الروابط الحجاجية في الخطاب المقدماتي: غريب الحديث للخطابي نموذجًا
An Argumentation Links In Introductions discourse of ALKATTABY: Gharib al hadith, sample
دكتور ياسر عبد الحسيب رضوان ، كلية دار العلوم جامعة القاهرة ـ مصر
Dr. Yasser Abdel-Hasib Radwan, Ph.D. in Literature from the Faculty of dar aleulum Cairo University
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 69 الصفحة 23
الملخص:
عرض البحث للعلاقات والروابط والعوامل الحجاجية في الخطاب المقدماتي لكتب غريب الحديث ، التي اختار منها كتاب غريب الحديث للخطابي نموذجًا ، حيث قدَّم أمام البحث بمقدمة أظهر فيها المراد بكتب غريب الحديث النبوي ، والخطاب المقدماتي والمنهج الذي اعتمد عليه في دراسة الخطاب المقدماتي وهو البلاغة الجديدة أو الحجاج .
وقد تناول البحث أهم الروابط والعوامل الحجاجية التي برزت في خطاب المقدمة عن الخطّابي ، وقد تنوعت هذه الروابط بين : ترتيب أجزاء القول ، الروابط الحجاجية اللغوية ، السلم الحجاجي ، ثم الروابط البلاغية الحجاجية ، ثم ختم البحث ذاكرًا أهم النتائج التي توصل إليها ، ثم قدّم ثبتًا بالمراجع التي اعتمد عليها في إنجاز البحث .
الكلمات المفتاحية : غريب الحديث – الخطاب المقدماتي – الحجاج
Summary :
The study presented the relationships, links, and argumentative factors in the discourse of prefaces to books of Gharib al-Hadith, from which he chose the book Gharib al-Hadith for al-Khattabi as a model, where he presented before the research with an introduction in which he showed what is meant by Gharib books of the Prophet’s hadith, and the discourse of prefaces and the method that he relied on in the study of the discourse of prefaces which is the new rhetoric or argumentation. The research dealt with the most important arguments links and factors that emerged in the speech of the introduction about the discourse, and these links varied between: the order of the parts of the speech, the pilgrim-linguistic links, the pilgrim scale, then the rhetorical links of the pilgrim, then the research concluded by mentioning the most important results that it reached, and then presented a proof References relied upon in carrying out the research.
key words : Strange Hadith – the discourse of prefaces – argumentation
مقدمة:
تنتمي كتب غريب الحديث النبوي إلى المعاجم اللغوية المبنية على أساس موضوعي ، حيث إنّ موضوعها هو تفسير الألفاظ الغريبة في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وترتيبها داخل تلك الكتب ترتيبًا يتناسب والترتيب في المعاجم اللغوية ، وهذا العلم من العلوم اللغوية التي نالت أهميتها ومكانتها من أهمية موضوعها – الحديث النبوي الشريف – ومكانته من الشريعة الإسلامية الخنيفية .
وأما الخطاب المقدماتي ،فهو فرع بِكر من الدراسات اللسانية الحديثة التي ارتبطت بتطور العلوم اللغوية ،بل إن هذا الخطاب قد اتخذ هالة نقدية كبيرة منذ أن اعتبره جيرار جينيت نصًّا مصاحبًا ،أو نصًّا موازيًا paratexte شأنه شأن العنوان والإهداء ،والتصدير والحواشي وغيرها من النصوص الموازية التي تصاحب النص الأصلي ([1]) وهذه النصوص الموازية قد اشتهرت باصطلاح العتبات النصية Seuils de texte ،وباتت دراستها من الدراسات اللسانية التي انتبهت إلى كل ما يحيط بالعملية الإبداعية من أسوقة وظواهر يمكن أن تسهم بدورٍ ما في توجيه النمط الإبداعي ، والأسلوب التأليفي الذي يسلكه المؤلِّفون .
وقد ارتأينا دراسة الخطاب المقدماتي باعتباره عتبة نصية في ضياء المنجز البلاغي الجديد ، أو الحِجَاج الموسوم في الدرس البلاغي والنقدي المعاصر بالبلاغة الجديدة باعتبارها ” نظرية عامة للمحاججة بكل أشكالها : الشرعية ، والسياسية ، والأخلاقية والجمالية والفلسفية ” ([2]) والمحاججة مفاعلة بين طرفين يشتركان في صوغ النص من حيث الإبداع والتلقي الذي يكون فيه المبدع باحثًا عمَّا يدفع المتلقي إلى قبول خطابه في صورة من صور الحجاج بموضوعه الذي يدور حول ” درس تقنيات الخطاب التي مِنْ شأنها أن تؤدي بالأذهان إلى التسليم بما يُعرض عليها من طروحات ، أو أن تزيد في درجة التسليم ” ([3]) .
ومن ثمة كانت الإشكالية التي يطرحها البحث محاولاً الكشف عنها ، وهي كيفية تعبير المؤلفين القدامى عن الأسباب التي حدت بهم إلى تأليف كتبهم ، وقد ارتبطت هذه الإشكالية بمجموعة من الأهداف التي ينشدها البحث ، وقد تحققت هذه الأهداف في صورة النتائج التي توصل إليها البحث وأثبتها في نهايته ، منها ما تعلق بموضوع العلم الذي ينتمي إليه كتاب الخطّابي ، ومنها ما يتعلق بالخطَاب المقدماتي ، ومنها ما يتعلق بالكيفية التعبيرية التي استعان بها المؤلِّف على كشف دافعية التأليف التي تمثلت في مجموعة الروابط والعوامل الحجاجية .
ولقد حاولنا تتبع المبادئ والروابط والعلاقات الحجاجية في خطاب المقدمة التي قدَّم بها الخطابي أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم [ ت 388ه ] لكتابه غريب الحديث ([4]) إذ المقدمة ذاتها آليّة من آليات الخطاب الحجاجي ، وذلك فيما ورد عند أرسطو في خطابته ، وهي عنده تناظر الاستهلال الذي هو بدء الكلام ، وتناظر المطلع في الشعر والافتتاحية في فن العزف ([5]) ووظيفة الاستهلال أو المقدمة وما يرادفها من مصطلحات هي إبانة الغرض والغاية من التأليف ([6]) تلك الغاية التي نجدها محور بحثنا هذا ، فقد كانت ثم دوافع دفعت المؤلفين إلى الكتابة في هذا العلم من العلوم الدينية ، وقدَّموا بين يديْ تلك الدوافع الحجج الدامغة على حتمية التأليف ؛ ولذا كانت فكرة الحجاج في الخطاب المقدماتي ؛ إذ لم تكن الدوافع تلك وحدها مظهرًا من مظاهر البنية الحجاجية في هذا الخطاب ؛ لأن ثمة روابط وعلاقات حجاجية أخرى تضمنها الخطاب المقماتي لأبي سليمان في كتابه ، وهذه الروابط والعلاقات والعوامل الحجاجية قد تمظهرت فيما يلي :
1 ــ ترتيب أجزاء القول :
إن أول ما نراعيه عند لمحاججة المتلقي ، أو لإقناعه مراعاة ” ترتيب أجزاء القول ” ([7]) ومراعاة إحكام التنقل من جزء إلى آخر ، فكلما كانت الحجة مرتبة في أجزائها ، منسقة محكمة التنسيق ، كانت أدعى لقبول المتلقي أو لإذعانه بها ، بل إنه لا قوة لها ولا أثر ولا قدرة على الإقناع ، إذا لم تكن مرتبة ومنسقة تنسيقًا حكيمًا يحقق الإقناع في نفس المتلقي ” فالترتيب هو نفسه حجة ” ([8]) والمقدمة شأنها شأن أي نص خطابي تتضمن مجموعة من الأجزاء التي يترتب بعضها على البعض ترتيبًا يُعطَى به المؤلَّف حُجِّية التأليف التي بها يقتنع المتلقي وبأهمية الكتاب ، وحتمية موضوعه ، وهذه الأجزاء هي : الاستهلال ، الموضوع ، ثم الخاتمة .
1 ــ 1 ــ بنية الاستهلال :
يتعلق الاستهلال بالتصدير والافتتاح ،والبدء ،وأول القول ،يُقال : استهلّت السماء إذا كان أول مطرها ، وهو الهَلَل ،والاستهلال يتنزل من الكتابة منزلة الوجه والغُرَّة ([9]) ومن ثمة كانت عناية العرب القدامى بأهمية الاستهلالات في الشعر أو النثر ؛ ” إيمانًا منهم بقوة الأثر الأول في النفس ، وأنه يدفع السامع إلى التنبُّهِ والإصغاءِ إنْ كان جيدًا آسِرًا ، وإلى النفور والانصراف إنْ كان ضعيفًا فاترًا ” ([10]) وقد نقل العسكري [ت 395ه] عن بعض الكُتّاب : ” أحسنوا معاشر الكُتَّاب الابتداءات ؛ فإنهنَّ دلائل البيان ” ([11]) .
ومن نصائح النقاد والبلاغيين القدامى للكُتَّاب قول الشيباني [ ت 298ه ] : ” وليكن في صدور كتابك دليلٌ على مرادك ، وافتتاح كلامك برهان شاهد على مقصدك ، حيثما جريت فيه من فنون العلم ، ونزعتَ نحوه من مذاهب الخُطَب والبلاغات ؛ فإن ذلك أجزل لمعناك ، وأحسن لاتساق كلامك ” ([12]) مما يتحقق معه السبك والحبك في اللسانيات النصية الحديثة ، كما وجَّه أبو طاهر البغدادي [ ت517ه ] الخطيب أو الكاتب البليغ إلى ” أن يكون ابتداء كلامه دالاًّ على انتهائه ، وأوله ملخصًا بآخره ” ([13]) .
ومع جزالة المعنى وحُسْن اتساق الكلام ، كانت رؤية حازم القرطاجني [ ت 684ه ] لجمالية التجويد والتحسين في تلك الاستهلالات ؛ بسبب ما يُنتظر لها من الوظيفة التواصلية ؛ فإنّ جودة الاستهلالات والمطالع ” تزيد النفس بحُسْنِها ابْتِهاجًا ونشاطًا لتلقي ما بعدها إنْ كان بنسبة من ذلك ، وربما غطَّتْ بحُسْنِها على كثير من التخوُّن الواقع بعدها إذا لم يتناصر الحُسْنُ فيما وليها ” ([14]) من كلام ، ولعل في توشيح الاستهلالات بالعبارات والتراكيب الدينية ما يشيع فيها من الرونق والبهاء مما يُعلي قدرها ويبرز قيمتها التركيبية والدلالية ، ويحقق وظيفة الاستهلال ” وهي وظيفة اتصالية – هي – جعْل السامع منقادًا ومنتبهًا وعطوفًا ” ([15]) .
1 ــ 1 ــ 1 ــــ البسملة :
وقد ابتدأ الخطاب المقدماتي بالاستهلال الذي ابتدأ بالبسملة ، قال ا بن جماعة [ ت 733ه ] : ” ويبتدئ كل كتاب بكتابة بسم الله الرحمن الرحيم ، فإن كان الكتاب مبدوءً بخطبة – مقدمة – تتضمن حمد الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم ، كتبها بعد البسملة ، وإلَّا كتب هو ذلك بعدها ” ([16]) .
والمُراد بالبسملة البدء بــ بسم الله الرحمن الرحيم ؛ لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم :( كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَهُوَ أَقْطَع )([17]) ومن ثمة كان من القواعد والفوائد والمهمات المستفادة من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ” استحباب تصدير الكتب بـــ بسم الله الرحمن الرحيم ، وإن كان المبعوث إليه كافرًا ” ([18]) وهذه القاعدة المستنبطة من الإمام النووي مبنية على أن البسملة هي أول كتاب الله العزيز ، وأول الكتب التي كان يُرسلها النبي صلى الله عليه وسلم “([19]) للملوك والأمراء ، يُعْلِمهم أمر الدعوة ، ويدعوهم فيها إلى الإسلام .
وقد كان عرب الجاهلية يُصدِّرون كتاباتهم بــ باسمك اللهم ،واستمر عليها النبي صلى الله عليه وسلم فترة من الزمن وعندما غيَّرهَا فإنما غيَّرَها إلى بسم الله ؛ اقتداءً بما ورد في سورة هود من بسم الله مجراها ومرساها في سياق قصة نوح عليه السلام ،فلما نزلت سورة الإسراء أخذ منها بسم الله الرحمن ،ولما نزلت سورة النمل وفيها بسم الله الرحمن الرحيم ،أقرّها النبي صلى الله عليه وسلم بتمامها في كتاباته ورسائله إلى الملوك والأمراء ([20]) ولقد درج الكُتَّاب على كتابتها في صدر رسائلهم منذ استنَّ النبي صلى الله عليه وسلم البدء بها ” ليبارَكَ لهم فيما يحاولون ويؤجروا عليه ” ([21]) ومن ثمة كان ما ذهب إليه القلقشندي من أنه ” يجب تقديمها في أول الكلام المقصود : من مكاتبة أو ولاية أو منشور إقطاع ، أو غير ذلك ؛ تبركًا بالابتداء بها، وتيمُّنًا بذكرها ” ([22]) .
وإلى جانب ما في البدء بالبسملة من التبرك والتيمن ، نجد قيمة حجاجية بارزة ، وهي تسلطها بسلطة النص الديني ، أو الأثر الديني ، ذلك الأثر الذي يقف عنده كل مسلم متلقٍّ للعمل الذي يُلقَى إليه ، ومن ثم كان البدء بالبسملة ؛ ليضع المتلقي منذ اللحظة الأولى أمام قدسية العمل ، تلك القدسية التي تتخذ أحقية الاقتناع بها مما تمثله من مرجعية دينية ، لا يختلف عليها أحد ، وهي مرجعية ذات سلطة تؤدي ” دورًا رئيسًا في إنتاج الخطاب وتأويله ، كما أنها تمنحه قوته الإنجازية ” ([23]) ولكي يؤكد الخطّابي التجاءه إلى سلطة النص الديني رأيناه يُردفُ البسملة بالدعاء ( ربِّ يسِّرْ وأعِنْ ) إذ يتضمن الدعاء قيمة اقناعية بالغة الأهمية ، عندما يُقرر المتكلم عجزه ، وانتفاء قدرته ، ومن ثمة طلب التيسير والإعانة من الله تبارك وتعالى من خلال أسلوب النداء المحذوف الأداة ، والأمر الدال على الرجاء .
1 ــ 1 ــ2 ــ الحَمْدَلَة :
ولا تقف حجية الدين وسلطة نصوصه عند التماس المؤلِّف البدء بشريف الكلام ، وإنما نراه يتلمس كل وسيلة لغوية من شأنها الإعانة على تحقيق الإقناع ، وذلك بتكثيف سلطة الخطاب الديني عن طريق إرداف البسملة والدعاء بــ الحمد لله رب العالمين ، في صورة من صور ترتيب أجزاء القول ، ومن ثمة ترتيب المقدمات الحجاجية التي تترتب عليها نتائجها .
والحمد هو ” الثناء الكامل ،والألف واللام لاستغراق الجنس من المحامد ،فهو سبحانه يستحق الحمد بأجمعه ؛ إذ له الأسماء الحسنى والصفات العلا “([24]) وله سبحانه إلى جانب الثناءِ المدحُ لله تعالى بما هو أهله وهو تعظيم له سبحانه وتعالى على عظيم نعمه ؛ ولقد سُبق لفظ الجلالة بحرف اللام الدال على الاختصاص ، وهذا المركب الإسنادي الحمدُ للهِ ” إشارة إلى كونه مستحقًّا للحمد ، ولا يكون مستحقًّا للحمد ، إلاَ إذا كان قادرًا على كل الممكنات ، عالمًا بكل المعلومات ” ([25]) والوصف برب العالمين فيه ” إضافة الربوبية المتضمنة لخلقهم وتدبيرهم وتربيتهم وإصلاحهم ، وجلْب مصالحهم وما يحتاجون إليه ودفع الشر عنهم وحفظهم مما يفسدهم ” ([26]) .
وقد جاءت الحمدلة في الخطاب المقدماتي لكتاب غريب الحديث استئناسًا بافتتاح القرآن الكريم بسورة الفاتحة ، قال الله عز وجلَّ : ﴿ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ واستئناسًا بالحديث السابق ” كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ للهِ فَهُوَ أَقْطَع “ أيْ :أنه أمر لا بركة فيه ولا خير ، كما أن الحمد لله من أحب الكلام إلى الله تعالى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أحبّ الكلام إلى الله عز وجلّ أربعٌ : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، لا يضُرّك بأيّهنّ بدأت “ ([27]) كما أنها – الحمدلة – أفضل الدعاء ؛ فقد ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – أن أفضل دعاء يقوله المسلم هو “الحمد لله ومن ثمة كان أكثر السبل تقربا لله سبحانه لتحقيق الرجاء من الله سبحانه وتعالى ، فعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أفضلُ الذكرِ لا إله إلا اللهُ وأفضلُ الدعاءِ الحمدُ للهِ ” ([28]) .
والاستفتاح بالبسملة والحمدلة من سُنن المسلمين الأُوَل من الخطباء وأهل البيان ، فقد ذكر الجاحظ [ت255ه] في بيانه : ” أنّ خطباءَ السلف الطيِّب وأهلَ البيان مِن التابعين بإحسان ما زالوا يسمون الخطبة التي لم تُبتَدَأْ بالتحميد ، وتُستَفتَحْ بالتمجيد : البتراء ” ([29]) أيْ : المقطوعة مما يعني نُقصانها ، والناقص لا يمكن أن يقيم حجة ، أو يُعين على تقبلها ومن ثمة القناعة بها ، وفي تعليل ذلك قال أبو هلال العسكري : ” ولهذا جُعِلَ أكثر الابتداءات بالحمد لله ؛ لأن النفوس تتشوف للثناء على الله ؛ فهو داعية إلى الاستماع ” ([30]) .
1 ــ 1 ــ3 ــ التشهُّد :
وفي سياق الثناء على الله تعالى ، يجيء التلفُّظ بشهادتَيْ توحيد الله تبارك وتعالى ، ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وللتشهُّد بطرفيه مكانة دينية بارزة في كونها أول ما بُنِيَ عليه الإسلام في الحديث الصحيح الذي قَالَ فيه رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ”([31]).
وقد قال الخطابي بعدما فرغ من الحمدلة : ” وأخلص القول بأن لا إله إلا الله، شهادة الموحد المستبصر غير المتوقف المتحير، وأشهد أن محمدا عبده الأمين على وحيه ، ورسوله الصادع بأمره ونهيه ” ([32]) وفي التشهُّد – بطرفيْه – إقرار بوحدانية الله تبارك وتعالى ، وإيمان بنبوّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وتوجيه للمتلقي نحو مصداقية العمل وأهميته ، وإلا لما عمد المؤلِّف إلى ذكر هذه الاستفتاحات الدينية في سياق خطاب مقدمته ، وهو هنا يقدّم بين يديْ شهادتيه الإخلاص في القول ، وهو أساس قبول الأعمال وتحقق ثوابها عند الله تعالى ، ولعله كذلك في قبول أعمال الدنيا ونجاحها ، ومن ثم فالإخلاص أهمُّ شروطها ؛ لما ورد من حديث أبي هُريرة رضي الله عنه من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ” أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ، مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِن قَلْبِهِ، أوْ نَفْسِهِ ” ([33]) .
1 ــ 2 ـــ بنية الموضوع :
يدور الكتاب حول موضوع غريب الحديث النبوي ، هذا الموضوع الذي انتقل إليه الخطّابي دون أن يُعرج على العتبة النصية أمّا بعْد المعروفة باسم فصل الخطاب التي تقوم بوظيفة نصية ؛ إذ تدخل في الأركان المُقَيِّمة لأيّ كتاب ، ومن هذه الأركان ” أن يكون خروج الكاتب من معنًى إلى معنًى برابطة ؛ لتكون رقاب المعاني آخذة بعضها ببعض ، ولا تكون مقتضبة ” ([34]) وذلك ما يُعرف في البلاغة العربية القديمة بالتخلص والاقتضاب ، وهو ” أن يقطع الشاعر كلامه الذي هو فيه ، ويستأنف كلامًا آخر غيره من مديح أو هجاء أو غير ذلك ، ولا يكون للثاني علاقة بالأول ” ([35]) .
1 ــ 2 ــ 1 ــ سبب التأليف :
يأتي سبب التأليف محورًا من المحاور الدلالية التي يضمها موضوع مقدمة كتاب غريب الحديث للخطابي وتحديد سبب التأليف من الأهمية بمكان في موضوع المقدمة ؛ لأنه المُثير لعملية التواصل بين المؤلِّف والمتلقي من ناحية ، والرابط بين موضوع الكتاب ومنهجه والدراسات السابقة عليه من ناحية ثانية ، هذه الناحية الثانية التي نراها بوضوح عند الخطابي في عرضه سبب تأليف كتابه غريب الحديث ، حيث أفاض في حديثه عن الكتب السابقة عليه خاصة كتاب غريب الحديث للقاسم بن سلام الهروي الذي وصفه الخطابي بأنه صار إمامًا لأهل الحديث به يتذاكرون وإليه يتحاكمون ، وكتاب ابن قتيبة غريب الحديث الذي لم يأل صاحبه فيه جهدًا حتى بلغ شأو سابقه ابن سلام الهروي ([36]) .
وكان الخطابي يظن أنهما – ابن سلام الهروي وابن قتيبة -لم يتركا شيئًا من ألفاظ غريب الحديث إلا وقد ضمَّناها كتابيْهما ، بيد أنه تبين له بعد الدرس والفحص وطول التأمل افتقادهما لكثير من ألفاظ غريب الحديث ، قال الخطابي في ذلك : ” وبقيتْ بعدهما صُبابةٌ – بقية – للقول فيها مُتَبرَّضٌ – قليل – توليتُ جمعها وتفسيرها ” ([37]) وقد تتبّع مظانها ورتبها في كتابه الذي صار قريبًا من كتاب الهروي وكتاب ابن قتيبة .
ومما لا شك فيه أن صدق المؤلِّف في عرض القضية ، مما يُعين على تحقيق الإقناع ، ومحاججة المتلقي ، ذلك الصدق الذي يبدو فيما ذكره الكاتب من مزايا الكتب السابقة ، وكذلك فيما أخذه عليها من عيوب في أمانة علمية ، يشفع لها الاعتراف بمكانة الكتب السابقة ، وتأثيرها عليه وعلى اللاحقين عمومًا .
1 ــ 2 ــ 2 ــ منهج التأليف :
ولقد أشار الخطابي إلى ما بذله من جهدٍ وعناية في جمع ألفاظ غريب الحديث الكثيرة التي وقف عليها من كثرة نظره في الحديث النبوي وكتبه ومجالسة أهله ، حتى انتظم له كتاب قريب من كتابَيْ ابن سلام وابن قتيبة اللذين نحا ” نحوهما في الوضع والترتيب ” ([38]) ثم أشار إلى منهجه في ترتيب مادة كتابه الذي لم يرتبه على الأبواب أو المفردات ، ومع ذلك فإنه بدأ أولاً بتفسير حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ثنَّى بأحاديث الصحابة ،ثم أحاديث التابعين ،وقد ألحق بها مقطعات من الحديث ليس لها سَندٌ في الرواية ،ولكنها مأخوذة من الموثوقين من أهل العلم والأثبات من أصحاب اللغة ([39]) ثم إنه قد ختم الكتاب بإصلاح بعض الألفاظ من الأحاديث النبوية المشهورة التي يرويها العوامُّ من النقَلَة ملحونة مُحرّفةً عن قصدها ([40]) وهذا الترتيب الزمني يعطي كلامه مصداقيته ،ويمنح الفكرة التي يطرحها حُجِّيَّتها ،ومن ثمة يستطيع أن يغرس الإقناع في نفس المتلقي .
1 ـــ 3 ـــ بنية الخاتمة :
الخاتمة هي آخر جزء في النص وقد عُنِيَ بها البلاغيون عنايتهم بالبداية والموضوع وحُسن التخلص، وكانوا يسمونها المقطع ،ويلتمسون حُسْنه ،سواء كان النص من الشعر أو النثر ، فقد ذكر العسكري أنه” ينبغي أن يكون آخر بيت في قصيدتك أجود بيتٍ فيها ،وأدخل في المعنى الذي قصدتَ إليه ([41]) ليكون ثمة ترابط نصي بين بدء النص وختامه ؛ولذلك بحث البلاغيون عمّا يحقق جودة الخاتمة أو حسن المقطع ، فإنَّ ” مِنْ حُسْن المقطع جودة الفاصلة ،وحُسْن موقعها وتمكنها في موضعها ” ([42]) فلا تكون نافرة أو مجرد تحصيل حاصل أو لازمة شكلية يحرص الكتاب على حضورها في مؤلفاتهم ،بل هي جزء أساسي وركن من النص ـ الكتاب أو المقدمة ـ وكلما كان الاستهلال على درجة عالية من الجودة ،كانت الخاتمة على الدرجة نفسها .
وقد علل هؤلاء البلاغيون لجودة المقطع أو الخاتمة بما يكشف عن أهمية الإجادة فيها ، يقول ابن أبي الإصبع: ” يجب على الشاعر والناثر أن يختما كلامهما بأحسن خاتمة ؛ فإنها آخر ما يبقى في الأسماع ولأنها ربما حُفِظَتْ من دون سائر الكلام في غالب الأحوال، فيجب أن يجتهد في رشاقتها ونضجها وحلاوتها وجزالتها ” ([43]) وهو ما يستدعي مناسبة الخاتمة لاستهلال المقدمة ولموضوعها ، وهو ما تحقق في كثير من خواتيم كُتُب غريب الحديث التي تنوعت ما بين لفظ المشيئة والحسبلة والحوقلة والسلام والدعاء، وغير ذلك ([44]) وهي العناصر نفسها المستمدة من الأصول الدينية الإسلامية ، تلك التي حرص عليها الكتاب في استهلالاتهم ، ومن ثمة كانت المقدمة أشبه بدائرة مغلقة بدايتها هي خاتمتها .
ولقد ختم الخطابي مقدمة كتابه بقوله : ” والله الموفق للصواب. ولا حول ولا قوة إلا به ” ([45]) وهي خاتمة يتلمس فيها المؤلف استمداد التوفيق والصواب من الله تعالى، فالأسلوب في بنيته السطحية إخبار بإسناد التوفيق لله سبحانه وتعالى ،في حين تستدعي بنيته العميقة الدعاء والرجاء بالتوفيق ،وكذلك الأمر بالنسبة لجملة الختام: لا حول ولا قوة إلا بالله ، ففضلاً عن كونها كنزًا من كنوز الجنة في قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري :( ألَا أدُلُّكَ علَى كَلِمَةٍ مِن كَنْزٍ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ قُلتُ: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، فَدَاكَ أبِي وأُمِّي، قالَ: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ ) ([46]) فإن بنيتها السطحية تستدعي انتفاء الحول والقوة ، إلا من عند الله تبارك وتعالى ، في حين تستدعي بنيتها العميقة الدعاء باستمداد القدرة والقوة من الله تعالى .
وفي ختم الخاتمة بالدعاء احتجاج بسلطة النص الديني ؛ إذ روى النعمان بن بشير قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَة ) ([47]) وكل ذلك تأكيد لصدق المؤلف في تأليف كتابه صدقَه في التزام ترتيب أجزاء القول باعتباره آلية من آليات الحجاج التي يستعين بها المؤلفون لغرس الإقناع في نفوس المتلقين ، كما أنه المنجاة من المهالك في الحياة الواقعية للمسلمين .
2 ــ السياق :
إذا كانت البلاغة العربية القديمة قد انتبهت إلى أهمية المقام/السياق في بنية النص الأدبي من خلال مقولتها الشهيرة لكل مقام مقال المأخوذة من قولة الحطيئة مستعطفًا عمر بن الخطاب رضي الله عنه [ متقارب] ([48]) :
تَحَنَّنْ عَلَيَّ ـ هَدَاكَ ـ الْمَلِيكُ … فَإِنَّ لِكُـــلِّ مَقَـــامٍ مَقَـــالاَ
وانتبه إليه كذلك المفسّرون والأصوليون والنحويون وغيرهم من العلماء الذين أدركوا أهمية السياق في التأويل والتفسير وإنتاج الدلالات ، والتعالق مع الأحكام الشرعية ، فإن البلاغة الجديدة قد انتبهت كذلك إلى أهمية السياق ، حيث اعتبره رُوَّادُها ” البؤرة التي تلتقي فيها جميع العناصر الحجاجية ، من مقدرات برهانية ، وحقائق فعلية ، وقرائن بلاغية ، وقِيمٍ بشتى أقسامها ” ([49]) تُمكِّن المؤلف الذي يعرضها بإحكام ومنطقية من تحقيق التواصل المقنع مع المتلقي .
وظّف الخطابي سياق الحال توظيفًا واضحًا للانتقال بسلاسة من بنية الاستهلال إلى بنية الموضوع ، حيث مَهّد لهذا الانتقال بالإشارة إلى المكانة العلمية التي كان عليها أرباب القرون الثلاثة الأولى مستعينًا بسلطة الخطاب الديني الماثلة في استدعائه قول الله تبارك وتعالى ﴿ يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ ﴾[ المجادلة : 11] وذلك في سياق ما استدعاه من أوصاف للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهي أوصاف تتساوق وموضوع الكتاب ومنها أنه : ” المؤيد بجوامع الكلم، المبين للناس ما نزل إليهم بلسان عربي مبين، فيه واضح يعرفه السامعون، وغامض لا يعقله إلا العالمون ، لتكون آثار الحكمة فيها قائمة، ودلائل الاعتبار عليها شاهدة ، وليرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات ” ([50]) .
ويؤكد أفضلية علماء القرون الثلاثة الأولى كذلك باستدعاء الحديث النبوي بما له من حجية دينية ، حيث قوله صلى الله عليه وسلم : (( خَيْرُ أُمَتِي قَرْنِي ، ثُمّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ))([51]) ثم ينتقل الخطابي إلى كشف الحال التي آلت إليها العلوم الإسلامية فقال : ” ثم إن الحديث لما ذهب أعلامه بانقراض القرون الثلاثة، واستأخر به الزمان، فتناقلته أيدي العجم، وكثرت الرواة وقل منهم الرعاة، وفشا اللحن، ومرنت عليه الألسن اللكن، رأى أولو البصائر والعقول، والذابون عن حريم الرسول أنَّ من الوثيقة في أمر الدين والنصيحة لجماعة المسلمين، أن يعنوا بجمع الغريب من ألفاظه، وكشف المغدَف من قناعه، وتفسير المشكل من معانيه، وتقويم الأود من زيغ ناقليه، وأن يدونوه في كتب تبقى على الأبد، وتخلد على وجه المسند، لتكون لمن بعدهم قدوة وإماما، ومن الضلال عصمة وأمانا ” ([52]) .
3 ــ الروابط الحجاجية :
من المسلمات البدهية في البلاغة الجديدة أن الحجاج من الخصائص القارّة في اللغة ،واللغة بدورها تتضمن من الآليات ما يحقق هذه المُسَلَّمة ،ومن بين هذه الآليات الروابط الحجاجية ،وهي مجموعة الأدوات اللغوية التي ” تربط بين قوليْن ،أو بيْن حُجّتيْن على الأصحّ أو أكثر ،وتسند لكل قول دورًا محددًا داخل الاستراتيجية الحجاجية العامة “([53]) وهذه الروابط الحجاجية إن هي إلا بعض أدوات اللغة التي تسهم في عمليات الاستدلال والإقناع والحجاج ،ومنها أدوات الاستئناف : الواو ، الفاء ،إذن ،لكن ،وهي الروابط الحجاجية التي تنماز من العوامل الحجاجية مثل أدوات الحصر والنفي والظرفية مثل :تقريبًا ،على الأقل ([54]) وكل من العوامل والروابط الحجاجية من العوامل والعناصر التي لا تقف وظيفتها عند الناحية الحجاجية وحدها ، وإنما هي من العناصر ” التي تساعد على انسجام الخطاب ، حتى يصل إلى مبتغاه من توجيه المتلقي إلى النتيجة المرادة ، أو ما يُسمى بالوجهة الحجاجية”([55]).
ولأن موضوع غريب الحديث والتأليف فيه قد استدعى من بين أجزائه الإشارة إلى دواعي التأليف وأسبابه ، تلك التي تستدعي إقناع المتلقي ومحاججته ، فإن الخطّابي قد وظّف الأساليب اللغوية المُعينة على عملية الإقناع من مثل التوكيد الذي يؤدي في النص وظيفة تداولية ظاهرة في عملية التكرير التي ينبني عليها التوكيد ، ومن فوائده ” أنك إذا كرّرْتَ فقد قرّرْتَ المؤكَّدَ وما علق به في نفس السامع ، ومكنتَه في قلبه ، وأمطتَ شُبْهةً ربما خالجته ” ([56]) وكل تلك الفوائد متعلقة بالمتلقي المخاطَب للمحاججة والإقناع ، فربما يكون مترددًا في قبول ما يُلقى ، أو متشككًا في صحته ، أو غير ذلك من الأحوال التي تستدعي خطابًا خاصًّا وعته البلاغة العربية القديمة فيما أطلقت عليه رعاية الكلام لمقتضى الحال ، أو لكل مقامٍ مقالٌ .
وحقيقة المقام في مقدمة الخطابي الرغبة في تأكيد حتمية التأليف في غريب الحديث تلك الدواعي التي ربما انتفى تأكُّدُها لدى المتلقي ،وبانت احتماليتها التي تستدعي الفعل وعدمه ،ومن ثمة كانت الْتجاءة الخِطاب الحجاجي إلى ” أنْ يُقوّيَ طرحَه بالاعتماد على الأساليب البلاغية والبيانية التي تُظهر المعنى بطريقة أجلى وأوقع في النفس ” ([57]) ولذلك كان حضور أسلوب التوكيد في السياق الداعي إلى التأليف في غريب الحديث ، فإنَّ من فوائد التوكيد ” إزالة الشكوك ، وإماطة الشبهات ” ([58]) عن الحُجّة المطروحة ، ومن ثمة يتحقق معها الهدف الحجاجي وهو الوصول بأذهان المتلقين إلى التسليم بما يُعرض عليها من طروحات ، أو أن تزداد في درجة التسليم .
ومن أدوات التوكيد التي استخدمها الخطابي في السياق الداعي إلى التأليف: إنَّ ،أَنَّ ،وهما أبرز الأدوات التوكيدية دلالة على نجاعة الحجة في شيء من الإيجاز ؛لأنهما تُغنيان عن تكرار جملتيهما ،فضلاً عما تحققه إنَّ من التماسك النصي ؛حيث إنها ” ربط الجملة بما قبلها “([59]) بل إن من وظائفها الحجاجية فيما يتعلق بالمتلقي أنها ترد عليه إنكاره للحجة ، أو تردده في قبولها ([60]) وأمّا فيما يتعلق بالمتكلِّم ، فإنها ترد عليه ظنَّه الذي ظنَّ وتبين له الخطأ الذي توهمه ([61]) .
ولم يقنع الخطابي بأسلوب التوكيد المتوسل بالأداة ، بل لجأ إلى أسلوب القصر بتقديم ما حقه التأخير في صورة من صور صدع البنية اللغوية للجملة العربية ؛ بغية إنتاج دلالات خاصة يتم التوجه بها إلى المخاطَب ؛ إقناعًا بقضية ما ، أو محاججة لافتة للنظر ؛ لأن أسلوب القصر يستدعي سياقًا تواصليًّا وقصدًا من المتكلم للحجاج والإقناع حيث ينتمي هذا الأسلوب إلى نظرية الأفعال الكلامية التقريرية الهادفة إلى الاقتناع والتسليم ، فقول الخطابي في النص السابق : ” أنَّ من الوثيقة في أمر الدين والنصيحة لجماعة المسلمين، أن يعنوا بجمع الغريب من ألفاظه “ قد خالف البنية التركيبية للجملة من حيث تقديمه خبر أنَّ ” من الوثيقة في أمر الدين “ على اسمها ” أن يعنوا بجمع الغريب من ألفاظه ” إنما ليلفت المخاطَب إلى ضرورة التركيز في مدلول المقدَّم والمؤخَّر ، ومن ثم الاقتناع بالحُكْم المطروح وهو حتمية التأليف في غريب الحديث .
كما أنه استعان بأسلوب الشرط لتأكيد حُجَّته مستفيدًا من طبيعة البنية اللغوية لأسلوب الشرط ، واعتدادها بالمقدمات – جملة الشرط – والنتائج المترتبة عليها والمرتبطة بها الارتباط التلازمي – جملة جواب الشرط أو الجزاء – ومن هذه الناحية كان أسلوب الشرط آلية حجاجية ذات قيمة كبيرة في عملية الإقناع التي يتغيّاها المؤلِّف من خلال إشراك المتلقي في الاستدلال المنطقي والتراتبي بين المقدمات والنتائج وما بينهما من تلازم وارتباط الجزاء بالشرط وجودًا وعدمًا ، فالخطابي يستخدم أداة الشرط لمَّا بدلالتها الحينية ؛ ليستدعي الزمن – انقضاء علماء القرون الثلاثة الأولى وذهاب الحديث معهم – ويُرتِّب عليها الجزاء وهو رؤية أولي البصائر من العلماء ضرورة التأليف في غريب الحديث .
4 ــ السلم الحجاجي :
لم يقنع الخطابي بما التجأ إليه من أدوات لغوية وروابط حجاجية ؛ لتقرير أهمية أُطروحته ، وإنما لجأ إلى تقديم الحُجج أو المقدمات والنتيجة المنطقية عليها في صورة قياس استدلالي منطقي ، بحيث تبدو العلاقة الترابطية بين كل حجة والنتيجة المحتَّمة طبيعية ، والعلاقة التي تجمع بين الحجج أو المقدمات هي علاقات التلازم الذي يبدأ فاترًا ، بيد أنه سرعان ما تتنامى قوة حجيته مع كل حجة أو مقدمة ، وذلك ما يُعطينا فكرة السلم الحجاجي باعتباره ” علاقة ترتيبية للحجج ” ([62]) تلك العلاقة التي تستدعي في السلم الحجاجي خاصية التدرج في استعمال الحجج التي لا تتوقف على بنيتها اللغوية والمضمونية فحسب ، وإنما ترتبط كذلك بقوة الحُجّة وضعفها ، ومدى توافقها مع منطق الصدق والكذب الذي يمكن الْتماسه في ضياء السياق – وهو في مقدمة غريب الحديث للخطَّابي السياق التاريخي والاجتماعي – الذي استدعى النتيجة المقترحة وهي حتمية التأليف في غريب الحديث .
ويمكن لنا الْتماس فكرة السلم الحجاجي من خلال طرح الحجج أو المقولات التي قدّمها المؤلف في إطار التمهيد الإقناعي لنتيجته ، وذلك على النحو التالي :
فهذه أربع حجج تنتمي جميعها إلى نفس السلم الحجاجي ؛ أنها جميعها تؤدي إلى النتيجة [ ن ] نفسها وهي ضرورة التأليف في غريب الحديث ، مع ملاحظة توفر سمات السلم الحجاجي في هذه الحجج من حيث إن كل قول أو حجة من هذه الحجج تمثل درجة ما من حيث القوة في العلاقة الحجاجية ، بحيث تكون تلك العلاقة متنامية من الأدنى إلى الأعلى ، وكذلك من حيث اتفاقها جميعًا على العلاقة الحجاجية ؛ فإن الحجة [ أ ] تؤدي إلى النتيجة [ ن ] وهكذا بقية الحجج في السلم نفسه .
ومن ثمة فإننا نجد هذه الحجج الأربعة التي يقدمها تتصاعد من الأدنى إلى الأعلى ، وكل الحجج تتفق على ترتب النتيجة [ ن ]عليها ، مع الاختلاف في درجة قوة الحجة التي تتصاعد بادئة بالحجة [ أ] التي تفتح المجال للتعالق مع النتيجة ، ثم تليها الحجة [ب] التي تمثل درجة أقوى من الحجة [ أ ] إذ تأتي بعد مرحلة ذهاب أعلام الحديث ، الذي تتناقله أيدي مَنْ هم غير متقنين للغة العربية ، وهذه الحجة [ب] أقوى درجة من سابقتها في العلاقة الحجاجية ، مما يترتب عليها الحجة الثالثة [ج] وهي كثرة الرواة الذين يروون الحديث النبوي ، والكثرة مرتبطة بدخول العجم مع العرب الذين قلَّ اهتمامهم بالحديث النبوي نتيجة انقضاء القرون وتباعد الزمن – استأخر به الزمان – وتساوق مع كثرة الرواة قلة الحفظة منهم ، الحفظة للغة أو للحديث أو للعلم عمومًا ، ومن ثم كانت هذه الحجة [ ج ] أقوى درجة من الحجة السابقة [ ب ] وبالتالي فهي أقوى في العلاقة الحجاجية ، وقد ترتب الحجة [ج ] الحجة الأخيرة [ د ] وهي الأقوى من بين الحجج جميعها وهي انتشار اللحن والخطأ بسبب كثرة اللُّكنة وهي عُجمة اللسان ، والألكن هو الذي لا يُقيم العربية بسبب عجمة لسانه ([63]) .
5 ــ الآليات البلاغية للحجاج :
ارتبطت البلاغة بالبلوغ والوصول إلى المرتجى من قولٍ غايته التأثير والإنجاز من خلال مقصدية إقناعية تروم التأثير في المتلقي بما أُوتيت مباحثها من قِيَم وظيفية ودلالية ، فهي إلى جانب دراستها الجمالية للغة تُعدّ ” فلسفة تفكيرٍ ، وثقافة للمجتمع وأسلوبية للحوار ، وهذا سر اكتسابها الطبيعة المزدوجة التي تجمع بين الآليتين : الحجاجية والتفكيرية التأويلية على مستوييْ الملفوظ والمكتوب ” ([64]) وقد رأينا ذلك في البديع بفنونه المختلفة ومنها السجع والجناس اللذان حققا حضورًا واضحًا في مقدمة الخطابي لكتابه غريب الحديث ،فهو يوظف السجع في قوله: وفشا اللحن، ومرنت عليه الألسن اللكن ،وقوله :رأى أولو البصائر والعقول، والذابون عن حريم الرسول ، وقوله : من الوثيقة في أمر الدين والنصيحة لجماعة المسلمين ،وقوله : وتفسير المشكل من معانيه، وتقويم الأود من زيغ ناقليه ، وقوله : وأن يدونوه في كتبٍ تبقى على الأبد ، وتخلد على وجه المسند ([65]) .
إن هذه المزدوجات من الجمل تتفق نهايات كل اثنتين منها في الحرف الأخير وحركته ؛ لتحقق مدلول السجع في البلاغة العربية وهو ” تواطؤ الفواصل في الكلام المنثور على حرفٍ واحد ” ([66]) وله وظيفة تواصلية هي رعاية حال المتلقي وإعانته على حفظ النص، فإن في سجع الكلام لذةً للسامع ، ومن ثمة سهولة في الحفظ ومرونة في الاستعمال وبالضدِّ من ذلك كله غير المسجوع ([67]) واللذة في المسجوع قيمة جمالية وتزيينية التزمها العرب وبالغوا فيها ؛ إيمانًا منهم بأنّ الكلام المسجوع له مزيته على غير المسجوع ؛ لأنّ ” الكلام إذا كان مسجوعًا لذَّ لسامعه ، فحفظه ، وإذا لم يكن مسجوعًا لم يأنس به أُنسَه في حالة السجع ([68]) .
وثمة قيمة حجاجية يؤديها السجع خاصة ، والكلام المُوَقّع عامة ؛ ذلك أن سهولة حفظه تستدعي كثرة ترديده وفهمه وتدبره ، وبالتالي براعة استدعائه في السياقات المناسبة ، كما ” أن توقيع الكلام وتوازنه يكاد يكون حجة على صدقه ” ([69]) وعندما سُئل عبد الصمد بن الفضل الرقاشي عن علّة إيثاره السجع وإلزام نفسه الوزن والقوافي ، أجاب قائلاً :” إنَّ كلامي لو كنتُ آمل فيه إلاّ سماع الشاهد ، لقلَّ خلافي عليك ، ولكني أريد الغائب والحاضر ، والراهن والغابر ؛ فالحفظ إليه أسرع ، والآذان لسماعه أنشط ، وهو أحق بالتقييد ، وبقلّة التفلُّت ، وما تكلَّمتْ به العرب من جيد المنثور أكثر مما تكلَّمَتْ بهِ من جيد الموزون ، فلم يُحفظ من المنثور عُشْرُهُ ، ولا ضاع من الموزون عُشْرُهُ ” ([70]) .
ولا شك أن هذه القيمة المتحققة في الكلام الموزون ذي الموسيقى بكل أنواعها – خارجية . داخلية . ظاهرة . خفية – يتحقق معها فعل التأثير باعتباره المقصد الأهم في أيّ عملية حجاجية ، ويرتبط به الإقناع وجودًا وعدمًا، وهذا التأثير المرتبط بموزون الكلام يتحقق في النصوص المسجوعة التي تجمع بين التوازي التركيبي والتجانس الصوتي الذي يبرز مع الجناس المتكئ على حضور الدال مع غيبة المدلول ، حيث : ” تكون اللفظة واحدة باختلاف المعنى ” ([71]) وقد عرفه العلوي تعريفًا أعمَّ بقوله : ” وحقيقته في مصطلح علماء البيان أن تتفق اللفظتان في وجه من الوجوه ، ويختلف معناهما ، فما هذا حاله عامًّ في التجنيس التام والتجنيس الناقص “([72]).
واختلاف المعنى يُعدُّ آلية من آليَّات الدلالة التي تنتجها بنية الجناس من الناحيتين : الإيقاعية والجمالية ؛لأن ادِّعاء التجانس في الحرف والمعنى يجعل في البنى التكرارية الأخرى غناءً عن التجنيس ؛ولذلك يتدخل غياب الدلالة ليعيد إلى بنية الجناس فاعليتها في الوصول بالنص إلى علاقة جدلية مع المتلقي قوامها توقُّعُه تَوَحُّدَ الدلالة ،وصدعه لهذا التوقع مما يربطه بالكلية إلى النص ؛إذ تُستنفَر حواسه ـ السمع والبصر خاصة ـ لإذكاء هذه العلاقة الجدلية ؛وذلك أنه ” إذا كانت حاسة السمع تستطيع تتبع إيقاع الأحرف عند تجاورها لتكون كلمة أو بعض كلمة ،فإن حاسة البصر تستطيع أن تتبع رسم الحروف ،وما بينها من توافق أو تخالف ” ([73]) لتتحقق فائدة الجناس وهي ” الميل إلى الإصغاء إليه ؛ فإن مناسبة الألفاظ تحدث ميلاً وإصغاءً إليها ؛ ولأن اللفظ المشترك إذا حُمل على معنى ، ثم جاء والمراد به معنًى آخر كان للنفس تشوق إليه ” ([74])لأنها عندما تعايش التجانس الصوتي وتراقبه تكون ” تحت تأثير رمزي عن طريق الربط السببي بين المعنى والتعبير حيث يصبح الصوت مثيرًا للدلالة ” ([75]) وثَم وظيفة ثالثة يؤديها الجناس في النص ، وهي وظيفة السبك المعجمي اللحظي المبني على فكرة المخادعة ، أو التوهم الناتج عن التكرار الصوتي ([76]) .
ولعل ما في فكرة المخادعة والتوهم من إثارة للمتلقي هو ما يحقق القيمة الحجاجية للجناس ، فعندما نقرأ من كلام الخطابي قوله : وكثرت الرواة وقل منهم الرعاة ، وقوله : وفشا اللحن، ومرنت عليه الألسن اللكن ، ووازنا بين كلٍّ من : الرُّواة ، الرُّعاة ، اللحن، واللكن ، لأدركنا ما في التشابه الصوتي غير التام بين كل كلمتين من إثارة وصدع توقع ولفت وجذب للانتباه ؛ فيتفطن صاحبه إلى مراد المتكلِّم من خطابه ، ومن ثمة اقتناعه – المتلقي – بما يطرق أذنه ويصدع توقعه ، أو عدم الاقتناع الذي قد يدفع المتكلم إلى البحث عن حجة أخرى أوقع وأكثر إقناعًا .
الخاتمة
عرضنا في بحثنا هذا للآليات والروابط الحجاجية في الخطاب المقدماتي لكتاب غريب الحديث للإمام الخطابي، وفي ضياء ما عرضنا له توصلنا إلى ما يلي :
يمثل الخطاب المقدماتي صورة من صور الخطاب النثري المصاحب أو الموازي لنص الكتاب المؤلَّف، وهو خطاب يعكس طبيعة الفكر التأليفي عند العلماء المسلمين في القرون الأولى من حيث التأثر بالثقافة الدينية، ذلك التأثر الذي برز في حرص المؤلِّف على الإفادة من سلطة الخطاب الديني : حيث استدعاء بعض آيات القرآن الكريم والحديث النبوي في أجزاء خطاب المقدمة.
كان التأليف في غريب الحديث أمرًا حتميًّا استدعته السياقات الاجتماعية والتاريخية التي مرت بها الدولة الإسلامية خاصة بعد انقضاء القرون الثلاثة الأولى ، وذهاب الحفظة الوعاة من الرواة ، ودخول غير العرب في الإسلام، مما ساهم في انتشار ظاهرة اللحن والأخطاء المتعددة في رواية الأحاديث النبوية وتفسيرها .
ولقد اشتمل خطاب التعليل لحتمية التأليف في غريب الحديث عند الخطابي في مقدمته على عددٍ من الآليات والروابط والعوامل الحجاجية التي استعان بها المؤلِّف ليدلِّل على ضرورة عمله، وكان أولها الْتزامه ترتيب أجزاء القول مما ساهم في منطقية عرضه لموضوع الكتاب ، حيث بدأ بالاستهلال، ثم أشار إلى موضوع الكتاب من خلال عرض السياق الخارجي والظروف التي حتّمتْ عملية التأليف، ثم عرض للمؤلفات السابقة عرضًا موضوعيًّا بدت موضوعيته في الإشارة إلى ما في كتب السابقين عليه من مزايا أو مثالب ، مع إقراره الإفادة من تجاربهم، ثم ختم خطاب المقدمة بما اعتاد عليه المؤلفون وهو الدعاء .
وقد استعان الخطّابي ببعض الأدوات اللغوية المنتجة للقيم الحجاجية من مثل أدوات التوكيد والتقديم والتأخير وأسلوب الشرط الذي جاءت بنيته اللغوية والدلالية على صورة السلم الحجاجي باعتباره آلية ترتيبية للحجج التي يبدو التلازم بينها وبين النتيجة المطلوبة؛ ولذلك كان اختياره للحجج المنتسبة ” إلى سلم واحدٍ بما يضمن له التدليل على قصده ، وعدم تناقضها ،بل وليؤكد كلٌّ منها ما قيل قبلها ،أو ليؤكد ما هو مضمر في درجات السلم لمدلولٍ واحد ” ([77]) ومن ثمة جاء ترتيبه للحجج ترتيبًا متدرجًا من الأدنى إلى الأعلى ، حيث كانت أعلى حجة عنده هي الأقوى مما جعل ترتب النتيجة المطلوبة عليها ترتبًا منطقيًّا تلازميًّا .
كما استعان الخطابي ببعض الروابط الحجاجية البلاغية المنتجة للحجاج، وذلك فيما بدا من توظيفه السجع والجناس ، مستفيدًا من قيمهما الإيقاعية والدلالية في تقوية حجته .
قائمة المصار والمراجع :
أولاً : المصادر
القرآن الكريم
ثانيًا : المراجع العربية القديمة :
1 ــ ابن الأثير : أبو السعادات المبارك بن محمد ، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر – تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد – مصطفى البابي الحلبي – مصر 1939م
2 ــ ابن أبي الإصبع : زكيّ الدين عبد العظيم ، تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن – تقديم وتحقيق د/ حفني محمد شرف – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – القاهرة 1995م .
3 ــ البخاري : أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ، صحيح البخاري – ط1/1997م – دار السلام للنشر والتوزيع – الرياض – السعودية .
4 ــ البغدادي : أبو طتهر محمد بن حيدر ، قانون البلاغة في نقد النثر والشعر ـ تحقيق د/محسن غياض ـ مؤسسة الرسالة ـ 1980.
5 ــ الترمذي : محمد بن عيسى بن سورة ، سُنن الترمذي- تعليق الشيخ الألباني – ط1/1417ه – مكتبة المعارف للنشر والتوزيع – الرياض .
6 ــ الجاحظ : أبو عثمان عمرو بن بحر ، البيان والتبيين – تحقيق عبد السلام محمد هارون – ط1/1948م – لجنة التأليف والترجمة والنشر- مصر .
7 ــ الجرجاني : عبد القاهر ، دلائل الإعجاز – قرأه وعلّق عليه محمود محمد شاكر – الخانجي – القاهرة 2000م.
8 ــ ابن جماعة : بدر الدين محمد بن إبراهيم ، تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالِم والمتعلِّم – تحقيق عبد السلام عمر علي – ط1/2005م – دار الآثار للنشر والتوزيع – عين شمس الشرقية – القاهرة .
9 ــ ابن جني : أبو الفتح عثمان ، الخصائص– تحقيق محمد علي النجار – ط2/1952م – دار الكتب المصرية .
10 ــ الحطيئة : جرول بن أوس بن مالك ، ديوانه بشرح ابن السكيت والسكري والسجستاني – تحقيق نعمان محمد أمين طه – ط1/1958م – مكتبة مصطفى البابي الحلبي – مصر .
11 ــ الخطابي : أبو سليمان حمد بن إبراهيم بن سليمان ، غريب الحديث – تحقيق عبد الكريم إبراهيم العزباوي – جامعة أم القرى – مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي – طبعة دار الفكر – دمشق 1982م .
12 ــ الرازي : محمد فخر الدين بن ضياء الدين عمر ، تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب – ط1/1981م – دار الفكر – بيروت
13 ــ الزمخشري : أبو القاسم محمود بن عمر ، المفصل في علم العربية – دراسة وتحقيق فخر صالح قدارة – ط1/2004م – دار عمّار للنشر والتوزيع – الأردن .
14 ــ السيوطي : جىل الدين عبد الرحمن ، الإتقان في علوم القرآن تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم – طبعة وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة – السعودية.
15 ــ الشيباني : أبو اليُسر إبراهيم بن محمد ، الرسالة العذراء في موازين البلاغة وأدوات الكتابة ـ تحقيق ودراسة د/يوسف محمد فتحي ــ دار الطلائع ـ القاهرة 2005م .
16 ــ الصولي : أبو بكر ، أدب الكتَّاب – تصحيح وتعليق محمد بهجة الأثري ـ المكتبة العربية ببغداد والمطبعة السلفية ـ مصر 1341ه .
17 ــ العسكري : أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل ، كتاب الصناعتين : الكتابة والشعر– تحقيق علي محمد البجاوي ، و محمد أبو الفضل إبراهيم – ط1/1952م – دار إحياء الكتب العربية – عيسى البابي الحلبي – مصر .
18 ــ العلوي : يحيى بن حمزة ، الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز – مطبعة المقتطف – مصر 1914م .
19 ــ القرطاجني : أبو الحسن حازم ، منهاج البلغاء وسراج الأدباءـ تحقيق محمد الحبيب بن الخوجة ـ ط3/1986مـ دار الغرب الإسلامي ـ بيروت .
20 ــ القرطبي : أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر ، الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السُّنة وآي الفرقان – تحقيق د/ عبد الله بن عبد المحسن التركي – ط1/2006م – مؤسسة الرسالة – بيروت .
21 ــ القلقشندي : أبو العباس أحمد ، صبح الأعشى – المطبعة الأميرية بالقاهرة 1915م .
22 ــ القيرواني : ابن رشيق ، العمدة – تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد – ط5/1981م – دار الجيل – بيروت .
23 ــ ابن القيم : أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ، بدائع الفوائد – تحقيق علي بن محمد العمران– دار عالم الفوائد – مجمع الفقه الإسلامي – جدة د . ت .
24 ــ مسلم : الإمام مسلم بن الحاج ، صحيح مسلم – ط2/2000م – دار السلام – الرياض – السعودية .
25 ــ ابن منظور : محمد بن مكرم ، لسان العرب – دار صادر – بيروت .
26 ــ النووي : محيي الدين زكريا بن شرف ، الأذكار من كلام سيد الأبرار صلى الله عليه وسلم– ط1/1997م – مكتبة نزار مصطفى الباز .
27 ــ التلخيص شرح الجامع الصحيح للبخاري – تحقيق الفاريابي – ط1/2008م – دار طيبة – الرياض .
28 ــ اليافعي : أبو محمد عبد الله بن أسعد ، الدر النظيم في خواص القرآن العظيم – المكتبة العلامية – الأزهر – مصر 1315ه .
ثالثً : المراجع العربية الحديثة :
29 ــ بدوي : أحمد أحمد ، أسس النقد الأدبي عند العرب ـ نهضة مصر ـ القاهرة 1996م .
30 ــ الحباشة : صابر، التداولية والحجاج – مداخل ونصوص – ط1/2008م – دار صفحات للدراسات والنشر – دمشق .
31 ــ الشهري : عبد الهادي بن ظافر، استراتيجيات الخطاب – مقاربة لغوية تداولية – ط1/2004م – دار الكتاب الجديد المتحدة – بيروت .
32 ــ صمود : حمادي وآخرون، أهم نظريات الحجاج في التقاليد الغربية من أرسطو إلى اليوم – جامعة الآداب والفنون والعلوم الإنسانية – تونس – كلية الآداب – منوبة – د . ت .
33 ـ صولة : عبد الله، الحجاج في القرآن من خلال أهم خصائصه الأسلوبية – ط2/2007م – دار الفارابي – بيروت
34 ــ الطلبة : محمد سالم محمد الأمين، الحجاج في البلاغة المعاصرة – بحث في بلاغة النقد المعاصر – ط1/2008م – دار الكتاب المتحدة الجديدة – بيروت – لبنان .
35 ــ عبد المجيد : جميل ، البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة 1998م .
36 ــ عبد المطلب : محمد ، البلاغة العربية : قراءة أخرى ـ ط2/2007م ـ لونجمان – القاهرة .
37 ــ العزاوي : أبو بكر، اللغة والحجاج – ط1/ 2006م – العمدة في الطبع – درب سيدنا – الدار البيضاء – المغرب .
38 ــ أبو علي : نبيل خالد رباح، نقد النثر في تراث العرب النقدي حتى نهاية العصر العباسي 656ه – الهيئة المصرية العامة للكتاب 1993م .
39 ــ العمري : محمد، في بلاغة الخطاب الإقناعي– مدخل نظري وتطبيقي لدراسة الخطابة العربية – ط2/2002م – أفريقيا الشرق .
40 ــ فضل : صلاح، بلاغة الخطاب وعلم النص عالم المعرفة ـ الكويت ع164/1992م .
رابعًا : المراجع المترجمة :
41 ــ أرسطو ، الخطابة – ترجمة عبد الرحمن بدوي – دار الرشيد للنشر – العراق 1980م .
42 ــ ديكرو : أوزوالد ، جان ماري سشايفر ، القاموس الموسوعي الجديد لعلوم اللسان – ترجمة منذر عياشي – ط2/2007م – المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء – المغرب .
43 ــ روبول : أوليفيي ، مدخل إلى الخطابة ـ ترجمة رضوان العصبة ـ مراجعة حسان الباهي ـ أفريقيا الشرق ـ الدار البيضاء 2017م.
خامسًا : المراجع الأجنبية :
44- Gérard Genette : Seuils – La première édition de cet ouvrage a été publiée en 1987 dans la collection «Poétique».
سادسًا : الدوريات :
45 ــ مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية – العام الخامس – العدد 47- ديسمبر 2018م.
46 ــ مجلة عالم الفكر – مج28 – ع 3 يناير/مارس 2000م – المجلس الوطني لرعاية الفنون والآداب – الكويت.
[1] – Gérard Genette : Seuils – La première édition de cet ouvrage a été publiée en 1987 dans la collection « Poétique » p 7 .
[2] – ديكرو وسشايفر : القاموس الموسوعي الجديد لعلوم اللسان ـ ترجمة د/ منذر عياشي ـ ط2/2007م ـ المركز الثقافي العربي ـ الدار البضاء ـ ص 163 .
[3] – عبد الله صولة : الحجاج في القرآن من خلال أهم خصائصه الأسلوبية – ط2/2007م – دار الفارابي – بيروت ص 27 .
[4] – الخطابي : غريب الحديث – تحقيق عبد الكريم إبراهيم العزباوي – جامعة أم القرى – مركز البحث العلمي– طبعة دار الفكر – دمشق 1982م .
[5] – أرسطو : الخطابة – ترجمة عبد الرحمن بدوي – دار الرشيد للنشر – العراق 1980 – ص 235 .
[6] – السابق ص 238 .
[7] – السابق – ص 193 .
[8] – أوليفيي روبول : مدخل إلى الخطابة – ترجمة رضوان العصبة – مراجعة حسان الباهي – أفريقيا الشرق – الدار البيضاء 2017م – ص 88
[9] – القرطاجني : منهاج البلغاء وسراج الأدباء– تحقيق محمد الحبيب بن الخوجة – ط3/1986م – دار الغرب الإسلامي – بيروت – ص 309
[10] – أحمد بدوي : أسس النقد الأدبي عند العرب ـ نهضة مصر ـ القاهرة 1996م ـ ص 297.
[11] – أبو هلال العسكري : كتاب الصناعتين : الكتابة والشعر – تحقيق علي محمد البجاوي ، و محمد أبو الفضل إبراهيم – ط1/1952م – دار إحياء الكتب العربية – عيسى البابي الحلبي – مصر – ص 431 .
[12] – الشيباني : الرسالة العذراء في موازين البلاغة وأدوات الكتابة– تحقيق د/ يوسف محمد فتحي– دار الطلائع – القاهرة 2005م – ص 48 .
[13] – البغدادي : قانون البلاغة في نقد النثر والشعر– تحقيق د/محسن غياض – مؤسسة الرسالة – بيروت 1980 – ص 117.
[14] – القرطاجني : منهاج البلغاء : وسراج الأدباء – ص309 .
[15] – أوليفيي روبول : مدخل إلى الخطابة – سابق – ص 83
[16] – ابن جماعة : تذكرة السامع والمتكلم– تحقيق عبد السلام عمر علي – ط1/2005م – دار الآثار للنشر والتوزيع– القاهرة – ص 246- 247 .
[17] – النووي : الأذكار من كلام سيد الأبرار صلى الله عليه وسلم– إعداد مركز الدراسات والبحوث بمكتبة الباز – ط1/1997م – مكتبة نزار مصطفى الباز – مكة المكرمة 1/128 – الحديث رقم 295 وقد عدّه النووي من الأحاديث الحسنة الصحيحة .
[18] – النووي : التلخيص شرح الجامع الصحيح للبخاري – تحقيق الفاريابي – ط1/2008م – دار طيبة – الرياض – السعودية 1/420
[19] – اليافعي : الدر النظيم في خواص القرآن العظيم– المكتبة العلامية – الأزهر – مصر 1315ه – ص5 .
[20] – الصولي : أدب الكتَّاب– تصحيح وتعليق محمد بهجة الأثري – المكتبة العربية ببغداد والمطبعة السلفية – مصر 1341ه – ص31
[21] – أدب الكاتب – السابق ص32 .
[22] – القلقشندي : صبح الأعشى– المطبعة الأميرية بالقاهرة 1915م 6/222.
[23] – الشهري : استراتيجيات الخطاب – مقاربة لغوية تداولية – ط1/2004م – دار الكتاب الجديد المتحدة – بيروت – ص 220 .
[24] – الجامع لأحكام القرآن : القرطبي – سابق – 1/205 .
[25] – تفسير الفخر الرازي : الرازي – السابق 1/180 .
[26] – ابن القيم : بدائع الفوائد – تحقيق علي بن محمد العمران– دار عالم الفوائد – مجمع الفقه الإسلامي – جدة د . ت – 2/779 .
[27] – الإمام مسلم بن الحاج : صحيح مسلم – ط2/2000م – دار السلام ـ الرياض – السعودية – الحديث 5601 ـ ص 954 .
[28] – الترمذي : سنن الترمذي – تعليق الشيخ الألباني – ط1/1417ه – مكتبة المعارف – الرياض – ص 768 – الحديث رقم 3383 .
[29] – الجاحظ : البيان والتبيين – تحقيق وشرح عبد السلام هارون – ط1/1948م – مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر – مصر – 2/6 .
[30] – أبو هلال العسكري : الصناعتين – سابق – ص 437 .
[31] – سنن الترمذي – سابق – ص 587- الحديث رقم 2609 .
[32] – الخطابي : غريب الحديث – سابق – 1/46 .
[33] – الإمام البخاري : صحيح البخاري – ط1/1997م – دار السلام للنشر والتوزيع – الرياض – السعودية – ص27 – الحديث رقم 99 ، ورقم 6570 ص 1384 .
[34] – ابن الأثير : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ـ تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ـ مصطفى البابي الحلبي ـ مصر 1939م ـ 1/72
[35] – ابن الأثير: المثل السائر ـ السابق 2/259 .
[36] – الخطابي : غريب الحديث 1/48 .
[37] – السابق الموضع نفسه .
[38] – السابق الموضع نفسه .
[39] – السابق 1/48- 49 .
[40] – الخطابي : غريب الحديث – 1/49 .
[41] – العسكري : كتاب الصناعتين – سابق – ص 443 .
[42] – السابق ص 445 .
[43] – ابن أبي الإصبع : تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن – تقديم وتحقيق د/ حفني محمد شرف – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – القاهرة 1995م – ص 616.
[44] – نبيل خالد أبو علي: نقد النثر في تراث العرب النقدي حتى نهاية العصر العباسي 656ه – الهيئة المصرية العامة للكتاب 1993م – ص 291- 292.
[45] – الخطابي : غريب الحديث – 1/52 .
[46] – صحيح البخاري – سابق – ص 866- 867 – الحديث رقم 4202 .
[47] – الترمذي : سنن الترمذي – سابق – ص 734 .
[48] – الحطيئة : ديوانه بشرح ابن السّكّيت والسكري والسجستاني – تحقيق نعمان محمد أمين– ط1/1958م – مصطفى البابي الحلبي– مصر – ص 222 .
[49] – د/ محمد سالم ولد محمد الأمين : مفهوم الحجاج عند بيرلمان وتطوره في البلاغة المعاصرة – مجلة عالم الفكر – مج28 – ع 3 يناير/مارس 2000م – المجلس الوطني لرعاية الفنون والآداب – الكويت – ص 83 .
[50] – الخطابي : غريب الحديث – سابق – 1/46 .
[51] – صحيح البخاري – سابق – ص 747 – الحديث رقم 3650 .
[52] – الخطابي : غريب الحديث 1/47 .
[53] – أبو بكر العزاوي : اللغة والحجاج – ط1/2006م – العمدة في الطبع – درب سيدنا – الدار البيضاء – ص 27 .
[54] – شكري المبخوت : نظرية الحجاج في اللغة – ضمن كتاب : أهم نظريات الحجاج في التقاليد الغربية من أرسطو إلى اليوم – إشراف حمّادي صمّود – كلية الآداب – منوبة – تونس – د.ت – ص 376- 377 .
[55] – ناعوس بن يحيى : حجاج البلاغة وبلاغة الحجاج – مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية – العام الخامس – العدد 47- ديسمبر 2018م ص 15 .
[56] – الزمخشري : المفصل في علم العربية – دراسة وتحقيق فخر صالح قدارة – ط1/2004م – دار عمّار للنشر والتوزيع – الأردن – ص 115
[57] – صابر الحباشة : التداولية والحجاج – مداخل ونصوص – ط1/2008م – دار صفحات للدراسات والنشر – دمشق – ص 50.
[58] – العلوي : الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز – مطبعة المقتطف – مصر 1914م – 2/176 .
[59] – عبد القاهر الجرجاني : دلائل الإعجاز – قرأه وعلّق عليه محمود محمد شاكر – مكتبة الخانجي – القاهرة 2000م ص 319 .
[60] – السابق ص 315 .
[61] – السابق ص 327 .
[62] – أبو بكر العزاوي : اللغة والحجاج – سابق – ص 20 .
[63] – ابن منظور : لسان العرب 13/390 مادة لكن .
[64] – محمد سالم محمد الأمين الطلبة : الحجاج في البلاغة المعاصرة – بحث في بلاغة النقد المعاصر – ط1/2008م – دار الكتاب المتحدة الجديدة – بيروت – لبنان – ص 9 .
[65] – الخطابي : غريب الحديث 1/47 .
[66] – ابن الأثير : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر– سابق – 1/193 .
[67] – ابن جني : الخصائص– تحقيق محمد علي النجار – ط2/1952م – دار الكتب المصرية – 1/216 .
[68] – ابن الأثير : المثل السائر 2/352 .
[69] – محمد العمري : في بلاغة الخطاب الإقناعي– مدخل نظري وتطبيقي لدراسة الخطابة العربية – ط2/2002م – أفريقيا الشرق – المغرب – ص116 .
[70] – الجاحظ : البيان والتبيين – تحقيق عبد السلام محمد هارون – ط1/1942م – لجنة التأليف والترجمة والنشر- مصر – 1/287
[71] – ابن رشيق القيرواني : العمدة – تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد – ط5/1981م – دار الجيل – بيروت 1/321 0
[72] – العلوي : الطراز ـ سابق ـ 2/356 0
[73] – محمد عبد المطلب : البلاغة العربية : قراءة أخرى ـ ط2/2007م ـ لونجمان – القاهرة – ص 372 0
[74] – السيوطي : الإتقان في علوم القرآن تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم – طبعة وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة – السعودية – 3/271 0
[75] – صلاح فضل : بلاغة الخطاب وعلم النص عالم المعرفة ـ الكويت ع164/1992م – ص 210 0
[76] – جميل عبد المجيد : البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة 1998م – ص 107 .
[77] – عبد الهادي الشهري : استراتيجيات الخطاب – سابق – ص 502 .