومازالت قيمة الأرض لدى فئة من المزارعين مرتبطة بوجود شجر الزيتون ، فالأرض المزروعة بالزيتون أعلى في قيمتها المادية من الأرض المزروعة بغير الزيتون”[12] ، وهو ما عبر عنه مفتاح بدينامية النص[13] ، وتأتي الدينامية من عمق البعد التحليلي لرمزية الزيتون ومشهديتها النصية في أغنية الحصاد الفلسطينية من امتداد البعد النفسي والاجتماعي لشجرة الزيتون في الأغنية الشعبية مع دلالة بعض الأمثال الشعبية الخاصة بشجرة الزيتون والزيت. وتسجل مشهدية الزيتون تميز شجرة الزيتون عن غيرها من الأشجار من حيث ديمومة خضرة أوراقها ، وينسجم هذا التميز والتفوق مع الجمال المثالي لشجرة الزيتون في وجدان الفلاح الذي يقارب بين جمال شجرة الزيتون وأنوثة العروس من جهة ، وتميز الزيتونة بخضرتها عن غيرها من الأشجار ، فاعلية الخطاب الشعري تبدأ من الكلمة الفاعلة في السياق، أي أن الكلمة لا تكسب دلالتها إلا من السياق ، وهذا القانون ينطبق على وضع الكلمة في نص أدبي أو غير أدبي[14] ، وتتشكل فاعليتها في إطار بنيتها الذاتية والمشتركة، وفي تداخل البنيتين تشكيل لذات الخطاب [15].
تعد الخصوصية في نتاج عمر عتيق من تحليل الخطاب النصي بالطاقة التعبيرية ، والمحرك النفسي والانفعالي والتصوري ، وتركيزه على تحليل اللغة ، وشحن الفضاء الدلالي ، حتى يصبح ذلك الفضاء ترابطاً وانسجاماً بين البنى الصوتية والمعجمية والتركيبية ، حتى تتشكل بوادر الإبداع في الإطلاق في فضاء اللغة ، وقد تشكل في امتداد التحليل النصي للزيتون بصورة يُضمرها التغني والتصوير لحجم حب الزيتون، وعناية المزارع بالشجرة من حيث الحراثة والتقليم ، واختيار الأنواع المحسنة التي تُثمر ثمرا كبير الحجم . كما توحي بالتفاخر بين الفلاحين في محاسن ثمر الزيتون ، إذ كان التفاخر بينهم يشكل حيزا لافتا في حياتهم الاجتماعية اعتمادا على أن الزيتون وخاصة موسم جني الثمار يشغل مساحة ذهنية وزمنية في حياة المزارعين ، لتصل العلاقة الوجدانية بين الفلاح والزيتونة إلى مناجاة تجسد ارتباط الفلاح بشجرة الزيتون ، ويتشكل لنا ” لأن النص الأدبي بوجود عائم ، فمبدعه يطلقه في فضاء اللغة سابحاً فيها ، إلى أن يتناوله القارئ ويأخذ في تقرير حقيقته” ،[16]، وهو الجهد الذي بذله عمر عتيق لتحليل بؤرة التفاعل النصي في أفق تحليل الخطاب من التداخل الصميمي في تحليل أغاني موسم الحصاد ورمزية الزيتون والتقصي بين مراحل الإبداع والانفعال والتصوير لتوسيع الأفق التخيلي في مسار النتاج والتلقي الذي أشار إليه الجرجاني في أسرار البلاغة ” إن المعنى إذا أتاك ممثلاً فهو في الأكثر ينجلي لك بعد أن يحوجك إلى طلبه بالفكرة ، وتحريك الخاطر له ، والهمة في طلبه ، وما كان منه ألطف كان امتناعه عليك أكثر، وإباؤه أظهر ، واحتجاجه أشد”[17] .
تمكن الكاتب الناقد عمر عتيق من تحقيق التداخل الإيجابي بين البنيات والأطر للوصول إلى صلب الإشكالية الخطابية المدروسة المتمثلة في البحث لا من أين يأتي النص، ولا حتى كيفية تركيبه، ولكن كيف يتفكك ويتفجر ويستخصب، كما أشار بارت[18] . إن هذه العملية التحليلية التأويلية تحتاج إلى جهد مكثف يقوم على دراسة وفهم ما يتصل من العلاقات النصية بين الأصوات، والكلمات، والمعاني، التي تحدد ملامح الخطاب الشعري وعلاقة النص بالهوية الفلسطينية والذات ، في ظل حركة الاستبانة النصية التي تكشف عن مكنونات النص من صورة تفاؤل المزارع بحجم ثمار الزيتون التي يتمنى لو كانت بحجم ثمرة الليمون كي يحصل منها على زيت وفير يحقق رغبة ينتظرها المزارعون في نهاية الموسم وهي ” الخبز المسخن في الطابون ” الذي يعد من طقوس المأكولات الشعبية الفلسطينية التي ترتبط بموسم قطف الزيتون في الغالب .
تتضمن المناجاة في المقطوعة الشعرية أغاني في موسم الحصاد [19] حزمة من المصطلحات الشعبية التي ترسم تفاصيل الحياة اليومية في موسم الزيتون وهي الصباح الباكر الذي يبدأ فيه الفلاح قطف الزيتون (صبّح جدّادك ساري) ، والأدوات المستخدمة (الجدّادة) ، و”دراسة الزيتون في البدادة ” ، أي حجر البد الذي يطحن ثمار الزيتون، وتقصى الكاتب الناقد عمر عتيق الأساس للوصول إلى بؤرة الخطاب الشعري بالبحث في البنية اللغوية ودلائلية النص، والكشف عن خباياه، لأن نظرتنا للنص يجب أن تكون أكبر من مجرد سيميولوجيا فهو يبني كنقد للمعنى، وعناصره ، وقوانينه، لأنه يتأسس من تضافر عناصر دلالية وفنية وتصورية .
برز الإبداع التحليلي للناقد من القدرة في الوصول إلى أدوات إجرائية مقننة دقيقة لتحليل الخطاب النصي، كما في تحليله لمواسم الزيتون والعلاقة بين الموسم و كمية الثمار ، وحينما يكون الموسم غنيا بالثمار يتفاءل المزارعون ويُسمى الموسم ” الماسية” ، وإذا كانت كمية ثمار الزيتون قليلة يُسمى الموسم ” شلتونة ، وعلل ارتباط القصائد بتكرار لفظ ( زيتونا) في الأغنية مناجاة بين المزارع والزيتونة ، كما يكشف التكرار اللفظي عن عشق المزارع لموسم الزيتون .وحينما تقل ثمار الموسم تعبر الأغنية الشعبية عن عتاب الفلاح للزيتونة كما في الأغنية ، وهذا التواصل الروحي يعد تدرجا في مستويات التوتر في أبعاد الفعل الخطابي النصي [20]، ومن ارتباط الإبداع بواقع خطابي خاص، يسم النتاج الإبداعي ذاته[21]، ليظهر في صورة متداخلة متشابكة تتقاطع فيها المستويات التركيبية والمستويات الدلالية، وهذا التقاطع يعد جانبا رئيسا في البنية التكوينية للخطاب، التي تمتد في ظل متتالية فنية لغوية من الصوت إلى المعجم إلى التركيب، في شكل أشار(بنيس) بأنه الدال المركب، لا مجموع دوال تتجاوز فيما بينها[22]، ليكون من وجهة نظر ريفاتير وحدة دلالية واحدة [23] ، وهو ما أبدع الناقد عتيق في تحليله وتأويله.
المحور الثالث : البعد الرؤياوي للهوية عند عمر عتيق .
يعد التدرج التحليلي في النتاج الذي خلفه عمر عتيق لتحليل الأغنية الفلسطينية في موسم الحصاد والشعبونة تحليل بنية الخطاب الشعرية بكليتها بين الإبداع والتأثير عن طريق الممارسة الواعية الدينامية الفاعلة، بين القارئ والنص، ” بقارئ ( فاعل له القدرة على استخلاص المعنى من ذلك النص)، وتفاعل بين النص والقارئ”[24].
ظهر البعد الرؤياوي للهوية الفلسطينية في الإبداع النصي ، حيث ترسم الأغنية الشعبية صورا فنية ترتقي إلى المشاهد البصرية المخزونة في الذاكرة .فالأغنية ليست تسجيلا تاريخيا للطقوس الاجتماعية في مواسم الزراعة وحسب ، بل هي تسجيل بصري يشبه شريطا سينمائيا يوقظ الذاكرة حينما نقرأ كلمات أغنية تقول :
ع البيدر ما أحلى الشاعوب وسيدي يذري بـ التبنات والجاجة بتنق جبوب
وستي تغربل بالقمحات [25].
إن الأغنية مشهد مؤلف من ثلاث لقطات تصويرية ؛ صورة المزارع الذي يحمل المذراة التي تطير التبن عن حب القمح ، وصورة الدجاج الذي يلتقط الحبوب من الأرض ، وصورة المرأة التي تغربل القمح كي يصبح نقيا من الشوائب . ولا يخفى أن اللقطات الثلاث تختزل أبرز مشاهد الحياة الاجتماعية الزراعية [26] ، بين عالم الشعر والواقع تظهر “غاية متشابكة معقدة من الأسئلة الجمالية المتداخلة التي تحتاج إلى مغامرة من نوع فريد لإجراء حوار سري معها يستهدف فك رموزها، وتشابكها ،وتعقيدها، وغموضها”[27] ، في علاقة تربط بين الواقعي والخارج عن الواقع ، لينطلق النتاج النصي في تشكيل بنية ” لما لا يمكن حسمه ، وعدم إمكانية الحسم في النص تبرز بموجب نصيته “[28] .
تتيح تجليات النص الغنائي الفلسطيني آفاقا واسعة أمام عملية التأويل والتحليل والربط بين الذات والهوية ، حيث يصبح الدور في التلقي موازيا للإبداع ذاته، وتتحقق بذلك التكاملية الخطابية الشعرية ، حتى يصبح الخطاب الشعري كما أشار إليه (كارلهاينز شيترله)[29] فضاء نصيا ووسطا للتأمل، يحتاج إلى الدقة في التحليل ، إن التقصي النصي التحليلي لعمر عتيق أظهرت الخطاب كعملية متشابكة متكاملة “في محصلة تركيبها ، وليس الجزء دالا بذاته شأن الجملة النحوية، إذا ما اختصرنا منطق التناظم الدال فهو ذلك الوجود العام يرد مشهدا لغويا لحال تظهر أو تحجب أو تغرق في الاحتجاب”[30] ،وهذا التناظم الدال في الخطاب مبعثه الانطلاق من اللغة بعمق التصور، لأن اللغة هي ” الوسط المشخص الحي الذي يعيش وعي الفنان ، والكلمة فيه لا تكون واحدة أبدا، إنها واحدة بوصفها نظاما صرفيا نحويا لأشكال معيارية ،مأخوذا بمعزل عن التأويلات، والإدراكات الإيديولوجية المشخصة التي يزخر بها، وعن الصيرورة المستمرة للغة الحية “[31] ، حيث شكلت هذه اللغة الحية التصورية ممازجة الخطاب للذات ، في نتاج ايقاعي متعالق ،مترابط، مكثف، دينامي .
اعتمد عمر عتيق في تحليل لغة الخطاب النصي من الموضوع إلى المحمول متضمنة النتاج الأدبي وبخاصة اللغة بجانبيها المكتوبة، والمقروءة، “وكل كتابة هي لغة موضوعة، وكل قراءة هي لغة محمولة”[32] ، وهذا جانب من الموازنة التي في الخطاب النصي أظهر امتداد اللغة وعلائقيتها مع الجانب الفني ، والصوتي ، والتصوري، ليظهر الخطاب في صورته العامة في شكل “نظام تعبيري خلاق، وفي نفس الوقت فإن اللغة تستخدم كمادة لتكوين وحدات الخطاب”[33] ،أبرز المحلل لنا ترابطية إبداعية شكلت المزج بين الإيديولوجية والفنية والتداولية ، في شكل علاقات امتدت بين بنيات النص والسياق ، وهذا يعد من التداخل التأويلي لتحليل الخطاب الشعري هو ما أشارت إليه الباحثة (سكاردا ماليا)[34]، من أن فهم سيرورة النص هي الشرط الأساس لمعرفة تحليل النص، وكيفية التعامل معه ، على اعتبار النص يسير في اتجاهين متعاكسين:
- الكاتب الجيد: ينطلق من الموضعي ليصل إلى الإجمالي( bottom-up)
- والقارئ الجيد: ينطلق من الإجمالي لكي يفهم الموضعي bottom) (up-.
استطاع الناقد أن يحلل اللغة الشعرية في تشكيلها وفنيتها ،وتركيبها، وتجسد جمالية المشهد النصي والتي أشرنا إليها سابقا في تشبيه الزيتونة بالعروس وهذا التشابه هو تجسيد للجمال المثالي في الثقافة الشعبية التي ترى في العروس مثالا للجمال والكمال والنشوة ، فلا موصوف يتفوق عليها ، فهي سيدة الجمال والمثال والاكتمال ، كما أن نفي ارتباط الزيتونة بالقيمة المالية (ما بتثمن بالفلوس) يؤكد القيمة النفسية والاجتماعية لشجرة الزيتون التي يراها الفلاح درعا حصينا يحميه من الجوع أو الفقر ، وهي الذخيرة التي يطمئن لها، وتمنحه الأمان والسكينة والرضا . وينسجم هذا البعد النفسي والاجتماعي لشجرة الزيتون في الأغنية الشعبية مع دلالة بعض الأمثال الشعبية الخاصة بشجرة الزيتون والزيت التي أشرنا لها سابقا . وتسجل المقطوعة السابقة تميز شجرة الزيتون عن غيرها من الأشجار من حيث ديمومة خضرة أوراقها ، وينسجم هذا التميز والتفوق مع الجمال المثالي لشجرة الزيتون في وجدان الفلاح الذي يقارب بين جمال شجرة الزيتون وأنوثة العروس من جهة ، وتميز الزيتونة بخضرتها عن غيرها من الأشجار[35]، وبهذا التحليل النسق الرمزي اكسب الناقد دراسته من الخصوصية جانبا غير يسير ، وربط ما أشارت إليه الدراسات الأدبية والنقدية قديمها وحديثها ، كدراسة الجرجاني في دلائله، التي تركز على البحث في الدال والمدلول، ” ولتوخي المعاني لابد أن تتحد أجزاء الكلام ويدخل بعضها في بعض، ويشتد ارتباط ثان منها بأول… وأن يكون حالك فيها حال الباني”[36] .
إن البنية الترابطية في الأغنية الفلسطينية تشكل ميزة الإبداع بالترابط التواصلي ، بالانطلاق من روح المعنى ، والارتباط به[37] ، في شكل علاقة تتبعية حاذقة جادة ترمي إلى النظرة إلى الخطاب بماهيته الإبداعية، وهذه الإبداعية هي التي تدعو القارئ أن يكون بنفس مستوى النص من القوة أو الفتور،” فإذا مررت بلفظ حسن أخذت برقبته، أو معنى بديع تعلقت بذيله، وتحذر أن يسبقك فإنه إن سبقك تعبت في تتبعه، ونصبت في تطلبه، ولعلك لا تلحقه على طول الطلب”[38]، وهذه التتبعية التي أشار إليها العسكري هي التي تمثل أحد أسس الخطاب من التفاعل والبحث عن التكثيف التصوري .
رسم الناقد البعد التصوري للأغنية الشعبية في الدافعية الروحية للعاملين ، وتُسهم الأغنية الشعبية في دفع الملل والضجر عنهم وخاصة إن ساعات العمل تبدأ من الصباح الباكر حتى غروب الشمس في الغالب. ” ودفعا للملل تبدأ إحدى النساء بغناء ” حديوية” ذات وزن خفيف يتفق في إيقاعاته مع حركة اليدين السريعتين. وقد تسرد ” الحديوية” قصة مسلية ، نحو قصة ” الغزالة ” التي كان الصيادون يطاردونها، فاستجارت بالنبي عليه السلام الذي حماها وباركها وأرسلها إلى صغارها وأثداؤها مليئة بالحليب[39] ، ظهر اشتغال الخطاب لديه من الترابط بقوة “التأثير في الوجود الحادث في اللغة “[40] ، ومن علاقة اللغة بالجانب النفسي والإشاري “لأن النص لا يعبر عن صاحبه ويكشفه لنا فقط ، بل يتداخل في تشكيل القائل مثلما يتدخل في تشكيل المتلقي أيضا ” [41] .
قام الكاتب عمر عتيق بتحليل النسيج الداخلي للخطاب على التواتر المعنوي؛ بتدرج حركة الأفعال ، وصولاً إلى الغاية ، في شكل يمثل الترابط المرجعي ” بتراكب عناصر جملة على جملة أخرى ، وتكون كل الجمل الدلالية التي تؤلف أساس النص متصلة ببعضها ، عبر تكرار ذكر العناصر ،أو بواسطة الروابط بين العبارات” [42] ، كما في أغاني الحصاد عند حصاد السمسم يضعون حزم السمسم بشكل دائري على سطوح البيوت ، وكان يُسمى قرص السمسم . ومن المرجح أن وضع قرص السمسم على سطح البيت كان يهدف إلى منع الدواجن من أكل الحب ، ومن أبرز الأغاني الشعبية في موسم جني السمسم :
يـا زارعين السمسم خلي السمسم بأجراسه واللي يهوى وما يوخذ كبّوا السكن على راسه. |
تمزج كلمات الأغنية الغزلية بالسخرية في سياق زمني يرتبط بموسم السمسم . ولا تجد الدراسة تعليلا لهذا الربط ؛ إذ إن الأغنية الموروثة جيلا عن جيل تبقى كلماتها وتخفى مناسبتها ؛ لأن الذاكرة الجماعية تردد الأغنية وتنسى سببها ومناسبتها ،وتتضمن كلمات الأغنية بعدا اقتصاديا يرتبط بانتظار المزارع لموسم السمسم كي يبيع المحصول ، ويشتري حاجاته ، أو ينفذ مشروعا اجتماعيا كالزواج ، كما تشير دلالة الأغنية[43]، إن الطرح الدلالي النصي في هذا الخطاب ، يتولد من خلال العلاقة بين النص والقراءة ، بالبحث عن “متغيرات العلاقة بينهما، بكشفها أو (توليدها) مما يضمر تداخلا وشيجا بين بنيتين زمانيتين ثقافيتين هما :بنية زمن النص، وبنية زمن القراءة”[44]، وقام الناقد بتقصي ” تكثيف الاشعاع الدلالي ،ومنبعه الفياض، ليس بعبور الألفاظ بين حقيقة ومجاز، بقدر ما هو تجوال الألفاظ بين التخوم داخل كل دائرة سواء في ذلك دائرة الحقيقة أو دائرة المجاز”[45].
يبرز الكاتب تقاطع الأغنیة الشعبیة التي تُردد في شهر شعبان في مدینة نابلس مع الأغاني الشعبیة فـي لیلـة النصـف مـن شـعبان فـي المدینـة المنـورة مـن حیـث الفكاهـة والدعابـة، إذ یجتمـع سكان الحي أو الحارة ویطوفون على البیوت منشدین [46] ، ويعمد الكاتب للتحليل التصوري الاجرائي من جوهر الخطاب النصي على الوظيفة الإيقاعية والتواصلية معا، في تشكيلة لغوية فنية كان ” الجمال أبرز صفاتها، وأظهر مميزاتها، ومنشأ جمالها ، لما فيه من خيال رائع، وتصوير دقيق، وإلباس المعنوي ثوب المحسوس، وإظهار المحسوس في صورة المعنوي “[47] ، في مزج بين التنويع والتشكيل ، “وهذا الانتظام في تحليل الخطاب يوصف بشكل طبيعي معبرا عن التميز والفاعلية “[48] ، التي أسهمت بدورها في تشكيل الانسجام والتوافق في البنية المعنوية بحكم أنها تمكنه من ضبط التشكيل الزماني والمكاني، “الذي تنصهر فيه مواد الواقع الموضوعي، والفكر، والعاطفة، واللاشعور، ضمن وحدة عضوية يتبنى انجازها الخيال الذي يصهر المواد المذكورة بحيث تفقد تلك العناصر ملامحها المبدئية، وتخرج في هيئة فنية جديدة متميزة”[49] .
شكل الكاتب بتحليل الأغاني الشعبونية نسق ينطوي على استقلال ذاتي يشكل كلا موحدا، وتقترن كليته بآنية وعلاقاته التي لا قيمة للأجزاء خارجها، مع ربطها بالجانب بالهوية الفلسطينية ، من خلال بنيتها اللغوية التركيبية، ومن حيث كونها “تجليا للذات والعالم معا”[50] ، في ضوء الترابط السياقي النصي ، رابطين أجزاء النص ببعضها ، بالتعامل مع النتاج النصي الشعري ككل متكامل ، حتى نتمكن من البحث في “إشارة النص”[51]، أي بالوصول إلى (المحتمل الدلالي )[52]، للكشف عن بنية فاعلة ،متحركة، ديناميكية ، من خلال تحليل قطبيها “القطب الفني ، والقطب الجمالي ، فالقطب الفني هو نص المؤلف ، والقطب الجمالي هو التحقق الذي ينجزه القارئ ” [53]، وبالامتداد بينهما يتم الربط بين البنية والتركيب وصولا إلى ما وراء المعنى من امتداد بنية الأغنية التراثية الفلسطينية بالموروث غير المادي ، والهوية الفلسطينية .
الخاتمة
ركز الخطاب النقدي لعمر عتيق على العمق التحليلي للخطاب النصي في التراث الشعبي للأغنية الشعبية التي شاعت في موسم الحصاد والشعبونية ، رصد الأبعاد اللغوية والنفسية والاجتماعية في الأغنية الشعبية ، والتحولات اللغوية الممثلة في الخطاب النصي ، ورسم من التراث الشعبي الفلسطيني نسيجا متنوعا ومتناغما ومتكاملا يتوزع على الأشكال التراثية المادية والأدبية الفنية ، ويعبر النسيج كله عن علاقة الإنسان بالمكان (الوطن) ويجسد الهوية الوطنية الفلسطينية التي تميزه عن غيره من المجتمعات.
انفتحت الهُوية في الخطاب النقدي لعمر عتيق على التمظهر الزمكاني في بعد إنساني عميق ، وعلى خصوبة في التكثيف الروحي ، في دراما إبداعية مثلت طاقة التدليل العميق للهوية في رسوخ المكان، وعلاماته ،كما اشتغل نتاجه النقدي بحضور مكاني متنوع في فضاء إيحائي بالعشقية الحميمية في ملامح الأغنية الفلسطينية المرتبطة بموسم الحصاد ، حتى بلغت ملامح الهوية في نتاج حراكها الجمالي بالذوبان الكلي في روح المكان وتفاصيله من الشجر والبشر والمظاهر المتنوعة ، في فاعلية الفضاء الزمكاني ظهر التحفيز التخيلي المشهد التصوري، ومن اشتغال المشهد النقدي في علاقة الذات بالمكان ، في بعد تصوري ،كما امتد حضور الذات بين أبعاد الملامح التصورية ، ليمزج الذات بالتاريخ والمكان والزمن والهوية الفلسطينية ، و ركز الناقد في نتاجه النقدي على التعبير عن الهُوية في إطار حضاري متسارع تاريخيا ، يبحث فيه عن ذاته محاولا تأصيلها وتجذيرها في ملامح الريف ، وبين الأصالة والمعاصرة ، وبهذه المفارقة تمكن الناقد من رسم البعد التصوري ومن ترسيخ وتأصيل ثوابت الهوية في نتاجه النقدي ، في شبكة تصورية رؤياوية إبداعية مزجت بين الأمكنة والأزمنة ،ترسم الأغنية الشعبية صورا فنية ترتقي إلى المشاهد البصرية المخزونة في الذاكرة.
برز الإبداع التحليلي للناقد من القدرة في الوصول إلى أدوات إجرائية مقننة دقيقة لتحليل الخطاب النصي، كما في تحليله لمواسم الزيتون والعلاقة بين الموسم و كمية الثمار ، واستطاع الناقد أن يحلل اللغة الشعرية في تشكيلها وفنيتها، وتركيبها، و تجسد جمالية المشهد النصي في تشبيه الزيتونة بالعروس، وهذا التشابه هو تجسيد للجمال المثالي في الثقافة الشعبية التي ترى في العروس مثالا للجمال والكمال والنشوة ، مما يؤكد في تحليله على ربط القيمة النفسية والاجتماعية والسيمائية للموروث بالهوية الفلسطينية .
المراجع
- الأدب وخطاب النقد، المسدي ، دار الكتاب الجديد،بيروت،ط1، 2004م.
- الإرث المنهجي للشكلانية ، تزفتان تودوروف، من كتاب ( في أصول الخطاب النقدي الجديد)، ترجمة: أحمد المديني، مطابع النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1989م.
- الاستعارات والشعر العربي الحديث ، سعيد الحنصالي ، دار توبقال ، الدار البيضاء ، ط1 ، 2005م ، .
- استيعاب النصوص وتأليفها، أندرية جاك ديشين، ترجمة: هيثم لمع، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت، ط1، 1991م.
- أسرار البلاغة في علم البيان ،الجرجاني ، تحقيق :محمد الإسكندراني ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، 2005م .
- تحليل الخطاب الشعري( استراتيجية التناص)، محمد مفتاح، المركز الثقافي العربي ، بيروت ،ط3، 1992م.
- التحليل النصي، رولان بارت ، ترجمة عبد الكبير الشرقاوي ، منشورات الزمن ، الرباط ، 2000م،
- التراث الشعبي في محافظة جنين والجليل ، هوية وانتماء (الأغنية الشعبية في المواسم الزراعية)، عمر عتيق.
- التعامل بين بنية الخطاب وبنية النص في النص الأدبي، توفيق قريرة، عالم الفكر، العدد الثاني، مج 32، أكتوبر- ديسمبر 2003م.
- التعريفات ، السيد الشريف الجرجاني ، دار الكتاب العربي بيروت ، تحقيق: إبراهيم الابياري ، 2002م.
- التفاعل بين النص والقارئ , فولفغانغ آيزر , من كتاب القارئ في النص , ترجمة : حسن ناظم وعلي حاكم , دار الكتاب الجديد , بيروت , ط1 , 2007م ,.
- جواهر البلاغة ،السيد أحمد الهاشمي، دار المعرفة ،بيروت، ط1، 2005م،
- الخطيئة والتفكير من البنيوية إلى التشريحية ، عبدالله الغذامي ، الهيئة المصرية العامة للكتاب،ط4، 1998م.
- دلالة المدينة في الخطاب الشعري المعاصر، قادة عقاف، اتحاد الكتاب العرب،2001م،
- دلائل الإعجاز، عبد القاهر الجرجاني، تحقيق: محمد التنجي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 2005م،
- دلائليات الشعر، مايكل ريفاتير، ترجمة: محمد معتصم، منشورات كلية الآداب، جامعة محمد الخامس، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1997م.
- دينامية النص ، محمد مفتاح ، المركز الثقافي العربي ، بيروت / الدار البيضاء ، ط3 ، 2006م ،
- سؤال المعنى والمعنى الشعري، مصطفى الكيلاني، فصول، المجلد16 ، العدد2، خريف 1997، الهيئة المصرية العامة للكتاب،
- الشعبونية في مدينة نابلس بين التقاليد والدين ، عمر عتيق ، مؤتمر التراث الشعبي الفلسطيني في محافظة نابلس/هوية وانتماء، نوفمبر ،2012م.
- الشعر العربي الحديث بنياته وابدالاتها(الشعر المعاصر)، محمد بنيس، دار توبقال، الدار البيضاء، ط3، 2002م.
- الشكلانيه الروسية، محمد الولي، مجلة علامات، العدد27، 2007،
- الصورة الفنية في قصيدة الرؤيا تجربة الحداثة في مجلة شعر وجيل الستينات في سورية، عبدالله عساف، دار دجلة ،ط1، 1996م.
- علم النص ، جوليا كريستيفا ، دار توبقال، الدار البيضاء ،ط2 ، 1996م.
- العمدة في محاسن الشعر وآدابه، ابن رشيق القيرواني، تحقيق: محمد عبد القادر، دار الكتب العلمية، بيروت، ج1،
- في مفاهيم النقد وحركة الثقافة ،يمنى العيد،دار الفارابي، بيروت، ط1 ، 2005م.
- قراءة النصوص ، التخييلية ، كارلهاينز شيترله ، ترجمة : أنجر كروسمان وثكلا زاكروا ، دار الكتاب الجديد ، بيروت ، ط1 ، 2007م .
- القصيدة والنص المضاد ، عبدالله الغذامي ، المركز الثقافي العربي ، بيروت / الدار البيضاء ، ط1 ، 1994م
- كتاب الصناعتين، لأبي هلال العسكري، تحقيق: مفيد قميحه، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1989.
- الكلمة في الرواية ، ميخائيل باختين ، ترجمة :يوسف الحلاق، منشورات وزارة الثقافة ، دمشق، 1988م،
- لسانيات النص ( نحو منهج لتحليل الخطاب الشعري ) ، أحمد مداس، عالم الكتب الحديث ، أربد، الأردن ،2007م.
- اللسانيات وأسسها المعرفية ، عبد السلام المسدي، الدار العربية للكتاب، تونس، 1986م.
- اللسانيات وتحليل النصوص ، رابح بوحوش ، عالم الكتب الحديث ، ط1، 2007م.
- اللغة والتفسير والتواصل، مصطفى ناصف، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب،الكويت،العدد193.
- مدخل إلى التحليل اللساني للخطاب الشعري، نعمان بوقرة، عالم الكتب الحديث، أربد، ط1، 2008م،
- المغامرة الجمالية للنص الشعري، محمد صابر عبيد، عالم الكتب الحديث،الأردن، ط1، 2008م،
- ملاحظات على النص بوصفه قارئا، جيرالد برنس ، من كتاب القارئ في النص، دار الكتاب الجديد، بيروت، ط1، 2007م.
- نصيات( بين الهرمنيوطيقا والتفكيكية) ،ج.هيو سلفرمان، ترجمة: حسن ناظم وعلي حاكم صالح، المركز الثقافي العربي ،بيروت،ط1، 2002م.
- نظام الخطاب ، ميشل فوكو، ترجمة:محمد سبيلا، دار التنوير، بيروت، 2007م.
المراجع الأجنبية
- Discourse Analysis, Gillian Brown and George Yule ,Cambridge University, Press, London, P:23
[1]) لسانيات النص ( نحو منهج لتحليل الخطاب الشعري ) ، أحمد مداس ، ص 7
[2] )نظام الخطاب ، ميشل فوكو، ترجمة:محمد سبيلا، دار التنوير، بيروت، 2007م، ص 27
[3]) الاستعارات والشعر العربي الحديث ، سعيد الحنصالي ، دار توبقال ، الدار البيضاء ، ط1 ، 2005م ، ص 212 .
[4] ) التراث الشعبي في محافظة جنين والجليل ، هوية وانتماء (الأغنية الشعبية في المواسم الزراعية)، عمر عتيق.
[5] )تحليل الخطاب الشعري ( استراتيجية التناص ) ، محمد مفتاح ، ص163
[6] ) الشعبونية في مدينة نابلس بين التقاليد والدين ، عمر عتيق ، ص 3
[7]) دينامية النص ، محمد مفتاح ، المركز الثقافي العربي ، بيروت / الدار البيضاء ، ط3 ، 2006م ، ص 54
[8]) اللسانيات وتحليل النصوص ، رابح بوحوش ، ص 106
[9] ) مدخل إلى التحليل اللساني للخطاب الشعري، نعمان بوقرة، عالم الكتب الحديث، أربد، ط1، 2008م، ص 140
[10] ) التراث الشعبي في محافظة جنين والجليل ، هوية وانتماء (الأغنية الشعبية في المواسم الزراعية)، عمر عتيق.
[11] ) تحليل الخطاب الشعري( إستراتيجية التناص)، محمد مفتاح، ص70.
[12] ) التراث الشعبي في محافظة جنين والجليل ، هوية وانتماء (الأغنية الشعبية في المواسم الزراعية)، عمر عتيق ، ص12.
[13] ) ينظر : دينامية النص ،محمد مفتاح ،المركز الثقافي العربي، بيروت/الدار البيضاء، ط3، 2006م، ص 220
[14] ) الشعر العربي الحديث بنياته وإبدالاتها (الشعر المعاصر)، محمد بنيس، ص164.
[15]) التعامل بين بنية الخطاب وبنية النص في النص الأدبي، توفيق قريرة، عالم الفكر، العدد الثاني، مج 32، أكنوبر- ديسمبر 2003م، ص184.
[16] ) الخطيئة والتفكير ، الغذامي ، ص 28
[17] ) أسرار البلاغة ،الجرجاني ، ص 114
[18])التحليل النصي، رولان بارت ، ص56-57.
[19] ) التراث الشعبي في محافظة جنين والجليل ، هوية وانتماء (الأغنية الشعبية في المواسم الزراعية)، عمر عتيق ، ص14
[20]) الشكلانيه الروسية، محمد الولي، مجلة علامات، العدد27، 2007، ص97.
[21] ) مدخل إلى التحليل اللساني للخطاب الشعري ،نعمان بوقرة ، عالم الكتب الحديث، ،أربد ،ط1 ، 2008م ،ص 56
[22])الشعر العربي الحديث بنياته وابدالاتها(الشعر المعاصر)، محمد بنيس، دار توبقال، الدار البيضاء، ط3، 2002م، ص108.
[23] ) دلائليات الشعر، مايكل ريفاتير، ترجمة: محمد معتصم، منشورات كلية الآداب، جامعة محمد الخامس، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1997م، ص9.
[24]) ملاحظات على النص بوصفه قارئا، جيرالد برنس ، من كتاب القارئ في النص، دار الكتاب الجديد، بيروت، ط1، 2007م، ص261.
[25] ) التراث الشعبي في محافظة جنين والجليل ، هوية وانتماء (الأغنية الشعبية في المواسم الزراعية)، عمر عتيق ، ص19
[26] ) التراث الشعبي في محافظة جنين والجليل ، هوية وانتماء (الأغنية الشعبية في المواسم الزراعية)، عمر عتيق ، ص10
[27] )المغامرة الجمالية للنص الشعري، محمد صابر عبيد، عالم الكتب الحديث،الأردن، ط1، 2008م، ص13
[28] )نصيات( بين الهرمنيوطيقا والتفكيكية) ،ج.هيو سلفرمان، ترجمة: حسن ناظم وعلي حاكم صالح، المركز الثقافي العربي ،بيروت،ط1، 2002م،ص 127
[29] ) قراءة النصوص ، التخييلية ، كارلهاينز شيترله ، ترجمة : أنجر كروسمان وثكلا زاكروا ، دار الكتاب الجديد ، بيروت ، ط1 ، 2007م ، ص 120
[30] ) سؤال المعنى والمعنى الشعري، مصطفى الكيلاني، فصول، المجلد16 ، العدد2، خريف 1997، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ص 17
[31] )الكلمة في الرواية ، ميخائيل باختين ، ترجمة :يوسف الحلاق، منشورات وزارة الثقافة ، دمشق، 1988م، ص 45
[32] )اللسانيات وأسسها المعرفية ، عبد السلام المسدي، الدار العربية للكتاب، تونس، 1986م، ص 158
[33] ) الإرث المنهجي للشكلانية ، تزفتان تودوروف، من كتاب ( في أصول الخطاب النقدي الجديد)، ترجمة: أحمد المديني، مطابع النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1989م، ص 13
[34] ) ينظر : استيعاب النصوص وتأليفها، أندرية جاك ديشين، ترجمة: هيثم لمع، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت، ط1، 1991م، ص132.
[35] ) التراث الشعبي في محافظة جنين والجليل ، هوية وانتماء (الأغنية الشعبية في المواسم الزراعية)، عمر عتيق ، ص13
[36] ) دلائل الإعجاز، عبد القاهر الجرجاني، تحقيق: محمد التنجي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 2005م، ص77.
[37] )ينظر : العمدة في محاسن الشعر وآدابه، ابن رشيق القيرواني، تحقيق: محمد عبد القادر، دار الكتب العلمية، بيروت، ج1،ص131.
[38])كتاب الصناعتين، لأبي هلال العسكري، تحقيق: مفيد قميحه، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1989، ص151.
[39] ) التراث الشعبي في محافظة جنين والجليل ، هوية وانتماء (الأغنية الشعبية في المواسم الزراعية)، عمر عتيق ، ص15
([40] أسرار البلاغة في علم البيان ،الجرجاني ، ص273 .
[41] ) القصيدة والنص المضاد ، عبدالله الغذامي ، المركز الثقافي العربي ، بيروت / الدار البيضاء ، ط1 ، 1994م ، ص 114
[42] ) استيعاب النصوص وتأليفها ، اندريه جاك ديشين ، ص 35
[43] ) التراث الشعبي في محافظة جنين والجليل ، هوية وانتماء (الأغنية الشعبية في المواسم الزراعية)، عمر عتيق ، ص19
[44] ) في مفاهيم النقد وحركة الثقافة ،يمنى العيد،دار الفارابي، بيروت، ط1 ، 2005م، ص 220
[45] ) الأدب وخطاب النقد، المسدي ، ص 109
[46] ) الشعبونة في نابلس بين التقاليد والدين ، عمر عتيق ، ص14
[47] )جواهر البلاغة ،السيد أحمد الهاشمي، دار المعرفة ،بيروت، ط1، 2005م، 45
[48] )Discourse Analysis, Gillian Brown and George Yule ,Cambridge University, Press, London, P:23
[49] )الصورة الفنية في قصيدة الرؤيا تجربة الحداثة في مجلة شعر وجيل الستينات في سورية، عبدالله عساف، ص 49
[50] )اللغة والتفسير والتواصل، مصطفى ناصف، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب،الكويت،العدد193، ص 254
[51]) التعريفات ، الجرجاني ، ص 29
[52] ) علم النص ، كريستيفا ، ص 55
[53] ) التفاعل بين النص والقارئ , فولفغانغ آيزر , من كتاب القارئ في النص , ترجمة : حسن ناظم وعلي حاكم , دار الكتاب الجديد , بيروت , ط1 , 2007م , ص129.