مفهوم الذات المهنية لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني بالغرب الجزائري
Artisans’ professional self concept Institutions of vocational training for the west region of Algeria
د. ماريف منور/جامعة تلمسان، الجزائر
Dr. Marif Menouer/ University of Tlemcen – Algeria
مقال منشور مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 74 الصفحة 67.
ملخص:
هدفت الدراسة إلى الكشف عن مستويات مفهوم الذات المهنية وأبعادها. تم استخدام مقياس مفهوم الذات المهنية للباحثة “عبير فتحي الشرفا”. وذلك بعد التأكد من خصائصه السيكومترية. تم إجراء هذه الدراسة على عينة قوامها ثمانون (80) مكونا/ أستاذا حرفيا بمؤسسات التكوين المهني بغرب الجزائر، باستخدام المنهج الوصفي التحليلي.
تم التوصل إلى مستوى منخفض لكل من متغير مفهوم الذات المهنية ككل، و خمسة (05) أبعاد، ومستوى متوسط لبعدين (02).كما تم التوصل إلى وجود علاقة ارتباطية بقيم مرضية بين مفهوم الذات والبعد المعرفي والاجتماعي ، وعلاقة ارتباطية بقيم ضعيفة مع الأبعاد الأخرى، مع عدم وجود فروق في مفهوم الذات المهنية بدلالة متغيري المستوى التعليمي والأقدمية.
الكلمات المفتاحية: الحرفة- الصناعة التقليدية- الحرفي- العمل الحرفي- الذات- الذات المهنية.
Abstract :
The study aimed to uncover the levels and dimensions of professional self-concept. The professional self-concept scale was used by the researcher “Abeer Fathy Al-Shurafa”. And after confirming its psychometric properties. This study was conducted on a sample of eighty (80) teachers / professors in vocational training institutions in western Algeria, using the descriptive and analytical method.
A low level was reached for each of the occupational self concept variable as a whole, five (05) dimensions, and a medium level for two (02) dimensions. It was also found that there is a correlation relationship with satisfactory values between self-concept and the cognitive and social dimension, and a correlation relationship with weak values with other dimensions, with no differences in the concept of professional self in terms of the variables of educational level and seniority.
Key words: craft, traditional industry, craftsmanship, craft work, self, professional self.
مقدمة:لقد صار الحرفي يُعاني الكثير من الأزمات النفسية والاجتماعي ة، جراء عدم تغطية مهنته للوضع الاجتماعي، وذلك بالنظر للمستوى المعيشي الصعب، الذي أصبحت تعرفه المجتمعات العربية بصفة عامة والمجتمع الجزائري بصفة خاصة، تولد عن الأمر حدوث أزمة هوية عنده؛ خاصة بعد الثقة التي اكتسبها طوال مدة عمله في مجال الحرف، ومدى الكسب الذي ضمنته في السنوات الماضية. في هذا الوضع بالذات؛ أصبح الحرفي يبحث عن اعتراف لذاته ضمن المجتمع الصناعي والمهني بصفة خاصة، وفي المجتمع ككل بصفة عامة؛ بمعنى البحث عن اعتراف يضمن له ذاته المهنية في كلا المجتمعين.
تقع أسباب هذا الإحساس في اعتقادنا؛ نتيجة تغيرات مفادها اختلاف في مفهوم الذات لدى الحرفي، خاصة بعدما سادت فكرة التنافس نحو الاعتراف المهني، بغرض البحث عن مستوى اجتماعي أفضل، علما أن الوسط المهني أصبح انعكاسا لما يجري في الوسط الاجتماعي . لقد أحدث هذا الوضع نوعا من عدم الاستسلام، حيث طغى مقياس الطابع الإنتاجي؛ أي الترميز على الوظيفة الإنتاجية، كسمة جوهرية داخل هذا النظام، لكن هذا لا يعني زوال تأثير العناصر الثقافية المنتمية لإطار مغاير، بل هناك استمرارية لاعتبارات متعلقة بالموقع الاقتصادي والاجتماعي للمهنة، وبعض المواصفات الاقتصادية[1].
تمخض عن هذا الوضع؛ معيقات على مستوى مفهوم الذات المهنية لفئة الحرفيين، بالنظر للمكانة الاجتماعية التي حُضيو بها سابقا؛ بمعنى أصبح مفهوم الذات المهنية لديهم سلبيا، نتيجة الخوف من التهميش والاقصاء على حد تعبير قيدنس، أ Gidens, A، خاصة وأن تحقيق مفهوم الذات المهنية الايجابي؛ أصبح صعب المنال؛ ما لم تكن رؤية واضحة حول الذات المهنية المتعددة الأبعاد[2].
1.الاشكالية:
عرف العمل الحرفي اليوم؛ بعضا من المعيقات على مستوى الوضعيات الهوياتية، حيث نشأ في بعض من الأحيان تشابها، واختلافا أحيانا أخرى؛ مما أدى إلى اختلاف ذاتي عند فئة الحرفيين؛ تأرجح بين وضعية مهنية سلبية عند البعض، وايجابية عند البعض الآخر؛ يرجع ذلك في اعتقادنا إلى الوضع المهني القائم على تصور الذات المهنية؛ التي أدت بهم إلى إحساس بالتهميش، وفي بعض الأحيان؛ إلى من الخوف من الإقصاء وإحساس بلا أمن نفسي على مستوى الحرفة والوظيفة أيضا كمكونين في المجال الحرفي، لأن الوضع يوحي في اعتقادنا إلى شبه انعدام للإحساس الايجابي؛ حيث أصبح مستحيلا تحقيقه، لكونه أصبح مرتبطا بمجموعة من مؤشرات؛ تتماشى مع الكيفية التي يدركون بها ذاتهم، والتي من خلالها يبحثون عن الطريقة التي يسلكون بها الحياة الاجتماعي ة، كون سلوكهم؛ يتأثر بالكيفية التي يُدركون بها ذاتهم[3]
بتعبير أدق؛ إن المكانة؛ أو مفهوم الحرفي لذاته المهنية؛ أصبحت ذا طابع اجتماعي؛ بقدر ما أصبحت ذات طابع مهني، يعني أصبحت تتحكم فيها مجموعة من العوامل داخل محيط عملهم وخارجه؛ كمدى الإقبال على تعلم الحرفة من طرف الشباب في تعلم المهن ذات الطابع الحرفي بمؤسسات التكوين المهني، بالإضافة إلى الطلب الاجتماعي، وحاجة الآخر لمخرجات العمل الحرفي من حيث التدبير، وبالتالي فقد أصبح الوسط المهني للحرفي على حد تعبير هادف، أ. (Hadef.A) فضاءا للتكوين، والتحويل الهوياتي المعتمد على ثقافة المهنة، إضافة إلى هوية الانتماء لمجموعة ما؛ من الحرفيين[4].
لقد تناول العديد من الباحثين مفهوم الذات، وقدموا العديد من النظريات، وتوصلوا إلى أن مفهوم الذات؛ هو الأساس الذي تقوم عليه شخصية الفرد كوحدة قائمة بذاتها، وهو ما يجعل الفرد يدرك ذاته، ومعرفة خصائصه الشخصية، على المستوى العلائقي اجتماعيا، أو على مستوى ذاتيا شخصيا. حيث يرى روجرز Rogers, C أن مفهوم الذات؛ عبارة عن تكوين معرفي؛ ومتعلم للمدركات الشعورية، والتقييمات الخاصة بالذات؛ فهو؛ ذلك الكل التصوري المنظم والمتناسق، المكون؛ من إدراكات الفرد لخصائص ذاته، وعلاقته مع الآخرين، والمظاهر المختلفة للحياة مع القيم المرتبطة بهذه الإدراكات[5]. وبالتالي؛ فمفهوم الذات من العوامل الموجهة للسلوك في ضوء التصورات التي يكونها الفرد عن نفسه، وهو ما يجعل له فرديته الخاصة به، لكونه الوحيد الذي يدرك ذاته؛ بحيث يجعل منها موضوعا لتأمله وتفكيره وتقويمه، علما أن مفهوم الذات هو أحد العناصر المكونة للشخصية، وعاملا مهما في توجيه السلوك.
في ظل هذه السياقات النظرية والواقع المعيش للحرفي داخل محيط عمله وخارجه؛ نحاول من هذه الدراسة الميدانية، التأكد من مدى وجود تأرجح بين الاختلاف والتشابه لمفهوم الذات المهنية لدى الحرفيين، الذين يشتغلون كمكونين في مؤسسات التكوين للصناعات التقليدية والحرف الموجودة على مستوى بعض مؤسسات التكوين المهني بغرب الجزائر، وانعكاساتها على تنشئتهم السوسيومهنية؛ خاصة وأنها أصبحت ضمن وسط مليء باللاتجانس على مستويات عدة في الوسط المهني؛ انطلاقا من وجودنا لتدخل مجموعة من المتغيرات؛ كالأقدمية في الحرفة، والمستوى التعليمي الذي يتميز به هؤلاء الحرفيين في مؤسسات التكوين المهني.
انطلاقا من اعتقادنا لهذا التصور المليء بالتناقضات والمتمثل في السلبية عند بعض الحرفيين وايجابيته عند الآخرين، نحاول تسليط الضوء، و محاولة الاجابة عن التساؤلات الآتية:
ما مستوى مفهوم الذات المهنية لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني للجهة الغربية للجزائر ؟
ما هي مستويات أبعاد مفهوم الذات المهنية لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني للجهة الغربية للجزائر؟
هل توجد علاقة ارتباطية بين متغير مفهوم الذات المهنية وأبعاده (المعرفية، الأداء المهني، سمات الشخصية، النفسية، الطموح المهني، القيم المهنية، المكانة الاجتماعي ة، تقدير الآخرين) لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني للجهة الغربية للجزائر؟
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى مفهوم الذات المهنية لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني للجهة الغربية للجزائر تعزى للمستوى التعليمي؟
هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى مفهوم الذات المهنية لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني للجهة الغربية للجزائر تعزى للأقدمية؟
2.الفرضيات
مستوى مفهوم الذات المهنية لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني للجهة الغربية للجزائر منخفض.
مستوى أبعاد مفهوم الذات المهنية لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني للجهة الغربية للجزائر بين المتوسط والمنخفض.
توجد علاقة ارتباطية بين متغير مفهوم الذات المهنية وأبعاده (المعرفية، الأداء المهني، سمات الشخصية، النفسية، الطموح المهني، القيم المهنية، المكانة الاجتماعي ة، تقدير الآخرين) لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني للجهة الغربية للجزائر.
لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى مفهوم الذات المهنية لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني للجهة الغربية للجزائر تعزى لمتغير المستوى التعليمي.
لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى مفهوم الذات المهنية لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني للجهة الغربية للجزائر تعزى لمتغير الأقدمية.
3.أهداف وأهمية الدراسة:
- 3. 1. الأهداف:
الكشف عن مستوى مفهوم الذات المهنية لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني للجهة الغربية للجزائر.
معرفة مختلف الأبعاد المتحكمة في مفهوم الذات؛ خاصة تلك المتحكمة في بناء الذات المهنية لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني للجهة الغربية للجزائر.
الكشف عن العلاقة الارتباطية بين متغير مفهوم الذات المهنية وأبعاده (المعرفية، الأداء المهني، سمات الشخصية، النفسية، الطموح المهني، القيم المهنية، المكانة الاجتماعي ة، تقدير الآخرين) لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني للجهة الغربية للجزائر.
الكشف عن مستويات أبعاد مفهوم الذات المهنية لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني للجهة الغربية للجزائر؛ نتيجة عوامل مساهمة في مكانة الشخصية المهنية لديهم.
الكشف عن مدى وجود فروق أو عدمها في بعض من الخصائص الشخصية مثل الأقدمية، المستوى التعليمي في ظل مستوى منخفض في مفهوم الذات المهنية لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني للجهة الغربية للجزائر.
2.3. الأهمية:
تكمن أهمية الدراسة من خلال الالتفاتة إلى فئة من فئات المجتمع المهني؛ خاصة الوضعية المتعلقة بالشخصية المهنية للحرفي؛ المتمثلة في مجموعة من التصورات حول نفسه، نتيجة مجموعة من السلوكات الصادرة من مختلف الأطراف داخل وخارج محيط عمله.
تتضح حدة أهمية هذه الدراسة؛ خاصة عندما تولد لدى الحرفي إحساسا بالتهميش؛ والتهديد بالإقصاء؛ تجسد ذلك من خلال اتخاذ تدابير إدارية، كطلب الإحالة عن التقاعد المسبق، أو ضرورة امتهان وظيفة أخرى لا علاقة لها بتخصصه؛ لكون ما آلت إليه الحرفة من التهديد والانقراض، ومن خلال انعدام الطلب عنها من طرف المتكونين/ المتعلمين، أو دخول تقنيات حديثة في العمل الحرفي.
الوقوف عند مشكلات مفهوم الذات المهنية لدى الحرفي؛ خاصة وأن هذه الدراسة الوحيدة في حدود علم الباحث التي اتجهت نحو المشكلات النفسية والسلوكية وكيفية التعامل معها، والمعيقات والصعوبات المهنية المؤدية غالبا إلى أخطار نفسية واجتماعية، نتيجة الإحساس بانعدام للكفاءة الذاتية وعدم الرضا؛ ومن ثمة إلى احتراق مهني لدى هذه الفئة من الحرفيين.
كما أن الاطلاع على أبعاد مفهوم الذات المهنية لدى الحرفيين، تساهم من تمكين المسيرين على اكتشاف نقاط الضعف والقوة؛ ومن ثمة التدخل لأجل البحث عن الحلول الممكنة، سعيا نحو تطوير الحرفة في حد ذاتها، عن طريق استحداث طرائق بيداغوجية جديدة على مستوى التلقين.
4.التعاريف الإجرائية للمفاهيم:
1.4. مفهوم الذات المهنية: هي التصورات التي يُدركها الحرفي عن نفسه جراء مكانة حرفته؛ الصادرة من مدى الطلب عنها من طرف المتكونين لأجل تعلمها، ومدى التقدير الذي يُحظى به من طرف الآخر، وهي الدرجة التي يحصل عليها على مقياس مفهوم الذات المهنية المتكون من الأبعاد الآتية:
- 1. 1. المعرفة المهنية: هي كل ما يدركه الحرفي من معلومات ومعارف وأفكار يكتسبها من خلال تفاعله مع الآخر(زميل، مسئول، متكون) في البيئة المحيط أو في مجال عمله.
- 1. 2.الأداء المهني: مدى قدرة الحرفي على تقديم الخدمات المتعلقة بحرفته/ صنعته، ومدى توظيف مهاراته في العمل، والتزامه نحو ما يقوم به من واجبات وأعمال إضافية من خلال شعوره بالتفاعل الاجتماعي وتقدير الآخرين له أثناء عمله.
- 1. 3.سمات الشخصية المهنية: كل ما يتعلق بشخص الحرفي من خصائص تظهر واضحة، حيث تنعكس داخليا، وبشكل تلقائي على سلوكاته، تتحكم في أسلوب تفاعله مع الآخرين وتفاعلهم معه.
- 1. 4.البعد النفسي: هو مدى تكيف الحرفي لمهنته؛ انطلاقا من سمات مزاجية لها دورا مكافئ تماما للدور الذي تلعبه القدرات المهنية والعقلية في أداءاته نحو المهام المتطلبة منه.
- 1. 5.الطموح:هو مدى تطلع الحرفي نحو التطور والترقي في حرفته، يجعل منه شغوفا نحو كسب الرضا من طرف الآخر.
- 1. 6.القيم المهنية: مدى إحساس الحرفي بثقافة ذاتية سلوكية ووجدانية، يجد حرفته ضمنها.
- 1. 7.المكانة الاجتماعي ة: مدى شعور الحرفي بالمكانة، نتيجة اعتراف يمنحه إياه أفراد المجتمع من خلال الحرفة التي يعلمها والممتهنة في نفس الوقت.
- 1. 8.تقدير الآخرين: شعور يؤدي بالحرفي، إلى الاحترام، انطلاقا من مدى تقدير الآخرين له، ينعكس إيجابا أو سلبا على أدائه في عمله، أو قد يزيده شعورا بقيمة ذاتية.
5 .ضبط المفاهيم:
1.5. الذات: إن الذات مصطلح واحد، لكن تعددت مفاهيمه، نظرا لاختلاف المقاربات التي تناولته، وبالتالي فهو لم يقتصر على الجانب العلمي أو الفلسفي بقدر ما أصبح له بعد نفس اجتماعي، يكمن في مدى قدرة الفرد على فهم نفسه، وبالتالي فهي أساس التوافق بالنسبة للفرد، يسعى إلى تحقيقها عن طريق إشباع حاجاته المختلفة، دون حدوث تعارض مع متطلبات وظروف البيئة المحيطة به، وبمدى نجاح الفرد في تحقيق هذا التوازن، الذي ينمي لديه مفهوم ذات مقبول، أي صورة عن نفسه يحبها ويرغبها، وعندئد يتكون تقديره لذاته بدرجة عالية[6] ، وبالتالي فهي عبارة عن معلومات متعلقة بصفات الذات، يتضمن فهما موضوعيا أو معرفيا للذات، وحسب كوبر سميث(Cooper Smith) فإن الذات هي؛ هو مفهوم الشخص وآراءه عن نفسه[7] . يعتبر كولي(Cooley) من الباحثين في حقل علم النفس الاجتماعي الذي كان لهم إسهاما فعالا في دراسة الذات، من خلال مقولته “أن المجتمع مرآة يرى الفرد فيها نفسه ومفهوم مرآة الذات” هو أن الفرد يرى نفسه بالطريقة التي يراها به الآخرين”.[8]
يشير مفهوم الذات إلى وصف الذات من خلال استخدام سلسلة من الجمل الإخبارية (أنا رجل)، (أنا طالب) وذلك لتكوين وصياغة صورة شخصية متعددة الجوانب؛ أي أن مفهوم الذات يسمح للفرد بأن يصف نفسه في إطار تجربة مثيرة[9]، تجدر الإشارة إلى هناك مفهوم الذات المبني على الادراكات الذاتية، ومفهوم الذات المبني على ما يستنتجه الآخر[10]؛ بمعنى أن لمفهوم الذات أشكالا متعددة؛ انطلاقا من المعرفة الذاتية للفرد عن نفسه؛ ومن خلال إدراكه للتشابه من خلال الآخرين.
2.5. الذات المهنية: يعتبر مفهوم الذات المهنية أحد أبعاد مفهوم الذات، وعنصرا هاما في الوعي بالذات، حيث يجب على الفرد تصور المهنة التي يراها مناسبة لذاته[11]، يوضح لنا “زهران” ذلك؛ على أنه كل ما يتعلق بفكرة الفرد عن ذاته في مجال عمله[12]؛ حيث تنشأ تدريجيا لدى الفرد العامل؛ مجرد الالتحاق بعمل مناسب لتخصصه، تحقيقا لحاجات مختلفة، يُقصد منها في البداية الحصول على الضمان الوظيفي، أو الرغبة في الانتماء لزملاء له في الوظيفة أو المهنة؛ أي البحث عن استراتيجيات للتماهي قصد التكيف مع طبيعة الظروف الموجودة في محيط العمل.
إن مفهوم الذات المهنية إذن ؛ يتوقف على الصورة التي يمنحها الفرد لذاته من خلال عمله؛ بناء على ما يستنتجه من خلال الآخرين ؛ كأن يكونوا أصحاب مهنته، مشرفيه، أو أفراد المجتمع ككل، حيث تتميز هذه الذات بعدم الاستقرار والثبات، نتيجة عوامل متمثلة في مستجدات يفرضها الوضع المتعلق بمحيط العمل؛ كأن يكون مدى الطلب المتزايد على حرفة دون أخرى، أو ما تذرفه هذه الحرفة من دخل بالمقارنة لأخرى.
قد يحدث توزانا لذات الفرد؛ عندما يحدث تطابقا مع مفهومه للذات الشخصية؛ بمعنى عندما يتولد لديه شعورا بتفضيلات نحو انجازاته من طرف الآخر، وبالتالي يمكننا القول أنه استطاع أن يصل إلى تكوين صحيح عن مفهوم ذاته المهنية، أو كما سماه الداهري “مفهوم الذات الايجابي المنظم”[13]، وهنا نجد أن مصدر مفهوم الذات المهنية؛ قائم على التنشئة الاجتماعي ة أثناء التفاعل مع الآخر؛ الأمر الذي يساهم في مستوى تقييم انتمائه إلى الجماعة، انطلاقا من ظروف سوسيوثقافية؛ محتكمة لقواعد ومعايير؛ تساهم في كيفية تسيير العلاقات الاجتماعية.
- 3. أنواع مفهوم الذات: بالنظر لسياق الدراسة يمكننا الاشارة إلى:
- 3. 1. مفهوم الذات الايجابي: يعبر عن الصحة النفسية والتوافق النفسي، وتقبل الذات، كما يرتبط ارتباطا جوهريا بتقبل الآخر، حيث تقبل الذات وفهمها يُعد بعدا هاما في عملية التوافق الشخصي[14].
- 3. 2. مفهوم الذات السلبي: وهو الأسلوب الذي يتضح لدى الفرد من مختلف تصرفاته وتعاملاته، أو من تعبيره عن مشاعره تجاه نفسه، وتجاه الآخرين مما يجعلنا نصفه بعدم الذكاء الاجتماعي والخروج عن اللياقة وعدم تقدير الذات[15].
- 4. الحرفة والحرفي: عرف عز الدين موسى “الحرفة”، على أنها من أهم متطلبات الإنسان الضرورية والكمالية، وهي عملية تحويلية للمواد؛ من خام إلى مصنعة؛ وهذا على حد قوله؛ “تصنيع الإنتاج الزراعي وما يتصل به، واستنباط المعادن وتصنيعها وهذا التعريف يمكن إلحاقه بمفهوم الصنعة”[16]. تُعرف أيضا على أنها كل نشاط للإنسان؛ يتفاعل فيه مع البيئة المحيطة ليطوعها لاحتياجاته، ويصنع منها عالم أشيائه. وقد ميز بعض الدارسين بين الصناعة والحرفة حيث مفهوم الصناعة أضيق، وحصره فيما هو مكتسب بالممارسة والتمرن، ومن ثم فإن الحرفة أشمل، والصناعة عند هؤلاء؛ هي كل ما يقتضي استعمال الأيدي اليدوية[17].
6.الإطار النظري للدراسة:
1.6. علاقة الحرف بمفهوم الذات المهنية: يتضح مفهوم الذات المهنية على المستوى الجماعي في الوسط المهني، نتيجة إحساس شخصي صادر عن المهنة/الحرفة التي من خلالها استطاع الفرد أو لم يستطع تحقيق متطلبات تفرضها الثقافة التنظيمية في المحيط، أو على أساس نسج علاقات؛ أو تماهي الدور المهني، ما يجعل مفهوم الذات المهنية يرقى إلى الايجابية، أو يدنو إلى السلبية؛ نجده في الحالة الأولى نتيجة إحساس بالمسئولية عن المهام المنجزة، اعتقادا من صاحبها أن النجاح أو الفشل مردها جهوده الشخصية، خاصة عندما تعمل على إعطائه الاستقلالية في تسيير عمله، سواء من حيث تنظيم جهده أو من حيث اختياره للأسلوب الذي يناسبه[18]، يُعبر هذا الشعور عن إدراكه لمهنته، فنجده يمتلك مفهوما ايجابيا نحوها؛ انطلاقا من مكانتها من بين المهن الأخرى. أما في الحالة الثانية؛ حيث يتولد لديه مفهوم الذات السلبي؛ فهو ناتج عن مدركاته وشعوره السلبي لمكانته، الذي يرجع بالأساس إلى مرتبة مهنته بالمقارنة لمهن أخرى؛ علما أن هذا الاحساس هو نتيجة ردود أفعال منشؤها الوسط المهني داخل المؤسسة أو خارجها.
ورغم هذه المؤهلات التي تتوفر في منتجات الصناعات الحرفية والتي تؤهل الحرفيين للمنافسة الدولية؛ كالنسيج الصناعي المؤهل اقتصاديا، وفعاليته في تشغيل اليد العاملة، وتكوينها، وتحقيق زيادات حقيقية، إلا أنه يعاني مجموعة من الصعوبات التي تحد من قدرته التنافسية. صعوبات قد ترجع إلى طبيعة الصناعة في حد ذاتها، أو إلى عدم توفير الظروف الملائمة لترقية فعلية لهذا القطاع على المستوى الدولي[19]، بالإضافة إلى نقص المعرفة لدى الحرفيين؛ من حيث طرق الإنتاج والتكنولوجيا المستعملة في هذا المجال، والتوجهات الحديثة في التصاميم، وطرق الإبداع، والتجديد لاختراق أسواق جديدة لها علاقة بالمجال الحرفي.
- 2.مكانة الحرفي: إن الحرف والتجارة من الأعمال الإنسانية العريقة، ارتبط مفهومها بظهور الإنسان وحاجته إلى البحث عن الطرق الموجبة لتحصيل القوت، والوسائل التي يمكن استعمالها في ذلك، وظلت الحرف تتطور وتتوسع بسبب تفكير الإنسان في اتخاذ المسكن وصنع اللباس، وشكلت الحرف آلية اقتصادية في غاية الأهمية، ساهمت في تقديم أشكال متنوعة من الخدمات للمجتمع[20]. الأمر الذي جعل من السلطات العربية الإسلامية تقوم بواجباتها تجاه الحرفيين، وتكفل لعمالها من أرباب الحرف والصناعات التقليدية حرية واسعة في ممارسة أعمالهم، ولم تتدخل إلا على نحو محدود، كالصناعات التي كان يتطلب قيامها الحصول على إذن خاص مثل إنشاء حمامات، وصنع الأسلحة والنفوذ، وتركيب الأدوية، والعمل في دور الطرازين، وكل ذلك يعود إلى أسباب تتعلق بالأمن الجماعي والمصلحة العامة[21]
أما الحرفة فهي أبسط من ذلك بكثير؛ فعلى مستوى التعلم؛ يتم عن طريق انتقالها من الجد إلى الأب ومن الأب إلى الابن. تؤكد عائشة غطاس على أن اكتساب وتعلم الحرف غلب عليها طابع التوارث، وأصبح كل حرفي يُحافظ على حرفته، وعدم تسليم خباياها وتقنيات تعلمها عدا الأبناء، أو عن طريق المصاهرة[22]، إلى أن شكلت الحرفة آلية اقتصادية في غاية الأهمية، حيث ساهمت في تقديم أشكال متنوعة من الخدمات للمجتمع في مجال المعاش، والتجارة، والبناء، والتحويل، والرعاية الطبية، كما كان لها دورا بارزا في بناء الثروة والاقتصاد[23].
- 3.العمل الحرفي: عرف نظام الحرفة في الجزائر تنظيما قائما على التقاليد والأعراف، حيث كان تحت سلطة شيخ الحرفة؛ الذي كان بمثابة الخبير الفني لتخصصه، تقع مسئوليته بالأساس على الإشراف على الصانع؛ الذي قد لا يتجاوز عمره العشر (10) سنوات، إلى أن يصبح معلما، والذي لن يتأتى له ذلك إلا بعد توفير شروط تتعلق باحترام شيخ الحرفة، وتنفيذ مطالبه والخضوع لأوامره؛ بما فيها شؤونه العائلية، دون مقابل؛ حيث أن المقابل هو الحصول على رضا شيخه وتعلم حرفته لا غير.
أما محتوى العمل الحرفي كان مستمدا من الصناعة المنزلية، بغرض الاستجابة للمتطلبات الاجتماعية المحلية؛ كاللباس واللوازم المنزلية؛ الأمر الذي جعلها تتميز بالتنظيم الاجتماعي؛ حيث كان لكل حرفة أصحابها موزعين بشكل منتظم؛ تنظيمات الدباغين على حدة، والاسكافيين أيضا وهكذا، وصل بهم إلى تكوين على شكل نقابات.
يتم التماس هذا التنظيم انطلاقا من توزيعهم المحكم القائم على أساس محتوى الحرفة في حد ذاتها؛ حائكي الصوف والقطن والحرير، والطرازين والصباغين، نجارين والحدادين، وهو ما يدل على وجود نظام لكل حرفة؛ يشرف على تدبيرها مسؤولا؛ يسمى بالأمين أو النقيب، حيث يتم اختياره عن طريق الانتخاب، والذي كانت من مسئولياته الإشراف على التسويق، ومراقبة جودة المنتوج، وفض الصراعات التي قد تحدث بين المعلم والصانع، أو بين رؤساء الورشات، نجده أيضا؛ يشرف على تعليم المبتدئين أصول الحرفة والعمل فيها، ولم تكن الحرفة بالنسبة إلى الأب وسيلة لكسب الرزق لإعالة الأسرة وتكوين الثروة فقط، وإنما كانت علاوة على ذلك ثقافة يحملها ويُعرف بها وسط المجتمع الذي ينتمي إليه.
- الاجراءات المنهجية:
تم في هذا الشق من الدراسة؛ القيام بكل من الدراسة الاستطلاعية، ثم الدراسة الأساسية، من حيث مكان وزمان إجراء الدراسة، مجتمع البحث، وكيفية اختيار العينة؛ بالإضافة إلى أدوات الدراسة؛ من حيث التأكد من خصائصها السيكومترية.
1.7.الدراسة الاستطلاعية: لقد كان للوظيفة الممارسة سابقا؛ بمركز التكوين المهني للصناعات التقليدية والحرف بإحدى مؤسسات التكوين المهني للحرف؛ دورا كبيرا في المعرفة الدقيقة والمفصلة عن المجال الحرفي ككل، ضف إلى ذلك اللقاءات التي كنا نعقدها على المستوى الجهوي لغرب الجزائر، أعطانا صورة واضحة عن مختلف الوضعيات التي مر بها الحرفيون، نتيجة الاحتكاك المباشر والمتواصل.
1.7. 1.عينة الدراسة الاستطلاعية: شملت عينة الدراسة حرفيين يشتغلون كمكونين بمؤسسات التكوين المهني بمدينة تلمسان، حيث يشرفون على تعليم شباب لتخصصات ذات الطابع الحرفي.
جدول: (1) مجتمع البحث وعينة الدراسة الاستطلاعية
عينة البحث | التكرار | النسبة المئوية % |
العينة الاجمالية | 150 | 100% |
عينة الدراسة الاستطلاعية | 40 | 26.66% |
1.7. 2.أدوات إجراء الدراسة الاستطلاعية: تم استخدام مقياس الذات المهنية المطبق من قبل الباحثة “عبير فتحي الشرفا”. تكون من ثمانية أبعاد هي (المعرفي، الأداء المهني، سمات الشخصية، النفسي، الطموح المهني، القيم المهنية، المكانة الاجتماعي ة، تقدير الآخرين).
شمل المقياس (94) فقرة بعد التصحيح؛ أي بعد التأكد من خصائصه السيكومترية؛ موزعا على ثمانية أبعاد، مع العلم أن طريقة التصحيح وإعطاء الأوزان كانت على سلم ليكرت الخماسي كالآتي:
جدول:(2) طريقة التصحيح وإعطاء الأوزان لمقياس مفهوم الذات المهنية
الاستجابة | موافق بشدة | موافق | محايد | غير موافق | غير موافق بشدة |
الدرجة | 5 | 4 | 3 | 2 | 1 |
جدول: (3) أبعاد مفهوم الذات المهنية موزعة على الفقرات
عدد الأبعاد | البعد | عدد الفقرات |
الأول | المعرفي | 8 فقرات |
الثاني | الأداء المهني | 16 فقرة |
الثالث | سمات الشخصية | 14 فقرة |
الرابع | النفسي | 13 فقرة |
الخامس | الطموح المهني | 8 فقرة |
السادس | القيمي | 15فقرة |
السابع | الاجتماعي | 6فقرة |
الثامن | تقدير الآخرين | 14فقرة |
- 1. 3.الخصائص السيكومترية لأدوات القياس: لأجل التأكد من الخصائص السيكومترية لأدوات القياس تم إعادة تطبيق الاختبار؛ وذلك بالنظر لاختلاف طبيعة مجتمع البحث والبيئة التي تم فيها تطبيق المقياس، وذلك من خلال:
1.7. 3. 1.الصدق: تم التأكد منه بطريقتين؛ تمثلت الأولى في:
الصدق الظاهري: المتمثل في صدق المحكمين؛ وذلك من خلال عرض الأداة على مجموعة من أساتذة قسم علم النفس بجامعة تلمسان؛ حيث ابدوا بآرائهم من حيث مناسبة الفقرات، ومدى انتمائها إلى كل بعد من الأبعاد، بالإضافة إلى وضوح الصياغة اللغوية.
صدق الاتساق الداخلي: تم التأكد من خاصية صدق الاتساق الداخلي من خلال تطبيق الأداة على عينة استطلاعية قُدرت بــ 40 أستاذا حرفيا، حيث تم حساب معاملات ارتباط بيرسون بين درجات كل بعد من أبعاد المقياس والدرجة الكلية، ثم معاملات الارتباط بين كل فقرة والدرجة الكلية للمقياس، باستخدام البرنامج الإحصائيspss وتم الحصول على النتائج الآتية:
جدول: (4) صدق الاتساق الداخلي لفقرات أبعاد استبيان مفهوم الذات المهنية
الأبعاد | قيم صدق الاتساق الداخلي لفقرات البعد | القرار |
المعرفي | محصورة بين (0.32 و0.70) عند مستوى الدلالة 0.01 | مقبولة |
الأداء المهني | محصورة بين (0.31 و0.69) عند مستوى الدلالة 0.01 | مقبولة |
سمات الشخصية | محصورة بين (0.39 و0.78) عند مستوى الدلالة 0.01 | مقبولة |
النفسي | محصورة بين (0.39 و0.79) عند مستوى الدلالة 0.01 | مقبولة |
الطموح المهني | محصورة بين (0.49 و0.69) عند مستوى الدلالة 0.01 | مقبولة |
القيمي | محصورة بين (0.36 و0.67) عند مستوى الدلالة 0.01 | مقبولة |
الاجتماعي | محصورة بين (0.54 و0.62) عند مستوى الدلالة 0.01 | مقبولة |
تقدير الآخرين | محصورة بين (0.38 و0.70) عند مستوى الدلالة 0.01 | مقبولة |
صدق الاتساق الداخلي للأبعاد:
جدول: (5) صدق الاتساق الداخلي لأبعاد استبيان مفهوم الذات المهنية مع بعضها ومع المقياس ككل
الأبعاد | الأبعـاد | ||||||||
الدرجة الكلية | المعرفي | الأداء المهني | سمات الشخصية | النفسي | الطموح المهني | القيمي | الاجتماعي | تقدير الآخرين | |
المعرفي | 0.71 | 1 | |||||||
الأداء المهني | 0.80 | 0.50 | 1 | ||||||
سمات الشخصية | 0.70 | 0.66 | 0.63 | 1 | |||||
النفسي | 0.81 | 0.50 | 0.51 | 0.58 | 1 | ||||
الطموح المهني | 0.46 | 0.35 | 0.35 | 0.55 | 0.32 | 1 | |||
القيمي | 0.74 | 0.49 | 0.46 | 0.47 | 0.65 | 0.31 | 1 | ||
الاجتماعي | 0.46 | 0.33 | 0.49 | 0.39 | 0.31 | 0.20 | 0.36 | 1 | |
تقدير الآخرين | 0.41 | 0.35 | 0.47 | 0.35 | 0.34 | 0.34 | 0.37 | 0.31 | 1 |
إن القيم المحصل عليها هي قيم مرضية، تدل عن تناسق بين الفقرات والأبعاد ومع المتغير ككل، ومن ثمة فهي تريح الباحث للقيام بالدراسة الأساسية.
1.7. 3. 2.الثبات: أما لقياس ثبات مقياس مفهوم الذات المهنية فقد قمنا باستخدام طريقة التجزئة النصفية، وطريقة ألفا كرونباخ وحصلنا في الأولى (طريقة التجزئة النصفية) على النتائج كما هي موضحة في الجدول الآتي:
جدول: (6) قيم ثبات مفهوم الذات المهنية
الأبعاد | معامل ثبات الأبعاد | معامل ثبات المتغير ككل |
المعرفي | 0.71 | 0.71 |
الأداء المهني | 0.69 | |
سمات الشخصية | 0.70 | |
النفسي | 0.45 | |
الطموح المهني | 0.59 | |
القيمي | 0.61 | |
الاجتماعي | 0.56 | |
تقدير الآخرين | 0.62 |
أما حساب قيم الثبات باعتماد طريقة ألفا كرونباخ، فقد تم الحصول على النتائج؛ كما هي موضحة في الجدول الآتي:
جدول: (7) معامل ثبات متغير مفهوم الذات المهنية بطريقة ألفا كرونباخ
ثبات المقياس ككل | معامل الثبات بطريقة ألفا كرونباخ | الأبعاد |
0.89 | 0.72 | المعرفي |
0.79 | الأداء المهني | |
0.75 | سمات الشخصية | |
0.65 | النفسي | |
0.63 | الطموح المهني | |
0.64 | القيمي | |
0.61 | الاجتماعي | |
0.73 | تقدير الآخرين |
2.7. الدراسة الأساسية: سمحت لنا النتائج المحصل عليها، والتأكد من الخصائص السيكومترية لاستبيان متغير مفهوم الذات المهنية من القيام بالدراسة الأساسية، اعتمادا على المنهج الوصفي التحليلي، وذلك بالنظر لطبيعة الدراسة، وكانت عينة الدراسة كما هو موضح في الجدول الآتي:
2.7. 1.العينة:
جدول: (8) عينة الدراسة الأساسية
عينة البحث | التكرار | النسبة المئوية % |
العينة الاجمالية | 150 | 100% |
عينة الدراسة الأساسية | 80 | 53.33% |
2.7. 1. 1.خصائص عينة الدراسة الأساسية:
جدول: (9) عينة الدراسة الأساسية بدلالة المستوى التعليمي
العينة | العينة الاجمالية | العينة الأساسية | ||
المؤهل العلمي | التكرار | النسبة المئوية | التكرار | النسبة المئوية |
دون المتوسط | 28 | 18.66% | 19 | 23.75% |
ثانوي | 35 | 23.33% | 18 | 22.5% |
جامعي | 12 | 8% | 04 | 5% |
دون المستوى | 75 | 50% | 39 | 48.75% |
المجموع | 150 | 100% | 80 | 100% |
جدول: (10) عينة الدراسة الأساسية بدلالة الأقدمية في العمل
العينة | العينة الاجمالية | العينة الأساسية | ||
الأقدمية | التكرار | النسبة المئوية | التكرار | النسبة المئوية |
أقل من (5سنوات) | 15 | 10% | 04 | 05% |
من (5- 10سنوات) | 16 | 10.66% | 09 | 11.25% |
من(11- 15سنوات) | 48 | 32% | 32 | 40% |
أكثر من(20سنة) | 71 | 47.33% | 35 | 43.75% |
المجموع | 150 | 100% | 80 | 100% |
- نتائج الدراسة:
- 1.نتائج الفرضية الأولى: التي تنص على أن مستوى مفهوم الذات المهنية لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني بتلمسان منخفض. للتحقق من صحة هذا الفرض قمنا بقياس استجابات أفراد عينة الدراسة اتجاه مفهوم الذات المهنية موضحة في الجدول الآتي:
الجدول: (11) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمتغير مفهوم الذات المهنية ككل
المتغير ككل | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | المتوسط النظري | الدرجة الدنيا | الدرجة القصوى | المستوى |
مفهوم الذات المهنية | 133.47 | 31.95 | 282 | 94 | 470 | منخفض |
يتبين من الجدول (11) مستوى مفهوم الذات المهنية لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني بتلمسان؛ حيث كشفت نتائج الدراسة فيما يخص مفهوم الذات المهنية ككل عن متوسط حسابي قدره 133,47 وبانحراف معياري قدره 31.95، وبما أن قيمة المتوسط الحسابي المحسوب أصغر من قيمة المتوسط النظري الذي قيمته 282 ، وعملا بالتوزيع النظري لقيم استجابات المبحوثين على مقياس مفهوم الذات المهنية ككل الذي يتراوح من 94 كأدنى درجة و 470 كأقصى درجة، فإن مستوى مفهوم الذات المهنية ككل؛ منخفض. ومن خلال النتائج المتوصل إليها فقد تحققت الفرضية.
- 2.نتائج الفرضية الثانية: التي تنص على أن مستوى مفهوم الذات المهنية لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني بتلمسان منخفض. للتحقق من صحة هذا الفرض قمنا بقياس استجابات أفراد عينة الدراسة اتجاه أبعاد مفهوم الذات المهنية موضحة في الجدول الآتي:
الجدول: (12) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لأبعاد مفهوم الذات المهنية
أبعاد مفهوم الذات المهنية | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | المتوسط النظري | الدرجة الدنيا | الدرجة القصوى | المستوى |
المعرفي | 27.58 | 4.79 | 24 | 8 | 40 | متوسط |
الأداء المهني | 12.70 | 4.20 | 48 | 16 | 80 | منخفض |
سمات الشخصية | 13.62 | 3.19 | 42 | 14 | 70 | منخفض |
النفسي | 9.46 | 2.73 | 39 | 13 | 65 | منخفض |
الطموح المهني | 9.68 | 2.87 | 24 | 8 | 40 | منخفض |
القيمي | 27.07 | 6.40 | 45 | 15 | 75 | منخفض |
الاجتماعي | 12.73 | 3.68 | 18 | 6 | 30 | متوسط |
تقدير الآخرين | 20.63 | 4.09 | 42 | 14 | 70 | منخفض |
يتبين من الجدول (12) مستويات كلا من أبعاد مفهوم الذات المهنية، التي توصلنا فيها على أبعاد حصلت على المستوى المنخفض؛ تمثلت في (الأداء المهني، السمات الشخصية، البعد النفسي، الطموح المهني، البعد القيمي، بعد تقدير الآخرين) أما الأبعاد التي حصلنا فيها على مستويات متوسطة فتمثلت في (البعد المعرفي، البعد الاجتماعي )، وهو ما يؤكد الفرضية التي نصت على التأرجح بين المستوى المتوسط والمنخفض.
- 3.نتائج الفرضية الثالثة: التي تنص على أنه توجد علاقة ارتباطية بين مفهوم الذات المهنية وأبعادها(المعرفي، الأداء المهني، سمات الشخصية، النفسي، الطموح المهني، القيمي، الاجتماعي ، تقدير الآخرين) لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني للجهة الغربية من الجزائر.
وللتحقق من صحة هذا الفرض قمنا بحساب معاملات ارتباط بيرسون (RP) للكشف عن الارتباط بين درجات أبعاد مفهوم الذات المهنية(المعرفي، الأداء المهني، سمات الشخصية، النفسي، الطموح المهني، القيمي، الاجتماعي ، تقدير الآخرين) ومفهوم الذات ككل، موضحة في الجدول الآتي:
جدول: (13) يبين الارتباط بين درجات أبعاد متغير مفهوم الذات المهنية ومتغير مفهوم الذات ككل
قيم ارتباط مفهوم الذات المهنية مع الأبعاد | المعرفي | الأداء المهني | سمات الشخصية | النفسي | الطموح المهني | القيمي | الاجتماعي | تقدير الآخرين |
0.51** | 0.51 | 0.49 | 0.41 | 0.39 | 0.35 | 0.61* | 0.19 |
يتبين من الجدول (13) معاملات ارتباط بين درجات أبعاد مفهوم الذات ككل مع أبعاده، حيث حصلنا على علاقة ارتباطية بين مفهوم الذات المهنية ككل، والبعد المعرفي؛ إذ بلغ معامل الارتباط 0.51 ودال عند مستوى الدلالة 0.01، والبعد الاجتماعي بمعامل الارتباط قيمته 0.61 عند مستوى الدلالة 0.05 ، بينما حصلنا على قيم ضعيفة مع الأبعاد الاخرى تراوحت بين 0.19 معامل ارتباط تقدير الآخرين و0.51 قيمة معامل الارتباط مع الأداء المهني.
- 4.نتائج الفرضية الرابعة: التي تنص على أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مفهوم الذات المهنية بين الموظفين تعزى لمتغير المستوى التعليمي.
جدول: (14) الفروق في متغير مفهوم الذات المهنية بدلالة المستوى التعليمي
مصدر التباين | مجموع المربعات | متوسط المربعات | قيمة (ف) | مستوى الدلالة |
بين المجموعات | 1062.803 | 177.134 | 1.383 | 0.22 |
داخل المجموعات | 18315.657 | 128.082 | ||
المجموع الكلي | 19378.460 | 305.216 |
يتبين من الجدول (14) أن قيمة (ف) المحسوبة لم تكن دالة إحصائيا، ما يدل عن وجود فروق غير دالة في مفهوم الذات المهنية بدلالة المستوى التعليمي، وهو ما يعني أن الفئات ضمن المستويات التعليمية المعمول بها في الدراسة لهم نفس مفهوم الذات المهنية، ما يدل عن تحقق الفرضية.
- 5.نتائج الفرضية الخامسة: التي تنص على أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مفهوم الذات المهنية بين الموظفين تعزى لمتغير الأقدمية.
جدول: (15) الفروق في مفهوم الذات المهنية بدلالة الأقدمية
مصدر التباين | مجموع المربعات | متوسط المربعات | قيمة (ف) | مستوى الدلالة |
بين المجموعات | 909.291 | 151.549 | 1.173 | 0.32 |
داخل المجموعات | 18469.169 | 129.155 | ||
المجموع الكلي | 19378.460 | 280.704 |
يتبين من الجدول (15) أن قيمة (ف) لم تكن دالة إحصائيا، ما يدل عن وجود فروق غير دالة بين كل الفئات ضمن عدد سنوات الأقدمية المعتمدة في الدراسة لمفهومهم لذاتهم المهنية، ما يعني وجود نفس المفهوم للذات المهنية، ما يدل عن تحقق الفرضية.
9.مناقشة النتائج:
- 1. مناقشة الفرضية الأولى: من خلال نتائج الجدول (11) تبين لنا مستوى منخفضا لمتغير مفهوم الذات المهنية للحرفيين. يمكن تفسير ذلك انطلاقا من اعتبارات نابعة من الوضع الذي أصبح يعانيه الحرفيون، يوحي بالصورة السلبية التي أصبحت تُحظى بها الحرفة، نظرا لانعدام الاعتراف ببعض الحرف ذات الطابع التقليدي، حيث يعاني الحرفيون المكونون من عزوف الشباب طالبي التكوين من هذه التخصصات، والتي أصبحت في نظرهم بعيدة كل البعد عن التقنيات الحديثة في العمل، كما يرجع المستوى المنخفض في اعتقادنا أيضا إلى إحساس نابع من قدوم جيل من الشباب في تخصصات جديدة، متمكن من العمل بتقنيات حديثة، وبمعطيات قائمة على المتطلبات المسايرة للأوضاع الاجتماعي ة، خاصة في التخصصات البعيدة عما هو حرفي تقليدي، هذا الذي أحدث في اعتقادنا إحساسا بصراع بين الجيلين إن صح التعبير.
وجدنا على أنه تصادم حدث بين فئة المكونين الحرفيين (التقليدي والحداثي)، يمكن وصفه بإحساس مليء بالتهميش، مع مختلف الأطراف، وبتدني معنويات هذه الفئة، مرد ذلك انعدام الاشباع التي تحدثه الحرفة، خاصة في عصر التحدي والتكنولوجيا. هو ما وجدناه يتنافى مع ما توصلت إليه دراسة بوسنة محمود على أن أساليب التكوين التي تعتمد عليها الصناعات التقليدية اليابانية أصبحت تكتسح أسواق الصناعة الأروبية، وتجد لها مجالا واسعا وصدى كبيرا على مستوى المعاهد التكنولوجية المتخصصة.[24]
يمكننا تفسير المستوى المنخفض أيضا لمفهوم الذات المهنية للمكونين الحرفيين أيضا، انطلاقا من الصورة الدونية التي يُحظى بها مجال الصناعات التقليدية والحرف في نظر المجتمع، باعتبارها آخر رغبة يمكن اختيارها من طرف الشباب المقبل على التكوين المهني وبمستويات تعليمية متدنية، ناهيك عما يُحظى به المتخرج في سوق العمل، وصعوبة تحقيق مشروعه المهني في هذا المجال المهني.
- 2. مناقشة الفرضية الثانية: يتبين من الجدول رقم (12) مستويات أبعاد مفهوم الذات، حيث حصلنا على أبعاد بمستوى منخفض وأخرى بمستوى متوسط، بينما لم نحصل على أبعاد بمستوى مرتفع، وبالتالي سنناقش هذه الأبعاد بناءً على مستوياتها كالآتي:
المستوى المنخفض: انحصر في الأبعاد كالآتي؛ الأداء المهني: تبين لنا من خلال الجدول (12) مستوى منخفضا لبعد الأداء المهني من خلال النتائج المحصل عنها. يمكننا تفسير ذلك من خلال المقارنات المحدثة، انطلاقا مما تقدمه الخدمة الحرفية على مستوى متطلبات المجتمع، يحدث ذلك في نظر المكونين الحرفيين بالرغم من الارهاق والعبء الذي يتطلبه العمل الحرفي، والمدة التي يستغرقها الوقت المتطلب لإنجاز تمارين تطبيقية لها علاقة بإنجاز المتكونين لمنتوج ما، لم يتمكن من منافسة منجزات أخرى موجودة في سوق العمل.
حصلنا في بعد سمات الشخصية بمستوى منخفض، كما هو مبين في الجدول (12)، حيث يمكننا تفسير هذه النتيجة انطلاقا من مؤشر له علاقة بخاصية مزاجية لدى الحرفي، انطلاقا من شبه انعدام التفاعل الايجابي مع زملاء العمل في التخصصات المهنية الأخرى، وإحساس بوضع لا يدعي الحاجة للدخول في تفاعل مع هؤلاء الزملاء، عدا المكونين ذوي التخصصات الحرفية، كون طريق التعليم ليست بالشكل الذي يتم في قطاع التربية؛ أين يجد الأستاذ على أن التلميذ هو العامل المشترك بين زميله من الأساتذة. وبالتالي فقد تنافى تفسيرنا لما توصلت إليه دراسة عبد الكريم غريب المتمثلة في تفادي العلاقات المبنية على التنافر بالنظر لكون الأستاذ يمثل نموذجا ساميا بالنسبة للتلاميذ[25].
البعد النفسي؛ حصلنا فيه على مستوى منخفض كما هو مبين في الجدول رقم (12) بمتوسط حسابي قدر بـ 9.46 وانحراف معياري 2.73. يمكن تفسير نتيجة المستوى المنخفض للبعد النفسي، انطلاقا من إحساس قائم على صعوبة التكيف مع الوسط المهني، وتفعيل القدرات المهنية والعقلية في الأداءات المتطلبة للحرفة. يوحي لنا انخفاض المستوى النفسي لدى الحرفيين انطلاقا من إحساس قائم عن انعدام توازن نفسي، وانخفاض للروح المعنوية الذي يمكن اعتباره أحد أسباب الأخطار النفسية، لاعتبارات متعددة المصادر؛ داخلية وتتمثل في طبيعة العلاقات المهنية مع مختلف الأطراف المليئة باللاتجانس؛ والتي مردها التخصص الحرفي للأستاذ الذي أصبح يُلقب من خلال تخصصه، والمكانة الاجتماعية التي يُحظى بها في الوسط؛ أما الخارجية فتنحصر في مدى الطلب الاجتماعي عن الحرفة التي يمتهنها، خاصة وأن الحرفي في وقت سابق؛ كان يُحظى حتى بالعمل الاضافي خارج أوقات العمل.
توصلنا إلى مستوى منخفض لبعد الطموح المهني، بمتوسط حسابي قُدر بـ 9.68، وانحراف معياري 2.87 ، يمكننا تفسير هذه النتيجة بناء على النظرة المليئة بالتشاؤم والتذمر لمستقبل الحرفة التي يمتلكها هؤلاء الحرفيين، والتي أصبحت حسبهم كل المؤشرات توحي بانعدام الترقي والتطور في المجال الحرفي، والتي من خلالها يتوقع بعضهم أنه في خانة “الفائض” الذين قد يُسرحون أو يُحولون لمهام أخرى في أي وقت شاءت الإدارة.
حصلنا أيضا على مستوى منخفض للبعد القيمي، حيث قُدر المتوسط الحسابي بقيمة 27.07 وانحراف معياري 6.40، يمكننا تفسير المستوى المنخفض، انطلاقا من طبيعة العلاقات السائدة القائمة على الاتجاه السلبي، الذي نلتمس منه على أنه مبني على أساس التناقض مع الآخر في بعض المواقف، الذي وجدنا على أنه أحدث مستوى لطبقات سوسيومهنية؛ قائمة على الانتماء المهني وثقافة المهنة.
استنتجنا ذلك من خلال ما لاحظناه من تفضيلات الأساتذة أثناء التمثيل على مستوى اللجان المنعقدة بالمؤسسة، أو حتى على مستوى تبادل الآراء والمعلومات المتعلقة بمستجدات الجانب التنظيمي المتعلق بالأستاذ المكون، بحيث لاحظنا عند الأساتذة ذوو التخصص الحرفي إحساسا بنوع من التهميش؛ وبالتالي فهو في اعتقادنا صراع خفي، سببه عامل اللاتجانس على مختلف المستويات. مرد هذه النتيجة يصب في إطار عملية إعادة إنتاج الماضي بالحاضر، حيث أن مفهوم الحرفي لذاته من خلال البعد القيمي، لا يزال مصبوغا بآثار المرحلة السابقة، ولكنه عندما يلاحظ أن هناك خطرا يهدد عمله، فقد يتبنى التصور العقلاني، ليس من أجل القيام بالعمل بأحسن صورة، ولكن من أجل تثبيت المكاسب التي حققها في مراحل سابقة.
حصلنا أيضا على مستوى منخفض لبعد تقدير الآخرين، حيث قُدر المتوسط الحسابي بقيمة 20.63 وانحراف معياري 4.09، يمكننا تفسير هذه النتيجة، بدءا من إحساس فئة المكونين الحرفيين بعدم الاعتراف بالكفاءة من خلال المهام التي يؤدونها، يتضح ذلك في اعتقادنا؛ انطلاقا من فحوى العلاقات القائمة على ثقافة سائدة داخل مؤسسات التكوين المهني، جراء انعدام للتبادل للآراء والحديث عن الانشغالات، أو مناقشة القرارات الجديدة، بالإضافة إلى علاقة اللا تعاون في المجال البيداغوجي مع الأساتذة الآخرين؛ الجيل الجديد إن صح التعبير.
المستوى المتوسط: انحصر في الأبعاد كالآتي: البعد المعرفي؛ حصلنا على مستوى متوسط لهذا البعد بمتوسط حسابي قُدر بـ 27.58 وانحراف معياري 4.79 . يمكننا تفسير المستوى المتوسط للبعد المعرفي، انطلاقا من الوضعيات المختلفة للحرفيين، التي تنعكس على ذواتهم، حيث يغلب عليها اللايقين والشك، أي طابع مرحلة استعراض الذات، أين نجد أن هذه الفئة تحاول استعمال كل الوسائل لإثبات الكفاءة والقدرات، لأجل إثبات الاعتراف من خلال اعتماد مهارات للتفاوض.
حصلنا على مستوى متوسط للبعد الاجتماعي بمتوسط حسابي قُدر بـ 12.73 وانحراف معياري قُدر بـ 3.68 يمكننا تفسير المستوى المتوسط، انطلاقا من ناتج الثقافة السائدة في الوسط المهني، القائمة على النظرة الشخصية للذات ونظرة الآخر؛ كشريك فاعل في الوسط، حيث يرون أن مصير كلا من المؤسسة والزملاء الآخرين أمثالهم أو غيرهم، مصير مشترك، وبالتالي ففي هذه الحالة غالبا ما يتم تغاظي الطرف عن الطابع الصراعي للعلاقات، والانتقال إلى الجانب التشاركي المؤدي إلى التبادل، ومحاولة التوفيق بين القيم المشتركة، والكفاءات الفردية الخاصة بكل حرفي. يمكننا تفسير النتيجة المحصل عليها أيضا بناء على طبيعة العلاقات بين الإدارة القائمة على الاحترام المتبادل، نظرا لتقاسم الإحساس المبني على صعوبة العمل الحرفي المطلوب انجازه، وطبيعة الفئة من المتكونين الذين يشرفون على تكوينهم، الذين لا ملجأ لهم عدا تعلم حرفة ذات طابع تقليدي، ناهيك عن الأعمال المتعبة؛ التي تتطلب الدقة. أما العلاقات على المستوى البيداغوجي فهي قائمة على اللامبالاة الصادر من القائم على مصلحة البيداغوجيا بالنظر لعدم تقيد هذه التخصصات الحرفية ببرنامج رسمي، والذي هو من اجتهاد شخصي لا غير، أي جلها قائمة على التطبيقات؛ لأن إنهاء البرنامج بالنسبة للحرفي هو تلقين الحرفة لا غير.
- 3. مناقشة الفرضية الثالثة: يتبين من الجدول رقم (13) قيم تعبر عن العلاقات الارتباطية بين متغير مفهوم الذات المهنية ككل، وأبعادها، فكانت أعلى قيمة دالة على الارتباط مع البعد المعرفي بقيمة 0.51 عند مستوى الدلالة 0.01 ، تليها قيمة 0.61 عند مستوى الدلالة 0.05 مع البعد الاجتماعي ، بينما لم نسجل ارتباطا قويا مع الأبعاد الأخرى . وهو ما يؤكد نتيجة الفرضية الثانية، وما تم تفسيره في الفرضية الثانية.
- 4. مناقشة الفرضية الرابعة: تبين لنا من الجدول رقم (14) عن وجود فروق غير دالة بين المستويات التعليمية لمفهوم الذات المهنية لدى حرفيي مدينة تلمسان، وهو ما يعني أن الفئات ضمن المستويات التعليمية المعمول بها في الدراسة لهم نفس مفهوم الذات. نفسر هذه النتيجة انطلاقا من فكرة أساسية قائمة على أن العمل الحرفي لا يتطلب أي مستوى تعليمي، بل هو قائم على ثقافة الانصياع طواعية للمعلم. أما من حيث مدى التأثير الذي قد يُحدثه المستوى التعليمي للمتعلم على تعلم الحرفة، فلم يكن له ثمة تأثير، التمسنا ذلك من خلال ما احتوته مدونة الشعب المهنية التي لا تتطلب أي مستوى دراسي بالنسبة للتخصصات ذات الطابع التقليدي الحرفي، وبالتالي فإن معظم المتعلمين ليس لهم مستوى تعليمي يفوق المستوى الابتدائي. لكون هذه التخصصات لا تعتمد على مواد دراسية تتطلب مستوى تعليمي معين كتخصصات الطرز، صناعة الجلود، صناعة السروج…
تتماشى هذه الفكرة في سياق ما أكدته فكرة السيد “جيرار” (Girard) في شأن تعلم حرفة النسيج بقوله “إن حرفة النسيج الفنية كانت تُمارس منذ القدم، وعملياتها لم تتغير منذ العصور الغابرة، فهي بسيطة والعمل فيها لا يتطلب تعليما طويلا؛ بمعنى غير محدد المدة، وعندما يريد عامل أن يصبح محترفا في النسيج عليه أن ينسج قطعة قماش، ويقدمها للمعلمين المجتمعين لاختباره، فإذا حكموا بأنه ماهر وكفء، فإنهم يقبلونه بينهم بعد أُكلة يُقدمها لهم، ويُسمح له بعد ذلك التمتع بالامتيازات التي تُمنح، ويؤدي كل الواجــبات المفروضة عليه”. [26] بالمقابل وجدنا أن هذه النتيجة منافية لدراسة سانقلي دو تيلو (Singly De thélot, 1986)التي توصل من خلالها إلى أن مجرد الحيازة على شهادة دراسية معينة أو عدمها، يبقى كافيا لطرح الاختلاف[27].
- 5. مناقشة الفرضية الخامسة: تبين من الجدول رقم (15) عن وجود فروق غير دالة بين كل الفئات ضمن عدد سنوات الأقدمية في الدراسة، وهو ما يعني وجود نفس المفهوم للذات المهنية لكل المكونين الحرفين، يمكن تفسير هذه النتيجة بناء على خصوصية التنشئة الاجتماعية التي يتلقاها هؤلاء الحرفيون، حيث تظهر معاني التعاون وانعدام العوامل المؤدية للتنافر بينهم هم أنفسهم، حيث يرى كل واحد منهم أنه قد حصل على الشروط المؤهلة لتواصل إيجابي. يمكن تفسير هذه النتيجة بالرجوع إلى طابع التخصصات الحرفية، من حيث طريقة تلقينها للمتعلمين، وبالتالي فإن هذه العناصر المشتركة سواء من حيث الخصائص المشتركة المتعلقة بشخصية الحرفيين، أو مختلف الأهداف والروابط التي تجمعهم؛ لا تستدعي وجود فروق في مفهوم الذات لديهم مهما كانت الأقدمية في العمل، لأنه وجود تفاوت في الأقدمية ليس بالضرورة أن يكون متغيرا في إحداث اختلاف في مفهوم الذات لديهم. وبالتالي تتعارض هذه النتيجة إلى ما توصل إليه طيبي غماري على أن وجود علاقة سلبية مبنية على الصراع، يرجع سببها إلى الاختلاف في السن[28] .
خاتمة :
خلصنا من خلال هذا البحث إلى نتائج مهمة، تجعل الدارس في مختلف الحقول المعرفية للعلوم الاجتماعي ة وغيرها من العلوم، يتناول هذا الموضوع في سياقات متعددة، ففي هذه الدراسة، حاولنا المزج بين التناول النفس اجتماعي، الأنثروبولوجي والقانوني وذلك بالنظر لطبيعة الموضوع، إلا أن طابع الدراسة جعل من حقل علم النفس الاجتماعي هي المقاربة الأكثر تناولا، خاصة عندما تعلق الأمر بدراسة شخصية الحرفي، انطلاقا من محاولتنا لمعرفة مفهوم الذات المهنية لدى حرفيي مؤسسات التكوين المهني على مستوى الجهة الغربية من الجزائر، بغية التوصل إلى الوضع الذي تعيشه هذه الفئة، والذي له عدة انعكاسات على المستوى النفسي، والتي هي بمثابة أخطار نفسية.
توصلنا إلى مستوى منخفض لمفهوم الذات المهنية للمكونين الحرفيين، نتيجة مجموعة من العوامل سواء على مستوى العلاقات المهنية والاجتماعية القائمة بين الأطراف التي يتعاملون معها، حيث اتضح جليا هذا المستوى عندما تم القيام بالدراسة في وسط مليء باللاتجانس، خاصة وجود هذه الفئة مع زملاء لهم في العمل يختلفون عنهم من حيث التخصصات التي يدرسونها، مستواهم العلمي، ناهيك عن اختلاف في المكونات الثقافية التي تتميز بها كل فئة عن الأخرى، وطريقة العمل الواجب القيام به.
لقد انعكست هذه الوضعية ووضعيات أخرى، وأعطت لنا مؤشرات مؤدية إلى اختلاف في مستويات الأبعاد المتعلقة بمفهوم الذات المهنية لدى المكونين الحرفيين، بحيث لم يتم الحصول على مستويات مرتفعة، وهو ما يؤكد الافتراضات الموضوعة في بداية الدراسة، والتي أعطت لنا تفسيرا قائما على وجود اعتراف نسبي بمهنة المكون الحرفي بصفة خاصة، والحرفيين الذين يعملون لحسابهم الخاص بصفة عامة.
انطلاقا من هذه النتيجة، وتفاديا للأوضاع التي وجدناها تؤرق كاهل المكونين الحرفيين خاصة على مستوى التصور السلبي لمفهومهم عن ذاتهم، يمكننا تقديم مجموعة من الاقتراحات المتعلقة بالمستوى التنظيمي الخاص بالحرفيين، أو على مستوى التسيير في المجال التلقين الحرفي، ومنها:
– إنشاء مؤسسات(مراكز/ معاهد) متخصصة في مجال التكوين في الصناعات التقليدية والحرف.
– عدم المزج في مؤسسة التكوين الواحدة بين التخصصات ذات الطابع التقليدي والتخصصات الأخرى.
– الاشراف على التسيير البيداغوجي من طرف متخصصين ذوو الخبر في المجال الحرفي.
– إقامة تنظيم بيداغوجي يأخذ بعين الاعتبار الشريحة الراغبة في التكوين من حيث المستوى التعليمي، وطريقة التلقين، بالإضافة إلى الحجم الساعي المطلوب.
– إدراج التخصصات ذات الطابع التقليدي والحرفي ضمن الشعب المهنية ذات الطابع الفني.
قائمة المراجع:
- العربي لخضر: الحرف والحرفيون في مدينة تلمسان الزيانية، دورية كان، سبتمبر2013، العدد21.
- يخلف أسماء، تنظيم ومراقبة مجال الحرف الأسواق داخل مدن المغرب الاسلامي من خلال كتب الفقه والنوازل والحسبة ما بين القرن 3هـ/9م إلى 9هـ/15م، مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في التاريخ الوسيط، كلية العلوم الانسانية والاجتماعي ة، جامعة 8 ماي 1945 قالمة. قسم التاريخ، الجزائر.2016.
- بطرس حافظ بطرس، التكيف والصحة النفسية للطفل، ط1، دار المسيرة، عمان، الأردن، 2008.
- لخضر العربي، ” الحرف وتنظيماتها في مدينة تلمسان الزيانية “، مجلة الناصرية للدراسات الاجتماعية والتاريخية، العدد 4 الجزائر، 2013.
- هاشم عياد، فنون الصناعة التقليدية: الفن التشكيلي الشعبي بين الأصالة والحداثة، الندوة الوطنية الأولى للصناعات التقليدية، 1997.
- طرشي أحلام صبرينة، صناعة النحاس بقسنطينة دراسة فنية، مذكرة لنيل شهادة الماجستير كلية العلوم الانسانية والعلوم الاجتماعية قسم التاريخ وعلوم الآثار، شعبة الحرف والصناعات التقليدية. جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان، الجزائر، 2012.
- صالح أحمد العلي، التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة في القرن الأول الهجري.
- عز الدين موسى، النشاط الاقتصادي في المغرب الاسلامي خلال القرن 6ه، دار الغرب الاسلامي، بيروت، ط2، 2003.
- عمر بلبشير، ” مساهمة في دراسة النشاط الصناعي والحرفي في المغرب “، مجلة الناصرية للدراسات الاجتماعي ة والتاريخية. الجزائر.
- عبد العظيم عباس نصار، كلية التربية للبنات جامعة الكوفة، العدد 43، 2016.
- عائشة غطاس، الحرف والحرفيون بمدينة الجزائر 1700-1830 أطروحة دكتوراه، جامعة الجزائر، الجزائر، 2000 .
- شوقي عبد المنعم، علم الاجتماع الحضري، مكتبة القاهرة الحديثة، القاهرة، ط3 ،1961.
- عبد الرحمان بن محمد بن خلدون الخضرمي المتوفر على الموقع: Source: http://saaid.net
- جمال غريد، ثقافات المؤسسة، مركز البحث في الأنثربولوجيا الاجتماعي ة والثقافية، وهران، الجزائر، 1999.
15.الداهري، صالح حسن، سيكولوجية التوجيه المهني ونظرياته، ط1، دار وائل للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2005.
- ليلى عبد الحميد عبد الحافظ ، مقياس تقدير الذات للصغار والكبار، دار النهضة، القاهرة، 1982.
- سويف، مصطفى مقدمة في علم النفس الاجتماعي مكتبة الأنجلوسكسونية، القاهرة، مصر، 1966.
- سارة ناصر الدوسري، إدراك القبول والتحكم الوالدي لدى طلبة الجامعة وعلاقته بتقدير الذات والفاعلية الذاتية، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة الملك سعود، 2001.
- المشابقة محمد، مبادئ الإرشاد النفسي للمرشدين والأخصائيين النفسيين، دار المناهج للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2008.
- حامد عبد السلام زهران، التوجيه والإرشاد النفسي، ط3، القاهرة، عالم الكتب، القاهرة، مصر، 1998.
21.صالح محمد علي أبو جادو، سيكولوجية التنشئة الاجتماعي ة، ط1، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، 1998.
- عسكر علي، الأسس النفسية والاجتماعية للسلوك في مجال العمل “السلوك التنظيمي المعاصر”، دار الكتاب الحديث، 2005.
- بوسنة محمود، ” الأرغونوميا والتنمية في العالم النامي “. مجلة علم النفس الجزائرية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، العدد 2، 1986.
- طيبي غماري، الهوية في العمل في المرحلة الراهنة للمجتمع الجزائري، دراسة حالة الأجراء مؤسستي نفطال وملبنة معسكر، رسالة تخرج (غير منشورة) لنيل شهادة الدكتوراه في الأنثربولوجيا، جامعة أبي بكر بلقايد، تلمسان؛ الجزائر، 2005.
25.عبد الكريم غريب، سوسيولوجيا المدرسة. منشورات عالم التربية، 2009.
- عواض بن محمد الحربي، العلاقة بين مفهوم الذات والسلوك العدواني لدى الطلاب الصم، ماجستير، أكاديمية نايف للعلوم الأمنية، 2003.
27.Hadef Ahmed, L’enseignant universitaire: son projet, son identité et son rapport à la profession. Thèse présentée pour l’obtention du diplôme de doctorat d’état en science de l’éducation. Université Mentouri, Constantine, Algérie, 2007.
- 28. M .P . S. GIRARD ; Mémoire sur l’agriculture ; l’industrie et le commerce de l’Egypte. Tome 2, Paris, France.
29 .Cofsky, Louise, Expertise et le soi professionnel de l’enseignant, thèse présentée à la faculté des études supérieurs en vue de l’obtention du Grade de philosophiaDoctor (PHD) en psychopédagogie. Queebec. Université de Montréal, 1996.
- 30. Singly De thélot , Racines et profils des ouvriers et des cadres supérieurs , revue Française de sociologie, ,VII, n°1, France,1986.
31.Sotelo, M, J, “ Sex differences in self concept in spanish secondary school students”, Psychological Reports, vol. 87, 2000.
[1] جمال غريد، ثقافات المؤسسة، مركز البحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية، وهران، 1999.ص14.
[2] Cofsky, Louise. Expertise et le soi professionnel de l’enseignant, thèse présentée à la faculté des études supérieurs en vue de l’obtention du Grade de philosophiaDoctor (PHD) en psychopédagogie. Queebec. Université de Montréal, 1996. P4.
[3] صالح محمد علي أبو جادو، سيكولوجية التنشئة الاجتماعية، ط1، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، 1998، ص151.
[4]Hadef Ahmed, L’enseignant universitaire: son projet, son identité et son rapport à la profession. Thèse présentée pour l’obtention du diplôme de doctorat d’état en science de l’éducation. Université Mentouri, Constantine. Algérie. 2007 , p1.
[5] بطرس حافظ بطرس، التكيف والصحة النفسية للطفل، ط1، دار المسيرة، عمان، الأردن، 2008، ص479.
[6] Sotelo, M, J. ,” Sex differences in self concept in spanish secondary school students”, Psychological Reports, 2000 , vol. 87, N.3, P,P. 731-734.
[7] ليلى عبد الحميد حافظ، مقياس تقدير الذات للصغار والكبار، القاهرة، دار النهضة 1982،، ص6
[8] سويف، مصطفى، مقدمة في علم النفس الاجتماعي مكتبة الأنجلوسكسونية، القاهرة، مصر، 1996، ص163.
[9] سارة ناصر الدوسري، إدراك القبول والتحكم الوالدي لدى طلبة الجامعة وعلاقتها بتقدير الذات والفاعلية الذاتية، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة الملك سعود، 2001، ص87.
[10] المشابقة محمد، مبادئ الإرشاد النفسي للمرشدين والأخصائيين النفسيين، دار المناهج للنشر والتوزيع، عمان، الأردن. 2008،ص38.
[11] زهران، حامد عبد السلام، التوجيه والإرشاد النفسي، ط3، عالم الكتب، القاهرة، مصر، 1998،ص101.
[12] المرجع نفسه، ص115.
[13] الداهري صالح حسن، المرجع السابق، ص138.
[14] حامد عبد السلام زهران، الصحة النفسية والعلاج النفسي، ط3، عالم الكتب، القاهرة، 1997، ص81.
[15] عواض بن محمد الحربي، العلاقة بين مفهوم الذات والسلوك العدواني لدى الطلاب الصم، ماجستير، أكاديمية نايف للعلوم الأمنية، 2003، ص25.
[16] عز الدين موسى، النشاط الاقتصادي في المغرب الإسلامي خلال القرن 6ه، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2003، ط2 . ص217.
[17] عائشة غطاس، الحرف والحرفيون بمدينة الجزائر 1700-1830 أطروحة دكتوراه، جامعة الجزائر، 2000، ص146 .
[18] عسكر علي، الأسس النفسية والاجتماعية للسلوك في مجال العمل “السلوك التنظيمي المعاصر”، دار الكتاب الحديث، 2005، ص81
[19] طرشي أحلام، طرشي أحلام صبرينة، صناعة النحاس بقسنطينة دراسة فنية، مذكرة لنيل شهادة الماجستير كلية العلوم الانسانية والعلوم الاجتماعية قسم التاريخ وعلوم الآثار، شعبة الحرف والصناعات التقليدية. جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان، الجزائر. 2012، ص 38.
[20] لخضر العربي، ” الحرف وتنظيماتها في مدينة تلمسان الزيانية”، مجلة الناصرية للدراسات الاجتماعية والتاريخية، الجزائر، 2013، العدد الرابع، ص311.
[21] صالح أحمد العلي. التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة في القرن الأول الهجري، ص302.
[22] عائشة غطاس ، المرجع السابق.
[23] لخضر العربي، المرجع السابق، ص80.
[24] بوسنة محمود، ” الأرغونوميا والتنمية في العالم النامي”، مجلة علم النفس الجزائرية، الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، 1986، العدد(2)، ص13.
[25] عبد الكريم غريب، سوسيولوجيا المدرسة، المغرب، منشورات عالم التربية، 2009.
[26] M .P . S. GIRARD ; Mémoire sur l’agriculture ; l’industrie et le commerce de l’Egypte. Paris tome2.
[27] Singly De thélot , Racines et profils des ouvriers et des cadres supérieurs , revue Française de sociologie, France,1986,VII, n°1
[28] طيبي غماري، الهوية في العمل في المرحلة الراهنة للمجتمع الجزائري، دراسة حالة الأجراء مؤسستي نفطال وملبنة معسكر، رسالة تخرج (غير منشورة) لنيل شهادة الدكتوراه في الأنثربولوجيا، جامعة أبي بكر بلقايد، تلمسان؛ الجزائر، 2005.