أقام مركز جيل البحث العلمي تحت إشراف رئيسته أ.د. سرور طالبي عشية يوم الخميس 8 يوليو الماضي ندوة افتراضية تكريما لعضو لجنته العلمية التحكيمية، الناقدة والباحثة أ.د.آمنة بلعلى من خلال الاحتفاء بكتابها الموسوم بـ” “سيمياء الأنساق: تشكلات المعنى في الخطابات التراثية”، وذلك بمشاركة أسماء نقدية جزائرية: أ.د. الطاهر رواينية (جامعة عنابة)، أ.د.عبد الله العشي (جامعة باتنة)، ود. نبيل محمد صغير (جامعة مولود معمري).
وقد أدارت النقاشات رئيس تحرير مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية الدكتورة غزلان هاشمي وبمساعدة تنظيمية من قبل الباحث عدنان لكناوي.
بداية افتتحت الأستاذة سرور طالبي الندوة بترحيبها بالمحتفى بها وبكل الحضور والمحاضرين، مؤكدة على اعتزازها بكل أفراد اللجنة العلمية التحكيمية للمركز موضحة أن هذه الندوات التكريمية هي بمثابة عربون شكر تقديرا لجهودهم الجبارة لاستمرار صدور المجلة بنفس الوتيرة والرصانة.
بعدها أحالت الكلمة للدكتورة غزلان هاشمي التي بدورها رحبت بالأستاذة آمنة وبجميع الحضور محيلة لها الكلمة لتقدم ملخصا حول رؤيتها النقدية المبثوثة في ثنايا كتابها المهم والعميق .
شكرت الدكتورة آمنة بلعلى الأستاذة سرور والدكتورة غزلان، واعتبرت مركز جيل مؤسسة علمية هامة في مجال البحث العلمي يردف بعمل آخر إنساني وحضاري أخلاقي قائلة ” هو مركز للسلوك الحضاري لاهتمامه بمنجزات الباحثين العرب والجزائريين والتعريف بكتبهم، أتشرف بهذا التكريم العظيم وهذه الالتفاتة الطيبة لشخصي الضعيف، ولعملي المتواضع، وأعتز بمن سيحاوره ويناقشه ومن سيقدم فيه وجهة نظره، وأتمنى أن أستفيد من قراءاتهم وملاحظاتهم” موضحة أنها لن تقدم تقريرا مفصلا للكتاب بل ستشرح السياق العام الذي أنجز فيه. للمزيد يرجى الاطلاع على التسجيل المصور في الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=5oTRv5cUt04
بعدها قدم رئيس اللجنة العلمية التحكيمية لمجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية الأستاذ الدكتور الطاهر رواينة مداخلة موسومة بـ””قراءة نسقية واصفة في كتاب سيمياء الأنساق: تشكلات المعنى في الخطابات التراثية لآمنة بلعلى”، أثنى في بدايتها على المحتفى بها وعلى رصانتها العلمية وجرأتها على طرح السؤال، ثم أكمل توضيحه للخط العام الذي ستسير عليه مداخلته، حيث قال: “مداخلتي عبارة عن قراءة واصفة للكتاب، ركزت فيها أن الكتاب تناول أنساقا خطابية تراثية تناولا سيميائيا، وشكلت هذه الخطابات موسوعات قائمة بذاتها وعلوما معرفية، على الرغم من تقاطعها فهي تختلف في الكثير من الطروحات والتوجهات ،على الرغم من أنها تنطلق من مصدر مؤسس واحد هو القرآن الكريم، سأركز على ثلاثة نقاط:الأولى الموضوع والمنهج الثانية قراءة في مقدمة الكتاب ثم أتوقف عند دراسة الدلالات وهو أول فصل من الفصول التي تكون منها الكتاب”.
بعدها أحالت مديرة الجلسة الكلمة إلى أ.د.عبد الله العشي الذي قدم مداخلة موسومة بـ “سيمياء الأنساق: نحو قراءة مركبة للتراث” حيث بدأ حديثه بالقول:”نشيد بكل ماقدمته آمنة بلعلى في مجالات علمية مختلفة، فهي باحثة لا يقف أمامها أحد، تحاول أن تغامر، تنتقل من معرفة لأخرى من منهج لآخر دون كلل وملل، لذلك قدمت إضافة على مستوى المشهد العربي والجزائري، هي لا تحاول أن تتقيد بمنهج محدد، بل تحاول أن تقدم رأيها وتنجز بحساسيتها وبطموحها، ويأتي هذا الكتاب ليتوج مسارا نقديا…اهتمت بالسيميائات والنقد الثقافي والمعرفي والتداولية، هذا الكتاب رغم أنه صدر قبل عشرة سنوات لكنه في حاجة لتنويه ومزيد القراءة، موضوع الكتاب حينما نتحدث عنه يبدو أنه عن التراث، لكنه مفهوم معقد ومركب زمنيا وإشكاليا ومعرفيا، لذا لا نعرف تحديد التراث: هو تراث عربي أم عدة تراثات، لذا سيكون هناك إشكالا في تحديد موضوع الكتاب…”
للمزيد يرجى الاطلاع على التسجيل المصور في الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=3RQLiPRritk
قدم بعده الدكتور نبيل محمد صغير مداخلة تحت عنوان “سيمياء الأنساق: قراءة في آليات التفكير النسقي”، حيث قال: ” محاولة القبض على بنية أمر بالغ الصعوبة من الناحية المعرفية والمنهجية، ويزداد صعوبة حينما يحاول أن يقبض على العقل النسقي، هذا الكتاب الهادف إلى الضبط من خلال معارف العرب وعلومهم المتنوعة، والسؤال المطروح: بأي الآليات والأدوات التنقيب داخل الركام المعرفي الكبير، فالناقدة تحاول أن تجيب عن هذا السؤال عبر تكريس وعي نقدي جديد من خلال إشكال معرفي هو عجز القراءة النقدية المعاصرة، إذ هي مأزومة لم تستطع قراءة التراث العربي، وقد سبق لجورج طرابيشي أن كتب مذبحة التراث، ولم يقدم أي نموذج معرفي دون تقديم مذبحة فيه، فكيف قامت دون أن تحدث هذه المذابح وهي تخوض في التراثات وليس تراثا واحدا…”.
ثم فتح باب النقاش أمام الحضور لطرح أسئلتهم واستفساراتهم التي أجابت عليها الأستاذة آمنة بالتفصيل.
وفي الختام شكرت الدكتورة غزلان المحتفى بها على تواضعها المعرفي كما شكرت الجميع على نقاشهم المستفيض والقراءات والحوارات العميقة والمسائلات النوعية المنطلقة من هموم معرفية مشروعة.