المدينة الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو في روايات مريد البرغوثي
رأيت رام الله، وولدت هناك ولدت هنا أنموذجا
The Palestinian City After the Oslo Accords in The Novels of Mored Albarghouti I saw Ramallah, and I was born there born here.
مؤيد عبد الرؤوف محمود عودة، مدير مدرسة في وزارة التربية والتعليم/ قلقيلية / فلسطين
طالب في برنامج الدكتوراة/ قسم اللغة العربية / جامعة النجاح الوطنية/ نابلس
Moyyad.Aalraof Odeh ـ Alnajah University ـ Qalqilia/Palestine
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 71 الصفحة 113.
ملخص:
هذا البحث دراسة تندرج ضمن ظاهرة جديدة اشتمل عليها الادب العربي الحديث، وهي ظاهرة المدينة في الأدب، ويتناول المدينة الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو عند الكاتب والأديب مريد البرغوثي، ويبين مدى التغير والتطور الذي ظهرت عليه، والصورة المتحولة التي رسمها البرغوثي للمدن التي وردت في روايتيه (رأيت رام الله، وولدت هناك ولدت هنا).
واعتمدت في دراستي على المنهج الوصفي التحليلي، من خلال وصف لبعض الظواهر التي تطرق لها البرغوثي، وتحليل النصوص للوصول إلى تلك الصور التي حاول البرغوثي إبرازها.
كلمات مفتاحية: المدينة، أوسلو مريد البرغوثي
Abstract
This research is a study that falls within a new phenomenon included in modern Arab literature, which is the phenomenon of the city in literature and deals with the Palestinian city after the Oslo agreement by the writer Mureed Al-Barghouti, and it shows the extent of change and development that appeared on it, and the transformed image drawn by Al-Barghouthi for the cities mentioned in his two novels (I saw Ramallah, and I was born there. I was born here.)
In my study, I relied on the descriptive analytical method, by describing some of the phenomena that Barghouti touched upon, and analyzing texts to reach those images that Barghouti tried to highlight.
Keywords: The city, Oslo, Murid Barghouti
مدخل:
للمكانِ دورٌ هام في بناءِ العملِ الروائيّ، إذ يعدّ العمودَ الفقريَّ الذي يربطُ أجزاءَ العملِ بعضُها ببعض، كما يعدُّ الأرضيةَ التي تتحركُ عليها الأحداثُ، لأنَّ الصراعَ في العملِ الفنيّ بينَ الشخصياتِ لا يحدثُ في الفراغِ، بل يضمُّه زمانٌ ومكانٌ محددين.
هذا ما كان من مريد البرغوثي قي روايتيه (رأيت رام الله، وولدت هناك ولدت هنا)، فقد كانت المدينة الفلسطينية بعد اوسلو محور هاتين الروايتين، فجاءت الصورة عند البرغوثي مغايرة لتلك الصورة التي كانت محفورة في ذاكرته قبل ثلاثين عامًا.
هل كان لاتفاقية أوسلو الدور الأساس في تبدل هذه الصورة؟ وهل توقع البرغوثي أن يجد المدينة الفلسطينية بغير الصورة التي بدت أمامه؟ وهل لعب الزمن والشخوص دورًا في تغيير هذه الصورة؟
واتفاقية أوسلو يجمع السياسيون وغيرهم بشأنها على أنّها أحدثت فجوة عميقة بين واقع الفعل والممارسة والمقاومة وبين واقع القول والتصريح والاستنكار، فلم تعد الثوابت التي تغنى بها الثوار في أماكن لجوئهم، ولم تعد الممارسات الثورية والعمليات الفدائية، كما كانت قبل توقيع اتفاق أوسلو؛ فانقلب الحال رأسًا على عقب، فالثوار الذين كانوا ثوارًا الآن على مكاتبهم يتقاضون رواتب ضخمة، والمقاومون وأبناء الانتفاضات الذين كانوا مقاومين تم تفريغهم في مؤسسات السلطة، والاستيطان بات يلتف كالأفعى حول المدن الفلسطينية، والمدينة التي كانت تسودها المحبة والوئام ودفاع أهلها عنها بما أوتوا، أضحت مستباحة للدبابات الإسرائيلية، وتحدد جغرافيتها بناء على تقسيمات ابتدعها أوسلو، فمنها ما يقع ضمن مناطق(أ)، وأخرى ضمن مناطق(ب)، وثالثة ضمن مناطق(ج) .
من هنا اخترت الكتابة في هذا الموضوع، متتبعًا ما في المدينة من ملامح الثبات والتغير بعد توقيع اتفاق
أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وتنبع أهمية البحث من كونه يعالج قضية جديدة طرأت على المدينة الفلسطينية بعد هذا الاتفاق، كاشفًا النقاب عن الصورة التي ظهرت عليه المدينة بعد هذا الاتفاق، وهذا من شأنه أن يثري الدراسات الأدبية والتاريخية في استجلاء صورة المدينة الفلسطينية، والآثار المترتبة على هذا الاتفاق.
يهدف البحث الى تناول قضية جديدة تناولها الأدب الفلسطيني بشكل خاص، تتمثل في صورة المدينة بعد اتفاق أوسلو، بغية الوصول الى نتيجة مفادها، أن الصورة النمطية للمدينة قد تغيرت، وطرأ عليها أنماط جديدة بعد توقيع اتفاق أوسلو.
وجاء هذا البحث كذلك في كوني فلسطينيًا، فكان حريًا بي دراسة هذه الصورة وبيان الإجراءات الإسرائيلية على البشر والشجر والحجر، وهذا من شأنه أن يساعد في بيان الأثر لهذا الاتفاق على المدينة الفلسطينية.
يعاني الباحث ـــ غالبا ـــ من ندرة الدراسات النقدية والأدبية التي تناولت هذه الحقبة الحرجة، ومع ذلك فقد عثرت على بعض الدراسات التي لها علاقة باتفاق أوسلو بشكل عام كان منها:
1 ــ دراسة زين العابدين العواودة، البنية الدلالية لخطاب السيرة الروائية الفلسطينية المنجز بعد أوسلو
2ــ دراسة حسين الصليبي الرواية الفلسطينية وتجلياتها الفنية والموضوعية في الأرض المحتلة بعد اتفاق أوسلو.
3 ــ دراسة نبيل أبو علي، اتجاهات القصة القصيرة في فلسطين بعد اتفاق أوسلو.
إضافة إلى ذلك فقد كان لبعض المصادر والمراجع أهمية كبيرة في إنجاز هذا البحث.
فسجّل البرغوثي ذلك كله بعين المثقف الفلسطيني، وقلمه الراصد لتحولات الواقع الاجتماعي والسياسي والفكري والثقافي والاقتصادي في فلسطين الجديدة ، والفضاء المكاني الأرض، الوطن الكبير فلسطين، والوطن الصغير، رام الله، هو البطل الحاضر على الدوام في النص، إضافة الى المدن الأخرى كالقدس، وأريحا وجنين وغيرها .
وقد مثلت المدينة – موضوع هذا البحث – فضاء أساسًا لكثير من الروائيين العرب، وكانت لهم مواقف متباينة منها، فبعض هذه المواقف يمثل الرفض، والعداء، والكراهية غير المحدودة للمدينة، وبعض هذه المواقف يتمحور على أن المدينة عالم ضاج ومزدحم بالنماذج الإنسانية والحياة والمفارقات، يستطيع الإنسان أن يجد فيه عوالم لا حدَ لها من التجارب، وبذلك يستطيع أن يدين الحياة في المدينة من خلال انطباعاته لعوالمها المختلفة .
يعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي، من خلال تتبع روايتي مريد البرغوثي( رأيت رام الله، وولدت هناك ولدت هنا)، وتحليل بعض النصوص ذات العلاقة والوقوف على الأسباب الكامنة وراء ذلك، فجاء هذا البحث ضمن سبعة محاور تشكلت منها مدينة البرغوثي قي روايتيه السالفتين.
عتبة العنوان:
جاء العنوان مناسبًا لما يغري، جاذبًا قارئه المفترض، وناجحًا لما يناسب نصه ، وهو عند لوي هويك” مجموعة من الدلائل اللسانية، يمكنها أن تثبت في بداية النص من أجل تعيينه و الإشارة إلى مضمونه الإجمالي ومن أجل جذب الجمهور المستهدف” .
تفتح عتبة العنوان جملة من الأسئلة تشوق المتلقي للبحث عن إجاباتها في بهو النص ودهاليزه، فالعنوان إذن هو أولى عتبات القارئ التي يقيس دلالاتها على جميع مضامين النص،” فهو مفتاح الدلالة الكلية التي يستخدمها القارئ الناقد مصباحًا يضيء به المناطق المعتمة في النص، والتي يستعصى فهمها إلا من خلال العودة إلى العنوان ، أو لنقل أنه المفتاح الإجرائي الذي يمدنا بمجموعة من المعاني التي تساعدنا في فك رموز النَّص وتسهيل مأمورية الدُّخول في أغواره وتشعباته الوعرة .
وهو مجموع النصوص التي تحيط بمتن الكتاب من جميع جوانبه:حواش وهوامش وعناوين رئيسة وأخرى فرعية وفهارس ومقدمات وخاتمة وغيرها من بيانات النشر المعروفة التي تشكل في الوقت ذاته نظامًا إشاريًا ومعرفيًا لا يقل أهمية عن المتن الذي يحفره أو يحيط به، بل إنّه يلعب دورًا هاما في نوعية القراءة و توجيهها .
وإذا ما عدنا إلى عنوانات روايات مريد البرغوثي نجد للمدينة حضورًا مميزا فيها، فأولى هذه الروايات وسمها بـ( رأيت رام الله)، فالعنوان مركب من لفظتين وعبر هذه العتبة النصية ندرك الدور الجوهري الذي يضطلع به الفضاء المديني، ويبقى السؤال معلقًا على من لم يقرأ الرواية، أية رؤية قصدها البرغوثي في عنوانه السابق ؟ وما الحكم الذي بإمكاننا أن نطلقه على هذه الرؤية، أهي سلبية ام إيجابية؟
مثلت لفظة(رأيت) واقعا مريرًا عاشه اللاجئ الفلسطيني الذي حرم من وطنه، ويبدو أن هذا الحرمان سيطول، لذا فقد استخدم البرغوثي رأيت ولم يستخدم عدت، فالعودة استقرار وقرار أكبر من أوسلو ذاته، أما لفطة (رأيت) فتمثل البرغوثي زائرًا عابرًا، أيام معدودات ويعود أدراجه من حيث جاء.
وروايته الثانية، (ولدت هنا ولدت هناك) يظهر النسق الشاعري الذي يتجاوز ما هو مألوف، فالعنوان مستل من عشق الروائي للمكان، ويعبر عن حب دفين لمرحلة الصبا، وتظهر في العنوان تلك المسافة الطويلة القصيرة، فهناك وهنا اسما إشارة يمثلان تلك المسافة التي فرضت على الفلسطيني، وبات تعدد الأمكنة عنده أمرًا بدهيًا، فارتبط العنوان بالمكان الوطن، والمكان المنفى.
المحور الأول: المدينةُ، بنودٌ مكتوبةٌ وحريةٌ مسلوبةٌ:
كلنا على يقين تام أن اتفاقية أوسلو وقعت بين طرفين متنازعين إسرائيل من جهة ومنظمة التحرير من جهة ثانية، وقد جاءت هذه الاتفاقية لتلزم طرفيها بالبنود والمواثيق المنصوص عليها، والمعتمدة من الجهات الراعية للاتفاق والأمم المتحدة، لكن على ما يبدو أن إسرائيل ضربت بعرض الحائط كل الاتفاقيات والمواثيق، وهو ما يصوره مريد أدق تصوير، فإن كانت هذه الاتفاقيات تحرم على إسرائيل دخول المناطق المسماة(ِأ)، فالفعل على الأرض يختلف عما خطته الأقلام، يقول البرغوثي:
” ما زال الآخرون هم الأسياد على المكان، هم يمنحونك التصريح، هم يدققون أوراقك، هم يفتحون لك الملفات، هم يجعلونك تنتظر”
هذه الحقيقة المرة التي لمسها مريد في أول زيارة له إلى الأراضي الفلسطينية، فالواقع الذي شاهده جعله يطلق حكمه على سيادة إسرائيل على المدن الفلسطينية، بل وتعداها الأمر الى فتح وإغلاق هذه المدن كيفما شاؤوا، بأسباب وبدون أسباب:
” كانت حكومة إسرائيل قد قررت إغلاق الضفة منذ وصولي بسب الانتخابات العامة تخوفًا من عمليات حماس”.
هذه هي اليد الإسرائيلية وكأن المفتاح بيدها، تفتح وتغلق متى تشاء،” ولا ننسى اليد الإسرائيلية في تدمير حضارة المكان وجماليلته، الدمار ليس خارجيا بالدبابات، كما هو اليوم، إنما ثمة دمار اقتصادي بالتضييق والحصار، ناهيك عن الدمار الروحي في أن تكون مسعبدا، وأنت لست عبدا مستعنرا، وقد ولدتك أمك حرّا” .
حتى مدينة القدس والتي كانت ضمن الاتفاقيات، مكانًا دينيًا مفتوحًا لكافة الأديان يُحرم منها الفلسطيني، وتتنصل إسرائيل من عهودها تجاه هذه المدينة:
” الشرطي وحده الآن هو من يسمح لنا بالصلاة أو يمنعنا عنها، الشرطي الإسرائيلي الآن هو رب المدينة، أو يرغب أن يكون ربًا، الشرطي المسلح هو من ينظم ويقرر، لا السماوات ولا التمائم، لا حسرة فاقديها، ولا صبوات عشاقها”.
يبدو جليًا أن البرغوثي واحد من الروائيين الفلسطينيين الذين تعاملوا مع المرحلة التي أعقبت أوسلو بطريقة تقريرية مباشرة، تحدث فيها عن مساوئ الاتفاق ومظاهر فساده، وما نتج عنه من تغير في الأهداف والآمال، تمشيًا مع الواقع الجديد، وما فيه من مؤشرات واضحة للهزيمة بكل أسمائها ومظاهرها المتمثلة في بقاء الاحتلال .
تزخر روايات مريد البرغوثي بحوادث وممارسات عديدة، يظهر فيها السلطة الفعلية على الأرض وتظهر فيها سلطة الاحتلال القوة المتنفذة على الأرض، فالحواجز والاعتقالات واقتحام المدن أمر شبه يومي على أبناء رام الله (المحررة)، يقول في رواية ولدت هناك ولدت هنا:
” أما اقتحام الجيش للبيوت داخل المدن فيتم باختطاف شخص ما واتخاذه درعًا بشريًا، يرغمونه على الصعود إلى الدبابة” .
المحور الثاني: المدينة المحاصرة:
يكفي لكل مدينة من مدن الضفة الغربية حاجز واحد؛ ليطلق على المدينة أنها مغلقة يمنع الدخول أو الخروج منها، أو قد يسمح ذلك بعد عناء ومشقة، إذا كان هذا حال المدن الفلسطينية كرام الله وبيت لحم وغيرهما، فما بالك بالقدس منبع الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفي زيارة لمريد لهذه المدينة تتضح الصورة أمامه وأمامنا، ونعلم حجم المعاناة التي صبت على هذه المدينة بعد اتفاقية أوسلو، فبعد محاولات فاشلة منه لدخول المدينة، يدخلها هو وتميم بسيارة تحمل لوحة صفراء إسرائيلية:
” نصل الحاجز
ينظر الجندي الإسرائيلي بإهمال إلى وجوهنا ويشير بالمرور دون أن يطلب هوية أحد منا، ينط تميم من مقعده فرحًا، ويقبل رأس سام ويشكره.
سام يجيبه بالعربية ولكن بلكنة أهل البيرة المولودين في أمريكا:
تميم، أنت الآن على أبواب القدس”
أصبح لكل مدينة من مدن الضفة الغربية بعد اتفاقية أوسلو حدود جغرافية، وحدود تفصلها عن بعضها البعض، وما يحدد حدود هذه المدينة من تلك حاجز للجيش الاسرائيلي الذي يشعرك وكأنك داخل الى مقاطعة أخرى:
” بعد اتفاقية أوسلو ولمدة ثلاث او أربع سنوات، كان هذا الحاجز العسكري الإسرائيلي بين المدينتين واحدًا من مئات نقاط التفتيش الروتيني المنتشرة في كل مداخل المدن والقرى؛ لكنه سيتحول بالتدريج إلى نقطة حدود دائمة مشددة الحراسة؛ لمنعنا كلنا من الوصول إلى مدينة القدس”
فرام الله والقدس من الناحية الدلالية الرمزية تكاد تكون من وجهة نظر الروائي هي كل مدينة فلسطينية، استطاع من خلالها أن يصور واقعًا فلسطينيًا جديدًا، ضمن مرحلة تاريخية جديدة، وهذا الواقع يمكن تلخيصه بأن مفاتيح هذه المدن بيد الاحتلال طالما أن مفاتيح أوسلو ذاتها بيد الاحتلال.
بهدف الروائي إلى “منح القارئ إحساسًا بالمكان من خلال وصف الجزيئات المألوفة، وضروب الأنشطة المختلفة، ابتغاء إعطائنا ما يكفي لجعلنا نلقي بأنفسنا في أعماق العالم الموصوف؛ كي نفهم طبيعته بنفس الدقة التي نفهم بها عالمنا الخاص” ، فيقف البرغوثي على أدق التفاصيل التي سمعها وشاهدها بنفسه :
” تحدث عن الإغلاقات المستمرة للضفة وغزة، بجرة قلم من حكومة إسرائيل، يمنعون حتى القيادات من السفر إن أرادوا، تظن أنه بإمكانك الذهاب إلى القدس؟ أو حتى إلى غزة؟ أعلنوها منطقة مغلقة وحجتهم في هذه المرة الانتخابات، يمنعون المصلين من الوصول إلى الحرم حتى يوم الجمعة”.
وقوله أيضًا :
” إسرائيل تغلق أية منطقة تريدها في أي وقت تشاء، تمنع الدخول والخروج لأيام أو لشهور حتى تزول الأسباب، وهناك دائمًا أسباب، تنصب الحواجز على الطرقات بين المدن”.
فهاهو البرغوثي يلجأ إلى الوصف, ويبذل قصارى جهده للبرهنة على قدرته في جعلنا نرى الأشياء أكثر وضوحًا. ذلك أن الوصف هو: ” ذكر الشيء كما فيه من الأحوال والهيئات”، ثم يتساءل المتلقي لروايات البرغوثي عن جدوى هذا الاتفاق الذي يتيح للإسرائيليين التحكم بالطرق والمدن والقرى؟ وأية قسمة تلك التي انتصف بها الفلسطينيون من اتفاق لا يقدم معشار حق لهم.
المحور الثالث: المدينة المقاومة:
تنوعت أساليب المقاومة عند الفلسطيني، ويشير البرغوثي إلى أنماط متعددة اتبعها الفلسطيني في مقاومة المحتل، تشترك فيها النساء والرجال على حد سواء، فالنساء تخبئ المطاردين الفلسطينيين في منازلهن دون أن يدري بهم أحد، وجراحات سرية يجريها أطباء متطوعون للمصابين حتى لا يعتقلوا من داخل المستشفيات .
ومن الأمثلة الأخرى التي ابتدعها الفلسطيني في تحدي الاحتلال المجاهرة بالصلاة على الحواجز التي تقام على مداخل المدن:
” بين الحقائب المتناثرة يقف النابلسي وابنه للصلاة، فينضم إليهم عددًا من الركاب الذكور، فنضطر جميعًا لانتظار انتهائهم من الصلاة، إنها ظاهرة جديدة أقصد هذه العلنية الإسلامية في المجتمع”.
مع ما تعانيه السلطة من ترهل، ومع المؤشرات التي تشير إلى تفوق الإسرائيلي عدة وعتادًا، فلم يسقط من مخيلة الكاتب المدينة الفلسطينية المقاومة، المدينة التي ترفض الاستسلام والخنوع رغم الهدم والقتل؛ فهذه جنين تستبسل في وجه الدبابات الإسرائيلية أثناء اجتياحها:
” في المستقبل بعد سنوات، سوف يجتاح الجيش الإسرائيلي مدينة جنين، ويحاصر مخيمها ويمنع كل وسائل الاعلام وكل عربات الإسعاف من الاقتراب، يستبسل أهل المخيم في الدفاع عنه بإمكاناتهم القليلة، ولا يتمكن الجيش من دخوله إلا بعد أن يهدمه فوق رؤوس أهله”
فالمكان يصبح إشكالية إنسانية إذا ما اغتصب، أو إذا ما حرمت منه الجماعة؛ لذلك يكتسب تصوير المكان خصوصية بالنسبة للرواية الفلسطينية التي تتحدث عن مكان مغتصب، وعن نضال الشعب لاستعادته، وإشكاليات هذا النضال سواء في المكان المغتصب أو في أماكن للجوء والشتات .
المحور الرابع: المدينة المقدسة:
يتطرق البرغوثي في روايتيه إلى صورة المدينة المقدسة وتحديدًا مدينة القدس، والهيئة الجديدة التي ظهرت عليها بعد اتفاق أوسلو:
“إنهم يحددون عدد الفلسطينيين فيها، وعدد البيوت الفلسطينية، والنوافذ والشرفات والمدارس والحضانات، وعدد المصلين في يوم الجمعة والأحد، إنهم يحددون للسائح من أين يشتري هداياه، وأي الأزقة يسلك، وأي البازارات يدخل” .
هي صورة قديمة جديدة للمدينة المقدسة مع وتيرة أعلى في الإجراءات التعسفية ضد أبنائها، حتى الوصول إليها أصبح شبه مستحيل دون موافقة إسرائيلية على ذلك،
يرى بعض الدّارسين أنَّ ما يُكتب عن المدينة في الرّواية هو من قبيل المتخيَّل، الّذي يُصاغ برؤاهم وطرائقهم في السّرد، بحسب تصوّره لها، وليس المدينةَ نفسَها، وما يصل إلى المتلقّي هو فضاءٌ لُغويٌّ، يعادُ فيه تكوين أجزاء المدينة، وتكوين تصوّر عنها، يرتبط بتصوّر الرّوائيِّ، ورؤيته لها وللعالم.
ما سبق لا ينطبق على الأديب الفلسطيني مريد البرغوثي، الذي لا يبدع قصة متخيلة للقارئ إنه يعيش ذاتية مجتمعه، كيف كان؟ وماذا أصبح الحال عليه؟ إذ يقوم الغزو الصهيوني على استلاب المكان وتغيير معالمه والخطورة تكمن في أنهم يعملون على مسح هوية المكان وتغيير معالم المدن والآثار الإسلامية، بصورة معلنة أو خفية.
“_ هل ترى قوس البنايات في نهاية الأفق؟
– ما هذا؟
– إنها القدس.
– مش معقول، يمكن الوصول إليها مشيًا
– يمكن الوصول إليها يا سيد تميم بتصريح إسرائيلي فقط لا غير”
مدينته ككل المدن ومن حقه أن يتفاخر بها لولا إحاطة الجدران بها، ومنذ أصبح عدد الجنود فيها عدد مقدساتها آلاف المرات:
” القدس مدينة ككل المدن منذ بنيت حولها الجدران ونقاط التفتيش، ومنذ ملأتها المراكز الحكومية والمخبرون، وكاميرات التلصص على أعمدة الكهرباء، وقوانين الجنسية ومخافر البوليس ومعسكرات الجيش، والقدس أصبحت مدينة منذ أصبحت محرمة علينا”
هذه العبارات تنم عن الإحباط الذي سيطر على الروائي، ليجعل من إحساسه حادًا طاغيًا، وفي ظل هذه القسوة التي تعاني منها المدينة المقدسة، وفي ظل العمل على تغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي لها، تجعل ” الفرد يحس أن قيمًا عزيزة على نفسه قد تحولت عن طبيعتها، وفي النفور من هذا الوضع يحاول المرء أن يجد لنفسه مهربًا أو ممرًا”
المحور الخامس:المدينة والفساد المالي والإداري:
أظهر البرغوثي المدينة في عهد السلطة الوطنية الفلسطينية مدينة قائمة على الفساد والمحسوبية، وهو ما يحيلنا فيه الراوي إلى تصور واحد أن السلطة بعد اتفاق اوسلو لم تكن تملك أي تصور حول المدينة كمشروع حضاري جمالي، فهي عنده تحتوي على أشواق الرجال الغامضين وشهوتهم للسلطة من جهة، والسيطرة على فضاء المدينة من جهة أخرى ، حتى أولئك الشرفاء الذين جاؤوا من المنفى انغمسوا في الملذات وانشغلوا بجمع المال:
” ــــــ سألني كثيرون عن قبولك وظيفة مستشار فلم أستطع الدفاع عنك؟
ـــــ طبعا لن تستطيع الدفاع عني فما فعلته لا يمكن الدفاع عنه
ـــــــ ولماذا فعلت ما فعلت وقد كان الوزراء يرجفون من مجرد ذكر اسمك كمحقق؟
ــــــــ لا أحد يريد كشف الفساد حقًا، ولم أكن لأنجز شيئًا، عرضوا علي المنصب فقبلت
ــــــ وجهدك أين ذهب؟
ـــــ مع الريح.”
هل أصبح العثور على شخص أمين على أموال السلطة كمن يبحث عن إبرة في كومة قش؟ وهل استشرى الفساد المالي في مدينة رام اله بصفتها مركزًا لمؤسسات ووزرات السلطة، هذا ما يتضح من كلام البرغوثي حين يقول:
“إنهم يريدون إنقاذ ما يمكن انقاذه، قالوا: إنهم يبحثون عن شخص يؤتمن على المال العام، يقلص النفقات ويسرع العمل لتمام المشروع”
فرام الله عند مريد البرغوثي غريبة جديدة، على نحو مفارِق. رام الله التي أنهكها الاحتلال من ناحية، ورام الله التي تحاول أن تبحث عن ذاتها في ظلّ السلطة. ولا شكّ عندي أنّ رؤية رام الله عند البرغوثي مفارقة بكلّ المقاييس، وإن كانت رؤية رام الله، بعد هذا الغياب الطويل، إنجازًا بحدّ ذاته. رأى البرغوثي رام الله عجيبة ومتعددة الثقافات ، العجب في أنه لم يكن يتوقع ما شاهده، والعجب في أن معاول الهدم من أبناء جلدتنا.
” يسقط نظري على السيد نامق التيجاني فأتشاءم
لا أحب أن أرى هذا النامق
منظره يذكرني بالمخاطيات والرخويات،خصوصًا عندما يبتسم أو يضحك؛ فتظهر لثته العريضة بشكل يثير أعصابي” .
هذا ما أفرزته السلطة بعد أوسلو، أشكال استبدادية، مدينة مشبوهة قائمة على الاستغلال، أنشأت أجيالًا هدفها الأسمى السرقة واستغلال المناصب، فأولئك المستفيدون هم من يخشون زوال السلطة:
“المستفيدون استفادة مادية مباشرة وفورية من الوضع الجديد، هم وحدهم الذين يرون فيه انتصارًا يستحق الرقص والاحتفال، ويدافعون عنه بلا تحفظ”
فمجتمع المدينة أصبحت تمتلكه قيم مغايرة تختلف كثيرًا عن الصورة المثالية التي يحملها المجتمع الفلسطيني لنفسه، بأنه مجتمع يقاوم الاحتلال، فالإنسان فيها مهدد بالضياع في عالم الأشياء المادية التي تسحقه وتستبد به .
هذا ما أدركه البرغوثي الذي حاول منذ رجوعه الى أرض الوطن بالشهادة، تقديم الأفضل لسياسة وثقافة بلده، لكنه اصطدم بواقع مرير، فساد وإهمال ومصادرة للحقوق، بدأ يفقد قيمته ودوره الفعال في مدينة أتت على الأخضر واليابس، إلى أن وصل به الأمر إلى تقديم استقالته من منصب ــــ كان قد وافق على قبوله ـــــــ لما وجد الفساد قد استشرى بالمؤسسة، حاول جاهدًا أن يغير، وُعد بذلك عدل عن استقالته ولكن الأمور عادت أسوء من السابق ليصل به الأمر إلى نتيجة مفادها:
“مرة اخرى أغادر
مرة أخرى انسحب
مرة أخرى أهرب
مرة أخرى أجبن عن مناطحة الأوغاد” .
المحور السادس: المدينة والمثقف:
لم يترك البرغوثي في روايتيه بابًا إلا وطرقه، فهاهو يوجه شراعه تجاه المثقفين؛ ليجد الانفصام والجدلية في المدينة، انفصام وتناقض عاشه بعض المثقفين في ظل السلطة الجديدة، فالمثقف واكب الثورة الفلسطينية في المنفى، وعاش آلامها، تغنى بانتصاراتها، وبكى على انكساراتها، ولكنه غدا متماثلا معها يحاول أن يتكيف مع الحياة الجديدة، تحكمه الوظيفة والراتب لا المبادىء والثوابت:
“الجسم الأعظم من المثقفين الفلسطينيين تماهى مع السلطة، اقترب منها أكثر مما ينبغي له، ارتاح على مقاعدها، ولذ له أن يقلدها ويتماثل مع صفاتها” .
مع هذا لم يخل الأمر من مواقف يظهر فيها الحس الثقافي المتقد، فبمسرح القصبة تجتمع الرؤى والأفكار وكأنه سوق عكاظ، والجمهور الذي حضر بالآلاف استمع بشغف للشعر والأدب في أمسية حضرها مجموعة من الكتاب.
نشطت في رام الله فرق المسرح والتمثيل على يد الممثل والمخرج المسرحي، جورج ابراهيم:
” أحب أهل رام الله المكان، ونشطت فرق المسرحيين المحترفين والهواة في تقديم أعمالها المختلفة على خشبته” .
ولم تفت مريد وابنه فرصة نشر قصائد لهما في جريدة الأيام، ناهيك عن نشر تميم ديوان شعر له بالعامية بعد طلب بيت الشعر ذلك.
أما فيما يخص المعالم الثقافية، فالواضح أن تطورًا ما قد حصل عليها، وهذا ما لاحظه البرغوثي أثناء زيارته لجامعة بيرزيت:
“على هذه التلال الجميلة الآن، أبصر بعيني مدرسة بيرزيت القديمة، وقد أصبحت من الجامعات التي لها مكانتها العلمية المعترف بها…. في جولتي في الجامعة؛ لمشاهدة حرمها وكلياتها ومبانيها الحجرية البيضاء ومدرجاتها، وجدتني أقف على مدخل كلية العلوم”
ومما يلاحظ على الفلسطيني الذي يعيش في ظل هذه الظروف الصعبة، أنه ورغم ذلك لم يغفل الجانب التعليمي الثقافي، فخلال زيارة البرغوثي لجنين يشد بصره التطور العمراني لهذه المدينة، وترقب أهل المدينة لصرح علمي كبير:
” كان الحديث دائرًا حول بناء الجامعة الأمريكية في جنين” .
المحور السابع: الجوانب الايجابية:
رغم ما ذكرناه من جوانب سلبية وقصر يد السلطة على كثير من الجوانب السياسية والأمنية، ورغم التضييق والحصار الذي تتعرض له المدينة الفلسطينية بين الحين والآخر، رغم ذلك كله تظهر المدينة وكأنها ذات استقلالية ذاتية، تتمع بشيء من النفوذ، فمدينة اليوم تنتشر في أرجائها الوزارات، وتمتلك حق إصدار هوية هنا أو تصريح هناك:
دخلنا على (أبو ساجي)، فقام من وراء مكتبه رافعًا هوية تميم بيده اليمنى، عانقه وسلمه الهوية”.
ورام الله رغم ما ذكره الكاتب من تضييق وحصار، إلا أنها تقاوم وتأبى إلا أن تكون مدينة جميلة، يتعايش فيها الجميع دون تمييز ديني أو عرقي:
” من الأمور الجميلة في رام الله، أنها مجتمع رحب وشفاف، نسيجه مسيحي إسلامي، تتمازج فيه طقوس أصحاب الديانتين….، رام الله لا تعرف أسئلة المذاهب والطوائف والمعتقدات… الشرطة الفلسطينية تنظم المرور بكفاءة… النظافة عادت الآن كما عرفناها دائمًا سمة من السمات المميزة لرام الله” .
فهذا خليط من البشر يعيشون بوئام، بوحدة وطنية، تذوب في رام الله الطائفية، وتتسع للمسلمين والمسيحيين على حد سواء
خاتمة:
وقبل طي صفحات هذا البحث أرى أنه من الضروري التنبيه إلى أن روايتي البرغوثي جاءتا عقب زيارتين خاطفتين للدولة الفلسطينية الجديدة بعد اتفاق أوسلو، لذلك نلتمس له عذرًا بعدم وقوفه على بعض الصور التي بدت بوضوح في بعض المدن التي زارها، والتي كان التغير فيها باديًا أكثر من صور أخرى وقف عندها، وهذه جملة من الثمار والملاحظات أقدمها في نهاية هذه السطور:
1ــ إذا كانت روايات البرغوثي تندرج تحت ما يسمى روايات المدن كما يظهر من العناوين، فإن الروائي تعامل معها بصورة مختزلة جزئية، وتعامل مع المدينة بصفة عامة، دون أن يتعرف إلى الصندوق الأسود الكامن في مدينة رام الله وغيرها من المدن.
2ـــ قدم الكاتب أنماطًا بشرية متعددة تشكلت منها مدينته، فقدم الشخصية الإيجابية إلى جانب الشخصية السلبية، وقدم الشخصية المقاومة إلى جانب الشخصية المستسلمة.
3ــ يمثل المكان عند البرغوثي أكثر من كونه إطارًا تاريخيًا أو جغرافيًا، فنجده تارة يقسو عليه وعلى بعض مظاهره، وتارة أخرى نجد العشق المتأصل داخله تجاه هذا المكان.
4ــ أخذت روايات البرغوثي طابع السيرة الذاتية مع اعتماده الكبير على تقنية الاسترجاع .
5ـ كان لمعارضة البرغوثي لاتفاق أوسلو دور كبير في إبراز الصورة التي ظهرت عليها المدن الفلسطينية فطغت الجوانب السلبية على الجوانب الإيجابية بقصد أو بدون قصد.
قائمة المصادر والمراجع :
*البرغوثي، مريد: رأيت رام الله، ط4، الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي، 2011م.
*البرغوثي، مريد: ولدت هناك ولت هنا، ط1، بيروت، رياض الريس، 2009م.
المراجع العربية:
*بلال، عبد الرزاق: مدخل الى عتبات النص، دراسة في مقدمات النقد العربي القديم، بيروت، 2000م.
* بلعابد، عبد الحق: عتبات جيرار جينيت من النص إلى المناص، ط1، بيروت، الدار العربية للعلوم ناشرون، 2008م.
*بن جعفر، قدامة: نقد الشعر, القاهرة, المطبعة المليجية, 1935م.
*حمداوي، جميل: السيموطيقا والعنونة، الكويت، عالم الفكر، عدد23، مج 25، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1997م.
*الخبو، محمد: مدخل إلى الخطاب الإحاليّ في الرّواية، ط1، تونس، مكتبة علاء الدّين، 2006م.
*عباس، إحسان: اتجاهات الشعر العربي المعاصر، عالم المعرفة، عدد2، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1978م.
*عبد الهادي، فيحاء، نماذج المرأة البطل في الرواية الفلسطينية، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1997م.
*قاسم، عدنان: الاتجاه الأسلوبي في نقد الشعر العربي، ط1، مصر، الدار العربية للنشر والتوزيع، 2000م.
المراجع الأجنبية والمترجمة:.
*روجر، هينكل: قراءة الرواية، مدخل الى تقنيات التفسير، تر: صلاح رزق، القاهرة، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، 2005م
*Leo. H.Hoek .la marque du titre, dispositifs sémiotiques d’une Pratique textuelle, ed. La Haye mouton, Paris ; 1981
الرسائل الجامعية والدوريات والمواقع الالكترونية:
*الخواجة، ميساء: المدينة وتحولات الحرب، مجلة جامعة الملك عبد العزيز، الآداب والعلوم الإنسانية، المجلد 24، 2016 م.
* الصليبي، حسين: الرواية الفلسطينية وتجلياتها الفنية والموضوعية في الأرض المحتلة بعد اتفاقية أوسلو(رسالة ماجستير)، غزة، الجامعة الإسلامية، 2008م.
*عدوان، عدوان: المكان في الرواية الفلسطينية بعد أوسلو 1993، (رسالة ماجستير)، الجامعة الاردنية، 2005م.
*العواودة، زين العابدين: البنية الدلالية لخطاب السيرة الروائية الفلسطينية المنجز بعد أوسلو، غزة، مجلة الجامعة الاسلامية للبحوث الانسانبة، مج: 20، عدد1، 2012م.
*المقداد، زرياف، دلالات المكان في الرواية الفلسطينية، مؤسسة القدس للثقافة والتراث، 2011م.
.awu-dam.org/mokifadaby/412/mokf412-038.htm
*ناصر، زاهي: القرية والمديتة في الرواية الفلسطينية المعاصرة أحمد رفيق عوض نموذجا(رسالة ماجستير)، 2006م.
*الهادي، بوذيب:المدينة والسلطة في الرواية الجزائرية، عدد24، مجلة الخطاب، جامعة مولود معمري تيزي وزو، 2017م.
*هيبي، فياض: تحولات المدينة في الرواية الفلسطينية، المجلة الثقافية الجزائرية، 2017م، thakafamag.com