إسهامات بيت ابني الإمام في الحركة العلمية بالمغرب الإسلامي في العصر الوسيط من خلال كتب التراجم
The Contributions of the House of the Imam’s Sons to the Scientific Movement in the Islamic Maghreb in the Middle Ages through Biographies
د.نعيمة بوكرديمي/جامعة حسيبة بن بوعلي، الشلف، الجزائر
Dr. Naima Boukeredimi/University Of Chlef , Algeria
مقال منشور في 78مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 78 الصفحة 61.
ملخص:
من أهم المظاهر التي شهدتها الحاضرة العلمية تلمسان خلال الفترة الزيانية ظاهرة البيوتات العلمية، التي أنجبت مجموعة كبيرة من العلماء الأفذاذ والأجلاء، الذين استطاعوا من خلال ما تمتعوا به من رصيد علمي كبير وثقافة واسعة من الإسهام في الحركة العلمية وتنشيطها بتلمسان خلال هذه الفترة المعنية بالدراسة، ومن هذه البيوتات العلمية التلمسانية بيت ابني الإمام الذي ارتأيت أن أتطرق له في هذه الدراسة التي جاءت موسومة بـ: إسهامات بيت ابني الإمام في الحركة العلمية بالمغرب الإسلامي في العصر الوسيط من خلال كتب التراجم.
فما هو هذا البيت؟ ومن هم علماؤه؟ وأين تجلت أهم إسهاماته في الحركة العلمية بالمغرب الإسلامي خلال العهد الزياني من خلال كتب التراجم؟
الكلمات المفتاحية: البيوتات العلمية، ابني الإمام، تلمسان الزيانية، المغرب الإسلامي، الإسهامات في الحركة العلمية من خلال كتب التراجم.
ABSTRACT:
During the Ziani Era, Tlemcen had witnessed one of the most important manifestations that was the phenomenon of Scientific Houses. In fact, these houses had produced a large group of great scientists who were able through their considerable scientific background, knowledge and a wide culture to contribute and revitalize the scientific movement in Tlemcen during this period of study. Among these scientific houses, the present paper aims at highlighting the House of Imam’s sons, though which it attempts to aswer the following questions: What is this house? Who are its scientists? And how did they contribute to the scientific movement in the Islamic Maghreb during the Zayani Era.
Keywords: scientific houses, Imam’s sons, Tlemcen Ziani, Islamic Maghreb; contributions to the scientific movement through biographies.
مقدمة:إن تاريخ المغرب الأوسط الذي يشهد للدولة الحمادية والمرابطية والموحدية بإرث حضاري وفكري وافر ليشهد هو الآخر للدولة الزيانية التي جاءت من بعدهم ببصمة حضارية بارزة، جسدتها تلك البيوتات أو الأسر العلمية التي تميزت بها، والتي ساهمت في إثراء الحياة الفكرية بتلمسان من خلال ما أنجبته من العلماء الأجلاء الذين ساهموا تدريسيا وتأليفيا في جعل هذه المدينة حاضرة علمية ليس على مستوى المغرب الأوسط فحسب، بل على مستوى العالم الإسلامي، حيث قصدها العلماء وطلبة العلم من كافة الأصقاع للنهل من فيوضات علمائها وعطاءاتهم في كافة الميادين المعرفية، ومن هذه البيوتات العلمية نذكر بيت ابن الإمام المعني بهذه الدراسة.
- التعريف ببيت أولاد الإمام:
يعد هذا البيت من البيوتات التي اشتهر علمائها بغزارة العلم والتحصيل، وعمق التفكير في الجانب الفقهي على وجه الخصوص، ولمع اسمهم في سماء الحضارة الإسلامية مشرقا ومغربا وقد عرف هذا البيت بأولاد الإمام[1]، كما عرف بأبناء الإمام[2] وابنى الإمام[3].
إن بيت أولاد الإمام كان في زمانه بيت علم وصلاح، ولا زال كذلك لحد اليوم، فهو من البيوتات الراسخة في العلم والشامخة فيه، نشأ أهله على حب العلم، فحصوله على كبار العلماء والشيوخ[4].
وحسب ما تطلعنا به كتب التراجم، فقد أنجب هذا البيت كبار فحول العلماء والشيوخ الذين زينوا سماء تلمسان بإسهاماتهم الحضارية مشرقا ومغربا وهم كالآتي:
- إمام المدرسين أبو زيد عبد الرحمن بن الإمام(ت743/1342م)[5] سنأتي بترجمته فيما بعد.
- الإمام المدرس أبو عيسى بن الإمام(749/1348م)[6]، سنأتي بترجمته فيما بعد.
- العالم إبراهيم بن عبد الرحمن بن الإمام، هو أبو سالم إبراهيم بن عبد الرحمن بن الإمام الفقيه الحافظ بن العلامة أبي زيد، ورد ذكره عند ابن مريم بصورة مقتضبة، عرف بعلوم جمة، له فتاوى نقلها عنه كل من المازوني في نوازله، والونشريسي في معياره، عاش بتلمسان[7]، ارتحل إلى فاس وبقي بها إلى أن وافاه أجله سنة(797/1394) ودفن باب الجيزين[8] بفاس[9].
العالم محمد بن الإمام، وهو محمد بن يحي أو إبراهيم بن عبد الرحمن التلمساني الشهير بابن الإمام وهو بكنيته أشهر[10]، إمام عالم علامة، اعتبر أحد أقران ابن مرزوق الحفيد[11] قال فيه الحافظ التنسي:” شيخنا صدر البلغاء، وتاج العارفين وأعجوبة الزمان، نشأن بتلمسان وأخذ عن علمائها، ثم رحل إلى تونس، ومنها نحو القاهرة ومنها إلى البقاع المقدسة ودمشق ليعود بعد هذه المرحلة إلى بلده، ويشتغل بالتدريس، خاصة وأنه كان عالما بالمعقول[12] فعلم الناس فضيلته وأجلوه، وقال عنه المقريزي أنه كان صاحب فنون عقلية ونقلية[13].
كان أبوهما إماما ببرشك[14] وفي هذا الصدد ذكر بن خلدون في التاريخ الكبير بشأنهما ما يلي:”ابنا الإمام كان الأخوين من أهل برشك من عمالة تلمسان، أكبرهما أبو زيد وأبوهما إمام برشك”[15]، ولذلك اشتهر هذا البيت بهذه الخطة أو الإمامة الصغرى، والتي قال عنها ابن خلدون أنها أرفع الخطط الدينية كلها[16].
- نسب بيت أولاد الإمام:
لم تشر المصادر التاريخية ومنها كتب التراجم لنسب هذا البيت، وإنما ذكرت من ذلك التنسي البرشكي التلمساني، فالتنسي نسبة إلى مدينة تنس بحكم أنها كانت مدينة كبيرة، والبرشكي نسبة إلى مدينة برشك الصغيرة، وهي من المدن القريبة من تنس، وهي من مدن الإقليم الشرقي الخاضع للدولة الزيانية، فجاءت النسبة التنسي البرشكي التلمساني[17].
- التعريف بالأخوين(أولاد إمام) من خلال كتب التراجم:
- التعريف بعبد الرحمن بن الإمام:
تتفق معظم كتب التراجم على أنه هو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن الإمام المكنى أبو زيد الأخ الأكبر، بالنسبة لتاريخ ميلاده مجهول، لم تشير له المصادر التي اهتمت بترجمته لكن باعتبار أن تاريخ الرحلة نحو تونس كان بعد سنة(683/1284)، وفي الغالب يكون سن الرحلة في حدود العشرين سنة، فالأرجح إن تاريخ ميلاده يكون مع العقد الثاني من النصف الثاني من القرن السابع الهجري /13م[18].
ذكرهما ابن فرحون في الديباج قائلا: أبو زيد، شيخ المالكية بتلمسان، الإمام العلامة الأوحد وهو أكبر الأخوين المشهورين بأولاد الإمام التنسي البرشكي التلمساني[19] توفي سنة (743هـ/1342م)[20].
- التعريف بعيسى بن الإمام:
هو أبو موسى بن محمد بن عبد الله بن الإمام، لم تذكر لنا المصادر التي اهتمت بترجمته بتاريخ ميلاده وإنما اكتفت وأشارت إلى أن عيسى يكون الأخ الأصغر من عبد الرحمن، تشارك مع أخيه الرحلات العلمية مغربا ومشرقا واشتغلا معا أيضا، عرف بالإمامة والاجتهاد المطلق كأخيه[21].
- نشأتهما وتكوينهما العلمي:
نشأ ابنا الإمام بمدينة برشك، حيث حفظ القرآن، وأخذ المبادئ الأولية للتعليم عن أبيهما باعتباره إماما ومدرسا للمدينة[22].
وحسب ما تفيدنا به كتب التراجم، فهما ينحدران من أسرة كانت تعرف بالعلم والصلاح والإمامة، فقد روى لنا يحي ابن خلدون نقلا عن تقاة أن جد العالمين عبد الرحمن أبو زيد وأبا موسى عيسى كان من أولياء الله الأبرار كانت له قطعة أرض يغرسها خضرا لمعاشه، فعمد إليها في إحدى الليالي لصان لحفر اللفت فأوثقتهما أرضها وأصبحا عبرة للسراق، ومهما يكن من صحة هذه الرواية فالمعروف شرعا أن الصالحين قد تكون لهم كرامات حدثت فعلا أم هي من نسج التصور الصوفي الذي كثيرا ما تتحدث عنه كتب التراجم، فالبديهي والمعروف عن هذا البيت أنه بيت صلاح وتقوى وعلم[23].
بعد مقتل والد الإمامين أبا زيد عبد الرحمن وأبا موسى عيسى، رحلا إلى الحاضرة تونس طلبا في التحصيل والاستزادة العلمية على كبار علمائها الأفداد، حيث تتلمذ خلال مرحلة حصيلهم على نخبة منن علماء عصرهم الذين برزوا في حقول معرفية متنوعة كعلم الفقه وأصوله والحديث واللغة العربية وغيرها من المعارف، وكان لهم فضل كبير في تنمية مواهبهم وتكوينهم العلمي والمعرفي ومن بين الشيوخ الذين تتلمذ عليهما ابن الإمام نذكر:
- ابن جماعة: هو أبو يحي أبو بكر بن القاسم بن جماعة الهواري الفقيه العالم، أخذ عن أئمة المشرق والمغرب ومنهم ابن دقيق وعنه أخذ ابن السلام وابن الإمام وغيرهم، له تآليف في البيوع توفي سنة(712/1312)[24].
- البطريني: هو أبو العباس أحمد بن موسى الأنصاري الشهير بالبطريني التونسي، شيخ تونس وعمدة أهل التحقيق الفقيه الراسخ والقارئ المسند مولده كان عام (668/1270) وتوفي عام(710/1310)[25].
- السطي: سدي أحمد بن خاتم السطي، نزيل القاهرة، أخذ بتلمسان عن جماعة منهم محمد بن أحمد بن قاسم العقباني ومنهم بن الجلاب، وحضر بتونس عند إبراهيم الخضرمي، وقرأ بطرابلس الغرب على إبراهيم الباجي مولده في جمادى الثانية851هـ[26].
- الطنجي: هو أبو الحسن علي بن عبد الرحمن اليفرني الشهير بالطنجي الفقيه الحافظ عالم الفرائض والحساب له تقييد على المدونة، توفي سنة(734/1333)[27]بالإضافة إلى ابن العطار والمرجاني[28].
وبعد عودتهما إلى الجزائر، وإقامتهم بمدينة مليانة، ثم دخولهم لمدينة تلمسان مع محمد بن منديل الذي أثنى عليهم لدى السلطان الزياني أبو حمو موسى الأول (706/1307)رحلا في عهد السلطان أبو تاشفين عبد الرحمن الأول إلى المشرق، ولقي عدد كبير من علمائه الذين احتكوا بهم، واخذوا من علومهم من أمثال القزويني وعلاء الدين القونوي والحجار[29]، وفي هذا الصدد قال تلميذهما الإمام المقري: “كان رحلا في شبابهما من بلدهما تلمسان إلى تونس فأخذ بها عن ابن جماعة وابن العطار والبطرني، وتلك الطبقة وأدركا المرجاني من أعجاز المائة السابعة، ثم ورد في أول المائة الثامنة بتلمسان على أمير المؤمنين وهو محاضر لها وفقيه حضرته يومئذ أبو الحسن على بن يخلف التنسي ورحل الفقيهان إلى المشرق في حدود العشرين وسبعمائة، فلقيا علاء الدين القونوي، وكان بحيث لا نظير له، ولقيا أيضا الجلال القزويني صاحب التلخيص وسمعا البخاري على الحجار”[30].
وهكذا انتفع الإخوان ابني الإمام من هذه الرحلات العلمية التي قام بها اتجاه تونس وبلاد المشرق الإسلامي في تكوينهما ونبوغهما العلمي، حيث أخذ بمنهج الشيخ محمد بن سليمان السطي والشيخ علي بن عبد الرحمن اليفراني المشهور بالطنجي المختص في الفرائض والحساب[31].
- مكانتهما العلمية وثناء العلماء فيهما:
نظرا لما تميز به الأخوين ابنى الإمام من غزارة وتنوع في العلم والمعارف بسبب ذلك التكوين الذي حضو به سواء داخل تلمسان أو خارجها في باقي حواضر المغرب والمشرق الإسلامي، فقد أثنى عليهم العلماء ونوهوا بعلمهم وفضلهم وشهدوا لهم بالدرجة الرفيعة العديد من معاصرهم سواء كانوا مشايخا أو تلامذة، فقد خصهما بالذكر ابن فرحون في ديباجه قائلا:” أبو زيد شيخ المالكية بتلمسان العلامة الأوحد أكبر الأخوين المشهورين بأولاد الإمام التنسي البرشكي[32]، أما عيسى بن الإمام فقد روى عنه قال عنه:”جامع أشتات المعارف”[33]، وقال عنهما العباس الونشريسي ما يلي:” وأما بنوا الإمام فلا علاهم طبقة الشيخان الراسخان لعالمان المفتيان الشقيقان الفقيهان العلاماتان آخر صدور أعلام المغرب بشهادة أهل الإنصاف شرقا وغربا أبو زيد والعلامة النظار آخر النظر وجامع أشتات المعارف أبو موسى ابن الإمام[34].
ونظرا لهذا الرصيد العلمي الكبير الذي تمتع به أثنى عليهما محمد بن منديل الكناني، عند الأمير الزياتي أبو حمو موسى الأول، فاستقبلهما وسر بلقائهما وقربتهما إليه، واتخذهما ضمن رجال خاصته، وبنى لكل واحد منهما منزلا وأسس لهما مدرسة، وهي المدرسة الأولى التي تشيد بالمغرب الأوسط، في بداية عهده، وقد عرفت باسمها مدرسة أولاد الإمام، وكان ذلك في سنة(710/1310)، وبها انتصب للتدريس[35]، وقد كانت تدرس بها العلوم الدينية والنحو والآداب والعلوم الاجتماعية والعقلية بنوع من التعمق والتفصيل بطرق ومناهج جديدة، اختص بها ابنى الإمام دون غيرهم[36].
وقد تخرج بهما كثير من العلماء الأجلاء، وهما من ناظر شيخ الإسلام ابنى تيمية وظهر عليه وكان ذلك من أسباب محنته، خصهما الإمام المقري بالذكر قائلا:” وكان يذهبان إلى الاجتهاد وترك التقليد، وحسبك ما صار لهما من الصين بالمشرق، ولما حللت ببيت المقدس، وعرف مكاني من الطلبة وتناظرت مع بعضهم أتى إليّ بعض المغاربة فقال لي: إن مكانك في النفوس مكين وقدرك عندهم رفيع، وأنا أعلم آخذك عن ابنى الإمام، فإن سئلت فانتسب إليهما وقل سمعت منهما …فما أنت عند هؤلاء الناس إلى خليفتهما…[37].
- المهام التي تولاها ابني الإمام:
أ-التدريس: نظرا لما اشتهر به ابنى الإمام من العلم والمعارف في مختلف التخصصات ولاسيما في مجال الفقه توافد عليهم طلبة العلم والتحصيل من كل النواحي والجهات[38]، وقد كانت بداية مشوارهما العلمي بالجزائر مع بداية القرن الثامن الهجري/14[39].
- طريقة التدريس عند ابني الإمام:
وللإشارة، فبعدما كانت طريقة التدريس المنتشرة في المغرب الأوسط في العهد الزياني هي طريقة اختيار كتاب معين في صنف العلم المراد دراسته، حيث يقوم الطالب قراءة الكتاب، ويتولى الشيخ مهمة الشرح والتحليل للطلاب، تغير الأمر مع ابني الإمام، حيث انتهج هؤلاء طريقة جديدة في التدريس، وهي التدريس بالطريقة الحوارية التي نقلاهما من تونس إلى تلمسان بالسؤال والجواب، فكان بذلك لهما كل الفضل في التأسيس لإعمال الفكر للمسائل الفكرية لمختلف المواد حتى لا يكون الاقتصار على الحفظ فقط، وهذا الحوار والتحليل بتنشيط الطلاب للوصول استنتاجات علمية تحت إشراف وتوجيه الأستاذ [40].
- المواد المدرسة:
أما فيما يخص المواد التي أشرف على تدريسها، فحسب ما تذكره كتب التراجم، التي اهتمت بترجمة سيرتهم على أنهم قد درسا مختلف العلوم الدينية واللغوية والعقلية، لكن يبدو أنهما اختصا في علوم الفقه والأصول والتفسير والحديث فكان إقبال الطلبة عليهما كبير[41].
- طلبتهما:
من بين الطلبة الذين تتلمذوا عليهم، وكان لهم الفضل في الإشراف على تخرجهما نذكر:
- أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الآبلي(757/1356م): هو أحد أساتذة عبد الرحمن بن خلدون والمقري ولسان الدين بن الخطيب، أصله أندلسي من مدينة آيلة في الأندلس ثم انتقلت عائلته إلى تلمسان بالمغرب الأوسط، وهناك عكف على تحصيل العلوم وتدريسه مخالفا في ذلك اتجاه أبيه وأعمامه الذين احترفوا الجندية رحل إلى المشرق، وحج، ولقي كثيرا من العلماء ثم عاد ثانية إلى تلمسان ثم اندمج في طبقة العلماء بمجلس السلطان أبي الحسن المريني بفاس وظل هناك إلى أن مات[42]، الإمام العلامة المجتمع على إمامته، أعلم خلق الله بفنون المعقول، قال عنه تلميذه المقري”هو الإمام نسيج وحده ورحلة وقته في القيام على الفنون العقلية وإدراكه وصحة نظره”[43]، أما عن شيوخه، فقد ذكر تلميذه المقري قائلا:”أخذ بتلمسان عن أبي الحسن التنسي وابنى الإمام….”[44].
- وقد أكد ابن خلدون ذلك في رحلته قائلا:” ومنه شيخ العلوم العقلية، أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الأبلي، أصله من تلمسان، وبها نشأ، قرأ كتب التعاليم وحدّق بها وأظله الحصار الكبير بتلمسان أمام المائة السابعة فخرج منها وحج ولقي إعلام المشرق يومئذ، فلم يأخذ عنهم لأنه كان مختلطا بعارض عرض في عقله، ثم رجع من المشرق وأفاق وقرأ المنطق والأصليين على الشيخ أبي موسى عيسى ابن الإمام، وكان قرأ بتونس مع أخيه أبي زيد عبد الرحمن على تلاميذ ابن زيتون[45]، وجاء إلى تلمسان بعلم كثير من المعقول والمنقول[46].
- أبو عبد الله محمد المقري (ت759هـ/1358م): هو محمد بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن القرشي شهر بالمقري، ولد بتلمسان في عهد أبي حمو موسى الأول، نشأ ودرس بها حيث عكف على دراسة القرآن الكريم ببيته فحفظه على الروايات السبع ودرس مختلف العلوم النقلية والعقلية، وقد اعتبر الإمام المقري من أبرز علماء المدرسة المالكية فقد قارن بين فروع المذاهب وناقش من سبقه في مقاصد الشريعة وقواعدها وأحكامها وربط الفروع بالقواعد، وكان يقدم خلاصة عمله النقدي لأقوال الفقهاء، فكانت له مواقف اجتهادية في حدود المذهب المالكي، أما عن أشهر الشيوخ الذين تتلمذ عليهما الإمام المقري فنجد ابني الإمام الذين قال عنهما من خلال ما ورد في كتب التراجم[47]“كان رجل في شبابهما من بلدهما تلمسان إلى تونس فأخذ عن ابن جماعة وابن العطار البطرني…ورحل الفقيهان إلى المشرق فلقيا علاء الدين الفنوني والجلال القزوني صاحب التلخيص وسمعا البخاري على الحجار، وقد سمعت أنا عليهما”[48]، توفي بفاس في آخر محرم(759هـ1359م)[49].
- أبو عبد الله الشريف التلمساني(ت771هـ/1370م): ولد بتلمسان سنة 710هـ/1310م ونشأ بها وتعلم من علمائها، تفرغ للتعليم في المدرسة اليعقوبية إلى أن توفي(711هـ/1370م)[50].
قال عنه عبد الرحمن خلدون في رحلته: “الإمام العالم الفذ، فارس المعقول والمنقول، صاحب الفروع والأصول أبو عبد الله محمد بن أحمد الشريف الحسني، ويعرف بالعلوي نسبة إلى قرية من أعمال تلمسان تسمى (العلويين)[51]، ثم روى عبد الرحمن ابن خلدون في رحلته عن نشأة وعلم وشيوخ أبو عبد الله الشريف التلمساني قائلا:” نشأ هذا الرجل بتلمسان وأخذ العلم عن مشيختها، واختص بأولاد الإمام، وتفقه عليهما في الفقه والأصول والكلام، ثم لزم شيخنا أبا عبد الله الآبلي وتضلع من معارفه، فاستبحر، وتفجرت ينابيع العلوم من مداركه”[52]، ومارس أبو عبد الله الشريف التلمساني التعليم بمدارس تلمسان، وساهم في تخريج علماء كثيرون منها[53].
ب-الإفتاء: إلى جانب مهمة التدريس، فقد تولى ابني الإمام مهمة الافتاء بحكم ما تمتعوا به من علوم فقهية في مجالس السلاطين الزيانيين، ومن نماذج تلك الفتاوى ما ذكره لنا الإمام المقري تلميذهما رحمه الله حيث قال:” شهدت مجلسا بين يدي السلطان أبي تاشفين عبد الرحمن موسى قرئ فيه عن أبي زيد بن الإمام حديث”لقنوا موتاكم لا إله إلا الله”[54].
فقال له الأستاذ أبو إسحاق ابن حاكم السلوي، هذا الملقب محتضر حقيقة ميت مجازا، فما وجه ترك محتضركم إلى موتاكم، والأصل الحقيقة؟
فأجابه أبو زيد بجواب لم يقتنع به، وكنت قرأت على الأستاذ بعض التنقيح، فقلت دعم القرافي: أن الشيء إنما يكون حقيقة في الحال مجازا في الاستقبال مختلفا فيه في الماضي، إذا كان محكوما به إذا كان متعلق الحكم كما هنا فهو حقيقة مطلقا إجماعا، وعلى هذا لا مجاز، لا يقال احتج عليه بما فيه نظر، لأن لا نقول:”أنه نقل الإجماع وهو أحد الأربعة التي لا يطالب له مدعيها بالدليل كما ذكره هو، بل نقول أساء حيث احتج في موضع الوفاق[55].
ثم إنا سلمني نفي الإجماع، فلنا أن نقول ذلك إشارة إلى ظهور العلامات التي يعقبها الموت عادة، لأن تلقينه قبل ذلك إن لم يدهش فقط يوحش، فهو تنبيه على محل التلقين، أي: لقنوا من تحكمون بأنه ميت أو نقول: إنما عدل إلى الاختصار لما فيه من الإبهام[56].
- أبو عثمان سعيد العقباني: هو سعيد بن محمد العقباني التجيبي التلمساني، وقد اشتهر بلقب العقباني[57]، ولد بتلمسان سنة(720هـ/1320)[58]، كان يجالس كبار العلماء ويأخذ عنهم ومنهم ابني الإمام فبرز بتحصيل وفير، ونال المنزلة العليا بين معاصريه من العلماء الفقهاء، كما اصطفاه خلفاء بني زيان وبني مرين على حد سواء، تولى عدة مناصب عليا منها التعليم[59]، والقضاء حتى أصبح قاضي المغرب الإسلامي[60]، كما تولى الإمامة والفتوى[61] توفي سنة(811هـ/1408م)[62].
- أبو عبد الله اليحصبي: هو أبو عبد الله محمد بن محمد من حسن اليحصبي المعروف بابن الباروني واليحصبي نسبة لبني يحصب، ولد ونشأ بتلمسان، وأخذ عن علمائها ومنهم ابني الإمام، ثم انتقل إلى مدينة الجزائر، وقد انفرد بمعرفة مختصر ابن الحاجب الفقهي وله عليه شرح، حاز رئاسة العلم بالجزائر، لم تشير مصادر ترجمته إلى تاريخ وفاته، غير أن ابن فرحون ذكر في نهاية ترجمته قائلا: “وهو باقي الحياة نفع الله به، وكان فراغ ابن فرحون من تأليف الديباج سنة (761هـ/1360م)، مما يعني أن اليحصبي توفي بعد هذه السنة”[63].
ج-آثارهم العلمية(مؤلفاتهم)
بالرغم من أن ابني الإمام قد تتلمذ على يد أئمة أفذاذ خلال مرحلة الطلب والتحصيل وما وصولوا إليه من درجة الاجتهاد والنبوغ العلمي، وما بلغوه من مكانة بين أقرانهم من كبار علماء عصرهم، وتفوقهم عليهم في أحيان أخرى، إلا أن المصادر التاريخية، وفي مقدمتها كتب التراجم لم تحدثنا عن تأليف لهما، باستثناء المؤلف ابن فرحون صاحب الديباج المذهب الذي ذكر أن لهما تصانيف عديدة دون أن يذكر أسمائها، ما عدا القول بأن أبا زيد عبد الرحمن له شرح مختصر ابن الحاجب الفرعي[64].
ولعل السرّ والسبب من وراء ذلك يعود إلى كثرة أسفارها من جهة، وعدم استقرارهما، واستنفاد كل أوقاتهما في التعليم والتدريس والوعظ والإرشاد.
كما يبدو أن حركة التأليف في العهد الزياني في النصف الأول من القرن الثامن الهجري/14م قد شابها كثير من الدخن وقد ندد العالم الآبلي وتلميذه المقري الجد بكثرة التأليف الرديئة التي غمرت الحياة الثقافية وساهمت في إفساد العلم الشرعي خاصة، وقد كان الهدف من وراء تنديدهما هذا الدعوة الصريحة لإصلاح منهجية التأليف والتعليم على السواء وترقيتهما وتصفيتهما مما علق بهما من تراكمات الجهل الذي تحول بمرور الزمن علما مضافا إلى العلوم الصحيحة[65].
وعوض أن تستنهض العزائم في إرجاع العلوم النقلية إلى مصادرها اكتفى الناس بما هو مجرد، ونقل ما قاله العلماء أو لم يقولوه ونتج عن هذا الابتعاد، أن أصبحت التآليف غشا كسمينها، لا فرق بينهما، بل صار يؤخذ من كتب المسخوطين كما يؤخذ من كتب المرضيين[66].
ومع ذلك فبالنسبة لابن الإمام فالشيء مختلف فبالرغم من سكوت المصادر عن مؤلفاتهم وتصانيفهم، فقد أجمعت كتب التراجم والسير على أن ابني الإمام كانا على درجة عالية في العلم والثقافة وسعة الاطلاع، وقد استطاعوا أن يفيدو بعلومهم ورصيدهم المعرفي أجيالا كثيرة من الطلبة والعلماء في المغرب والمشرق الإسلاميين وتخطوا بسمعتهم أصقاع المغرب الأوسط والأدنى والأقصى إلى الأندلس وبلاد المشرق[67].
د-وفاتهما:
توفي العالم أبو زيد عبد الرحمن ابن الإمام في منتصف رمضان(741هـ/1341م)، ودفن بمسقط رأسه في برشك بينما بقي أخوه أبو موسى عيسى الأصغر منه ملازما للسلطان المريني أبي الحسن لعدة سنوات أخرى مواصلا لجهوده في التدريس والتعليم بكل من فاس وتلمسان، كما سار معه في حملته على بلاد تونس(748هـ/1347م)[68].
ولما شعر أبي موسى عيسى بن الإمام بالكبر والعجز، طلب من السلطان أن يأذن له بالعودة والرجوع إلى أولاده الصغار الذي خلفهم وراءه بتلمسان، فأذن له وعاد حينها إلى تلمسان، والتحق بمسقط رأسه قريته برشك وبقي بها إلى أن توفي بمرض وباء الطاعون في شوال عام (749هـ/1949م)، مخلفا ورائه ابنه أبا محمد عبد الله بن عيسى[69].
خاتمة:
إن ما ينبغي قوله في الأخير بخصوص هذا البيت العلمي، هو أن بفضل ما تمتع به ابنا الإمام من إرادة كبيرة ومجهودات في سبيل تحصيل العلم والمعارف في مختلف مجالات الحياة سواء داخل تلمسان نفسها من خلال استفادتهم من علمائها أو خارجها من خلال رحلاتهم العلمية إلى كل من تونس وبلاد المشرق، استطاعوا هؤلاء العلماء أن يصبحوا بدورهم من العلماء الأجلاء والعظماء، وأن يكونوا لأنفسهم بيتا علميا أصبح يضاهي بمكانته العلمية البيوتات العلمية الأخرى في تلمسان وحتى خارجها شهد لهم في ذلك كبار العلماء في حياتهما وحتى بعد مماتهما.
قائمة المراجع:
- أحمد بابا التنبكتي، نيل الابتهاج بتطريج الديباج، دار الأبحاث للترجمة والنشر والتوزيع، ط1، الجزائر .
- ـــــــ، كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج، تحقيق علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، ط1، 2004.
- الحسن الوزان، وصف إفريقيا، ترجمة محمد حجي ومحمد الأحضري، دار الغرب الإسلامي، ط2، بيروت، 1983.
- الزركشي، تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية، تحقيق محمد ماضور، المكتبة العتيقة، الزيتونة، ط2، تونس 1966.
- صبرينة محجوب عرايبي، نماذج من البيوتات العلمية الصغرى بتلمسان(العهد الزياني) بيت الشريف، بيت أولاد الإمام، مذكرة ماستر، شعبة التاريخ، جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف، 2014/2015.
- عبد الجليل قريان، التعليم بتلمسان في العهد الزياني، جسور للنشر والتوزيع، ط1، الجزائر، 2011.
- عبد الحميد حاجيات، الحياة الفكرية في عهد بني زيان، محلية الأصلية، العدد26، السنة 1975.
- عبد الرحمن بن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، مؤسسة جمال للطباعة والنشر، بيروت، 1979.
- عبد الرحمن بن خلدون، المقدمة، مكتبة دار المدينة المنورة للتوزيع والنشر الدار التونسية للنشر، 1984.
- ـــــــــ، رحلة ابن خلدون، تحقيق محمد بن تاويت الطنجي، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت، 2004.
- عبد العزيز فيلالي، تلمسان في العهد الزياني، موقع للنشر والتوزيع، الجزائر، 2002.
- علوي مصطفى، تلمسان من خلال كتب الرحالة والجغرافيين المغاربة والأندلسيين من القرن السابع الهجري إلى القرن التاسع الهجري(13-15م)، أطروحة دكتوراه في التاريخ الوسيط، جامعة الجيلالي اليابس، سيدي بلعباس، 2015.
- ابن فرحون فرحون، الديباج المذهب، تحقيق محمد الأحمدي، دار التراث للطباعة والنشر، القاهرة، 1972.
- أبو القاسم الحفناوي، تعريف الحلف برجال السلف، تقديم محمد رؤوف القاسمي الحسني، وزارة الثقافة العربية ، الجزائر، 2007.
- ابن القاضي المكناسي، درة الحجال في عزة أسماء الرجال، تحقيق وتعليق عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 2009.
- القرافي، الديباج المذهب وذيوله، توشيح الديباج وحلية الابتهاج، دار الأبحاث للترجمة والنشر، ط1، 2001.
- لسان الدين ابن الخطيب، نفاضة الجراب في علالة الاغتراب، تحقيق أحمد مختار العبادي، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1985.
- ابن مريم، البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1986.
- نصر الدين بن داود، الحياة الفكرية والتعليمية تلمسان من خلال علماء بني مرزوق من ق(7هـ-13م/10هـ-16م)، كنوز للنشر والتوزيع، ط1، 2011.
- نصر الدين بن داود، بيوتات العلماء بتلمسان من القرن7هـ/13م إلى القرن10هـ/16م، أطروحة دكتوراه في التاريخ الوسيط بقسم التاريخ بجامعة تلمسان، 2009/2010.
- يحي بوعزيز، أعلام الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة، دار البصائر للنشر والتوزيع، الجزائر 2009.
[1] -ابن فرحون، الديباج المذهب، تحقيق محمد الأحمدي، دار التراث للطباعة والنشر، القاهرة، 1972، م1، ص499.
[2] -التنبكتي، كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج، تحقيق علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، ط1، 2004، ج1، ص178.
[3] -ابن مريم، البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1986، ص123.
[4] -صبرينة محجوب عرايبي، نماذج من البيوتات العلمية الصغرى بتلمسان(العهد الزياني) بيت الشريف، بيت أولاد الإمام، مذكرة ماستر، شعبة التاريخ، جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف، 2014/2015، ص52.
[5] -عبد الرحمن بن خلدون، رحلة ابن خلدون، تحقيق محمد بن تاويت الطنجي، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت، 2004، ص47.
[6] -نفسه، ص47.
[7] -نصر الدين بن داود، بيوتات العلماء بتلمسان من القرن7هـ/13م إلى القرن10هـ/16م، أطروحة دكتوراه في التاريخ الوسيط بقسم التاريخ بجامعة تلمسان، 2009/2010، ص134.
[8] -باب الجيزين ويعرف باب الجيسة، وهي إحدى أبواب مدينة فاس في الجهة المقابلة للوادي، ويعرف هذا الباب اليوم باب الحمراء،ينظر نصر الدين بن داود ، المرجع نفسه، ص134.
[9] – عبد الرحمن بن خلدون، الرحلة، المصدر السابق، ص48.
[10] -القرافي، الديباج المذهب وذيوله، توشيح الديباج وحلية الابتهاج، دار الأبحاث للترجمة والنشر، ط1، 2001، ص168.
[11] -نصر الدين بن داود، الحياة الفكرية والتعليمية تلمسان من خلال علماء بني مرزوق من ق(7هـ-13م/10هـ-16م)، كنوز للنشر والتوزيع، ط1، 2011، ص168.
[12] -المرجع نفسه، ص ص101-102.
[13] – القرافي، المصدر السابق، ص 168.
[14] -برشك هي مدينة قديمة وصغيرة بناها الرومان على تل، وهي على ضفة البحر، وعليها سور تراب، تبعد عن مدينة شرشال غربا بعشرين ميلا(35كلم)، وتبعد عن تنس شرقا ستة وستون ميلا(105كلم) كانت بها مزارع ذات خيرات كثيرة خاصة التين والشعير والكتان، وأهلها يشتغلون(14) بحياكة الأقمشة، كانت تصدر منتوجاتها نحو الجزائر فبجاية وتونس. ينظر: الحسن الوزان، وصف إفريقيا، ترجمة محمد حجي ومحمد الأحضري، دار الغرب الإسلامي، ط2، بيروت، 1983، ج1، ص68.
[15] -أحمد بابا التنبكتي، نيل الابتهاج بتطريج الديباج، دار الأبحاث للترجمة والنشر والتوزيع، ط1، الجزائر، 2011، ص274.
[16] -عبد الرحمن بن خلدون، المقدمة، مكتبة دار المدينة المنورة للتوزيع والنشر الدار التونسية للنشر، 1984، ص274.
[17] -عبد الرحمن بن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، مؤسسة جمال للطباعة والنشر، بيروت، 1979، ص223-228.
[18] -نصر الدين بن داود، بيوتات العلماء، المرجع السابق، ص129.
[19] -ابن فرحون، المصدر السابق، ص253.
[20] – نصر الدين بن داود، بيوتات العلماء، المرجع السابق، ص45.
[21] -صبرينة محجوب عرايبي، المرجع السابق، ص45.
[22] – نصر الدين بن داود، بيوتات العلماء، المرجع السابق، ص127.
[23] -الزركشي، تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية، تحقيق محمد ماضور، المكتبة العتيقة، الزيتونة، ط2، تونس 1966، ص86.
[24] -ابن مريم، المصدر السابق، ص145.
[25] – المصدر نفسه، ص82.
[26] -ابن القاضي المكناسي، درة الحجال في عزة أسماء الرجال، تحقيق وتعليق عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 2009، ص404.
[27] -التنبكتي، نيل الابتهاج، المصدر السابق، ص236.
[28] -المصدر نفسه، ص236.
[29] – المصدر نفسه، ص236.
[30] -صبرينة محجوب عرايبي، المرجع نفسه، ص45.
[31] -أبو القاسم الحفناوي، تعريف الحلف برجال السلف، تقديم محمد رؤوف القاسمي الحسني، وزارة الثقافة العربية ، الجزائر، 2007، ص 24-25.
[32] – التنبكتي، المصدر السابق، ص16.
[33] -الحفناوي، المصدر السابق، ص25.
[34] -نصر الدين بن داود، بيوتات العلماء، المرجع السابق، ص160.
[35] -عبد الحميد حاجيات، الحياة الفكرية في عهد بني زيان، محلية الأصلية، العدد26، السنة 1975، ص138، نصر الدين بن داود، بيوتات العلماء، المرجع السابق، ص160.
[36] -الحفناوي، المصدر السابق، ص24-25.
[37] -عبد العزيز فيلالي، تلمسان في العهد الزياني، موقع للنشر والتوزيع، الجزائر، 2002، ج2، ص352.
[38] -نصر الدين بن داود، بيوتات العلماء، المرجع السابق، ص160، صبرينة محجوب عرايبي، المرجع السابق، ص48.
[39] -عبد العزيز فيلالي، المرجع السابق، ص352.
[40] -نصر الدين بن داود، بيوتات العلماء، المرجع السابق، ص160، صبرينة محجوب عرايبي، المرجع السابق، ص48.
[41] -لسان الدين ابن الخطيب، نفاضة الجراب في علالة الاغتراب، تحقيق أحمد مختار العبادي، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1985، ص64.
[42] -التنبكتي، نيل الابتهاج، المصدر السابق، ص236.
[43] – التنبكتي، نيل الابتهاج، المصدر السابق، ص236-237.
[44] -هو ابن زيتون، هو القاسم بن أبي بكر بن مسافر اشتهر بابن زيتون ويكنى أبا القاسم، رحل إلى المشرق، وأخذ عن علمائه، رجع إلى تونس فتولى بها الإفتاء والقضاء،وهو أول من أظهر تأليف فخر الدين الرازي بتونس، حيث كان يقرأها، ينظر: التنبكتي، نيل الابتهاج، المصدر السابق، ص362.
[45] -ابن خلدون عبد الرحمن، رحلة ابن خلدون، المصدر السابق، ص ص40-41.
[46] -التنبكتي، نيل الابتهاج، المصدر السابق، ص236.
[47]– المصدر نفسه، ص236.
[48] -المصدر نفسه، ص147، نصر الدين بن داود، بيوتات العلماء، المرجع السابق، ص162.
[49] -علوي مصطفى، تلمسان من خلال كتب الرحالة والجغرافيين المغاربة والأندلسيين من القرن السابع الهجري إلى القرن التاسع الهجري(13-15م)، أطروحة دكتوراه في التاريخ الوسيط، جامعة الجيلالي اليابس، سيدي بلعباس، 2015، ص274.
[50] -ابن خلدون، الرحلة، المصدر السابق، ص70.
[51] -المصدر نفسه، ص70.
[52] -المصدر نفسه، ص70.
[53] -علوي مصطفى، المرجع السابق، ص274.
[54] -الحفناوي، المصدر السابق، ص59.
[55] -المصدر نفسه، ص59.
[56] – الحفناوي، المصدر السابق، ص59.
[57] -ابن فرحون، المصدر السابق، م1، ص344.
[58] – المصدر السابق، م1، ص344.
[59] -نصر الدين بن داود، الحياة الفكرية والتعلمية، المرجع السابق، ص48، صبرينة محجوب عرايبي، المرجع السابق، ص52.
[60] -التنبكتي، نيل الابتهاج، المصدر السابق، ص204.
[61] – نصر الدين بن داود، الحياة الفكرية والتعلمية، المرجع السابق، ص79.
[62] – التنبكتي، نيل الابتهاج، المصدر السابق، ص205.
[63] – نصر الدين بن داود، الحياة الفكرية والتعلمية، المرجع السابق، ص161. صبرينة محجوب عرايبي، المرجع السابق، ص51.
[64] – المرجع نفسه، ص62.
[65] -عبد الجليل قريان، التعليم بتلمسان في العهد الزياني، جسور للنشر والتوزيع، ط1، الجزائر، 2011، ص294.
[66] -المرجع نفسه، ص294.
[67] -يحي بوعزيز، أعلام الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة، دار البصائر للنشر والتوزيع، الجزائر 2009، ج1، ص ص23-24، صبرينة محجوب عرايبي، المرجع السابق، ص62.
[68] – التنبكتي، نيل الابتهاج، المصدر السابق، ص237.
[69] -المصدر نفسه، ص237.