جماليات الخطاب في الحديث النَّبوي الشَّريف
The eloquence of persuasion in the hadith of the Prophet
أ مشارك د/ منصور محمد أحمد يوسف، كلية العلوم الإسلامية – جامعة المدينة العالمية (ميديو) – ماليزيا
Mansour Mohamed Ahmed Yousef, Al-Madinah International University (MEDIU- Malaysia)
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 73 الصفحة 83.
ملخص:
ينتهج الخطاب في الحديث النبوي منهجًا واضحًا للتَّعامل مع النفوس البشرية في منتهى الحكمة؛ فنجد لكل نَفْسٍ الأسلوب الذي يناسبها: فمَنْ كانت نفسه تميل إلى التَّشدد ناسبه الزَّجر، ومن كانت فيه غلظة ناسبه الحلم والصبر، ومنْ كانت نفسه تميل إلى التَّفلت ناسبته الحجة والإقناع.
وتنقسم أنواع الخطاب في الحديث النبوي إلى ثلاثة: (أ) الخطاب الجدلي أو الاحتجاجي. (ب) الخطاب العاطفي أو النفسي. (ج) الخطاب العقلي أو الاستدلالي.
وقد استخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف أساليب بلاغية متعددة لإقناع المتلقي، ويأتي أسلوب التكرار على رأس تلك الأساليب.
الكلمات المفتاحية:
جماليات، الخطاب، الحديث النبوي.
Abstract:
The discourse in the Prophetic hadith takes a clear approach to dealing with human souls with the utmost wisdom. So we find for each soul the method that suits it: he who tends to be strict is suited to being reprimanded, and he who has toughness is suited for patience and forbearance, and he who is inclined to evasion is suited to argument and persuasion.
The types of discourse in the hadith of the Prophet are divided into three: (a) the argumentative or protest discourse. (B) emotional or psychological discourse. (c) Rational or inferential discourse.
The Messenger of God, may God’s prayers and peace be upon him, in his honorable hadith, used several rhetorical methods to convince the recipient, and the method of repetition comes on top of those methods.
key words: Aesthetics, discourse, prophetic hadith.
مقدمة:
تُعدُّ مخاطبة العقول والقلوب فنًّا لا يجيده إلا من امتلك أدواته، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يتربع على قمة البيان البشري فقد خرج من مشكاة النُّبوة على لسان مَنِ اخْتُصر له الكلام اختصارًا، فهو في أعلى درجات البلاغة وتتحقق فيه كل خصائصها، وقد أشار إليها صلى الله عليه وسلم بقوله: «أُعطيت جوامع الكلم»([1])، وفي رواية: «بُعثتُ بجوامع الكلم»([2]).
وإذا نظرنا إلى الخطاب في الحديث النبوي، وجدنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منهجًا واضحًا للتعامل مع النفوس البشرية في منتهى الحكمة؛ فنجد لكل نَفْسٍ الأسلوب الذي يناسبها: فمَنْ كانت نفسه تميل إلى التَّشدد ناسبه الزَّجر، ومن كانت فيه غلظة ناسبه الحلم والصبر، ومنْ كانت نفسه تميل إلى التَّفلت ناسبته الحجة والإقناع.
وهذه المراعاة للمستويات العقلية في الخطاب النَّبوي الشَّريف نجدها في الخطاب القرآني الذي راعى مستويات الفهم لدى المخاطبين؛ لأنه جاء لعموم الناس على مختلف مستوياتهم العقلية والعمرية، فكان الأمر الرباني لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يراعي تلك المستويات على اختلافها في أساليبه الخطابية، فقال سبحانه: {ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَة الْحَسَنَة وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[ سورة النحل: آية 125].
وهذه الآية هي الأساس الذي بُنيت عليه أنواع الخطاب في الحديث النبوي، وذلك من عدة جوانب:
الجانب الأول: أن الدعوة تكون بأسلوب الإقناع والتأثير بالحكمة والموعظة الحسنة.
قال الرَّازي([3]):”ومن لطائف هذه الآية أنه قال: {ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبّكَ بِالْحِكْمَة ِ وَالْمَوْعِظَة الْحَسَنَة{، فقصر الدعوة على ذكر هذين القسمين؛ لأن الدعوة إذا كانت بالدلائل القطعية فهي الحكمة، وإن كانت بالدلائل الظَّنِّية فهي الموعظة الحسنة، أما الجدل فليس من باب الدعوة بل المقصود منه غرض آخر مغاير للدعوة وهو الإلزام والإقحام؛ فلهذا السبب لم يقل: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة والجدل الأحسن، بل قطع الجدل عن باب الدعوة تنبيهًا على أنه لا يحصل الدعوة وإنما الغرض منه شيء آخر، والله أعلم”([4]).
الجانب الثاني: للحكمة في كتاب الله عز وجل عدة معان وقد ذكرها الفيروزآبادي في ستة([5])، أما معناها في سياق هذه الآية: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} فللمفسرين فيها ثلاثة أقوال يمكن إجمالها فيما يلي:
الأول: “الحكمة هي معرفة الحق والعمل به، فالقلوب التي لها فهم وقصد تدعى بالحكمة، فيبيَّن لها الحق علما وعملا فتقبله وتعمل به”([6]).
والمقصود د بها علم الكتاب والسنة والعمل بهما.
الثاني: مراعاة مقتضى الحال، أو دعوة كل أحد على حسب حاله وانقياده ([7]).
الثالث: الدليل الصحيح المحكم والحجة القطعية([8]).
والذي يظهر أن أكثر المعاني مناسبة للسياق هو المعنى الأخير.
الجانب الثالث: إذا ما نظرنا إلى أنواع الخطاب في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نجد أنهما يخاطبان العقل ويستثيران العاطفة وأنهما مليئان بالحجج القطعية، وأن العقل الصريح يتفق مع النقل الصحيح.
أولًا: أنواع الخطاب في الحديث النبوي
ينقسم الخطاب في الحديث النبوي إلى ثلاثة:(أ) الخطاب الجدلي أو الاحتجاجي. (ب) الخطاب العاطفي أو النفسي.(ج) الخطاب العقلي أو الاستدلالي.
(أ) الخطاب الجدلي أو الاحتجاجي:
يُعَدُّ الخطاب الجدلي أو الاحتجاجي من أهم الأساليب التي يستخدمها العقل البشري في محاوراته، ويُقصد منه الإتيان بالدليل والحجة والبرهان في إثبات الحق وإلزام الخصم في أسلوب حواري باللجوء إلى الاستدلال المنطقي.
ويكتسب الخطاب منهجيته المنطقية إذا كان مشفوعًا بالدليل والحجة؛ لذا كان الحوار العقلي الذي يعتمد على المنطق أنجح أسلوب يسلكه المحاور ليقنع به مَنْ يحاوره ويؤثر فيه؛ لأن الإنسان السَّوي يُعْمِلُ عقله للتأمل والتَّفكير ليصل به إلى الإقناع والقبول استنادًا إلى أدلة منطقية.
لقد كان الخطاب الجدلي أو الاحتجاجي من أهم الأساليب من الأساليب التي سلكها رسول الله صلى الله عليه وسلم في محاوراته مع المخاطَب، إذ كانت وسيلته الفعَّالة ليُملي به حجته الإقناعية التَّأثيرية، ويدعو الفكر للتأمل والتَّدبر، وبهذا الخطاب استمال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلوب الناس وغيَّر مفاهيمهم الخاطئة التي اقتنعوا بها، وقد حثَّ اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم على مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن، فقال سبحانه: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} [سورة العنكبوت: آية 46]، فالقرآن الكريم يعرض نظريته الحوارية المتكاملة والشَّاملة ليبتعد عن الجهل والتَّعصب والاستخفاف وكل ما يُسيئ للطرف المقابل، ويُبين أنَّ الغاية من الحوار هو الصًّفاء والموضوعية، وأنَّ التَّخلق بحسن شمائل التَّحاور هو السَّبيل لتحقيق الغاية.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فعل ذلك عندما التقى نصارى نجران مع اليهود في المسجد، فتجادلوا أمامه، كل فريق يقول للآخر: لستم على شيئ، وكلٌّ كفر بما عند الآخر، وادعى أنَّ إبراهيم عليه السلام ينتسب إليه، فقال أحد أحبار اليهود: أتريد منا يا محمد أن نعبدك كما تعبد النَّصارى عيسى؟ وقال رجل من أهل نجران: أَوَ ذاك تريد منا يا محمد وإليه تدعو؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَعَاذَ اللهِ أَنْ أَعْبُدَ غَيْرَ اللهِ أَوْ آمُرَ بِعِبَادَةِ غَيْرِهِ، مَا بِذَلِكَ بَعَثَنِي وَلَا أَمَرَنِي”([9])، فأنزل الله عزَّ وجلَّ قوله: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [سورة آل عمران: آية 79].
فقد خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الآخر بأسلوب يحترم إنسانيته، وهو منهج رسمه القرآن الكريم فالموعظة الحسنة تكون مع الموافقين أما الجدل فيكون مع المخالفين.
ومن أمثلة محاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم الهادئة المتسمة بروح التسامح حواره مع عبد الله بن سَلَام([10])، فقد روى أنس([11])، أنَّ عبد الله بن سَلَام بلغه قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه يسأله عن أشياء فقال إنِّي سائلُك عن ثلاث لا يعلمُهنَّ إلا نبيٌّ: ما أولُ أشراط السَّاعة؟ وما أولُ طعام يأكله أهل الجنَّة؟ وما بالُ الولد يَنْزِعُ إلى أبيه أو إلى أمِّه؟ قال:أخبرني به جبريل آنِفًا. قال ابنُ سَلَامٍ ذاك عدُوُّ اليهود من الملائكة قال: أَمَّا أولُ أشراط السَّاعَة، فنارٌ تحشرُهم من المشرق إلى المغرب، وأمَّا أولُ طعام يأكلُه أهلُ الجنَّة فزيادةُ كَبِدِ الحوت، وأمَّا الولدُ فإذا سبق ماءُ الرجل ماءَ المرأة نَزَعَ الولدَ، وإذا سبق ماءُ المرأة ماءَ الرجل نَزَعَت الولدَ. قال: أشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وأنك رسولُ الله.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم خاطب عبد الله بن سَلَام بالحكمة والموعظة الحسنة عندما سأله عن أمور لا يعلمها إلا نبي على سبيل الظنِّ منه طلبًا للتيقن، وقد أعطاه بالحجة والدليل ما جعله يخضع لجانب الإقناع، ومن ثمَّ فقد تأثر بتغيير قناعاته السَّابقة([12]).
(ب) الخطاب العاطفي أو النَّفسي
في النفس الإنسانية قوتان: قوة تفكير، وقوة وجدان. فتحتاج إلى إقناع عاطفي([13])، ويُعَدُّ التوجه إلى العاطفة مؤازرًا في أساليب الإقناع والتأثير في القرآن الكريم للتوجه إلى العقل، فإذا كان العقل لا يسهل قياده في بعض الأحيان مهما وضحت الحجة، فإن العاطفة تكون حينئذ عونًا على استمالة المخاطب.
فالخطاب العاطفي يعمد إلى استثارة العاطفة في النفس لدفعها إلى الإقناع، ومن ذلك: ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال: قد قضى؟ قالوا : لا يا رسول الله، فبكى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأى القوم بكاء النبي صلى الله عليه وسلم بكوا فقال: “ألا تسمعون: إنَّ الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا- وأشار إلى لسانه- أو يرحم، وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه([14]).
فقد رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمريض ووعظ بأمر هام هو كف اللسان عما يحرم قوله بأسلوب وعظي، تتدفق فيه ينابيع الحكمة، وتلين له القلوب.
(ج) الخطاب العقلي أو الاستدلالي:
يميل الخطاب العقلي إلى المنطق وتحليل الأمور ومعرفة عواقبها، أو نتائجها، فما نافى العقل غير مقبول، وما قَبِله العقل فهو محمود فهو محمود، فأسلوب المنطق يتصف بالحيوية لما فيه من أسئلة موجهة للمخاطب ليجيب عليها.
وهذا الأسلوب هو الذي استعمله النبي صلى الله عليه وسلم في محاورته مع الشَّاب الذي استأذنه بالزِّنا فكان النبي صلى الله عليه وسلم حليمًا في حواره معه، فاستعمل معه أسلوب العقل والمنطق لإقناعه بالعدول عن هذا الأمر.
عن أبي أمامة رضي الله عنه([15]) قال: إنَّ فتًى شابًّا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائْذَنْ لي بالزِّنا، فأقبل القوم عليه فزَجَرُوه وقالوا: مَهْ. مَهْ. فقال: ” ادْنُهْ، فدنا منه قريبًا “. قال: فجلس قال: “أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟” قال: لا. والله جعلني اللهُ فِداءك. قال: “ولا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهاتهم”. قال: ” أَفَتُحِبُّهُ لابنتِك؟ ” قال: لا. واللهِ يا رسول الله جعلني اللهُ فِداءك قال: “ولا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لبناتهمْ”. قال: “أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِك؟” قال: لا. والله جعلني اللهُ فِداءك. قال: “ولا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأخواتهم”. قال: “أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟” قال: لا. والله جعلني اللهُ فِداءك. قال: “ولا الناس يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ”. قال: “أَفَتُحِبُّهُ لخالتك؟” قال: لا. واللهِ جعلني اللهُ فِداءك. قال: “ولا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ”. قال: فوضع يده عليه وقال: “اللهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ” قال : فلم يكن بعد ذلك الفتى يَلْتَفِتُ إِلى شَيْءٍ([16]).
فقد خاطب النبي صلى الله عليه وسلم عقل الشَّاب واستعمل في حواره معه اللين والمنطق فكان أقوى أساليب الإقناع، ثم إنه صلى الله عليه وسلم دعا له بالعِفَّة فكان من أبلغ الأساليب في التَّأثير وتغيير قصده الذي يتنافى مع الفطرة السَّليمة، دون أن يفرض عليه قناعاته بالقوة، فقد أقنعه صلى الله عليه وسلم إقناعًا عقليًّا وعاطفيًّا بما جعله يتأثر تأثيرًا حقيقيًّا بحيث لا يلتفتُ إليه بعد ذلك.
ثانيًا: التَّكرار أقوى أساليب الإقناع في الحديث النَّبوي
استخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشَّريف أساليب بلاغية متعددة لإقناع المتلقي، ويأتي أسلوب التَّكرار على رأس تلك الأساليب. وقد أشار إلى هذا سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه فيما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا تكلَّم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تُفْهَمَ عنه، وإذا أتى على قوم فسلَّم عليهم سلَّم عليهم ثلاثًا([17]).فأنس رضي الله عنه يُخْبر عما عرفه من شأن النبي صلى الله عليه وسلم وشاهده([18]).
وإننا نجد أنَّ التَّكرار من أقوى طرق الإقناع عند علماء النفس([19])، فإنَّه متى كثُر تكرار أمر تولد تيار فكري وعاطفي يتلوه ذلك المؤثر العظيم في الأفراد والجماعات هو التَّأثر، فلا يكفي لتحويل الانفعال إلى عاطفة أن يحدث مرة واحدة، ولكن لحصول ذلك لابد أن يتكرر حدوثه، فالتكرار هو السبيل الوحيد لربط الانفعال به، وتركزه حوله([20]).
وأهم ما يؤديه التَّكرار في الحديث النَّبوي الشَّريف ” من الناحية الدينية هو تقرير المكرر وتوكيده وإظهار العناية به ليكون في السلوك أمثل وللاعتقاد أبين. أما الناحية الأدبية فإن دور التكرار فيها متعدد وإن كان الهدف منه في جميع مواضعه يؤدى إلى تأكيد المعاني وإبرازها في معرض الوضوح والبيان”([21]).
والتأثير في التَّكرار لا يقوم عليه وحده، وإنما على ما يتركه من أثر انفعالي في نفس المتلقي، وبذلك فإنه يعكس جانبًا من الموقف النَّفسي والانفعالي، ومثل هذا الجانب لا يمكن فهمه إلا من خلال دراسة التكرار داخل النص الذي ورد فيه، فكل تكرار يحمل في أثنائه دلالات نفسية وانفعالية مختلفة تفرضها طبيعة السياق الأدبي. ويمثل التَّكرار إحدى الأدوات الجمالية التي تساعد المتحدث على تصوير موقفه، فتتشكل تلك الأداة بأشكال مختلفة متنوعة؛ بدايةً من الحرف، وامتدادًا إلى الكلمة، ثم الجملة، وكل شكلٍ من تلك الأشكال تُبرز جانبًا تأثيريًّا للتكرار([22]).
والتكرار اللفظي في اصطلاح البلاغيين: هو شكل من أشكال الإطناب في علم المعاني، والإطناب زيادة اللفظ بعبارات إضافية إلى اللفظ الأصلي لغاية الفائدة([23]).
والتَّكرار أسلوب تعبيري يصور انفعال النفس بمُثير ما، واللفظ المكرر فيه هو المفتاح الذي ينشر الضوء على الصورة، ويتصل اتصالًا مباشرًا بالوجدان؛ فالمتكلم إنما يُكرر ما يثير اهتمامًا عنده، وهو يحب في الوقت نفسه أن ينقله إلى نفوس مخاطبيه، أو من هم في حكم المخاطبين ممن يصل إليهم القول على بعد الزمان والديار([24]).
ولقد كان التَّكرار في الحديث النبوي مقصودًا متعمدًا، وليس عن عجز في التعبير، فجاء ليحمل جزءًا من المعنى المراد، فكان وسيلة من وسائل الدعوة، يستعمله النبي صلى الله عليه وسلم إذا وجد لذلك ضرورة، فهو في موضعه كالإيجاز والحاجة إليه كالحاجة إلى غيره من الأساليب.
وقد أشار أبو هلال العسكري([25]) إلى هذا المعنى بقوله: وكلام الفصحاء إما هو شوب الإيجاز بالإطناب، والفصيح العالي بما دون ذلك من القصد المتوسط، ليستدل بالقصد على العالي، وليخرج السامع من شيء إلى شيء فيزداد نشاطه وتتوفر رغبته، فيصرفوه في وجوه الكلام إيجازه وإطنابه، حتى استعملوا التكرار ليتوكد القول للسامع، وقد جاء في القرآن وفصيح الشعر منه شيء كثير([26]).نأن
والتَّكرار في الحديث النبوي ضربان: تكرار في اللفظ والمعنى، وتكرار في المعنى دون اللفظ، وهو ما أشار إليه علماء البلاغة([27]).
(أ) التكرار باللفظ:
المقصود هو إعادة اللفظ نفسه أو العبارة نفسها لدواع مختلفة أشار إليها علماء البلاغة، فهناك بواعث كثيرة للتكرار، كما أن المهمة المكلف بها النبي صلى الله عليه وسلم تدعوه لاستخدام هذا الأسلوب ليدرك السامع المراد.
والتكرار اللفظي في الحديث النَّبوي عدة أنواع: فقد يكون المكرر حرفًا واحدًا في كلمة واحدة، وقد يكون كلمة أو عبارة أو صيغة أو أداة ([28]).
(1)تكرار الحرف:
لتكرار الحرف الواحد في اللفظة مدلوله المعنوي والموسيقي فقد يكون تصويرا لحالة المتحدث، أو يكون زيادة في المعنى، وهو ما أشار إليه ابن جني([29])، في حديثه عن الزَّعزعة، والقلقلة، والصَّلصَّلة([30]).
مثال ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم: “يا أم السَّائب، مالك تُزَفْزِفين”([31])؛ فلهذا التكرار مزيتان: الأولى تعود على الجَرْس، والثانية تعود على المعنى، وقد ساعد تكرير الحرف في تشخيص المعاني وتقريبها من إدراكنا الحسي، إذ أظهرت لنا لفظة (تزفزفين) حالة الحُمَّى، وما يرافقها من الهذيان، والرِّعدة التي تأخذ صاحبها، ومع أن العرب استعملت هذه اللفظة في معان متعددة، منها سرعة المشي مع تقارب الخَطْو، ويكون في الناس وغيرهم، ومنها الإسراع ومنها هبوب الريح هبوبًا ليِّنًا ومنها تحريك الريح يبس الحشيش،إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم منح هذه اللفظة معنى جديدًا ([32]).
(2)تكرار اللفظة الواحدة:
مثال ذلك: تكرار رسول الله صلى الله عليه وسلم للفظ الجلالة في قوله: “الله الله في أصحابي، الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله ومن أذى الله فيوشك أن يأخذه “([33]).
فقد جاء هذا الحديث مُفْعَمًا بالتكرار فقد كرَّر عددًا من الألفاظ، فصدَّر الحديث بتكراره لفظ الجلالة، لبيان حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إكبار أصحابه وإكرامهم وعدم التعرض لأي منهم والمعنى: احذروا غضب الله بسبب النيل من أصحابي، ويؤكد هذا الشعور ما ورد في الحديث من التكرار لبعض الألفاظ الأخرى: فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم.
والمقابلة بين الجمل تحمل معنى التأكيد في تصوير اتحاد شأنهم بشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبًّا وبُغْضًّا فالصحابة رضوان الله عليهم ليسوا كغيرهم من البشر، فلهم من الحرمة والكرامة والإكبار ما ليس لغيرهم، فإن كرههم كره لله ولرسوله وإن محبتهم هي محبة لله ولرسوله ([34]).
(3) تكرار العبارة:
مثال ذلك: تكراره صلى الله عليه وسلم لعبارة “اللهم اشهد” في خطبة حجة الوداع، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: “إن دماءكم، وأموالكم، حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، اللهم اشهد. ثلاث مرات”([35]).
فالتكرار هنا يُطلق عليه تكرار التبرئة؛ وذلك لتأكيد البراءة من القصور، ولتقرير نزاهة الساحة من اللوم، وللتعرض بانتقال التبعة إلى أهلها وتحملهم حقوقها مع الإشعار بعظم جانبها([36]).
(ب) التكرار بالمعنى:
استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب التَّكرار للمعني بألفاظ مختلفة في أحاديثه الشريفة، دفعًا للملل والسَّأم عن القارئ والسَّامع، ولعرض المعنى بطرائق مختلفة تؤثر في السامعين، وقد كان هذا الأسلوب معروفًا عند العرب، مستعملًا لديهم، قال ابن قتيبة ([37]): “وما تكرار المعنى بلفظين مختلفين فلإشباع المعنى والاتساع في الألفاظ”([38]).
وقد كرَّر النبي صلى الله عليه وسلم عددًا من المعاني التي تؤلف قوام الدعوة الإسلامية بعبارات مختلفة ولم يشعر القارئ ولا السامع بذلك التَّكرار، وتلك قدرة بلاغية لا يُوفق إليها كل متكلم، ولا يصل إليها إلا من ملك ناصية اللغة ووقف على أسرارها.
فمن ذلك ربط العمل بالنية:
فقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤكد أهمية النية في أي عمل يقوم به الإنسان، فعمل الإنسان مرهون بنيته، فإن صلحت صلح العمل وإن فسدت فسد العمل جَلَّ هذا العمل أو صغر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه([39])، ولما كانت النية تؤلف ثلث عمل الإنسان أو ربعه كما أشار شُرَّاح هذا الحديث([40])، فقد عمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى تكراره وإبرازه في صور مختلفة ولكن القاسم المشترك بينها هو أهمية النية وإن اختلفت العبارات وتبدلت الألفاظ.
فها هو ذا يؤكد هذا المعنى في حديث آخر، فيقول: “إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأُتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت؛ ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل، ثم أمر به فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن فأُتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلَّمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت؛ ولكنك تعلمت العلم ليُقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل، ثم أمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار، ورجل وسَّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأُتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها” قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت؛ ولكنك فعلت ليُقال هو جواد فقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه ثم أُلقي في النار”([41]).
وهناك حديث ثالث تحدث فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن أهمية النية وربط ثواب العمل بصلاحها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال رجل: لأتصدقنّ بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تُصُدِّق على سارق، فقال: اللهم لك الحمد، لأتصدقنّ بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يدي زانية، فأصبحوا يتحدثون: تُصُدِّق الليلة على زانية، فقال: اللهم لك الحمد على زانية، لأتصدقنّ بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يدي غني، فأصبحوا يتحدثون: تُصُدِّق على غني، فقال: اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غني، فأُتي فقيل له: أما صدقتك على سارق، فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية، فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني، فلعله يعتبر فينفق مما أعطاه الله ([42]).
ومما مرَّ نستنتج أنّ التكرار بأنواعه في النصوص الشريفة لم يأتِ مُقْحمًا تمجُّه الأسماع، وترغبُ عنه النُّفوس، و إنما عفويًّا لذيذًا وفي صور شتى، ما أحدث تنوُّعًا في النُّصوص، وراحةً ومتعةً لدى المتلقي، وأنَّ التكرار في الحديث النَّبوي الشَّريف قد تجاوز الوظيفية التأكيدية الإفهامية، المعروفة لدى العامِّ والخاص، ليصبح تقنيةً جماليَّةً تختلف درجتُها وطريقتُها، إذ نجده يتلون ويتغير في النَّص الشَّريف، مُرتديا في كلِّ مرةٍ مُسوحًا مختلفة، وهذا يجعل القيم الموسيقية ومنها التَّكرار من أساسيات تحديد قيمته الجمالية([43]).
تعدّ الموسيقى بوصفها جزءا من الإيقاع “وسيلةً مهمةً في التعبير عن الانفعالات والتنفيس عنها، والتعبير عن الأفكار وتجسيدها”([44])، وهي تربطنا بالمنابع العميقة للحياة؛ لأنَّ وظيفتها هي “التَّعبير عن أعماق الحياة العاطفية”([45])، فليس هنالك فنٌّ ((يستطيع كما تستطيع الموسيقى أن يُعبِّر عن المشاعر الكبرى التي تهزُّ النَّفس الإنسانية، وهي نفس المشاعر التي نجدها في كلِّ العصور، وفي كلّ البلاد مهما كان اللباس الذي تُلْبس به الموسيقى”([46])؛ فتعمل على تنشيط حسِّ القارئ واستمالته، وكذلك تعمل على تغيير الحسِّ الإلقائي للنَّص بتعميق الحسِّ الغنائي فيه فيما يُطلق عليه التَّشكيل الزَّماني للملفوظ الفني عبر الإسراع أو البطء، ما يؤثر في تلقي النَّصِّ، فيساعد النُّطق بطريقة فنية في توجيه الدلالات([47]).
الخاتمة:بعد هذه الجولة الطيبة مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان بعض من خصائصه يطيب لي أن أسجل، أهم النتائج:
- أنواع الخطاب في الحديث النبوي تنقسم إلى ثلاثة: الخطاب الجدلي أو الاحتجاجي، الخطاب العاطفي أو النفسي، والخطاب العقلي أو الاستدلالي.
- استخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف أساليب بلاغية متعددة لإقناع المتلقي، ويأتي أسلوب التكرار على رأس هذه الأساليب.
- التكرار اللفظي في اصطلاح البلاغيين هو: شكل من أشكال الإطناب في علم المعاني، والإطناب زيادة اللفظ بعبارات إضافية إلى اللفظ الأصلي لغاية الفائدة.
- التكرار في الحديث النبوي ضربان: تكرار في اللفظ والمعنى وتكرار في المعنى دون اللفظ.
أهم التَّوصيات: 1-أوصي الباحثين ببذل الجهود في دراسة الأحاديث النبوية وإبراز ما بها من الأسرار البلاغية.
2-أوصي الباحثين بدراسة التَّراكيب الجمالية، والمعاني الدلالية في الأحاديث النبوية الشَّريفة.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصادر والمراجع:
- أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير، تحقيق محمد إبراهيم البنا وزميليه، دار الشعب، بدون تاريخ.
- الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني، تحقيق محمد عبلي البجاوي، دار النهضة مصر، بدون تاريخ.
- الأعلام للزركلي، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشرة، 2002م.
- بحث في علم الجمال لجان برتليمي، ترجمة الدكتور أنور عبد العزيز، مراجعة الدكتور نظمي لوقا، دار نهضة مصر، مصر، القاهرة، بالاشتراك مع مؤسسة فرانكلين الطباعة والنشر، القاهرة-نيويورك، يوليه 1970م.
- بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروزآبادي، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الطبعة الثالثة، 1416هـ – 1996م.
- تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، تحقيق إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، 2007م.
- تفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي، تحقيق عبد الرحمن بن معلا اللويحق، الطبعة الرابعة، 1429هـ – 2008م.
- التفضيل الجمالي دراسة في سيكولوجية التَّذوق الفني للدكتور/ شاكر عبد الحميد، سلسلة عالم المعرفة، العدد 267 يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت.
- التكرار في الحديث النبوي أ د. أميمة بدر الدين منشور في مجلة جامعة دمشق، المجلد 26 العدد الأول والثاني، 2010م.
- التكرير بين المثير والتأثير د. عز الدين علي السيد، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثانية، 1407هـ- 1986م.
- جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي، دار الريان بالقاهرة، الطبعة الأولى، 1407هـ – 1987م.
- الحديث النبوي الشريف من الوجهة البلاغية د. عز الدين علي السيد، دار اقرأ، الطبقعة الأولى، 1404هـ- 1984م.
- الحديث النبوي وعلم النفس د. محمد عثمان نجاتي، دار الشروق، الطبعة الرابعة، 1421هـ- 2000م.
- خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية للدكتور/ عبد العظيم ابراهيم محمد المطعني، مكتبة وهبة، القاهرة، الطبعة الأولى، 1413هـ- 1992م.
- الخصائص لابن جني، تحقيق محمد علي النجار، عالم الكتب بيروت.
- دلائل النبوة للبيهقي، تحقيق الدكتور/ عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، دار الريان للتراث، الطبعة الأولى، 1408هـ – 1988م.
- الدوافع النفسية د. مصطفى فتحي، مكتبة مصر، 1960م.
- سير أعلام النبلاء للذهبي، تحقيق شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1403هـ – 1983م.
- شرح النووي لصحيح مسلم، دار الريان بالقاهرة، الطبعة الأولى، 1407هـ- 1987م.
- صحيح البخاري (مع فتح الباري)، رقَّم كتبه وأبوابه وأحاديثه محمد فؤاد عبد الباقي، دار الريان بالقاهرة، الطبعة الأولى، 1407هـ – 1986م.
- صحيح مسلم تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، مطبعة الحلبي، 1374هـ-1954م.
- الصناعتين لأبي هلال العسكري تحقيق علي محمد البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم المكتبة العصرية ، 1406هـ- 1986م.
- الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز ليحيى بن حمزة العلوي، سلسلة الذخائر العدد 187 تقديم د. إبراهيم الخولي، مصورة عن طبعة دار الكتب الخديوية 1332هـ – 1914م.
- العبر في خَبَر منْ غبر للذهبي، تحقيق د. صلاح الدين المنجد، 1386هـ- 1966م، وزارة الإرشاد والأنباء في الكويت.
- غرائب القرآن ورغائب الفرقان للنيسابوري، تحقيق الشيخ زكريا عميرات، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1416هـ – 1996م.
- القيم الجمالية في الحديث النبوي الشريف لحازم كريم عباس، أطروحة دكتوراه مقدمة لمجلس كلية الآداب بجامعة القادسية الأستاذ الدكتور شاكر هادي حمود التميمي، 1432ه-2012م.
- لسان العرب لابن منظور، دار صادر، بيروت.
- لغة الحكمة وإقناع المخاطب في أسلوب الخطاب النبوي د/ جنان مهدي العقيدي، مجلة العميد، العدد الخاص 2، السنة الثانية، 1434ه-2013م.
- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي، طبعة دار الفكر، بيروت، 1412 هـ – 1992م.
- مجموع الفتاوى لابن تيمية، تحقيق أنور الباز، وعامر الجزار، دار الوفاء بالمنصورة، الطبعة الثالثة ، 1426 هـ – 2005 م.
- مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق شعيب الأرنؤوط وآخرين، إشراف د عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1421 هـ – 2001م.
- مفاتيح الغيب للرازي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1421هـ- 2000م.
- النبأ العظيم نظرات جديدة في القرآن د.محمد عبد الله دراز، إدارة إحياء التراث الإسلامي بقطر، 1405هـ- 1985م.
([1]) أخرجه مسلم في الصحيح 1/372 حديث (523) كتاب المساجد ومواضع الصلاة، من حديث أبي هريرة، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، مطبعة الحلبي، 1374هـ-1954م.
([2]) أخرجه البخاري في صحيحه مع فتح الباري 6/149 حديث (2977)كتاب الجهاد والسير، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: “نصرت بالرعب مسيرة شهر”.
([3]) هو : محمد بن عمر بن الحسين القرشي، فخر الدين الرازي، أقبل الناس على كتبه في حياته يتدارسونها، وغيره مات سنة ست وستمائة سير أعلام النبلاء 21/ 500، والعبر في خَبَر منْ غبر للذهبي 5/ 18 تحقيق د . صلاح الدين المنجد، 1386هـ – 1966م، وزارة الإرشاد والأنباء في الكويت.
([4])مفاتيح الغيب للرازي 20/112، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1421هـ- 2000 م.
([5])بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروزآبادي 2/ 490- 491، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الطبعة الثالثة، 1416هـ- 1996م.
([6])مجموع الفتاوى لابن تيمية 19/164 تحقيق أنور الباز، وعامر الجزار، دار الوفاء بالمنصورة، الطبعة الثالثة ، 1426 هـ- 2005 م.
([7]) تفسير الكريم الرحمن في تفسيبر كلام المنان للسعدي ص 452 تحقيق عبد الرحمن بن معلا اللويحق، الطبعة الرابعة، 1429هـ- 2008م.
([8]) ينظر: مفاتيح الغيب 20/ 112، وغرائب القرآن ورغائب الفرقان للنيسابوري 4/ 316 تحقيق الشيخ زكريا عميرات، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1416هـ – 1996م.
([9]) ينظر: دلائل النبوة للبيهقي 5/384 تحقيق الدكتور/ عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، دار الريان للتراث، الطبعة الأولى، 1408هـ – 1988م.
([10]) هو: عبد الله بن سَلَام بن الحارث الإسرائيلي، أبو يوسف، حليف الأنصاري، أسلم عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، قيل: اسمه الحصين، فسمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله وشهد له بالجنة، مات بالمدينة سنة ثلاث وأربعين. أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير3/176 تحقيق محمد إبراهيم البنا وزميليه، دار الشعب، بدون تاريخ.
([11]) هو: أنس بن مالك بن النضر الأنصاري النَّجاري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخادمه عشر سنين مقامه بالمدينة، أمه أم سُليم بنت ملحان، وهو آخر من مات من الصحابة بالبصرة، مات سنة اثنتين وتسعين، وقيل: ثلاث، وقد جاوز المائة. الإصابة في تمييز الصحابة 1/126.
([12]) ينظر: بحث لغة الحكمة وإقناع المخاطب في أسلوب الخطاب النبوي د/ جنان مهدي العقيدي ص 238-239، و249مجلة العميد، العدد الخاص 2، السنة الثانية، 1434ه-2013م. بتصرف.
([13]) ينظر: النبأ العظيم نظرات جديدة في القرآن د.محمد عبد الله دراز ص 113 إدارة إحياء التراث الإسلامي بقطر، 1405هـ- 1985م.
([14]) صحيح البخاري (مع فتح الباري) 3/209 حديث (1304) كتاب الجنائز، باب البكاء عند المريض، رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه محمد فؤاد عبد الباقي، دار الريان بالقاهرة، الطبعة الأولى، 1407هـ – 1986م.
([15]) هو: صُدَيّ بن عَجْلان الباهلي، أبو أمامة مشهور بكنيته، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع تحت الشجرة، سكن الشام ومات بها سنة ست وثمانين: وقيل: إحدى وثمانين. الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني 3/ 420 تحقيق محمد علي البجاوي، دار النهضة مصر، بدون تاريخ.
([16]) مسند الإمام أحمد بن حنبل36/545 حديث (22211) تحقيق شعيب الأرنؤوط وآخرين، إشراف د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1421 هـ- 2001م. وقال محققو المسند: “إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح”.وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد1/155حديث (543):”رجاله رجال الصحيح” طبعة دار الفكر، بيروت، 1412 هـ- 1992م.
([17]) صحيح البخاري (مع فتح البخاري) 1/ 227 حديث (95) كتاب العلم، باب من أعاد الحديث ثلاثا ليُفهم عنه.
([19])الحديث النبوي وعلم النفس د. محمد عثمان نجاتي ص176 دار الشروق، الطبعة الرابعة، 1421هـ – 2000م.
([20]) ينظر: الدوافع النفسية د. مصطفى فتحي ص101 مكتبة مصر، 1960م. بتصرف.
([21]) خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية للدكتور/ عبد العظيم ابراهيم محمد المطعني1/ 322 مكتبة وهبة، القاهرة، الطبعة الأولى، 1413هـ- 1992م.
([22]) ينظر: القيم الجمالية في الحديث النبوي الشريف لحازم كريم عباس ص 105 أطروحة دكتوراه مقدمة لمجلس كلية الآداب بجامعة القادسية الأستاذ الدكتور شاكر هادي حمود التميمي، 1432ه-2012م. بتصرف
([23]) ينظر: الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز ليحيى بن حمزة العلوي 2/ 230 سلسلة الذخائر العدد 187 تقديم د. إبراهيم الخولي، مصورة عن طبعة دار الكتب الخديوية 1332هـ- 1914م.
([24])التكرير بين المثير والتأثير د. عز الدين علي السيد ص136عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثانية، 1407هـ – 1986م.
([25]) هو: الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري، عالم بالأدب، نسبته إلى عسكر مكرم، من كور الأهواز، مات بعد سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. الأعلام 2/ 196.
([26]) الصناعتين ص 193 تحقيق علي محمد البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم المكتبة العصرية، 1406هـ، 1986م.
([27]) ينظر: المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لابن الأثير 2/ 146، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد المكتبة العصرية، بيروت، 1995م، والخصائص لابن جني 3/ 101-103تحقيق محمد علي النجار، عالم الكتب بيروت.
([28]) ينظر: بحث التكرار في الحديث النبوي أ د. أميمة بدر الدين منشور في مجلة جامعة دمشق، المجلد 26 العدد الأول والثاني، 2010م، ص79-80. بتصرف يسير.
([29]) هو: عثمان بن جني الموصلي، أبو الفتح من أئمة الأدب والنحو، توفي ببغداد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة. الأعلام للزركلي 4/ 204.
([31]) أخرجه مسلم في صحيحه 4/ 1994 حديث (2575) كتاب البر والصلة، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
وتزفزين، أي: ترتعدين وينظر شرح النووي لصحيح مسلم 16/ 131 دار الريان بالقاهرة، الطبعة الأولى، 1407هـ- 1987م.
أم السائب هي الأنصارية روي عنها أبو قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، وقال بعضهم فيها: أم المُسَيِّب، أسد الغابة 7/ 325، 384، والإصابة في تمييز الصحابة 8/ 215.
([32]) ينظر: لسان العرب 9/ 136 مادة (زفف) دار صادر، بيروت.
([33]) أخرجه أحمد في المسند 24/ 169 حديث (5049)، والترمذي في الجامع 5/ 696 حديث (3862) في فضائل الصحابة باب فيمن سب الصحابة، من حديث عبد لله بن مغفل، واللفظ للترمذي وقال: “هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه”.
([34]) ينظر: الحديث النبوي الشريف من الوجهة البلاغية د. عز الدين علي السيد ص 90 دار اقرأ، الطبقعة الأولى، 1404هـ – 1984م.
([35]) أخرجه مسلم في صحيحه 2/ 886 حديث 1218 كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
([36]) الحديث النبوي من الوجهة البلاغية ص 97.
([37])هو: عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، أبو محمد، من أئمة الأدب من المصنفين المكثرين، توفي ببغداد سنة ست وسبعين ومائتين، الإعلام للزركلي 4/ 137.
([38]) تأويل مشكل القرآن ص 152 تحقيق إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، 2007م.
([39]) أخرجه البخاري في صحيحه (مع فتح الباري) 1/ 15 حديث (1) كتاب بدء الوحي باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسلم في صحيحه 3/ 1515 حديث (1907) كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات” من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه. واللفظ للبخاري.
([40]) ينظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي ص 8 دار الريان بالقاهرة، الطبعة الأولى، 1407هـ- 1987م.
([41]) أخرجه مسلم في صحيحه 3/ 1513 حديث (1905) كتاب الإمارة، باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([42]) أخرجه البخاري في صحيحه (مع فتح الباري)3/340 حديث (1421) كتاب الزكاة، باب إذا تصدق الرجل على غني وهو لا يعلمه، ومسلم في صحيحه 2/709حديث (1022) كتاب الزكاة، باب ثبوت أجر المتصدق، وإن وقعت الصدقة في يد غير أهلها ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، واللفظ للبخاري.
([43]) ينظر: القيم الجمالية في الحديث النبوي الشريف لحازم كريم عباس ص 146.
([44]) – التفضيل الجمالي دراسة في سيكولوجية التَّذوق الفني للدكتور/ شاكر عبد الحميد ص 299 سلسلة عالم المعرفة، العدد 267 يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت.
([45]) – ينظر: بحث في علم الجمال لجان برتليمي ص 317 ترجمة الدكتور أنور عبد العزيز، مراجعة الدكتور نظمي لوقا، دار نهضة مصر، مصر، القاهرة، بالاشتراك مع مؤسسة فرانكلين ااطباعة والنشر، القاهرة-نيويورك، يوليه 1970م.
([47]) ينظر: القيم الجمالية في الحديث النبوي الشريف لحازم كريم عباس ص 147