إشكالية التَّقييد والتَّجديد في كتاب علم البلاغة بين الأصالة والمعاصرة للدكتور عمر عتيق
The problem of restriction and renewal in a book Rhetoric between tradition and contemporary Dr. Omar Ateeq
د. أحمد عزيز، جامعة النجاح الوطنية، نابلس _ فلسطين.
Dr. Ahmad Aziz, An-Najah National University, Nablus- Palestine.
مقال منشور كتاب أعمال ملتقى المنجز النقدي الفلسطيني وخصوصيته عند عمر عتيق في اصفحة 71.
Abstract
Rhetoric is an ancient science with its manifold origins, its multiple perceptions and trends, and the large number of its idiomatic sites associated with the efforts and flags of rhetoric and its great Arab and Western theorists, and it has new, wide extensions open to fields of knowledge, and Western references, modern translations and new concepts of rhetoric with their Greek origins, and when tracing the rhetorical conceptions in Dr. Omar Ateeq’s book “The Rhetoric Between Authenticity and Modernity”
We find that we are faced with the problem of subjecting rhetoric to disciplined restrictions at the theoretical and practical level, despite his call to reveal the semantic luminaries in the text, explore the depths of its textual structure, address its issues and link them to the general context.
It is an ambiguous problem that raises a set of questions starting from the general title and the titles of the five chapters contained in the book, which revolve in the field of the three rhetorical sciences, from the statement, meanings, and the original, away from the radical transformations in rhetoric, the development of knowledge and science and their interactions, and there is a gap between authenticity and contemporary as dynamic concepts related to awareness of sciences. Humanity and its susceptibility to renewal and development.
A book that focused on the fixed features of rhetoric, stylistic faces, methods of expression and creation, the efforts of scholars in the rhetorical heritage, concepts of eloquence, embellishment and improvement, and limiting the rhetorical field to the arts of expression and attention to the aesthetics of literature and artistic images.
This study stems from several hypotheses based on the expansion of rhetoric topics beyond the limits of the phrase to expanded textual features related to the manufacture of literary genres, and from rhetoric that deals with the absolute of discourses, and the various forms of rhetorical influence, “imaginative aesthetic, deliberative, communicative, argumentative.”
We find that the book has made rhetoric a theory of literature or beautiful discourse, and focused on the grammatical educational lesson that devoted the aesthetic dimension of rhetoric separate from the argumentative perception and deliberative discourse.
This study has crystallized several questions and problems about the concepts of building rhetoric and its connection with new rhetorical studies, and it examined the extents of separation and connection from the rhetorical lesson in the light of the originality and contemporary that characterized the book..
مُلَخص:
البلاغة علم قديم يتميَّز بامتداداته وأصوله المُتشعبة، وتصوراته واتجاهاته المتعددة، وكثرة مواقعه الاصطلاحية المرتبطة بجهود وأعلام البلاغة ومُنظريها الكبار عربياً وغربياً، وله توجهاته الجديدة الواسعة المنفتحة على حقول المعرفة والمراجع الغربية والترجمات الحديثة ومفاهيم البلاغة الجديدة بأصولها اليونانية واللاتينية، وعند تتبع التصورات البلاغية في كتاب الدكتور عمر عتيق ” علم البلاغة بين الأصالة والمعاصرة ” نجد أننا أمام إشكالية إخضاع البلاغة لقيود ضابطة على المستوى النظري والتطبيقي، رغم دعوته للكشف عن الإشراقات الدّلالية في النص وسبر أغوار بنيته النَّصية العميقة ومعالجة قضاياه وربطها بالسياق العام.
وهي إشكالية إلتباسية تُثير مجموعة من التساؤلات بداية من العنوان العام وعناوين الفصول الخمسة الواردة في الكتاب والتي تدور في ميدان العلوم البلاغية الثلاث، من البيان والمعاني والبديع بعيداً عن التأثيرات والتحولات الجذرية في البلاغة وتطور المعارف والعلوم وتفاعلاتها، وثمة فجوة بين الأصالة والمعاصرة كمفاهيم دينامية متعلقة بوعي العلوم الإنسانية وقابليتها للتجديد والتطوير.
كتابٌ وقف على السمات الثابتة في البلاغة وعلى الوجوه الأسلوبية وأساليب التعبير والإنشاء وجهود العلماء في التراث البلاغي ومفاهيم الفصاحة والتزيين والتحسين، ولكنه حصر الحقل البلاغي في فنون العبارة والاهتمام بجماليات الأدب والألفاظ والصور الفنية.
تنطلق هذه الدراسة من عدة فرضيات تقوم على توسيع مباحث البلاغة خارج حدود العبارة إلى سمات نصية موسعة مُتعلقة بصناعة الأنواع الأدبية، ومن بلاغة تتناول مطلق الخطابات، ومختلف أشكال التأثير الخطابي” التخييلي الجمالي، والتداولي التواصلي الحجاجي”
ونجد الكتاب قد جعل البلاغة نظرية للأدب أو الخطاب الجميل، وركز على الشواهد الاستدلالية، واستند إلى الدرس التعليمي القواعدي الذي كرَّس البُعد الجمالي للبلاغة مُنفصلاً عن التَّصور الحجاجي وتداولية الخطاب.
لقد بَلورتْ هذه الدراسة عدة تساؤلات وإشكاليات حول مفاهيم بناء البلاغة وصلتها بالدراسات البلاغية الجديدة، وبَحثتْ في مَديات الانفصال والاتصال عن الدرس البلاغي في ضوء الأصالة والمعاصرة التي وسمت الكتاب.
تقديم حول الكتاب:
جمع كتاب “علم البلاغة بين الأصالة والمعاصرة” بين دفتيه خمسة فصول، تناول فيها سرداً تاريخياً لمجموعة من قضايا التراث البلاغي العربي، مع عرضٍ لأبرز البلاغيين القدماء العرب، مع شروحاتٍ لجهودهم وانجازاتهم في إطار الدرس البلاغي، ومحاولة استجلاء مفهومي الفصاحة والبلاغة وما يقع لهما من تقاطعت مفاهيمية، والوقوف على علوم البلاغة التطبيقية (علم البيان وعلم المعاني، وعلم البديع) ومسرحة أساليبها ووجوهها الفنية والتعبيرية من أنواع التشبيه والتصنيفات الاستعارية والكنايات والمجازات وأقسام وأغراض الخبر وأنواع الإنشاء، ويعرض صفحات لكشف العلاقة بين علم المعاني وعلم النحو وما يرتبط بهما من وظائف وإفادات وموضوعات مشتركة، ومحاولة تقسيم بعض الأدوار بين البلاغي والنحوي على نحو وظيفي وتركيبي، وكذلك أنواع البديع ومهارات التعبير والتصوير، ويتكفل الفصل الأخير بالأسلوبية وعلاقتها بالبلاغة، والبحث في منابتها وجذورها البلاغية، وتقديم صفحات نظرية وتطبيقية لبعض مسائل الأسلوبية ومحاورها ومستوياتها ودوائر اهتمامها.
مقدمة:
ساهم انفتاح الدرس البلاغي على حقول المعرفة وتَحَول البلاغة من علم تصنيفي ووصفي كما تجلَّت طوال تاريخها إلى علم تفسيري تأويلي في إعادة النَّظر في مفهوم البلاغة ووظيفتها في إطار التفاعلات والترافدات الخطابية، وتنوع المناهج وازدحامها على تأويل النصوص وتفكيكها، وتشابك النظريات الأدبية وهيمنتها على تحليل الخطابات، وانبهار الباحثين والمحللين بالأسلوبية والشعرية والأدبية بوصفها “مصطلحات ذات منح جمالي واضح، من حيث إنها تهتم بالاستعمال الفني للغة، والتوظيف المقصود لتقنياتها، ليس لغرض التوصيل العفوي العادي، بل بُغية توليد الانطباع الجمالي”[1]والبنيوية والتفكيكية والشكلانية وغيرها من الاتجاهات والتَّصورات النقدية والفنية.
وقد شهدت الدراسات البلاغية المعاصرة تحولات ومقاربات وقراءات مُغايرة للتشريعات والتصنيفات المِعيارية الجاهزة التي حددت أدوار البلاغة وحصرتها في علوم تطبيقة ثلاثة: علم البيان: التَّشبيه، والمجاز، والاستعارة، والكناية. وعلم المعاني: الإنشاء، والخبر، والإطناب، والمساواة، والقصر. وعلم البديع: الجناس، والطباق، والتورية، والمقابلة، والسجع، والاقتباس. وذلك بعد مرحلة طويلة من الجمود الذي طال علماً حيوياً دينامياً، أثبت فيما بعد أنه قادر على استيعاب كل الخطابات والتَّوغل في كل الأجناس الأدبية والتداولية والسردية.
مشكلة البحث:
“تتمحور إشكالية البحث حول موضوع تجديد البلاغة العربية في زمن ظهرت فيه نصوص جديدة تمخضت عن تصورات وطروحات وأفكار حوَّلت وغيرت من أشكال الأجناس الأدبية، لذا فنحن في حاجة إلى نظرية عامة تُحيي بلاغتنا العربية وتوجهها الوجهة السليمة وتُرجعها إلى وضعيتها الطبيعية”[2] وارتباط البلاغة بالقرآن الكريم والشعر، أصلاً ومصدراً، لم يمنع من التقارب والتَّحاور مع نصوص أُخرى وأجناس خطابية حديثة كالرواية والمسرحية والسيرة الذاتية والغيريَّة، في ظل تفهم لحضور النزعة الأدبية والخطابية في كل مساحة من مساحات الإبداع والتعبير والكتابة؛ فكان من الـ”ضرورة الفصل بين مفهومين للبلاغة: مفهومها المدرسي المتفق عليه؛ أي ما تحويه كتب البلاغة منذ نشأتها حتى الآن من أبواب وإجراءات وحدود ومبادئ وتأويلات، ومفهومها المنفتح على الخطابات والمتداخل مع حقول واختصاصات أُخرى؛ فإذا كان المفهوم الأول يُحدد البلاغة في مجموعة من الوجوه المُقننة والمعروفة سلفاً ولا يتجاوزها، ويلتزم بإطارها النظري باعتبارها عِلماً يُعنى بتحديد وتوصيف البنيات البلاغية في صيغها المجردة؛ فإنَّ المفهوم الثاني للبلاغة ينزع للممارسة ورصد الخطط التعبيرية في الخطابات، وتحليلها تحليلاً دقيقاً”[3] وكان يقتضي مِن المحافظين الذين يدرسون البلاغة بنهجها التراثي القديم أن يُعيدوا النَّظر في الطريقة التقليدية القواعدية لاستيعابهم الدرس البلاغي، وقراءة التراث البلاغي دون الارتهان الحرفي للأدوات الموروثة من البلاغة القديمة، وبعيداً عن المقولات البلاغية الجاهزة، مع مراعاة قواعد الجنس الخطابي، وعدم استئثار واختزال البلاغة في جنس الشعر والأساليب المُقننة، وتطوير آليات اشتغالهم وتفكيرهم، وذلك في سبيل بلاغة موسعة لتحليل الخطابات على اختلاف أجناسها ومسمياتها، والتعامل مع البلاغة كإشكال خطابي يستدعي التأمل والتساؤل حول دينامية النص وسماته وتشكلاته، من قبيل الكشف عن أدواته واستراتيجياته وسياقاته الكلية المترابطة؛ أي البحث عن هويات أجناسية خطابية تعكس في بلاغتها الكل الدلالي والسياقي للنص، وبهذا قام الحوار البلاغي بين مدرستين بلاغيتين بحثاً عن آفاق الإبداع في البلاغة، باستثمار النظرية البلاغية بأُصولها القديمة وامتداداتها الحديثة المنفتحة على حقول معرفية ولغوية، والإفادة منها لصياغة مقاربات موسعة للخطابات.
الدرس البلاغي:
شهد الدَّرس البلاغي العربي مراحلاً وأطواراً مختلفة، مَثَّلها عدد من البلاغيين الذين أسهموا في تأسيس هذا الحقل على اختلاف مناهجهم وتصوراتهم؛ فقد بدأ بالتَّصور الوجودي للنشاط اللغوي، وبالملاحظة الجمالية الفطرية لمفاعيل اللغة وصورها وتشكلاتها عبر السرد ، ثم راح يتطور بتأثير عوامل مختلفة، انتقلت البلاغة معها إلى مراحل التنظيم والتبويب والتصنيف التي ارتهنت لمعايير وقواعد مُلْزِمة وثابتة، وتبعتها النقلة النوعية في انفتاح الدرس البلاغي على معطيات خطابية جديدة، وقيام حوار شامل بين مدارس البلاغة القديمة والحديثة، وبعد تنظيرات جديدة حول مناهج ونظريات النقد الأدبي، وظهور محاولات رائدة لا تُخفي سعيها إلى بناء بلاغة واسعة تُعنى بدارسة كل أشكال الخطاب مستفيدة من العلوم المعاصرة والمُنجزات العلمية للبحوث اللسانية والفلسفية والمنطقية، والوقوف على النظرية البلاغية لأرسطو وبرلمان، وبروز الاجتهادات والتَّدقيقات والمراجعات وكثير من الجهود العلمية، وقيام نهضة في البلاغة تدعو لرد اعتبارها ومكانتها بين العلوم الإنسانية، وإثارة الأسئلة المَفْصِلية حول العلاقة بينها وبين الأجناس الخطابية ودينامياتها، وإمكانيات التعامل بلاغياً مع السياقات النَّصية بِكُليتها، شَيَّدت البلاغة صُروحها الجديدة التي أسكنت فيها كل الخطابات، واتسعت لمفاهيمها الجمالية التَّخييلية والتَّداولية الإقناعية، وبدت البلاغة في حلتها الجديدة، عِلماً أكثر حيوية وحركيةً ومرونة، وأقلّ تشدداً للمناهج القديمة، وأخذت “البلاغة أيضاً تنظر إلى الخطابات باعتبار ما تنطوي عليه من سلطة وقدرة على إحداث تغيير في الإنسان؛ ما يجعلها تلتقي مع التحليل الأيديولوجي وتحليل الخطاب”[4]؛ فهي العلم الذي يجمع بين وظيفة الخطابات الجمالية والتأثيرية وبين الإبداع والفكر الإنساني، وينشط في تقييم التجربة البشرية وتفسيرها.
ومع اتساع الدَّرس البلاغي، بالانتقال من نظرية الشجرة إلى نظرية الغابة، ومن الصور الجزئية المُنفصلة إلى الكُلية المتصلة، ومن العناصر إلى المركبات، ومن البنيات الصُغرى إلى البنيات الكُبرى، ومن فن الجُملة والعِبارة إلى فن التفاعلات النَّصية والعلاقات الارتباطية والإدراكات السياقية والمَقامية للنَّص، انتقلت البلاغة نقلتها الجادة والحاسمة بوصفها فناً لكل الخطابات، ونظرية عامة في اختراق النصوص وتحليلها، وقراءتها باعتبارها حصيلة حوار وتفاعل نصوص وأنماط وأجناس؛ إذ لا يُمكن النَّظر إلى النص باعتباره بنية معزولة أو مستقلة بذاتها، أو النظر إلى الجنس الأدبي باعتباره هوية مُنغلقة؛ “فالبلاغة لم تَعُد حقلاً نظرياً يشتغل على الشواهد المجتزأة من سياقاتها، بل صارت حقلاً يتطلع لمقاربة النصوص في كُلّيتها”[5] ولا يعني هذا التَّصور للمجددين للبلاغة خلوه من الالتباسات والتعارضات مع نظريات في الخطاب كانت سائدة أو ستسود مستقبلاً، ولكن لا يمنع ذلك من كون “البلاغة هي العلم الكلي الذي ينظر في الخطابين التخييلي والإقناعي”[6] ولا ينغلق في تصوره لصنعة الخطاب واستخراج قيمه إلا بما يُحقق له مجاليه الجمالي والتداولي.
لقد ساهمت الكثير من الدراسات البلاغية المعاصرة في إغناء الدرس البلاغي بأسئلة عميقة، وإقامة مصالحة شاملة مع كل الخطابات الإنسانية، ووصل الماضي بالحاضر، والانفتاح على البلاغة العربية قديمها وحديثها؛ إذ “تملك البلاغة اليوم كل الظروف الملائمة للإسهام في بناء تصور عن النص الأدبي ينسجم مع التصورات والاتجاهات النقدية التي نادت بضرورة إرجاع هذا النص إلى سياقه الذي انبثق عنه، والنظر إليه بوصفه خطاباً لا يكتفي بوصف العالم وتصويره ولكنه يروم أيضاً تغييره بإحداث تأثير عملي في المتلقي”[7]؛ فالبلاغة بالإضافة إلى كونها “لغة واصفة وموصوفة” هي إنتاج اجتماعي يمارس تأثيراً على الحياة، ويقدمها في صورها ومشهدياتها وتخييلاتها لفهم أعمق وتفسير أدق، وقد تطلبت هذه الدراسات من البحث والاستقصاء والمكابدة عقوداً من الزمن، التي لمعت فيها رموز بلاغية أخذت على عاتقها حمل أمانة إنسانية ثقيلة، في بناء وعي جديد لمهمة البلاغة ووظيفتها الجوهرية التي ضَلَّت الطريق لقرونٍ عدة، حيث “عَرف البحث البلاغي صحوة كُبرى في السنين الأخيرة، صحوة استطاع من خلالها عدد من رُواد البحث البلاغي بالمغرب أن يُعيدوا للبلاغة العربية ألَقَها وتوهجها بعد انكماش وانحسار عبر القرون. ولم يكن لهذه الصحوة أن تتحقق لولا تلك المزاوجة التي انخرط فيها البحث البلاغي خاصة عند محمد العمري ومحمد الولي ومحمد مشبال ومحمد أنقار وآخرين، بين القراءة النَّسقية للتراث البلاغي العربي وترجمة كتب مؤسسة في البلاغة الغربية”[8]، ومن الجدير قوله أنَّ حركة الترجمة هذه، هي مكون أصيل في الجهد والمشروع البلاغي الذي ساهم في استيعاب وتقريب التصورات العامة حول المفاهيم البلاغية الحديثة؛ فبقدر ما تُعد البلاغة الجديدة انفتاحاً على الخطابات؛ فهي أيضاً انفتاحٌ على القراءات.
بستان البلاغة:
وما يُميزُ البلاغة أنها بستانٌ أو حقلٌ معرفي مركب، مترامي الأبعاد و” مدخل عام شامل يستوعب المداخل الأخرى؛ يُكيفها وتكيفه، وإلا ما استحق صفة العمومية. البلاغة لا تقبل “الجوار” على نفس الدرجة من السُّلم إلا مع ما لا يدخل تحت سلطتها، لا تقبل أن تجاورها فروعها”[9] وسلطة البلاغة تخضع لها كل المفاهيم المُنضوية في إطار التَّخييل والتَّداول، وبعبارة أُخرى “تكمن البلاغة في التلازم بين الحِجاج والأسلوب أو بين التَّخييل والتداول أو بين الإقناع والإمتاع، على هذا النحو تدرس البلاغة كل خطاب يتوخى التأثير، ونواة التأثير التخييل والإقناع. لا نعدم في هذه الحال وجود جوهر يوحد البلاغة سواء درست الخطاب التداولي الإقناعي أو الخطاب الأدبي التخييلي”[10] وهذا التصور لمدخل البلاغة العام يلتقي مع اعتبارها في عُرْفِ حازم القرطاجني “عِلمٌ كُليٌ، يقتضي ضبطه الإحاطة بعلوم اللسان وعلوم الإنسان المختلفة المتداخلة في تكوين الذات المُنتجة للخطاب” والبلاغة علم له حدوده واطلاقاته المنطقية، وتشابكاته المعرفية وتفاعلاته مع العلوم المتنوعة، واستقلاليته تكمن في وظيفته ونظريته العامة.
البلاغة والأسلوبية:
والبلاغة بذلك، ليست منهجاً فكرياً أو تياراً أو تصوراً نقدياً كالأسلوبية مثلاً لأنها ليست “سوى جزء من حقل البلاغة الرحب. وإذا كان الأسلوبيون قد عمدوا إلى أنظارهم بالاستفادة من المناهج اللسانية والنفسية والسسيولوجية؛ فإنَّ ذلك لا يقوم دليلاً على تجاوزها للبلاغة التي لم يكن الأسلوب بمدلوله اللغوي سوى جزء من مساحتها الواسعة، ولا شك أنَّ ادعاء التجاوز يحمل كثيراً من المغالطات؛ فالبلاغة القديمة لا يمكن مطابقتها بالأسلوبية، لأن اهتمامها بالخطاب لم ينحصر في الجزء المتعلق بوجوهه الأسلوبية، بل شمل أجزاءه الأخرى التي تم اسقاطها من دائرة اهتمام “البلاغين الأسلوبيين” الذين كانوا يحملون تصوراً مثالياً للنص الأدبي انحدر إليهم من القيم الرومانسية التي غالت في دعوتها إلى أدب خالص من شوائب الخطابة”[11] وكذلك “ارتبطت الأسلوبية بالجانب الفني الجمالي، حتى غدا كل تعريف لها يُشير إلا هذا الجانب، وإذا كان بعضهم يعتقد بشمولية ميدان الأسلوبية، وإمكان تناولها نصوصاً ليست طابع أدبي فني؛ فإنَّ غالبية الدارسين يقصرون التناول الأسلوبي على اللغة الأدبية لأنها تمثل التنوع الفردي المتميز في الأداء، بما فيه من انحراف عن المستوى العادي المألوف”[12] وأما اختزال البلاغة في علومها الثلاث القديمة، وكذلك حصارها واستبدالها بموجةٍ من المنهجيات البحثية المتخصصة في الخصائص والصور والألفاظ والبِنى والأساليب، ليس من الموضوعية العلمية بمكان، لأنَّ (البلاغة الرَّحبة) التي يُنادي بها البَلاغي المغربي محمد مشبال، تنطلق من أنَّ لكل خطاب بلاغة خاصة، وهوية خاصة، مما تتسع البلاغة لرحابة الوعي بتنوع المُقَومات والمكونات الخطابية بتنوع الخطابات والأجناس الأدبية، والحقيقة أنَّ مقومات الشعر وخصائصه البلاغية تختلف عن الرواية والسيرة، ولا يمكن أن تتنزل هذه المُقومات وأن تنبني هذه الخصائص في الخطابات، وكأنها خطاب واحد مشترك، وما يقبله الشعر لا تقبله الرواية، ورحابة هذه البلاغة تنطلق من أنه لا وجود لنظرية بلاغية نهائية ومغلقة؛ فهي في تَغيُّر مستمر وتشكُّل دائم، تِبعاً لتنوعات النصوص والأجناس والعصور والثقافات والإنتاجات الأدبية، وفي كل حالة نواجه بها نصاً ما، نضطر إلى تغيير شبكة التَّحليل التي بنيناها بالاعتماد على نصوص سابقة؛ فالبلاغة هي في تغير مستمر تابع للنصوص الجديدة التي نحللها ضمن مفهومات وممكنات وتفسيرات وافتراضات قابلة للاختبار والاستكشاف، وللبلاغة قضاياها وانشغالاتها الدائمة مع تطور مقولات الخطابات، ومع التجديد المستمر للدرس البلاغي، و”البلاغة فن لا يقف عند رسوم ثابته، وإن كان لا بد لمن يريد التجديد أو التيسير أن يقتبس من مباحثها ما يُنير السبيل، لأنَّ النقد لا يمكن أن يتخلى عن فنونها، وعما ينفع في ذلك من الدراسات التي تستجد”[13]
البلاغة والخطاب:
أسهمت البلاغة في انفتاح الخطابات على مزيدٍ من القراءات والتأويلات، بالقَدر الذي أنجزت فيه تفعيل تقنياتها وتجديد آليات اشتغالها النصيَّة، وتوسيع إدراكاتها الأجناسية للخطابات وتحديد أنماطها، ودخولها كل ساحات الإبداع ومعتركات الفن والمعرفة، بتوسيع دائرة التحليل البلاغي ليشمل أنواعاً وفروعاً خطابية جديدة لم تكن ذات بالٍ واهتمام، واكتشاف آفاق الخطاب وترابطاته الداخلية والخارجية، ومساءلة الخطاب في وظائفه وعلاقاته وإحالاته ومقاصده وسياقاته المعرفية والتاريخية؛ أي في كُليته المقامية والتواصلية، ولقد أتاح هذا التَّصور التَّنبه لتقاطعات العلوم والمعارف مع مسارات وشبكات تحليل الخطاب؛ فغدت البلاغة العلم الذي يخترق كل العلوم، والحقيقة أنَّ الخطابات كلما ابتعدت عن التجريد، نالها من التجديد ما يستلزمها من التأصيل والتحليل.
البلاغة تتعامل مع الخطاب كفاعلية لغوية مُوَجَّهة، وعلى اعتباره ظاهرةً فنية ومعرفية وممارسة اجتماعية، في إطار تفهم واضح لتعدد مجالات ومواقع دارسي الخطاب وتنوع تخصصاتهم، حيث “تكمن خصوصيةُ تحليل الخطاب في كونه يُقِيمُ في مفترقِ العلوم الإنسانية، الأمر الذي يجعله عُرضةَ عدم الاستقرار والتَّحول المستمر؛ فعلاوة على أنَّ المشتغلين في تحليل الخطاب ينتمون إلى حقول معرفية مُتنوعة تمتدُّ من علم الاجتماع إلى علم النَّفس والأنثربولوجيا واللسانيات؛ فإنَّ هناك تياراتٍ واتجاهاتٍ متنوعة داخل هذه الحقول مما يجعل من اكتشاف قوانين تحليل الخطاب وغاياته وأهدافه أمراً بالغ الصعوبة والتَّعقيد”[14]وسلطة الخطاب تُمثل مفاتيحاً للتحليل، وتشكيلاً للوعي تجاه مدلولاته وأغراضه، و”للخطاب دورٌ واعٍ يتمثل في الهيمنة التي يمارسها في حقل معرفي أو مهني أصحاب ذلك الحقل على أهلية المتحدث وصحة خطابه ومشروعيته، وما إلى ذلك من ملابسات تُشير بوضوح إلى إنتاج الخطاب وتوزيعه ليس حُراً أو بريئاً كما يبدو من ظاهره”[15] الأمر الذي يُعزز مقولة السياق الخطابي الذي يتطلب تحليل الخطاب في ضوء الظروف الخارجية والمؤشرات المحيطة به، وظروف إنتاجه ومرجعياته المُحَركة وفضاءاته الحاضنة.
إنَّ الخطاب يُحيلُ على اللغة بوصفها (نظاماً تواصلياً) و”لن يدخل أحد في نظام الخطاب إذا لم يكن مُستجيباً لبعض المتطلبات، أو إذا لم يكن مؤهلاً للقيام بذلك {…} ليست كل مناطق الخطاب مفتوحة بنفس الدرجة، وقابلة للاختراق بنفس الدرجة؛ فبعضها محروس وممنوع علانية (مناطق مميَّزة ومميِزة) في حين إنَّ البعض الآخر يبدو مفتوحاً تقريباً أمام كل الرياح وموضوعاً رهن إشارة كل ذات متكلّمة بدون حصر مسبق”[16] وما بين انفتاح الخطاب وانغلاقه أمام المُحللين، رحلةٌ من البحث والاستكشاف التي لا تبخل عن التَّزَود بجملة من المبادئ وشبكة من التقنيات التي تتوغل في الخطاب في سياق نظرية التَّلقي، ووعي الذات القارئة وطاقتها الاستيعابية لفهم الخطاب وتدارك مسالكه واستنباط استراتيجياته ومنظوماته، وتحليل الخطاب وفهم آليات اشتغاله يقوم على مرتكزين “الأول منطقي، والآخر نفسي: الإقناع والتحريك؛ فالإقناع ( الدفع إلى الثقة ) يلتمس آلة منطقية نُسميها إجمالاً التصديق “مجال الأدلة ” يتعلق الأمر بفعل هزة بواسطة الإستدلال تتناسب مع ذهن المستمع، وحيث لا يدخل الطَّبع، الترتيبات النفسية؛ إذن في الاعتبار؛ فالأدلة لها قوتها الخاصة، أما التحريك ( دفع الشعور) فيرتكز على العكس في التفكير في الرسالة المُصدقة ليس في ذاتها، وإنما في وجهتها، مزاج الذي يتلقاها، كما ترتكز في تعبئة الأدلة الذاتية الأخلاقية”[17]
التحليل البلاغي:
والبلاغة الجديدة تُراعي المُتلقي وتحلل أوضاعه في الخطاب؛ أي تحليل فعالية وممكنات الخطاب الذي يشكل فيها المتلقي الأساس، وليس تحليلاً لأشكال التأثير فقط؛ بل تتعامل مع الخطاب نصاً تواصلياً مؤثراً في الآخر، وعندما نحلل الخطاب بلاغياً وحجاجياً؛ فنحن نُحلل المتلقي، أو نحلل المخاطب، وهذا يعني مركزية المخاطب في النظرية البلاغة الجديدة التي تنظر أيضاً في مجموع الآراء والمعتقدات وخُطاطات التفكير “المواضع” التي يستند إليها الكلام الذي يروم إيقاع التصديق أو الحمل على الإذعان، مما يعني التعامل مع الخطاب بوصفه عوالم وفضاءات مُتشابكة، قابلة لإنتاج المعنى وتقييم مدلولاته عبر تقنيات التحليل المفتوحة والمُتجددة، و”البلاغة بوصفها علماً وفناً لتحليل النصوص والخطابات مرجعه التأثير، تسعى إلى تمثل النص السردي الحجاجي، كما تسعى إلى وضعه في نسق الحياة الاجتماعية؛ حيث يصبح النص نقطة تفاعل بين الذات والمجتمع، وأداة للتغيير والإصلاح والتوجيه”[18] وبذلك؛ فإنَّ البلاغة لا تدرس نتائج الفعل بل الفعل في ذاته ولذاته، وتمارس قوةً وسلطةً في الخطاب على المستوى الجمالي والتَّواصلي.
التحليل البلاغي له مستوياته وأدواته التي تحفر في الخطاب للوصول إلى أعماقه، وما اختلاف النتائج إلا اختلافاً في الأدوات والمسارات والإجراءات والمنظورات التحليلية، بالإضافة إلى النَّظر في مجتمع الخطاب، وتشكلاته وتمثيلاته وأبعاده المترامية، ولا شكَّ أنَّ الخطاب مجال خصب للتحليل، بما يكتنز من دلالات وسياقات وترافدات على خطابات تُعزز قيمه وتصنع غاياته وتُحققُ اعتباراته ووظائفه النَّصية، مما يَعني إعادة إنتاج النص وفتح آفاقه التأويلية الكامنة.
الأصالة والمعاصرة:
إنْ التزم الكاتب بمظهرة مفهوم الأصالة بوصفه مُعطاً تاريخياً سردياً، وتوثيقاً معرفياً قد تمَّ اسقاطه ونشره على امتداد صفحات الكتاب، إلا أنَّ مفهوم المعاصرة والحداثة ظلَّ نائياً عن الدرس البلاغي الجديد، وبقيت فصول الكتاب مُنعزلة عن مواكبة التطورات والتحولات الكُبرى في مفاهيم البلاغة، وما جَدَّ عليها من تطورات وروافد وإضافات ومراجعات وقراءات ومقاربات ومستجدات وتفاعلات واهتمامات ومجال تخصصات حديثة وآفاق جديدة.
إنَّ تصور البلاغة على أنها معايير معرفية وقواعد وأحكام مسبقة وتوقيفات داخلية، هي إشكالية في استيعاب الدراسات البلاغية الجديدة، أو انقطاع عنها، وأعتقد أنَّ البلاغة وقد وقعت بين الأصالة والمعاصرة بوصفهما ضابطين إحداثيين وزمنيين ومجالين لحركة البلاغة كما وصفهما الكتاب، أو كما هو ظاهرٌ من العنوان؛ فإنها عادت إلى أصولها، ولكنها لم ترفدها بالجديد الذي يثريها ويجعلها ملائمة للمستجدات التي تواكب الحياة وتُعبر عن روح العصر.
والسؤال المهم هو: ماذا أضاف الكتاب للبلاغة؟ خاصة وأنه تعاقد مع القارئ والمتخصص بداية من العنوان (علم البلاغة بين الأصالة والمعاصرة) لعله التزم بالتأصيل للبلاغة دون مجالاتها المعاصرة.
أعتقد أنَّ (الأصالة والمعاصرة) عبارةٌ ضابطه جاهزة استعراضية، درج على استعمالها لحصر التصورات والتطورات، ونجد ذلك واضحاً في علم اجتماع اللغة الذي يتناول وظائف واستخدامات وسياقات العبارات الجاهزة.
توصيات ونتائج:
- الغايات الجمالية والانزياحات الفنية والتصنيفات الأسلوبية وحصر الاهتمام في لغة النص واحدة من أبعاد البلاغة ومجالات اشتغالها، وليست البلاغة في كل أبعادها وتصوراتها، والبلاغة العامة تُحقق عموميتها بالأخذ بكل الأبعاد والمؤثرات التواصلية التداولية الحجاجية والمؤثرات الأدبية الجمالية التخييلية.
- تحديث البلاغة التراثية والكلاسيكية بنظريات جديدة، وتوسيع دائرة الخطابات بدراسات تطبيقية تحليلية وتقنيات واستراتيجيات نقدية حديثة، بوصف البلاغة نظرية في تحليل الخطابات.
- الانفتاح على الترجمات الغربية المتعلقة بمشاريع توسيع دائرة الخطابات التي يشملها التنظير البلاغي، على اعتبار هذه الترجمات نوافذ بلاغية لمواكبة التطور الحاصل في علوم اللغة ونظرية البلاغة وتحليل الخطابات.
- دراسة الأثر المغربي في البلاغة العربية، ومشاريعهم البلاغية الجديدة في تطوير الدرس البلاغي.
- النَّظر إلى البلاغة بوصفها احتياج إنساني قابل للتفاعل والتواصل، ودراسة تأثير حقول المعرفة والعلوم الإنسانية في البلاغة العربية والأجنبية، انطلاقاً من ضرورة التكامل في بناء المعرفة.
- رصد سمات جديدة في البلاغة، تلك التي تفرزها التقنيات الجديدة في تحليل النصوص والخطابات، وعدم حصرها في بلاغة العبارة أو الجملة.
- إنَّ المنهج الذي يسود كتاب علم البلاغة بين الأصالة والمعاصرة في فصوله: الثاني والثالث والرابع هو منهج السكاكي في تقسيم البلاغة إلى علم البيان والمعاني والبديع، ويقتصر الفصل الأول على التراث البلاغي عبر منظري البلاغة القدماء، وهذا منهجٌ وصفي تاريخي، أمَّا استعراض الوجوه والمستويات الأسلوبية في الفصل الخامس ظلَّ يعيش في تقاليد بعض المدارس والمناهج النقدية والاتجاهات الفنية التي أثبتت قُصورها في معالجة كل الخطابات على مُختَلف أجناسها وأشكالها، أي أن الكتاب درس البلاغة في سياقها التاريخي والمعرفي والوصفي.
المصادر المراجع:
- أحمد مطلوب، تجديد البلاغة، مجلة المجمع الجزائري للغة العربية مج 9 ع 18، 2013.
- امحمد واحميد، البلاغة والاجتهاد المصطلحي بين الوضع والإحياء، مجلة البلاغة وتحليل الخطاب، المغرب، عدد 9، 2016.
- خالد بوزيان، في سبيل بلاغة عربية جديدة، مجلة الخطاب، ع 8 جامعة مولد معمري تيزي وزو كلية الآداب واللغات،2011.
- دومينيك مانغونو، المصطلحات المفاتيح لتحليل الخطاب، ترجمة: محمد يحياتن، دار الاختلاف – الجزائر، ط1، 2008.
- رولان بارت، قراءة جديدة للبلاغة، أفريقيا الشرق – بيروت، ترجمة عمرأوكان، 1994.
- طوني موريسون، صورة الآخر في الخيال الأدبي، ترجمة: محمد مشبال، دار كنوز المعرفة – الأردن، ط1، 2018.
- عبد السلام المسدي، الأسلوبية والأسلوب، الدار العربية للكتاب، ليبيا، ط3، 1977.
- عمر عتيق، علم البلاغة بين الأصالة والمعاصرة، دار أسامة للنشر- الأردن، ط1، 2012.
- محمد مشبال، البلاغة بين التخييل والتداول، مجلة العِبارة، عدد1، أغسطس، المغرب، 2006.
- محمد مشبال، البلاغة والأصول – دراسة في أُسس التفكير البلاغي العربي – نموذج ابن جني، أفريقيا الشرق، المغرب، 2007.
- محمد مشبال، الرواية والبلاغة – نحو مقاربة بلاغية موسعة للرواية العربية، دار كتارا للنشر، قطر، الدوحة، 2019.
- محمد مشبال، بلاغة السيرة الذاتية، كنوز المعرفة، الأردن -عمان، ط1، 2018.
- محمد مشبال، في بلاغة الحجاج _ نحو مقاربة حِجاجية لتحليل الخطاب، كنوز المعرفة، الأردن عمان، ط1، 2017.
- مسعود بودوخة، الأسلوبية وخصائص اللغة الشعرية، عالم الكتب الحديث – الأردن، عالم الكتب الحديث، ط1، .2011
- مشيل فوكو، نظام الخطاب، ترجمة: محمد سبيلا، التنوير للطباعة والنشر، بيروت، ط3، 2012.
- ميجان الرويلي وسعيد البازعي، دليل الناقد الأدبي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء – بيروت، ط3، 2002.
- هشام مشبال، البلاغة والسرد والسلطة في الإمتاع والمؤانسة، دار كنوز المعرفة، ط1، 2017.
[1] مسعود بودوخة، الأسلوبية وخصائص اللغة الشعرية، ص: 14.
[2] خالد بوزيان، في سبيل بلاغة عربية جديدة، مجلة الخطاب، ع 8 جامعة مولد معمري تيزي وزو كلية الآداب واللغات، 2011 ص:123.
[3] محمد مشبال، الرواية والبلاغة، نحو مقاربة بلاغية موسعة للرواية العربية، ص: 20.
[4] السابق، ص: 25
[5] محمد مشبال، بلاغة السيرة الذاتية، ص: 8
[6] السابق، ص: 15
[7] طوني موريسون، صورة الآخر في الخيال الأدبي، ترجمة: محمد مشبال، ص: 9
[8] امحمد واحميد، البلاغة والاجتهاد المصطلحي بين الوضع والإحياء، مجلة البلاغة وتحليل الخطاب، العدد 2016) 9 ) المغرب – بني ملال، ص: 220.
[9] امحمد واحميد، البلاغة والاجتهاد المصطلحي بين الوضع والإحياء، مجلة البلاغة وتحليل الخطاب، عدد 2016-9)) المغرب – بني ملال، ص: 18
[10] محمد مشبال، البلاغة بين التخييل والتداول، مجلة العِبارة، عدد1، 2006، المغرب، ص: 84
[11] محمد مشبال، البلاغة والأصول – أُسس التفكير البلاغي العربي – نموذج ابن جني، ص: 6
[12] مسعود بودوخة، الأسلوبية وخصائص اللغة الشعرية، ص: 9.
[13] أحمد مطلوب، تجديد البلاغة، مجلة المجمع الجزائري للغة العربية مج 9 ع 18، 2013، ص 44.
[14] انظر: دومينيك مانغونو، المصطلحات المفاتيح لتحليل الخطاب، ص: 10-11.
[15] ميجان الرويلي وسعيد البازعي، دليل الناقد الأدبي، ص: 156.
[16] مشيل فوكو، نظام الخطاب، ترجمة: محمد سبيلا، ص: 28.
[17] رولان بارت، قراءة جديدة للبلاغة، ص: 48.
[18] هشام مشبال، البلاغة والسرد والسلطة في الإمتاع والمؤانسة، ص: 13.