
الهندسة المدنيّة في الحضارة العربية الإسلامية
Civil engineering in the Arab and Islamic civilization
د.النّاصر الهمّامي/كلّية العلوم الإنسانية والاجتماعية، تونس
Dr.Nasser Hammami/Faculty of Humanities and Social Sciences/Tunisia
مقال منشور في 78مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 78 الصفحة 35.
Abstract :
Through this research, we sought to highlight the importance of engineering science in the Arab and Islamic civilization as a developed and developing science, as engineering has developed in the Arab Islamic civilization from the theoretical level to the practical level, and this was especially evident in the many and varied achievements of civil engineering that invested and embodied engineering theories In many practical fields of application, it paid off stress and achieved benefit and prosperity for the developing and prosperous Arab Islamic societies. In the first section of this research, we have provided a comprehensive definition of the concept of engineering in the Arab and Islamic civilization that proves its ability to develop from theoretical to applied and shows its ability to be shaped into material achievements, embodied in particular civil engineering through the construction of dams and bridges and the extension of artificial channels that facilitate the investment of water In drinking and irrigating crops, civil engineering has also contributed to the construction of many buildings that are distinguished by their innovative architectural and decorative techniques, which have contributed to the development of urbanization and access to Arab and Islamic societies to an advanced stage of well-being and quality of life.
Keywords: Arab-Islamic civilization – applied sciences – civil engineering.
ملخّص :
سعينا من خلال هذا البحث إلى إبراز أهمّية علم الهندسة في الحضارة العربية الإسلامية بوصفه علما متطوّرا وناميا، إذ تطوّرت الهندسة في الحضارة العربية الإسلامية من المستوى النّظري إلى المستوى العمليّ التّطبيقي، وقد تجلّى ذلك خاصّة في منجزات الهندسة المدنية العديدة والمتنوّعة التي قامت باستثمار النظريّات الهندسية وجسّدتها في ميادين تطبيقية عمليّة عديدة دفعت المجهدة وحقّقت المنفعة والرّفاهية للمجتمعات العربية الإسلامية الآخذة بالنّماء والازدهار. وقد قمنا في القسم الأوّل من هذا البحث بتقديم تعريف شامل لمفهوم علم الهندسة في الحضارة العربية الإسلامية يثبت قدرته على التطوّر من النظري إلى التّطبيقي ويبيّن قدرته على التشكّل في منجزات مادّية، جسّدتها خاصّة الهندسة المدنيّة من خلال إنشاء السّدود والجسور ومدّ القنوات الاصطناعيّة التي تسهّل استثمار المياه في الشّرب وريّ المزروعات، كما ساهمت الهندسة المدنيّة في إقامة العديد من المباني التي تتميّز بتقنياتها المعمارية والزّخرفية المستحدثة والتي ساهمت في تطوير العمران والوصول بالمجتمعات العربية الإسلامية إلى مرحلة متطوّرة من الرّفاهية وجودة الحياة.
الكلمات المفتاحيّة: الحضارة العربية الإسلامية- العلوم التّطبيقيّة- الهندسة المدنيّة.
مقدّمة:
بدأت العلوم العربيّة الإسلامية منذ القرن الثّالث هجريّا، تنفصل تدريجيّا عن الدّين والفلسفة، وتتّجه تدريجيّا نحو الجانب العمليّ القائم على التّجريب والتّطبيق، فنتج عن ذلك ظهور العديد من العلوم التّطبيقية التي ركّزت على الجانب النّفعيّ للمجتمع، وكانت استجابة للحاجات المستجدّة والطّارئة في المجتمع العربي الإسلامي الآخذ بالنّماء والازدهار ومنها علم الهندسة المدنيّة الذي ساهم في تطوير الدّولة العربية الإسلامية في مختلف المجالات والميادين. فما هي مظاهر تطوّر علم الهندسة في الحضارة العربية الإسلامية؟ وما هي منجزاته المادية المحسوسة؟ وكيف كان أثرها على واقع المجتمعات العربية الإسلامية؟
I– مفهوم علم الهندسة في الحضارة العربية الإسلامية :
ورد في كشّاف اصطلاحات الفنون للتّهانوي: “الهندسة مُعربُ أَنْدَازَهْ، أبدلت الألف الأولى بالهاء، والزّاء بالسّين، وأسقطت الألف الثّانية فصار هندسة. وفي الاصطلاح: هو علم يبحث فيه عن أحوال المقادير من حيث التّقدير، وصاحب هذا العلم يسمّى مهندسا. ([1])
عرّف ابن خلدون علم الهندسة في الفصل الثّاني والعشرين من مقدّمته، الخاصّ بالعلوم الهندسية، بقوله: “هذا العلم هو النّظر في المقادير، إمّا المتّصلة كالخطّ والسّطح والجسم، وإمّا المنفصلة كالأعداد فيما يعرض لها من العوارض الذّاتية.”([2]) كما امتدح هذا العلم وأبرز محاسنه قائلا: “واعلم أنّ الهندسة تفيد صاحبها إضاءة في عقله، واستقامة في فكره، لأنّ براهينها كلّها بيّنة الانتظام، جليّة التّرتيب، لا يكاد الغلط يدخل أقيستها لترتيبها وانتظامها، فيبعد الفكر بممارستها عن الخطأ، وينشأ لصاحبها عقل على ذلك المهيع. وقد زعموا أنّه كان مكتوبا على باب أفلاطون: من لم يكن مهندسا، فلا يدخلن منزلنا، وكان شيوخنا رحمهم الله يقولون: ممارسة علم الهندسة للفكر، بمثابة الصّابون للثّوب الذي يغسل منه الأقذار وينقّيه من الأوضار والأدران.” ([3])
ميّز الفارابي بين علم الهندسة ومهنة الهندسة، فقال: “وأمّا علم الهندسة فالذي يعرف بهذا العلم، علمان: هندسة عملية وهندسة نظرية. فالعملية منهما ينظر في خطوط وسطوح، وفي جسم خشب إن كان الذي يستعملها نجّارا، أو في جسم حائط إن كان بنّاء، أو في سطوح أرضين ومزارع (…) إن كان ماسحا. وكذلك كلّ صاحب هندسة عمليّة، فإنّه إنّما تصوّر في نفسه خطوطا وسطوحا وتربيعا وتثليثا وتدويرا في جسم المادّة التي هي موضوعه لتلك الصّناعة العملية. والنّظرية إنّما ينظر في خطوط وفي أجسام على الإطلاق والعموم، وعلى وجه يعمّ جميع الأجسام. ويتصوّر في نفسه الخطوط بالوجه الأعمّ، والذي لا يبالي في أيّ جسم كان. ويتصوّر المجسّمات بالوجه الأعمّ، ولا يبالي في أيّ مادّة كانت وفي ايّ محسوس كان.”([4])
كما عبّر أبو حيّان التّوحيدي (توفي نحو 400ه/1010م) عن المعنى نفسه، وزاد عليه بامتداح الهندسة العملية والإشادة بما تحقّقه من المنفعة، بقوله: “وأمّا النّاظر في الهندسة، فإنّه إن سلك الصّنائع بها، فهو نظير حافر الأنهار ومُجري الأودية وباني الحمّامات، ومن قام بمصالح العباد وعمل البلاد. وإن سلك من يفرض المقادير فرضا، ويتكلّم عنها كلاما، فهو العلم العاري عن العمل.” ([5])
انتبه إخوان الصّفا إلى العلاقة الوثيقة بين الرّياضيّات كعلم مجرّد والهندسة كعلم تطبيقيّ، فقد استعملوا القياس المنطقيّ لربط علاقة بين العدد والجسم، فبناء على مقدّمة تعتبر العدد مكوّنا من مجموعة من الخطوط، وبالتّالي إذا ضرب الخطّ في نفسه تحصّلنا على السّطح، وإذا ضرب السّطح في أحد طوليه كان منه العمق. واستنتجوا أنّ هناك أعدادا تسمّى مكعّبة ومجسّمة (وهي أعداد مربّعة مجذورة تضرب في جذورها) ومثال ذلك: أربعة فإنّه عدد مربّع مجذور، ضرب في الإثنين الذي هو جذرها، فخرج منه ثمانية، وهو عدد مكعّب، والمكعّب: جسم طوله وعرضه وعمقه متساوية. وقد استنتجوا كذلك أنّ ضرب العدد المربّع المجذور في عدد أقلّ من جذره أو أكثر من جذره، ينتج مجسّمات هندسيّة متنوّعة (مجسّم لبنيّ، مجسّم بيريّ، مجسّم لوحيّ).([6])
لخّص إخوان الصّفا الغاية والهدف من علم الهندسة في قولهم: “إنّما هو البحث عن خواصّ المقادير ومعرفة حقائقها التي هي الخطوط والسّطوح والأجسام، وما يعرض فيها من الأبعاد والزّوايا والمناسبات التي بين بعضها وبعضِ.” ([7]) وقد قسّم إخوان الصّفا الهندسة إلى نوعين: هندسة عقليّة وهندسة حسّية، واستنتجوا الارتباط الوثيق بين الخطوط والنّقط والأشكال الهندسيّة، إذ من النّقط تتكوّن الخطوط، ومن الخطوط تتكوّن السّطوح، ومن السّطوح تتكوّن الأجسام. “السّطوح هي نهايات الأجسام، ونهايات السّطوح الخطوط، ونهايات الخطوط هي النّقط.” ([8]) واعتبروا أنّ القدرة على إنشاء وبناء الأشكال الهندسية، هي قدرة مكتسبة ومتعلّمة لدى الإنسان، بينما هي سلوك جبليّ وغريزيّ لدى الحيوان والحشرات خاصّة، واستشهدوا من أجل الإقناع بذلك، بحجج حسّية، تتجلّي في مهارة النّحل في بناء الأشكال السّداسية للخليّة، وفاعليّة وفوائد هذا الشّكل في تخزين العسل والمحافظة عليه من التّلف، وكذلك بمقدرة العنكبوت في نسج شبكتها باعتماد خيوط طوليّة ودائريّة، أثبتت نجاعتها في صيد الحشرات ومقاومة الرّياح. ([9])
استفاد العلماء المسلمون من التّراث اليوناني الهندسيّ عن طريق ترجمة المصنّفات الهامّة في هذا العلم، مثل مؤلّفات جالينوس (Claude Galien)، ولد سنة 129م، وأبلنيوس (Apulée)، (125- 180م) ([10]) وأميرستوس (Amoristes)([11]) وأرشميدس(Archimède)،287ق.م-212ق.م([12]) وهيرون الإسكندري (Héron d’Alexandrie)، عاش بين القرنين الثّاني والثّالث قبل الميلاد([13])، ويعدّ أوّل كتاب في الهندسة، نقل إلى العربية كتاب “الأصول الهندسية” لأقليدس (Euclide)، ولد سنة 300ق.م([14])، وقد ترجمه حنين بن إسحاق (215-298ه/830-910م) للخليفة العبّاسي جعفر المنصور. ولم يكتف العلماء المسلمون بالنّقل عن هندسة اليونان بل أضافوا إليها إضافات كمّية ونوعيّة هامّة. فلئن ركّز علماء اليونان على الهندسة النّظريّة، فقد كرّس العلماء المسلمون جلّ اهتماماتهم للهندسة التطبيقيّة العمليّة، حتّى بلغوا فيها المدى البعيد من المهارة والإتقان، ويمكن أن نذكر في هذا الإطار كتاب “ما يحتاج إليه الصّانع من علم الهندسة” للبوزجاني (328ه- 388ه)، وقد عاش هذا العالم ببغداد وكان عارفا بالحساب والهندسة، وقد اهتمّ في كتابه هذا بالهندسة التّطبيقيّة، إذ تناول بعض المسائل الهندسية الحسابيّة، وعرضها بطريقة مبسّطة ليسهل على الصنّاع فهمها وتطبيقها.([15]) وسنركّز في مبحثنا هذا على فرع من فروع الهندسة التطبيقية، ألا وهو: الهندسة المدنية بتخصّصاتها المتنوّعة.
II– الهندسة المدنيّة:
إنّ أهمّ دليل على تطوّر الهندسة المدنيّة في الحضارة العربيّة الإسلامية، ما تمّ إنجازه عمليّا في المدن الإسلامية المزدهرة من قنوات وجسور وسدود ومساجد وقصور وقلاع، ويعدّ ذلك مظهرا من مظاهر التمدّن والتحضّر الذي تمّ بفضل التّطوّر الاقتصاديّ والعمرانيّ المتزايد والمتنامي. ومن أجل الإلمام بمظاهر التطوّر للهندسة المدنيّة في الحضارة العربيّة الإسلامية سنعمل على تجزئة هذا الموضوع إلى فروع وتخصّصات هندسيّة دقيقة: إذ سنبحث أوّلا في ميدان الرّي وجرّ المياه، وثانيا في الجسور، وثالثا في المباني والإنشاءات.
1- الريّ وجرّ المياه:
أ- القنوات الاصطناعية:
مثّلت الحواضر الإسلامية الكبيرة كبغداد والقاهرة وقرطبة قمّة الازدهار الاقتصادي والتّجاري والثّقافي في الحضارة العربية الإسلامية. ولمّا كان الماء هو المادّة الحيويّة للبقاء والنّماء، كان الاهتمام بجلبه وتخزينه مطلبا ملحّا ومتزايدا. لذلك سعى مهندسو هذه المدن الإسلامية التي أنشئت حسب مخطّطات مسبقة، إلى إيلاء أنظمة الرّي وتخزين المياه أهمية قصوى.
وجدت منشآت مائيّة عديدة منذ العهد الرّوماني، واستفاد المهندسون المسلمون من خبرات الحضارات السّابقة في هذا المجال، وقاموا بتطويرها واختراع تقنيات مستحدثة، تستجيب للتّطور السكّاني والعمرانيّ الهائل الذي عرفته المدن الإسلامية. “وقد أنشأ المسلمون السّقايات ( قنوات المياه ) وحافظوا على إخراجها في صورة فخمة، وعلى الرّغم من أنّهم لم يضيفوا إلى هذه المنشآت إضافات جديدة، إلّا أنّهم استمرّوا في تقديمها بمستوى عال من البناء والاستخدام مع تجميلها بالعديد من الزّخارف المعمارية والفنية، بحيث أصبحت هذه السّقايات من أروع المنشآت البنائيّة في العصر الإسلامي.”([16])
تمّ في العهد العبّاسي (القرن الثّاني للهجرة) تطوير نظام الرّي السّاساني (الفارسي) الذي كان موجودا في وسط العراق، بغاية تلبية حاجات مدينة بغداد النّاشئة من المياه، والتي بلغ عدد سكّانها في ذروة نموّها حوالي مليون ونصف نسمة. كما تمّ توسيع نطاق شبكة القنوات المبنيّة الرّابطة بين نهري دجلة والفرات، أضافة إلى توسيع القناة الكبيرة “نهروان” الواقعة غرب نهر دجلة، كما تمّت إضافة نظامين جديدين من القنوات على نهري: العظيم وديالي. ([17])
كما تمّ في القرن الأوّل للهجرة (السابع ميلاديا) إنشاء نظام جديد للرّي بمدينة البصرة، وهي المدينة الثّانية بالعراق، والتي تحوّلت من مخيّم عسكريّ بسيط إلى مركز مدنيّ كبير، وقع توسيعه باطّراد وفقا لاحتياجات المدينة المتنامية. وقد وصف الجغرافيّ “الاصطخري” خلال النصف الأوّل من القرن الرّابع هجريّا، بإعجاب هذه الشّبكات الضّخمة من القنوات المقامة حول المدينة من كلّ الجهات. ونتيجة لانتقال تقنيات الهندسة المائيّة من المشرق إلى بلاد الأندلس، نفّذت بمقاطعة بلنسيّة وعلى امتداد “الوادي الكبير” منشآت مائيّة كبيرة. كما أقيمت أنظمة ناجعة للرّي بأطراف الدّولة الإسلامية بآسيا الوسطى وخاصة بمنطقة “صَغَدْ” المعروفة حاليا بـ”أوزبكستان”، وتمثّلت في شبكة واسعة من القنوات تمتدّ على عدّة كيلومترات، تجلب المياه من نهر “بزرافشان” إلى المدينتين الكبيرتين سمرقند وبخارى، وكانت سببا رئيسيّا في خصوبة أراضيهما. وقد استعمل المهندسون المسلمون القنوات المائيّة المحمولة على عقود لحمل المياه ونقلها من مكان إلى آخر. وقد بنى السّلطان صلاح الدّين الأيوبي قناة من هذا النّوع سنة 574ه/ 1178م بمدينة حماة بسوريا، أثناء ترميمه لهذه المدينة بعد أن دمّرها الزّلزال سنة 571ه/ 1157م. ([18])
كان نظام الرّي وجرّ المياه في الحضارة العربية الإسلامية يقوم بصورة أساسية على إنشاء سدود في مناطق مختارة بعناية، وانطلاقا من هذه السّدود يتمّ إنشاء قنوات رئيسية لريّ الحقول والمزارع التي تحضى بالأولويّة، وقنوات فرعية لإيصال الماء إلى المدن، حيث يقع تخزينها بخزّانات كبيرة، نتطلق منها مجارِ مائيّة، تغذّي المساجد والحمّامات والبيوت والحدائق العامّة. ويمكن أن نشاهد مثالا محسوسا لهذه الخزّانات المائيّة في عصرنا الحاليّ بمدينة القيروان بالبلاد التونسية، إذ نجد هناك حوضين ضخمين متّصلين فيما بينهما، كانا يستخدمان لتجميع وتخزين مياه “وادي مرج اللّيل” في فترة الفيضان. وقد تمّ بناؤهما في سنة 248ه، ويعرف الواحد منهما باسم: “الفسقيّة”، ويعتمدان نظاما مبتكرا لتصفية المياه، يقوم على انتقال المياه من حوض إلى آخر حتّى تصفّى من الطّمي والشّوائب. كما كانت توجد العديد من الصّهاريج والخزّانات المائيّة بمدينة الإسكندرية وبجزيرة تنيس بدلتا النّيل بمصر. ([19])
استخدمت تقنية القنوات الاصطناعية بشكل واسع في الدّولة الإسلامية، إذ أثبتت نجاعتها وفاعليّتها في إيصال المياه في المناطق شبه الجافّة التي لا توجد بها أنهار دائمة الجريان. وهي تقنية قديمة ظهرت منذ القرن الثّامن قبل الميلاد بأرمينيا وشمال إيران، وقد قام المهندسون المسلمون بتطويرها، وتتمثّل في مجاري مائيّة أفقيّة تحت أرضيّة، تنقل المياه من المناطق الغنية بها إلى المناطق التي تحتاج إليها. ويقوم متخصّصون، يتوارثون أسرار هذه الصّنعة، يسمّى الواحد منهم بـ”المُقْنِي” ببناء هذه القنوات الاصطناعية ومدّها، ومازال جزءا كبيرا من هذه القنوات مستعملا في عدّة مناطق من العالم الإسلامي: بإيران وإفريقيا الشّمالية وبالجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية، حتّى وقتنا الحاليّ. ([20])
ب- السّدود:
هي عبارة عن جدران ضخمة لحجز المياه وضبط منسوباتها بواسطة بوّابات تسمح بتصريف الماء الزّائد، وتكون السّدود أحيانا ترابيّة دون بوّابات. وتعدّ السّدود ضروريّة في النّظام المائيّ، فهي تستخدم لتجميع مياه الأودية وتخزينها، ثمّ تحويلها فيما بعد إلى شبكة القنوات لكي تستخدم في الرّي ومختلف شؤون الحياة. وقد عرفت الحضارات السابقة أهمّية السّدود وحرصت على إنشائها، فقد بنى الرّومان سدودا في جميع أنحاء إمبراطوريّتهم، كما شيّد الفرس الكثير من السّدود في إيران، مثل سدّ “نهر قارون” الذي مازال قائما إلى حدّ الآن ويبلغ طوله 520 مترا، وكذلك سدّ الأهواز الذي يزيد طوله على التّسعين مترا، ويبلغ سمكه حوالي الثّمانية أمتار.
لئن استفاد المسلمون من السّدود الرّومانية والفارسية بعد صيانتها وترميمها، فقد قاموا كذلك ببناء سدود جديدة، نظرا إلى احتياجاتهم المتزايدة إلى الرّي والطّاقة. وتتفاوت هندسة هذه السّدود من سدود ترابيّة بسيطة إلى سدود ذات تقنية هندسية عالية. ويمكن أن نذكر مثالا على ذلك السدّ المقام على نهر “العُظيم” بالعراق، والذي مازالت آثاره باقية إلى حدّ الآن بمنطقة “جبل حمرين”. وهو سدّ حجريّ يبلغ طوله 175 مترا وارتفاعه حوالي 15 مترا. وقد استعملت في بنائه تقنية هندسية إسلامية مبتكرة، تمثّلت في استعمال أوتاد من الرّصاص للرّبط بين الكتل الحجرية للسّد كي يصبح أكثر متانة وتماسكا. كما أنشئ بمصر في العهد المملوكي العديد من السّدود المبنيّة بالتّراب والأحجار، والتي أقيمت على نهر النّيل لمنع الفيضانات والاستفادة من مياه النّيل.([21]) ويتكوّن السدّ التّرابي من حائط من الخشب مكوّن من أوتاد خشبية، وضعت بالطّول في صفّ واحد، وثبّتت إلى بعضها البعض بالمسامير، ثمّ تغلّف بأفلاق النّخيل التي ترصّ فوق بعضها من أجل حماية جسم السدّ من أن يأكله الماء، ثمّ يملأ ما بينهما بالتّراب. أمّا السّدود الحجرية فكان يستخدم في وضع أساسها المراكب المحمّلة بالحجارة، حيث كانت تحضر إلى الموقع، ويتمّ إغراقها لتصبح أساسا للسّد، ثمّ يبنى فوقها جسم السّد بالأحجار.([22])
أمّا في بلاد الأندلس، فقد تمّ في العصر الذّهبي من حكم الأمويّين (القرن الرّابع هجريا) بناء العديد من السّدود الصّغيرة المسمّاة (Azuds) وتقع على نهر توريا (Turia) الذي ينبع من مدينة بلنسية ويصبّ في البحر الأبيض المتوسّط. “وهي سدود متشابهة في بنائها، وهي منخفضة، وجوانبها الدّاخلية عمودية، أمّا الخارجية فهي مدرّجة، ونواتها مصنوعة من حجارة صغيرة متنوّعة ومن الملاط، وإنشاءاتها مكسوّة بكتل حجرية ضخمة مثبتة بواسطة الملاط. وتوجد في أقنية التّصريف بوّابات تحكّم، تسمح لفائض الماء بالعودة إلى النّهر (…) وبفضل قلّة ارتفاعها وشكلها الموسّع، ونظرا لكونها قد نفّذت على أساسات عميقة وصلبة للغاية، فإنّ السّدود المبنيّة على نهر “توريا” كانت قادرة على البقاء على امتداد القرون في مثل هذه الظّروف الصّعبة للغاية.” ([23])
2- الجسور:
تعتبر الجسور وسيلة فعّالة للانتقال عبر الأنهار والتّضاريس الطّبيعية الصّعبة، وقد قام المهندسون المسلمون ببناء جسور من مواد متنوّعة، إذ نجد جسورا مبنيّة وجسورا خشبيّة. قفد وصف لنا المؤرّخ ابن حوقل جسرا مصنوعا من الخشب يقع على نهر “تاب” بإيران، ويبلغ ارتفاعه حوالي الخمسة أمتار. كما وصف المؤرّخ “ابن جبير” في نهاية القرن السّادس للهجرة جسرا عائما مكوّنا من مجموعة من المراكب، مثبّتة إلى بعضها البعض بدعائم خشبيّة، يربط بين ضفّتي نهر الفرات في مدينة “الحِلّة” بالعراق. واستعملت نفس هذه التّقنية بمصر، فحين فتح المسلمون مصر، وجدوا جسرا متكوّن من المراكب الخشبيّة المرصوصة على صفّ واحد، وفوقها التّراب لحماية الخشب من التّلف، وكان هذا الجسر يمتدّ من الفسطاط إلى جزيرة الرّوضة، ويتكوّن من ثلاثين مركبا بعرض ثلاث قصبات. وقد ظلّ قائما حتّى قدوم المأمون إلى مصر سنة 210ه/ 824م فأصلحه وأمر بإنشاء جسور أخرى. ([24])
استعمل المهندسون المسلمون الحجارة والآجر والمعادن لتشييد جسور ثابتة ذات قناطر، فقد أنشأ صلاح الدّين الأيّوبي سنة 569ه/ 1173م جسرا على نهر النّيل بمنطقة الجيزة بمصر، واستخدم في بنائه حجارة مأخوذة من الأهرامات.([25]) كما وصف لنا “القزويني” (توفّي سنة 682ه/1283م) جسرا كبيرا ذي قنطرة يقع في مدينة “إدهاج” في منطقة خوزستان، وقد بني في عهد الأمير البويهي أمير الحسن (توفي سنة 366ه/977م)، على واد متغيّر المنسوب (أحيانا جاف وأحيانا أخرى كثير الفيضان)، وهو جسر يبلغ ارتفاعه 75 مترا، وقد عزّز بناؤه بقضبان رصاصية وبمشابك معدنيّة([26]). وقد شاهد الجغرافي “الأصطخري” في بداية القرن الرّابع للهجرة جسرا آخر على نهر ” تاب” بإيران، وقد بني بطلب من الحجّاج بن يوسف الثّقفي (توفي سنة 90ه/714م) ويتكوّن هذا الجسر من قنطرة واحدة، عل امتداد حوالي ثمانين خطوة، أمّا بالنّسبة إلى ارتفاعها، فإنّ رجلا ممتطيا جملا وحاملا بيده المرفوعة علما، يستطيع المرور تحتها بسهولة. ([27])
3- المباني:
شيّد المهندسون المسلمون العديد من المباني التي تتّصف بالفخامة والضّخامة، سواء في المشرق العربي أو في المغرب العربي أو في بلاد الأندلس. ويمكن أن نذكر منها على سبيل المثال مسجد قبّة الصّخرة في القدس والمسجد الأموي الكبير بدمشق وجامع عقبة بن نافع بمدينة القيروان بإفريقيّة وقصر الحمراء بغرناطة وجامع قرطبة بالأندلس، “ويعتبر من أروع الإنجازات الهندسية المعمارية الإسلامية في العصر الوسيط، ويتميّز بأقواسه وأعمدته الرّخامية وسقفه المتكوّن من لوحات خشبيّة مسطّحة ومصفوفة وبزخارفه الهندسية المنقوشة والملوّنة (…) كما تميّزت هذه المباني بالفخامة والضّخامة وكثرة الحفر على الأخشاب وكثرة الزّخارف والأفنية ذات الأرضيّات الرّخامية والنّافورات التي تنساب منها المياه في أحواض متعدّدة.” ([28])
كما شهدت مدينة إسطنبول في القرن العاشر هجريا في عهد الخلافة العثمانية نهضة عمرانية كبيرة قادها المعماريّ الشّهير سنان (894ه/1489م- 996ه/1588م) وتلاميذه من بعده، فقد أنشئت العديد من البناءات والصّروح الهندسية الفخمة، ومنها مسجد السّليميّة بمدينة أدرنة، الذي بني في عهد السّلطان سليم وتفوّق في اتّساع قبّته على كنيسة أيا صوفيا بإسطنبول. وقد أصبحت الهندسة المعمارية في هذه الفترة المتأخّرة علما قائم الأصول، إذ ألّفت كتب لتعليم الهندسة المعمارية احتوت على قواعد رسم المخطّطات المعمارية التي تعتمد على الحسابات والقياسات الدّقيقة، إضافة إلى الأبعاد الجمالية والفنية. ([29])
تندرج العمارة العربية الإسلامية ضمن رؤية حضارية شاملة، وترتبط ارتباطا عضويّا بالجوانب الدّينية والاجتماعية والاقتصادية والمناخيّة. “لا يمكن فهم العمارة الإسلامية إلّا في إطار نظرة شمولية عميقة، فقد شكّلتها وأنضجتها روافد عديدة: دينيّة وحضاريّة ومناخيّة.”([30]) ويمكن تصنيف العمارة الإسلامية إلى أنواع عديدة، مثل العمارة الدّينية التي تعدّ من أهمّ أنواع العمائر الإسلامية، وقد تجسّدت في المساجد والمدارس والزّوايا، كما نجد عمائر مدنيّة تشمل القصور والبيوت والحمّامات، وكذلك عمائر حربيّة مثل القلاع والأبراج والأسوار والرّباطات. ويعدّ المسجد من أهمّ الأعمال المعمارية التي تتجسّد فيها روعة الهندسة المعمارية الإسلامية. ومن أهمّ مميّزات المساجد المآذن والقباب والمحاريب والأعمدة والتّيجان والأروقة، حول أقبية وصحون الجوامع. ([31])
يعدّ بناء المآذن السّمة البارزة في إنشاء المساجد، ومن أقدم النّماذج لهذا الطّراز المعماريّ، المآذن القائمة بالمسجد الأمويّ بدمشق، وهي على شكل أبراج مربّعة. أمّا بإفريقيّة فنجد أقدم المآذن قائمة يمدينة القيروان بتونس، وهي مئذنة جامع عقبة بن نافع، وقد شيّدت في عهد هشام بن عبد الملك سنة 247ه/728م، وهي على شكل برج مربّع يبلغ ارتفاعه نحو 31 مترا، وقد بني على شكل طوابق متدرّجة ويتنهي الطّابق العلويّ بقبّة. وقد اتّخذت هذه القباب أشكالا مختلفة باختلاف البلدان الإسلامية، فهي: مخروطيّة الشّكل ببلاد فارس، ومربّعة ببلاد الأندلس وإفريقية، وإسطوانية بتركيا. ([32])
أمّا فيما يخصّ الأعمدة، فقد استعمل المسلمون في البداية الأعمدة المنتزعة من المباني الرّومانية، ثمّ في مرحلة ثانية، ابتكر المهندسون المسلمون طرازا خاصّا ومميّزا من الأعمدة، مثل الأعمدة ذات الأبدان المضلّعة تضليعا حلزونيّا والمزيّنة بزخارف نباتيّة دقيقة. وتنتهي بتيجان ذات أشكال ناقوسيّة أو هرميّة أو دائريّة، ويزخرف تاج العمود بصفّ من الوريقات أو المقرنصات أو الدلّايات.كما استعمل المهندسون المسلمون أنواعا متعدّدة من الأقواس والعقود، تبعا للأقاليم الإسلامية المختلفة، إذ ظهرت الأقواس نصف الدّائرية، ثمّ الأقواس المدبّبة التي استعملت خاصّة بالمسجد الأموي بدمشق. ([33])
تميّزت العمارة الإسلاميّة باستعمال فنّ الزّخرفة لتزيين المباني، سواء من الخارج أو من الدّاخل، باستعمال أساليب متنوّعة مثل كسوة الجدران بالأحجار الملوّنة وألواح الرّخام والبلاطات الخزفيّة والفسيفسائيّة الملوّنة، وكذلك الآجرّ الذي تعمل به زخارف هندسية أو خطّية، كما استخدمت كذلك تقنية الحفر البارز أو الغائر على الجدران. وظهرت تقنية المقرنصات في الزّخرفة الإسلامية، وهي عبارة عن نتوءات بارزة أو صفوف من الحنيّات التي تشبه المحاريب الصّغيرة، بعضها فوق بعض، وتكسى بها الزّوايا والأركان. كما ظهرت كذلك الزّخارف الجصّية بأشكالها النّباتية والهندسيّة. واستفادت الزّخرفة الإسلامية كذلك من الخطّ العربيّ، فوظّفته توظيفا فنّيا جماليّا في كتابة نصوص وآيات قرآنية، تزخرف بها المساجد والمدارس والزّوايا. كما يمتاز الفنّ الزّخرفيّ الإسلامي بظاهرة تقسيم السّطح إلى مساحات ذات أشكال هندسية مختلفة، تملأ فراغاتها وحدات زخرفيّة مستمدّة من عناصر نباتيّة أو أشكال هندسيّة أو خطّية.([34])
أمّا فيما يخصّ المواد المستعملة في البناء، فهي تختلف حسب المنطقة الجغرافية التي يتمّ بها البناء، وتتنوّع من الحجر المنحوت إلى الآجرّ والطّوب والخشب. فقد كان الخشب مستعملا بشكل واسع في بلاد الأندلس، وشيّدت مدينة بخارى تقريبا بأكملها من الخشب، كما استعملت مادة الخشب في بناء قبّة الصّخرة بالمسجد الأقصى بالقدس، وهي قبّة ذات بنية خشبيّة مغطّاة بأوراق من رصاص. أمّا المباني الدّينية فقد كانت في أغلبها مبنيّة من الحجارة المنحوتة ذات الحروف المستقيمة والأسطح المستوية، في حين كانت تبنى المباني الأقلّ أهمّية من موادّ أقلّ كلفة، مثل الطّين الذي يصنع منه الطّوب وتبنى به البيوت والقباب، مثل البيوت ذات الطّوابق التي توجد بشبه الجزيرة العربية ببلاد اليمن. ويصنع من الطّين كذلك الآجرّ، ويستخدم كعنصر تكميلي في بناء القناطر، وإنشاء العقود والسّلالم، كما استعمل الآجرّ كعنصر زخرفيّ في المباني، ومنذ القرن السّادس هجريا ظهرت تقنية زخرفيّة جديدة، تمثّلت في طلاء الآجرّ بمادّة البرنيق الملوّن، للحصول على تأثيرات شبيهة بتأثيرات الفسيفساء. ([35])
خاتمة :
استنتجنا أنّ العلماء المسلمين، تماشيا مع نزعتهم التّطبيقيّة، قد ركّزوا جلّ اهتمامهم على الهندسة العملية، نظرا إلى كثرة المنافع التي تحقّقها وتجلبها، ومن أهمّ مجالات الهندسة العملية التي اهتمّوا بها هي: الهندسة المدنية، لما لها من أثر محسوس في الواقع الحياتيّ المعيش، وبينّا أنّ الهندسة المدنيّة في الحضارة العربية الإسلامية، قد بلغت مستوى متقدّما من الجودة والإتقان، بفضل التّطور الحضاري وازدياد مظاهر العمران والتمدّن في المجتمع العربي الإسلامي، فأنشئت قنوات مائيّة ممتدّة لجلب مياه الشّرب وريّ المزروعات، وأرسيت سدود راسخة ، مازال بعضها قائما إلى حدّ الآن، لتجميع مياه الأنهار والوديان، وأقيمت مساجد وقصور وقلاع شامخة، استخدمت فيها تقنيات وأساليب مبتكرة في البناء والزّخرفة.
– لم يكتف العلماء المسلمون بالأخذ عن التّراث الهندسي اليوناني، الذي كان في أغلبه تراثا هندسيّا نظريّا، بل قاموا بالإضافة إليه وتطويره حتّى توصّلوا إلى إرساء هندسة حسّية عملية تطبيقيّة، قادرة على استثمار النظريّات الهندسية وتجسيدها في منجزات عمليّة في مجال الريّ وجلب المياه والبناء العمراني.
– تميّز العلماء المسلون بوعيهم المبكّر بالجانب العملي التّطبيقي للهندسة وبقدرتها على إعمار الأرض وإصلاحها، وذلك من خلال قدرتهم على تبيّن العلاقة الوثيقة التي تربط بين علم الهندسة والفعل الحرفي التّطبيقي الذي يتجلّى في الحرف والصّنائع.
– الانتباه إلى العلاقة الوثيقة بين الرياضيات كعلم مجرّد والهندسة كعلم تطبيقي، وبالتّالي فإنّ الرياضيات يمكن أن تكون منهجا للتّفكير العلمي المنطقي، يكون ضامنا لإتقان إنجاز المنشآت الهندسية، وهذا ما مكّن المهندسين المسلمين من الانطلاق من مرتكز هندسي عقلي من أحل الوصول إلى هندسة حسّية عملية تطبيقيّة.
– سعت الهندسة العربية الإسلامية، في إطار مقصد شرعي يقوم على جلب المنفعة ودفع المجهدة، إلى السّيطرة على قوى الطبيعة وتسخيرها لصالح الإنسان، ومن ضمنها الطّاقة المائيّة وقد تجلّى ذلك في إقامة السّدود والجسور ومدّ القنوات المائيّة.
– تندرج العمارة العربية الإسلامية ضمن رؤية حضارية شاملة، وترتبط ارتباطا عضويّا بالجوانب الدّينية والاقتصادية والمناخيّة، وهي تنقسم إلى أنواع عديدة: مثل العمارة الدّينية والعمارة المدنية والعمارة الحربية. وقد اقتبست من التقنيات المعمارية للشعوب السّابقة، لكنّها قامت بتطويرها مستحدثة بذلك تقنيات معمارية جديدة، مثل الأقواس الحلزونية المضلّعة والتّيجان الهرميّة أو الدّائرية المتنوّعة والأقواس والعقود ذات الأنواع المختلفة.
– تجاوزت هذه المباني والمنشآت الهندسية جانبها الوظيفي إلى مستوى جمالي وفنّي راق، وذلك عن طريق استعمال تقنيات معمارية مبتكرة، تجلّت أساسا في فنّ الزّخرفة، ويتمثّل في تزيين المباني سواء من الخارج أو من الدّاخل باستعمال أشكال هندسية ونباتية وخطّية متنوّعة، تتميّز بالتّناسق والتناسب.
المصادر والمراجع:
المصادر:
– أبلنيوس. النجّار الهندسي، صنعة الزّامر، (مخطوط)، بريطانيا: المكتبة البريطانيّة (مخطوطات شرقيّة)، المرجع: A dd Ms 23391.
– أرشميدس، كتاب أرشميدس في البنكامات، (مخطوط)، بريطانيا: المكتبة البريطانيّة (مخطوطات شرقيّة)، المرجع: Add Ms 23391.
– إقليدس، علم الأصول الهندسية، كتب إقليدس الستّة وإضافات، (تحقيق: كرنليوس فان دايك)، بيروت: 1916.
– أميرستوس، ثلاث أطروحات حول آلات الأرغن الموسيقيّة، ( مخطوط)، المكتبة البريطانيّة (مخطوطات شرقيّة)، المرجع: Or 9649.
– الإسكندري. هيرون، في رفع الاشياء الثّقيلة، (مخطوط)، بريطانيا: المكتبة البريطانيّة (مخطوطات شرقيّة)، المرجع: A dd Ms 23390، تاريخ التّرجمة: 1020هـ/ 1611م.
– الأصطخري، أبو إسحاق. المسالك والممالك، بيروت: دار صادر، 2004.
– البوزجاني. أبو الوفا محمد، ما يحتاج إليه الصّانع من علم الهندسة، (تحقيق وتقديم: صالح أحمد العلي)، بغداد: مركز إحياء التّراث العلمي العربي، 1979.
– التّهانوي، محمّد علي. موسوعة كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم، (مراجعة: رفيق العجم)، ط 1، بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 1997.
– التّوحيدي. أبو حيّان، رسالة في العلوم، ط 1، القسطنطينية: مطبعة الجوائب، 1301ه.
– ابن خلدون. وليّ الدّين عبد الرّحمان بن محمّد، مقدّمة ابن خلدون، (تحقيق: عبد الله محمّد الدّرويش)، ط 1، دمشق: دار البلخي، 2004.
– إخوان الصّفا، رسائل إخوان الصّفا وخلّان الوفا، ج 1، إيران: مكتب الإعلام الإسلامي، 1405ه/ 2005م.
– الفارابي. أبو نصر، إحصاء العلوم، (تحقيق: عثمان محمّد أمير)، مصر: مطبعة السّعادة، 1931.
– القزويني. زكريّاء بن محمّود، آثار العباد وأخبار البلاد، بيروت: دار صادر، ( د. ت).
المراجع:
- سامي، محمّد نوّار. المنشآت المائيّة بمصر ( منذ الفتح الإسلامي وحتّى نهاية العصر المملوكي: دراسة أثريّة معمارية )، الإسكندرية: دار الوفاء لدنيا الطّباعة والنّشر، 1999، 67.
- عطيّة. عبد الحافظ عبد الله، الآثار والفنون الإسلامية، القاهرة، 2005.
- عطيتو، حربي عبّاس وحلّاق، محمود حسّان. العلوم عند العرب (أصولها وملامحها الحضارية).
- فرّاج. عزّ الدّين، فضل المسلمين على الحضارة الأوروبية، القاهرة: دار الفكر العربي، 2002.
- قاري، لطف الله. الإنجازات العلمية للعرب والمسلمين في القرون المتأخّرة، ط 1، بيروت: الدار العربية للموسوعات، 2006.
- – هيل. دونالد، بحث حول الهندسة المدنيّة والميكانيكيّة، موسوعة تاريخ العلوم العربيّة، (إشراف: رشدي راشد)، ط 2، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2005.
- وزيري، يحيى. العمارة الإسلاميّة والبيئة، عالم المعرفة، العدد 304، الكويت: المجلس الوطني للثّقافة والفنون والآداب، 2004.
([1]) محمّد علي، التّهانوي. موسوعة كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم، (مراجعة: رفيق العجم)، ط 1، بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 1997، الجزء الثّاني، حرف الهاء، ص 1744.
([2]) وليّ الدّين عبد الرّحمان بن محمّد، ابن خلدون. مقدّمة ابن خلدون، (تحقيق: عبد الله محمّد الدّرويش)، ط 1، دمشق: دار البلخي، 2004، الجزء الثّاني ص 257.
([3]) المصدر نفسه، الصّفحة نفسها.
([4]) أبو نصر، الفارابي. إحصاء العلوم، (تحقيق: عثمان محمّد أمير)، مصر: مطبعة السّعادة، 1931، ص 56- 58.
([5]) التّوحيدي. أبو حيّان، رسالة في العلوم، ط 1، القسطنطينية: مطبعة الجوائب، 1301ه، ص 205، 206.
([6]) ينظر : إخوان الصّفا، رسائل إخوان الصّفا وخلّان الوفا، ج 1، إيران: مكتب الإعلام الإسلامي، 1405ه/ 2005م، ص 52.
([7]) المصدر نفسه، الصفحة نفسها.
([10]) ينظر : النجّار الهندسي. أبلنيوس، صنعة الزّامر، (مخطوط)، بريطانيا: المكتبة البريطانيّة (مخطوطات شرقيّة)، المرجع: A dd Ms 23391
([11]) ينظر : أميرستوس، ثلاث أطروحات حول آلات الأرغن الموسيقيّة، ( مخطوط)، المكتبة البريطانيّة (مخطوطات شرقيّة)، المرجع: Or 9649
([12]) ينظر : كتاب أرشميدس في البنكامات، (مخطوط)، بريطانيا: المكتبة البريطانيّة (مخطوطات شرقيّة)، المرجع: Add Ms 23391
([13]) ينظر : هيرون، الإسكندري. في رفع الاشياء الثّقيلة، (مخطوط)، بريطانيا: المكتبة البريطانيّة (مخطوطات شرقيّة)، المرجع: A dd Ms 23390، تاريخ التّرجمة: 1020هـ/ 1611م.
([14]) ينظر : علم الأصول الهندسية، كتب إقليدس الستّة وإضافات، (تحقيق: كرنليوس فان دايك)، بيروت: 1916.
([15]) ينظر : البوزجاني. أبو الوفا محمد، ما يحتاج إليه الصّانع من علم الهندسة، (تحقيق وتقديم: صالح أحمد العلي)، بغداد: مركز إحياء التّراث العلمي العربي، 1979.
([16]) سامي، محمّد نوّار. المنشآت المائيّة بمصر ( منذ الفتح الإسلامي وحتّى نهاية العصر المملوكي: دراسة أثريّة معمارية )، الإسكندرية: دار الوفاء لدنيا الطّباعة والنّشر، 1999، 67.
([17]) ينظر : دونالد، هيل. بحث حول الهندسة المدنيّة والميكانيكيّة، موسوعة تاريخ العلوم العربيّة، (إشراف: رشدي راشد)، ط 2، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2005، ج 3، ص 966.
([18]) ينظر : سامي، محمّد نوّار. المنشآت المائيّة بمصر ( منذ الفتح الإسلامي وحتّى نهاية العصر المملوكي )، ص 71.
([19]) ينظر : المرجع نفسه. ص143- 146.
([20]) ينظر : دونالد، هيل. بحث حول الهندسة المدنية والميكانيكية (موسوعة تاريخ العلوم العربية)، ص968، 969.
([21]) ينظر : سامي، محمّد نوّار. المنشآت المائيّة بمصر ( منذ الفتح الإسلامي وحتّى نهاية العصر المملوكي )، ص 160.
([22]) ينظر : المرجع نفسه، ص 170.
([23]) دونالد، هيل. بحث حول الهندسة المدنيّة والميكانيكيّة (موسوعة تاريخ العلوم العربية)،ص 973، 974.
([24]) ينظر : سامي، محمّد نوّار. المنشآت المائيّة بمصر ( منذ الفتح الإسلامي وحتّى نهاية العصر المملوكي)، ص 52.
([25]) ينظر : المرجع نفسه، ص 57.
([26]) ينظر : زكريّاء، بن محمّود القزويني. آثار العباد وأخبار البلاد، بيروت: دار صادر، (د. ت).
([27]) ينظر : أبو إسحاق، الأصطخري. المسالك والممالك، بيروت: دار صادر، 2004.
([28]) عطيتو، حربي عبّاس وحلّاق، محمود حسّان. العلوم عند العرب (أصولها وملامحها الحضارية)، ص 236.
([29]) ينظر : لطف الله، قاري. الإنجازات العلمية للعرب والمسلمين في القرون المتأخّرة، ط 1، بيروت: الدار العربية للموسوعات، 2006، ص20، 21.
([30]) يحيى، وزيري. العمارة الإسلاميّة والبيئة، عالم المعرفة، العدد 304، الكويت: المجلس الوطني للثّقافة والفنون والآداب، 2004، ص 24.
([31]) ينظر : عبد الحافظ عبد الله، عطيّة. الآثار والفنون الإسلامية، القاهرة، 2005، ص65، 66.
([32]) ينظر : عزّ الدّين، فرّاج. فضل المسلمين على الحضارة الأوروبية، القاهرة: دار الفكر العربي، 2002، ص 198.
([33]) ينظر : يحيى، وزيري. العمارة الإسلامية والبيئة، ص146، 147.
([34]) ينظر : عزّ الدّين، فرّاج. فضل المسلمين على الحضارة الأوروبية، ص66-68.
([35]) ينظر : دونالد، هيل. بحث حول: الهندسة المدنيّة والميكانيكية، (موسوعة تاريخ العلوم العربية)، ص978- 980.