البحث السوسيولوجي في العالم العربي: بين الضرورة النقدية وهاجس الوقوع في مطب الأحكام القيمية
Sociological Research in the Arab World:
Between Critical Necessity and Obsession to Falling into the Hump of Value Judgments
د.ريم لونيسي/جامعة باتنة 1، الجزائر
Dr.Rim Lounissi/University of Batna 1 , Algeria
مقال منشور في 78مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 78 الصفحة 115.
ملخص:
تستدعي الضرورة العلمية والمنهجية في البحث السوسيولوجي إخضاع الظواهر محل الدراسة للملاحظة والتمحيص والنقد، غير أن الكثير من الباحثين يقعون في فخ الأحكام المسبقة عند تحليلهم لمختلف الظواهر الاجتماعية، وعليه جاءت هذه الورقة البحثية لتسليط الضوء على ضرورة إخضاع الظواهر للنقد العلمي الموضوعي بعيدا عن الذاتية وتأكيدا لضرورة تمكن الباحث السوسيولوجي من فنون الاستدلال المنطقي من خلال العلية وتقديم الحجج والبراهين البالغة والبليغة.
الكلمات المفتاحية: بحث سوسيولوجي، ضرورة نقدية، موضوعية، أحكام قيمية، ذاتية.
Abstract:
The scientific and methodological necessity in sociological researchcalls for subjecting the studied phenomena to observation, scrutiny and criticism. However, many researchers fall into the trap ofprejudging when analyzing various social phenomena. Therefore, thisresearch paper aims to highlight the necessity of submitting phenomena to objective scientific criticism away from subjectivity and emphasizing on the necessity of allowing the sociological researcher to use the logical reasoning arts through causality and presenting rhetoric and eloquent arguments and proofs.
Keywords: Sociological Research – Critical Necessity – Objectivity – Value Judgments – Subjectivity.
مقدمة:
يتحدد الفرق بين البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والبحث العلمي في العلوم الطبيعية في كون هذا الأخير يبدأ من منطلقات ومسلمات ثابتة ليصل إلى نتائج وحقائق ثابتة أيضا يمكن تعميمها خارج الإطار الزمكاني الذي وجدت فيه، بيد أن البحث في العلوم الاجتماعية يتميز باستحالة الثبات فالمنطلقات والنتائج في البحث الاجتماعي متغيرة يتعسر –إن لم نقل يستحيل- تعميمها، وبما أن البحث السوسيولوجي جزء من البحث الاجتماعي فيقع عليه ما يقع عليه (أي على البحث الاجتماعي)؛ وبالنظر للخصوصية التي يتميز بها البحث السوسيولوجي فإن أكثر الأمور التي تحتاج إلى معالجة هو النقد الذي يشكل مركز ثقل المنظومة المعرفية في علم الاجتماع لأنه يستفز فكر الباحث ويحفزه على التحليل المنطقي، فلا يمكننا فهم الوقائع الاجتماعية وتذوقها تذوقا حقيقيا بمعزل عن معرفة أسباب وظروف حدوث الواقعة الاجتماعية لاستشراف مستقبلها والتنبؤ بنتائجها وهو ما لا يتم تحصيله إلا من خلال نظرة نقدية موضوعية وعلمية بعيدة عن الأحكام القيمية والتمحور حول الذات، فالنظرة النقدية في البحث السوسيولوجي لابد أن تأخذ لها موقعا في بنية فكر الباحث لتجنيبه الانسداد الفكري والجفاف المعرفي وفي هذا الصدد يقول الدكتور “علي زيكي”بأنه من نتائج “الانسداد الفكري أن الناس باتت تعيش في زمان قل فيه التعجب أو انعدم تماما، طالما أن كل شيء فيه أصبح معروفا ومألوفا”[1]، وهو ما ذهب إليه أيضا رواد مدرسة فرانكفورت كـأدورنوالذي هاجم غياب النقد ورتابة ثقافة الجماهير حيث قال: “لقد حولت المؤسساتية الجامدة الثقافة الجماهيرية الحديثة إلى وسيط لخيالات تتجاوز حدود ضبط النفس وتوازنها. فالتكرارية، والتطابق مع الذاتية، والانتشار الكلي Ubiquity للثقافة الجماهيرية، الحديثة، تنحو نحو جعل ردود الأفعال آلية، وإضعاف قوة المقاومة الفردية.”[2]
- تحديد مفاهيم الدراسة:
1-1 تعريف البحث العلمي والبحث السوسيولوجي:
جاء تعريف البحث العلمي عند ثريا عبد الفتاح ملحس على أنه: “محاولة لاكتشاف المعرفة أو التنقيب عنها أو تنميتها أو فحصها وتحقيقها بتقص دقيق ونقد عميق”[3]، وفي تعريف آخر يُنظر للبحث العلمي على أنه “أسلوب علمي موجه لاستعراض حقائق معينة يستند إلى افتراضات منطقية من أجل الخروج بمعالجات موضوعية لمشكلة محددة بغية تحقيق غايات علمية مطلوبة”[4]
من خلال التعاريف السابقة نجد أن البحث العلمي ينطوي على إحساس بمشكلة معينة تدفع الباحث إلى محاولة اكتشاف حقيقتها بالاستناد على فرضيات يتم من خلالها تقصي الحقائق ونقدها نقدا عميقا للوصول إلى معالجات موضوعية للمشكلة المدروسة.
أما البحث السوسيولوجي فهو:
حسب بوب ماتيوز: “الاستقصاء المنظم، والمنضبط والامبريقي، والنقدي للفروض التي توضع بشأن بعض العلاقات التي يفترض وجودها بين الظواهر”[5]، وعرفه عبد الحميد بوطة على أنه: “نشاط علمي منظم، وموجه يتبع فيه الباحث الاجتماعي خطوات المنهج العلمي، من أجل الوصول إلى معرفة الظاهرة الاجتماعية المدروسة وتفسيرها والكشف عن القوانين التي تحكمها والتنبؤ بمآلاتها، وهو عملية دورية تبدأ بتحديد المشكلة وإعطاء الفروض، ثم تصميم البحث وجمع البيانات وترميزها وتحليلها وصولا إلى التعميم.”[6]
وعليه فالبحث السوسيولوجي شأنه شأن البحث العلمي يسعى للوصول إلى الحقائق العلمية عند دراسة الظواهر الاجتماعية بخطوات علمية منظمة تحليلية ونقدية، للوصول إلى نتائج يمكن تعميمها.
1-2 تعريف النقد:
النقد في اللغة: جاء في لسان العرب >>نقد الشيء ينقده نقدا إذا نقره بأصبعه كما تنقر الجوزة… وفي حديث أبي الدرداء قال: إن نقدت الناس نقدوك وإن تركتهم تركوك<<[7]أي إذا عبتهم عابوك وإذا تركتهم تركوك، إذا فالنقد هنا هو تبيان العيوب وإبرازها.
أما اصطلاحا فيقصد بالنقد: “فن الحكم، أي الفصل بين الأشياء والحقائق التي يختلف حولها ووضعها موضع التساؤل. وهو بهذا أحد أهم القابليات العقلية في الاختبار والحكم التي يملكها الإنسان والتي تجنبه الخطأ والظلال”[8]،وبالتالي فهو أسلوب عقلي يتم من خلاله رفض شيء ما بهدف تعديله أو إلغائه، وفي السوسيولوجيا يعني النقد:”ذلك التوجه الذي يتناول المفكر أو الباحث من خلاله مجموعة قضايا تشكل إطارا نظريا لنقد النظام الاجتماعي القائم أو الكشف عن تناقضاته بحثا عن نظام اجتماعي تنتفي فيه هذه المتناقضات”[9].
1-3 تعريف الموضوعية:
تعرف الموضوعية على أنها الخاصية حيث تكون “خطوات البحث العلمي كافة قد تم تنفيذها بشكل موضوعي وليس شخصي متحيز، مما يقتضي على الباحث أن يترك مشاعره وآرائه ومعتقداته وأفكاره جانبا حتى لا تؤثر على النتائج التي يمكن التوصل إليها بعد تنفيذ مختلف المراحل أو الخطوات المقررة للبحث العلمي”[10]،هذا عموما. وفي البحث السوسيولوجي تعني الموضوعية:
“دراسة الظاهرات والمشاكل الاجتماعية كأشياء خارجة ومستقلة عن الباحث. لأنها تمثل إحدى القواعد الرئيسية للروح العلمية التي تتضمن استقلالا فكريا لا تعترف إلا بسلطة العقل وسلطة التجربة والواقع، وهي بذلك تمثل منبع المعرفة العلمية”[11]، وبهذا المعنى تستلزم الموضوعية إلغاء كل الاعتبارات الإيديولوجية، العاطفية، الانفعالية وتحاشي التعصب لأي اتجاه سواء كان ديني، سياسي، فكري بعينه وإنكار كل البديهيات والأحكام المسبقة حول الظواهر محل الدراسة، والقيام بالنقد الموضوعي من خلال المحاججة وتقديم البراهين الصادقة.
- أهمية البحث السوسيولوجي في المجتمع:
يعمل البحث العلمي عموما على تحقيق مجموعة من الأهداف على المستوى الاقتصادي والاجتماعي في المجتمعات، أهمها:
- العمل على الاستغلال الأمثل للموارد الاقتصادية (طبيعية، مادية…).
- الرفع من معدل الإنتاجية من خلال الاستثمار في رأس المال البشري.
- المساهمة في التطور التكنولوجي وما يصاحبه من تطور اقتصادي.
- الرفع من المستوى التعليمي للأفراد وما يصاحبه من تحسن في معدل الأجور وارتفاع في المستوى المعيشي وبالتالي تحقيق الرفاه الاقتصادي لأفراد المجتمع.
- تحسين مستوى وجودة الخدمات الصحية وما يصاحبه من رفع في معدل أعمار أفراد المجتمع.
أما بالنسبة للبحث السوسيولوجي فتنبع أهميته من أهمية السوسيولوجيا في حد ذاتها، باعتبارها العلم الأكثر ارتباطا وصلة بالحياة اليومية لأفراد المجتمع وأنشطتهم المتنوعة والمشكلات التي تعترضهم، وعليه فالسوسيولوجيا تسعى إلى فهم الواقع الاجتماعي برمته وإيجاد حلول للقضايا والمشكلات التي تؤرق أفراد المجتمع.
- واقع البحث السوسيولوجي في الدول العربية والتحديات التي يواجهها:
هناك مجموعة من المحددات التي تعبر عن واقع البحث العلمي عامة والسوسيولوجي خاصة في الدول العربية أهمها:[12]
- ضيق نطاق البحوث العلمية: ويعود السبب في ذلك إلى ميل البحوث الجامعية إلى الجانب الأكاديمي أكثر من ميلها إلى الجانب التطبيقي، نتيجة صعوبة الحصول على المعلومات والبيانات المتعلقة بالبحوث التطبيقية وذلك راجع للإجراءات البيروقراطية التي تفرضها المؤسسات الرسمية وامتناع بعضها عن إعطاء المعلومات المطلوبة بحجة السرية.
- عدم وجود استراتيجيات واضحة في مجال البحث العلمي تكون لديها أهداف ووسائل واضحة: حيث يتم اختيار البحوث العلمية وفقا لخطط تعد من قبل المراكز البحثية والجامعات، قد لا تتناسب مع الواقع ولا تعالج المشكلات والتحديات التي يواجهها المجتمع، وهو ما يؤكد حالة الانعزال والقطيعة بين المؤسسات العلمية من جهة والمؤسسات الحكومية والمجتمع من جهة أخرى.
- اعتماد مراكز البحوث والدراسات على التمويل الحكومي بشكل كبير: يعتبر تمويل البحوث العلمية من أهم محددات واقع البحث العلمي والسوسيولوجي في الدول العربية حيث يقع على عاتق الحكومات بنسبة (80-90%)، بينما تبقى مشاركة القطاع الخاص في دعم البحث العلمي ضعيفة جدا.
- ضعف مهارات البحث العلمي لدى الباحثين: وتتعلق هذه المهارات أساسا في: اختيار موضوع البحث، تحديد المشكلة وعدم الخلط بين الأهداف والأهمية، ووضع خطة البحث، فضلا عن ضعف الرغبة البحثية الجادة لدى الباحثين في التحري عن الأسباب الحقيقية للمشكلة المدروسة ومحاولة توفير الحلول المناسبة لها، بحيث تبقى مجرد بحوث أكاديمية للحصول على شهادات وترقيات كما سيتم توضيحه لاحقا.
نتيجة هذا الواقع يواجه البحث العلمي السوسيولوجي في الدول العربية مجموعة من التحديات أهمها:
أول مشكلة تواجهها البحوث السوسيولوجية في العالم العربي: هي غياب المسعى الجاد والدافع الحقيقي للبحوث التي تم إنجازها، فهي بحوث أكاديمية يتم إعدادها بغرض الحصول على شهادة ووظيفة أو للترقية الوظيفية، وليس مسعاها الحقيقي إيجاد الحلول للمشكلات المجتمعية والتنبؤ بمستقبلها للتمكن من التحكم في نتائجها.
عزوف الجهات الرسمية عن الأخذ بنتائج البحوث والاستعانة بها لحل المشكلات المختلفة التي تناولتها هذه الدراسات.
تقليد البحوث الأكاديمية الغربية التي تم إعدادها لتفسير واقع اجتماعي مغاير تماما له خصائصه المختلفة كلية عن الواقع الاجتماعي العربي.
بالإضافة إلى مجموعة التحديات التالية:
الاعتقاد في غربية العلم وهو “اعتقاد إيديولوجي أفرزته أيديولوجية القرن التاسع عشر حيث تحول إلى قناعة ترسخت في العقول، عقول المثقفين العرب أنفسهم وكذلك عقول الساسة وأصحاب القرار لديهم.”[13]، ناهيك عن عدم الاهتمام بالعلم والبحوث العلمية، ضعف التقنية وعدم ملاءمتها لمتطلبات التنمية، ضعف الإنفاق الحكومي على الأبحاث وعدم توفر المناخ العلمي الداعم للإبداع.
- أهمية النقد في البحث السوسيولوجي:
تتمظهر الضرورة النقدية في البحث السوسيولوجي من خلال وظيفة الباحث السوسيولوجي ذاته، فمنذ “سنوات عدة يدور نقاش حاد في المجتمع الإنساني حول الدور المناسب لما يجب أن يقوم به علماء الاجتماع. فهناك من يتساءل هل يجب على علماء الاجتماع أن تبقى ملاحظاتهم وتحليلاتهم للأحداث الاجتماعية، وبناؤها حيادية؟ أم يتعرضون إلى تقييمها ونقدها بصورة أخلاقية؟”[14].
الإجابة على هذا السؤال تقودنا للتفكير في موضوع علم الاجتماع ودوره والذي “لا يمكن الإشارة إليه بتعريف، وإنما بالعمل النقدي وبرفض تصديق جميع التفسيرات، ابتداء من التعقيل الذي يسوغ الفاعل به أفعاله، حتى المعنى المتجسد في المقولات الإدارية، التي تبدو أبعد ما يكون عن أن تصبح محملة بالمقاصد”[15].
وعليه يجب علينا رفض كل البديهيات والعموميات المنتشرة عن المجتمع، وأن “ننبذ بقوة التقسيمات الخاطئة التي تؤدي بنا إلى التساؤل عن طبيعة العمل، وماهية الثقافة، والقوانين الاقتصادية، ومبادئ الحياة السياسية، وشروط الاستقرار الاجتماعي. لأن في هذا عددا من الحيل عن نظام الأشياء، في سبيل منع التحليل السوسيولوجي من الظهور”[16] وهذا ما يضرب علمية السوسيولوجيا ويضعها في المحك، لذا كان ولابد من إنكار كل البديهيات والأحكام المسبقة عن المجتمع والوقائع الاجتماعية، والنظر إليها نظرة نقدية علمية موضوعية.
- البحث السوسيولوجي بين النقد الموضوعي والذاتية:
نوه العديد من علماء السوسيولوجيا إلى ضرورة تجنب الأحكام القيمية التي تهدد البحث السوسيولوجي وتقوده إلى نتائج مغلوطة، وهذا ما ذهب إليه إيميل دوركايم حينما وضع قواعده عن المنهج السوسيولوجي الذي حث فيه على دراسة الظواهر الاجتماعية كأشياء والتخلص من كل البديهيات والأحكام المسبقة،
كما أكد عليه عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر حينما ميز بين “حكم القيمة والارتباط بالقيم: يتضمن حكم القيمة عرض قبلياته وتقويم أفعال الغير انطلاقا مبادئه الخاصة وهو ما يجب أن يلغى في السوسيولوجيا في حين أن الارتباط بالقيم يمكنه، على العكس، توجيه عالم الاجتماع في مسعاه.”[17]، فالموضوعية العلمية تعني “موقف وحكم، ولا يمكن أن تكون امتناعا عن اتخاذ موقف، أو توقفا عن إصدار حكم، بل تدل لفظة الموضوعية على محتواها دلالة مباشرة، فالحكم الموضوعي حكم قد التزم بالموضوع المحكوم عليه.”[18]
لكن هذه الأحكام يجب أن تدعم بحجج تؤكد صدقها ومصداقيتها للتمكن من إقناع المتلقي بالأفكار المطروحة فالمدركات العادية للباحث لا يمكن أن تكون مبررا بل يجب عليه أن يقدم حججا دامغة تدعم مزاعمه، غير أن ما يقع فيه الباحث هو مصيدة الأحكام الذاتية بدل الموضوعية والاستدلال الزائف والمغالطات التي تعبر عن “خطأ منطقي؛ حيث يرتكب المرء مغالطة حينما تعجز الأسباب المقدمة أو المقبولة لدعم زعم معين عن تبرير تقبلها. وقد ترتكب المغالطة في حالتين: عندما يقرر المرء إما أن يقبل بالزعم على أساس حجة مغلوطة طرحت عليه أو لا يقبل به، أو عندما يقوم هو نفسه بطرح هذه الحجة المغلوطة.”[19]
مما سبق، يتضح أن الموضوعية المطلقة معيار صعب التحقيق لذا كان لزاما على الباحث السوسيولوجي أن يستعين ببعض الوسائل الوقائية لتطبيق مبدأ الموضوعية النسبية في البحث السوسيولوجي، والتي يمكن تحديدها فيما يلي:[20]
- الدقة: ونعني بها أن العالم يتأكد دائما من أن وضعه للأشياء التي يلاحظها مطابق لما هي عليه في الواقع.
- التحديد: أي تعيين درجة معينة للشيء الملاحظ. فإذا قلنا أن جميع أشجار الغابة ميتة أو أن 90% منها ميتة لكانت ملاحظتنا دقيقة ومحددة أيضا.
- التسجيل الدقيق: يلجأ العلماء دائما إلى تسجيل ملاحظاتهم بدقة حتى يمكن الرجوع إليها فيما بعد ومقارنتها بملاحظات غيرهم وهم لا يعتمدون على ذاكرتهم بل يستخدمون أجهزة للتسجيل الدقيق في مختلف المجالات.
- وضع فرضيات تجريبية متعلقة بالمشكلة المدروسة.
- الاستفادة من أدبيات ونظريات ونتائج البحوث السابقة.
- توضيح المفاهيم الاجتماعية المتعلقة بموضوع الدراسة.
- استخدام التحليل العلمي المبني على الحيدة والموضوعية في دعم ورفض فرضيات الدراسة مستخدما أدبيات ونظريات على الاجتماع من أجل دعم تحليله بحقائق علمية ونظرية في مجال علم الاجتماع.
خاتمة:
لقد أثار موضوع النقد العلمي الموضوعي العديد من النقاشات بين العلماء من مؤيدين للموضوعية المطلقة إلى القائلين بنسبية الموضوعية، فعلى الرغم من ضرورته (أي النقد الموضوعي) في البحث السوسيولوجي باعتباره دلالة على مصداقية ورصانة البحث ونتائجه، إلا أنه وكما سبق الذكر يبقى مطلبا صعب التحقيق بصفة مطلقة فمشكلة الأحكام القيمية تبقى هاجسا يؤرق الباحثين السوسيولوجيين لما تتميز به الظواهر الاجتماعية من خصوصية في التناول والتحليل.
قائمة المراجع:
- ابريعم سامية: معوقات البحث العلمي في العالم العربي والاستراتيجيات المقترحة لتطويره. مداخلة مقدمة ضمن أعمال المؤتمر الدولي التاسع لمركز جيل البحث العلمي. الجزائر، 2015.
- ابن منظور: لسان العرب. ط1. مادة (ن ق د). بيروت: دار صادر.
- أوسرير منور وبوعافية رشيد: أسس منهجية البحث العلمي في العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال. ط1. الجزائر: المكتبة الجزائرية بوداود، 2011.
- أيزابرجرأرثر: النقد الثقافي –تمهيد مبدئي للمفاهيم الرئيسية-. ط1. ترجمة: إبراهيم وفاء وبسطاويسى رمضان. القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، 2003.
- تريسي بويل وجاري كمب: التفكير النقدي –دليل مختصر-. ط1. ترجمة: جميل عصام زكريا. القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2015.
- حمودي أحمد جميل: الاتجاه النقدي (الراديكالي) اليساري: التطبيقات التربوية الممكنة في عصر العولمة. http://m.ahewar.org vue06/09/2020 à 18:06.
- الحيدري إبراهيم: الأصول الاجتماعية والثقافية والفلسفية لمفهوم النقد. مجلة إيلاف. العدد 7040، 2020، http://elaph.com: vue 06/09/2020 à 17:42
- ريتورفيليب: الدروس الأولى في علم الاجتماع. ط1. ترجمة: جديدي محمد. الرباط: دار الأمان، 2015.
- زيكيعلي: العلوم الاجتماعية شعوذة القرن العشرين. مجلة دراسات في العلوم الاجتماعية والإنسانية. العدد 17، 2011.
- عقون فاروق وبوقرة كمال: الفجوات المنهجية في الدراسات السوسيولوجية –دراسة تحليلية-. مجلة الإحياء. المجلد 19. العدد 23، 2019.
- عودة بشير هادي والجوارين عدنان فرحان: عوائق البحث العلمي ومتطلبات النهوض به في الدول العربية. مجلة الغري للعلوم الاقتصادية والإدارية. المجلد 13. العدد 38، 2016.
- الغزوي فهمي سليم وآخرون: المدخل إلى علم الاجتماع. عمان: دار الشروق، 2006.
- قنصوة صلاح: الموضوعية في العلوم الإنسانية –عرض نقدي لمناهج البحث. القاهرة: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، 2003.
- محسن مصطفى: الخطاب السوسيولوجي –شروط التكوين وآليات إنتاج المعرفة-. ط1. الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، 2015.
[1] -زيكي علي : العلوم الاجتماعية شعوذة القرن العشرين. مجلة دراسات في العلوم الاجتماعية والإنسانية. العدد 17، 2011، ص 40.
[2]– أيزابرجرأرثر: النقد الثقافي –تمهيد مبدئي للمفاهيم الرئيسية-. ط1. ترجمة: إبراهيم وفاء وبسطاويسى رمضان. القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، 2003، ص 84.
[3]-ابريعم سامية: معوقات البحث العلمي في العالم العربي والاستراتيجيات المقترحة لتطويره. مداخلة مقدمة ضمن أعمال المؤتمر الدولي التاسع لمركز جيل البحث العلمي. الجزائر، 2015، ص 2.
[4]– عودة بشير هادي والجوارين عدنان فرحان: عوائق البحث العلمي ومتطلبات النهوض به في الدول العربية. مجلة الغري للعلوم الاقتصادية والإدارية. المجلد 13. العدد 38، 2016، ص 75.
[5]– عقون فاروق وبوقرة كمال: الفجوات المنهجية في الدراسات السوسيولوجية –دراسة تحليلية-. مجلة الإحياء. المجلد 19. العدد 23، 2019، ص 748.
[6]– عقون فاروق وبوقرة كمال، مرجع سابق، ص 748.
[7]– ابن منظور: لسان العرب. ط1. مادة (ن ق د). بيروت: دار صادر، ص 334.
[8]– الحيدري إبراهيم: الأصول الاجتماعية والثقافية والفلسفية لمفهوم النقد. مجلة إيلاف. العدد 7040، 2020، http://elaph.com: vue 06/09/2020 à 17:42
[9]– حمودي أحمد جميل: الاتجاه النقدي (الراديكالي) اليساري: التطبيقات التربوية الممكنة في عصر العولمة. http://m.ahewar.org vue06/09/2020 à 18:06.
[10]– أوسرير منور وبوعافية رشيد: أسس منهجية البحث العلمي في العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال. ط1. الجزائر: المكتبة الجزائرية بوداود، 2011، ص 36.
[11]-الغزوي فهمي سليم وآخرون: المدخل إلى علم الاجتماع. عمان: دار الشروق، 2006، ص 29.
[12]– عودة بشير هادي والجوارين عدنان فرحان، مرجع سابق، ص 80 بتصرف.
[13]– ابريعم سامية، مرجع سابق، ص 5.
[14]– الغزوي فهمي سليم وآخرون، مرجع سابق، ص 30.
[15]– محسن مصطفى: الخطاب السوسيولوجي –شروط التكوين وآليات إنتاج المعرفة-. ط1. الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، 2015، ص 242.
[16]– المرجع نفسه، ص 242.
[17]– ريتور فيليب: الدروس الأولى في علم الاجتماع. ط1. ترجمة: جديدي محمد. الرباط: دار الأمان، 2015، ص 33.
[18]– قنصوة صلاح: الموضوعية في العلوم الإنسانية –عرض نقدي لمناهج البحث. القاهرة: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، 2003، ص 57.
[19]– تريسي بويل وجاري كمب: التفكير النقدي –دليل مختصر-. ط1. ترجمة: جميل عصام زكريا. القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2015، 381.
[20]– الغزوي فهمي سليم وآخرون، مرجع سابق، ص32.