أقام مركز جيل البحث العلمي تحت إشراف رئيسته أ.د. سرور طالبي وضمن حلقات النقاش عبر الإنترنيت في منهجيّة البحث العلمي محاضرة دولية إفتراضيّة، مساء يوم الجمعة 23-3-2021، حيث حاضر خلاله أ.د. العربي دين (أستاذ اللسانيات التطبيقية ورئيس اللجنة العلمية في قسم اللغة العربية وآدابها – جامعة الدكتور مولاي الطاهر ، الجزائر)، تحت عنوان ” أثر الأخطاء اللغويّة على سلامة البحث العلمي”، بحضور أعضاء اللجنة العلميّة التحكيميّة للمركز، وطلاب الدراسات العليا في مختلف الجامعات العربيّة، سيما الجزائر ولبنان، ومصر والعراق وغيرها.
بدايةً رحبّت الأستاذة سرور بالأستاذ المحاضر العربي دين، وأثنت على جهوده كونه من القامات العلميّة الجزائريّة ضمن طاقم مجلّة جيل الدراسات الأدبيّة والفكرية لناحية التصويب اللغوي، وقد كان من المساهمين وأصحاب الأثر والفضل في رفع مستوى المجلّة، فأصبحت من المجلّات العربيّة المصنّفة في الترقيات العلميّة، كما رحبّت بجميع المشاركين شاكرةً جميع من ساهم في إنجاح هذا النوع من اللقاءات العلميّة، وهذه المحاضرة تدخل في إطار تطوير الباحثين لناحية تفادي الأخطاء اللغويّة الشائعة في الأبحاث العلميّة، نظراً أنّ هذه الأخطاء وخاصةً اللغويّة منها تؤثّر على جودة ونوعية البحث ومصداقية الباحث.
استهل ذ. العربي دين محاضرته بالترحيب بالحضور وشكر المركز ورئيسته على إتاحة هذه الفرصة للتمكّن من الخوض في موضوع أرّق الباحثين وهو: “السلامة اللغويّة في البحث العلمي”، معتبراً أنّ هذه اللفتة والهمّة من مركز جيل من شأنها أن تنبّه الباحث لناحية كتابة مضمون البحوث والمذكرات، حيث سيقوم بتبيان أهميّة اللغة التي تعتبر مرتكز هذه المشقّة والعناء الذي يعترض الطالب ضمن غمار البحث، فالسلامة اللغويّة وهي من المرتكزات الضروريّة التي تساهم في نجاح البحث العلمي.
أضاف ذ. العربي دين أنّ السلامة اللغويّة تكمن بالخلوّ من الأخطاء الإملائيّة التركيبيّة البلاغيّة وغيرها…، فهي تتفرّع إلى تفرّعات ثلاث يُتوخّى من خلال الجمل إيصال معلومة ضمن الإطار البحثي، فالسلامة اللغويّة تبدأ بالكلمة لناحية سلامة اللفظ والتركيب، نظام المتن وعلامات الوقف، وسيحاول من خلال كل فرع تبيان أهميّة الكلمة والتركيب وعلامات الوقف.
أكّد ذ. العربي دين أنّه أثناء كتابتنا للبحث إذا لم ندقّق أو نختار الكلمة المناسبة في المكان المناسب، يختلّ المعنى والدليل، فمن خصوصيّات اللغة العربيّة أنّ للكلمة مدلولات خاصّة قد نعبّر بمجموعة منها عن معنى صغير، وبكلمة منها قد نعبّر عن معنى كبير، وهنا قد يحصل الإختلال وأعطى مثالاً على ذلك حادثة أبو النوّاس والخليفة هارون الرشيد:
” يحكى أنّ الخليفة هارون الرشيد كانت لديه جاريه تدعى خالصة وكانت فائقة الجمال والحسن وكان يحبها حباً شديداً، استدعى أبو النواس عنده في الديوان ليلقي عليه الشعر بحضور خالصة، وعندما انتهى أبو النواس من إلقاء الشعر لم يلتفت إليه الخليفة أو يستحسن شعره على الرغم من أن أبو النواس قال أحسن ما عنده للخليفه.. فإغتاظ أبو النواس أشدّ الغيظ وهو يعلم أنّ الخليفة مشغول بملاطفة خالصة والتغزل بها وتجاهل شعره، وبحضور أبو النواس أهدى الخليفة خالصة عقد ثمين مرصّع بأغلى الجواهر .. ولم يكافىء أبو النواس نظير إلقائه أروع الشعر في مدح الخليفة أو حتى يستحسن الشعر .. فإستأذن أبو النواس من الخليفة بالانصراف وتوجه إلى باب غرفة خالصة وكتب عليه: لقد ضاع شعري على بابكم… كما ضاع عقدٌ على صدر خالصة.
ذهب أبو نواس إلى بيته … وعندما رأت خالصة ما كتبه أبو نواس على باب غرفتها غضبت وذهبت تشتكى للخليفه .. فجنّ جنون الخليفة وأمر الحرس بإحضار أبو النواس ليعاقب على فعلته الشنيعه، وعندما علم أبو النواس أنّ الخليفة غاضب علم بالأمر وسبب غضب الخليفة، وذهب للخليفة مع الحرس ولكنه قبل أن يدخل على الخليفة مر على باب خالصة وقام بمسح تجويف العين من كلمة ضاع في الشطرين لتصبح ضاء ويتغيّر المعني من ذم لمدح، عندما دخل على الخليفة سأله : لقد طلبتني أيها الخليفة لأمرٍ هام، فقال له الخليفة: ما هذا الذي كتبته يا أبو النواس على باب خالصة ؟؟
فقال له أبو النواس بكل براءة، لم أكتب إلّا كلّ خيرٍ يا سيّدى فلقد مدحت ولم أرى سبباً لكل هذا الغضب، دعنا نذهب جميعا ونرى ما كتبت بكل ثقة، فقال له الخليفة والله يا أبو النواس لو كذبت لأقطعن رأسك، ذهبوا جميعاً، وإذ بالخليفة يرى دهاء وذكاء وسرعة بديهته لتغيير معنى كلمة ضاع إلى ضاء وأصبح البيت يقرأ هكذا: لقد ضاء شعري على بابكم…. كما ضاء عقدٌ على صدر خالصة” فضحك الخليفة وأعجب بذكاء أبو النواس وأمر الحاجب بأن يكافىء أبو نواس بحفنه من الدنانير وانصرف، وكما هو واضح من خلال هذه الحادثة حرفاً واحداً غيّر المعنى.
أشار ذ. العربي دين إلى ضرورة الحرص في البداية على السلامة اللغويّة لناحية الكلمة، ثمّ الحرص على التركيبة اللغويّة كتحريكها وتغيير مراتبها، وبتغيير مراتبها قد يتغيّر المعنى مثال: – ليس كل الطلبة حاضرين – كلّ الطلبة ليسوا حاضرين.
محتوى التركيبة الأولى أي الألفاظ نفسها في الجملتين، ففي الجملة الأولى هناك نص غلب فيه العموم على السلب، وفي الجملة الثانية غلب السلب على العموم، رغم إستخدام نفس الكلمات والمحتوى للكلمات ولكن التركيبة هي التي قامت بتغيير المعنى.
إنتقل بعدها ذ. العربي دين إلى علامات الوقف التي تعتبر عنصراً هاماً في عمليّة كتابة البحث العلمي، فإذا كان هناك متناً لا يحتوي على علامات وقف، هذا قد يؤدّي إلى تشتّت القارئ وعدم فهمه لما هو مكتوب أو مقصود من قبل الكاتب، مثال على ذلك: سُلّم لمتّهم حكمه النهائي ليسلّمه للجهات المعنيّة، وقد كتب القاضي الحكم دون علامات وقف، وكان الحكم التالي: “العفو عنه مستحيل يرسل إلى سيبيريا ويقتل”، فقام المتّهم بإضافة علامة وقف واحدة غيّرت الحكم وكأنّه حكم براءة وهي النقطة فأصبح الحكم كالتالي: ” العفو عنه. مستحيل يرسل إلى سيبيريا ويقتل” ، هنا أصبح المعنى العفو، وعندما وصل الحكم وبعدما تصرّف به المتّهم بشكل خبيث عُفي عنه.
ويمكننا ان نغيّر المعنى أيضاً من خلال تغيير مكان النقطة كوضعها بعد كلمة مستحيل فتصبح: ” العفو عنه مستحيل. يرسل إلى سيبيريا ويقتل”، وهنا يصبح الحكم القتل.
واستحضر ذ. العربي دين بعض الكلمات التي قد تكون نتائجها كارثيّة، لناحية تركيب الجملة والمعنى وروى حادثة كمثال عنها: كان هناك موكب عسكري يمرّ في وسط المدينة ويتوسّطه درّاج، فجأةً ينقلب الدرّاج على أنفه، وينتبه الصحافيّون إلى هذه الحادثة ويقوم أحدهم بكتابة التالي: “ إنقلابٌ عسكريٌ في مدينة …”، وهذا أثار ضجّة وخوف كبيرين بين القرّاء حتّى إتّضحت الحقيقة والمعنى، فالإهتمام والإعتناء بالمنهج والخط والشكل لا يكفي، إنّما الإهتمام بلغة البحث ضرورة لا مناص منها.
نبّه بعدها ذ. العربي دين طلبة القانون أنّه في الكثير من الأحيان تُكتب نصوص قانونيّة يجِد فيها الدارسون ثغرات كثيرة وأعطى أمثلة على ذلك بعض النصوص:
النص الأول: تقول إحدى المواد: لا يجوز أن يكون لمن له ممثّل في مجلس الإدارة أو لرئيس أو أحد أعضاء مجلس الإدارة أو أحد أعضاء الإدارة التنفيذيّة، أن يكون لأزواجهم أو أقاربهم من الدرجة الثانية مصلحة مباشرة أو غير مباشرة لعقود الإبرام مع الشركات إلّا إذا حصلوا على تفويض….
وهنا إذا أردنا تفسير النص ف “من” هنا تفيد إنتهاء الغاية الزمانيّة والمكانيّة، وهذا يدّل على أنّ الأقارب من الدرجة الأولى والثالثة والرابعة يسمح لهم.
النص الثاني: لا يجوز للشركة أن تقرض أحد أعضاء مجلس الإدارة أو رئيس الإدارة، أو أزواجهم وأقاربهم حتّى الدرجة الثانية إلّا إذا حصلوا على تفويض…
وهنا يصبح المعنى أنّه يحقّ للأقارب من الدرجة الثالثة والرابعة الإستفادة.
إنتقل ذ. العربي دين للحديث عن المتعلّم ليؤكّد أنّ ” إثنان لا يتعلّمان ” متكبّر وإنسان لا يسأل، فأغلب الطلبة يظنون بحصولهم على شهادة الدكتوراه أصبحوا ملوك في المعرفة والعلم، فمن ظنّ أنّه يمتلك ناصية اللغة هنا سيقع بالخطأ، وأحد أسباب إهمال سلامة اللغة الثقة المفرطة في النفس، لأنّ الباحث مهما بلغت درجته فهو بشر وقد يسقط في الخطأ.
وذكر ذ. العربي دين أنّ بعض الحجج التي يبرّر فيها الباحثين أخطاءهم اللغويّة هي: أنّه صاحب إختصاص ويهتم بإختصاصه وأنّ اللغة لأصحاب اللغة والنحو والبلاغة، وهنا كرّر ذ. العربي أنّ اللغة العربيّة هي لغة القرآن الكريم ولا يمكن إهمالها أو الإستهانة بها، فالثقة بالنفس الزائدة قد تؤثّر على مسيرة الباحث.
كما حذّر ذ. العربي دين كل من يبالغ في إستخدام اللغة فيكثر من الإطناب أثناء التعبير قد تفلت منه الفكرة، ففي البحث العلمي ليس المهم الكمّ ولكن الكيف هو الأهم للوصول إلى نتيجة متميّزة، وإذا لم يحرص الباحث العربي في الوطن العربي على اللغة في كافة الإختصاصات، وهو إبن اللغة، لا يمكن أن نلوم غيره من غير العرب في مثل هذه الأحوال.
وختم ذ. العربي دين كلامه بأنّ الباحث يكتب لغيره “للقرّاء”، وسيكون مرجعاً لمن بعده فلا يجب الإستهانة باللغة في البحث العلمي، خاصةّ أنّ البحث العلمي هو نتاج تعب ومشقّة فليكون على قدر من السلامة اللغويّة لتكتمل عناصره ويصل لمبتغاه، وشكر ذ. العربي دين مركز جيل على هذه المبادرة العلميّة التي تعتبر بوصلة توجّه الباحثين وكل طالب علم يسعى إلى تطوير ذاته ومعلوماته ليرقى بالبحث العلمي في الوطن العربي، وفتح المجال للأسئلة والمناقشات.
علّقت ذ. سرور طالبي على محاضرة الأستاذ العربي دين لتلفت النظر أنّه على الرغم من أن المحاضرة تمّ تصويبها للدراسات القانونيّة والتي شملت أمثلة قانونيّة، إلّا أنّه يمكن القول أنّ هذه الملاحظات والمعلومات القيّمة تطبّق على الجميع وفي كافة التخصّصات، لناحية ترتيب الكلمات وتوزيعها وعلامات الوقف، فالأبحاث العلميّة ليست للقراءة فقط، بل هي موجّهة لباحثين آخرين، فلجنة المناقشة تتوقّف عند معاني الكلمات أو العنوان إذا كان بعيدا عن المحتوى أو لا يتضمّن كل المحتوى أو ربّما ينافي المحتوى، وأعطت أمثلة على ذلك بعض المقالات والأبحاث التي ترسل للنشر في مجلات المركز، فقد كان من بين أهم الملاحظات عليها ضبط العنوان وربطه بالمحتوى ومحاوره ليناسب موضوع البحث المقدّم.
كما تضمنت المداخلات والمناقشات الأفكار التالية:
مداخلة من الباحثة هبة الرطل ماجستير إعلام –إذاعة وتلفزيون لبنان، تحدّثت عن إنقسام اللغة العربيّة إلى قسمين أولاً: لغة الكلام وهي مايستخدمه مجتمع العرب في بلاد العرب “الكلام المنطوق فيما بينهم”، والذي يعتبر لغة بلا قواعد ولا قوانين وتسمّى اللهجة والتي قد تختلف ضمن البلد الواحد بين منطقة وأخرى، وثانياً: لغة الكتابة تعبيراً وتحريراً اللغة العربية الفصحى، التي تراعي كافة القواعد والقوانين البلاغيّة، وربما إنقسام اللغة في المجتمعات العربية بين لغة الكلام ولغة الكتابة قد أضعف هذه اللغة عند العديد من الباحثين في الوطن العربي، ذاكرة بعض المحطات التلفزيونيّة التي يُستخدم فيها اللهجة العاميّة مع وقوع المذيعين في خطأ لفظ بعض الحروف بشكل صحيح وهذه تعدّ مشكلة كبيرة في حق اللغة العربية.
كما تدخل طالب الدكتوراه من الجزائر أحمد أمين وطرح سؤالين على أ. العربي دين:
1- العرب أدركوا عظمة ما توارثوا، فمنزلة اللغة العربيّة عرفها القاس والدان، ولكن ما مدى تأثير هذه المقولة على سلامة اللغة العربية: “خطأ مشهور خير من صواب مهجور”
2- كثر من الكتّاب يستعملون فعل أشعل موضع أوقد، وقد قال الله تعالى: “واشتعل الرأس شيباً”، الفعل أشعل يعتبر عربيّاً فصيحاً ، ففي قول الله تعالة هذه إستعارة بديعة تشبيه الشهاب الناري أصله من الإشتعال، فهناك الكثير يخطئون في إستعمال بعض الكلمات ما مدى تأثير هذا أيضاً على سلامة اللغة العربيّة.
شارك ذ. العربي دين إنزعاج الباحث في مقولة: “خطأ مشهور خير من صواب مهجور”، فلا يجوز أن نستعمل هذه المقولة لتبرير الخطأ وتشريعه، فهذا إختلاف واقع بين محافظين ومجدّدين، فالمحافظون يجدون أنّ اللغة هي ما يجب أن يتحدّثه الناس وليس ما يتحدّثه الناس، بينما المجدّدين يجدون أنّ اللغة هي ما يتحدّثه الناس وليس ما ينبغي أن يتحثوه، ومن هنا كانت هذه المقولة والتي لا يجب تعميمها.
أمّا بالنسبة لإستخدام كلمات مكان كلمات أخرى ولا تخدم المعنى المرجو فهنا يجب أن نعود إلى معاني الكلمات ولا يجوز أن نستخدم كلمة مكان كلمة أخرى لا تخدم المعنى المرجو أو معناها يختلف عن المقصود، فالخطأ خطأ والصواب صواب، فاللغة لا تعترف إلّا بالمعيار وما دامت هناك قواعد ووسائل تمكّن اللغة من إعتلاء مكانتها المحتوم، فنعتمد هذه الوسائل، وتمنّى أن تنال هذه المقولة البطلان.
مداخلة من الباحثة غزلات ريمال تناولت برنامج word كونه غير كافٍ لتصحيح اللغة العربيّة، فما هي البرامج التي قد نستعين بها.
تحدّث ذ. العربي دين عن تجربته الخاصّة في جهازه الخاص فهو يقوم بتخصيص رصيد معين من ذاكرة الحاسوب، ويحفظها بصيغة word كون البرامج في الحاسوب لا تحتوي على قواعد اللغة العربيّة السليمة.
مداخلة من طالبة الدكتوراه في الجامعة اللبنانية الباحثة ميساء رونو التي طرحت مشكلة تعانيها مع أحد أبنائها لناحية اللغة العربيّة كون المدارس في لبنان لا تقدّر أهمية اللغة العربية ولا تعتمد تعليمها بطرق تجذب التلاميذ أو الطلبة، بالإضافة إلى لغة الإنترنيت والأحرف الأجنبية التي تُكتَب بها اللغة العربية والتي تفقد اللغة رونقها وتألقها وتضعفها لدى جيل الناشئة.
أكدّ ذ. العربي دين أنّ المعلّم أو الأستاذ هو سبب من الأسباب التي تعوق اللغة العربية وتفقدها قيمتها، فينبغي أن نعي بأنّ الأجيال تختلف، وهذا الجيل بالتحديد ينبغي أن نأخذه برفق لتعلّم اللغة العربيّة، وينبغي أن نعلّمه اللغة بالتدريج وكلٌ حسب عمره.
وهنا أضافت ذ. سرور عن مشكلة هامّة في البرامج الدراسية في مرحلة الثانوي حيث تتحول حصص اللغة العربيّة إلى دراسة سير وحياة الكتاب والشعراء ويصبح هناك بُعِد واضح عن قواعد اللغة وقوانينها، فيشعر الطالب بالملل ويرفض المادّة خاصّة إذا كانت ميوله علميّة.
كانت المداخلات غنيّة جداً وحملت في طيّاتها شغف الباحثين والمشاركين واهتمامه باللغة العربيّة واكتسابها بشكل صحيح.
وقد تمّ الخروج من اللقاء الخامس ضمن حلقات النقاش عبر الإنترنيت بتوصيّة مهمّة طرحها الأستاذ المحاضر العربي دين والمتمثل في تضمين لجان المناقشات أستاذان من ذوي الاختصاص وثالث متخصّص بالمنهجيّة أما الرابع فيكون متخصّص باللغة العربية، وهنا تصبح المناقشة متخصّصة وتصوّب الأمور في طريقها الصحيح، فيهتم الباحث بكافة جوانب البحث العلمي تخصّصاً ومنهجيةً ولغةً.
رحبت ذ. سرور بهذا الاقتراح وتبنته واعتبرت وضعه محل تطبيق سيكون إنجاز هام في مسيرة البحث العلمي في الوطن العربي، وستصبح من خلاله كل أبحاث تخرج مصادر موثوقة ذات مستوى وجودة عالية، شاكرة اأاستاذ العربي دين على هذه المحاضرة القيمة ودعته للتفكير في مواضيع بنفس الأهمية للحلقات المقبلة.