واقع المرأة الجزائرية ودورها في الفترة الاستعمارية (1830م-1962م)
The reality of Algerian women and their role in the colonial period (1830-1962 AD)
د. محمد غربي/جامعة الجيلالي ليابس سيدي بلعباس، الجزائر
Dr.Mohammed Gherbi/Jilali liabes, University Sidi Bel-Abbes, Algeria
مقال منشور مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 73 الصفحة 9.
Abstract:
A number of modern historical sources reveal the nature of the miserable conditions that Algerian women have lived through for more than a century of the French occupation, which throughout this period from 1830 to 1962 AD has consistently obliterated the features of the national character in a systematic manner based on the policy of marginalization, oppression and blackout ….These racist practices that affected large segments of Algerian society had a clear impact on tightening the screws on women politically, socially and intellectually … they can no longer defend their legitimate rights approved by international forums, also she was unable to contribute, alongside her brother, to the realization of the Algerian people’s hope for dignity, freedom and independence …
In light of these miserable social conditions, the Algerian liberation revolution (1954 AD – 1962 AD) succeeded to a large extent in containing this destructive and exposed colonial policy by attracting women and benefiting from their abilities and unbridled ambition, in order to build a strong national front led by an effective feminist movement that participates in the armed struggle just as it works to advance the burdens of society in various fields, including health, the judiciary, education and supervision, and others.
key words: Reality, Woman, Algerian , role, the colonization.
ملخص :
تكشف جملة من المصادر التاريخية الحديثة عن طبيعة الأوضاع المزرية التي عاشتها المرأة الجزائرية لأزيد من قرن من الاحتلال الفرنسي الذي دأب طيلة هذه الحقبة الزمنية الممتدة من 1830م إلى 1962م على طمس معالم الشخصية الوطنية بطريقة ممنهجة تقوم على سياسة التهميش والبطش والتعتيم…وقد كان لهذه الممارسات العنصرية التي طالت شرائح واسعة من المجتمع الجزائري أثرُها الواضح في تضييق الخناق على المرأة سياسيا واجتماعيا وفكريا…فلم يعد في استطاعتها الدفاع عن حقوقها المشروعة التي أقرتها المحافل الدولية، ولم يكن بمقدورها المساهمة إلى جانب أخيها الرجل في تحقيق أمل الشعب الجزائري في الكرامة والحرية والاستقلال…
في ظل هذه الظروف الاجتماعية البائسة نجحت ثورة التحرير الجزائرية (1954م-1962م) إلى حد كبير في احتواء تلك السياسة الاستعمارية المدمرة والمكشوفة عن طريق استقطاب المرأة، والاستفادة من قدراتها وطموحها الجامح، من أجل بناء جبهة وطنية قوية تقودها حركة نسويّة فاعلة تشارك في الكفاح المسلح مثلما تعمل على النهوض بأعباء المجتمع في ميادين متعددة منها الصحة، والقضاء والتعليم والتأطير، وغيرها.
الكلمات المفتاحية: واقع- المرأة- الجزائرية- دور- الاستعمار .
مقدمة :
تشير العديد من المراجع التاريخية إلى أن الممارسات العنصرية الممنهجة التي سلطها الاستعمار الفرنسي على الشعب الجزائري لأزيد من قرن وثلاثة عقود (1830-1962م)، قد ساهمت في تخلف المجتمع وإفقاره، واختلال ميزان النمو فيه، واستلاب نخبته، لأن الاحتلال كان يدرك “بأن شلّ الذهنية الجزائرية ومسخ الإنسان بعد سلخه من الشخصية الوطنية، هما اللذان سيسمحان له بمواصلة ممارسة السيطرة في سائر الميادين وعلى مختلف الأصعدة”[1].
استهدفت فرنسا المجال الثقافي وعَدّتْه ميدانا خصبا لنشر الأفكار الاستعمارية بغية تسهيل إدماج الجزائريين والجزائريات في مدينتها المغايرة، وركزت هجماتِها على تحطيم مقومات الشخصية الجزائرية ومحو السمات التي تميز المجتمع لتحقيق مآربها الاستعمارية، فعمدت إلى حرمانه من سنده الحضاري بتشويه الدين الإسلامي ومحاربة اللغة العربية اللذين كانت ترى فيهما القوتين الرئيسيتين في مقاومة ما كانت تسعى إليه، ونشر البدع والخرافات ، وتشجيع الشعوذة، واعتبرت التعليم قطاعا استراتيجيا يتوجب توظيفه بكل حذر ، باعتباره عاملا من عوامل التحول الثقافي والاجتماعي وسلاحا أيديولوجيا خطيرا يساعد على توطيد النفوذ الفرنسي،[2] فكان أول عمل قامت به هو مصادرة الأوقاف وتعطيل دورها، و سيطرتها على المراكز الثقافية من مدارس ومساجد وزوايا وتحويلها إلى إسطبلات وكنائس وثكنات عسكرية، وبذلك أصبحت وضعية التعليم مشكلة الجزائريين الأكثر حِدّة ، دفع ثمنها الأطفال الذين كان 80% منهم لا يلتحقون بالمدرسة سوى لفترة محدودة، لأنهم خلقوا ـ في نظر المعمرين ـ ليكونوا فلاحين بسطاء، إذ أنّ من ضمن 50 تلميذا الذين التحقوا بالطور الابتدائي، كان يصل إلى الجامعـة تلميذ واحـد (01) فقط، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى كان يستحيل على الجزائري الالتحاق بالتعليم المتوسط والثانوي مع ما يلزم ذلك من حد أدنى في السن هو 12 سنة، وليس هذا في صالح الجزائريين الذين كانوا يلتحقون بالمدارس في سن متأخرة، أي في السابعة من عمرهم في غالب الأحيان بسبب المصاريف المالية السنوية الباهظة الخاصة بالنظام الداخلي و المتراوحة بين 40.000 و50.000 ف التي لم تكن في متناول إلا فئة قليلة من الأهالي والتجار والأثرياء والموظفين[3].
تطور عدد المتعلّمين المسجلين في المرحلة الثانية من التعليم المتوسط والثانوي[4] | ||
الإناث | الذكور | السنـة |
1593 | 9810 | 1954 |
1689 | 7552 | 1956 |
2268 | 11632 | 1957 |
5153 | 13709 | 1959 |
6531 | 22745 | 1960 |
8512 | 28244 | 1961 |
لم يكن التعليم المتوسط والثانوي- إذن- بأفضل حال من التعليم الابتدائي، إذ يتضح من المعطيات السابقة أن نسبة التمدرس كانت تتراوح بين 12 و19 %. وهي مؤشرات تدل على :
أ ـ عمق السياسة الفرنسية المراهنة على تجهيل غالبية الجزائريين، وإجبارهم على التخلي عن ثقافتهم الأصيلة، ومنعهم في نفس الوقت من الالتحاق على قدم المساواة مع الأوربيين بثقافة الدول الاستعمارية.
ب- تعليل المعمرين استحالة بناء المدارس للجزائريين وعلى جميع المستويات، سببه أن لا جدوى في بذل مجهود مالي يفوق ميزانية الجزائر بأضعاف مضاعفة، يستفيد منه سكان يعدّونه مهزومين، وقد أكد هذه النظرية الاستعمارية السيد “بيير مورلان” بقوله: ” لا يجب أن ننظر إلى المواطن الجزائري أنه ذو عقلية شبيهة بعقلنا، وإذا فكٌرنا في أن التعليم يستطيع أن يغيره تغييرا شاملا، فإننا بذلك نخالف بل نتجاهل قانون التطور الثابت”[5]، وخلال هذه الفترات كانت تنظم دراسات يتم من خلالها تسريب نظريات عرقية وتضليلية، تنمّ على مدى عنصرية المستوطن الفرنسي، تفسّر كلما هو استعماري بالفوقية، وتؤوّل التخلف الثقافي للجزائريين بالتخلف البيولوجي الذي لا خلاص منه، يدعم ذلك ما قاله “فرحات عباس”: ” لما كنا نطالب بفتح المدارس كان جوابهم لنا، أننا لسنا أهلا لها، لأننا قوم لا نقبل لا التربية ولا التعليم” [6] ، ولكي تتحقّق رغبة الفرنسيين في تعميق الهوة بين الغالب والمغلوب فقد عمدوا إلى تكريس واقع مظلم عبر عنه أحد مفكريهم بقوله: “تركنا المدارس تموت والندوات العلمية تندثر… وجعلنا المجتمع الإسلامي أكثر شقاء وأكثر بربرية مما كان عليه قبل وجودنا”[7].
ج- أن الجزائري مشكل في حد ذاته، لأنه لا يتوقف عن الولادة والتكاثر، لذلك لا فائدة من بناء المدارس مادام أن المشكل لن يكون سهلا بعد عقد من الزمن، وقد بلغ متوسط عدد المتعلّمين في الفصل الواحد 50 تلميذا، وأحيانا 100 تلميذ يدرّسهم معلم واحد[8] ممّا يشكل عقبة كؤودا في تعليم الأطفال وتهميش الجزائري في الحياة السياسية، لتحافظ فرنسا على الأوضاع الراهنة، إذ لو تمّ تعميم التعليم ونشر الثقافة، فسرعان ما ستهب هذه الجموع من المتسولين إلى المناداة بأن الجزائر للعرب[9]، وبذلك أصبحت المدرسة أداة “سلطة وسلطان”، و”وسيلة نفوذ وسطوة”، وجعل الجزائري فردا مفيدا جدا وساعدا مخلصا لفرنسا، غريبا عن نفسه حاقدا على شخصه، مقتنعا بأنه ليس إلا صفرا في الصرح الحضاري الذي يحتل الاستعمار فيه الذروة بعدما سلب منه المعمّر ماضيه وذاكرته.
ه- استصغار الأهالي واحتقارهم، للتمكين للمستوطنين من الاستقرار دون خوف، وقد تمخض عن هذه السياسة، ارتفاع نسبة الأميين في اللغة الفرنسية، بلغت 98% لدى النساء و94% لدى الرجال، ولم يكن تعليم اللغة العربية تثقيفيا، بل كان الهدف منه تكوين مترجمين وإداريين لتسيير الجزائريين والتعجيل بالاندمـاج، والأكثر من ذلك أن أساتـذة اللغة العربية كـان يطلـق عليهم “أساتـذة العربية المنحطّة”.
و- كانت البرامـج المسطرة في التعليم الفرنسي بالجـزائر، تتماشى وجملة مـن الثوابت الإيديولوجيـة والأهداف السياسية والاقتصادية الفرنسية. منها تمجيد الاستعمار، والتعلق بالوطن الأم فرنسا حيث كان الأطفال الجزائريون يلقٌنون أن الجنس الأوروبي هو أرقى الأجناس، وأن الفرنسيين جاؤوا برسالة التمدن، فأصبح الجزائري مهندسا وطبيبا ومحاميا…وأن فرنسا عظيمة عظمة جيشها وثروتها وأنها من هزمت العرب في “بواتييه”[10]، هذا في الوقت الذي يؤكد فيه العديد من الفرنسيين بأن الجزائر كانت تضم، قبل الاحتلال الفرنسي، أساتذة كبارا يشار إليهم بالبنان، ومعاهد علمية للفلسفة والأدب والعلوم والطب وقواعد اللغة والقانون الإسلامي، وأن الرغبة في التعليم كانت سائدة في الجزائر كما كانت سائدة في كافة الدول الإسلامية، وأنّ الفضل في ذلك يعود إلى اتساع الرقعة الملكية الوقفية التي كانت توفّر الطاقات والإمكانات اللازمة، فكان ريع العقارات والأراضي والأملاك الخاصة تخصص لبناء المدارس وإيواء الطلبة وتوظيف المعلمين قصد ازدهار العمليّة التعليّمية.
كذلك كان حال التعليم الجامعي والمهني بمختلف فروعه وتخصصاته، إذ بلغ عدد الطلبة الجزائريين قبيل اندلاع ثورة التحرير نسبة لا تتجاوز 01 على 15 من مجموع الطلبة المسجلين بسبب الظروف الاقتصادية المزرية للأهالي التي لا تسمح لهم بدفع الكفالة الكاملة للطالب والمقدرة بـ 14000 فرنك فرنسي قديم، ومن سمح لهم بمتابعة تعليمهم العالي في الجامعات الفرنسية هم ثمرة السياسة الفرنسية الاستعمارية، ولعل الجدولين الآتيين يوضحان ذلك:
جامعــة الجزائــر: نوفمبــر1954[11] | ||||
المعاهد | المجموع | الطلبة الأوربيون | الطلبة الجزائريون (ذكور وإناث) | الطلبة الاجانب |
الحقوق | 1.713 | 1.528 | 179 | 05 |
الطب | 824 | 714 | 110 | – |
الصيدلة | 427 | 369 | 34 | 01 |
الأدب | 1.347 | 1.175 | 172 | – |
العلوم | 835 | 762 | 62 | 11 |
المجموع العام | 5.146 | 4.548 | 557 | 17 |
معهد التكوين الفلاحي[12] | ||
المعهد | الطلبة | |
الجزائريون | الأوروبيون | |
معهد الفلاحة | 00 | 74 |
المدرسة الجهوية سيدي بلعباس | 03 | 72 |
مدارس الفلاحة بسكيكدة، عين تموشنت، قالمة | 26 | 103 |
مراكز التكوين الفلاحي | 43 | 11 |
واقع المرأة الجزائرية في ظل الاحتلال الفرنسي
لم يكن واقع المرأة الجزائرية في فترة الاحتلال الفرنسي في منأى عن تلك الممارسات الاستعمارية العنصرية القائمة على البطش والتهميش والإذلال… وإذا بحثنا عن حقيقة ذلك في المراجع التاريخية، وجدنا لذلك أسبابا عديدة منها ما له علاقة بالمستعمر الذي كان يسعى إلى طمس المعالم والقيم العربية الاسلامية الجزائرية، ومنها ما يعود إلى المجتمع الجزائري الذي كان ينظر إلى الثقافة الفرنسية على أنها غزو للعائلة الجزائرية التي بقيت محافظة على التقاليد[13]، وخوفا من انحراف البنت، وانسلاخها عن المجتمع الجزائري المحافظ على هويته وقيمه، ويعود بعضها الآخر إلى سيطرة العادات والتقاليد البالية على العامة من الناس التي كانت تحرم فكرة تعلم المرأة والتي زكاها بعض رجال الطرقية، بل وبعض المثقفين الذين رأوا في تعليمها سبيلا إلى الانحراف والفتنة، إضافة إلى الوضعية الاجتماعية المأساوية للمرأة الجزائرية التي عانت من شظف العيش، واضطرارها إلى العمل خادمة في بيوت “الكولون” مقابل أجور زهيدة بسبب انعدام فرص العمل[14].إذ خلال هذه الفترة كانت حوالي 3000 امرأة في القصبة، تقوم بغسل واجهات الدكاكين والسلالم والعمارات مقابل مبلغ لا يتجاوز ثلاثة فرنكات للساعة[15].
نتج عن هذا الواقع المأساوي المحيط بالمرأة الجزائرية في ظل الاحتلال الفرنسي آثار نفسية واجتماعية عميقة منها:
1 – انزواء العنصر النسوي لحرصه على الابتعاد عن المحتل الذي تفانى في تجريد المرأة الجزائرية من الحجاب، حتى يتسنى له القضاء على عادات وتقاليد المجتمع الجزائري النابعة من قيمه العربية الإسلامية.
2 – تنوع أساليب الاستعمار الوحشية المتمثلة في الاغتصاب والتعذيب بمختلف الأساليب، وقد بلغ تعسف المستعمر في اضطهاده للمرأة الجزائرية درجة أنه يحاكمها أمام المحكمة القضائية لمجرد أنها شوهدت وهي تحطب حزمة من الحطب في الغابة بل كان يسجنها ويرهقها بدفع الضرائب تكفيرا عن فعلتها[16].
4 – انحسار وجود المرأة في الحياة العملية واقتصار عملها داخل البيت لا غير، بسبب عدة عوامل منها الفقر والبؤس والتنصير والشعوذة…
5 – انتشار الأمية بين الشرائح المختلفة للشعب، وخاصة لدى المرأة الجزائرية التي لم تكن أحسن حالا من الرجل، حيث سعى الاستعمار منذ بداية الاحتلال إلى طمس وتدمير مقومات شخصيتها العربية الإسلامية.
في ظل هذه الأجواء البائسة نجحت بعض الجمعيات النسوية في استقطاب المرأة الجزائرية وتأطير العنصر النسوي ضمن مؤسسات مجتمعية مدنية منها:
1- “الاتحاد الفرنسي – الإسلامي لنساء الجزائر” الموالي للسياسة الاستعمارية، تأسس في أبريل 1937 تحت رعاية فيدرالية النواب المسلمين الجزائريين (التيار الادماجي)، وضم 36 امرأة نصفهن جزائريات، وقد أكد محضر الافتتاح الذي حررته الأوربيات، بأن الاتحاد هو: “تقارب بين النساء الأوربيات والنساء الجزائريات، يجمع بينهن ويمنع كل اختلاف بين الطائفتين…إنه اتحاد الصراحة، الأخوة الإنسانية، لأنه يستطيع أن يحطم حاجز الاختلاف بينهن…إن المبادرة قد تمت وأدركنا أن اهتماماتنا المادية، العائلية أو الاجتماعية كانت واحدة، وبسرعة اتفقنا على مد يد المساعدة للنساء الجزائريات المعوزات، بهدف مساعدتهن والاتصال بهن لمعرفة ما ينقصهن وما يحتجن إليه، في هذا الاتحاد لا مجال لأي عقيدة أدبية أو سياسية، يمكن لها أن تعرقل حركتنا”[17]. وللإشارة فإن معظم الـ 18 امرأة جزائرية مؤسسة للاتحاد، ينحدرن من عائلات ميسورات الحال، ويستفدن من دعم الحكومة العامة، لذلك اقتصر دورهن على النشاطات الاجتماعية والثقافية المحتشمة. ترأست النادي السيدة قوتييه، فأنشأت مستوصفا لتقديم المساعدات الطبية، وفي سنوات 1944 و1946 و1947، نظم الاتحاد تظاهرات ثقافية، ومخيمات صيفية لفائدة مناضلاته ، وأنشأ أقساما لتشجيع المرأة على التعليم لتكتسب الثقافة الأوربية، وتكون قادرة على المشاركة في الحياة العملية كنظيرتها الفرنسية، ومع ذلك فقد انحصرت مجهودات الاتحاد في الميادين الاجتماعية[18] دون غيرها.
2 – “جمعية النساء المسلمات الجزائريات”، (AFMA)[19] أول تنظيم نسائي جزائري ذو توجه وطني صرف، كان الجناح النسوي لحركة انتصار الحريات الديمقراطية المنبثق من حزب الشعب الجزائري الذي تبنى مطالب استعادة استقلال الجزائر. تأسست الجمعية في 24 جويلية سنة 1947 بالجزائر العاصمة برئاسة وتنشيط السيدة “مامية شنتوف” (القابلة) رفقة بعض الطالبات والمثقفات أمثال “نفيسة لاليام”[20]، و”عزة بوزكري”، و”زبيدة”، و”فريدة ساكر”، و”سليمة بلحاف”، و”مليكة مفتي”، و”باية نوار” و”شرشالي بوزام علاوة”[21]. وللتذكير فإن جذور هذا التنظيم النسائي يعود إلى سنة 1945، أين تم طرح ومناقشة دور المرأة الجزائرية في هذه المظاهرات[22].
تميزت مناضلات الجمعية بالقدرة الكبيرة على تعبئة المرأة الجزائرية للمشاركة في :
- النشاطات الاجتماعية والثقافية المتمثلة في توعية المرأة الجزائرية بأهميتها في المجتمع، والمساهمة بفعالية في تقديم المساعدات المختلفة على العائلات الفقيرة، وعوائل المعتقلين السياسيين الذين اعتقلتهم الشرطة الفرنسية، وتنظيم الحفلات والتظاهرات الثقافية، وعرض المسرحيات ذات الأهداف السياسية والاجتماعية الهادفة باللغة العربية في مدينة الجزائر وتلمسان ووهران[23]، وتقديم المساعدات الطبية، وتنظيم حفلات الخطوبة والزواج، واللقاءات حول النظافة، والوقاية الصحية للأطفال، وطرق العلاج الحديثة[24].
ب) المساهمة في في النشاط السياسي والانخراط بفعالية في العمل الثوري المسلح في معركتها ضد الاستعمار الفرنسي[25]، لذلك لم يقتصر هذا التنظيم النسوي على أحياء الحراش والأبيار والقصبة الجزائر بالعاصمة التي أشرفت على تسيير فروعها القابلات والممرضات، والطالبات والمعلمات بالمدارس الحرة، بل تعدتها إلى إنشاء فروع أخرى بوهران ترأستها السيدة “هواري”، وبتلمسان السيدة الميصالية “فاطمة بن عصمان”[26] التي كانت تجمع النساء ببيتها وتلقي عليهن دروسا في الإسلام والوطنية لبعث كرامتهن وشحذ الهمم والروح الوطنية لديهن، وقد اتصلت السيدة “نفيسة حمود” بالفيدرالية العالمية للنساء لإحياء احتفالية 8 مارس لأول مرة بالجزائر سنة 1950.
مع اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954، تم حل الجمعية كغيرها من الأحزاب والتنظيمات السياسية والجمعوية التي انصهرت جميعها في جبهة التحرير الوطني، وتم تعويض هذه الجمعية النسوية ب “لجنة العمل” التي ترأستها المناضلة “مامية شنتوف” التي عملت إلى جانب السيدة “نفيسة حمود”.
3 – “اتحاد النساء الجزائريات”، تأسس في نهاية 1943، وهو تنظيم تابع للحزب الشيوعي الجزائري، ونادى -الاتحاد – بمحاربة الفاشية والمساواة بين الجنسين في الحياة السياسية، لكن معظم مطالب ونشاطات مناضلاته إقتصرت على الميادين الاقتصادية والاجتماعية، وفي هذا الصدد وجه الاتحاد رسالة إلى والي الجزائر العام يندد فيها بارتفاع أسعار الخبز، وقدمت نساء مدينة سيدي بلعباس مذكرة لسلطات المدينة تطالب بالتعليم الكلي لأبنائهن، إلا أن تأييد الأوربيات ظهر محتشما، لكون أبنائهن كانوا متمدرسين، وبالتالي فمطلب كهذا لا يهمهن[27].
بعد فشل الاتحاد في استقطاب وتعبئة المرأة الجزائرية، تم حله سنة 1955 بعد ثمانية أشهر من اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر.
المرأة الجزائرية وثورة التحرير
أفرز اندلاع ثورة التحرير الجزائرية الكبرى في الفاتح من نوفمبر 1954م وضعا اجتماعيا جديدا دفع بقادتها إلى تعميم مشاركة العنصر النسوي باعتباره يشكل في نظر “جبهة التحرير الوطني” قوة هائلة وذات أهمية أساسية في دعمها ومساندتها، وضرورة تفرضها متطلبات الثورة التحريرية، وقد وجدت المرأة في هذه الخطوة الهامة متنفسا لها، فأطلقت العنان للقوى الكامنة فيها، واندفعت تؤدي واجبها بكل ثبات وصدق، رغم الصعوبات الذاتية والداخلية الصادرة من طرف الأسرة في بادئ الأمر .
يمكننا إبراز الدور الاجتماعي الذي لعبته المرأة منذ بداية الثورة من خلال بعض الشهادات التي أدلت بها بعض المجاهدات، حيث تقول السيدة فاطمة علال: “في بداية الثورة…كانت النساء تتوزع الأعمال التي تتعلق بتموين جيش التحرير الوطني، تهيء الكسكس والكسرة وتُعِدُّ (الفْرِيكْ) و(المَرْمَزْ)[28]، وتخيط مختلف الأشياء التي يحتاجها جنـود جيـش التحرير الوطنـي مثل القْشَـاشِيبْ والجَلاَّبِيَاتْ…، وعندما اشتد البطش الاستعماري وتعرض الرجال للقتل والنفي والتشريد، والتحق معظمهم بصفوف جيش التحرير الوطني، حلت النساء محلهم في كل الأعمال التي كانوا يقومون بها، فأصبحن يقمن بتموين جيش التحرير الوطني، حيث يجمعن مختلف المؤن من كسرة وكسكس وملح وفلفل وزيت وغير ذلك في أكياس يحملنها في (زنابيل) ويغطينها بالنفايات حتى لا يكتشفها جنود العدو، ثم يحملنها على الحمير ويتجهن إلى مراكز استقبال المجاهدين”[29].
لم يقتصر الدور الاجتماعي للمرأة الجزائرية على الخياطة، وتموين جيش التحرير الوطني، بل قامت بدور المرشدة الاجتماعية في الوسط النسائي، سواء في القرى أو الأرياف، فكانت تستغل المناسبات الكثيرة التي تسمح بتجمع النسوة مثل أفراح الزواج والختان، والوفيات وزيارة الموتى في المقابر[30]، وفي ذلك تقول السيدة زكية بوضياف: ” كنا نعطي النساء دروسا في التوعية السياسية، بحيث نشرح للقرويات أهمية الثورة وأهدافها، وحقيقة الاستعمار الفرنسي… كما كنا نعطي دروسا في التربية الاجتماعية، تتعلق بكيفية تربية الأطفال وطريقة معالجتهم ونظافتهم. وكل ما يفيد العائلات في التدابير المنزلية والحياة الصحية، وبممارستها لدورها، أصبحت المرأة الجزائرية تستقبل وتأوي، حتى أثناء غياب زوجها، المجاهدين والفدائييـن الذين كان ” البوليس يبحث عنهم في المدن”[31] ، وتقدم لهم الغذاء والشراب والمؤونة، وتنظف ثيابهم، وتسهر على راحتهم، وتشجعهـم بالزغاريد والأغانـي الحماسية، لتقوية نشاطهـم وإيمانهـم، وتؤكد المجاهدة “مداني لويزة” بأن النساء اللواتي يستخدمهن الجيش الفرنسي لغسل ملابس الجنود كانت تستولي على كثير من الملابس، وترسل بها لجيش التحرير، وقد وأشرفت المرأة أيضا على جمع الاشتراكات والتبرعات والقيام بمهمة الدعاية والإعلام وخياطة الملابس والقمصان العسكرية بمختلف أشكالها وأنواعها وأحجامها وصنع الأعلام الوطنية[32].
وفي المجال الصحي كان للمرأة دور بارز في ميدان التمريض على وجه الخصوص لما شهدته الجزائر عقب الحرب العالمية الثانية من انتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة مثل الحصباء والجذري والتيفوئيد والملاريا وحمى المستنقعات[33]، بسبب غياب التربية الصحية المتمثلة في استعمال الآبار غير الصالحة للشرب واستعمال المياه القذرة لسقي الخضر، والفقر وتدهور المستوى المعيشيى وعدم اهتمام السلطات الاستعمارية بالإجراءات الصحية الوقـائية، إضافة إلى انتشار ظاهرة التعاطي للكحول بسبب ارتفـاع نسبة البطالة والأمراض العصبية والعقلية الناتجة عن اغتصاب أرباب العمل الأوربيين والجنود للفتيات الجزائـريات .
الوضع الصحي للجزائريين سنة 1937 [34]
الجذري | الحصبة | الحمـى الصفراء | الحمى النمشية المستوطنون الأهالــي | إلتهاب الرئة | ||
عمالـــة الجزائــر | ـ | 22 | ـ | 01 | 87 | 02 |
عمالـــة وهـــران | 02 | 31 | ـ | ـ | 78 | 81 |
عمالـــة قسنطينــة | 07 | 06 | 02 | 01 | 195 | ـ |
مقاطعـات الجنــوب | ـ | ـ | ـ | ـ | 05 | ـ |
اجتمعت هذه العوامل لتؤدي إلى انتشار المشاكل الاجتماعية و الوفيات بشكل رهيب لدى الأطفال الرضع بصفة خاصة، ففي أحياء القصبة، تضاعف مرض السلّ ب10 مرات أكثر من المناطق التي يقيم بها الأوروبيون. وبلغت نسبة الجزائريين المصابين بهذا المرض المميت 35%، وتجاوزت نسبة الوفيات 7،27% مقابل 7،5 % أوروبي. واحتل “التيفوس” الرتبة الثانية بعد السل، وقد كانت آثاره بالغة[35].
لمواجهة هذا الواقع الصحي المزري، بمختلف الطرق والوسائل اتصلت قيادة الثورة ببعض الممرضات اللائي كانت لهن بعض الخبرات في ميدان التمريض، لكن مع تطور الثورة المسلحة، وتزايد عدد الإصابات في صفوف المواطنين والمجاهدين بسبب قصف الطيران الفرنسي للقرى والأرياف، والمعارك والكمائن، ازدادت ضرورة تنظيم القطاع الصحي، لهذا عملت الثورة على تخصيص دورات تكوينية بسيطة وسريعة للممرضات اللائي تتوفر فيهن الشروط الآتية:
– الرغبة في مزاولة مهنة التمريض، وكان عددهن قليل لاعتقاد الكثير: “بأن صعود الناس إلى الجبال هو من أجل الجهاد، والجهاد في نظر هؤلاء هو حمل السلاح لقتال العدو”[36].
– مستوى من التعليم لا يقل عن مستوى الشهادة الابتدائية، ليسهل عليهن اكتساب بعض التقنيات المتعلقة بالجانب الصحي.
– تُحْسِن القراءة والكتابة باللغة الفرنسية، وبسبب النقص الملحوظ في هؤلاء، لجأت قيادة الثورة إلى المتعلمات باللغة العربية بعد تعريب التعليم الصحي، فاختلفت مدة التكوين من منطقة إلى أخرى، حيث اقتصرت في الولاية الثانية سنة 1956 على عشرة أيام، وتراوحت في الولاية الأولى بين 04 و06 أشهر[37]، تقول السيدة عائشة قليفيفي هذا الصدد: ” أنشأ لنا الأمين خان مدرسة صغيرة في الجبل، وكان يعطينا دروسا خاصة في النجدة، نظرا لعدد الجرحى، وبعد فترة التدرب على التمريض قاموا بتوزيعنا على النواحي حيث كوّنا فرقا يصل عددها إلى إثنين أو ثلاثة مهمتها علاج المجاهدين المرضى بعد وقوع المعارك”[38]. وتضيف مريم بلميهوب من جانبها قائلة: “لم أكن أعالج فقط المقاتلين الجزائريين، بل كنت أعالج أيضا كثيرا من المدنيين، الذين كانوا في حالة يرثى لها…أنهكهم الجوع والمرض…لم أرَ في القرى والأرياف التي مررت بها سوى المرض، والجوع، والبؤس … ولذا كنت أهتم بمعالجة السكان المدنيين العزل الذين ذهبوا ضحية قنابل الطائرات، وضحايا هجومات الجيش الفرنسي الذي كان يضرم النيران في المنازل والغابات، ويحرق قرى بأكملها بعد أن ينتهي من ذبح نسائها وأطفالها وشيوخها…” [39]مما إذا صعوبة الحصول على بعض الأدوية، وفي هذا تقول السيدة يمينة شراد:” التحقت بمدرسة التمريض بسطيف سنة 1950 بعد أن تحصلت على مستوى السنة الرابعة متوسط، وتخرجت منها … كممرضة متخصصة. وعملت كممرضة…,أثناء ذلك بدأت اتصالاتي الأولى بجيش التحرير الوطني حيث كنت أقدم لهم المساعدات الضرورية عندما ينقلهم العدو إلى المستشفي للعلاج، وخاصة فيما يتعلق بتزويدهم بالدواء، وفي نفس الوقت كنت أخرج مع زميلاتي كمية كبيرة من الدواء بطرق مختلفة نعطيها للمسبلين ليوصلوها إلى المجاهدين في الجبال”[40].
في ظل هذه الأجواء البطولية كانت بعض الممرضات ترتدين لباس القرويات، وتندمجن في حياتهن اليومية، وتمكثن صحبة جيش التحرير الوطني مدة طويلة في أوساط الشعب للسهر على تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية لهم بالرغم من المشاكل الكثيرة التي شهدتها المراحل الأولى من الثورة، وفي مقدمتها الرقابة الصارمة التي كان يمارسها الاستعمار الفرنسي، لا سيما على الأدوات المتعلقة بالعمليات الجراحية والتضميد، والتي لا يمكن الحصول عليها إلا بمشقة الأنفس، لأنها لا تقدم إلا بوصفة طبيب وتحت رقابة صارمة، مما كان يتطلب من الممرضات، أحيانا، الاعتماد في علاج المرضى والمصابين على الأدوية المستخرجة من بعض الأعشاب لتخفيف الآلام وإيقاف النزيف الدموي، وعلى الثوم والعسل لعلاج الأمراض الصدرية، وخلط الثوم المشوي بالعسل الحر لعلاج مرض الأنفلونزا، وزيت الزيتون كمقويات ودهن لجروح خاصة في حالات الحريق[41]، كما اعتمدن على وسائل بدائية لإخراج الرصاص والشظايا من الجرحى، وعلى أهل الخبرة و التجربة في جبر الكسور [42] .
وبما أن الثورة التحريرية قد فرضت عقوبات صارمة على الزنا، بلغت حدّ الإعدام، وبسبب “كثرة العنصر النسوي من ممرضات ومرشدات اجتماعيات وعاملات في مراكز جيش التحرير الوطني ومناضلات في جبهة التحرير الوطني”[43]، وتفاديا لأي زلل أخلاقي قد يؤثر بالسلب على الكفاح المسلح، فتنقطع العلاقة الوطيدة بين المواطنين والمجاهدين، وهذا ما كانت ترغب فيه فرنسا، بدأ اهتمام الثورة بهذه السُّنة الطبيعية للحفاظ على النسل وتعويض العدد الهائل من شهداء الوطن الذين كانوا يذهبون يوميا جراء سياسة الإبادة الجماعية التي ستنتهج خاصة في عهد ديغول، فإذا كان الزواج بين مجاهدة ومجاهد، يطالب كلا الطرفين بتقديم طلب للزواج من خلال وثيقة رسمية أقرتها جبهة التحرير الوطني توجه إلى قيادتهما، يفصحان فيه على قناعتهما بهذا الميثاق الغليظ، ويقدمان سيرة عنهما ومواقف والديهما من الثورة، أمّا إذا كان الزواج بين امرأة مجاهد ، فيتم الاتصال بوالد العروس، بعد التأكد من رضا الطرفين، ويقوم بكتابة عقد الزفاف رئيس لجنة العدالة أو أحد أعضائها، وقد حدّدت الثورة الصداق بين 5000 ف. ف و20.000 ف ف، وكانت مراسيمه بسيطة وتتمثل في حضور عائلة ورفاق العروسين، وأحيانا كان يتم في بيت أحد المجاهدين.
ودعما لجهود المرأة المضنية ومراعاة لظروفها النفسية والطبيعية، فقد حرصت قيادة الثورة من جانب آخر، على منح المناضلات المتزوجات أربعة أيام في كل ثلاثة أشهر لزيارة عائلاتهن[44] كما لجأت إلى القابلات الشعبيات عند الولادة، وإرسال المواليد الجدد إلى عائلات الزوج أو الزوجة تحت أسماء مستعارة، وقد كانت المداخيل من الاشتراكات والغرامات والزكاة والضرائب، والتبرعات تصرف في مختلف المجالات منها المنح العائلية الشهرية التي تتلقاها المجاهدات اللائي لهن عائلات تكفلنها، فكانت المسبلة أوالفدائية تتلقى مساعدات حسب مدة العمل، فهي تقبض نصف الإعانة إذا عملت خمسة عشر يوما، وربعها إذا اشتغلت أسبوعا واحدا في الشهر[45].
وهكذا لم يقتصر دور النساء المناضلات على التمريض فقط، بل تعداه إلى تقديم النصيحة، وتوعية السكان بوضعهم المعيشي، فأصبح عملهن سياسيا واجتماعيا وصحيا، وكان يتطلب أحيانا المكوث مدة طويلة بين المجاهدين والمدنيين خاصة عقب الغارات الاستعمارية الفرنسية بالطائرات والمدافع، وقد سقط الكثير منهن في ميدان المعركة.
أنواع نشاط المرأة الجزائرية في الثورة[46] | ||
النشاطات | مدنيات | عسكريات |
مسؤولة مأوى وتموين | 23.90% | 2.90% |
ضباط ارتباط وآداء | 22.10% | – |
جامعة أدوية وذخائر | 9.30% | – |
ممرضات | 1.80% | 49.30% |
طاهيات وغاسلات | – | 44.40% |
خياطة | 0.60% | 0.50% |
سكرتيرات | 0.20% | 0.40% |
مفوضة سياسية | – | 1% |
خاتمة :
نخلص من الوقائع والأحداث التاريخية السابقة إلى أن المرأة الجزائرية منذ بداية الاحتلال الفرنسي إلى تاريخ اندلاع ثورة التحرير الكبرى برهنت في العديد من المناسبات على قوتها وصلابة جأشها، وإقدامها على التضحية وبذل الجهد في ميادين مختلفة، شهد لها بذلك العدو قبل الحليف ، ففي تقرير لصحافي أمريكي استدعاه لاكوست يقول:” …صنع الجزائريون شبكة بالغة الدقة، والقوة أقلقت فرنسا، وخلقت الرعب في جنودها…شبكة ضمت جميع فئات الشعب، من أطفال إلى شباب، يضاف إليها العدد الهائل من النساء اللاتي غيٌرت الحرب التحريرية نفسيتهن، وأطلقتهن في صميم المعركة مجندات، لا يهبن الموت. إنهن في كل مكان في المدينة، والقرية، وأعالي الجبال … فهذه سكرتيرة لقائد، وتلك ممرضة، وأخرى ناقلة للعتاد والطعام، وغيرهن كثيرات، ممن يعملن في المخابرات، وتقصي الأنباء…”[47]
ويؤكد أحد الصحافيين الأمريكيين على لسان لاكوست قوله “إننا عندما نشاهد امرأة محجبة لاندري ما إذا كان ذلك حفاظا على التقاليد، أو للتخفي في سبيل تنفيذ أمر ما على أفضل وجه…. واعترف الجنرال “ماسو” بدورها البارز: “أصبحت … تشكل شبكة حقيقية، بفضل أجهزتها وجمالها الفاتن والبراءة المصطنعة في سلوكها، استطاعت بكل سهولة ان تخترق الأوساط التي تريدها دون إثارة انتباه العدو ولاسيما في المرحلة الأولى من الثورة التي كثر فيها الإحتراز والشك”[48].
وقد أشادت الثورة بعمل المرأة الجزائرية البطولي من خلال ما ورد في ميثاق الصومام: ” كانت مساعدة الطلبة والطالبات كبيرة النفع لا سيما في الميدان السياسي والميدان الإداري والميدان الصحي”[49]، مما يدل على أن المرأة لم تخيب قادة جبهة التحرير الوطني وطموحاتهم، كما حيى المؤتمر بكل افتخار واعتزاز الدور الذي لعبته المرأة الجزائرية حيث جاء في ختامه: “توجد في الحركة النسائية إمكانيات واسعة تزداد وتكثر بإطراد، وإننا نحيي بإعجاب وتقدير ذلك المثل الباهر الذي تضربه الفتيات والنساء والزوجات والأمهات في الشجاعة الثورية…إننا نحيي جميع أخواتنا المجاهدات اللواتي يشاركن بنشاط كبير… في الكفاح المقدس من أجل تحرير الوطن”[50].
لقد حاول الاستعمار الفرنسي تجريد الثورة الجزائرية من قاعدتها الشعبية الصلبة ، وفي مقدمتها شريحة العنصر النسوي، بتجنيد مختلف الإمكانيات المادية والمعنوية وكذا الإصلاحات الاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والاقتصادية، التي لقيت رفضا قاطعا من طرف الجزائريين الذين اعتبروها مناورة جديدة أملتها ظروف الحرب من أجل احتواء الثورة والتقليل من صداها، كما واجهت أيضا معارضة شديدة من قبل أوروبيي الجزائر، لما تشكل، في نظرهم، من خطر على مصالحهم وتواجدهم في الجزائر.
قائمة المراجع :
أ – بالعربية
- الجندي (خليفة وآخرون)، حوار حول الثورة، المركز الوطني للتوثيق والصحافة والإعلام، ج3، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، الرغاية، 1986.
- الزبيري، (محمد العربي)، الغزو الثقافي في الجزائر1962 ـ 1982، المؤسسة الجزائرية للطباعة، الجزائر، 1986.
- بوعزارة، (محمد)، المرأة الجزائرية من النضال المسلح إلى الممراسة السياسية والدولية، الندوة الإقليمية حول مشاركة المرأة في الحياة السياسية، مركز الدراسات المتوسطية والدولية، الحوار، أبريل 2017.
- بوعزيز، (يحيى)، الثورة في الولاية الثالثة 1954- 1962، ط1، دار الأمة للطبع والنشر، الجزائر، ط 1، 2004.
- بوعزيز، (يحيى)، السياسة الاستعمارية من خلال مطبوعات حزب الشعب الجزائري، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1995.
- بلامي، (خضراء)، النرأة والثورة: صفحات من التضحية والمعاناة، مجلة أول نوفمبر، ع 148، المنظمة الوطنية للمجاهدين، الجزائر، 1996.
- ابن العقون، (عبد الرحمن بن براهيم)، الكفاح القومي والسياسي من خلال مذكرات معاصر، الفترة الثالثة 1947 – 1954، الطبعة الأولى، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1986.
- بوالطمين، (الأخضر جودي)، لمحات من ثورة الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1978، ط 2.
- بركات، (أنيسة)، مسيرة نضال المرأة الجزائرية في الحركة الوطنية والثورة الجزائرية، المركز الوطنيى للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، في: كفاح المرأة الجزائرية، الملتقى الوطني الثاني لتاريخ الثورة، الجزء الثاني، المجلد الثاني.
- جغلول، (عبد القادر)، المرأة الجزائرية وحرب التحرير الوطني 1954 -1962، مجموعة مقالات، ترجمة سليم قسطون، الطبعة الاولى، دار الحداثة والطبع والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 1983.
- خامس سامية، مسيرة نضال المرأة الجزائرية في الحركة الوطنية والثورة التحريرية، كفاح المرأة الجزائرية: دراسات وبحوث الملتقى الوطني الأول حول كفاح المرأة، ط2، منشورات م. و. د. و. ب. ف. ح. و. و. ث. أ. ن، 1954، الجزائر.
- ركيبي، (عبد الله)، الشعر الديني العربي الحديث، الطبعة 1، الشركة الوطنية للطبع والتوزيع، الجزائر، 1981.
- سعد الله، (أبو القاسم)، الحركة الوطنية الجزائرية 1900ـ 1930، دار الآداب، بيروت، لبنان.
- شراد، (يمينة)، مجلة أول نوفمبر، الجزائر، 1983، ع 62.
- صاري، (أحمد)، شخصيات وقضايا من تاريخ الجزائر المعاصر، المطبعة العربية، غرداية، 1987.
- عباس، (فرحات)، حرب الجزائر وثورتها، ليل الإستعمار، ترجمة أبي بكر رحال، مطبعة فضالة، المحمدية، المغرب.
- علال، (فاطمة)، في حديث لمجلة أول نوفمبر، 1984، الجزائر، ع 69.
- فرانز (فانون)، سوسيولوجيو ثورة (ترجمة: ذوقان قرقوط)، بيروت، دار الطليعة للطباعة والنشر، 1970.
- قداش، محفوظ، تر: أمحمد الباز، الحركة الوطنية الجزائرية (1939-1951)، ج2، دار الأمة، الجزائر.
- قليفي، (عائشة)، الملتقى الوطني الأول حول كفاح المرأة الجزائرية، منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، الجزائر، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية وحدة الرغاية، 1998.
- وزارة المجاهدين، وثائق مؤتمر الصومام، منشورات المتحف الوطني للمجاهد، الجزائر، 1996.
- ولد خليفة، (العربي)، الثورة الجزائرية، معطيات وتحديات، ط1، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر 1991.
ب- المراجع الأجنبية
- alland (JEAN). La tete ici, le cœur là-bas. Tirésias.2002.
- Brac De La Perriere Caroline. Derièrre les héros…les employées de maisons musulmanes en services chez les Européenes à Alger pendant la guerre d’Algérie. L’Harmattan. Paris. 1987.
- Benjamin Stora. Dictionnaire biographique des militants nationalistes algériens. L’Harmattan. 1992.
- Charles-Henri (Favord): Les documentations de tribune libre. La révolution Algérienne. Par PI on Paris. 1959.
- Chevalier (j). Nous Algériens…1ère édition. Paris. Clamann-Levy. 1958
- (.c). et (F). Op. Cit. p 170.& Kaddache. (Mhfoud), Histoire du Nationalisme Algérienne. Question Nationale et Politique Algérienne 1919 – 1951. T1. S.N.E.D
- Julien (Ch. A). Afrique du Nord en Marche. Ed. 3ème. Paris. 1972
- Lalami (Feriel). Les Algériènnes contre le code de la famille. Presses de sciences Po. 2015.
- Monique (G). le nationalisme Algérien etb les femmes. Histoireet perspective. Ed. L’Harmattan. Paris. 1995
- (André). La naissance du nationalisme algérien (1914 – 1954) Paris. Ed, de Minuit. 1962.
- (Boyer). L’Evolution de l’Algérie Médiane de (1830-1956). Librairie d’Amérique et d’Orient. Adrien Maison Neuve. 1960.
- ـ (Fatma-Zohra). Mouvement national et question féminine des origines à la veille de la guerre de libération nationale. C.R.I.D. en sciences sociales et Humaines. Oran. 1984.
- (H). Prolétariat Musulman et problèmes sociaux à Oran. Janvier 1945.
[1] – الزبيري، (محمد العربي)، الغزو الثقافي في الجزائر1962 ـ 1982، الجزائر، المؤسسة الجزائرية للطباعة، 1986، ص 20.
[2] ـ صاري، (أحمد)، شخصيات وقضايا من تاريخ الجزائر المعاصر، المطبعة العربية، غرداية، 1987، ص127
[3] -Charles-Henri (Favord): Les documentations de tribune libre. La révolution Algérienne. Par PI on Paris. 1959. P : 84
[4] ـ ولد خليفة، (العربي)، الثورة الجزائرية، معطيات وتحديات، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر 1991 ص، 73.
[5] ـ بوعزيز، (يحيى)، السياسة الاستعمارية من خلال مطبوعات حزب الشعب الجزائري، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1995، ص 145.
– عباس، (فرحات)، حرب الجزائر وثورتها، ليل الإستعمار، ترجمة أبي بكر رحال، مطبعة فضالة، المحمدية، المغرب، ص 31 [6]
[7] ـ سعد الله، (أبو القاسم)، الحركة الوطنية الجزائرية 1900ـ 1930، دار الآداب، بيروت، لبنان، ص 65.
[8] ـ Charles-Henri (Favrod). Op. Cit. P 84
[9] ـ Brac De La Perriere Caroline. Derièrre les héros…les employées de maisons musulmanes en services chez les Européenes à Alger pendant la guerre d’Algérie. L’Harmattan. Paris. 1987. P : 12.
[10] ـ Brac De La Perriere Caroline. Op. Cit. P : 12
[11] ـ Jeanson. (.c). et (F). Op. Cit. p 170.& Kaddache. (Mhfoud), Histoire du Nationalisme Algérienne. Question Nationale et Politique Algérienne 1919 – 1951. T1. S.N.E.D. P : 286.
[12] ـ ولد خليفة (محمد العربي)، مرجع سابق، ص 74.
[13] ـ ركيبي، (عبد الله)، الشعر الديني العربي الحديث، الطبعة 1، الشركة الوطنية للطبع والتوزيع، الجزائر، 1981، ص60
[14] ـ P. (Boyer). L’Evolution de l’Algérie Médiane de (1830-1956). Librairie d’Amérique et d’Orient. Adrien Maison Neuve. 1960. P : 273.
[15] ـ Chevalier (j). Nous Algériens…1ère édition. Paris. Clamann-Levy. 1958. P :85
[16] ـ Julien (Ch. A). Afrique du Nord en Marche. Ed. 3ème. Paris. 1972. P : 96
[17] ـ Sai. (Fatma-Zohra). Mouvement national et question féminine des origines à la veille de la guerre de libération nationale. C.R.I.D. en sciences sociales et Humaines. Oran. 1984. P : 59
[18] ـ بوعزارة، (محمد)، المرأة الجزائرية من النضال المسلح إلى الممراسة السياسية والدولية، الندوة الإقليمية حول مشاركة المرأة في الحياة السياسية، مركز الدراسات المتوسطية والدولية، الحوار، أبريل 2017، ص 4.
[19] ـ Lalami (Feriel). Les Algériènnes contre le code de la famille. Presses de sciences Po. 2015. P : 368.
[20]– ولدت “لاليام نفيسة” بالجزائر العاصمة في 1924 من عائلة ميسورة الحال، واصلت دراستها فكانت من بين أوائل دفعات تخصص الطب سنة 1944 في جمعية “الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا”. شاركت في مظاهرات أول ماي 1945 بمدينة الجزائر، تخلت عن ثروتها وحياتها المهنية لاحتضان القضية الثورية والالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1954. فكانت توفر الرعاية للفقراء، وتعالج المرضى والجرحى إلى أن ألقي عليها القبض بالولاية الثالثة في 6 نوفمبر 1957. أطلق سراحها من خلال تبادلها مع سجين فرنسي تحت إشراف الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر الجزائري (CRI). توفيت في 10 ديسمبر 2020، ينظر: alland (JEAN). La tete ici, le cœur là-bas. Tirésias.2002. P : 369. ، وأيضا: Benjamin Stora. Dictionnaire biographique des militants nationalistes algériens. L’Harmattan. 1992. P : 403
[21] ـ الزبيري، (محمد العربي)، تاريخ الجزائر المعاصر، ج1، اتحاد الكتاب العربي، مكتبة الأسد الوطنية، دمشق، 1999، ص 172.
[22] ـ قداش، محفوظ، تر: أمحمد الباز، الحركة الوطنية الجزائرية (1939-1951)، ج2، دار الأمة، الجزائر، ص 1093.
[23] ـ بلامي، (خضراء)، النرأة والثورة: صفحات من التضحية والمعاناة، مجلة أول نوفمبر، ع 148، المنظمة الوطنية للمجاهدين، الجزائر، 1996، ص 24.
[24] ـ ابن العقون، (عبد الرحمن بن براهيم)، الكفاح القومي والسياسي من خلال مذكراتمعاصر، الفترة الثالثة 1947 – 1954، الطبعة الأولى، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1986، ص 167.
[25] ـ Monique (G). le nationalisme Algérien etb les femmes. Histoireet perspective. Ed. L’Harmattan. Paris. 1995. P : 132.
[26] ـ خامس سامية، مسيرة نضال المرأة الجزائرية في الحركة الوطنية والثورة التحريرية، كفاح المرأة الجزائرية: دراسات وبحوث الملتقى الوطني الأول حول كفاح المرأة، ط2، منشورات م. و. د. و. ب. ف. ح. و. و. ث. أ. ن، 1954، الجزائر، ص ص 341-342.
[27] ـ P : 02. Alger Republicain. N0 2483. Du 14/ 07 /1951.
[28] ـ أكلات شعبية جزائرية.
[29] ـ علال، (فاطمة)، في حديث لمجلة أول نوفمبر، 1984، الجزائر، ع 69، ص 26.
[30] ـ بوالطمين، (الأخضر جودي)، لمحات من ثورة الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1978، ط 2، ص 281
[31] ـ جغلول، (عبد القادر)، المرأة الجزائرية وحرب التحرير الوطني 1954 -1962، مجموعة مقالات، ترجمة سليم قسطون، الطبعة الاولى، دار الحداثة والطبع والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 1983، ص 133.
[32] ـ El- Moudjahd. N0 40. du 24/04/1956
[33]Nouschi. (André). La naissance du nationalisme algérien (1914 – 1954) Paris. Ed, de Minuit. 1962. PP : 71-72.
[34] — Bulletin Sanitaire, XXXIIème anneé, N0 476, Juillet 1937, P 1778.
[35] ـ . Weiller. (H). Prolétariat Musulman et problèmes sociaux à Oran. Janvier 1945. P : 21
[36] ـ الجندي (خليفة وآخرون)، حوار حول الثورة، المركز الوطني للتوثيق والصحافة والإعلام، ج3، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، الرغاية، 1986، ص 301.
[37] ـ حزب جبهة التحرير الوطني، المنظمة الوطنية للمجاهدين، ((تقرير الولاية الأولى))، مرجع سابق، ص80.
[38] ـ قليفي، (عائشة)، الملتقى الوطني الأول حول كفاح المرأة الجزائرية، منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، الجزائر، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية وحدة الرغاية، 1998، ص 335.
[39] ـ هلال، (عمار)، مرجع سابق، ص 128.
[40] ـ شراد، (يمينة)، مجلة أول نوفمبر، الجزائر، 1983، ع 62، ص 72.
– الجندي (خليفة وآخرون)، حوار حول الثورة، المركز الوطني للتوثيق والصحافة والإعلام، ج3، ص 302 ـ303 [41]
[42] – حزب جبهة التحرير الوطني، المنظمة الوطنية للمجاهدين، ((تقرير الولاية الخامسة))الملتقى الجهوي لتاريخ الثورة، وهران، (( 11-12 فيفري)) 1985 ، ص 79.
[43] ـ بوالطمين، (الأخضر جودي)، مرجع سابق، ص 294.
[44] ـ المرجع نفسه، ص ص 294 ـ 295.
[45] ـ بوعزيز، (يحيى)، الثورة في الولاية الثالثة 1954- 1962، ط1، دار الأمة للطبع والنشر، الجزائر، ط 1، 2004، ص 93.
[46] ـ جغلول (عبد القادر)، مرجع سابق ص 133.
[47] ـ جريدة المجاهد، ع 18، بتاريخ 15/02/1958، ص 9.
[48] ـ بركات، (أنيسة)، مسيرة نضال المرأة الجزائرية في الحركة الوطنية والثورة الجزائرية، المركز الوطنيى للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، في: كفاح المرأة الجزائرية، الملتقى الوطني الثاني لتاريخ الثورة، الجزء الثاني، المجلد الثاني، ص 252.
[49] ـ فرانز (فانون)، سوسيولوجيو ثورة (ترجمة: ذوقان قرقوط)، بيروت، دار الطليعة للطباعة والنشر، 1970.ص 52.
[50] ـ وزارة المجاهدين، وثائق مؤتمر الصومام، منشورات المتحف الوطني للمجاهد، الجزائر، 1996، ص 63.